الفصل ١٨
تمويل عمل الملكوت
١، ٢ (أ) بِمَ أَجَابَ ٱلْأَخُ رَصِل قَسًّا سَأَلَ كَيْفَ يَتَدَبَّرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُؤُونَهُمُ ٱلْمَادِّيَّةَ؟ (ب) مَاذَا نُنَاقِشُ فِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ؟
ذَاتَ مَرَّةٍ، جَاءَ قَسٌّ فِي ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْمُصْلَحَةِ إِلَى ٱلْأَخِ تْشَارْلْز ت. رَصِل يَسْأَلُهُ كَيْفَ يَتَدَبَّرُ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ شُؤُونَهُمُ ٱلْمَادِّيَّةَ. فَأَوْضَحَ لَهُ ٱلْأَخُ رَصِل:
«نَحْنُ لَا نَأْخُذُ لَمَّاتٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ».
اَلْقَسُّ: «وَكَيْفَ تَحْصُلُونَ عَلَى ٱلْمَالِ؟».
رَصِل: «اَلْحَقِيقَةُ بَسِيطَةٌ لٰكِنَّكَ لَنْ تُصَدِّقَهَا. فَحِينَ يَحْضُرُ ٱلْمُهْتَمُّونَ ٱجْتِمَاعَاتِنَا، لَا نُمَرِّرُ أَمَامَهُمْ صِينِيَّةَ لَمَّةٍ. لٰكِنَّهُمْ يُلَاحِظُونَ أَنَّ هُنَالِكَ نَفَقَاتٍ. فَيُفَكِّرُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ: ‹لِهٰذِهِ ٱلْقَاعَةِ مَصَارِيفُهَا . . . فَكَيْفَ لَنَا أَنْ نُسَاهِمَ فِي تَغْطِيَةِ جُزْءٍ مِنْهَا؟›».
فَمَا كَانَ مِنَ ٱلْقَسِّ إِلَّا أَنْ رَمَقَ ٱلْأَخَ رَصِل بِنَظْرَةِ شَكٍّ وَٱسْتِغْرَابٍ.
تَابَعَ رَصِل: «هٰذِهِ هِيَ ٱلْحَقِيقَةُ بِكُلِّ صَرَاحَةٍ. فَهُمْ يَسْأَلُونَنِي: ‹كَيْفَ عَسَانَا نَدْعَمُ هٰذَا ٱلْعَمَلَ؟›. إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلَّذِي يَنْعَمُ بِٱلْبَرَكَةِ وَٱلْمَالِ، يَنْدَفِعُ إِلَى ٱسْتِخْدَامِهِمَا فِي سَبِيلِ ٱلرَّبِّ. وَلٰكِنْ إِذَا كَانَ فَقِيرَ ٱلْحَالِ، فَلِمَ نُرْغِمُهُ عَلَى ٱلدَّفْعِ؟». a
٢ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْأَخَ رَصِل كَانَ يَقُولُ «ٱلْحَقِيقَةَ» وَلَا شَيْءَ غَيْرَ ٱلْحَقِيقَةِ. فَمُنْذُ ٱلْقِدَمِ، يَدْعَمُ شَعْبُ ٱللّٰهِ ٱلْعِبَادَةَ ٱلْحَقَّةَ بِٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلطَّوْعِيَّةِ. وَفِي هٰذَا ٱلْفَصْلِ، سَنَسْتَعْرِضُ مَثَلَيْنِ عَلَى ذٰلِكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنَطَّلِعُ عَلَى تَارِيخِنَا ٱلْعَصْرِيِّ فِي هٰذَا ٱلصَّدَدِ. وَفِيمَا نَرَى كَيْفَ يُمَوَّلُ عَمَلُ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ، حَرِيٌّ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ: ‹كَيْفَ أُبَرْهِنُ أَنِّي أَدْعَمُ ٱلْمَلَكُوتَ؟›.
«كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ»
٣، ٤ (أ) أَيَّةُ ثِقَةٍ لَدَى يَهْوَهَ بِعُبَّادِهِ؟ (ب) كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ دَعْمَهُمْ لِبِنَاءِ ٱلْمَسْكَنِ؟
٣ يَثِقُ يَهْوَهُ بِعُبَّادِهِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّهُمْ لَا يُفَوِّتُونَ أَيَّةَ فُرْصَةٍ لِلْعَطَاءِ طَوْعًا وَبِكُلِّ سُرُورٍ إِعْرَابًا عَنْ مَحَبَّتِهِمِ ٱلشَّدِيدَةِ لَهُ. لِنَرَ مَثَلَيْنِ عَلَى ذٰلِكَ زَمَنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْقُدَمَاءِ.
٤ فَبَعْدَمَا أَخْرَجَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ، أَمَرَهُمْ بِبِنَاءِ خَيْمَةٍ نَقَّالَةٍ، أَوْ مَسْكَنٍ، لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ. وَقَدِ ٱسْتَلْزَمَ هَيْكَلُهَا وَتَجْهِيزَاتُهَا مَوَارِدَ مَادِّيَّةً ضَخْمَةً. فَأَوْصَى يَهْوَهُ مُوسَى أَنْ يُعْطِيَ ٱلشَّعْبَ ٱلْفُرْصَةَ لِيَدْعَمُوا هٰذَا ٱلْمَشْرُوعَ، قَائِلًا: «كُلُّ ذِي قَلْبٍ رَاغِبٍ يُحْضِرُ تَقْدِمَةَ يَهْوَهَ». (خر ٣٥:٥) فَكَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا لِتَوِّهِمْ مِنْ عُبُودِيَّةٍ مُسْتَبِدَّةٍ أَذَاقَتْهُمُ ٱلْأَمَرَّيْنِ؟ (خر ١:١٤) لَقَدْ أَيَّدُوا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ دُونَ قَيْدٍ أَوْ شَرْطٍ، وَقَدَّمُوا عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ ذَهَبًا وَفِضَّةً وَأَغْرَاضًا ثَمِينَةً أُخْرَى أَخَذُوا مُعْظَمَهَا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ مِنْ أَسْيَادِهِمِ ٱلْمِصْرِيِّينَ سَابِقًا. (خر ١٢:٣٥، ٣٦) حَتَّى إِنَّ عَطَايَاهُمْ فَاقَتِ ٱلْحَاجَةَ بِحَيْثُ لَزِمَ أَنْ ‹يَمْتَنِعُوا عَنْ جَلْبِ› ٱلْمَزِيدِ. — خر ٣٦:٤-٧.
٥ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ حِينَ مَنَحَهُمْ دَاوُدُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ يَتَبَرَّعُوا مِنْ أَجْلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ؟
٥ بَعْدَ نَحْوِ ٤٧٥ سَنَةً، تَبَرَّعَ دَاوُدُ مِنْ ثَرْوَتِهِ ٱلْخَاصَّةِ لِتَمْوِيلِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، أَوَّلِ مَرْكَزٍ ثَابِتٍ لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. وَفَسَحَ ٱلْمَجَالَ لِرُفَقَائِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَتَبَرَّعُوا هُمْ أَيْضًا، سَائِلًا: «مَنْ يَتَطَوَّعُ لِيَمْلَأَ يَدَهُ ٱلْيَوْمَ بِتَقْدِمَةٍ لِيَهْوَهَ؟». فَتَجَاوَبَ ٱلشَّعْبُ وَ ‹قَدَّمُوا بِقَلْبٍ كَامِلٍ قَرَابِينَ طَوْعِيَّةً›. (١ اخ ٢٩:٣-٩) وَإِذْ أَدْرَكَ دَاوُدُ مَصْدَرَ كُلِّ تِلْكَ ٱلتَّبَرُّعَاتِ، قَالَ لِيَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ: «مِنْكَ ٱلْجَمِيعُ، وَمِنْ يَدِكَ أَعْطَيْنَاكَ». — ١ اخ ٢٩:١٤.
٦ لِمَ ٱلْمَالُ لَازِمٌ لِإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ، وَأَيُّ سُؤَالَيْنِ يَنْشَآنِ؟
٦ لَا مُوسَى وَلَا دَاوُدُ أَجْبَرَا شَعْبَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْعَطَاءِ. فَٱلشَّعْبُ تَكَرَّمُوا بِعَطَايَاهُمْ دُونَ إِكْرَاهٍ. وَمَا ٱلْقَوْلُ ٱلْيَوْمَ؟ نَحْنُ نَعْرِفُ تَمَامَ ٱلْمَعْرِفَةِ أَنَّ عَمَلَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ يَتَطَلَّبُ ٱلْمَالَ. فَنَشْرُ وَتَوْزِيعُ ٱلْكُتُبِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ، بِنَاءُ وَصِيَانَةُ أَمَاكِنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَمَبَانِي ٱلْفُرُوعِ، وَإِغَاثَةُ إِخْوَانِنَا ٱلْمَنْكُوبِينَ وَقْتَ ٱلْكَوَارِثِ، كُلُّهَا أَعْمَالٌ تُكَلِّفُ مَبَالِغَ هَائِلَةً. مِنْ هُنَا يَنْشَأُ سُؤَالَانِ هَامَّانِ: كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَوَارِدِ ٱلْمَالِيَّةِ ٱللَّازِمَةِ؟ وَهَلْ يَحْتَاجُ أَتْبَاعُ ٱلْمَلِكِ أَنْ يُحَرِّضَهُمْ أَحَدٌ عَلَى ٱلْعَطَاءِ؟
«لَنْ تَسْتَجْدِيَ أَوْ تَلْتَمِسَ يَوْمًا ٱلدَّعْمَ مِنَ ٱلْبَشَرِ»
٧، ٨ لِمَاذَا لَا يَسْتَجْدِي شَعْبُ يَهْوَهَ ٱلْمَالَ؟
٧ رَفَضَ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱللُّجُوءَ إِلَى أَسَالِيبِ جَمْعِ ٱلْمَالِ ٱلشَّائِعَةِ بَيْنَ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ. فَفِي مَقَالَةٍ عُنْوَانُهَا «هَلْ تَرْغَبُ فِي ٱلْحُصُولِ عَلَى ‹بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ›؟» ٱلصَّادِرَةِ فِي ٱلْعَدَدِ ٱلثَّانِي مِنَ ٱلْمَجَلَّةِ، ذَكَرَ قَائِلًا: «نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ دَاعِمُ ‹بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ›. لِذَا فَهِيَ لَنْ تَسْتَجْدِيَ أَوْ تَلْتَمِسَ يَوْمًا ٱلدَّعْمَ مِنَ ٱلْبَشَرِ. فَعِنْدَمَا يَكُفُّ ٱلَّذِي يَقُولُ: ‹كُلُّ ذَهَبِ وَفِضَّةِ ٱلْجِبَالِ لِي› عَنْ تَزْوِيدِ ٱلْأَمْوَالِ ٱللَّازِمَةِ، نَفْهَمُ أَنَّ ٱلْوَقْتَ حَانَ لِإِيقَافِ نَشْرِ ٱلْمَجَلَّةِ». (حج ٢:٧-٩) وَهَا قَدْ مَرَّ أَكْثَرُ مِنْ ١٣٠ عَامًا وَ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَٱلْهَيْئَةُ ٱلَّتِي تُصْدِرُهَا مُسْتَمِرَّتَانِ فِي ٱلسَّيْرِ قُدُمًا بِكُلِّ قُوَّةٍ وَٱنْدِفَاعٍ!
٨ إِنَّ شَعْبَ يَهْوَهَ لَا يَسْتَجْدُونَ ٱلْمَالَ إِطْلَاقًا. فَهُمْ لَا يُمَرِّرُونَ صِينِيَّةَ لَمَّةٍ أَوْ يَبْعَثُونَ رَسَائِلَ طَلَبًا لِلصَّدَقَةِ وَٱلْإِحْسَانِ. وَلَا يَرْعَوْنَ مُنَاسَبَاتٍ ٱجْتِمَاعِيَّةً لِكَسْبِ ٱلْمَالِ مِثْلَ ٱلْمَهْرَجَانَاتِ وَٱلْمَعَارِضِ وَمَآدِبِ ٱلْعَشَاءِ. بَلْ يَلْتَصِقُونَ بِمَا قَالَتْهُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مُنْذُ زَمَنٍ: «لَيْسَ مِنَ ٱللَّائِقِ أَبَدًا أَنْ نَلْتَمِسَ ٱلْمَالَ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلرَّبِّ جَرْيًا عَلَى ٱلْعَادَةِ ٱلْمُتَّبَعَةِ . . . فَنَحْنُ مُقْتَنِعُونَ أَنَّ ٱسْتِعْطَاءَ ٱلْمَالِ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ بِأَيِّ طَرِيقَةٍ كَانَتْ أَمْرٌ مَقِيتٌ وَغَيْرُ مَقْبُولٍ فِي نَظَرِهِ، وَيَحْجُبُ بَرَكَتَهُ عَنِ ٱلْوَاهِبِينَ وَٱلْعَمَلِ ٱلْمُرَادِ إِنْجَازُهُ». b
«لِيَفْعَلْ كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا عَزَمَ فِي قَلْبِهِ»
٩، ١٠ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ ٱلَّتِي تَدْفَعُنَا إِلَى ٱلتَّبَرُّعِ طَوْعًا؟
٩ هَلْ نَحْتَاجُ نَحْنُ رَعَايَا ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْيَوْمَ أَنْ يُحَرِّضَنَا أَحَدٌ عَلَى ٱلْعَطَاءِ؟ عَلَى ٱلْعَكْسِ تَمَامًا. فَنَحْنُ نَسْتَخْدِمُ مَالَنَا وَمَوَارِدَنَا ٱلْأُخْرَى بِمِلْءِ إِرَادَتِنَا فِي دَعْمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلِمَ نَشْعُرُ بِٱنْدِفَاعٍ قَوِيٍّ إِلَى ٱلْعَطَاءِ؟ إِلَيْكَ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ.
١٠ أَوَّلًا، لِأَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ وَنَرْغَبُ أَنْ نَعْمَلَ «مَا هُوَ مَرْضِيٌّ فِي نَظَرِهِ». (١ يو ٣:٢٢) فَهُوَ حَتْمًا يَنْظُرُ بِعَيْنِ ٱلرِّضَى إِلَى عُبَّادِهِ حِينَ يُجْزِلُونَ ٱلْعَطَاءَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي كَلِمَاتِهِ عَنِ ٱلْعَطَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٩:٧.) فَٱلْمَسِيحِيُّ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يُعْطِي كَرْهًا أَوْ بِتَرَدُّدٍ، بَلْ لِأَنَّهُ «عَزَمَ فِي قَلْبِهِ». c وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّهُ أَدْرَكَ وُجُودَ حَاجَةٍ مَا وَفَكَّرَ مَلِيًّا كَيْفَ عَسَاهُ يَسُدُّهَا. وَشَخْصٌ كَهٰذَا عَزِيزٌ عَلَى قَلْبِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي «يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ».
١١ مَاذَا يَحْفِزُنَا إِلَى مَنْحِ يَهْوَهَ أَفْضَلَ عَطِيَّةٍ مُمْكِنَةٍ؟
١١ ثَانِيًا، تُعَبِّرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ عَنْ شُكْرِنَا لِيَهْوَهَ عَلَى بَرَكَاتِهِ ٱلْجَزِيلَةِ. وَفِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ، لِنَتَأَمَّلْ فِي مَبْدَإٍ فِي ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ حَفَزَ ٱلْمَرْءَ عَلَى فَحْصِ قَلْبِهِ عِنْدَ ٱلْعَطَاءِ. (اقرإ التثنية ١٦:١٦، ١٧.) فَعِنْدَ حُضُورِ ٱلْأَعْيَادِ ٱلسَّنَوِيَّةِ ٱلثَّلَاثَةِ، وَجَبَ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ إِسْرَائِيلِيٍّ أَنْ يَأْتِيَ «بِعَطِيَّةٍ عَلَى حَسَبِ بَرَكَةِ يَهْوَهَ» ٱلَّتِي أَعْطَاهُ. لِذَا كَانَ عَلَيْهِ قَبْلَ ٱلذَّهَابِ إِلَى تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَاتِ أَنْ يُحْصِيَ بَرَكَاتِهِ وَيَفْحَصَ قَلْبَهُ لِيَأْخُذَ مَعَهُ أَفْضَلَ عَطِيَّةٍ مُمْكِنَةٍ. نَحْنُ أَيْضًا حِينَ نُفَكِّرُ كَمْ يُغْدِقُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتٍ نَنْدَفِعُ إِلَى مَنْحِهِ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا. وَمَا نُقَدِّمُهُ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، بِمَا فِي ذٰلِكَ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلْمَادِّيَّةُ، يَعْكِسُ تَقْدِيرَنَا ٱلْعَمِيقَ لِلنِّعَمِ ٱلَّتِي يُسْبِغُهَا عَلَيْنَا. — ٢ كو ٨:١٢-١٥.
١٢، ١٣ كَيْفَ تُظْهِرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ مَحَبَّتَنَا لِلْمَلِكِ، وَكَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَرَّعَ كُلٌّ مِنَّا؟
١٢ ثَالِثًا، تُظْهِرُ تَبَرُّعَاتُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ أَنَّنَا نُحِبُّ ٱلْمَلِكَ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (اقرأ يوحنا ١٤:٢٣.) فَقَدْ ذَكَرَ: «إِنْ أَحَبَّنِي أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلِمَتِي». وَ «كَلِمَةُ» يَسُوعَ تَتَضَمَّنُ وَصِيَّتَهُ أَنْ نَكْرِزَ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ. (مت ٢٤:١٤؛ ٢٨:١٩، ٢٠) وَنَحْنُ نَحْفَظُ هٰذِهِ ‹ٱلْكَلِمَةَ› حِينَ نَبْذُلُ كُلَّ مَا فِي وِسْعِنَا مِنْ وَقْتٍ وَطَاقَةٍ وَمَوَارِدَ مَادِّيَّةٍ فِي تَرْوِيجِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. فَبِذٰلِكَ نُعْرِبُ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.
١٣ إِذًا، كَرَعَايَا أَوْلِيَاءَ لِلْمَلَكُوتِ، نَرْغَبُ مِنْ صَمِيمِ قُلُوبِنَا أَنْ نَدْعَمَهُ بِتَبَرُّعَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ. وَلٰكِنْ كَمْ يَنْبَغِي أَنْ يَتَبَرَّعَ كُلٌّ مِنَّا؟ هٰذَا قَرَارٌ شَخْصِيٌّ. فَٱلْمُهِمُّ أَنْ نُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا فِي ٱسْتِطَاعَتِنَا. وَمَاذَا عَنِ ٱلْكَثِيرِ مِنْ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ لَا يَمْلِكُونَ إِلَّا ٱلْقَلِيلَ؟ (مت ١٩:٢٣، ٢٤؛ يع ٢:٥) لَا شَكَّ أَنَّهُمْ يَتَعَزَّوْنَ حِينَ يَعْرِفُونَ أَنَّ يَهْوَهَ وَٱبْنَهُ يُقَدِّرَانِ ٱلتَّبَرُّعَاتِ ٱلنَّابِعَةَ مِنْ قَلْبٍ رَاغِبٍ، مَهْمَا كَانَتْ زَهِيدَةً! — مر ١٢:٤١-٤٤.
كَيْفَ نَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَالِ؟
١٤ كَيْفَ وَزَّعَ شُهُودُ يَهْوَهَ مَطْبُوعَاتِهِمْ طَوَالَ سَنَوَاتٍ؟
١٤ اِعْتَادَ شُهُودُ يَهْوَهَ لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ أَنْ يُوَزِّعُوا مَطْبُوعَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لِقَاءَ مَبْلَغٍ مُتَوَاضِعٍ يُتِيحُ حَتَّى لِلْفُقَرَاءِ ٱلْحُصُولَ عَلَيْهَا. مَعَ ذٰلِكَ، إِذَا بَدَا صَاحِبُ ٱلْبَيْتِ مُهْتَمًّا وَلَيْسَ فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يَتَبَرَّعَ، فَلَمْ يَتَأَخَّرِ ٱلْمُنَادُونَ بِٱلْمَلَكُوتِ عَنْ تَرْكِ ٱلْمَطْبُوعَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ. فَمُنْيَةُ قَلْبِهِمْ كَانَتْ إِيصَالَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ إِلَى ٱلْأَشْخَاصِ ٱلطَّيِّبِي ٱلْقُلُوبِ ٱلَّذِينَ يَوَدُّونَ قِرَاءَتَهَا وَٱلِٱسْتِفَادَةَ مِنْهَا.
١٥، ١٦ (أ) أَيُّ تَعْدِيلٍ أَجْرَتْهُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩٩٠؟ (ب) كَيْفَ تُقَدَّمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلِٱخْتِيَارِيَّةُ؟ (اُنْظُرْ أَيْضًا ٱلْإِطَارَ « عَلَامَ نُنْفِقُ تَبَرُّعَاتِنَا؟».)
١٥ وَلٰكِنْ عَامَ ١٩٩٠، أَجْرَتِ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ تَعْدِيلًا عَلَى تَوْزِيعِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. فَبَدْءًا مِنْ تِلْكَ ٱلسَّنَةِ، وَزَّعَ ٱلْإِخْوَةُ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ كُلَّ ٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ مُقَابِلٍ. أَوْضَحَتْ رِسَالَةٌ تَسَلَّمَتْهَا كُلُّ ٱلْجَمَاعَاتِ هُنَاكَ: «سَيَحْصُلُ ٱلنَّاشِرُونَ وَٱلْمُهْتَمُّونَ عَلَى ٱلْمَجَلَّاتِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ دُونَ أَنْ نَطْلُبَ مِنْهُمْ أَوْ نَقْتَرِحَ عَلَيْهِمْ تَقْدِيمَ تَبَرُّعٍ مُحَدَّدٍ كَشَرْطٍ لِنَيْلِهَا . . . وَإِذَا رَغِبَ أَحَدٌ فِي ٱلتَّبَرُّعِ مُسَاهَمَةً مِنْهُ فِي نَفَقَاتِ عَمَلِنَا ٱلتَّعْلِيمِيِّ، فَلَا مَانِعَ مِنْ ذٰلِكَ. لٰكِنَّهُ سَيَحْصُلُ عَلَى ٱلْمَطْبُوعَاتِ سَوَاءٌ تَبَرَّعَ أَمْ لَا». وَقَدْ سَاهَمَ هٰذَا ٱلتَّعْدِيلُ فِي تَوْضِيحِ طَبِيعَةِ عَمَلِنَا ٱلطَّوْعِيِّ وَٱلدِّينِيِّ وَبَرْهَنَ أَنَّنَا لَسْنَا «بَاعَةً جَائِلِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ». (٢ كو ٢:١٧) وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ، سَرَى تَرْتِيبُ ٱلتَّبَرُّعِ ٱلِٱخْتِيَارِيِّ فِي كُلِّ ٱلْفُرُوعِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.
١٦ وَكَيْفَ تُقَدَّمُ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلِٱخْتِيَارِيَّةُ؟ تُوجَدُ فِي قَاعَاتِ مَلَكُوتِ شُهُودِ يَهْوَهَ صَنَادِيقُ تَبَرُّعَاتٍ لَا تَلْفِتُ ٱلْأَنْظَارَ. فَيُمْكِنُ لِلْمَرْءِ أَنْ يَضَعَ ٱلْمَالَ فِيهَا أَوْ يُرْسِلَ ٱلْهِبَاتِ ٱلْمَالِيَّةَ مُبَاشَرَةً إِلَى إِحْدَى ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلشَّرْعِيَّةِ ٱلَّتِي يَسْتَخْدِمُهَا شُهُودُ يَهْوَهَ. وَفِي كُلِّ سَنَةٍ، تَصْدُرُ مَقَالَةٌ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ تُعَدِّدُ طَرَائِقَ لِلتَّبَرُّعِ.
أَيْنَ نُنْفِقُ ٱلْمَالَ؟
١٧-١٩ كَيْفَ تُسْتَخْدَمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلْمَالِيَّةُ فِي (أ) تَمْوِيلِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ، (ب) بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، وَ (ج) سَدِّ نَفَقَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٧ تَمْوِيلُ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ. تُغَطِّي ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱلْمَالِيَّةُ مَصَارِيفَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلْعَالَمِيِّ ٱلَّتِي تَشْمُلُ: إِنْتَاجَ ٱلْمَطْبُوعَاتِ وَتَوْزِيعَهَا حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، بِنَاءَ وَصِيَانَةَ مَكَاتِبِ ٱلْفُرُوعِ وَبُيُوتِ إِيلَ، وَعَقْدَ مُخْتَلِفِ ٱلْمَدَارِسِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. وَهِيَ تُنْفَقُ أَيْضًا عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمُرْسَلِينَ وَٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ وَٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ. هٰذَا عَدَا عَنِ ٱلْأَمْوَالِ ٱللَّازِمَةِ لِإِغَاثَةِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ. d
١٨ بِنَاءُ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. تُسْتَخْدَمُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ فِي إِعَانَةِ ٱلْجَمَاعَاتِ عَلَى بِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ أَوْ تَجْدِيدِهَا. وَكُلَّمَا تَوَفَّرَتْ هٰذِهِ ٱلتَّبَرُّعَاتُ ٱزْدَادَتْ إِمْكَانِيَّةُ مُسَاعَدَةِ جَمَاعَاتٍ أُخْرَى لَدَيْهَا هٰذِهِ ٱلْحَاجَةُ. e
١٩ سَدُّ نَفَقَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ. تُسْتَعْمَلُ ٱلتَّبَرُّعَاتُ لِدَفْعِ ٱلنَّفَقَاتِ ٱلِٱعْتِيَادِيَّةِ فِي قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَصِيَانَتِهَا. وَقَدْ يُوصِي ٱلشُّيُوخُ بِإِرْسَالِ بَعْضِ ٱلْمَالِ إِلَى مَكْتَبِ ٱلْفَرْعِ ٱلْمَحَلِّيِّ دَعْمًا لِلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْحَالَاتِ، يَجِبُ أَنْ تَتَبَنَّى ٱلْجَمَاعَةُ قَرَارًا بِٱلْمُوَافَقَةِ عَلَى ٱلتَّوْصِيَةِ قَبْلَ إِرْسَالِ ٱلْمَبْلَغِ. وَكُلَّ شَهْرٍ، يُعِدُّ ٱلْأَخُ ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْحِسَابَاتِ تَقْرِيرًا مَالِيًّا يُقْرَأُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ.
٢٠ كَيْفَ نُكْرِمُ يَهْوَهَ ‹بِنَفَائِسِنَا›؟
٢٠ حِينَ نُفَكِّرُ فِي كُلِّ مَا يَلْزَمُ لِإِنْجَازِ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلتَّلْمَذَةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ، لَا يَسَعُنَا إِلَّا أَنْ نَهُبَّ إِلَى ‹إِكْرَامِ يَهْوَهَ بِنَفَائِسِنَا›. (ام ٣:٩، ١٠) وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلنَّفَائِسُ مَقْدِرَاتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةَ وَٱلْفِكْرِيَّةَ وَٱلرُّوحِيَّةَ ٱلَّتِي نَوَدُّ حَتْمًا أَنْ نُوَظِّفَهَا إِلَى أَقْصَى ٱلْحُدُودِ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ. وَلَا يَغِبْ عَنْ بَالِنَا أَنَّ مُقْتَنَيَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةَ أَيْضًا جُزْءٌ مِنْ نَفَائِسِنَا. فَلْنُصَمِّمْ أَلَّا نَتَوَانَى عَنِ ٱلْعَطَاءِ مَا دَامَ ذٰلِكَ فِي طَاقَةِ يَدِنَا. فَمِنْ خِلَالِ تَبَرُّعَاتِنَا ٱلطَّوْعِيَّةِ نُكْرِمُ يَهْوَهَ وَنُبَرْهِنُ دَعْمَنَا لِلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.
a بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدُ ١٥ تَمُّوزَ (يُولْيُو) ١٩١٥، ٱلصَّفْحَتَانِ ٢١٨-٢١٩.
b بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدُ ١ آبَ (أُغُسْطُس) ١٨٩٩، ٱلصَّفْحَةُ ٢٠١.
c يَذْكُرُ أَحَدُ ٱلْعُلَمَاءِ أَنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمَنْقُولَةَ إِلَى «عَزَمَ» تَحْمِلُ فِكْرَةَ «ٱلتَّصْمِيمِ ٱلْمُسْبَقِ». وَيُضِيفُ: «صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَطَاءَ يُوَلِّدُ ٱلْفَرَحَ تِلْقَائِيًّا، وَلٰكِنْ يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يُخَطِّطَ لَهُ وَيَنْتَظِمَ فِي فِعْلِهِ». — ١ كو ١٦:٢.
d لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ٢٠.
e لِمَعْرِفَةِ تَفَاصِيلَ عَنْ بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ، ٱنْظُرِ ٱلْفَصْلَ ١٩.