١،‏ ٢ (‏أ)‏ ماذا نتساءل احيانا بخصوص العروسين،‏ ولماذا؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة نناقشها في هذا الفصل؟‏

هل تحب حضور الاعراس؟‏ كثيرون يستمتعون بها لأنها مناسبات مفرحة.‏ ففي هذا اليوم،‏ يبدو العروسان في ابهى حلّة.‏ ويشع وجهاهما فرحا وترتسم البسمة على شفاههما.‏ ويكونان مفعمَين بالامل ويتطلّعان الى المستقبل بإشراق.‏

^٢ رغم ذلك،‏ لا بد من الاعتراف اليوم ان مؤسسة الزواج في خطر.‏ ففي حين نرجو الافضل للعروسين،‏ نتساءل احيانا:‏ ‹هل يكون زواجهما سعيدا يا تُرى؟‏ وهل يدوم؟‏›.‏ يعتمد جواب هذين السؤالين على مدى اتّكال الزوج والزوجة على مشورة الله حول الزواج وتطبيقهما لها.‏ ‏(‏اقرإ الامثال ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏)‏ فهذا امر ضروري كي يثبتا في محبة الله.‏ فلنناقش في ما يلي اجوبة الكتاب المقدس عن اربعة اسئلة:‏ ماذا ينبغي ان يكون دافعك الى الزواج؟‏ كيف تختار رفيق الزواج المناسب؟‏ كيف تستعد للزواج؟‏ وماذا يساعد الزوجين ان يحافظا على رباطهما ويعيشا بسعادة؟‏

٣ لماذا ليس من الحكمة التزوج لأسباب غير منطقية؟‏

^٣ يعتقد البعض ان الزواج مفتاح السعادة.‏ ففي نظرهم،‏ لا يشعر المرء بالرضى او الفرح إلا اذا وجد شريكا.‏ لكنّ هذه النظرة خاطئة  تماما.‏ فيسوع الذي كان غير متزوج وصف العزوبة انها هبة وحثّ مَن يستطيع ان يفسح مجالا لذلك ان يفعل.‏ (‏متى ١٩:‏١١،‏ ١٢‏)‏ وناقش الرسول بولس ايضا فوائد العزوبة.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٣٢-‏٣٨‏)‏ ولكن لا يسوع ولا بولس وضعا قاعدة في هذا الخصوص.‏ وفي الواقع،‏ ان ‹النهي عن الزواج› يُدرَج بين ‹تعاليم الشياطين›.‏ (‏١ تيموثاوس ٤:‏١-‏٣‏)‏ رغم ذلك،‏ تتيح العزوبة فرصا كثيرة للذين يرغبون في خدمة يهوه دون تلهية.‏ لذلك ليس من الحكمة التزوج لأسباب غير منطقية،‏ كضغط اصدقائنا.‏

٤ اي اساس يزوِّده الزواج الناجح لإنجاب الاولاد وتربيتهم؟‏

^٤ وهل هنالك اسباب وجيهة للزواج؟‏ نعم.‏ فالزواج ايضا هبة من إلهنا المحب،‏ لذا فهو ينتج الفوائد والبركات.‏ ‏(‏اقرإ التكوين ٢:‏١٨‏.‏)‏ مثلا،‏ ان الزواج الناجح هو افضل اساس لإنجاب الاولاد وتربيتهم.‏ فالاولاد بحاجة الى بيئة سليمة يتربّون فيها على يد والدَين يزوِّدانهم بالمحبة والتأديب والارشاد،‏ مما يخلق جوًّا من الاستقرار في البيت.‏ (‏مزمور ١٢٧:‏٣؛‏ افسس ٦:‏١-‏٤‏)‏ لكنّ انجاب الاولاد وتربيتهم ليسا السبب الوحيد للزواج.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ ما هي بعض الفوائد العملية للصداقة الحميمة بحسب الجامعة ٤:‏٩-‏١٢‏؟‏ (‏ب)‏ كيف يكون الزواج حبلا مثلوثا؟‏

^٥ لاحِظ سياق كلام الآية الرئيسية في هذا الفصل:‏ «اثنان خير من واحد؛‏ لأن لهما مكافأة صالحة على كدِّهما.‏ فإذا سقط احدهما يقيمه شريكه.‏ ولكن ماذا يفعل الواحد وحده اذا سقط،‏ وليس آخر ليقيمه؟‏ ايضا إن اضطجع اثنان معا،‏ فإنهما يدفآن.‏ أما الواحد وحده فكيف له ان يدفأ؟‏ وإن قوي احد على الواحد،‏ فاثنان قادران على الوقوف في وجهه.‏ والحبل المثلوث لا ينقطع سريعا».‏ —‏ جامعة ٤:‏٩-‏١٢‏.‏

 ^٦ يتحدث هذا المقطع من حيث الاساس عن اهمية الصداقة.‏ لكنه ينطبق ايضا على الزواج الذي يُعدّ احمّ صداقة بين شخصين.‏ فكما تُظهر هذه الاعداد،‏ يزوِّد رباط الزواج الطرفين بالعون،‏ والتشجيع،‏ والحماية.‏ لكنه يصير اكثر متانة اذا كان رباطا مثلوثا.‏ فالحبل المزدوج قد يُقطع بسهولة،‏ أما المثلوث فيصعب قطعه.‏ وكيف يكون الزواج حبلا مثلوثا؟‏ حين يركِّز الزوج والزوجة اهتمامهما على ارضاء يهوه.‏ فعندما تربطهما كليهما علاقة حميمة بيهوه،‏ يصبح الزواج بالفعل رباطا متينا جدا.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ اية مشورة قدَّمها بولس للمسيحيين العزاب الذين يتصارعون مع الرغبات الجنسية؟‏ (‏ب)‏ اية نظرة واقعية الى الزواج يعطينا اياها الكتاب المقدس؟‏

^٧ الزواج هو ايضا الوسيلة الوحيدة لإشباع الحاجات الجنسية بشكل لائق.‏ فالعلاقات الجنسية ضمن هذا الترتيب تُعتبر بحق مصدرا للمتعة.‏ (‏امثال ٥:‏١٨‏)‏ وقد يظل العازب يتصارع مع الرغبات الجنسية حتى بعد ان يتجاوز ما يدعوه الكتاب المقدس «ريعان الشباب»،‏ الفترة التي تكون فيها هذه الرغبات في أوجها.‏ وإذا لم يضبطها،‏ فقد تؤدي به الى سلوك نجس او غير لائق.‏ لذلك أُوحي الى بولس ان يقدِّم للعزاب المشورة التالية:‏ «إن لم يضبطوا انفسهم،‏ فليتزوجوا،‏ فالتزوج افضل من التحرق شهوة».‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٩،‏ ٣٦؛‏ يعقوب ١:‏١٥‏.‏

^٨ ولكن بصرف النظر عن الاسباب التي تدفع الشخص الى الزواج،‏ يجب ان يفكّر بواقعية لأن الذين يتزوجون «يكون لهم ضيق في جسدهم»،‏ كما يقول بولس.‏ (‏١ كورنثوس ٧:‏٢٨‏)‏ فهم يواجهون صعوبات لا يتعرض لها العزاب.‏ ولكن اذا قرَّرت ان تتزوج،‏ فماذا عساك تفعل لتقلِّل الصعوبات وتزيد البركات؟‏ احدى الطرائق هي اختيار رفيق زواجك بحكمة.‏

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ كيف اوضح بولس خطورة الروابط اللصيقة مع غير المؤمنين؟‏ (‏ب)‏ ماذا ينتج غالبا عن تجاهل مشورة الله بعدم الزواج من شخص غير مؤمن؟‏

^٩ أُوحي الى بولس ان يدوِّن مبدأ مهمًّا ينبغي تطبيقه عند اختيار رفيق الزواج.‏ فقد قال:‏ «لا تكونوا تحت نير لا تكافؤ فيه مع غير المؤمنين».‏ (‏٢ كورنثوس ٦:‏١٤‏)‏ استوحى بولس هذه الكلمات من واقع معروف في مجال الزراعة.‏ فإذا جُمع تحت نير واحد حيوانان مختلفان من حيث الحجم او القوة،‏ يتعذبان كلاهما.‏ بصورة مماثلة،‏ حين يُجمع شخص مؤمن وآخر غير مؤمن في الزواج،‏ يعيشان حياة حافلة بالخلافات والتوتر.‏ فإذا اراد احدهما الثبات في محبة يهوه فيما الآخر لا يهتم بذلك،‏ فلن تكون اولوياتهما في الحياة متماثلة،‏ ما يسبب لهما الشقاء على الارجح.‏ لذلك حثّ بولس المسيحيين ان يتزوجوا «في الرب فقط».‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٣٩‏.‏

^١٠ لكنّ بعض المسيحيين العزاب يستنتجون ان النير غير المتكافئ افضل من الوحدة التي يشعرون بها.‏ فيقرِّرون تجاهل مشورة الكتاب المقدس ويتزوجون بشخص لا يخدم يهوه.‏ وغالبا ما تكون النتيجة محزنة.‏ فأمثال هؤلاء يجدون انفسهم متزوجين بشخص لا يمكنهم التحدث معه عن اهم الامور في الحياة.‏ فيشعرون بوحدة قاتلة اسوأ من الوحدة التي تملّكتهم قبلما تزوجوا.‏ ولكن من المفرح ان هنالك آلاف المسيحيين العزاب الذين يتّكلون على مشورة الله في هذا الخصوص ويلتصقون بها.‏ ‏(‏اقرإ المزمور ٣٢:‏٨‏.‏)‏ ورغم انهم يأملون الزواج ذات يوم،‏ فهم يبقون عزابا حتى يجدوا شريكا بين عباد يهوه الله.‏

١١ ماذا يساعدك على اختيار رفيق زواجك بحكمة؟‏ (‏انظر الاطار «‏ عمَّ ابحث في رفيق الزواج؟‏‏».‏)‏

^١١ طبعا،‏ لا يُعتبر كل خادم ليهوه تلقائيا رفيق زواج مناسبا.‏ فإذا  كنت تفكّر في الزواج،‏ فابحث عن شخص تنسجم شخصيته وأهدافه الروحية مع شخصيتك وأهدافك ويحب الله كما تحبه انت.‏ وقد زوَّد العبد الامين الفطين الكثير من المقالات التي تناقش هذا الموضوع.‏ ويحسن بك ان تتأمل مليًّا في هذه النصائح المؤسسة على الاسفار المقدسة وتصلّي كي تسمح لها بأن توجِّهك عند اتّخاذ هذا القرار المهم.‏ * —‏ اقرإ المزمور ١١٩:‏١٠٥‏.‏

١٢ ماذا يشيع في بلدان عديدة بشأن الزواج،‏ وأي مثال من الكتاب المقدس مفيد في هذا المجال؟‏

^١٢ في بلدان عديدة،‏ من الشائع ان يختار الوالدان رفيق زواج لولدهما.‏ فهذه الحضارات تعتبر ان لدى الوالدَين الحكمة والخبرة اللازمة للقيام بهذه الخطوة المهمة.‏ وفي كثير من الاحيان،‏ تتكلّل هذه الزيجات المدبَّرة بالنجاح كما كانت الحال في ازمنة الكتاب المقدس.‏ ومثال ابراهيم الذي ارسل خادمه للعثور على زوجة لإسحاق يفيد الوالدَين اللذين يواجهان وضعا مماثلا.‏ فإبراهيم لم يهتم بالمال والمكانة الاجتماعية.‏ بل بالاحرى،‏ بذل جهده ليجد زوجة لإسحاق من بين عباد يهوه.‏ * —‏ تكوين ٢٤:‏٣،‏ ٦٧‏.‏

١٣-‏١٥ (‏أ)‏ كيف للمبدإ المدوَّن في الامثال ٢٤:‏٢٧ ان يساعد الشاب الذي يفكّر في الزواج؟‏ (‏ب)‏ ماذا يمكن ان تفعل الشابة لتستعد للزواج؟‏

^١٣ اذا كنت تفكّر جديا في الزواج،‏ يحسن بك ان تسأل نفسك:‏ ‹هل انا فعلا مستعد لهذه الخطوة؟‏›.‏ لكنّ الجواب لا يعتمد فقط  على مشاعرك حيال الحب،‏ الجنس،‏ الرفقة،‏ او انجاب الاولاد.‏ فهنالك مسؤوليات ينبغي ان يتأمل فيها اي رجل او امرأة يقدِمان على الزواج.‏

^١٤ فعلى الشاب الذي يبحث عن زوجة ان يفكّر مليًّا في المبدإ التالي:‏ «هيِّئ عملك في الخارج،‏ وأعدَّه لنفسك في الحقل.‏ وبعد ذلك ابنِ بيتك».‏ (‏امثال ٢٤:‏٢٧‏)‏ فماذا تعني هذه الكلمات؟‏ في ذلك الزمان،‏ وجب على الرجل الذي يريد ان يتزوج ويؤسس عائلة ان يسأل نفسه:‏ ‹هل انا مستعد ان اعيل زوجتي والاولاد الذين قد ننجبهم وأعتني بهم؟‏›.‏ فقد كان عليه ان يعمل اولا،‏ ان يعتني بحقله او يجمع محاصيله.‏ وهذا المبدأ ينطبق في ايامنا.‏ فالرجل الذي يريد الزواج يجب ان يكون مستعدا لتحمّل المسؤولية.‏ وعليه ان يعمل ما دام يتمتع بالقدرة الجسدية.‏ فكلمة الله تقول ان الرجل الذي لا يعتني بحاجات عائلته الجسدية والعاطفية والروحية هو اسوأ من غير المؤمن.‏ —‏ اقرأ ١ تيموثاوس ٥:‏٨‏.‏

^١٥ على نحو مماثل،‏ ان المرأة التي تقرِّر ان تتزوج توافق على تولّي عدد من المسؤوليات الثقيلة.‏ ويشيد الكتاب المقدس ببعض الصفات والمهارات التي تحتاج اليها الزوجة لمساعدة زوجها والاعتناء بعائلتها.‏ (‏امثال ٣١:‏١٠-‏٣١‏)‏ لذا،‏ فإن الرجال والنساء الذين يتسرعون في الزواج وهم غير مستعدين لتحمّل المسؤوليات يتصفون بالانانية لأنهم لا يفكّرون في ما يمكنهم تقديمه لرفيق زواجهم المستقبلي.‏ لكنّ الامر الاهم الذي ينبغي ان يهتم به المقبلون على الزواج هو استعدادهم روحيا.‏

١٦،‏ ١٧ اية مبادئ من الاسفار المقدسة ينبغي ان يتأمل فيها الذين يستعدون للزواج؟‏

^١٦ يشمل الاستعداد للزواج التأمل في الدور الذي عيَّنه الله للزوج  والزوجة.‏ فيلزم ان يعرف الرجل ماذا يعني ان يكون رأس العائلة المسيحية.‏ فهذا الدور لا يسوِّغ له التصرف كطاغية،‏ بل يجب ان يقتدي بطريقة يسوع في ممارسة الرئاسة.‏ (‏افسس ٥:‏٢٣‏)‏ على نحو مماثل،‏ يلزم ان تفهم المرأة المسيحية دور الزوجة المكرَّم.‏ فهل هي مستعدة ان تذعن ‹لشريعة زوجها›؟‏ (‏روما ٧:‏٢‏)‏ ان المرأة المسيحية خاضعة اساسا لشريعة يهوه والمسيح.‏ (‏غلاطية ٦:‏٢‏)‏ وعندما تتزوج تصير ايضا تحت شريعة اخرى:‏ سلطة زوجها في العائلة.‏ فهل في وسعها ان تكون داعمة وخاضعة لسلطة رجل ناقص؟‏ اذا لم تكن مستعدة لذلك،‏ يحسن بها ألا تتزوج.‏

^١٧ علاوة على ذلك،‏ ينبغي للرجل والمرأة على السواء ان يكونا مستعدَّين للاهتمام واحدهما بحاجات الآخر الخصوصية.‏ ‏(‏اقرأ فيلبي ٢:‏٤‏.‏)‏ كتب بولس:‏ «ليحب كل واحد منكم زوجته هكذا كنفسه،‏ وأما الزوجة فيجب ان تحترم زوجها احتراما عميقا».‏ فبالوحي الالهي،‏ ادرك بولس ان لدى الرجل حاجة خصوصية ان يشعر باحترام زوجته العميق.‏ ولدى المرأة حاجة خصوصية ان تشعر بمحبة زوجها لها.‏ —‏ افسس ٥:‏٢١-‏٣٣‏.‏

١٨ لماذا ينبغي ان يمارس الرجل والمرأة ضبط النفس خلال فترة التودد؟‏

^١٨ اذًا،‏ ليس التودد مجرد فترة للّهو،‏ بل وقت ليتعلم الرجل والمرأة كيف يتعاملان واحدهما مع الآخر كما يجب،‏ وليقرِّرا هل من الحكمة ان يتزوجا.‏ كما انه وقت لممارسة ضبط النفس.‏ ففي هذه الفترة،‏ يقوى جدا الاغراء بالتمادي في الاعراب عن المودة.‏ وهذا الانجذاب امر طبيعي.‏ إلا ان الذي يحب رفيق زواجه المقبل محبة اصيلة يتجنب اي تصرف قد يلحق به الاذى الروحي.‏ (‏١ تسالونيكي ٤:‏٦‏)‏ لذلك اذا كنت تتودد،‏ فمارِس ضبط النفس.‏ فهذه الصفة تفيدك طوال حياتك سواء تزوجت ام لا.‏

١٩،‏ ٢٠ كيف ينبغي ان تختلف نظرة المسيحي الى الزواج عن كثيرين في ايامنا؟‏ اوضح.‏

^١٩ اذا اراد الرجل والمرأة ان يدوم زواجهما،‏ يلزم ان يمتلكا النظرة الصائبة الى الالتزام.‏ ففي الروايات والافلام السينمائية،‏ غالبا ما يكون الزواج النهاية السعيدة التي يتمناها القراء والمشاهدون.‏ أما على ارض الواقع فالزواج ليس النهاية بل البداية،‏ بداية ترتيب اسّسه يهوه ليدوم.‏ (‏تكوين ٢:‏٢٤‏)‏ ولكن من المؤسف ان العالم اليوم يتبنى نظرة مغايرة.‏ ففي بعض الحضارات،‏ يشبِّه الناس الزواج بشريطين مربوطين معا.‏ وكم يعكس هذا التشبيه نظرة الناس عموما الى الزواج!‏ فالربطة يمكن ابقاؤها ما دامت لازمة،‏ ولكن يمكن ايضا فكّها بسهولة اذا اقتضى الامر.‏

^٢٠ فالزواج في رأيهم ترتيب مؤقت.‏ فهم يدخلون هذا القفص لأنهم يعتقدون ان الزواج يلائم حاجاتهم،‏ لكنهم يتوقعون ان يفسخوه حالما يواجهون الصعوبات.‏ إلا ان الكتاب المقدس لا يشبِّه الزواج بشريط،‏ بل بحبل.‏ فحبال السفن مصمّمة لتدوم لا لتُفَك،‏ حتى عندما تهب العواصف الهوجاء.‏ بشكل مماثل،‏ الزواج مصمّم ليدوم.‏ فقد قال يسوع:‏ «ما جمعه الله في نير واحد فلا يفرِّقه انسان».‏ (‏متى ١٩:‏٦‏)‏ فإذا اردت الزواج،‏ يلزم ان تتبنى النظرة عينها اليه.‏ وهذا النوع من الالتزام لا يجعل الزواج عبئا ثقيلا على الاطلاق.‏

٢١ اية نظرة يجب ان يمتلكها الزوج والزوجة واحدهما الى الآخر،‏ وماذا يساعدهما على ذلك؟‏

^٢١ يلزم ايضا ان يمتلك الزوج والزوجة النظرة الصائبة واحدهما الى الآخر.‏ فإذا حاول كل منهما التركيز على صفات الآخر الجيدة والجهود التي يبذلها،‏ يمنحهما زواجهما الفرح والانتعاش.‏ ولكن هل  هذه النظرة الى شخص ناقص غير واقعية؟‏ للاجابة عن هذا السؤال،‏ لنتأمل في مثال يهوه.‏ فهو واقعي ومنطقي ومع ذلك نريد ان يمتلك نظرة ايجابية الينا.‏ سأل المرنم الملهم:‏ «إن كنت تراقب الآثام يا ياه،‏ يا يهوه،‏ فمَن يقف؟‏».‏ (‏مزمور ١٣٠:‏٣‏)‏ لذا اقتداء بيهوه،‏ يجب ان يتبنى الزوج والزوجة نظرة ايجابية واحدهما الى الآخر ويسامحا بعضهما بعضا.‏ —‏ اقرأ كولوسي ٣:‏١٣‏.‏

٢٢،‏ ٢٣ كيف رسم ابراهيم وسارة مثالا رائعا للمتزوجين اليوم؟‏

 ^٢٢ كلما صمد الزواج في وجه السنين،‏ شعر الشريكان بسعادة واكتفاء اعظم.‏ فالكتاب المقدس يخبرنا كيف كان زواج ابراهيم وسارة في شيخوختهما.‏ فحياتهما لم تخلُ من المشقات والصعوبات.‏ تخيَّل كم كان صعبا على سارة،‏ وهي في ستينياتها على الارجح،‏ ان تغادر بيتها المريح في مدينة اور المزدهرة لتسكن في خيام باقي حياتها.‏ رغم ذلك،‏ اذعنت لرئاسة زوجها.‏ وكانت مكمِّلا ومعينا لإبراهيم بكل معنى الكلمة،‏ اذ ساهمت باحترام في إنجاح قراراته.‏ وخضوعها لم يكن ظاهريا.‏ فقد اشارت الى زوجها انه سيدها حتى «في باطنها».‏ (‏تكوين ١٨:‏١٢؛‏ ١ بطرس ٣:‏٦‏)‏ فاحترامها لإبراهيم كان نابعا من قلبها.‏

^٢٣ طبعا،‏ هذا لا يعني ان ابراهيم وسارة اتفقا في كل المسائل.‏ فذات مرة،‏ قدَّمت سارة لإبراهيم اقتراحا ‹ساء جدا› لديه.‏ ولكن بتوجيه من يهوه،‏ سمع بتواضع لقول زوجته الذي تبيَّن لاحقا انه بركة للعائلة.‏ (‏تكوين ٢١:‏٩-‏١٣‏)‏ واليوم،‏ يمكن لكل الازواج والزوجات،‏ حتى الذي مضت عقود على زواجهم،‏ ان يتعلموا الكثير من هذين الزوجين التقيَّين.‏

٢٤ اية زيجات تجلب الاكرام ليهوه الله،‏ ولماذا؟‏

^٢٤ تضم الجماعة المسيحية اليوم آلاف الزيجات السعيدة،‏ زيجات تعرب فيها الزوجة عن الاحترام العميق لزوجها ويُظهر الزوج المحبة والاكرام لزوجته،‏ وكلاهما يعملان معا على وضع مشيئة يهوه اولا في حياتهما.‏ فإذا قرَّرت الزواج،‏ فاختر رفيق زواجك بحكمة،‏ استعد جيدا لهذه الخطوة،‏ واسعَ ان يسود زواجك جو من السلام والمحبة وأن يجلب الاكرام ليهوه الله.‏ وهكذا،‏ يساعدك زواجك على الثبات في محبة الله.‏