العيش من اجل اليوم والغد
الفصل ١
العيش من اجل اليوم والغد
١-٥ لماذا يجب ان تكون الحداثة وقتا سعيدا؟ ولكن ماذا يجعلها تحديا؟
حداثتكم يجب ان تكون وقتا بديعا من الحياة. فهي شيء كفصل الربيع من السنة. والحداثة هي وقت الحيوية والنشاط. فجسدكم يصير اقوى وعقلكم ينمو ايضا. وتسنح فرص كثيرة للتعلم والقيام بالامور. ولذلك هنالك اسباب كثيرة لتكون الحداثة وقتا سعيدا وممتعا.
٢ ولكن هل هي او هل تكون كذلك لكم؟ هنالك امور كثيرة يمكن ان تساعد او تعيق في هذا الامر. وبعضها امور لا تستطيعون ان تفعلوا شيئا ازاءها. أما الكثير منها فتستطيعون. وهذا الكتاب مكتوب بأمل مساعدتكم على نيل افضل ما في حداثتكم بفوائد طويلة الامد.
٣ والحداثة هي وقت التحدي. وربما ادركتم ان طريق الحياة اليوم مليء بالصعوبات. وتلزم الشجاعة لمواجهتها. أما اذا تعلمتم في وقت مبكر كيف تتغلبون على الصعوبات فحينئذ يصير باقي الطريق اكثر تمهيدا لكم. وكلما تغلبتم على مشكلة زادت ثقتكم.
٤ ومواجهة تحدي الحداثة افضل بكثير من ترك الصعوبات والضغوط والمشاكل تحوّلكم عن ذلك. وطبعا، من السهل ان تحلموا او تخدعوا انفسكم بان الحياة تختلف عما هي عليه حقا. ولكنّ الذين يفعلون ذلك، عاجلا ام آجلا، لا بد ان يصطدموا بالحقيقة القاسية. وحينئذ قد يكون الشفاء والتقدم
صعبا جدا. فالوقت الثمين يكون قد ضاع، لان الشباب كما يقول المثل يأتي مرة واحدة.٥ انتم الآن في وقت انتقال، فترة تغيير. فجسمكم، مثلا، يتقدم نحو النضج الجسدي. ولكنه لا يصل الى هذه المرحلة حتى العشرين الى الثالثة والعشرين من العمر. وقد يلزمكم اكثر ايضا لبلوغ النضج العاطفي. وبعض التغييرات التي تحدث فيكم قد تجعلكم تشعرون بالاضطراب او عدم اليقين من نفسكم. فعندما تشعرون بضغوط جديدة فيكم، كيف تعالجونها؟ يبحث هذا الكتاب هذه التغييرات التي تحدث اثناء الحداثة وكيفية معالجتها بنجاح. ويمكن ان تتمتعوا ايضا بمواجهة التحديات التي تجلبها، لانها جميعا جزء من الاختبار البديع للصيرورة فردا، شخصا متميزا — انتم.
امور مساعدة لتوجيه مسلككم
٦-٩ كيف يمكن ان تستفيدوا من التعلم عما فعله الآخرون؟
٦ قد تظهر حياتكم احيانا كثيرة القيود، مليئة بما «يجب» وما «لا يجب» ان تفعلوه. ولكن، اذ تفكرون في الامر بطريقة اخرى، لديكم اثناء الحداثة نوع من الحرية لن يكون لديكم في ما بعد. فعوض ان تكونوا مثقلين بكل المسؤوليات التي للكبار، انتم احرار لصرف كثير من الوقت في نيل المعرفة وتطوير القدرة والكفاءة. ولديكم مزيد من الوقت لتتعلموا وتفكروا في ما فعله ويفعله الآخرون. فيمكن ان تتعلموا عن نجاحهم وفشلهم، ويمكن ان تروا اين احسنوا الاختيار او اخطأوا بحماقة. وهذا الامر يمكن ان يساعدكم لتعرفوا الاتجاه الذي تريدون اتخاذه في طريق الحياة.
٧ فهل يمكن ان تقرروا هذا الاتجاه وحدكم دون اية مساعدة؟ وكم يعقل ان تجربوا؟ خذوا بعض الامثلة:
٨ لنفرض انكم تريدون ان تبنوا محرك سيارة. فهل تشرعون في ذلك وحدكم دون ان تتعلموا اولا ما يمكن ان يخبركم به الميكانيكيون؟ واذا فعلتم ذلك، كيف يصير المحرك؟ ام هل تحاولون ان تصنعوا لباسا رسميا دون ان تروا احدا يخيط او دون نموذج؟ يمكن ان تتصوروا كيف يبدو اللباس.
٩ أليست الحياة البشرية بالحقيقة اكثر تعقيدا بكثير من محرك السيارة او اللباس الرسمي؟
اجعلوا خطوط اتصالكم مفتوحة
١٠-١٦ (أ) لماذا يشعر بعض الاحداث بانهم لا يريدون ان يتعلموا من الكبار؟ وكيف تشعرون تجاه ذلك؟ (ب) فضلا عن الاصغاء الى الكبار، لماذا يلزمنا ايضا مصدر آخر للمعلومات عن الحياة؟
١٠ وواقع الحياة هو اننا جميعا نبني على ما تعلّمه الآخرون قبلنا. ولكنكم لا تستطيعون ان تفعلوا ذلك دون اتصال. فدون الاتصال — دون التكلم، ودون القراءة، ودون ملاحظة الآخرين بغية التعلّم — لا يمكن ان تستفيدوا من المعرفة والخبرة التي اكتسبها الآخرون.
١١ ولكي تنالوا افضل ما في حداثتكم يلزم ان تستفيدوا مما تعلّمه الآخرون. ويشمل ذلك امورا ككيفية الاعتناء بجسدكم بشكل افضل، وكيفية الحصول والمحافظة على الاصدقاء الصالحين حقا، والارشادات المساعدة المتعلقة بالمواعدة والمغازلة، والاجوبة عن الاسئلة الخاصة بالزواج والجنس واستعمال المشروبات الكحولية او المخدرات. وهذه كلها يجري بحثها في هذا الكتاب.
١٢ ولكن ربما كنتم تفكرون في ما ترونه اليوم في العالم
حولكم. فهنالك كثير من الانانية. وكثيرون من الناس ينالون معاملة غير عادلة. وهنالك ايضا كثير من الغش والتلوث والجريمة والحرب والكذب والرياء. ولذلك قد تسألون، ماذا يمكن ان اتعلّم من الكبار وهم يصنعون امثال هذه الامور الرديئة؟١٣ حقا، يذنب كثيرون من الكبار اليوم بهذه الاحوال. فهم اما ان يشتركوا في هذه الاخطاء الجارية او ان يسايروا ويؤيدوا الانظمة التي تنتج هذه الاحوال.
١٤ ومن جهة اخرى، ألا يشمئز كثيرون من الكبار من رؤية طريقة سير الامور مثلكم؟ وكذلك فان هذه المشاكل لم تبتدئ بالتطور في جيل واحد. فعندما كان آباؤكم بنفس عمركم الآن وجدوا المسرح العالمي ايضا مثبطا. وفي الواقع، طوال الخمسين سنة الماضية، وخاصة منذ الحرب العالمية الاولى للسنة ١٩١٤-١٩١٨، يظهر ان الناس يذهبون من ازمة الى اخرى وكل ازمة تصير معالجتها اصعب.
١٥ فمن الواضح ان مجرد كبر السن او زيادة الخبرة لا يجلب كل الحلول لمشاكل الحياة. والا لتحسنت الامور دائما في كل مكان. ولكنّ الامر ليس كذلك. اذن، فضلا عن خبرة الآخرين، هل يوجد مصدر آخر وحتى افضل للمعلومات والمساعدة يمكن ان تستقوا منه؟
١٦ نعم، يوجد. وسنتحدث عن ذلك الآن.
[اسئلة الدرس]
[صورة تغطي كامل الصفحة ٤]