أبرز حوادث السنة الماضية
أبرز حوادث السنة الماضية
فيما يتخبط العالم في اضطراب تلو الآخر، يتمتع شعب اللّٰه بحالة روحية تزدهر يوما فيوما. (ملاخي ٣:١٢، ١٨) ويذكِّرنا هذا التقدم المستمر بوعد يسوع الذي قطعه لتلاميذه قبل صعوده الى السماء مباشرة. قال: «ها انا معكم كل الايام الى اختتام نظام الاشياء». — متى ٢٨:٢٠.
ويتبيَّن من نشاط السنة الماضية ان وعد يسوع المعزِّي يتحقق. لنتأمل اولا في الوليمة الروحية التي تمتع بها خدام يهوه في محافل «سيروا مع اللّٰه» الكورية.
محافل «سيروا مع اللّٰه» الكورية
اظهر النبي ميخا الفرق بين البار والاثيم حين انبأ: «جميع الشعوب يسيرون كل واحد باسم الهه، اما نحن فنسير باسم يهوه الهنا الى الدهر والابد». (ميخا ٤:٥) وكما ورد في الخطاب الاساسي، تلخِّص هذه الكلمات موقف الرجال الامناء قديما مثل اخنوخ ونوح، اللذين سارا مع اللّٰه في ازمنة مليئة بالاضطرابات. (تكوين ٥:٢٢-٢٤؛ ٦:٩، ٢٢) فما اعظم امتيازنا ان نسير على خطاهما!
هل قوّى هذا المحفل الكوري تصميمك على الاستمرار في ‹السير باسم يهوه›؟ لمَ لا تراجع الملاحظات التي دوَّنتها؟ فسينشِّط ذلك ذاكرتك ويساعدك على الاستفادة اكثر من البرنامج.
إصدارا المحفل
هل يوجد في مقاطعتك اناس ينتمون الى جنسيات متعددة؟ اذًا ربما استخدمت الكراس الجديد بشارة للناس من جميع الامم. لقد صدرت ثلاث طبعات من هذا الكراس، بـ ٣٢ صفحة و ٦٤ صفحة و ٩٦ صفحة. وقد صُمِّم ليناسب حاجات كل بلد. لذلك تأكد من وضعه دائما في الحقيبة التي تحملها في الخدمة، وعندما تلتقي شخصا يتكلم لغة اجنبية لا تعرفها، استخدِم الكراس متَّبعا الخطوات الثلاث المذكورة في الصفحة ٢. فحياة كثيرين تعتمد على هذا الكراس!
وانسجاما مع كلمات الآية السنوية لعام ٢٠٠٤ ‹داوموا على السهر، كونوا مستعدين›، اعلن الخطيب الاخير في اليوم الثاني من المحفل اصدار الكراسة الجديدة بعنوان داوِم على السهر!. (متى ٢٤:٤٢، ٤٤) ونحن نأمل ان تساعد هذه الكراسة اكبر عدد ممكن من الناس ليشعروا بإلحاح ايامنا ويفكِّروا جديا في المستقبل وفي الحوادث المثيرة التي تحدث. وكما قال الخطيب، نأمل ان تساعدنا افراديا على مواجهة ضغوط وهموم الحياة الكثيرة والمحافظة على اتزاننا الروحي حين نواجه المحن.
مدرسة النظار الجائلين
في السنوات الست الماضية، حضر اكثر من ٦٠٠ ناظر دائرة وناظر كورة من كندا والولايات المتحدة، بما في ذلك ألاسكا وهاواي، ما مجموعه ١٣ صفًّا من مدرسة النظار الجائلين. وقد عُقدت هذه المدرسة في المركز الثقافي لبرج المراقبة في پاترسن، نيويورك، الولايات المتحدة الاميركية. وخلال سنة الخدمة ٢٠٠٤، عُقدت في ٨٧ فرعا آخر. وفي ٢٣ من هذه الفروع، ضمَّت الصفوف تلاميذ من خارج البلد المضيف. على سبيل المثال، دعت المانيا اخوة من اسرائيل، تركيا، سويسرا، مقدونية، والنمسا. واستضافت البرتغال تلاميذ من لوكسمبورغ ومن جزر عديدة هي: آزور، الرأس الاخضر، سان توميه وپرنسيپي، وماديرا. كما رحَّبت كينيا بنظار جائلين من إثيوبيا، اوغندا، تنزانيا، رواندا، وبلدان افريقية اخرى.
يغطي مقرَّر الدراسة كل مجالات عمل نظار الدوائر والكوَر. وهو يهدف الى مساعدة هؤلاء الاخوة المجتهدين على الصيرورة فعالين اكثر في اتمام مسؤولياتهم الكثيرة، بما في ذلك التعليم في الجماعات والمحافل وأخذ القيادة في عمل التبشير. (٢ تيموثاوس ٢:٢؛ ٤:٥؛ ١ بطرس ٥:٢، ٣) كما يشجعهم المقرَّر ليحافظوا على روحياتهم ويستعملوا التمييز والبصيرة في تطبيق الآيات عند تقديم المساعدة للآخرين.
وبما ان معظم الصفوف تُعقد في مكاتب الفروع، يختبر نظار الدوائر وزوجاتهم الحياة في بيوت ايل. كتب تلاميذ احد الصفوف: «افادنا
روتين بيت ايل من الناحية الروحية. فقد تمتعنا كثيرا ببرنامج العبادة الصباحية الذي يتضمَّن قراءة اجزاء من الكتاب المقدس و الكتاب السنوي. ورغم الفروض الكثيرة، كنا نحضر الدرس العائلي الذي تعقده عائلة بيت ايل في برج المراقبة مساء كل اثنين ونتمتع بالمعاشرة البنّاءة».وكل يوم، يتناوب بعض الاخوة على العمل ساعة في دائرة الخدمة بعد استراحة الغداء. وبذلك يتعلمون كيف يتعاونون بأفضل طريقة ممكنة مع مكتب الفرع، كيف يتبعون الارشادات التي يتلقونها بأكثر فعالية، وكيف يدوِّنون تقاريرهم بطريقة اوضح وأدق.
ويسمع التلاميذ مع زوجاتهم كل يوم جمعة محاضرة تمنح التشجيع الروحي بشكل خاص لهؤلاء الاخوات الوليات. فهنّ مثلا يستفدن من التذكير ان يكنَّ دائما مثالا جيدا للزوجات الخاضعات. كما ينلن الارشادات حول كيفية دعم ازواجهن بالعمل مع الاخوات في الجماعات. وقد وصف احد النظار الجائلين هذه المحاضرات الاسبوعية بأنها «اطباق حلوى روحية لذيذة».
طبعا، تركِّز المدرسة كثيرا على الكتاب المقدس، وخصوصا الكتاب المقدس — ترجمة العالم الجديد، بشواهد. قال تلميذ في المانيا: «انا اخطط لاستعمال الكتاب المقدس المرجعي في درسي الشخصي وفي اجتماعات الجماعة. فقد صرت اقدِّر قيمته اكثر بكثير من قبل». وشعر اخ يخدم ناظرا جائلا منذ وقت طويل في بريطانيا انه عندما أَولى كلمة اللّٰه اهتماما اكبر، تحسنت روحياته ومقدراته التعليمية على السواء. كتب: «صحيح ان الامثال الجيدة مساعِدة جدا عند تقديم الخطابات، لكنني تعلمت ان قراءة الآيات وشرحها هما اهم بكثير».
وكتب كثيرون من التلاميذ ايضا رسائل تقدير لهذه المدرسة. قال
اخ من الولايات المتحدة: «تفيض قلوبنا بالشكر ليهوه وهيئته على تشجيعنا وتزويدنا بكل ما يلزم لإنجاز تعييناتنا. نحن نأمل ان نواظب على خدمة يهوه، نقدِّر طرقه بشكل اعمق، ونحبّ خرافه الثمينة محبة اقوى». وكتب تلميذ في فرنسا: «جعلني المقرَّر ادرك اكثر ضرورة التعامل بمحبة مع اخوتنا وأخواتنا وبذل قصارى جهدنا ليكونوا فرحين في خدمة يهوه». وقال ناظر جائل في البرتغال معبِّرا عن مشاعر كثيرين: «كانت المدرسة اروع اختبار في حياتي الثيوقراطية».وقال احد المعلِّمين: «انه لامتياز ومسؤولية كبيرة ان نعلِّم رجالا سيقدِّمون هم بدورهم ارشادات تؤثر في حياة آلاف الاخوة والاخوات. ولنا ملء الثقة انه ببركة يهوه، ستدوم فوائد هذه المدرسة الى الابد». — يعقوب ٣:١.
عند نهاية سنة الخدمة ٢٠٠٤، حضر اكثر من ٧٠٠,١ ناظر جائل هذه المدرسة التي عُقدت بـ ١٤ لغة. وسنستمر في عقد هذه المدرسة في الفروع الكبرى خلال سنة الخدمة ٢٠٠٥.
التطورات القانونية
في ١٩ ايار (مايو) ٢٠٠٤، اصدرت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في ستراسبورغ بفرنسا حكمها في قضية الزوجان لوتِر ضد بلغاريا. فعندما كان هذان الزوجان يخدمان كمرسلين من شهود يهوه، سعت الحكومة الى ابعادهما عن بلغاريا بسبب انتماءاتهما الدينية. فرفعا دعوى ضدها. والنتيجة؟ وافقت السلطات البلغارية على دفع عطل وضرر وعلى منحهما الاقامة. كما وافقت ان تنشر اعترافا واضحا مفاده ان دين شهود يهوه مسجَّل شرعيا في بلغاريا منذ سنة ١٩٩٨.
وفي ١٦ كانون الاول (ديسمبر) ٢٠٠٣، أصدرت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان حكما لصالح سيرافين پالاو-مارتينيز. فبغالبية ستة اصوات مقابل صوت واحد، حكمت المحكمة ان فرنسا انتهكت حقوق الاخت سيرافين پالاو-مارتينيز المتعلقة بعائلتها. فكانت هذه الاخت قد رفعت دعواها الى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان عندما خسرت حضانة ابنيها إثر قرار محاكم الاستئناف في فرنسا، التي رأت انه من الافضل ألّا «يخضع [الولدان] للتربية القاسية والصارمة المفروضة على اولاد . . . شهود يهوه». وجاء في حكم هذه المحكمة ان قرار محاكم الاستئناف لم يأخذ بعين الاعتبار وضع الولدين الفعلي ولا ما هو في مصلحتهما، وأن القرار كان ينم عن تعصُّب ديني.
بعد تحمُّل سنوات من هجمات الرعاع التي شنَّها متعصِّبون دينيون، الذين سُجن بعض منهم، تمكَّن شهود يهوه في جورجيا من حضور محفل «سيروا مع اللّٰه» الكوري دون مواجهة اية مشاكل. وكم فرحوا عندما صدرت الاسفار اليونانية المسيحية — ترجمة العالم الجديد بالجورجية! وفي ٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٣، قامت وزارة العدل في جورجيا بتسجيل الفرع التابع لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في بنسلفانيا شرعيا. وقد فرح الاخوة عندما اعتُرف رسميا بهذه المؤسسة بعدما كانت المحكمة العليا في جورجيا قد اصدرت قرارا سنة ١٩٩٨ يقضي بأن يُوقَف عمل المؤسسة التي استخدمها شهود يهوه آنذاك.
ولا يزال هنالك في جورجيا عدد من القضايا العالقة امام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان. ومع ذلك، تسرُّنا رؤية وضع اخوتنا يتحسن هناك.
منذ سنة ١٩٩٠، يسعى الاخوة في المانيا عبثا ان يُطبَّق على مؤسستنا الدينية القانون المطبَّق على المؤسسات العامة. وعندما فرضت المحكمة الادارية الفدرالية على شهود يهوه ان يُظهروا ولاء «لقيصر» اكثر مما يطلبه القانون، نقضت المحكمة الدستورية الفدرالية القرار معتبرة اياه منافيا للدستور وطلبت ان يُعاد النظر في القضية. (مرقس ١٢:١٧) وفي ٢٥ آذار (مارس) ٢٠٠٤، اعادت المحكمة الادارية الفدرالية النظر في القضية. وطلبت معلومات اضافية عن موقفنا من الدم، تربية الاولاد، الفصل، والحياد. وذكر رئيس المحكمة ان التُّهم يجب ان تكون مؤسسة على أدلة حسية، كالاحصاءات والوثائق الرسمية، وليس على اقوال مشكوك فيها مأخوذة من الانترنت ورسائل كتبها اشخاص عدائيون.
وفي اليونان، أدرج نموذج يُستعمل لإحصاء المجنَّدين عبارة «ألفيّ او يهوَهي» ضمن قائمة الاديان الواردة فيه. إلّا ان مكتب الفرع اعتبر هذه العبارة ازدرائية، وقدَّم شكوى الى وزارة الدفاع. فكتبت الوزارة في ٢٤ آذار (مارس) ٢٠٠٤ الى شهود يهوه قائلة انهم لم يقصدوا الاساءة وإنهم «باشروا فورا بتصحيح الخطإ». فجاءت العبارة المصحَّحة على الشكل التالي: «شهود يهوه المسيحيون».
منذ سنوات طويلة وشهود يهوه معترف بهم رسميا في البيرو. ولكن في تشرين الثاني (نوفمبر) ١٩٩٧، بدأت وزارة التربية ترفض طلباتنا لإعفاء مطبوعاتنا من الضرائب وتفرض علينا دفع مبالغ طائلة قبل إخراجها من مكتب الجمارك. فرُفعت القضية الى المحكمة، وفي ١١ كانون الاول (ديسمبر) ٢٠٠٣، أصدرت القاضية قرارها لصالح
شهود يهوه. وأعلنت ان ما فعلته الوزارة «متهوِّر واعتباطي وغير مبرَّر»، وأن تصرُّف الرسميين «مهين ومتحيِّز». وسرعان ما عولجت كل المشاكل المتعلقة باستيراد المطبوعات.ان بورتو ريكو عضو مستقل في الكومنولث التابع للولايات المتحدة. وثمة قانون هناك يسمح لبعض الاحياء العامة بأن تقيم بوابات، تبني اسوارا، وتضع حراس أمن. إلا ان هذه الحواجز تعيقنا عن اتمام خدمتنا. وفي بعض الاحيان، كان رجال الشرطة يُخرجون الناشرين من بعض هذه المناطق. وفشلت كل المحاولات لحل المسألة دون الوصول الى المحاكم. لكنَّ الاخوة الآن رفعوا الى محكمة المقاطعة الفدرالية في بورتو ريكو دعوى تُطالب بالاعلان ان هذا القانون منافٍ للدستور وأنه ينتهك الحق في حرية ممارسة الدين وحرية القول. ولا يزال قرار المحكمة معلَّقا.
في ٢٨ تشرين الاول (اكتوبر) ٢٠٠٣، اصدرت محكمة الاستئناف في بخارست الحكم رقم ١٧٥٦ تُلزم بموجبه حكومة رومانيا بأن تطبِّق على شهود يهوه قوانين الضرائب المطبَّقة على كافة الاديان المعترَف بها. وفي ٦ شباط (فبراير) ٢٠٠٤، وردت في العدد ١١٢ من الجريدة الرسمية لائحة بـ «الاديان المعترَف بها رسميا في رومانيا». وقد اشتملت اللائحة على شهود يهوه.
في ٢١ آذار (مارس) ٢٠٠٤، برَّأت محكمة مقاطعة سيول في جمهورية كوريا ثلاثة اخوة من الاتهامات الجنائية المتعلِّقة برفضهم الخدمة العسكرية لأسباب دينية. وهي المرة الاولى التي تعتبر فيها محكمة في ذلك البلد الرفض بسبب الضمير حقّا مدنيًّا. فالمئات من اخوتنا في كوريا يُسجَنون حاليا، وجريمتهم انهم «يطبعون سيوفهم سككا ورماحهم مناجل». (اشعيا ٢:٤) والمؤسف ان المحكمة العليا والمحكمة الدستورية كلتيهما رفضتا منح اخوتنا الحرية الدينية التي يضمنها الدستور في كوريا. لكنَّ السلطة التشريعية في كوريا وضعت مؤخرا وثيقة تسمح بالخدمة المدنية لكل المطلوبين للخدمة العسكرية. — امثال ٢١:١.
لا يزال شهود يهوه يستفيدون عند القيام بالخدمة من باب الى باب من قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة في قضية برج المراقبة . . . ضد بلدية ستراتون. على سبيل المثال، في احدى المناطق في ولاية نيويورك، الولايات المتحدة الاميركية، ظلَّ رجال الشرطة يُلزمون شهود يهوه بالحصول على اذن قبل المباشرة بخدمتهم. ولكن بعد ان علم رئيس الشرطة بالوضع وبقرار المحكمة، كتب: «لقد احرجتني جدا تصرفات رجالي بهذا الخصوص، وأنا اعتذر عن اي ازعاج صدر عنهم».
وتلقَّى مركز الشرطة في منطقة بولاية إيلينوي تعليمات تقضي بإبلاغ كل رجال الشرطة وهيئة العاملين في المركز انه بموجب قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة، «لا يحتاج شهود يهوه الى اذن بالذهاب من باب الى باب. . . . فليس عليهم ابلاغنا انهم يقومون بعمل الكرازة».
وفي ٨ تشرين الاول (اكتوبر) ٢٠٠٣، حكمت المحكمة العليا في آيُوْوا لصالح لستر كامبل في قضية تتعلَّق برفضه نقل الدم. كان الاخ كامبل قد رفع دعوى يطالب فيها بالتعويض عن الاذى الناجم عن نقل دمه اليه بعد خضوعه لعملية جراحية، رغم انه عبَّر عن رفضه لهذا الامر خطيا وشفهيا. ومع ان المحكمة الابتدائية حكمت لصالح الجرّاح والمستشفى، نقضت المحكمة العليا في آيُوْوا قرار المحكمة الابتدائية. وحكمت ان لستر كامبل لم يكن بحاجة الى رأي خبير طبي ليثبت ان نقل الدم اليه دون موافقته منافٍ لما تستلزمه العناية الطبية. وحكمت ايضا بمنحه تعويضا عن الاذى الذي ارتُكب بحقه.
الحظر في موسكو وما نجم عنه
في ٢٦ آذار (مارس) ٢٠٠٤، حكمت احدى المحاكم في مقاطعة ڠولوڤينسكي في روسيا بحظر كل نشاطات شهود يهوه في موسكو وبتصفية مؤسستهم الشرعية. فاستؤنف القرار. وفي ١٦ حزيران (يونيو) ٢٠٠٤، ايَّدت محكمة مدينة موسكو قرار المحكمة الدنيا، وأصبح الحظر وتصفية المؤسسة قانونيين. فاستأنف الاخوة لدى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان وهم يأملون ان تُعيَّن جلسة الاستماع في اقرب وقت ممكن بسبب الصعوبات الكثيرة التي تسبَّب بها الحظر.
لم يُخمد الحظر روح الاخوة، بل شجّع العديدين على زيادة نشاطاتهم في الخدمة. وغيرتهم تذكِّرنا بما قاله الرسول بولس حين كان سجينا في روما: «أموري قد آلت . . . الى تقدم البشارة». — فيلبي ١:١٢.
على سبيل المثال، شهد آذار (مارس) ٢٠٠٤ ذروة جديدة من ٠٣٤,١٣٦ ناشرا و ٩٠٣,١٣٦ دروس في الكتاب المقدس. وكانت تلك المرة الاولى منذ سبع سنوات التي تتخطى فيها الدروس البيتية عدد الناشرين. ومن آذار (مارس) ولغاية حزيران (يونيو)، تلقَّى مكتب الفرع اكثر من ٠٠٠,١ طلب لخدمة الفتح العادي، وفي نيسان (ابريل) بلغ عدد الفاتحين العاديين ذروة جديدة من ٤٨٩,١٥. بناء على ذلك، ذكر الفرع: «كل ما فعله الحكم الصادر في ١٦ حزيران (يونيو) هو حثّ اخوتنا على زيادة نشاطهم». كما انه دفع آخرين، بمن فيهم بعض الازواج غير المؤمنين، الى البدء بحضور الاجتماعات المسيحية.
وحدث أنْ كان في روسيا وقت صدور الحكم في حزيران (يونيو) طالب جامعي قادم من الولايات المتحدة. كتب الفرع: «زار هذا الشاب بيت ايل الكائن في ضواحي سانت پيترسبرڠ لمعرفة المزيد عن الموضوع. فأدهشه مستوى النظافة في هذه المباني وتأثَّر بالترحيب الذي
لقيه». وقد استغرب كثيرا ان يُحظَر عمل شعب كشهود يهوه، فطلب مطبوعات وكاسيتات فيديو ليأخذها معه عندما يعود الى كاليفورنيا ويريها لأساتذته في كليَّة الدراسات الدينية.انعقاد المحفلين بسلام في موسكو
من ١١ الى ١٣ حزيران (يونيو)، مباشرة قبل صدور حكم محكمة الاستئناف، انعقد في موسكو اثنان من محافل «سيروا مع اللّٰه» الكورية، وكان احدهما بلغة الاشارات الروسية. كان من المفترض ان يُعقَد هذان المحفلان بعد جلسة الاستماع، لكنَّ لجنة الفرع نجحت في تأجيل القضية. فعُقِد المحفلان بسلام وحظي الاخوة بتعاون السلطات في المدينة. حتى ان المسؤولين في الشرطة طلبوا من رجالهم المتمركزين عند مداخل المدرَّج: «لا تدخِّنوا ولا تستعملوا لغة بذيئة اثناء ادخال الناس الى المدرَّج».
وفي القطار النفقي في موسكو، اتَّهم رجل مجموعة اخوات زورا بأنهن سرقن ماله، وطالب بأن يرافقنه الى مركز الشرطة. وهناك لم يتَّهم الاخوات فحسب، بل ايضا كل «اعضاء هذه البدعة» بالتسبُّب عمدا بزحمة سير خانقة ليتمكنوا من نهب الناس. فالتفت الشرطي الى الاخوات وسأل: «من انتن؟».
اشارت الاخوات الى شاراتهن وقلن: «نحن من شهود يهوه وكنا في طريقنا الى المحفل».
فقال الشرطي للرجل: «شهود يهوه لا يسرقون. عليك ان تعتذر لأنك وجَّهت اليهن هذه الاهانة». ثم قال للاخوات: «اسرعن لئلا يفوتكن المحفل». والتفت الى الرجل قائلا: «أما انت فابقَ هنا. علينا ان نكمل حديثنا».
كانت ذروة الحضور في المحفل الذي عُقِد في المدرَّج ٢٩١,٢١ واعتمد ٤٩٧. وأما عدد الحضور في المحفل الذي عُقِد بلغة الاشارات فقد بلغ ٩٢٩ واعتمد ١٩.
مواجهة المحن في هايتي
خلال سنة ٢٠٠٤، عانت جزيرة هايتي من اضطرابات سياسية، اعمال عنف، نقص في المواد الاساسية، وارتفاع في الاسعار. وأتت الفيضانات في شهر ايار (مايو) لتزيد الطين بلّة وتودي بحياة اكثر من ٥٠٠,١ شخص وتشرِّد الآلاف. لم يمُت احد من الشهود، لكنَّ عديدين منهم خسروا منازلهم وكل ما يملكونه.
رغم كل ذلك، تقوّى الاخوة كثيرا عندما لمسوا مساعدة يهوه وتوجيهه وشعروا باهتمام ومحبة الهيئة الحاكمة ومعشر اخوتهم العالمي. فقد أُظهرت المحبة لضحايا الكوارث هؤلاء بطريقة عملية حين أُرسلَت لهم المؤن. وطبعا، ساعد الاخوة الساكنون في الجزيرة ايضا واحدهم الآخر للحصول على الطعام والضرورات الاخرى.
كما بقي الفرع في هايتي متيقِّظا جدا للتطورات التي تحصل لكي يتمكن من تزويد الجماعات بالارشادات اللازمة. مثلا، عندما زادت اعمال العنف في العاصمة پور-أو-پرنس، نصحت لجنة الفرع الشيوخ ان يعقدوا اجتماعاتهم المقررة ليوم الاحد الواقع في ٢٩ شباط (فبراير) قبل يوم من هذا التاريخ. وكم كانت تلك النصيحة حكيمة! لأنه في ذلك اليوم بالتحديد، استقال الرئيس وفرّ الى منفاه. وكما ورد في احد التقارير الاخبارية: «عمَّت الفوضى في العاصمة وسُمع دوي الرصاص في كل ارجائها». وكتب الفرع: «ما كان احد ليتصوّر ان امرا كهذا سيحدث، وكان من المستحيل الوصول الى الاجتماعات في ذلك اليوم. كم نحن شاكرون ليهوه على سلامة اخوتنا!».
في خضمّ هذه الفترة العصيبة، أقامت الشرطة والثوّار، بالاضافة الى اللصوص، الحواجز على الطرقات. ومنعت الدولة التجوُّل في الليل. ولكن حتى قبل صدور قرار منع التجوُّل، عدَّلت الجماعات اوقات اجتماعاتها ليعود كل الاخوة بأمان الى بيوتهم قبل حلول الظلام. والجدير بالذكر ان عدد الحضور ارتفع في العديد من الجماعات.
وتابع الاخوة نشاطهم الكرازي، الامر الذي أثّر في جيرانهم. قال البعض: «تطمئن قلوبنا عندما نراكم تقومون كعادتكم بعمل البشارة». لكنَّ الاخوة دون شك كانوا حذرين جدا، فكانوا يخبرون بعضهم بعضا عن الاماكن الآمنة التي يمكن ان يقصدوها في خدمة الحقل.
هويتنا المسيحية حماية لنا
كتب الفرع في هايتي: «لقد نال كثيرون من اخوتنا الحماية من الضرب والنهب لأنهم معروفون جيدا بين جيرانهم ولأنهم حياديون سياسيا». على سبيل المثال، أوقفت فرق مسلَّحة عند ثلاثة حواجز زوجين مرسلين كانا في طريقهما الى البيت. فكيف تصرَّف هذان الزوجان؟ كانا يعرِّفان بأنفسهما انهما من شهود يهوه ويصلِّيان تارة بصوت منخفض وتارة بصوت مرتفع. وفي كل مرة، كان احد المسلَّحين يدافع عنهما قائلا ان شهود يهوه اشخاص طيِّبون لا يتدخلون في الشؤون السياسية. فوصل الزوجان الى بيتهما بأمان.
وأوقفت الفرق المسلَّحة ايضا اعضاء من عائلة بيت ايل. وكما فعل المرسلان، كان هؤلاء الاخوة يعرِّفون بأنفسهم انهم من الشهود ويصلّون. وقد حصدوا نتائج مماثلة. وذات مرة، قال لهم احد اللصوص: «اذهبوا بسلام وصلّوا لأجلنا». كما أوقف رجال الشرطة اخا من عائلة بيت ايل لتفتيش سيارته بحثا عن اسلحة. فقال الاخ: «ان الاسلحة الوحيدة في حوزتي هي الكتاب المقدس ومجلتا برج المراقبة و استيقظ!». فابتسموا وسمحوا له بالمرور. ومنذ ذلك الحين، صاروا يعرفون سيارته من بعيد فيسمحون له بالمرور دون ان يطرحوا عليه اية اسئلة.
اخبر الفرع ان الاوضاع هدأت نوعا ما في الاشهر اللاحقة. ولكن بسبب وجود بعض المشاكل والاضطرابات، استمر الاخوة في توخّي الحذر.
تحسين المطبعة في الولايات المتحدة
في سنة ٢٠٠٢، وبتوجيه من الهيئة الحاكمة، أُعيد تنظيم عمليات الطباعة في خمس مناطق جغرافية رئيسية: آسيا، افريقيا، اوروبا، اميركا الشمالية، وأميركا الجنوبية. ونتيجة هذا الترتيب صارت مباني الفروع تُستخدَم بشكل افضل. ومن بين هذه المباني تلك الموجودة في الولايات المتحدة التي خفَّ ضغط العمل فيها حاليا.
خلال عام ٢٠٠٤، صارت كل اعمال الطباعة والتجليد والشحن في الولايات المتحدة تتم في والكيل بنيويورك. ففي ٦ آب (اغسطس) ٢٠٠٢، كان قد قُدِّم مخطَّط لكامل المشروع الى مجلس التخطيط البلدي. وبعد جلسة الاستماع في ٣ ايلول (سبتمبر)، منح المجلس الموافقة. وفي الاجتماع السنوي لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في بنسلفانيا في ٥ تشرين الاول (اكتوبر) ٢٠٠٢،
أُعلن ان الهيئة الحاكمة وافقت على توسيع المطبعة في والكيل. فكانت الهيئة قد رتّبت لشراء مطبعتين جديدتين متطورتين جدا (MAN Roland Lithoman)، وحددت شباط (فبراير) ٢٠٠٤ موعدا للانتهاء من تجهيز المبنى الجديد الذي ستوضعان فيه.فكيف يمكن ان يُنجَز مشروع بهذه الضخامة خلال ١٤ شهرا فقط؟ اتَّكل الاخوة على يهوه، ووثقوا بأنه سيوجِّه الامور ويحث افرادا على التطوُّع. وكانت ثقتهم في محلها، فقد باشروا العمل في شباط (فبراير) ٢٠٠٣، وجُهِّز المبنى الاضافي للمطبعة في ايلول (سبتمبر). وفي كانون الاول (ديسمبر)، فكُّوا اقدم مطبعة بين المطابع الثلاث الموجودة في والكيل ونقلوها الى المبنى الجديد. ثم وصلت المطبعتان الجديدتان في نيسان (ابريل) وأيار (مايو) ٢٠٠٤ وابتُدئ العمل بهما في حزيران (يونيو) وتموز (يوليو). وبحلول ايلول (سبتمبر)، كانت المطابع الخمس تعمل بشكل كامل.
في السابق، كان معمل التجليد يحتل مساحة ١١ طابقا من ثلاثة مبانٍ في مجمَّع آدامز ستريت في بروكلين. اما الآن فهو موجود بكامله في طابق واحد في والكيل ويحتل مساحة اقل بـ ٥٨ في المئة. وقد بدأت طباعة الكتب ذات الغلاف الورقي في تموز (يوليو) ٢٠٠٤. أما الكتب المجلَّدة بالكرتون فقد بدأ إنتاجها في وقت لاحق من ذلك الشهر باستعمال خط تجليد جديد يتعدى طوله ٤٠٠ متر ويتألف من ٣٣ آلة موصولة بـ ٧٠ ناقلة. لا يلمس احد المَلازِم إلّا مرة واحدة، عند اول خط التجليد الذي يُنتج ١٢٠ كتابا في الدقيقة. وهو لا يتطلب سوى ٢٥ عاملا، اي انه وفَّر ٦٦ في المئة من اليد العاملة. وبحلول تشرين الاول (اكتوبر) ٢٠٠٤، كان كامل معمل التجليد جاهزا للاستعمال.
ومنذ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٤، بدأ قسم الشحن الجديد في والكيل يهتم بطلبات مطبوعات الجماعات مستعينا بنظام برمجة حديث يشغل مساحة اقل بـ ٤٥ في المئة من الذي كان قبله في بروكلين.
يحسب الكمبيوتر حجم الشحنة ويختار علبة الكرتون المناسبة. وتنقل ناقلة طولها ٨٠٠ متر كل الطلبات، واحدا فواحدا، الى منصة خاصة حيث تُجهَّز للشحن. وثمة مكان خاص تمر به السيارات لتسلُّم طلبها من المطبوعات للجماعات المحلية.نودّ ان نشكر الاخوة والاخوات الذين توافدوا بأعداد كبيرة ليساعدوا في انجاز هذا المشروع. ومن بينهم اعضاء من عائلة بيت ايل ومن المتطوعين الوقتيين، وفِرَق من الاخوة العاملين تحت اشراف لجان البناء الاقليمية من خمس ولايات، اضافة الى اخوة تبرعوا بسخاء بمعدّاتهم الخاصة. طبعا، نحن نشكر ايضا الاشخاص العديدين الذين قدَّموا الدعم المادي ‹بسرور›. — ٢ كورنثوس ٩:٧، ١١.
التغييرات في بروكلين
حصلت تغييرات كثيرة في بيت ايل في بروكلين نتيجة انتقال الطباعة والتجليد والشحن الى والكيل. ولا احد يمكن ان ينسى تلك اللحظة التاريخية والمؤثرة في ٢٩ نيسان (ابريل) ٢٠٠٤. ففي تلك الامسية، اختلطت مشاعر الفرح بالحزن حين قام ماكس لارسن، الذي خدم ناظرا للمطبعة طوال اكثر من ٦٠ سنة، بإغلاق آخر مطبعة في بروكلين. وبذلك أنهى ٨٤ سنة من العمل المتواصل فيها. وبعد بضعة اسابيع جرى اغلاق معمل التجليد.
ادركت الهيئة الحاكمة ان هذه التغييرات ستحدّ كثيرا من المساحة التي يحتاجون اليها في بروكلين، لذلك اعلنت في حزيران (يونيو) ٢٠٠٣ عن احتمال بيع المبنى الواقع في ٣٦٠ فورمان ستريت. وقد أُنهي العقد يوم الجمعة في ١٨ حزيران (يونيو) ٢٠٠٤، ونُقل المغسل والمكاتب والمشاغل من ذلك المبنى الذي يشغل مساحة ٠٠٠,٩٣ متر مربع الى المكان الشاغر في مجمَّع ١١٧ آدامز ستريت.
اضافة الى ذلك، يجري الآن ترميم المبنى في ١٠٧ كولومبيا هايتس. وقد وُضِع برنامج لإنهاء العمل في الجزء المخصَّص للسكن
في النصف الثاني من سنة ٢٠٠٥، على ان ينتهي كامل المشروع بحلول ايلول (سبتمبر) ٢٠٠٦. وسيأوي المبنى بعد ترميمه اكثر من ٣٠٠ عضو من عائلة بيت ايل، وسيضم حديقة جديدة، دكّانا صغيرا، ردهة، قاعة ملكوت، مغسلا للاستعمال الشخصي، مكاتب، ومكتبة.مجهَّزون لتلبية الزيادات حول العالم
تسلَّمت البرازيل، بريطانيا، جنوب افريقيا، المكسيك، واليابان ايضا مطابع جديدة متطورة جدا كاللتين وصلتا الى الولايات المتحدة. وكان الفرع في بريطانيا اول فرع تُركَّب فيه مطبعة جديدة، وذلك في تموز (يوليو) ٢٠٠٣. وقد ابتُدئ العمل عليها في تشرين الاول (اكتوبر). وهي تطبع ٠٠٠,٧٥٠ مجلة في اليوم (٥,١ مليون مجلة عند العمل نوبتين)، اي ما يقارب ثلاثة اضعاف ما كانت تنتجه المطبعة السابقة.
ويمكن للمطابع الجديدة ان تطبع ايضا مَلازِم للكتاب المقدس وغيره من المطبوعات. على سبيل المثال، طبع فرع جنوب افريقيا مَلازِم من ترجمة العالم الجديد بلغة سيسوتو، احدى لغات جنوب افريقيا. وذكر فرع اليابان انهم كانوا في السابق يقضون يوما كاملا في تجهيز المطبعة للانتقال من طباعة الكتب الصغيرة الى طباعة الكتب الكبيرة. اما الآن فلا تستلزم العملية سوى ساعة واحدة. وفي حين كانت تستغرق طباعة مليون نشرة عشرة ايام، فهي تستغرق اليوم خمس ساعات. وفي الاشهر الثلاثة الاولى، أنتجت المطبعة في اليابان: ١٢ مليون نشرة، ١٢ مليون مجلة وكراسة، ٠٠٠,٢٤٠ كتاب، و ٠٠٠,٤٨ كتاب مقدس.
وثمة آلات حديثة اخرى تقص المطبوعات، تعُدّها، تجمعها رزما، تُلصق عليها البطاقات، وتوضّبها. كما صارت الالواح الطباعية افضل وأدق بفضل تقنية حديثة تنقل المعلومات من الكمبيوتر الى الالواح الطباعية مباشرة دون استخدام فيلم فوتوغرافي، وهذا يوفِّر مرحلة كاملة
من مراحل الطباعة. يخبر فرع بريطانيا ان هذه التحسينات لم تزد الانتاج فحسب، بل ايضا قللت من اليد العاملة.نيل التدريب في المانيا
ذهبت فِرَق من الفروع الستة الى الشركة الالمانية التي صمَّمت هذه المطابع المتطورة لنيل التدريب حول كيفية استخدامها. وتوقّع المعلّمون ان يستغل الاخوة وجودهم هناك ليرتاحوا تماما كما كان يفعل العمال غير الشهود الذين درّبوهم سابقا. لكنهم تفاجأوا وتأثروا عندما رأوا ان الاخوة يتمتعون بضمير حي. فقد طلب الاخوة البدء بالعمل باكرا والاستمرار حتى وقت متأخر بغية الاستفادة من المقرَّر الى اقصى حد ممكن.
شكَّلت اللغة عائقا بالنسبة الى بعض الاخوة، إذ ان الشرح والكتيِّبات كليهما باللغة الانكليزية. لكن الاخوة اليابانيين مثلا، بذلوا كل جهدهم ليحسِّنوا لغتهم الانكليزية قبل الذهاب الى المانيا. حتى ان عديدين انتقلوا مؤقتا الى جماعات ناطقة باللغة الانكليزية.
خدام بيت ايل يقدِّمون شهادة حسنة
عندما وصلت المطابع الى الفروع، عمل مهندسون من الشركة على تجميعها وساعدهم عمال من عائلة بيت ايل. وفي الفروع الستة، اثَّر جو بيت ايل السعيد والسليم تأثيرا ايجابيا في العمال غير الشهود. قال رجلٌ عمل في تركيب المطبعة في لندن للاخوة: «عندما عدت الى البيت البارحة، رأيت جاري في حديقة بيته. لم يكن يروقني هذا الجار، ولكني تحدثت اليه في تلك الليلة طوال ٢٠ دقيقة، وتبيَّن لي انه رجل طيِّب». كما اخبر ان زوجته، التي لاحظت تغييرات في طباعه وتصرفاته، قالت له: «انت لطيف، تبتسم دائما، وتحيي الناس!».
فأجابها: «انا اعمل مع شهود يهوه مند ستة اسابيع. ومنذ اسبوعين، لم اتلفظ بأي شتيمة، وأتمنى ان لا استعمل تلك الالفاظ مجددا».
عندما انتهى العمل على تركيب المطبعة في لندن، اتصل احد
مدراء الشركة بمكتب الفرع ليشكر الاخوة على الطريقة التي عاملوا بها العمال. وقال ان المشروع نُفِّذ دون اي اخطاء او مشاكل.ورتَّبت بعض الفروع ايضا ان تُجهَّز غرفة طعام في نفس المكان الذي تُركَّب فيه الآلات الجديدة. فكان اختبارا رائعا، وخصوصا لعديدين من العمال غير الشهود، ان يقدِّم لهم الطعام اشخاص بملابس نظيفة ومرتبة. وعبَّر احد التقنيين في اليابان انه لم يرَ قط مطبعة نظيفة ومنظَّمة كالتي في الفرع. قال: «لم افرح بالعمل في اي مكان آخر بقدر ما فرحت بالعمل معكم». كما انه أُعجب كثيرا باستقامة الاخوة. فما من مكان آخر يمكنه ان يترك عدَّته فيه وهو على ثقة انها لن تُسرق. وإذ رغب في معرفة المزيد عن شهود يهوه، قبِل عددا من المطبوعات وقام بجولة في الفرع.
ودعا الاخوة في المكسيك التقنيين لحضور الذِّكرى. فقبِل الدعوة
اربعة منهم. ولكن بما انه لم يكن لديهم ملابس مناسبة، رغبوا في شراء بدلات جديدة، فرافقهم احد اعضاء عائلة بيت ايل الى السوق. وقدَّم لهم الاخوة كتبا مقدسة، وساعدوهم خلال الذِّكرى على فتح الآيات. وبعد الاجتماع، راحوا يلتقطون صورا فوتوغرافية. وكانت الفرحة ترتسم على وجوههم حتى ان عديدين في الجماعة ظنوا انهم اعضاء من عائلة بيت ايل في المانيا.وفي كل الفروع، نال المتعهدون والاشخاص الذين يؤمّنون البضاعة شهادة رائعة ايضا. كتب احد المتعهدين في الولايات المتحدة: «تأثرت كثيرا بما رأيته من تنظيم؛ حتى الناس منظَّمون هنا. لم اتمتع يوما بالعمل في مشروع كما تمتعت معكم. ان تنظيمكم يمنحني املا بمستقبل افضل للبشر. فلو كان ممكنا تعليب وبيع الحماسة والاهتمام بالآخرين، لرغب كل الناس في شراء منتجاتكم».
والرجل الذي كان يؤمِّن الانابيب اللازمة للمطبعة الجديدة في المكسيك، أذهله الجو الهادئ في الفرع. فطرح اسئلة عديدة، وهو مع عائلته يدرسون الآن الكتاب المقدس، وجميعهم يحرزون تقدُّما ملحوظا. وقدَّم المشرف على فريق من المتعهدين المحليين طلبا فريدا من نوعه، قال: «عادة، يعطينا الناس البقشيش تقديرا لما نقوم به. فهل يمكن ان تعطونا كتبا مقدسة بدل المال؟ فبعد ما رأيته هنا، اظن ان المعرفة من الكتاب المقدس اهم بكثير من المال».
تدشين فرع الهند
كتب الفرع في الهند: «اخيرا اتى اليوم الذي طال انتظاره، يوم تدشين الفرع الجديد في ٧ كانون الاول (ديسمبر) ٢٠٠٣. وقد بُني هذا الفرع في بنڠالور التي تقع في وسط جنوب الهند».
لقد بُني هذا الفرع على ارض تبلغ مساحتها ١٧ هكتارا وهو يشغل مساحة ٠٠٠,٣٠ متر مربع. انه اول فرع كبير في العالم تقوم شركة تجارية ببنائه. وهذا المجمَّع اشبه ببلدة صغيرة مستقلة ذاتيا، اذ توجد
فيه محطة لتنقية مياه الشرب، محطة لمعالجة وتكرير مياه المجارير، ومولِّد كهربائي خاص. ويضم المجمَّع ايضا ١٢٢ مكتبا، بما في ذلك ٨٠ مكتبا للمترجمين، قاعة ملكوت جميلة جدا، ومطبعة كبيرة. وهنالك ايضا ثلاثة مبان سكنية تضمّ غرف نوم مريحة، مغسلا، غرفة طعام، ومطبخا مجهَّزا بكل ما يلزم. وقد أُنهي المشروع في غضون سنتين ولم تُستخدم في انجازه سوى مواد من انتاج محلِّي.بدأ عمل الملكوت في الهند سنة ١٩٠٥. ويجري عمل الترجمة والطباعة الآن بـ ٢٦ لغة هندية. ويوم التدشين، روى المرسلون الذين يخدمون في الهند منذ عشرات السنين اختبارات مشجعة، وقدَّم خطاب التدشين ستيڤن لَت من الهيئة الحاكمة. وكان عدد الحضور ٩٣٣,٢، بينهم ١٥٠ زائرا قادمين من ٢٥ بلدا اجنبيا.
تدشين فرع الفيليبين
«نريد ان تكون المباني التي نبنيها بجمال مبنى برج المراقبة». هذا ما قاله بعض البنّائين غير الشهود في مانيلا عندما رأوا براعة الاخوة في بناء فرع الفيليبين. وعندما قصد فريق عمل تلفزيوني يصوِّر برنامجا وثائقيا عن قوانين البناء مهندسَ المدينة، قال لهم: «اذا اردتم
ان تروا مبنى تُطبَّق فيه كل قوانين البناء، فاذهبوا الى مبنى برج المراقبة».قام الاخوة ببناء مبنى سكني من عشرة طوابق وبعض المباني الاضافية، ورمموا مبنى سكنيا آخر يتألف من عشرة طوابق كان قد بُني سنة ١٩٩١. ولكن لمَ الحاجة الى التوسُّع؟ لأنه، من ١٩٩١ الى ٢٠٠٣، زاد عدد الناشرين ٠٠٠,٣٤ شخص، فبلغوا ذروة جديدة من اكثر من ٠٠٠,١٤٤ ناشر للملكوت.
أُقيم التدشين في ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٣. واشتمل الحضور في صباح ذلك السبت المشمس على عائلة بيت ايل، مرسلين سابقين وضيوف من ١٣ بلدا، وأكثر من ٠٠٠,٢ اخ وأخت من الفيليبين، ما جعل مجموع الحضور ٥٤٠,٢. وطوَّر ستيڤن لَت خطابا بمحور «تقدير البيوت القديمة والجديدة المخصَّصة لعبادة يهوه». وفي اليوم التالي، أتى حشد من فاتحين محليين بالاضافة الى شيوخ وزوجاتهم، ما مجموعه ١٥١,٨ شخصا، الى قاعة محافل مترو مانيلا وتمتعوا ببرنامج خصوصي.
حول العالم، هنالك ٠٩٢,٢٠ شخصا معيّنا للخدمة في فروع كهذه. وجميعهم اعضاء في «أخويّة الخدام الخصوصيين كامل الوقت العالمية» لشهود يهوه.
[الاطار في الصفحتين ٢١، ٢٢]
خُطِف في وضح النهار
عند ظهر يوم الجمعة في ١٩ آذار (مارس) ٢٠٠٤، كان كارل البالغ من العمر ٢٠ سنة، وهو واحد من شهود يهوه، يسير في شارع مكتظ بالناس في پيتْيونڤيل بهايتي. فجأة، امسك به رجال مسلَّحون يلبسون ثيابا سوداء، ادخلوه بالقوة الى شاحنة صغيرة، ثم غطّوا رأسه وانطلقوا بأقصى سرعتهم. يروي كارل:
عندما نزلنا من الشاحنة، أُخذت الى غرفة وضعوا فيها ضحايا آخرين. من الواضح ان هؤلاء الضحايا كانوا طلابا جامعيين متهمين بالمشاركة في مظاهرات سياسية. وإذ زادت عدوانية الخاطفين، راحوا يطلقون النار يمينا وشمالا، مما ادى الى قتل احد الاسرى. وقد شعرت برأسه يرتطم بقدميَّ. ثم بدأوا يستجوبونني ويهدِّدونني، حتى انهم ضربوني ورموا بي على جثة الرجل الميت.
امرني القائد: «أجِب عن الاسئلة!».
فقلت: «لكنني لا اعرف شيئا عن الشؤون السياسية».
فصرخ قائلا: «اذًا، سأقتلك على الفور».
فطلبت منه: «ارجوك، دعني اصلّي الى الهي يهوه قبل ان تقتلني لأطلب منه مساعدة والديّ وإخوتي، لأنهم لن يروني بعد الآن».
فقال: «أسرع! انا مستعجل».
وفيما كنت اصلِّي بصوت مرتفع، غادر الرجل الغرفة. وعندما عاد، قلت في نفسي: «انها النهاية يا كارل! سيقتلونك في الحال!». ولكن حدث ما لم يكن في الحسبان.
سألني الرجل: «هل انت كارل الفلاني؟».
فأجبت: «نعم»، متسائلا كيف عرف اسمي!
فأوضح لي انني نقلته بسيارتي عدة مرات. والآن بعد ان عرف من أكون، لا يمكنه ان يؤذيني. فقد عرفني مما ذكرته في الصلاة، رغم ان رأسي كان مغطّى. فخرج من الغرفة مجددا ودار نقاش حاد بينه وبين رفقائه. وفي النهاية، جاء احدهم وأدخلني الى شاحنة وقادها مسافة ثم رماني في الشارع. لقد كان اختبارا مروِّعا، لكنه قوّى كثيرا ايماني بيهوه وبقوة الصلاة.
[الجدول/الصورتان في الصفحتين ١٢، ١٣]
بعض حوادث سنة الخدمة ٢٠٠٤
٣١ ايلول (سبتمبر) ٢٠٠٣
ايلول (سبتمبر): انعقاد مدرسة النظار الجائلين في ٨٨ فرعا خلال سنة الخدمة ٢٠٠٤.
تشرين الاول (اكتوبر): فرع بريطانيا يبدأ الطباعة على مطبعة متطورة جدا (MAN Roland Lithoman).
٢٨ تشرين الاول (اكتوبر): المحكمة في رومانيا تحكم بضم شهود يهوه الى لائحة الاديان المعترَف بها شرعيا والمعفاة من الضرائب.
١ تشرين الثاني (نوفمبر): تدشين فرع الفيليبين.
٢٨ تشرين الثاني (نوفمبر): وزارة العدل في جورجيا تسجِّل شرعيا فرع شهود يهوه هناك.
٧ كانون الاول (ديسمبر): تدشين فرع الهند.
١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٤
٢٦ آذار (مارس): محكمة ڠولوڤينسكي تحكم بحظر شهود يهوه في موسكو، لكنَّ القضية تُستأنف.
نيسان (ابريل): ذروة جديدة في روسيا من ٤٨٩,١٥ فاتحا عاديا.
٢٩ نيسان (ابريل): اغلاق المطبعة في بروكلين بعد ٨٤ سنة من العمل المتواصل فيها. المطبعة الجديدة موجودة في والكيل.
١ ايار (مايو) ٢٠٠٤
ايار (مايو): في خضم الاضطرابات السياسية، تجتاح هايتي فيضانات مروِّعة، إلا ان احدا من الاخوة لم يمت.
١٦ حزيران (يونيو): محكمة مدينة موسكو تؤيِّد القرار الصادر في ٢٦ آذار (مارس). والحظر وتصفية المؤسسة يصبحان قانونيين. لكنَّ القضية تُستأنف لدى المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان.
٣١ آب (اغسطس) ٢٠٠٤
[الصورة في الصفحة ١١]
صدور «الاسفار اليونانية المسيحية — ترجمة العالم الجديد» بالجورجية
[الصورتان في الصفحة ٢٧]
اخوان يعملان على احدى المطبعتين الجديدتين المتطورتين جدا في والكيل، نيويورك، الولايات المتحدة الاميركية
[الصورة في الصفحة ٢٩]
الفرع المدشَّن حديثا في بنڠالور، الهند
[الصورة في الصفحة ٣٠]
فرع الفيليبين الموسَّع