الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

متى سيأتي الدمار العالمي المنبأ به؟‏

متى سيأتي الدمار العالمي المنبأ به؟‏

الفصل ٧

متى سيأتي الدمار العالمي المنبأ به؟‏

١ اي قصد عظيم يخبئه اللّٰه للجنس البشري؟‏

ما ابدع الراحة التي تأتي من رؤية الحرب والجريمة وتلوث الارض تصل الى نهايتها!‏ وما اجمل العيش تحت ادارة بارة حقاً،‏ حيث يمكن ان يكون هنالك أمن كامل للمرء وعائلته!‏ يظهر الكتاب المقدس ان اللّٰه سيحقق هذه الامور.‏ ولكن متى؟‏

٢ (‏أ)‏ عندما يأتي «يوم الرب،‏» من يقعون فجأة؟‏ (‏ب)‏ كيف يمكن ان نتجنب حدوث ذلك لنا؟‏

٢ في ما يتعلق بالدمار العالمي الذي يمهد السبيل لنظام اللّٰه الجديد،‏ يقول الرسول بولس:‏ «يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء.‏» ويضيف:‏ «واما انتم ايها الاخوة فلستم في ظلمة حتى يدرككم ذلك اليوم كلص.‏» (‏١ تسالونيكي ٥:‏​٢،‏ ٤‏)‏ فعندما يأتي «يوم الرب» يكون اولئك الذين يفشلون في الاصغاء الى التحذيرات كحيوانات تقع فجأة في الفخ.‏ ولكن لا يلزم ان يحدث ذلك لكم.‏ فكما تذكر الآية،‏ هنالك اناس ليسوا «في ظلمة.‏» وذلك لانهم يفحصون ويصغون الى ما تقوله كلمة اللّٰه عن ايامنا.‏ —‏ لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏.‏

٣ و ٤ (‏أ)‏ اين يجري ايضاح المغزى الكامل لحوادث القرن الـ‍ ٢٠؟‏ (‏ب)‏ اية نقاط رئيسية خمس مرسومة في نبوة الكتاب المقدس سنفحصها؟‏

٣ يصف الكتاب المقدس بوضوح حوادث هذا القرن العشرين.‏ ولكنه فعل ذلك مسبقاً قبل نحو ألفي سنة!‏ وفيما يكون كثير من الحوادث عينها معروفاً عموماً فان الكتاب المقدس وحده يشير الى مغزاها الكامل.‏

٤ والمعلومات النبوية في الكتاب المقدس عن ايامنا تصف بالتفصيل ما يلي:‏ (‏١)‏ السنة المعيَّنة عندما يعطي اللّٰه «مملكة الناس» «لمن يشاء.‏» (‏٢)‏ حوادث ذات مغزى تجري في اثناء الفترة المعروفة ‹باختتام نظام الاشياء.‏› (‏٣)‏ تطورات دينية جديرة بالملاحظة في ذلك الوقت.‏ (‏٤)‏ نجاة البعض على الاقل من الجيل الذي شهد ابتداء «اختتام نظام الاشياء.‏» (‏٥)‏ تطور مدهش في شؤون العالم كاشارة اخيرة الى ان الدمار العالمي وشيك.‏ فلنفحص هذه النقاط.‏

‏(‏١)‏ السنة الموسومة —‏ ١٩١٤ ب‌م

٥ في اي تاريخ مبكر ادرك شهود يهوه ان الكتاب المقدس يشير الى السنة ١٩١٤ ب‌م كسنة ذات مغزى؟‏

٥ قديما في السنة ١٨٧٦ ادرك شهود يهوه ان نبوة الكتاب المقدس وسمت السنة ١٩١٤ ب‌م كوقت تجري فيه حوادث رئيسية تكون لها آثار بعيدة المدى في الشؤون البشرية.‏ وأعلنوا سبب هذه الحقيقة بشكل واسع.‏

٦ (‏أ)‏ ماذا يجري بحثه في دانيال ٤:‏٢ و ٣،‏ ١٧‏؟‏ (‏ب)‏ من الذي يعطيه يهوه ‹المملكة›؟‏

٦ افتحوا كتابكم المقدس الى دانيال الاصحاح ٤ تجدوا نبوة تعلن قصد اللّٰه المتعلق بالسلطان على الارض.‏ والقصد وراء اتمام هذه النبوة مذكور بانه «لكي تعلم الاحياء ان العلي متسلط في مملكة الناس فيعطيها من يشاء.‏» (‏الاعداد ٢ و ٣‏،‏ ١٧‏)‏ ان «من» يعطيه العلي ‹المملكة› هو المسيح يسوع.‏ وآخر اسفار الكتاب المقدس يتحدث عن الوقت الذي تعطى فيه «ممالك العالم» له كملك سماوي.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٥؛‏ ١٢:‏١٠‏)‏ اذاً،‏ يعني ذلك ان نبوة دانيال تعالج الوقت الذي يتدخل فيه اللّٰه في شؤون البشر باعطاء «ممالك العالم» ليسوع المسيح.‏ فمتى تشير النبوة الى ان ذلك سيحدث؟‏

٧ (‏أ)‏ اي حلم نبوي موصوف في دانيال ٤:‏​١٠-‏١٦‏؟‏ (‏ب)‏ كيف انطبق على الملك نبوخذنصر؟‏

٧ يصف الحلم النبوي في دانيال شجرة كبيرة قطعت وقيّدت بقيد من حديد ونحاس حتى مضت عليها «سبعة ازمنة.‏» وفي خلال هذا الوقت اعطيت «قلب حيوان.‏» (‏دانيال ٤:‏​١٠-‏١٦‏)‏ فماذا عنى ذلك؟‏ جعل اللّٰه دانيال يوضح:‏ نبوخذنصر،‏ ملك بابل،‏ كان سيفقد سلامة عقله ويُنحّى عن عرشه ويطرد من بين الناس ليعيش كحيوان.‏ وبعد سبع سنوات كانت سلامة عقل الملك سترجع اليه.‏ وقد حدث هذا فعلا للملك وجرى رده الى عرشه كشخص اعترف بسمو حكم اللّٰه.‏ (‏دانيال ٤:‏​٢٠-‏٣٧‏)‏ ولكن كان لكل ذلك معنى اعظم،‏ ولهذا السبب جرى تسجيله في الكتاب المقدس.‏

٨ (‏أ)‏ المعنى الاعظم للنبوة يتعلق باية مملكة؟‏ (‏ب)‏ في هذا الاتمام الاعظم الى ماذا يرمز قطع الشجرة،‏ وكيف اعطيت قلب حيوان؟‏

٨ والمعنى الاعظم يتعلق بحكم اقوى يفيد كل الاشياء الحية على الارض.‏ فمنه،‏ تقول النبوة،‏ يكون هنالك «طعام للجميع» وحماية حتى للحيوانات والطيور.‏ (‏دانيال ٤:‏١٢‏)‏ والحكم الوحيد الذي يستطيع حقاً ان يزود هذه الفوائد هو ملكوت اللّٰه.‏ والمبادىء البارة لهذه الحكومة اعرب عنها تاريخ يهوذا بملوكها في اورشليم.‏ ولكن،‏ لسبب عدم الامانة،‏ ترك يهوه يهوذا تنغلب بواسطة بابل في سنة ٦٠٧ ق‌م.‏ فكان ذلك كما لو قطعت الشجرة في الحلم ووضعت قيود كابحة حول ساق اصلها.‏ ودون تدخل الهي،‏ مارست الحكومات الاممية السيادة العالمية منذ ذلك الحين.‏ وبما ان هذه الممالك الاممية يجري الرمز اليها في الكتاب المقدس ‹بوحوش،‏› كان كما لو ان ملاكاً من السماء اعلن:‏ «ليعطَ قلب حيوان ولتمضِ عليه سبعة ازمنة.‏» (‏دانيال ٤:‏١٦؛‏ ٨:‏​١-‏٨،‏ ٢٠-‏٢٢‏)‏ ولكن هذه ‹السبعة الازمنة› من الحكم بواسطة حكومات وحشية كانت ستنتهي اخيرا.‏ عند ذلك كانت القيود سترفع،‏ و «الشجرة» ستنمو ثانية اذ تبدأ ممارسة السيادة العالمية بواسطة ذاك الذي يعطيه يهوه «ممالك العالم.‏»‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ في حساب طول الـ‍ «سبعة ازمنة» كم يكون طول كل زمان،‏ وكيف يدل الكتاب المقدس على ذلك؟‏ (‏ب)‏ متى بدأت الـ‍ «سبعة ازمنة،‏» وكم سنة تغطي،‏ ومتى تنتهي؟‏

٩ فكم كان طول هذه ‹السبعة الازمنة›؟‏ اطول بكثير من سبع سنوات،‏ لان يسوع المسيح بعد قرون دلّ على ان تلك «الازمنة المعينة للامم» كانت لا تزال مستمرة.‏ لقد تولت الامم السيادة العالمية منذ غزو بابل لاورشليم في السنة ٦٠٧ ق‌م وكانت ستستمر في فعل ذلك لفترة من الوقت.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٤‏،‏ ع‌ج.‏

١٠ لاحظوا لنفسكم كيف يشير الكتاب المقدس الى «الازمنة» النبوية.‏ فالرؤيا ١١:‏​٢،‏ ٣ تظهر ان ٢٦٠‏,١ يوماً تؤلف ٤٢ شهراً،‏ اي ثلاث سنوات ونصف السنة.‏ والرؤيا ١٢:‏​٦،‏ ١٤ تذكر عدد الايام نفسه (‏٢٦٠‏,١)‏ ولكنها تشير اليها باعتبارها «زماناً وزمانين ونصف زمان،‏» اي ثلاثة «ازمنة» ونصف الزمان.‏ وكل من هذه «الازمنة» يعادل ٣٦٠ يوما (‏٢⁄‏١ ٣×٣٦٠=٢٦٠‏,١)‏.‏ وكل يوم من هذه «الازمنة» النبوية يرمز الى سنة كاملة حسب القاعدة،‏ «للسنة يوم.‏» (‏عدد ١٤:‏٣٤،‏ حزقيال ٤:‏٦‏)‏ وبهذه الطريقة تساوي الـ‍ «سبعة ازمنة» ٥٢٠‏,٢ سنة (‏٧×٣٦٠)‏.‏ واذ نحسب من خريف السنة ٦٠٧ ق‌م،‏ عند سقوط مملكة اللّٰه الرمزية في يهوذا بواسطة بابل،‏ تصل بنا السنوات الـ‍ ٥٢٠‏,٢ الى خريف السنة ١٩١٤ ب‌م.‏ (‏٤⁄‏١ ٦٠٦+٤⁄‏٣ ١٩١٣=٥٢٠‏,٢)‏ تلك هي السنة التي يجب ان تودع فيها «ممالك العالم» ليسوع المسيح.‏

١١ ماذا يقول المؤرخون عن مغزى السنة ١٩١٤؟‏

١١ وشهود يهوه،‏ بعد اعلانهم ان الكتاب المقدس اشار الى السنة ١٩١٤،‏ كان عليهم ان ينتظروا عشرات السنين قبل رؤية النتيجة.‏ وفي اوائل سنة ١٩١٤ كان سلام العالم يحمل كثيرين على الاعتقاد انه لن يحدث شيء.‏ ولكن قبل انتهاء الصيف جرى تبرير ثقة الشهود عندما غرق العالم في حرب لم يسبق لها مثيل.‏ وفي نقد لكتاب «١٩١٤» كتب المؤرخ ا.‏ ل.‏ راوز:‏ «اذا كانت هنالك سنة تسم نهاية عهد وبداية آخر فهي السنة ١٩١٤.‏ فقد انهت هذه السنة العالم القديم بشعوره بالامن وبدأت العصر الحديث،‏ الذي يتصف بعدم الامن الذي هو نصيبنا اليومي.‏»‏٤٤ كما ذكر تقرير عن رجل الدولة البريطاني وينستون شرشل:‏ «ان العيار الناري الذي اطلق في ٢٨ حزيران ١٩١٤،‏ في ساراجيفو،‏ قد حطّم عالم الامن والعقل المبدع .‏ .‏ .‏ ولم يعد العالم المكان نفسه منذ ذلك الحين .‏ .‏ .‏ لقد كانت نقطة تحول،‏ وعالم الامس البديع الهادىء الجذاب اضمحل لئلا يظهر ثانية.‏»‏٤٥ فتلك السنة،‏ التي وسمتها نبوة الكتاب المقدس قبل قرون،‏ كانت فعلا نقطة تحول في التاريخ.‏

١٢ ماذا كان سبب الاضطراب العظيم في الشؤون البشرية في السنة ١٩١٤ وبعدها؟‏

١٢ قد يبدو غريباً في بادىء الامر ان يكون تتويج المسيح موسوماً بحرب لم يسبق لها مثيل على الارض.‏ ولكن لا تنسوا ان «رئيس هذا العالم» هو الشيطان ابليس.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣٠‏)‏ وهو لم يرد ان يرى ملكوت اللّٰه مسيطرا على شؤون الارض.‏ ولتحويل الانتباه عن الملكوت دفع الناس الى الحرب لتأييد ادعاءاتهم بالسلطان.‏ وفضلاً عن ذلك،‏ يظهر الكتاب المقدس ان الشيطان وابالسته حاولوا ابتلاع حكومة الملكوت عند ولادتها.‏ وبأية نتيجة؟‏ «حدثت حرب في السماء .‏ .‏ .‏ فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس والشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض وطرحت معه ملائكته.‏» وبما ان «زماناً قليلاً» فقط بقي للشيطان،‏ فقد كان غضبه عظيماً.‏ (‏رؤيا ١٢:‏​٣-‏١٢‏)‏ وقبل تسعة عشر قرناً زود الكتاب المقدس مسبقاً وصفاً دقيقاً للنتيجة.‏

‏(‏٢)‏ حوادث ذات مغزى خصوصي

١٣ ماذا ادى الى ذكر يسوع علامة حضوره واختتام نظام الاشياء؟‏

١٣ في السنة ٣٣ ب‌م وصف يسوع بالتفصيل علامة حضوره واختتام نظام الاشياء.‏ وهذا الامر مسجل في متى الاصحاحين ٢٤،‏ ٢٥ ومرقس ١٣ ولوقا ٢١‏.‏ ففيما كان يسوع مع فريق من تلاميذه في اورشليم انبأ بدمار الهيكل هناك.‏ ثم سأل تلاميذُه:‏ «قل لنا متى يكون هذا وما هي علامة (‏حضورك واختتام نظام الاشياء؟‏)‏ » —‏ متى ٢٤:‏​١-‏٣‏.‏

١٤ اذكر بعض الحوادث ذات المغزى التي جعلها يسوع ضمن ‹العلامة.‏›‏

١٤ اجاب يسوع قائلاً:‏ «سوف تسمعون بحروب واخبار حروب.‏ انظروا لا ترتاعوا.‏ لانه لا بد ان تكون هذه كلها.‏ ولكن ليس المنتهى بعد.‏ لانه تقوم امة على امة ومملكة على مملكة وتكون مجاعات واوبئة وزلازل في اماكن.‏ ولكن هذه كلها مبتدأ الاوجاع.‏» وكما يظهر لوقا ٢١:‏١١ ذكر ايضاً حدوث اوبئة في مكان بعد آخر.‏ وحذر من «كثرة الاثم.‏» ولهذا السبب قال انه «تبرد محبة الكثيرين.‏» وانبأ ايضاً بشكل ذي مغزى:‏ «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» —‏ متى ٢٤:‏​٤-‏١٤‏.‏

١٥،‏ ١٦ (‏أ)‏ هل تمت اية من نبوات يسوع قبل دمار اورشليم في السنة ٧٠ ب‌م؟‏ (‏ب)‏ كيف نعرف انه يجب ان يكون هنالك ايضاً اتمام آخر وحتى اكثر اهمية؟‏

١٥ ولكن يمكن طرح السؤال:‏ ‹ألم يتم بعض هذه النبوات قبل دمار اورشليم بواسطة الرومانيين في السنة ٧٠ ب‌م؟‏› بلى،‏ تم بعضها.‏ ولكن كان سيأتي المزيد،‏ كما تظهر النبوات عينها.‏ صحيح ان يسوع كان يجيب عن سؤال ذي اهمية مباشرة لتلاميذه.‏ ولكنه انتهز الفرصة لتزويد معلومات بعيدة المدى عن وقت اتيان «ابن الانسان» «بقوة ومجد كثير،‏» ووقت اقتراب «ملكوت اللّٰه.‏» —‏ لوقا ٢١:‏​٢٧،‏ ٣١‏.‏

١٦ طبعاً،‏ لم تكن هذه الامور قد حدثت وقت دمار اورشليم في السنة ٧٠ ب‌م.‏ فآخر اسفار الكتاب المقدس،‏ الذي كتب حوالى سنة ٩٦ ب‌م،‏ يظهر ان هذه الحوادث المتعلقة بالملكوت كانت ستأتي في المستقبل.‏ (‏رؤيا ١:‏١؛‏ ١١:‏​١٥-‏١٨؛‏ ١٢:‏​٣-‏١٢‏)‏ وبلغة مجازية يظهر سفر الرؤيا ان الحروب ونقص الاغذية والاوبئة التي انبأ بها يسوع كانت ستصير حوادث مستقبلية وعلى نطاق غير عادي.‏ وستسم الوقت عندما يبدأ ويكمل المسيح قهره لجميع مقاومي ملكوت اللّٰه.‏ (‏رؤيا ٦:‏١-‏٨‏)‏ والحقيقة القائلة ان بعض اجزاء نبوة يسوع كان لها اتمام في القرن الاول انما تسمها كصحيحة،‏ معطيةً سبباً وجيهاً للثقة بكل شيء آخر قال يسوع انه سيحدث.‏

١٧ هل الاحوال في العالم اليوم مختلفة جدا عما كانت عليه قبل السنة ١٩١٤؟‏

١٧ فهل شهدت هذه النبوات الاتمام الاعظم الكامل في هذا القرن العشرين؟‏ قد يشعر الاشخاص غير العالمين الذين يقل عمرهم عن ٧٠ سنة بان اوقاتنا عادية اذ لا يذكرون الوقت الذي كانت فيه الامور مختلفة.‏ اما الاشخاص الاكبر سناً والعالمون ايضاً بالتاريخ فيعرفون خلاف ذلك.‏ وكما ذكر كتاب للتاريخ في ما يتعلق بحوادث سنة ١٩١٤:‏ «ان خمسة عشر بلداً فقط لم تتورط في الحرب .‏ .‏ .‏ ولكن لم يكن بينها بلد كبير يملك القدرة على العمل كوسيط.‏ ولم يحدث ذلك قط في تاريخ العالم،‏ فلم تكن لاية حرب ابعاد كهذه.‏ ونبوة الكتاب المقدس:‏ ‹تقوم امة على امة ومملكة على مملكة،‏› تمت حرفياً.‏»‏٤٦

١٨ لماذا نخطىء اذا استنتجنا ان الحرب الواسعة الانتشار هي كل ما في ‹العلامة›؟‏

١٨ ولكن هذه الامور لم تكن الجزء الوحيد مما قال يسوع انه ‹العلامة.‏› واذ استعمل ايضاحاً قال:‏ «انظروا الى شجرة التين وكل الاشجار.‏ متى افرخت تنظرون وتعلمون من انفسكم ان الصيف قد قرب.‏ وهكذا انتم ايضاً متى رأيتم هذه الاشياء صائرة فاعلموا ان ملكوت اللّٰه قريب.‏ الحق اقول لكم انه لا يمضي هذا الجيل حتى يكون الكل.‏» (‏لوقا ٢١:‏​٢٩-‏٣٢‏)‏ فاذا رأيتم مجرد شجرة واحدة تخرج اوراقاً في غير اوانها لا تعتقدون ان الصيف قريب.‏ اما عندما ترون كل الاشجار تفرخ في الوقت المناسب فتعلمون ما يعنيه ذلك.‏ وكذلك انبأ يسوع بان حضوره واختتام نظام الاشياء يكون موسوماً،‏ لا بمجرد الحرب،‏ بل بعدد من الامور تحدث كلها في مدى حياة جيل واحد.‏

١٩ (‏أ)‏ كما يظهر في البيان المرفق،‏ كيف يتم مختلف اوجه ‹العلامة› منذ السنة ١٩١٤؟‏ (‏ب)‏ لماذا لا تشكل الحروب والمجاعات والزلازل الابكر وغيرها ‹العلامة› التي تحدث عنها يسوع؟‏

١٩ فهل حدثت هذه الامور؟‏ بينما تفحصون الجدول المرفق تحت عنوان «ما هي العلامة؟‏» قد تذكرون انكم قرأتم عن حروب القرون الابكر.‏ ولكن الحرب العالمية الاولى تختلف عن كل الحروب الاخرى بصفتها متميزة،‏ نقطة تحول في التاريخ.‏ وقد تذكرون ايضاً ان مجاعات واوبئة وزلازل وأوقات اثم وجهوداً غير عادية لتعزيز السلام والامن حدثت قبل السنة ١٩١٤.‏ ومع ذلك لم يشهد اي وقت آخر في التاريخ اتيان كل هذه الامور في جيل واحد بمثل هذا المقدار الساحق.‏ فبكل استقامة،‏ اذا كانت الحوادث منذ السنة ١٩١٤ لا تتمم العلامة،‏ ماذا يلزم اكثر؟‏ لا شك اننا نعيش في وقت حضور يسوع في سلطة الملكوت.‏

٢٠،‏ ٢١ كيف كانت الحوادث المقترنة بالحرب العالمية الاولى «مبتدأ الاوجاع» فقط،‏ كما انبأ يسوع؟‏

٢٠ وظهور اوجه ‹العلامة› لم يعنِ ان ملكوت اللّٰه كان سيمحو الشر حالاً من الارض.‏ فكما انبأ يسوع،‏ «هذه كلها مبتدأ الاوجاع.‏» (‏متى ٢٤:‏٨‏)‏ فكانت ستتبع امور اخرى.‏ تقول دائرة المعارف العالمية:‏ «ادت الحرب العالمية الاولى وآثارها الى اعظم كساد اقتصادي في التاريخ في اوائل ثلاثينات الالف والتسعمئة.‏ وادت نتائج الحرب ومشاكل الترتيب للسلام الى الاضطراب في كل امة تقريباً.‏»‏٤٧ وبعد سنوات قليلة نشبت الحرب العالمية الثانية.‏ وكانت اكثر هولاً من الاولى بأضعاف.‏ ومنذ ذلك الحين يزيد الاحتقار للحياة والممتلكات،‏ ويصير الخوف من الجريمة جزءاً من الحياة اليومية.‏ والآداب توضع جانباً.‏ والتفجر السكاني يخلق مشاكل لا يجري حلها.‏ والتلوث يفسد نوعية الحياة ويعرضها للخطر.‏ وهنالك ايضاً تهديد بالابادة النووية.‏

٢١ فمتى ابتدأت هذه «الاوجاع»؟‏ قالت «الستار» اللندنية:‏ «قد يستنتج المؤرخ حسناً في القرن التالي ان اليوم الذي اصيب فيه العالم بالجنون كان .‏ .‏ .‏ (‏في)‏ السنة ١٩١٤.‏»‏٤٨ وتلك السنة ١٩١٤ موسومة مسبقاً من نبوة الكتاب المقدس منذ زمن بعيد.‏

‏(‏٣)‏ تطورات دينية جديرة بالملاحظة

٢٢ (‏أ)‏ بماذا قرن يسوع تنبؤه عن كثرة الاثم وبرودة المحبة؟‏ (‏ب)‏ كيف ساهمت تعاليم رجال الدين في هذه الحالة؟‏

٢٢ وبين الحوادث ذات المغزى التي قال يسوع انها ستسم «اختتام نظام الاشياء» ما يلي:‏ «يقوم انبياء كذبة كثيرون ويضلّون كثيرين.‏ ولكثرة الاثم تبرد محبة الكثيرين.‏» (‏متى ٢٤:‏​١١،‏ ١٢‏)‏ لقد قرن يسوع كثرة الاثم وبرودة المحبة بتأثير الانبياء الكذبة،‏ اي المعلمين الدينيين الذين يدّعون باطلاً التكلم عن اللّٰه.‏ وفي ما سبق،‏ قدم هذا الكتاب ادلة على ان رجال الدين دعموا حروب الامم،‏ واستخفوا بمقاييس الكتاب المقدس للآداب كشيء فات اوانه،‏ ووسموا اجزاء من الكتاب المقدس بأنها غير صحيحة.‏ وبأية نتيجة؟‏ برودة في المحبة للّٰه ولشريعته.‏ وكان ذلك عاملاً رئيسياً في انحطاط الآداب وعدم الاحترام للسلطة وعدم اهتمام المرء برفيقه الانسان.‏ —‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥‏.‏

٢٣،‏ ٢٤ ماذا يحدث للدين في السنوات الاخيرة؟‏

٢٣ ولسبب احوال كهذه ترك الملايين الهيئات الدينية.‏ فالبعض يلتفتون الى الكتاب المقدس ويعملون وفق طرقه.‏ والآخرون ينسحبون بخيبة واشمئزاز.‏ والكثيرون يصيرون اعداء للدين.‏ قال احد المحررين:‏ «لا يمكن للمرء إلاّ ان يُصدم بمقدار مشاكل العالم المتأصلة في الدين.‏ وقليلة هي المنافسات السياسية غير الدينية التي تولد الحماسة المتعطشة الى الدم للحرب الدينية.‏» وسأل في هذا الصدد:‏ «لماذا لا يلغى الدين؟‏»‏٤٩

٢٤ وانحطاط الاديان الرئيسية مدعوم بالوثائق.‏ مثلاً،‏ يُظهر تقرير عن ايطاليا انه بينما يعتبر ٩٥ في المئة من الناس انفسهم كاثوليكيين «يقدَّر عدد الحضور في الكنيسة يوم الاحد بأقل من ٢٠ في المئة.‏»‏٥٠ ويظهر تقرير آخر ان عدد الكهنة حول العالم انخفض ٠٠٠‏,٢٥ في عشر سنوات.‏٥١ وفي الولايات المتحدة توقعت دراسة كنسية مزيدا من «التضاؤل يصل الى ٥٠ في المئة في الكهنوت الكاثوليكي الاميركي بحلول عام ٢٠٠٠.‏»‏٥٢ ولاحظت «اخبار الولايات المتحدة وانباء العالم» «انخفاضاً ضخماً في عدد الرجال الذين يدخلون معاهد اللاهوت الكاثوليكية» في الولايات المتحدة،‏ من ذروة ٩٩٢‏,٤٨ الى ٢٦٢‏,١١ في اقل من ٢٠ سنة.‏٥٣ كما ذكرت «النيويورك تايمز» انه حول العالم «انخفض عدد الراهبات من ٤٢١‏,١٨١ الى ٣٧٠‏,١٢١» في ١٥ سنة.‏٥٤ والحالة مماثلة في غالبية الاديان.‏

٢٥ (‏أ)‏ بخلاف ذلك،‏ ماذا يدل الكتاب المقدس على حدوثه في ما يتعلق بالعبادة الحقيقية في هذا الوقت؟‏ (‏ب)‏ تحت توجيه من يجري هذا التجميع لعبّاد الاله الحقيقي،‏ وعلى اي اساس؟‏ (‏ج)‏ اية قضية تواجه الناس من جميع الامم؟‏

٢٥ وعلى سبيل التباين،‏ يدل الكتاب المقدس على مجيء «جمع كثير» من كل الامم الى عبادة يهوه في وقت النهاية هذا.‏ لقد انبأ يسوع عن هذا التجميع قائلاً انه سيميز الناس بعضهم من بعض،‏ إما للحفظ عبر «الضيقة العظيمة» وإما «لقطعٍ أبدي.‏» (‏رؤيا ٧:‏​٩،‏ ١٠،‏ ١٤،‏ اشعياء ٢:‏٢-‏٤،‏ متى ٢٥:‏​٣١-‏٣٣،‏ ٤٦‏،‏ ع‌ج)‏ فما الذي يميّز الناس للنجاة؟‏ يجيب الكتاب المقدس:‏ «العالم يمضي وشهوته واما الذي يصنع مشيئة اللّٰه فيثبت الى الابد‏.‏» (‏١ يوحنا ٢:‏١٧‏)‏ وكيف يعرف الناس ما هي مشيئة اللّٰه؟‏ بالتجاوب مع العمل التثقيفي العالمي الذي انبأ به يسوع عندما قال:‏ «يكرز ببشارة الملكوت هذه في كل المسكونة شهادة لجميع الامم.‏ ثم يأتي المنتهى.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ وهذه الكرازة تضع امام الناس من جميع الامم القضية:‏ هل هم الى جانب حكم اللّٰه؟‏ او يريدون،‏ انسجاماً مع تحريض الشيطان في عدن،‏ حكم البشر المستقل؟‏ يعطي يهوه الناس فرصة الاختيار.‏

٢٦،‏ ٢٧ (‏أ)‏ الى اي حد يجري الآن عمل الشهادة هذا؟‏ (‏ب)‏ لماذا تجاوب المرء مع رسالة الملكوت قضية خطيرة؟‏

٢٦ ان شهادة عالمية للملكوت يجري اعطاؤها بقوة متزايدة.‏ وفي اكثر من ٢٠٠ بلد يزور الملايين من شهود يهوه الناس في بيوتهم ويعرضون ان يدرسوا الكتاب المقدس معهم مجاناً.‏ والمطبوعات التي يستعملونها هي الى حد بعيد مطبوعات الكتاب المقدس الاكثر توزيعاً في الارض.‏ وفي الواقع،‏ انها بين المطبوعات الاكثر توزيعاً من ايّ نوع كان.‏ وهي متوافرة بحوالى ١٩٠ لغة.‏

٢٧ وعمل الفرز هذا يجري لسنوات كثيرة.‏ وهو الآن يقترب من نهايته.‏ وحسب كلمة اللّٰه،‏ فان الذين ينبذون حكم ملكوته والذين بعدم اكتراث يرفضون فرصة التعلم عنه سيقطعون.‏ (‏متى ٢٥:‏​٣٤،‏ ٤١،‏ ٤٦؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٩‏)‏ وبالنسبة الى الآخرين،‏ الذين يثبتون هويتهم كمؤيدين لملكوت اللّٰه،‏ سيسم ذلك وقت راحة كبرى.‏ ولكن متى ستأتي هذه الدينونة؟‏

‏(‏٤)‏ «لا يمضي هذا الجيل»‏

٢٨ في خلال اية فترة من الوقت قال يسوع ان الدمار العالمي المنبأ به سيأتي؟‏

٢٨ وفي ما يتعلق ‹بذلك اليوم وتلك الساعة،‏› قال يسوع،‏ ‏«لا يعلم بهما احد ولا ملائكة السموات الا ابي وحده.‏» ولكنّ يسوع اعطى دليلاً مساعداً على الوقت اذ قال:‏ «لا يمضي هذا الجيل حتى يكون هذا كله.‏» (‏متى ٢٤:‏​٣٤،‏ ٣٦‏)‏ لذلك فان كل الاوجه المختلفة ‹للعلامة› مع ‹الضيق العظيم› يجب ان تحدث في مدى حياة جيل واحد —‏ جيل ١٩١٤.‏ وهذا يعني ان بعض الاشخاص الذين رأوا حوادث السنة ١٩١٤،‏ عندما ابتدأ «اختتام نظام الاشياء،‏» سيكونون احياء ايضاً ليروا نهايته حين يأتي ‹الضيق العظيم› فجأة.‏ واولئك الذين يذكرون حوادث السنة ١٩١٤ متقدمون الآن في السن.‏ واكثرهم قد ماتوا.‏ ولكنّ يسوع اكد لنا انه «لا يمضي هذا الجيل» قبل ان يأتي دمار نظام الاشياء الشرير هذا.‏ —‏ متى ٢٤:‏​٢١‏.‏

٢٩ اذ سمح اللّٰه بتطور الحوادث منذ السنة ١٩١٤ الى هذا الحد،‏ كيف سهّل على البشر ان يتخذوا القرار الصائب؟‏

٢٩ وكم كان اللّٰه صبوراً اذ زود هذه الفرصة المطوّلة للتوبة!‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٩‏)‏ ولاول مرة في التاريخ،‏ بلغت مشكلة بعد اخرى ابعاداً هائلة —‏ الحرب والتلوث وزيادة عدد السكان وغيرها.‏ واي منها كان يمكن ان يجلب الخراب التام.‏ واذ ترك اللّٰه ادلة كهذه تتراكم سهّل على الناس ان يروا ان الانسان لا يملك الحلول.‏ وفي الوقت ذاته،‏ ساعدت الكرازة «ببشارة الملكوت» ذوي القلوب المستقيمة ليدركوا ان ملكوت اللّٰه هو الرجاء الوحيد للسلام والامن الحقيقيين.‏ وبذلك يمنحهم اللّٰه الوقت ليثبتوا هويتهم الى جانبه من القضية العظمى.‏

‏(‏٥)‏ اشارة اخيرة

٣٠ اية اشارة اخيرة الى قرب الدمار العالمي يعيّنها الكتاب المقدس؟‏

٣٠ وسيأتي بعدُ حادث آخر كاشارة واضحة الى ان الدمار العالمي وشيك الوقوع.‏ وعن هذا كتب الرسول بولس:‏ «يوم الرب كلص في الليل هكذا يجيء.‏ لانه حينما يقولون سلام و (‏امن!‏)‏ حينئذٍ يفاجئهم هلاك بغتة .‏ .‏ .‏ فلا ينجون.‏» —‏ ١ تسالونيكي ٥:‏​٢،‏ ٣،‏ لوقا ٢١:‏​٣٤،‏ ٣٥‏.‏

٣١،‏ ٣٢ (‏أ)‏ هل يكون ‹السلام والامن› اللذان سينادي بهما القادة السياسيون حقيقيين؟‏ (‏ب)‏ لماذا من الخطر ان يضلل ذلك المرء؟‏

٣١ يعرف قادة العالم ان الحرب النووية تعني الانقراض الفعلي.‏ والمشاكل الحرجة ايضاً،‏ كالتلوث والتفجر السكاني والمشاكل الداخلية الاخرى،‏ تتطلب الانتباه والمال.‏ لذلك يريدون تحسين العلائق الدولية المتوترة.‏ والدليل على ذلك هو اعلان الامم المتحدة السنة ١٩٨٦ سنة دولية للسلام والامن.‏ وهذا دون شك خطوة نحو اتمام كلمات بولس المقتبسة اعلاه.‏ وطبعاً،‏ لا تصنع المفاوضات والمعاهدات السياسية اية تغييرات حقيقية في الناس لتجعلهم يحبون بعضهم بعضاً.‏ انها لا تضع حداً للجريمة ولا تزيل المرض والموت.‏ ومع ذلك تظهر النبوة ان الوقت سيأتي حين تعلن الامم انها احرزت مقداراً من ‹السلام والامن.‏› وعندما يحدث ذلك،‏ حينئذ يفاجىء «هلاك بغتة» اولئك الذين يضللون الجنس البشري وجميع الذين يتكلون عليهم.‏

٣٢ ولكن سيكون هنالك ناجون.‏ فهل تكونون احدهم؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحتين ٧٨ و ٧٩]‏

‏«ما هي العلامة؟‏»‏

‏«تقوم امة على امة» —‏

«ادخلت الحرب العالمية الاولى قرن الحرب العامة —‏ وبالمعنى الكامل الاول للعبارة —‏ الحرب الشاملة .‏ .‏ .‏ فقبل السنوات ١٩١٤-‏١٩١٨ لم تغط الحرب .‏ .‏ .‏ قط كل هذا الجزء الكبير من الارض .‏ .‏ .‏ ولم تكن المجزرة قط واسعة وبلا تمييز الى هذا الحد.‏» —‏ الحرب العالمية الاولى،‏ بواسطة ه‍.‏ بولدوين.‏

قتلت الحرب العالمية الاولى ١٤ مليون محارب ومدني،‏ وقتلت الحرب العالمية الثانية ٥٥ مليوناً.‏ ومنذ الحرب العالمية الثانية،‏ اودت مئات الانقلابات والثورات والحروب بحياة حوالى ٣٥ مليوناً من الناس.‏

وهكذا،‏ منذ السنة ١٩١٤،‏ فُقد اكثر من ١٠٠ مليون نسمة في الحرب!‏

‏«تكون مجاعات» —‏

خرّب النقص في الاغذية بلداناً كثيرة بعد الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية.‏

والآن،‏ رغم سنوات التقدم العلمي،‏ فان ربع العالم تقريباً في مجاعة.‏ ويموت ما يقدر بـ‍ ١٢ مليون طفل كل سنة قبل عيد ميلادهم الاول نتيجة سوء التغذية.‏ ويموت سنوياً ملايين آخرون للسبب نفسه.‏

‏«اوبئة» —‏

لا يوجد وبأ مسجل يعادل الحمى الاسبانية للسنة ١٩١٨-‏١٩١٩.‏ فقد اصابت على الاقل ٥٠٠ مليون شخص،‏ واكثر من ٢٠ مليوناً ماتوا.‏

ولا يتمكن البحث الطبي من منع اشياء كمرض القلب من بلوغ ابعاد وبائية.‏ والسرطان بلية تزداد انتشاراً.‏ وعدد الاصابات بالامراض القابلة للانتقال جنسياً يرتفع بسرعة.‏

‏«زلازل» في اماكن كثيرة —‏

يختلف تقدير الاصابات حسب المصادر.‏ ولكن لاعطاء بعض الامثلة:‏ مات من ٠٠٠‏,٣٠ الى ٠٠٠‏,٣٢ في زلزلة في ايطاليا سنة ١٩١٥،‏ ومن ٠٠٠‏,١٠٠ الى ٠٠٠‏,٢٠٠ في الصين سنة ١٩٢٠،‏ ومن ٠٠٠‏,٩٥ الى ٠٠٠‏,١٥٠ في اليابان سنة ١٩٢٣،‏ ومن ٠٠٠‏,٢٥ الى ٠٠٠‏,٦٠ في الهند سنة ١٩٣٥،‏ ومن ٠٠٠‏,١٢ الى ٠٠٠‏,٢٠ في ايران سنة ١٩٦٨،‏ ومن ٠٠٠‏,٥٤ الى ٠٠٠‏,٧٠ في البرو سنة ١٩٧٠،‏ ومن ٠٠٠‏,٢٠ الى ٠٠٠‏,٢٣ في غواتيمالا سنة ١٩٧٦،‏ ومن ٠٠٠‏,١٠٠ الى ٠٠٠‏,٨٠٠ في الصين سنة ١٩٧٦.‏ ومنذ ١٩١٤ مات آلاف الاشخاص الآخرين في مئات من الزلازل الضخمة حول الارض.‏

وتظهر البيانات من مصادر مختلفة ان معدل الزلازل الخطيرة كل سنة منذ ١٩١٤ هو اكبر بعدة مرات من معدل السنوات الـ‍ ٠٠٠‏,٢ السابقة.‏

‏«كثرة الاثم» —‏

انتم تعرفون الوقائع.‏ فالجريمة المتزايدة تؤثر في كل بلد على الارض.‏ وحياتكم عينها تتأثر.‏ وفي مجتمعكم،‏ ماذا يحدث في المدارس؟‏ وهل هنالك استعمال غير شرعي للمخدرات في منطقتكم؟‏ ما القول في عدم الاستقامة في العمل؟‏ وكم تشعرون بالامان في الشوارع ليلاً؟‏

ليس الاثم فقط في ما يتعلق بالشريعة البشرية،‏ بل بالاكثر ايضاً في ما يتعلق بشريعة اللّٰه.‏ (‏انظر ٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥،‏ ١٣‏)‏

ملكوت اللّٰه يكرز به في كل العالم —‏

يجري هذا العمل قانونياً بواسطة الملايين من شهود يهوه في اكثر من ٢٠٠ بلد.‏

في مجرد السنوات العشر الماضية خصص شهود يهوه حوالى اربعة بلايين (‏الف مليون)‏ ساعة للكرازة العامة بهذه الرسالة.‏ وفي هذه الفترة عينها نشروا،‏ بحوالى ١٩٠ لغة،‏ اكثر من ٥ بلايين قطعة من المطبوعات التي تشير الى ملكوت اللّٰه بصفته الرجاء الوحيد للانسان.‏

اعلان ‹السلام والامن› —‏

يدرك القادة الحاجة الى السلام لتجنب كارثة نووية ولمعالجة المشاكل الناشئة الاخرى.‏ وخطوة في هذا الاتجاه هي اعلان الامم المتحدة السنة ١٩٨٦ سنة «السلام والامن والتعاون الدولي.‏» —‏ الجمعية العمومية،‏ البند ٣٢ لجدول الاعمال،‏ الجلسة التاسعة والثلاثون.‏

‏«علامة» لاي شيء هي هذه الامور‏؟‏ أننا نعيش الآن في «اختتام نظام الاشياء.‏» أن المسيح قد اخذ عرشه السماوي،‏ وهو يفرز من الناس من جميع الامم اولئك الذين يفعلون حقاً مشيئة اللّٰه.‏ أن ‹الضيق العظيم› قريب جداً.‏ ولنيل تفاصيل اضافية،‏ اقرأوا متى الاصحاحين ٢٤،‏ ٢٥ ومرقس ١٣ ولوقا ٢١‏.‏