اعلان البشارة بلا تراخٍ (١٩٤٢-١٩٧٥)
الفصل ٨
اعلان البشارة بلا تراخٍ (١٩٤٢-١٩٧٥)
«الى جميع محبي الثيوقراطية:
في ٨ كانون الثاني ١٩٤٢، انهى بأمانة اخونا الحبيب ج. ف. رذرفورد مسلكه الارضي . . . وبالنسبة اليه كان فرحا وتعزية ان يرى ويعرف ان جميع شهود الرب لا يتبعون ايّ انسان بل الملك المسيح يسوع قائدا لهم، وأنهم سيتقدمون في العمل بوحدة عمل تامة.» — رسالة تعلن موت الاخ رذرفورد. *
ان نبأ موت الاخ رذرفورد اتى كصدمة وقتية لشهود يهوه حول العالم. لقد عرف كثيرون انه كان مريضا، لكنهم لم يتوقعوا ان يموت بهذه السرعة. فأحزنهم فقدان اخيهم العزيز لكنهم كانوا مصممين على ‹التقدم في العمل› — عمل المناداة بملكوت اللّٰه. وهم لم يعتبروا ج. ف. رذرفورد قائدا لهم. علَّق تشارلز إ. ڤاڠنر، الذي عمل في مكتب الاخ رذرفورد: «طوَّر الاخوة في كل مكان اقتناعا قويا بأن عمل يهوه لا يعتمد على ايّ انسان.» ومع ذلك كانت هنالك حاجة الى ان يتحمل شخص ما المسؤوليات التي كانت على عاتق الاخ رذرفورد كرئيس لجمعية برج المراقبة.
«مصممون على البقاء ملتصقين بالرب»
كانت رغبة الاخ رذرفورد القلبية ان يعلن شهود يهوه البشارة بلا تراخٍ. ولذلك في منتصف كانون الاول ١٩٤١، قبل موته بعدة اسابيع، جمع اربعة مديرين للمؤسستين الشرعيتين الرئيسيتين المستخدمتين من قبل شهود يهوه واقترح ان يُستدعى، بعد موته بأسرع ما يمكن، جميع اعضاء المجلسَيْن الى جلسة مشتركة وانتخاب رئيس ونائب رئيس.
وبعد ظهر ١٣ كانون الثاني ١٩٤٢، بعد خمسة ايام فقط من موت رذرفورد، اجتمع معا جميع اعضاء مجلسَي المؤسستين في بتل بروكلين. وقبل عدة ايام كان نائب رئيس الجمعية، ناثان ه. نور البالغ من العمر ٣٦ سنة، قد اقترح ان يلتمسوا جديا الحكمة الالهية بالصلاة والتأمل. وأدرك اعضاء المجلسَيْن انه فيما *
سيدير الاخ المنتخب رئيسا الشؤون القانونية لجمعية برج المراقبة، سيخدم ايضا كناظر رئيسي للهيئة. فمَن كانت لديه المؤهلات الروحية اللازمة لهذه المسؤولية الجسيمة في الاعتناء بعمل يهوه؟ افتُتح الاجتماع المشترَك بصلاة، وبعد التأمل الدقيق انتُخب الاخ نور بالاجماع رئيسا للمؤسستين وهايدن ك. كوڤنڠتَن البالغ من العمر ٣٠ سنة، محامي الجمعية، نائب رئيس.وفي وقت لاحق من ذلك اليوم، اعلن و. إ. ڤان آمبورڠ، امين سر وصندوق الجمعية، لعائلة البتل نتائج الانتخاب. تذكَّر ر. إ. ابراهمسَن، الذي كان حاضرا في تلك المناسبة، ان ڤان آمبورڠ قال: ‹يمكنني ان اتذكر الوقت الذي مات فيه ت. ت. رصل وحلّ محله ج. ف. رذرفورد. لقد استمر الرب يوجِّه ويُنجح عمله. والآن، اتوقع تماما ان يتقدم العمل مع ناثان ه. نور كرئيس، لأن هذا هو عمل الرب، لا الانسان.›
وكيف شعر اعضاء عائلة البتل في بروكلين حيال نتائج الانتخاب؟ تجيب رسالة مؤثِّرة منهم بتاريخ ١٤ كانون الثاني ١٩٤٢، اليوم الذي عقب الانتخاب: «ان تغييره [رذرفورد] لن يجعلنا نتباطأ في انجاز المهمة التي عيَّنها لنا الرب. فنحن مصممون على البقاء ملتصقين بالرب وواحدنا بالآخر، مواصلين المعركة بثبات بلا تراخٍ، محاربين كتفا الى كتف. . . . ومعاشرتنا الحميمة للاخ نور لنحو عشرين سنة . . . تمكِّننا من تقدير توجيه الرب في اختيار الاخ نور
رئيسا وبالتالي عناية الرب وسهره الحبيين على شعبه.» وسرعان ما انهالت رسائل وبرقيات الدعم على المركز الرئيسي من حول العالم.لم يكن هنالك ايّ شعور بالحيرة بشأن ما يجب فعله. فقد أُعدَّت مقالة خصوصية لعدد ١ شباط ١٩٤٢ (بالانكليزية) من برج المراقبة، العدد نفسه الذي اعلن موت ج. ف. رذرفورد. «ان التجميع النهائي من قبل الرب جارٍ،» اعلنت. «فلا ندع شيئا يعيق لحظة واحدة تقدُّم شعب عهده في خدمته. . . . والآن فإن التمسك باستقامتنا امام اللّٰه القادر على كل شيء هو الامر الكلي الاهمية.» وجرى حث شهود يهوه على الاستمرار في اعلان البشارة بغيرة.
ولكنَّ ‹التمسك باستقامتهم› كان تحديا حقيقيا في اوائل اربعينات الـ ١٩٠٠. فالعالم كان لا يزال في حالة حرب. وقيود زمن الحرب في انحاء كثيرة من الارض صعَّبت الكرازة على شهود يهوه. والاعتقالات وعمل الرعاع ضد الشهود استمرت دون فتور. وكان هايدن كوڤنڠتَن، بصفته مستشار الجمعية القانوني، يوجِّه المعركة القانونية، احيانا من مكتبه في المركز الرئيسي في بروكلين وأحيانا من القطارات فيما كان يسافر للاهتمام بالدعاوى القانونية. واذ عمل مع محامين محليين، مثل ڤيكتور شْميت، ڠروڤر پاوِل، وڤيكتور بلاكوِل، جاهد الاخ كوڤنڠتَن لتثبيت الحقوق الدستورية لشهود يهوه في الكرازة من بيت الى بيت وتوزيع مطبوعات الكتاب المقدس دون تقييد من الرسميين المحليين. *
اعطاء اشارة «الانطلاق»
على الرغم من تقنين الطعام والبنزين في زمن الحرب، جرى الاعلان في وقت مبكر من آذار ١٩٤٢ عن خطط للمحفل الثيوقراطي للعالم الجديد، الذي كان سيُعقد في ١٨-٢٠ ايلول. ولتسهيل السفر، جرى اختيار ٥٢ مدينة محفل في انحاء الولايات المتحدة، رُبِط العديد منها بواسطة الهاتف بكليڤلَنْد، اوهايو، المدينة الرئيسية. وفي الوقت نفسه تقريبا، اجتمع شهود يهوه في ٣٣ مدينة اخرى حول الارض. فماذا كان الهدف من هذا المحفل؟
‹لسنا مجتمعين هنا للتأمل في الماضي او في ما انجزه الافراد،› قال العريف، الاخ كوڤنْڠتَن، في مستهل كلامه للفترة الافتتاحية. ثم قدَّم الخطاب الاساسي، «النور الوحيد،» المؤسس على اشعياء الاصحاحين ٥٩ و ٦٠، الذي ألقاه الاخ فرانز. واذ اشار الى امر يهوه النبوي المسجل بواسطة اشعياء، اعلن الخطيب بحماس: «ها هي، اذًا، اشارة ‹الانطلاق› من السلطة الاسمى لمواصلة [عمله] للشهادة مهما حدث قبل مجيء هرمجدون.» (اشعياء ٦:١-١٢) فلم يكن الوقت للتواني والاسترخاء.
«هنالك عمل اضافي للقيام به؛ عمل كثير!» اعلن ن. ه. نور في الخطاب التالي في البرنامج. ولمساعدة سامعيه في تجاوبهم مع اشارة «الانطلاق،» اعلن الاخ نور اصدار طبعة لترجمة الملك جيمس للكتاب المقدس، طُبعت على مطابع الجمعية الخاصة وتحتوي على فهرس كلمات مصمَّم خصوصا ليستعمله شهود يهوه في خدمتهم للحقل. وهذا الاصدار عكس اهتمام الاخ نور الشديد بطبع وتوزيع الكتاب المقدس. وفي الواقع، بعد ان صار رئيسا للجمعية في وقت ابكر من تلك السنة، سارع الاخ نور الى تأمين حقوق الطبع لهذه الترجمة والى تنسيق إعداد فهرس الكلمات والاوجه الاخرى. وفي غضون اشهر صارت هذه الطبعة الخصوصية لِـ ترجمة الملك جيمس جاهزة للصدور في المحفل.
وفي اليوم الاخير من المحفل، ألقى الاخ نور المحاضرة «السلام — هل يمكن ان يدوم؟» وبيَّن فيها دليلا قويا من الرؤيا ١٧:٨ على ان الحرب العالمية الثانية، التي كانت محتدمة آنذاك، لم تكن لتؤدّي الى هرمجدون، كما اعتقد البعض، بل ان الحرب كانت ستنتهي وفترة من السلام ستبدأ. فكان لا يزال هنالك عمل للقيام به في المناداة بملكوت اللّٰه. وقيل للمحتفلين انه بغية المساعدة في الاعتناء بالنمو المرتقَب في الهيئة، سترسل الجمعية ابتداء من الشهر التالي «خداما الى الاخوة» للعمل مع الجماعات. وستجري زيارة كل جماعة كل ستة اشهر.
«ان المحفل الثيوقراطي للعالم الجديد هذا وحَّد هيئة يهوه بشكل متين من اجل العمل الموضوع امامهم،» تقول ماري ڠيبَرد، التي حضرت في دالاس، تكساس، مع والدَيها. وكان هنالك عمل كثير للقيام به. وشهود يهوه كانوا يتطلعون الى فترة السلام القادمة. وكانوا مصممين على التقدم بثبات عبر المقاومة والاضطهاد، معلنين البشارة بلا تراخٍ!
حقبة من التعليم المتزايد
كانوا في كرازتهم من بيت الى بيت يستعملون بطاقة الشهادة والفونوڠراف، ولكن هل كان باستطاعة كل شاهد ليهوه ان يحسِّن مقدرته على ايضاح اسباب رجائه من الاسفار المقدسة؟ اعتقد ذلك الرئيس الثالث للجمعية، ن. ه. نور. وكما عبَّر عن ذلك ك. جيمس وودورث، الذي كان والده لسنين رئيس تحرير العصر الذهبي والتعزية: «فيما كان التشديد في ايام الاخ رذرفورد على ان ‹الدين هو شرك وخدعة،› كانت حقبة من التوسع العالمي تبزغ الآن، والتعليم — المتعلق بالكتاب المقدس والتنظيم — بدأ بمقدار لم يعرفه شعب يهوه من قبل.»
تطورت حقبة التعليم فورا تقريبا. ففي ٩ شباط ١٩٤٢، بعد نحو شهر من انتخاب ن. ه. نور رئيسا للجمعية، صدر اعلان بعيد المدى في بتل بروكلين. فقد أُعدَّت الترتيبات في البتل من اجل «منهج متقدم في الخدمة الثيوقراطية» — مدرسة تبرز البحث في الكتاب المقدس والخطابة العامة.
وبحلول السنة التالية وُضع الاساس لمدرسة مماثلة تُدار في الجماعات المحلية لشهود يهوه. وفي محفل «دعوة الى العمل،» الذي عُقد في كل انحاء الولايات المتحدة في ١٧ و ١٨ نيسان ١٩٤٣، صدر كراس Theocratic Ministry Course in (منهج في الخدمة الثيوقراطية). وجرى حث كل جماعة على الابتداء بالمدرسة الجديدة، وعيَّنت الجمعية اساتذة ليعملوا كعرفاء وليقدِّموا مشورة بنَّاءة حول خطابات التلاميذ التي يلقيها الذكور المسجلة اسماؤهم. وبأسرع ما يمكن تُرجم المنهج ووُضع قيد العمل في البلدان الاخرى.
ونتيجة لذلك، ابتدأ خطباء اكفاء مدرَّبون في مدرسة الخدمة هذه يشتركون في حملة خطابة عامة عالمية للمناداة برسالة الملكوت. وكثيرون من هؤلاء تمكَّنوا في ما بعد من الاستفادة من تدريبهم كخطباء محافل وفي الاعتناء بمسؤوليات تنظيمية ثقيلة.
وكان بينهم أنجِلو ت. مَنيرا، الابن، ناظر جائل لنحو ٤٠ سنة. لقد كان بين اوائل المسجلة اسماؤهم في المدرسة في جماعته، وعلَّق قائلا: «ان اولئك الذين منا حضروا الاجتماعات وخرجوا في خدمة الحقل لسنين عديدة بدون هذا التدبير باتوا ينظرون اليه كخطوة كبيرة في تقدُّمنا الشخصي والتنظيمي.»
وفي ما يتعلق بتدريبه في المدرسة التي دُشِّنت في بتل بروكلين في السنة ١٩٤٢، ذكر لاحقا جورج ڠانڠَس، ترجمان يوناني آنذاك: «اذكر الوقت الذي أَلقيت فيه خطابي الاول لست دقائق. لم اكن واثقا بنفسي، فدوَّنته. ولكن عندما نهضت لألقيه استحوذ عليَّ خوف الحضور فتأتأت وهمهمت، ناسيا ما اردت قوله. ثم لجأت الى القراءة من المخطوطة. إلا ان يديَّ كانتا ترتجفان كثيرا حتى ان السطور صارت تقفز صعودا ونزولا!» ومع ذلك لم يستسلم. وفي حينه، صار يلقي خطابات امام عدد كبير من الحضور في المحافل ويخدم ايضا كعضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه.
مدرسة مؤسسة على الايمان
في ٢٤ ايلول ١٩٤٢ اتُّخذت خطوة كبيرة اخرى الى الامام في حقبة التعليم المتزايد. ففي اجتماع مشترَك لمجلسَي المديرين للمؤسستين الشرعيتين، اقترح الاخ نور ان تؤسس الجمعية مدرسة اخرى، مستخدمة مبنى شُيِّد في مزرعة الملكوت، في ساوث لانسينڠ، نيويورك، على بعد ٢٥٥ ميلا (٤١٠ كلم) شمالي غربي مدينة نيويورك. وكان القصد من هذه المدرسة تدريب مرسلين من اجل الخدمة في بلدان اجنبية حيث الحاجة ماسة الى منادين
بالملكوت. فجرت الموافقة على الاقتراح بالاجماع.عُيِّن ألبرت د. شرودر، الذي كان آنذاك بعمر ٣١ سنة، امين سجل وخدم كعريف للجنة لتنظيم المدرسة الجديدة. «كم قفزت قلوبنا فرحا عند هذا التعيين الجديد المذهل!» يقول. انشغل الاساتذة على الفور؛ فكانت لديهم اربعة اشهر فقط لتطوير المناهج، إعداد المحاضرات، وجمع مكتبة. «ان منهج التعليم المسيحي المتقدِّم غطَّى ٢٠ اسبوعا، وكان الكتاب المقدس الكتاب الدراسي الرئيسي،» يوضح الاخ شرودر، الذي يخدم الآن كعضو في الهيئة الحاكمة.
ويوم الاثنين في ١ شباط ١٩٤٣، يوم شتاء بارد في الجزء الشمالي من ولاية نيويورك، بدأ الصف الاول وفيه ١٠٠ تلميذ. لقد كانت مدرسة مؤسسة حقا على الايمان. ففي منتصف الحرب العالمية الثانية لم تكن هنالك سوى مناطق قليلة من العالم يمكن ارسال المرسلين اليها. ومع ذلك بثقة تامة بأنه ستكون هنالك فترة سلام يمكن استخدامهم خلالها، جرى تدريب مرسلين للمستقبل.
اعادة التنظيم بعد الحرب
في ايار ١٩٤٥ انتهت عداوات الحرب العالمية الثانية في اوروپا. وبعد اربعة اشهر، في ايلول، توقف القتال في الپاسيفيك. فانتهت الحرب العالمية الثانية. وفي ٢٤ تشرين الاول ١٩٤٥، بعد ما يزيد قليلا على ثلاث سنوات من القاء رئيس الجمعية الخطاب «السلام — هل يمكن ان يدوم؟» صار ميثاق الامم المتحدة نافذ المفعول.
وابتدأت التقارير عن نشاط شهود يهوه الآن تأتي تدريجيا من اوروپا. وكان عمل المناداة بالملكوت قد تقدَّم باطّراد في البلدان الاوروپية بالرغم من الحرب، الى حد اذهل اخوتهم وأخواتهم حول العالم. ذكرت برج المراقبة عدد ١٥ تموز ١٩٤٥ (بالانكليزية): «في السنة ١٩٤٠ كان لدى فرنسا ٤٠٠ ناشر؛ أما الآن فهنالك ١٠٠,١ يتحدثون بالملكوت. . . . وفي السنة ١٩٤٠ كان لدى هولندا ٨٠٠ ناشر. اربعمئة منهم أُقحِموا معسكرات الاعتقال في المانيا. والباقون خارجا تحدثوا بالملكوت. والنتيجة؟ في ذلك البلد هنالك الآن ٠٠٠,٢ ناشر للملكوت.» وباب الحرية المفتوح الآن قدَّم فرصا لاعلان البشارة الى حد ابعد، ليس فقط في اوروپا بل في كل العالم. ولكن، اولا، كان يلزم الكثير من اعادة البناء واعادة التنظيم.
* وكانت غايتهما اعادة التنظيم بعد الحرب. فأُعدّت الترتيبات لشحن مؤن المطبوعات والطعام واللباس الى الاخوة المحتاجين. وأُعيد تأسيس مكاتب الفروع.
واذ كان مهتما بالاشراف على حاجات شهود يهوه في البلدان التي دمرتها الحرب، بدأ رئيس الجمعية، مع امين سرّه، مِلتون ج. هنشل، بجولة في بريطانيا، فرنسا، سويسرا، بلجيكا، النَّذَرلند وإسكنديناڤيا في تشرين الثاني ١٩٤٥ لتشجيع الاخوة ولتفقّد مكاتب فروع الجمعية.ادرك الاخ نور جيدا ان التنظيم الجيد للفروع كان لازما لمماشاة تقدُّم عمل
الكرازة. وقدراته الطبيعية في التنظيم استُخدمت كاملا في توسيع تسهيلات فروع الجمعية في كل العالم. وفي السنة ١٩٤٢، عندما صار رئيسا، كان هنالك ٢٥ مكتب فرع. وبحلول السنة ١٩٤٦، على الرغم من الحظر وعراقيل الحرب العالمية الثانية، كانت هنالك فروع في ٥٧ بلدا. وخلال الـ ٣٠ سنة التالية، حتى السنة ١٩٧٦، ارتفع عدد الفروع الى ٩٧.متأهبون ليكونوا معلّمين
من رحلاته الاممية بُعَيد الحرب، قرَّر رئيس الجمعية ان شهود يهوه يلزم ان يكونوا متأهبين على نحو افضل ليكونوا معلّمين لكلمة اللّٰه. فكان التعليم الاضافي للكتاب المقدس ضروريا وكذلك الادوات المناسبة للاستعمال في خدمة الحقل. وقد جرى سدّ هذه الحاجات في وقت مبكر من فترة ما بعد الحرب.
وفي محفل الامم الفرحانة الثيوقراطي، الذي عُقد في كليڤلَنْد، اوهايو، في ٤-١١ آب ١٩٤٦، ألقى الاخ نور الخطاب «متأهبا لكل عمل صالح.» وأُثير اهتمام كامل الحضور فيما كان يطرح اسئلة مثل: «ألا يكون من المساعد كثيرا الحصول على معلومات عن كل سفر من الاسفار الستة والستين للكتاب المقدس؟ ألا يكون مساعدا على فهم الاسفار المقدسة اذا عرفنا مَن كتب كل سفر في الكتاب المقدس؟ متى كُتب كل سفر؟ اين كُتب؟» تعاظم الترقب اذ أَعلن بعدئذ: «ايها الاخوة، لديكم كل تلك المعلومات وأكثر بكثير في الكتاب الجديد بعنوان ‘Equipped for Every Good Work’ (‹متأهبا لكل عمل صالح›)!» وتبعت هذا الاعلان عاصفة من التصفيق. وكانت المطبوعة الجديدة ستخدم ككتاب دراسي لمدرسة الخدمة التي كانت تُعقد في الجماعات.
لم يكن شهود يهوه متأهبين بواسطة مطبوعة لتعميق معرفتهم للاسفار المقدسة فحسب بل مُنِحوا ايضا بعض المساعِدات الممتازة لاستعمالها في الحقل. ومحفل السنة ١٩٤٦ سيُذكَر طويلا بسبب اصدار العدد الاول من !Awake (استيقظ!) وهذه المجلة الجديدة حلَّت محل التعزية (المعروفة سابقا باسم العصر الذهبي). وكذلك صدر كتاب “Let God Be True” («ليكن اللّٰه صادقا»). * وهنري أ. كانتوِل، الذي خدم لاحقا كناظر جائل، يوضح: «لبعض الوقت كنا في مسيس الحاجة الى كتاب يمكن استعماله بفعَّالية في ادارة دروس الكتاب المقدس مع الاشخاص المهتمين حديثا، كتاب يغطّي عقائد وحقائق الكتاب المقدس الاساسية. والآن بصدور ‹ليكن اللّٰه صادقا،› حصلنا على ما هو لازم تماما.»
واذ كانوا متأهبين بواسطة مساعِدات تعليمية قيِّمة كهذه، توقع شهود يهوه
توسعا سريعا اضافيا. وفي مخاطبة المحفل حول موضوع «مشاكل اعادة البناء والتوسع،» اوضح الاخ نور انه خلال سنوات الحرب العالمية لم يحصل ركود في الجهود للشهادة. فمن السنة ١٩٣٩ الى السنة ١٩٤٦ ازداد عدد المنادين بالملكوت اكثر من ٠٠٠,١١٠. ولتلبية الطلب العالمي المتزايد لمطبوعات الكتاب المقدس، خططت الجمعية لتوسيع المصنع و «بيت ايل» في بروكلين.بدأت الفترة المرتقبة للسلام العالمي. وكانت حقبة التوسع العالمي وتعليم الكتاب المقدس ماضية قُدُما. وقد عاد شهود يهوه الى بيوتهم من محفل الامم الفرحانة الثيوقراطي متأهبين بشكل افضل ليكونوا معلّمين للبشارة.
المناداة بالملكوت تندفع الى الامام
وبهدف التوسع العالمي، في ٦ شباط ١٩٤٧، باشر رئيس الجمعية وأمين سره، مِلتون ج. هنشل، جولة خدمة عالمية من ٧٩٥,٤٧ ميلا (٩١٦,٧٦ كلم). وأخذتهما الرحلة الى جزر المحيط الپاسيفيكي، نيوزيلندا، اوستراليا، جنوب شرق آسيا، الهند، الشرق الاوسط، منطقة البحر الابيض المتوسط، اوروپا الوسطى والغربية، إسكنديناڤيا، انكلترا، ونيوفاوندلند. وكانت هذه المرةَ الاولى منذ السنة ١٩٣٣ التي يستطيع فيها ممثلون لمستخدَمي المركز الرئيسي للجمعية في بروكلين ان يزوروا اخوتهم في المانيا. وشهود يهوه حول العالم تابعوا المسافرَين اذ كانت التقارير عن الرحلة تُنشَر في اعداد برج المراقبة طوال السنة ١٩٤٧. *
«لقد كانت هذه الفرصةَ الاولى لنتعرف بالاخوة في آسيا والاماكن الاخرى ولنرى ما هي الحاجات،» يوضح الاخ هنشل، الآن عضو في الهيئة الحاكمة لشهود يهوه. «كنا نفكّر في ارسال مرسلين، ولذلك كان يجب ان نعرف ماذا سيواجهون والى ماذا سيحتاجون.» وعقب الجولة، وصل سيل مطَّرد من المرسلين المدرَّبين في جلعاد الى التربة الاجنبية ليأخذوا القيادة في عمل المناداة بالملكوت. وكانت النتائج مؤثِّرة. فخلال السنين الخمس التالية (١٩٤٧-١٩٥٢)، صار عدد الكارزين بالملكوت في كل العالم اكثر من الضعف، من ٥٥٢,٢٠٧ الى ٢٦٥,٤٥٦.
نمو الثيوقراطية
في ٢٥ حزيران ١٩٥٠، قامت القوى العسكرية من جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية باجتياح جمهورية كوريا في الجنوب. وأخيرا أُرسلت جيوش من ١٦ بلدا آخر. ولكن اذ اثارت الحرب امما كبيرة احداها ضد الاخرى، استعد اشعياء ٦٠:٢٢.
شهود يهوه للاجتماع من اجل محفل اممي كان سيُظهر ليس فقط وحدتهم العالمية بل ايضا ان يهوه كان يباركهم بالنمو. —عُيِّن موعد محفل نمو الثيوقراطية في ٣٠ تموز حتى ٦ آب ١٩٥٠. وهذا كان سيصير اكبر محفل يعقده شهود يهوه على الاطلاق حتى ذلك الوقت في موقع واحد. فنحو ٠٠٠,١٠ مندوب اجنبي من اوروپا، افريقيا، آسيا، اميركا اللاتينية، جزر المحيط الپاسيفيكي — ما مجموعه ٦٧ بلدا مختلفا — تجمعوا في يانكي ستاديوم في مدينة نيويورك. وذروة عدد الحضور التي تجاوزت الـ ٠٠٠,١٢٣ في المحاضرة العامة — بالمقارنة مع الذروة ٠٠٠,٨٠ الذين حضروا محفل الامم الفرحانة الثيوقراطي قبل اربع سنوات فقط — كانت بحد ذاتها دليلا مؤثِّرا على النمو.
وأحد العوامل المهمة في الزيادة التي اختبرها شهود يهوه كان طبع وتوزيع كلمة اللّٰه. وجرى بلوغ مَعْلَم في هذا المجال في ٢ آب ١٩٥٠ عندما اعلن الاخ نور صدور New World Translation of the Christian Greek Scriptures (ترجمة العالم الجديد للاسفار اليونانية المسيحية) باللغة الانكليزية العصرية. وسُرَّ المحتفلون بأن يعلموا ان هذه الترجمة الجديدة قد ردَّت الاسم الالهي يهوه ٢٣٧ مرة في النص الرئيسي من متى الى الرؤيا! وفي اختتام محاضرته ناشد الخطيب بشكل مثير: «خذوا هذه الترجمة. اقرأوها من البداية الى النهاية. ادرسوها، لأنها ستساعدكم على تحسين فهمكم لكلمة اللّٰه. وزِّعوها على الآخرين.» والاجزاء الاخرى كانت ستتبع خلال العقد التالي، لكي تكون في حوزة شهود يهوه اخيرا ترجمة دقيقة سهلة القراءة لكامل الكتاب المقدس يمكنهم ان يقدّموها الى الآخرين بحماس.
وقبل مغادرة مدينة المحفل، دُعي المندوبون الى القيام بجولة في المركز الرئيسي الجديد للبتل في ١٢٤ كولومبيا هايتس ومصنع الطباعة الموسَّع كثيرا في ١١٧ شارع آدمز. واذ أُنشئت بدعم الشهود المالي من حول العالم، أَكملت التسهيلات الجديدة برنامج التوسع الضخم المعلن والموافق عليه بحماس في محفل كليڤلَنْد في السنة ١٩٤٦. وقلَّما ادرك شهود يهوه آنذاك مدى التوسع الذي كان سيحصل بعدُ، ليس فقط في بروكلين، وإنما في كل العالم. فكانت ستلزم مطابع اكثر وأكبر للاعتناء بصفوف ناشري الملكوت المتزايدة باستمرار.
التدريب المكثَّف في الخدمة من بيت الى بيت
في محفل مجتمع العالم الجديد، الذي عُقد في مدينة نيويورك، في ١٩-٢٦ تموز ١٩٥٣، جرى تزويد مطبوعات جديدة “Make Sure of All Things” («امتحنوا كل شيء») تصفيقا مدوّيا من الـ ٠٤٠,١٢٥ الحاضرين يوم الاثنين في ٢٠ تموز. وبصفته اداة لخدمة الحقل سهلة الاستعمال، جمع هذا الكتاب بحجم الجيب المؤلَّف من ٤١٦ صفحة اكثر من ٥٠٠,٤ آية تحت ٧٠ محورا رئيسيا. فصار الآن في متناول شهود يهوه اجوبة من الاسفار المقدسة عن اسئلة تُطرح في كرازتهم من بيت الى بيت.
لشهود يهوه انفسهم وللاستعمال خصوصا في المناداة بالملكوت من بيت الى بيت. على سبيل المثال، احدث اصدارويوم الاربعاء صباحا في اثناء الخطاب «العمل الرئيسي لجميع الخدام،» اعلن الاخ نور عن خطوة اضافية في التعليم المتواصل لشهود يهوه — برنامج تدريب شامل من بيت الى بيت للعمل به في كل الجماعات. فطُلِب من الناشرين الاكثر خبرة ان يساعدوا الاقل خبرة ليصيروا منادين بالملكوت من بيت الى بيت قانونيين وفعَّالين. وهذا البرنامج البعيد المدى بدأ في ١ ايلول ١٩٥٣. علَّق جِسّي ل. كانتوِل، ناظر جائل اشترك في عمل التدريب: «ساعد فعلا هذا البرنامج الناشرين ليصيروا فعَّالين اكثر.»
وفي الاشهر التي تلت تموز ١٩٥٣ عُقدت محافل فرعية في القارات الخمس جميعها، بأشكال مكيَّفة محليا للبرنامج نفسه. وهكذا بدأ التدريب المكثَّف في الخدمة من بيت الى بيت في جماعات شهود يهوه حول العالم. وفي تلك السنة عينها بلغ عدد المنادين بالملكوت ذروة من ٩٨٢,٥١٩.
سدُّ حاجات التوسع العالمي
في اواسط خمسينات الـ ١٩٠٠، صُنعت ترتيبات اضافية للاعتناء بالنمو السريع في الهيئة. ولاكثر من عقد، كان ن. ه. نور قد سافر حول العالم ليتفقد عمل الفروع. وقد انجزت هذه الرحلات الكثير لضمان الاشراف اللائق على العمل في كل بلد ولتقوية الوحدة العالمية لشهود يهوه. وكانت لدى الاخ نور محبة عميقة
للمرسلين وللذين يخدمون في الفروع حول العالم. فحيثما ذهب كان يصرف الوقت في التحدث معهم عن مشاكلهم وحاجاتهم وفي تشجيعهم في خدمتهم. ولكن في السنة ١٩٥٥ كان هنالك ٧٧ مكتب فرع لجمعية برج المراقبة و ٨١٤,١ مرسلا مدرَّبا في جلعاد يخدمون في ١٠٠ بلد مختلف. واذ ادرك ان ذلك اكثر من ان يستطيع معالجته وحده، اتخذ الاخ نور خطوات ليشمل آخرين في هذا العمل المهم لزيارة الفروع وبيوت المرسلين.صُنعت الترتيبات لتقسيم الارض الى عشرة اقاليم، وكل اقليم يتضمَّن عددا من فروع الجمعية. فجرى تعيين اخوة اكفاء من المكتب في بروكلين ونظار فروع ذوي خبرة ليكونوا خدام اقاليم (يُدعون الآن نظار اقاليم) وجرى تدريبهم على هذا العمل من قبل الاخ نور. وفي ١ كانون الثاني ١٩٥٦ افتتح اول خدام الاقاليم هؤلاء هذه الخدمة الجديدة لزيارة الفروع. وفي السنة ١٩٩٢ كان اكثر من ٣٠ اخا، بمن فيهم اعضاء في الهيئة الحاكمة، يخدمون كنظار اقاليم.
تعليم المشيئة الالهية
في صيف السنة ١٩٥٨ لاح خطر الحرب في الشرق الاوسط. وعلى الرغم من التوتر في العلاقات الدولية، استعد شهود يهوه للاجتماع من اجل محفل اممي كان سيعلمهم اكثر المشيئة الالهية. وكان سيصير ايضا اكبر محفل لهم في مدينة واحدة.
ملأت ذروة من ٩٢٢,٢٥٣ مندوبا من ١٢٣ بلدا يانكي ستاديوم وپولو ڠراوندز في مدينة نيويورك من اجل محفل المشيئة الالهية الاممي، من ٢٧ تموز الى ٣ آب. «شهود يهوه يتدفقون فيملأون ملعبين،» قالت الدايلي نيوز النيويوركية في عدد ٢٦ تموز ١٩٥٨. «ثمانية قطارات خصوصية، ٥٠٠ باص مستأجر و ٠٠٠,١٨ سيارة خاصة تنقل الاعضاء، اضافة الى سفينتين مستأجرتين و ٦٥ طائرة مستأجرة.»
كان المرسلون المدرَّبون في جلعاد قد اعلموا المركز الرئيسي للجمعية بالتحدي الذي يواجهونه في تعليم حق الكتاب المقدس للذين لا يعرفون معتقدات وتعاليم كنائس العالم المسيحي. ليتهم يستطيعون الحصول على مطبوعة تبيِّن فقط تعاليم الكتاب المقدس الحقة، ومع ذلك تكون سهلة القراءة والفهم! ولبهجة المندوبين الـ ٤٨٨,١٤٥ الحاضرين بعد ظهر يوم الخميس في ٣١ تموز، اعلن الاخ نور اصدار الكتاب الجديد From Paradise Lost to Paradise Regained (من الفردوس المفقود الى الفردوس المردود).
حثَّ الاخ نور الجميع على استعمال الكتاب الجديد في خدمتهم للحقل. واقترح ايضا ان الآباء سيجدونه مساعدا في تعليم اولادهم حق الكتاب المقدس. وقد اصغى والدون كثيرون الى الاقتراح. ذكرت ڠريس أ. إيسْتِپ، معلِّمة مدرسة نشأت في بلدة صغيرة قرب پيتسبورڠ، پنسلڤانيا: «جيل بكامله من الاولاد كبروا وهم يدلّون بأصابعهم على كتاب الفردوس، حاملين اياه الى الاجتماعات معهم، مشتركين فيه
مع رفقاء لعبهم الصغار، قادرين، قبل وقت طويل من صيرورتهم كبارا كفاية ليقرأوه، ان يسردوا سلسلة كاملة من قصص الكتاب المقدس من مجرد الصور.»وزُوِّدت ايضا مواد قوية لتلاميذ كلمة اللّٰه المتقدِّمين. ففي ختام محاضرته المحرِّضة «فلتتمَّ مشيئتك،» اثار الاخ نور الحضور عندما اعلن اصدار كتاب جديد بعنوان “Your Will Be Done on Earth” («لتكن مشيئتك على الارض»). وهذه المطبوعة الجديدة، المحتوية على دراسة شاملة لسفر دانيال، ثقَّفت قرَّاءها في كيفية اتمام المشيئة الالهية في الماضي والحاضر. «ستتمتعون كثيرا جدا بهذا الكتاب!» اعلن الخطيب. وبالتصفيق المدوِّي عبَّر الحضور الكبير البالغ عدده ٤٤١,١٧٥ عن سرورهم بتسلّم هذه الاداة الجديدة لتعميق تقديرهم للمشيئة الالهية!
وفي ملاحظاته الختامية، اعلن الاخ نور برامج تعليمية خصوصية اضافية كانت ستفيد الهيئة في كل العالم. «ان العمل التعليمي ليس في انحطاط،» صرَّح نور، «ولكنه بالاحرى في تقدُّم.» وأوجز الخطط لتزويد منهج تدريبي لمدة عشرة اشهر في بروكلين للنظار من فروع الجمعية في كل انحاء العالم. وكذلك، في بلدان عديدة حول العالم، ستكون هنالك مناهج تدريبية لشهر واحد للنظار الجائلين والذين لديهم مسؤولية الاشراف في الجماعات. ولماذا كل هذا التعليم؟ «نريد ان نتقدَّم الى مستويات اعلى للفهم،» اوضح، «لنتمكن من التعمق اكثر في افكار يهوه كما عبَّر عنها في كلمته.»
وبدأ العمل فورا في مناهج الدرس من اجل هذه البرامج التدريبية. وبعد سبعة اشهر، في ٩ آذار ١٩٥٩، بدأ الصف الاول لمدرسة جديدة، مدرسة خدمة الملكوت، في ساوث لانسينڠ، نيويورك، المقر الرئيسي لمدرسة جلعاد. وما ابتدأ هناك سرعان ما بلغ العالم كله اذ استُخدمت المدرسة الجديدة لتدريب اولئك الذين لديهم مسؤولية الاشراف في الجماعات.
محصَّنون ‹للثبات في الايمان›
خلال ستينات الـ ١٩٠٠، غمرت المجتمع البشري موجة عارمة من التغييرات الدينية والاجتماعية. فقد صنَّف رجال الدين اجزاء من الكتاب المقدس كخرافية او قديمة العهد. وإيديولوجية «اللّٰه ميت» صارت شائعة على نحو متزايد. والمجتمع البشري غرق عميقا اكثر فأكثر في مستنقع الفساد الادبي الجنسي. وبواسطة برج المراقبة والمطبوعات الاخرى اضافة الى برامج المحافل صار شعب يهوه محصَّنين ‹للثبات في الايمان› خلال ذلك العقد المضطرب. — ١ كورنثوس ١٦:١٣.
وفي سلسلة محافل عُقدت حول العالم في السنة ١٩٦٣، دافع الخطاب «كتاب ‹البشارة الابدية› نافع» عن الكتاب المقدس ضد هجوم النقَّاد. «لا يلزم نقَّاد الكتاب المقدس ان يلفتوا الانتباه الى ان مجرد اناس كتبوا هذا الكتاب،» اوضح الخطيب. «فالكتاب المقدس نفسه يخبرنا باستقامة بهذا الواقع. ولكنَّ ما يجعل هذا الكتاب مختلفا عن ايّ كتاب آخر كتبه اناس هو ان الكتاب المقدس ‹موحى به من اللّٰه.›» (٢ تيموثاوس ٣:١٦، ١٧) وهذا الخطاب المثير ادَّى الى اصدار كتاب “All Scripture Is Inspired of God and Beneficial” («كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه ونافع»). والمطبوعة الجديدة احتوت على مناقشة لكل سفر من اسفار الكتاب المقدس، معطية خلفية السفر، مثل مَن كتبه، متى وأين كُتب، والدليل على صحته. ثم اتت خلاصة لسفر الكتاب المقدس، يليها جزء يدعى «لماذا نافع،» يظهر كيف ان سفر الكتاب المقدس المعيَّن هذا ذو قيمة كبيرة للقارئ. واذ هي اداة قيِّمة في تعليم الكتاب المقدس المستمر لشهود يهوه، لا تزال هذه المطبوعة بارزة ككتاب دراسي في مدرسة الخدمة الثيوقراطية لنحو ٣٠ سنة بعد اصدارها! *
لم يكن شهود يهوه غير متأثرين بالثورة الجنسية لستينات الـ ١٩٠٠. وفي الواقع، ان عدة آلاف — نسبة مئوية صغيرة من مجموع عددهم — كان يجب فصلهم كل سنة، والاغلبية بسبب الفساد الادبي الجنسي. فلسبب وجيه اذًا أُعطي شعب يهوه مشورة مباشرة في سلسلة من المحافل الكورية التي عُقدت في السنة ١٩٦٤. يتذكَّر لايل روش، ناظر جائل هو في الاصل من ساسكاتشيوان، كندا، الخطاب «حفظ هيئة الخدام العموميين نقية وطاهرة.» قال روش: «ان اللغة المباشرة الصريحة حول الآداب شرحت الامور بوضوح في خطاب جليّ.»
ونُشرت محتويات الخطاب في برج المراقبة عدد ١٥ آب ١٩٦٥ (١٥ تشرين الثاني ١٩٦٤، بالانكليزية) وبين امور اخرى ذكرت: «ايتها الفتيات، لا تجعلن انفسكن منشفة وسخة للاستعمال العام، متوافرة لليدين الوسختين لأيّ داعر، ايّ ‹كلب› رمزي.» — قارنوا رؤيا ٢٢:١٥.
ومثل هذه المشورة الصريحة صُمِّمت لمساعدة شهود يهوه كشعب على البقاء في حالة ادبية نظيفة، صالحين للاستمرار في المناداة برسالة الملكوت. — قارنوا«قل لي، ماذا تعني السنة ١٩٧٥ هذه؟»
اعتقد الشهود لمدة طويلة ان حكم المسيح الالفي سيتبع ٠٠٠,٦ سنة من التاريخ البشري. ولكن متى كانت ستنتهي ٠٠٠,٦ سنة من الوجود البشري؟ ان كتاب Life Everlasting —In Freedom of the Sons of God (الحياة الابدية — في حرية ابناء اللّٰه)، الصادر في سلسلة من المحافل الكورية التي عُقدت في السنة ١٩٦٦، اشار الى السنة ١٩٧٥. وفي المحفل، اذ تفحَّص الاخوة المحتويات، اثار الكتاب الجديد كثيرا من النقاش حول السنة ١٩٧٥.
وفي المحفل الذي عُقد في بلتيمور، ماريلند، ألقى ف. و. فرانز الخطاب الختامي. فاستهلّ بالقول: «قبل ارتقائي المنبر مباشرة جاءني شاب وقال، ‹قل لي، ماذا تعني السنة ١٩٧٥ هذه؟›» ثم اشار الاخ فرانز الى الاسئلة الكثيرة التي نشأت حول ما اذا كانت المواد في الكتاب الجديد تعني انه بحلول السنة ١٩٧٥ ستكون هرمجدون قد انتهت، والشيطان قد قُيِّد. وقال، في الجوهر: ‹يمكن ذلك. ولكننا لا نقول ذلك. فكل شيء مستطاع عند اللّٰه. ولكننا لا نقول ذلك. فلا يكن ايٌّ منكم محدِّدا في قول ايّ شيء سيحدث بين الآن والسنة ١٩٧٥. ولكنَّ النقطة المهمة في هذا كله هي هذه، ايها الرفقاء الاعزاء: الوقت قصير. الوقت ينفد، وما من شك في ذلك.›
وفي السنوات التي تلت السنة ١٩٦٦، عمل كثيرون من شهود يهوه وفق روح تلك المشورة. ولكن نُشرت عبارات اخرى حول هذا الموضوع، وكان بعضها على الارجح محدَّدا اكثر مما هو مستحسَن. وهذا ما جرى الاعتراف به في برج المراقبة عدد ١ تشرين الاول ١٩٨٠، «اختيار الطريق الافضل للحياة،» الفقرتين ٥ و ٦ (عدد ١٥ آذار ١٩٨٠، بالانكليزية). لكنَّ شهود يهوه جرى تنبيههم ايضا الى التركيز بشكل رئيسي على فعل مشيئة يهوه وعدم الاهتمام اكثر مما ينبغي بتواريخ وتوقعات خلاص مبكر. *
اداة للاسراع بالعمل
في اواخر ستينات الـ ١٩٠٠ كان شهود يهوه يعلنون البشارة بشعور من الترقب والالحاح. وخلال السنة ١٩٦٨ ازداد عدد ناشري الملكوت الى ٥٠٤,٢٢١,١ في ٢٠٣ بلدان. ومع ذلك، لم يكن غير مألوف ان يدرس بعض الاشخاص الكتاب المقدس
سنة بعد سنة دون العمل بموجب المعرفة التي ينالونها. فهل كانت هنالك طريقة للإسراع بعمل التلمذة؟جاء الجواب في السنة ١٩٦٨ باصدار مساعِد جديد على درس الكتاب المقدس، The Truth That Leads to Eternal Life (الحق الذي يقود الى الحياة الابدية). وهذا الكتاب بحجم الجيب المؤلَّف من ١٩٢ صفحة أُعدَّ والاشخاص المهتمون حديثا في الذهن. وقد احتوى على ٢٢ فصلا ممتعا تعالج مواضيع مثل «لماذا من الحكمة ان تمتحن دينك،» «لماذا نكبر ونموت،» «اين هم الموتى؟» «لماذا سمح اللّٰه بالشر حتى اليوم؟» «كيف تعرف هوية الدين الحق،» و «بناء حياة عائلية سعيدة.» وقد صُمِّم كتاب الحق لتشجيع تلميذ الكتاب المقدس على التفكير في المواد الجاري التأمل فيها منطقيا وتطبيقها في حياته الخاصة.
وهذه المطبوعة الجديدة كانت ستُستعمل في ما يتعلق ببرنامج درس الكتاب المقدس لستة اشهر. وعدد ايلول ١٩٦٨ (بالانكليزية) من Kingdom Ministry (خدمة الملكوت) اوضح كيف سيعمل البرنامج الجديد: «سيكون جيدا ان تحاولوا ان تدرسوا فصلا كاملا من كتاب الحق كل اسبوع، بالرغم من ان ذلك ربما لا يكون ممكنا مع جميع اصحاب البيوت او مع جميع الفصول في الكتاب. . . . وعند نهاية ستة اشهر من الدرس المكثَّف والجهود المخلصة لاخذهم الى الاجتماعات، اذا كانوا لا يعاشرون الجماعة بعدُ، فحينئذ قد يكون من الافضل ان تستعملوا وقتكم للدرس مع شخص آخر يريد حقا ان يتعلم الحق ويحرز التقدم. اجعلوه هدفكم ان تعرضوا البشارة في دروس الكتاب المقدس بطريقة تجعل الاشخاص المهتمين يعملون في غضون ستة اشهر!»
وقد عملوا! ففي فترة قصيرة من الوقت، احرز برنامج درس الكتاب المقدس لستة اشهر نجاحا مذهلا. وطوال سنوات الخدمة الثلاث التي ابتدأت في ١ ايلول ١٩٦٨ وانتهت في ٣١ آب ١٩٧١ اعتمد ما مجموعه ٩٠٦,٤٣٤ اشخاص — اكثر من ضعف عدد المعتمدين خلال سنوات الخدمة الثلاث السابقة! واذ جاء في وقت كان هنالك فيه شعور من الترقب والالحاح بين شهود يهوه، فإن كتاب الحق وحملة درس الكتاب المقدس لستة اشهر ساعدا كثيرا في الإسراع بعمل التلمذة. — متى ٢٨:١٩، ٢٠.
«يجب ان ينجح ذلك؛ فهو من يهوه»
لسنين كثيرة كانت جماعات شهود يهوه منظَّمة بحيث كانت الجمعية تعيِّن رجلا واحدا كفؤا روحيا ليكون خادم او «ناظر» جماعة، وكان يساعده «خدام» معيَّنون آخرون. * (١ تيموثاوس ٣:١-١٠، ١٢، ١٣) وكان على هؤلاء الرجال ان يخدموا الرعية، لا ان يسودوا عليها. (١ بطرس ٥:١-٤) ولكن هل كان بامكان الجماعات ان تطابق بشكل ألصق بنية الجماعات المسيحية للقرن الاول؟
في السنة ١٩٧١، في سلسلة محافل عُقدت في كل انحاء الارض، قُدِّم الخطاب «هيئة ثيوقراطية وسط الديموقراطيات والشيوعية.» ففي ٢ تموز، ألقى ف. و. فرانز الخطاب في يانكي ستاديوم في مدينة نيويورك. وفيه اشار الى انه حيثما توافر رجال اكفاء كفاية، كان لدى جماعات القرن الاول اكثر من ناظر واحد. (فيلبي ١:١) «ان الفريق الجماعي للنظار،» ذكر، «كانوا يؤلفون ‹هيئة شيوخ› . . . وأعضاء ‹هيئة [او محفل] شيوخ› كهؤلاء كانوا جميعا متساوين، اذ كان لهم المركز الرسمي نفسه، ولم يكن ايّ منهم العضو الاهم، الابرز، الاقوى في الجماعة.» (١ تيموثاوس ٤:١٤) وهذا الخطاب حرَّك حقا كامل المحفل. فأيّ تأثير يكون لهذه المعلومات في جماعات شهود يهوه حول العالم؟
جاء الجواب بعد يومين، في الخطاب الختامي الذي ألقاه * إلا ان جميع الشيوخ ستكون لديهم سلطة متساوية وسيشتركون في مسؤولية اتخاذ القرارات. «ان هذه التعديلات التنظيمية،» اوضح الاخ نور، «ستساعد على جعل عمل الجماعات على انسجام اوثق مع كلمة اللّٰه، وسيؤدي ذلك بالتأكيد الى بركات اعظم من يهوه.»
ن. ه. نور. فابتداء من ١ تشرين الاول ١٩٧٢ كانت التعديلات في الاشراف على الجماعات حول العالم ستصير نافذة المفعول. فلن يكون هنالك في ما بعد خادم او ناظر جماعة واحد فقط. ولكن خلال الاشهر المؤدية الى ١ تشرين الاول ١٩٧٢ كان رجال مسؤولون ناضجون في كل جماعة سيوصون الجمعية من اجل التعيين بأسماء اولئك الذين سيخدمون بصفتهم هيئة شيوخ (وأسماء اولئك الذين سيخدمون كخدام مساعدين). وكان شيخ واحد سيُعيَّن عريفا،وكيف تلقَّى المندوبون المجتمعون هذه المعلومات عن التعديلات التنظيمية؟ اندفع ناظر جائل الى القول: «يجب ان ينجح ذلك؛ فهو من يهوه.» وأضاف شاهد آخر ذو خبرة طويلة: «سيكون تشجيعا لجميع الرجال الناضجين ان يتولَّوا المسؤولية.» وفي الواقع، صار الآن بإمكان جميع الرجال الاكفاء ان ‹يبتغوا› ويتعيَّنوا في «مركز ناظر.» (١ تيموثاوس ٣:١، عج) وهكذا صار بإمكان عدد اكبر من الاخوة ان يكتسبوا خبرة قيِّمة في تحمُّل المسؤولية الجماعية. وعلى الرغم من انهم لم يدركوا ذلك في البداية، كانت هنالك حاجة الى جميع هؤلاء لرعاية السيل العظيم من الاشخاص الجدد في السنين القادمة.
والمواد المقدَّمة في المحفل قادت ايضا الى بعض التوضيحات والتعديلات التي شملت الهيئة الحاكمة. ففي ٦ ايلول ١٩٧١ اتُّخذ القرار ان مركز عريف الهيئة الحاكمة يجب تناوبه بين اعضائها، فاعلين ذلك بالترتيب الابجدي. وبعد عدة اسابيع، في ١ تشرين الاول ١٩٧١، صار ف. و. فرانز عريف الهيئة الحاكمة لسنة واحدة.
وفي السنة التالية، في ايلول ١٩٧٢، بدأ اول تبديل للمسؤوليات في الجماعات، وبحلول ١ تشرين الاول، كان التناوب في معظم الجماعات قد تمّ. وخلال السنوات الثلاث التالية اختبر شهود يهوه نموًّا عظيما — اكثر من ثلاثة ارباع مليون شخص اعتمدوا. أما الآن فكانوا يواجهون خريف السنة ١٩٧٥. واذا لم تتحقق جميع التوقعات بخصوص السنة ١٩٧٥، فكيف كان ذلك سيؤثر في غيرتهم للنشاط الكرازي العالمي النطاق فضلا عن وحدتهم العالمية؟
وأيضا لعقود كان ناثان ه. نور، رجل ذو شخصية دينامية ومقدرة بارزة كمنظِّم، قد قام بدور رئيسي في تقدُّم التعليم داخل الهيئة وايصال الكتاب المقدس الى ايدي الناس ومساعدتهم على فهمه. فكيف كان التغيير الى اشراف ادقّ من قبل الهيئة الحاكمة سيؤثر في هذه الاهداف؟
[الحواشي]
^ برج المراقبة، ١ شباط ١٩٤٢، ص ٤٥؛ Consolation ‹التعزية›، ٤ شباط ١٩٤٢، ص ١٧، بالانكليزية.
^ في ايلول ١٩٤٥ اعتذر الاخ كوڤنڠتَن بلطف عن ان يخدم بعدُ كنائب رئيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس (في پنسلڤانيا)، موضحا انه يرغب في الاذعان لما كان مفهوما آنذاك انه مشيئة يهوه لجميع اعضاء مجلس الادارة والرسميين — ان يكونوا مسيحيين ممسوحين بالروح، في حين صرّح بأنه من ‹الخراف الاخر.› وفي ١ تشرين الاول انتُخب لايْمَن أ. سْوينڠل عضوا في مجلس المديرين، وفي ٥ تشرين الاول اختير فردريك و. فرانز نائب رئيس. (انظروا الكتاب السنوي لشهود يهوه لعام ١٩٤٦، ص ٢٢١-٢٢٤؛ برج المراقبة، ١ تشرين الثاني ١٩٤٥، ص ٣٣٥ و ٣٣٦، بالانكليزية.)
^ انظروا الفصل ٣٠، «الدفاع عن البشارة وتثبيتها شرعيا.»
^ التقارير المفصَّلة للجولة نُشرت في برج المراقبة خلال السنة ١٩٤٦. — انظروا الصفحات ١٤-١٦، ٢٨-٣١، ٤٥-٤٨، ٦٠-٦٤، ٩٢-٩٥، ١١٠-١١٢، ١٤١-١٤٤، بالانكليزية.
^ في غضون سنين قليلة، صار هذا المساعِد على درس الكتاب المقدس معروفا حول العالم. واذ نُقِّح في ١ نيسان ١٩٥٢، جرى طبع اكثر من ٠٠٠,٠٠٠,١٩ نسخة بـ ٥٤ لغة.
^ انظروا الصفحات ١٤٠-١٤٤، ١٧١-١٧٦، ١٨٩-١٩٢، ٢٠٥-٢٠٨، ٢١٩-٢٢٣، ٢٣٦-٢٤٠، ٢٥١-٢٥٦، ٢٦٧-٢٧٢، ٣٠٢-٣٠٤، ٣١٥-٣٢٠، ٣٣٣-٣٣٦، ٣٦٣-٣٦٨، بالانكليزية.
^ نُقِّح كتاب «كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه ونافع» في السنة ١٩٩٠.
^ مثلا، نُشرت المقالات التالية في برج المراقبة: «مستعملين الوقت الباقي بحكمة» عدد ١٥ كانون الاول ١٩٦٨ (١ ايار ١٩٦٨، بالانكليزية)؛ «اخدموا بهدف الابدية» عدد ١٥ شباط ١٩٧٥ (١٥ حزيران ١٩٧٤، بالانكليزية)؛ «لماذا لم نخبر ‹ذلك اليوم وتلك الساعة›» و «كيف يؤثر فيكم عدم معرفة ‹اليوم ولا الساعة›؟» عدد ١٥ كانون الاول ١٩٧٥ (١ ايار ١٩٧٥، بالانكليزية). وفي وقت ابكر، في السنة ١٩٦٣، ذكر كتاب «كل الكتاب هو موحى به من اللّٰه ونافع»: «لا ينفع استعمال تواريخ الكتاب المقدس المرتَّبة زمنيا لتخمين التواريخ التي لا تزال مستقبلية في مجرى الزمن. — متى ٢٤:٣٦.»
^ انظروا الفصل ١٥، «تطوُّر بنية الهيئة.»
^ اوضح الخطيب ايضا انه ابتداء من ١ تشرين الاول ١٩٧٢ سيكون هنالك تناوب سنوي لمركز العريف ضمن هيئة شيوخ كل جماعة. وهذا الترتيب عُدِّل في السنة ١٩٨٣، عندما طُلب من كل هيئة شيوخ ان توصي بناظر مشرف كان سيخدم، بعد ان تعيِّنه الجمعية، لفترة من الوقت غير محدَّدة كعريف لهيئة الشيوخ.
[النبذة في الصفحة ٩٢]
الكرازة على الرغم من الاعتقالات وعمل الرعاع
[النبذة في الصفحة ٩٤]
‹توسع عالمي وتعليم بمقدار لم يُعرَف من قبل›
[النبذة في الصفحة ١٠٣]
الدفاع عن الكتاب المقدس ضد هجوم النقَّاد
[النبذة في الصفحة ١٠٤]
«النقطة المهمة في هذا كله هي هذه، ايها الرفقاء الاعزاء: الوقت قصير»
[النبذة في الصفحة ١٠٧]
‹تشجيع لجميع الرجال الناضجين ان يتولَّوا المسؤولية›
[الاطار في الصفحة ٩١]
خلفية ن. ه. نور
وُلِد ناثان هومر نور في بيت لحم، پنسلڤانيا، الولايات المتحدة الاميركية، في ٢٣ نيسان ١٩٠٥. وعندما بلغ الـ ١٦ من العمر عاشر جماعة آلينتاون لتلاميذ الكتاب المقدس. وفي السنة ١٩٢٢ حضر المحفل في سيدر پوينت، اوهايو، حيث قرَّر الانسحاب من الكنيسة المُصلَحة. وفي السنة التالية، في ٤ تموز ١٩٢٣، بعدما ألقى فردريك و. فرانز، من بتل بروكلين، خطاب معمودية، كان ناثان البالغ من العمر ١٨ سنة بين اولئك الذين اعتمدوا في نهر ليهاي الصغير، في پنسلڤانيا الشرقية. وفي ٦ ايلول ١٩٢٣ صار الاخ نور عضوا في عائلة البتل في بروكلين.
انكبّ الاخ نور على العمل باجتهاد في قسم الشحن، وقبل مضي وقت طويل جرى تمييز قدراته الطبيعية في التنظيم. وعندما مات مدير مصنع الجمعية، روبرت ج. مارتن، في ٢٣ ايلول ١٩٣٢، جرى تعيين الاخ نور ليحلَّ محلَّه. وفي ١١ كانون الثاني ١٩٣٤ انتُخب الاخ نور ليكون مديرا لجمعية منبر الشعوب (الآن جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في نيويورك)، وفي السنة التالية جُعل نائب رئيس الجمعية. وفي ١٠ حزيران ١٩٤٠ صار نائب رئيس جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس (مؤسسة پنسلڤانيا). وانتخابه لرئاسة كلتا الجمعيتين وللمؤسسة البريطانية، جمعية تلاميذ الكتاب المقدس من جميع الامم، جرى في كانون الثاني ١٩٤٢.
وفي السنين التي تلت، كان احد العشراء الاحماء والمستشارين المؤتمَنين للاخ نور فردريك و. فرانز، رجل اكبر منه سنا وشخص كانت لمعرفته اللغات وخلفيته كعالِم للكتاب المقدس قيمة عظيمة للهيئة.
[الاطار في الصفحة ٩٣]
نظرة مشجِّعة الى الامام
سُرَّ المندوبون في محفل العالم الجديد الثيوقراطي في كليڤلَنْد، اوهايو، في ايلول ١٩٤٢، عندما خاطب المحفلَ امينُ سرّ وصندوق الجمعية المسنّ، و. إ. ڤان آمبورڠ. وتذكَّر الاخ ڤان آمبورڠ ان المحفل الاول الذي حضره كان في شيكاڠو في السنة ١٩٠٠، وكان محفلا «كبيرا» — حضره نحو ٢٥٠. وبعد تعداد محافل «كبيرة» اخرى على مرّ السنين، اختتم بهذه النظرة المشجِّعة الى الامام: «ان هذا المحفل * يبدو لنا كبيرا الآن، ولكن كما يكون هذا المحفل كبيرا بالمقارنة مع المحافل التي حضرتها في الماضي، كذلك اتوقع ان يكون هذا المحفل صغيرا جدا بالمقارنة مع تلك التي ستُعقد في المستقبل عندما يبدأ الرب بجمع شعبه من جميع زوايا الكرة الارضية.»
[الحاشية]
^ حضرت ذروة من ٠٠٠,٢٦ في كليڤلَنْد، بمجموع حضور من ٦٩٩,١٢٩ لمدن المحافل الـ ٥٢ المنتشرة عبر الولايات المتحدة.
[الاطار/الخرائط في الصفحة ٩٦]
جولات ن. ه. نور للخدمة، ١٩٤٥-١٩٥٦
١٩٤٥-١٩٤٦: اميركا الوسطى، اميركا الجنوبية، اميركا الشمالية، اوروپا، جزر البحر الكاريبي
١٩٤٧-١٩٤٨: اميركا الشمالية، جزر المحيط الپاسيفيكي، المشرق، الشرق الاوسط، اوروپا، افريقيا
١٩٤٩-١٩٥٠: اميركا الشمالية، اميركا الوسطى، اميركا الجنوبية، جزر البحر الكاريبي
١٩٥١-١٩٥٢: اميركا الشمالية، جزر المحيط الپاسيفيكي، المشرق، اوروپا، الشرق الاوسط، افريقيا
١٩٥٣-١٩٥٤: اميركا الجنوبية، جزر البحر الكاريبي، اميركا الشمالية، اميركا الوسطى
١٩٥٥-١٩٥٦: اوروپا، جزر المحيط الپاسيفيكي، المشرق، اميركا الشمالية، الشرق الاوسط، افريقيا الشمالية
[الخرائط]
(انظر المطبوعة)
[الاطار في الصفحة ١٠٥]
«اليوم بدأت بالتفكير من جديد»
اذ صدر في السنة ١٩٦٨، استخدم شهود يهوه كتاب «الحق الذي يقود الى الحياة الابدية» بشكل واسع في درس الكتاب المقدس مع الاشخاص المهتمين. وهذا التدبير في حينه ساعد مئات الآلاف من الاشخاص المفكِّرين على نيل معرفة دقيقة للاسفار المقدسة. قالت رسالة تقدير جرى تسلُّمها في السنة ١٩٧٣ من قارئ في الولايات المتحدة: «جاءت سيدة لطيفة جدا الى بابي اليوم وأعطتني كتابا يُدعى ‹الحق الذي يقود الى الحياة الابدية.› وقد انتهيت منه قبل قليل. وللمرة الاولى اكون قد قرأت ١٩٠ صفحة من ايّ شيء في يوم واحد من حياتي. ففي ٢٩ حزيران ١٩٦٧، توقفت عن الايمان باللّٰه. واليوم بدأت بالتفكير من جديد.»
[الصورة في الصفحة ٩٥]
مدرسة جلعاد في ساوث لانسينڠ، نيويورك
[الصورة في الصفحة ٩٧]
الاخ نور، الظاهر هنا وهو يزور كوبا، سافر حول العالم مرات عديدة
[الصورتان في الصفحة ٩٨]
شعر الاخ نور بأن كل شاهد يجب ان يكون قادرا على الكرازة من بيت الى بيت
انكلترا
لبنان
[الصورة في الصفحة ٩٩]
كرئيس للجمعية، عمل الاخ نور بشكل لصيق مع الاخ فرانز لاكثر من ٣٥ سنة
[الصورة في الصفحة ١٠٠]
مجلس المديرين لجمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس في پنسلڤانيا، في اواسط خمسينات الـ ١٩٠٠. (من اليسار الى اليمين) لايْمَن أ. سْوينڠل، توماس ج. سوليڤان، ڠرانت سوتر، هوڠو ه. رِيمِر، ناثان ه. نور، فردريك و. فرانز، مِلتون ج. هنشل
[الصور في الصفحة ١٠٢]
في السنة ١٩٥٨، تجمَّع مندوبون من ١٢٣ بلدا في يانكي ستاديوم من اجل محفل المشيئة الالهية الاممي
[الصورة في الصفحة ١٠٦]
مطبوعات لتدريب شهود يهوه على الخدمة
[الصورة في الصفحة ١٠٦]
بعض المطبوعات للاستعمال في خدمة الحقل
[الصورة في الصفحة ١٠٦]
كتب زوَّدت الطعام القوي لتقوية شعب يهوه روحيا
[الصورة في الصفحة ١٠٦]
مساعِدات على البحث والدرس