الاحترام لهبة الحياة
الفصل ١٤
الاحترام لهبة الحياة
١ و ٢ لماذا يجب ان نظهر الاحترام العميق لهبة الحياة؟
الاحترام العميق لهبة الحياة هو اساس السلام والامن الحقيقيين. ولكن مثل هذا الاحترام للحياة ناقص بشكل محزن اليوم. لقد اصبح البشر ماهرين في أخذ الحياة، ولكن لا يمكن لايّ منهم ان يردّ الحياة اذا ذهبت.
٢ والاحترام للحياة التزام مقدس لمعطي الحياة، يهوه اللّٰه. وعنه قال المرنم الملهم: «عندك ينبوع الحياة.» (مزمور ٣٦:٩) فنحن مدينون للّٰه بحياتنا، ليس فقط لانه خلق الانسان، بل ايضاً لانه يسمح للجنس البشري بالاستمرار حتى الآن ويزود الوسيلة لدعم الحياة. (اعمال ١٤:١٦، ١٧) وفضلاً عن ذلك، رتب ان يشتري ابنه ثانية او يفتدي العائلة البشرية بدم حياته. (رومية ٥:٦-٨، افسس ١:٧) ونتيجة ذلك يقدم الآن لجميع الذين يقبلون ذلك فرصة العيش الى الابد في نظامه الجديد البار. ونظراً الى كل ذلك، كيف يمكننا ان نظهر احترامنا العميق وتقديرنا لهبة الحياة من اللّٰه؟
٣ كيف تؤثر مراقبة العنف لمجرد التسلية في موقف المرء من الحياة؟
٣ اولاً، اذا كنا جادين في اظهار الاحترام للحياة لن نشترك مع الذين، لمجرد اللهو، يغذون عقولهم بالتسلية التي تبرز العنف. فقبول العنف كشيء «مسلّ» جعل الكثيرين قساة وعديمي الشعور تجاه الالم البشري وخسارة الحياة. اما اذا كنا شاكرين على صلاح اللّٰه والرجاء الذي يعطيه فاننا نقاوم مثل هذه الروح. ونطوّر التقدير للحياة كهبة من اللّٰه. وسيؤثر ذلك في كيفية
استعمال حياتنا، وكيفية معاملة الآخرين، وحتى كيفية النظر الى الذين لم يولدوا بعد.محترمين حياة غير المولودين
٤ (أ) متى يجري نقل الحياة الى ذرية المرء؟ (ب) ماذا يظهر ما اذا كان اللّٰه يهتم بالحياة البشرية قبل الولادة؟
٤ ان القدرة على نقل الحياة امتياز عظيم معطى من اللّٰه. وهذه الحياة يجري نقلها، لا وقت الولادة، بل وقت الحبل. وكما تذكر «دائرة المعارف البريطانية،» فانه حينئذ «يبتدىء تاريخ حياة الفرد، ككيان متميز واحيائي.» وتقول ايضاً: «يجري خلق فرد جديد عندما تندمج عناصر خلية منوية ذات قوة تناسلية في تلك التي لبييضة قابلة للنمو.»٦٠ وبشكل مماثل، يبتدىء اهتمام اللّٰه بالحياة البشرية قبل الولادة. كتب المرنم الملهم داود قائلاً للّٰه: «نسجتني في بطن امي . . . رأت عيناك اعضائي وفي سفرك كلها كتبت.» — مزمور ١٣٩:١٣-١٦، جامعة ١١:٥.
٥ لماذا تكون الحجج المقدمة في محاولة تبرير الاجهاض غير سليمة؟
٥ كل سنة يجري عمداً انهاء حياة الملايين من الاولاد غير المولودين بالاجهاض. فهل هذا صحيح اخلاقياً؟ يحتج البعض بان الطفل غير المولود لا يشعر بالحياة وهو غير قادر على الوجود خارج الرحم. ولكنّ ذلك يصح ايضاً من حيث الاساس في الطفل المولود حديثاً. فوقت الولادة لا يدرك معنى الحياة ولا يستطيع ان يستمر في الوجود بمعزل عن العناية الدائمة. والخلية الحية التي تتشكل وقت الحبل تصبح ذلك الطفل ان لم تجرِ اعاقتها. فاذا اعتُبر اخذ حياة المولود حديثاً جريمة في كل مكان تقريباً، وكانت تُبذل جهود كبيرة لانقاذ حتى الاطفال
المولودين قبل الاوان، لماذا اذاً لا يكون جريمة ايضاً اخذ حياة غير المولود؟ ولماذا تعتبر الحياة مقدسة فقط بعد ان تترك الرحم وليس ايضاً عندما تكون داخل الرحم؟٦ كيف يظهر الكتاب المقدس نظرة اللّٰه الى الاخذ العمدي لحياة الطفل غير المولود؟
٦ والشيء المهم ليس كيف ينظر الناس الى الامور بل ما يقوله اللّٰه، مانح الحياة. فحياة الولد غير المولود ثمينة عند يهوه ولا يجب الاستهانة بها. وقد اعطى اسرائيل قديماً شريعة تحمي خصوصاً تلك الحياة. فاذا تخاصم رجلان فاصيبت امرأة حبلى بأذية او نتج الاجهاض فقد وضعت هذه الشريعة عقوبات شديدة. (خروج ٢١:٢٢، ٢٣) والاخذ العمدي لحياة الولد غير المولود اكثر خطورة ايضاً. فحسب شريعة اللّٰه، فان من يأخذ الحياة البشرية عمداً يجري الحكم عليه بالموت كقاتل. (عدد ٣٥:٣٠، ٣١) ويحافظ اللّٰه على الاعتبار السامي نفسه للحياة الآن.
٧ من اي شيء تجري حمايتنا عندما نحترم مشيئة اللّٰه في ما يتعلق بحياة الولد غير المولود؟
٧ والاحترام العميق لمشيئة اللّٰه في ما يتعلق بحياة الولد غير المولود يجلب فائدة حقيقية. فبجعل الآباء مسؤولين كاملاً عن تلك الحياة يردع يهوه عن الاختلاط الجنسي بكل نتائجه الرديئة. وهذه تشمل الامراض المنقولة جنسياً، والحبل غير المرغوب فيه، والاولاد غير الشرعيين، والعائلات المحطمة، والشدة العقلية لضمير غير طاهر. لذلك يمكن ان يساهم الاحترام للحياة في السلام العائلي الآن، وهو عامل مهم في نيلنا البركات المقبلة.
الاحترام لحياتكم الخاصة
٨ لماذا يجب ان نظهر الاحترام لمشيئة اللّٰه بالطريقة التي نعامل بها جسدنا الخاص؟
٨ وما القول في الطريقة التي نعامل بها حياتنا الخاصة؟ كثيرون من الناس يقولون، ‹لم اختر ان اولد. فما افعله بحياتي يرجع الي. وسأفعل ما اريد.› ولكن هل يلزم طلب الهبة لكي يقدّرها النائل؟ ولا ينكر احد ان الحياة عينها صالحة. فالنقص البشري والالم هما اللذان يسلبان الحياة كثيراً من فرحها. ولا يجب لوم يهوه اللّٰه على ذلك. فهو يعد بتقويمه بواسطة حكومة ملكوته. ولذلك يجب ان نحيا الحياة التي اعطانا اياها بطريقة تظهر الاحترام لمشيئته وقصده. — رومية ١٢:١.
٩ ماذا يقول الكتاب المقدس عن الشراهة والسكر؟
٩ واحدى الطرائق التي يمكن بها ان نظهر مثل هذا التقدير هي الاعتدال في الطعام والشراب. فالشراهة والسكر يدينهما اللّٰه. (امثال ٢٣:٢٠، ٢١) وكما ان الاكل باعتدال لائق، كذلك ايضا استعمال المشروبات الكحولية باعتدال. وهنالك آيات مقدسة كثيرة تظهر ذلك. — تثنية ١٤:٢٦، اشعياء ٢٥:٦، لوقا ٧:٣٣، ٣٤؛ ١ تيموثاوس ٥:٢٣.
١٠ (أ) كيف يظهر السكير الاحتقار للحياة؟ (ب) كما يظهر في ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠، لماذا من المهم تجنب السكر؟
١٠ فليس الشرب ما يدينه الكتاب المقدس، بل اساءة استعمال الكحول. وذلك لسبب وجيه، اذ يضر الجسد، ويجعل السكيرين يتصرفون بحماقة، ويمكن ان يجعلهم ايضاً خطراً على الآخرين. (امثال ٢٣:٢٩-٣٥، افسس ٥:١٨) وفي الولايات المتحدة وحدها يعاني ١٠ ملايين من الناس على الاقل من الكحولية. واحدى النتائج ٠٠٠,٣٠ وفاة سنوياً من تليّف الكبد. ويقول المجلس الوطني عن الكحولية: «ان الكلفة الاجمالية للامة تقارب ٤٣ بليون دولار سنوياً بسبب التغيّب المزمن عن العمل، والخدمات الصحية والاجتماعية، والتعويض عن ضرر الممتلكات والنفقات الطبية . . . ومن بين جميع الحوادث المميتة التي تحصل في الطرقات اليوم فان ٥٠٪ منها يشمل الكحول. واكثر من ٨٠٪ من وفيات الحريق، و ٦٥٪ من حوادث الغرق، و ٢٢٪ من الحوادث المنزلية، و ٧٧٪ من حوادث السقوط، و ٣٦٪ من حوادث المشاة و ٥٥٪ من الاعتقالات ترتبط في استعمال الكحول. كما ان ٤٤٪ من الطيارين الذين تورطوا في حوادث كانوا يشربون. والتصرف العنيف المنسوب الى استعمال الكحول يتسبب بحوالى ٦٥٪ من جرائم القتل، و ٤٠٪ من محاولات الاعتداء، و ٣٥٪ من حوادث الاغتصاب، و ٣٠٪ من الجرائم الجنسية الاخرى، و ٣٠٪ من حوادث الانتحار، و ٥٥٪ من المخاصمات او الاعتداءات في البيت، و ٦٠٪ من حالات الاساءة الى الاولاد.»٦١ والكلفة في البيوت المحطمة والحياة الهالكة والالم البشري تفوق الحساب. فلا عجب اذا قالت كلمة اللّٰه: «لا تضلوا. لا زناة . . . ولا سكّيرون ولا شتامون ولا خاطفون يرثون ملكوت اللّٰه.» — ١ كورنثوس ٦:٩، ١٠.
١١ هل تعقل محاولة الهرب من المشاكل الشخصية بالافراط في الشرب؟
١١ صحيح ان البعض يشعرون بعمق بالاثر المحزن لحالة العالم. فحروبه وجريمته وتضخمه المالي وفقره، وأيضاً شدته وضغوطه تساهم في المشاكل الشخصية. ولكن لا يربح المرء شيئاً بمحاولة الهرب من ذلك بالشرب المفرط المضر. فلا يخلق ذلك الا مزيداً من المشاكل له وللآخرين، وعلى مر الوقت يدمر وقاره وقصده في الحياة وموقفه مع اللّٰه.
استعمال المخدرات
١٢ لماذا يلتفت كثيرون من الناس الى المخدرات؟
١٢ في محاولة للهرب من مشاكل الحياة يلتفت كثيرون من
الناس الى المخدرات التي تسبب الهذيان. ومستعملو هذه المخدرات يستعيضون عن الواقع بشعور حالم او حالة شبيهة بالنشوة. ويستعمل كثيرون المخدرات الثقيلة كالهروين والكوكايين. ويأخذ البعض جرعات كبيرة من مخدرات مختلفة على شكل حبوب. فكيف تتأثر حياتهم؟١٣ اية آثار هنالك لبعض هذه المخدرات في المستعمل، وكيف يحذر الكتاب المقدس منها؟
١٣ ان استعمالهم هذه المخدرات يؤدي بسهولة الى خسارة ضبط النفس، منتجاً آثاراً مماثلة لتلك التي ترى في السكير. (امثال ٢٣:٢٩-٣٤) ويجري الاعتراف عموماً ان هذه المخدرات يمكن ان تكون خطرة. ففي مدينة نيويورك، مثلاً، يكون ادمان الهروين السبب الرئيسي للموت بين الاشخاص من عمر ١٨ الى ٣٥ سنة. فيا له من احتقار كبير لهبة الحياة!
١٤، ١٥ لماذا لا يظهر الذين يدخنون المرهوانة الاحترام لهبة الحياة؟
١٤ ولكن ما القول في مخدر المرهوانة الخفيف؟ يمكن ان يكون ايضاً خطراً بطرائق عديدة. فمستعملو المرهوانة غالباً ما يتعرضون لمخدرات اقوى بالاتصال بباعة المخدرات وغيرهم من المستعملين. وكذلك فان كثيرين ممن يعتمدون على المخدر، معتقدين انه يخفف التوتر والضيق، يذهبون على الارجح الى مخدرات اقوى.
١٥ ولكن حتى اذا لم يحدث ذلك فان تدخين المرهوانة خطر. فهي تحتوي على عوامل مسبّبة للسرطان اكثر من لفائف التبغ، وهي متلفة اكثر للرئتين. والاستعمال المتواصل يمكن ان يسبب تلف الكبد، والعيوب الوراثية، وتلف الدماغ. تقول مؤسسة الابحاث الكندية للادمان ان المرهوانة «هي مخدر قوي ذو مجال واسع من المخاطر الصحية.»٦٢ كما قال خبير بالمخدرات: «المرهوانة مخدر مضر جداً. وفي السنوات العشر الماضية جرى نشر حوالى ٠٠٠,١٠ مقالة في المجتمع العلمي تشير الى مخاطرها الصحية.» ولاحظ «مجازفة بالغة الخطورة في محاولة المراهقين ان يستظهروا،» لانها تضعف قدرة الذاكرة على الاختزان والقدرة على التركيز. وعن مستعمل المرهوانة قال: «لا يمكنه ان يقود السيارة بطريقة صحيحة او ان يستعمل الآلة الكاتبة. والاستعمال الطويل الامد يسبب تلفاً اشد خطورة لجهاز المناعة الذي يصون الجسم من المرض.»٦٣ والنساء اللواتي يدخنّ المرهوانة في اثناء الحمل يواجهن خطراً اكبر بكثير لحيازة اولاد لديهم تلف في الدماغ. ونظراً الى كل ذلك، هل يمكن القول ان استعمال المرهوانة يظهر الاحترام لهبة الحياة؟
١٦ لاي خطر كبير آخر يمكن لاستعمال المخدرات ان يعرض المرء، وكيف يجب ان يؤثر ذلك في نظرتنا الى الامر؟
١٦ وهنالك سبب قوي آخر لتجنب استعمال المخدرات. فيمكن ان تفسح المجال لوقوع المرء تحت سيطرة الابالسة. وارتباط المخدرات هذا في السحر ليس جديداً. فالعرّافون في الماضي استعملوا المخدرات. يقول «القاموس التفسيري لكلمات العهد الجديد،» لمؤلفه فاين: «في العرافة كان استعمال المخدرات، أبسيطاً كان ذلك ام فعالاً، يقترن عموماً بالرقى واللجوء الى القوى السحرية.» وجرت هذه التعليقات في ما يختص بالكلمة اليونانية المنقولة الى «ممارسة الارواحية» («فارماكيا،» حرفيا «مستودع المخدرات») في غلاطية ٥:٢٠، عج. (انظر ايضاً رؤيا ٩:٢١؛ ١٨:٢٣) ولذلك يمكن للمخدرات ان تعرض المرء لنفوذ الابالسة. فكيف يمكن لشخص يملك احتراماً لمعطي حياته ان يعرض نفسه لهذا الخطر لمجرد شعور وقتي؟
١٧، ١٨ (أ) اي ثمر رديء آخر يقترن باستعمال المخدرات؟ (ب) ولذلك كيف ينظر شهود يهوه المسيحيون الى استعمال المخدرات؟
١٧ ومن المعروف جيداً ان استعمال المخدرات يرتبط متى ٢٢:١٧-٢١.
ارتباطاً وثيقاً في الجريمة والانحطاط الادبي في المجتمع. فالبيع غير الشرعي للمخدرات مصدر دخل رئيسي للجريمة المنظمة. وكثيرون من مدمني المخدرات يسرقون لدعم عادتهم. ويلتفت غيرهم الى العهارة. والعائلات تتمزق اذ يصير احد اعضائها مدمنا. والامهات الحبالى ينقلن الادمان الى اطفالهنّ، الذين يموتون احياناً في اثناء اختبار آلام الانقطاع عن المخدر. وفي اغلب البلدان يعتبر امتلاك واستعمال امثال هذه المخدرات الخطرة لاسباب غير طبية ممنوعاً شرعاً. —١٨ فهل تريدون ان تكون لكم علاقة بممارسة تقترن بكل هذا الثمر الرديء؟ شهود يهوه لا يريدون ذلك! ولا يريدون ان يشتركوا في استعمال المخدرات من اجل الطرب او الهرب من الواقع. فهم يملكون الاعتبار السامي للحياة ويريدون ان يستعملوها بطريقة تنسجم مع مشيئة اللّٰه.
استعمال التبغ والمنتجات المماثلة
١٩ لماذا يؤثر الاحترام لهبة الحياة في نظرة المرء الى استعمال التبغ وبزرة الفوفل واوراق نبات الكوكة؟
١٩ والامر الشائع اكثر اليوم هو استعمال التبغ، وفي بعض البلدان بزرة الفوفل واوراق الكوكة. وكل منها مضر للجسم وفي بعض الحالات للعقل. وتحذّر الحكومات من علاقة التبغ بأمراض كسرطان الرئة ومرض القلب والنزلة الصدرية المزمنة وانتفاخ الرئة. فهل يظهر الاحترام لهبة الحياة ان يستعمل المرء امثال مواد الادمان هذه؟
٢٠، ٢١ (أ) هل يعني عدم حكم الكتاب المقدس على امثال هذه العادات بالتخصيص انها حسنة؟ (ب) اية مبادىء للكتاب المقدس تظهر ان امثال هذه العادات ليس لها مكان في حياة خادم اللّٰه؟
٢٠ قد يقول احد بان هذه الاشياء كلها خليقة اللّٰه. هذا متى ٢٢:٣٩.
صحيح، ولكنّ الفطر ايضاً كذلك. ومع ذلك فبعض انواعه قتال اذا اكل. وقد يقول آخر بان الكتاب المقدس لا يدين بالتخصيص امثال هذه العادات. كلا، ولكنْ هنالك كما رأينا امور كثيرة لا يدينها الكتاب المقدس بالتخصيص وهي خاطئة بوضوح. فلا يوجد مكان في الكتاب المقدس يمنع المرء بالتخصيص من استعمال باحة جاره لالقاء النفاية. ومع ذلك يجب ان تكون وصيته، «تحب قريبك كنفسك،» كافية لندرك جميعاً خطأ ذلك. وبصورة مماثلة، يعرب التدخين عن عدم المحبة، لان الدخان قد يثير الآخرين ويمكن ان يضر صحتهم ايضاً. —٢١ وفي ٢ كورنثوس ٧:١ تأمرنا كلمة اللّٰه بان «نطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكمّلين القداسة في خوف اللّٰه.» وان يكون الشيء «مقدساً» يعني ان يكون «طاهراً، غير ملطخ، غير فاسد.» ويهوه يحفظ نفسه طاهراً من الفساد، دون ان ينحط ابداً ليعمل بطريقة غير مقدسة. ويتوقع بحق ان نبقى «مكمّلين القداسة» الى الحد الممكن للبشر. (رومية ١٢:١) كما يتوقع ايضاً ان نحبه من كل قلبنا ونفسنا وفكرنا وقدرتنا. ولكن كيف يمكن للمرء ان يفعل ذلك اذا انهمك في الممارسات التي تدنس جسده وتضر صحته وتقصّر حياته؟ — مرقس ١٢:٢٩، ٣٠.
٢٢ ماذا يمكن ان يساعد المرء على التخلص من السيطرة التي قد تكون لمثل هذه العادة عليه؟
٢٢ ومع ان مثل هذه العادة او تلك قد تبدو مسيطرة على المرء فبامكانه ان يتغلب عليها ويتحرر منها. ومعرفة اللّٰه ومقاصده تزوّد دافعاً قوياً الى ذلك. فيمكن للمرء ان يتجدد بالقوة التي تحرك ذهنه. (افسس ٤:٢٣) وسيفسح ذلك المجال لطريقة جديدة في الحياة تنتج الاكتفاء الشخصي وتكرم اللّٰه.
الاحترام للحياة كما يمثلها الدم
٢٣ (أ) ما هو الاستعمال الوحيد للدم الذي وافق عليه اللّٰه في شريعته لاسرائيل؟ (ب) لماذا يجب ان يحملنا معنى هذه الذبائح على الانتباه الجيد لمشيئة اللّٰه من هذا القبيل؟
٢٣ ودمنا ايضاً يستحق الاعتبار اذ نتكلم عن الحياة. فقد اختار اللّٰه دم البشر والحيوان على حد سواء كرمز الى الحياة. وهذا واضح من الشريعة التي اعطاها لنوح وبعد ذلك لامة اسرائيل. والاستعمال الوحيد للدم الذي وافق عليه كان بتقديمه على المذبح. (تكوين ٩:٣، ٤، لاويين ١٧:١٠-١٤) والذبائح كلها رمزت الى الذبيحة الواحدة ليسوع، التي سكب بها دم حياته لاجل الجنس البشري. (عبرانيين ٩:١١-١٤) وهذا الامر بحد ذاته يجب ان يحملنا على الانتباه الجيد لمشيئة اللّٰه من هذا القبيل.
٢٤ ماذا تقول الاعمال ١٥:٢٨، ٢٩ عن النظرة التي يجب ان يملكها المسيحيون الى استعمال الدم؟
٢٤ وهل ينطبق ايضاً حظر اللّٰه المتعلق باستعمال الدم على المسيحيين الحقيقيين؟ نعم، كما يظهر البيان الرسمي الذي اصدره الرسل وغيرهم من شيوخ الجماعة المسيحية للقرن الاول. فقد كتبوا بارشاد روح اللّٰه: «قد رأى الروح القدس ونحن ان لا نضع عليكم ثقلاً اكثر غير هذه الاشياء الواجبة ان تمتنعوا عما ذبح للاصنام وعن الدم والمخنوق (وبالتالي، ما لم يستنزف دمه) والزنا التي ان حفظتم انفسكم منها فنعمّا تفعلون.» — اعمال ١٥:٢٨، ٢٩.
٢٥ باية ممارسات يظهر العالم الاحتقار لمشيئة اللّٰه في ما يتعلق باستعمال الدم؟
٢٥ كثيرون من الناس يحتقرون مشيئة اللّٰه المتعلقة بالدم. فيستعملونه في الطعام ولمقاصد طبية وحتى في المنتجات
التجارية. ولكن هذا لا يجب ان يدهشنا، لان العالم يظهر احتراماً قليلاً جداً لهبة الحياة عينها. أما اذا كنا نقدّر الحياة ومسؤوليتنا امام اللّٰه فلن نتجاهل مشيئته او نحتقره بمخالفة وصاياه.٢٦، ٢٧ لماذا محاولة حفظ الحياة الحاضرة بالعصيان على اللّٰه لا تظهر الاحترام له؟
٢٦ وهكذا، فيما يجب ان نهتم بصحتنا ونطلب حماية حياتنا، توجد حدود معيَّنة يجب ان نلاحظها. وقد اوضح يسوع ذلك اذ قال: «من يحب نفسه (او حياته) يهلكها ومن يبغض نفسه في هذا العالم يحفظها الى حياة ابدية.» — يوحنا ١٢:٢٥.
٢٧ اذا كانت المسألة مسألة مواجهة الموت لسبب اطاعة اللّٰه، او العصيان عليه لتجنب الموت، يفضل خادم اللّٰه الموت على العصيان. وكان يسوع يستطيع ان ينجو من الموت بالعصيان على اللّٰه. ولكنه لم يفعل ذلك. وهنالك رجال قبله اظهروا الولاء الثابت نفسه للّٰه. (متى ٢٦:٣٨، ٣٩، ٥١-٥٤، عبرانيين ١١:٣٢-٣٨) فلم يدعوا حياتهم الحاضرة تقف في سبيل اهليتهم للحياة الابدية.
٢٨ بتنمية التقدير لنظرة الكتاب المقدس الى الحياة، لاي شيء نستعد؟
٢٨ فهل تنظرون انتم ايضاً الى الحياة هكذا؟ وهل تقدّرون انه لكي يكون للحياة معنى حقيقي يجب ان تحيوها بانسجام مع مشيئة اللّٰه؟ ان تنمية وجهة النظر هذه الآن هي جزء من الاستعداد للحياة في نظام اللّٰه الجديد. وكم سنشعر آنذاك بالطمأنينة والامان، في كل مكان وزمان، عارفين ان جميع الاحياء على الارض يملكون الاحترام الاصيل لهبة الحياة من اللّٰه!
[اسئلة الدرس]