الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يسوع المسيح —‏ هل هو مرسل من اللّٰه؟‏

يسوع المسيح —‏ هل هو مرسل من اللّٰه؟‏

الفصل ٦

يسوع المسيح —‏ هل هو مرسل من اللّٰه؟‏

١ و ٢ (‏أ)‏ اي دليل هنالك على كون يسوع المسيح شخصا حقيقيا؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة تنشأ عن يسوع؟‏

سمع كل فرد اليوم تقريبا عن يسوع المسيح.‏ وكان تأثيره في التاريخ اعظم من ذاك الذي لأيّ انسان آخر.‏ والتقويم ذاته المستعمل في اغلب انحاء العالم انما هو مؤسس على السنة التي يُعتقد انه ولد فيها!‏ وكما تقول دائرة المعارف العالمية:‏ «التواريخ قبل هذه السنة تُدرج ق م،‏ اي قبل المسيح.‏ والتواريخ بعد هذه السنة تُدرج ب م،‏ اي بعد المسيح (‏في سنة ربنا)‏.‏»‏

٢ ولذلك لم يكن يسوع شخصا خياليا.‏ فقد عاش فعلا انسانا على الارض.‏ «حتى خصوم المسيحية في الازمنة القديمة لم يشكّوا قط في (‏الوجود الحقيقي)‏ ليسوع،‏» تذكر دائرة المعارف البريطانية.‏ فمن كان يسوع؟‏ هل كان فعلا مرسلا من اللّٰه؟‏ ولماذا هو معروف الى هذا الحد؟‏

كان قد عاش قبلا

٣ (‏أ)‏ حسب كلام الملاك كانت مريم ستلد ابنا لمن؟‏ (‏ب)‏ كيف امكن لمريم العذراء ان تنجب يسوع؟‏

٣ بخلاف ايّ انسان آخر وُلد يسوع من عذراء.‏ وكان اسمها مريم.‏ قال الملاك عن ولدها:‏ «هذا يكون عظيما وابن العلي يُدعى.‏» (‏لوقا ١:‏٢٨-‏٣٣،‏ متى ١:‏٢٠-‏٢٥‏)‏ ولكن كيف امكن لامرأة لم تكن لها قط علائق جنسية برجل ان تنجب ولدا؟‏ كان ذلك بواسطة روح اللّٰه القدوس.‏ فقد نقل يهوه حياة ابنه الروحاني القدير من السماء الى رحم مريم العذراء.‏ وكان ذلك اعجوبة!‏ ولا شك ان ذاك الذي صنع المرأة الاولى بالقدرة الرائعة على انتاج الاولاد يستطيع ان يجعل امرأة تنجب ولدا دون اب بشري.‏ يوضح الكتاب المقدس قائلا:‏ «لما جاء ملء الزمان ارسل اللّٰه ابنه مولودا من امرأة.‏» —‏ غلاطية ٤:‏٤‏.‏

٤ (‏أ)‏ اية حياة تمتع بها يسوع قبل ان يولد طفلا؟‏ (‏ب)‏ ماذا قال يسوع ليظهر انه كان قد عاش قبلا في السماء؟‏

٤ ولذلك قبل ان يولد على الارض انسانا كان يسوع في السماء شخصا روحانيا قديرا.‏ وكان له جسم روحاني غير منظور من الانسان،‏ تماما كما للّٰه.‏ (‏يوحنا ٤:‏٢٤‏)‏ ويسوع نفسه غالبا ما تكلم عن المركز الرفيع الذي كان يشغله في السماء.‏ صلى ذات مرة:‏ «مجدني انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذي كان لي عندك قبل كون العالم.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٥‏)‏ وقال ايضا لسامعيه:‏ «انتم من اسفل.‏ اما انا فمن فوق.‏» «ان رأيتم ابن الانسان صاعدا الى حيث كان اولا.‏» «قبل ان يكون ابرهيم انا كائن.‏» —‏ يوحنا ٨:‏٢٣؛‏ ٦:‏٦٢؛‏ ٨:‏٥٨؛‏ ٣:‏١٣؛‏ ٦:‏٥١‏.‏

٥ (‏أ)‏ لماذا دعي يسوع «الكلمة» و«البكر» و«الوحيد»؟‏ (‏ب)‏ اي عمل كان يسوع قد اشترك فيه مع اللّٰه؟‏

٥ قبل المجيء الى الارض دعي يسوع كلمة اللّٰه.‏ ويظهر هذا اللقب انه خدم في السماء بصفته الشخص الذي يتكلم عن اللّٰه.‏ ويدعى ايضا «بكر» اللّٰه،‏ وكذلك ابنه «الوحيد.‏» (‏يوحنا ١:‏١٤؛‏ ٣:‏١٦،‏ عبرانيين ١:‏٦‏)‏ ويعني ذلك انه خُلق قبل كل ابناء اللّٰه الروحانيين الآخرين،‏ وانه الشخص الوحيد الذي خُلق مباشرة من اللّٰه.‏ ويوضح الكتاب المقدس ان هذا الابن «البكر» اشترك مع يهوه في خلق كل الاشياء الاخرى.‏ (‏كولوسي ١:‏١٥،‏ ١٦‏)‏ وهكذا عندما قال اللّٰه،‏ «نعمل الانسان على صورتنا،‏» كان يكلم هذا الابن.‏ اجل،‏ ان الشخص ذاته الذي اتى في ما بعد الى الارض وولد من امرأة كان قد اشترك في خلق كل الاشياء!‏ وكان قد عاش سابقا في السماء مع ابيه لعدد غير معروف من السنين!‏ —‏ تكوين ١:‏٢٦،‏ امثال ٨:‏٢٢ و ٠٣،‏ يوحنا ١:‏٣‏.‏

حياته على الارض

٦ (‏أ)‏ اية حوادث جرت قبل وبعد ولادة يسوع بقليل؟‏ (‏ب)‏ اين وُلد يسوع واين تربّى؟‏

٦ كانت مريم مخطوبة ليوسف.‏ ولكن عندما عرف انها حبلى اعتقد انها انهمكت في علائق جنسية برجل آخر،‏ ولذلك لم يكن ليتزوجها.‏ أما عندما اخبره يهوه بأن الولد قد حُبل به بواسطة روحه القدوس فأخذ يوسف مريم زوجة له.‏ (‏متى ١:‏١٨-‏٢٠،‏ ٢٤،‏ ٢٥‏)‏ وفي ما بعد اذ كانا يزوران مدينة بيت لحم وُلد يسوع.‏ (‏لوقا ٢:‏١-‏٧،‏ ميخا ٥:‏٢‏)‏ وعندما كان يسوع لا يزال طفلا حاول الملك هيرودس قتله.‏ ولكنّ يهوه حذر يوسف فأخذ عائلته وهرب الى مصر.‏ وبعد موت الملك هيرودس رجع يوسف ومريم بيسوع الى مدينة الناصرة في الجليل.‏ وهنا تربّى.‏ —‏ متى ٢:‏١٣-‏١٥،‏ ١٩-‏٢٣‏.‏

٧ (‏أ)‏ ماذا حدث عندما كانت ليسوع ١٢ سنة؟‏ (‏ب)‏ اي عمل تعلم يسوع القيام به حين تربّى؟‏

٧ عندما كانت ليسوع ١٢ سنة سافر مع اهله الى اورشليم لحضور الاحتفال الخصوصي الذي يدعى الفصح.‏ واذ كان هناك قضى ثلاثة ايام في الهيكل يستمع الى المعلمين ويطرح عليهم الاسئلة.‏ وجميع الناس الذين سمعوه ادهشهم مقدار معرفته.‏ (‏لوقا ٢:‏٤١-‏٥٢‏)‏ واذ تربّى يسوع في الناصرة تعلّم النجارة.‏ ولا شك انه تدرب على القيام بهذا العمل بواسطة مربيه،‏ يوسف،‏ الذي كان ايضا نجارا.‏ —‏ مرقس ٦:‏٣،‏ متى ١٣:‏٥٥‏.‏

٨ ماذا حدث عندما كانت ليسوع ٣٠ سنة؟‏

٨ وعندما بلغ يسوع الـ‍ ٠٣ من العمر حدث تغيير كبير في حياته.‏ فقد ذهب الى يوحنا المعمدان وطلب ان يعتمد،‏ ان يوضع كاملا تحت مياه نهر الاردن.‏ يقول الكتاب المقدس:‏ «فلما اعتمد يسوع صعد للوقت من الماء.‏ واذا السموات قد انفتحت له فرأى روح اللّٰه نازلا مثل حمامة وآتيا عليه.‏ وصوت من السموات قائلا هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت.‏» (‏متى ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فلا يمكن ان يكون هنالك في ذهن يوحنا شك في ان يسوع كان مرسلا من اللّٰه.‏

٩ (‏أ)‏ متى صار يسوع في الواقع المسيح،‏ ولماذا حينئذ؟‏ (‏ب)‏ بمعموديته ماذا كان يسوع يقدم نفسه للقيام به؟‏

٩ بسكب روحه القدوس على يسوع كان يهوه يمسحه او يعيّنه ليكون ملكا لملكوته القادم.‏ واذ مُسح بالروح على هذا النحو صار يسوع «المسيّا» او «المسيح،‏» الكلمة التي تعني بالعبرانية واليونانية «الممسوح.‏» ولذلك صار في الواقع يسوع المسيح او يسوع الممسوح.‏ وهكذا تحدث رسوله بطرس عن «يسوع الذي من الناصرة كيف مسحه اللّٰه بالروح القدس والقوة.‏» (‏اعمال ١٠:‏٣٨‏)‏ وكذلك بمعموديته في الماء كان يسوع يقدم نفسه للّٰه لانجاز العمل الذي ارسله اللّٰه الى الارض للقيام به.‏ فماذا كان هذا العمل المهم؟‏

لماذا اتى الى الارض

١٠ اية حقائق اتى يسوع الى الارض ليخبر بها؟‏

١٠ اذ اوضح يسوع لماذا اتى الى الارض قال للوالي الروماني بيلاطس البنطي:‏ «لهذا قد ولدت انا ولهذا (‏القصد)‏ قد اتيت الى العالم لاشهد للحق.‏» (‏يوحنا ١٨:‏٣٧‏)‏ ولكن اية حقائق خصوصية أُرسل يسوع الى الارض لاعلانها؟‏ اولا،‏ الحقائق عن ابيه.‏ فقد علّم أتباعه ان يصلّوا ان «يتقدس» اسم ابيه.‏ (‏متى ٦:‏٩‏)‏ وصلى قائلا:‏ «انا اظهرت اسمك للناس الذين اعطيتني.‏» (‏يوحنا ١٧:‏٦‏)‏ وقال ايضا:‏ «ينبغي لي أن ابشر .‏ .‏ .‏ بملكوت اللّٰه لاني لهذا قد أُرسلت.‏» —‏ لوقا ٤:‏٤٣‏.‏

١١ (‏أ)‏ لماذا اعتبر يسوع عمله مهما الى هذا الحد؟‏ (‏ب)‏ ماذا لم يمتنع يسوع قط عن فعله؟‏ ولذلك ماذا يجب ان نفعل؟‏

١١ وكم كان مهما ليسوع هذا العمل لاعلان اسم ابيه وملكوته؟‏ قال لتلاميذه:‏ «طعامي ان اعمل مشيئة الذي ارسلني وأتمم عمله.‏» (‏يوحنا ٤:‏٣٤‏)‏ ولماذا اعتبر يسوع عمل اللّٰه مهما كالطعام؟‏ ذلك لان الملكوت هو الوسيلة التي سيتمم بها اللّٰه مقاصده البديعة للجنس البشري.‏ وهذا الملكوت هو الذي سيدمر كل شر ويبرئ اسم يهوه من التعيير الآتي عليه.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤،‏ رؤيا ٢١:‏٣ و ٤‏)‏ ولذلك لم يمتنع يسوع قط عن اعلان اسم اللّٰه وملكوته.‏ (‏متى ٤:‏١٧،‏ لوقا ٨:‏١،‏ يوحنا ١٧:‏٢٦،‏ عبرانيين ٢:‏١٢‏)‏ وكان دائما يتكلم بالحق،‏ سواء كان ذلك شعبيا ام لا.‏ وهكذا زوّد مثالا يجب ان نتبعه اذا اردنا ارضاء اللّٰه.‏ —‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

١٢ لاي سبب مهم آخر اتى يسوع الى الارض؟‏

١٢ ولكن لتمكيننا من ربح الحياة الابدية في ظل حكم ملكوت اللّٰه كان على يسوع ان يسكب دم حياته في الموت.‏ وكما قال اثنان من رسل يسوع:‏ «نحن متبررون الآن بدمه.‏» «دم يسوع المسيح ابن (‏اللّٰه)‏ يطهرنا من كل خطية.‏» (‏رومية ٥:‏٩؛‏ ١ يوحنا ١:‏٧‏)‏ ولذلك كان احد الاسباب المهمة لمجيء يسوع الى الارض ان يموت لاجلنا.‏ قال:‏ «ابن الانسان لم يأت ليُخدم بل ليَخدم وليبذل نفسه (‏او حياته)‏ فدية عن كثيرين.‏» (‏متى ٢٠:‏٢٨‏)‏ ولكن ماذا يعني ان المسيح بذل حياته «فدية»؟‏ ولماذا كان سكب دم حياته في الموت ضروريا لخلاصنا؟‏

بذل حياته فدية

١٣ (‏أ)‏ ما هي الفدية؟‏ (‏ب)‏ ما هو ثمن الفدية الذي دفعه يسوع لتحريرنا من الخطية والموت؟‏

١٣ غالبا ما تُستعمل كلمة «فدية» عندما يكون هنالك اختطاف.‏ فبعد ان يأسر المختطف الشخص قد يقول انه يعيد الشخص اذا دُفع مبلغ معيّن من المال فدية.‏ ولذلك فان الفدية هي شيء يجلب الانقاذ للشخص الاسير.‏ وهي شيء يُدفع لئلا يخسر حياته.‏ وحياة يسوع البشرية الكاملة بُذلت لاحراز تحرير الجنس البشري من عبودية الخطية والموت.‏ (‏١ بطرس ١:‏١٨،‏ ١٩،‏ افسس ١:‏٧‏)‏ ولماذا كان مثل هذا التحرير لازما؟‏

١٤ لماذا كانت الفدية التي زوّدها يسوع لازمة؟‏

١٤ ذلك لان آدم،‏ ابانا الاول جميعا،‏ تمرد على اللّٰه.‏ وهكذا فان عمل تعديه جعله خاطئا،‏ لان الكتاب المقدس يوضح ان «الخطية هي التعدي.‏» (‏١ يوحنا ٣:‏٤؛‏ ٥:‏١٧‏)‏ ونتيجة ذلك لم يكن اهلا لنيل هبة اللّٰه للحياة الابدية.‏ (‏رومية ٦:‏٢٣‏)‏ ولذلك خسر آدم الحياة البشرية الكاملة على ارض فردوسية.‏ وخسَّر ايضا هذا الرجاء البديع جميع الاولاد الذين سينتجهم.‏ «ولكن،‏» قد تسألون،‏ «بما ان آدم هو الذي اخطأ لماذا لزم ان يموت جميع اولاده؟‏»‏

١٥ بما ان آدم هو الذي اخطأ لماذا لزم ان يتألم اولاده ويموتوا؟‏

١٥ ذلك لان آدم عندما صار خاطئا نقل الخطية والموت الى اولاده،‏ بمن فيهم جميع البشر الاحياء الآن.‏ (‏ايوب ١٤:‏٤،‏ رومية ٥:‏١٢‏)‏ «الجميع اخطأوا واعوزهم مجد اللّٰه،‏» يقول الكتاب المقدس.‏ (‏رومية ٣:‏٢٣؛‏ ١ ملوك ٨:‏٤٦‏)‏ وحتى داود التقي قال:‏ «بالاثم صوّرت وبالخطية حبلت بي امي.‏» (‏مزمور ٥١:‏٥‏)‏ ولذلك يموت الناس لسبب الخطية الموروثة عن آدم.‏ فكيف امكن لذبيحة حياة يسوع ان تحرر الناس جميعا من عبودية الخطية والموت؟‏

١٦ (‏أ)‏ في تزويد الفدية كيف اظهر اللّٰه الاعتبار لشريعته التي تذكر وجوب اعطاء حياة بحياة؟‏ (‏ب)‏ لماذا كان يسوع الانسان الوحيد الذي يستطيع ان يدفع الفدية؟‏

١٦ ان المبدأ الشرعي في شريعة اللّٰه لامة اسرائيل يتعلق بالامر.‏ وهو يذكر وجوب اعطاء حياة بحياة.‏ (‏خروج ٢١:‏٢٣،‏ تثنية ١٩:‏٢١‏)‏ فالانسان الكامل آدم بعصيانه خسر الحياة الكاملة على ارض فردوسية وخسَّر ذلك جميع اولاده.‏ ويسوع المسيح بذل حياته الكاملة ليشتري ثانية ما خسره آدم.‏ اجل،‏ ان يسوع «بذل نفسه فدية لاجل الجميع.‏» (‏١ تيموثاوس ٢:‏٥،‏ ٦‏)‏ ولسبب كونه انسانا كاملا،‏ تماما كما كان آدم،‏ يدعى يسوع «آدم الاخير.‏» (‏١ كورنثوس ١٥:‏٤٥‏)‏ ولم يكن بشر غير يسوع يستطيع ان يزوّد الفدية.‏ ذلك لان يسوع هو الانسان الوحيد الذي عاش على الاطلاق وكان معادلا لآدم كابن بشري كامل للّٰه.‏ —‏ مزمور ٤٩:‏٧،‏ لوقا ١:‏٣٢؛‏ ٣:‏٣٨‏.‏

١٧ متى دُفعت الفدية للّٰه؟‏

١٧ مات يسوع في الـ‍ ٢/‏١ ٣٣ من العمر.‏ ولكن في اليوم الثالث من موته اقيم الى الحياة.‏ وبعد اربعين يوما رجع الى السماء.‏ (‏اعمال ١:‏٣ و ٩-‏١١‏)‏ وهنالك،‏ كشخص روحاني مرة اخرى،‏ ظهر «امام وجه اللّٰه لاجلنا،‏» حاملا قيمة ذبيحته الفدائية.‏ (‏عبرانيين ٩:‏١٢،‏ ٢٤‏)‏ وفي ذلك الحين دُفعت الفدية للّٰه في السماء.‏ وكان الانقاذ الآن متوافرا للجنس البشري.‏ ولكن متى ستتحقق فوائدها؟‏

١٨ (‏أ)‏ كيف يمكننا ان نستفيد حتى الآن من الفدية؟‏ (‏ب)‏ ماذا تجعله الفدية ممكنا في المستقبل؟‏

١٨ حتى الآن يمكن لذبيحة يسوع الفدائية ان تفيدنا.‏ كيف؟‏ فبممارسة الايمان بها يمكننا ان نتمتع بموقف طاهر امام اللّٰه ونصير تحت عنايته الحبية والرقيقة.‏ (‏رؤيا ٧:‏٩،‏ ١٠،‏ ١٣-‏١٥‏)‏ وكثيرون منا ربما ارتكبوا خطايا رهيبة قبل ان يتعلموا عن اللّٰه.‏ وحتى الآن نرتكب الاخطاء،‏ وفي بعض الاحيان اخطاء خطيرة جدا.‏ ولكن يمكننا بحرية ان نطلب الغفران من اللّٰه على اساس الفدية،‏ واثقين بأنه يسمعنا.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١ و ٢؛‏ ١ كورنثوس ٦:‏٩-‏١١‏)‏ وايضا،‏ في الايام المقبلة،‏ ستفتح الفدية لنا الطريق لنيل هبة اللّٰه للحياة الابدية في عالمه الجديد البار.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ وجميع الذين يمارسون الايمان بالفدية سيتحررون آنذاك كاملا من عبودية الخطية والموت.‏ ويمكنهم ان يتطلعوا الى الحياة الى الابد في الكمال!‏

١٩ (‏أ)‏ اي اثر هنالك لتدبير الفدية فيكم؟‏ (‏ب)‏ كيف قال الرسول بولس اننا يجب ان نظهر شكرنا على الفدية؟‏

١٩ كيف تشعرون اذ تتعلمون عن الفدية؟‏ ألا يبهج قلبكم نحو يهوه اللّٰه ان تعرفوا انه يهتم بكم كثيرا حتى بذل ابنه العزيز لاجلكم؟‏ (‏يوحنا ٣:‏١٦؛‏ ١ يوحنا ٤:‏٩ و ٠١‏)‏ ولكن فكروا ايضا في محبة المسيح.‏ فقد اتى الى الارض طوعا ليموت عنا.‏ ألا يجب ان نكون شاكرين؟‏ اوضح الرسول بولس كيف يجب ان نظهر شكرنا اذ قال:‏ «وهو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم وقام.‏» (‏٢ كورنثوس ٥:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ فهل تظهرون شكركم باستعمال حياتكم لخدمة اللّٰه وابنه السماوي يسوع المسيح؟‏

لماذا صنع يسوع عجائب

٢٠ ماذا نتعلم عن يسوع من شفائه للابرص؟‏

٢٠ يسوع معروف جيدا بالعجائب التي صنعها.‏ فكان يملك شعورا عميقا نحو الناس المتضايقين ويشتاق الى استخدام القوى المعطاة له من اللّٰه لمساعدتهم.‏ مثلا،‏ اتى اليه شخص بمرض البرص الرهيب وقال:‏ «ان اردت تقدر ان تطهرني.‏» «فتحنَّن يسوع ومدَّ يده ولمسه وقال له اريد فاطهر.‏» فشفي الرجل المريض!‏ —‏ مرقس ١:‏٤٠-‏٤٢‏.‏

٢١ كيف ساعد يسوع الجموع؟‏

٢١ لاحظوا مشهدا آخر للكتاب المقدس وتصوَّروا الشعور الرقيق ليسوع نحو الناس الموصوفين:‏ «فجاء اليه جموع كثيرة معهم عرج وعمي وخرس وشلّ وآخرون كثيرون.‏ وطرحوهم عند قدمي يسوع.‏ فشفاهم حتى تعجب الجموع اذ رأوا الخرس يتكلمون والشلّ يصحّون والعرج يمشون والعمي يبصرون.‏ ومجدوا اله اسرائيل.‏» —‏ متى ١٥:‏٣٠،‏ ٣١‏.‏

٢٢ ماذا يظهر ان يسوع كان يهتم فعلا بالناس الذين يساعدهم؟‏

٢٢ أما ان يسوع كان يهتم فعلا باولئك الاشخاص المتألمين ويريد حقا ان يساعدهم فيمكن ان يُرى مما ذكره بعد ذلك لتلاميذه.‏ قال:‏ «اني اشفق على الجمع لانَّ الآن لهم ثلاثة ايام يمكثون معي وليس لهم ما يأكلون.‏ ولست اريد ان اصرفهم صائمين لئلا يخوّروا في الطريق.‏» ولذلك فان يسوع،‏ بمجرد سبعة ارغفة وقليل من صغار السمك،‏ اطعم بأعجوبة «اربعة آلاف رجل ما عدا النساء والاولاد.‏» —‏ متى ١٥:‏٣٢-‏٣٨‏.‏

٢٣ ماذا دفع يسوع الى اقامة ابن الارملة الميت؟‏

٢٣ وفي مناسبة اخرى قابل يسوع موكبا جنائزيا كان خارجا من مدينة نايين.‏ ويصف الكتاب المقدس ذلك قائلا:‏ «اذا ميت محمول ابن وحيد لامه وهي ارملة .‏ .‏ .‏ فلما رآها الرب تحنَّن عليها.‏» لقد شعر بعمق بحزنها.‏ ولذلك امر يسوع مخاطبا الجثة الميتة:‏ «ايها الشاب لك اقول قم.‏» ويا لعجيبة العجائب!‏ «جلس الميت وابتدأ يتكلم فدفعه الى امه.‏» فكروا كيف شعرت دون شك هذه الام!‏ كيف كنتم تشعرون انتم؟‏ والخبر عن هذه الحادثة الرائعة انتشر في كل مكان.‏ فلا عجب اذا كان يسوع معروفا الى هذا الحد.‏ —‏ لوقا ٧:‏١١-‏١٧‏.‏

٢٤ ماذا اظهرت عجائب يسوع عن المستقبل؟‏

٢٤ ومع ذلك كانت العجائب التي صنعها يسوع ذات فائدة وقتية فقط.‏ فالناس الذين شفاهم طوروا المشاكل الجسدية ثانية.‏ واولئك الذين اقامهم ماتوا ثانية.‏ ولكنّ عجائب يسوع برهنت انه كان مرسلا من اللّٰه،‏ انه كان حقا ابن اللّٰه.‏ وبرهنت ان المشاكل البشرية كلها يمكن حلها بقدرة اللّٰه.‏ اجل،‏ اظهرت على نطاق مصغر ما سيحدث على الارض في ظل ملكوت اللّٰه.‏ فالجياع آنذاك سيشبعون،‏ والمرضى سيشفون،‏ وحتى الموتى سيقامون!‏ ولن يسبب المرض او الموت او المشاكل الاخرى الشقاء ثانية ابدا.‏ وكم سيكون ذلك بركة!‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٣ و ٤،‏ متى ١١:‏٤ و ٥‏.‏

حاكم ملكوت اللّٰه

٢٥ الى اية اجزاء ثلاثة يمكن تقسيم حياة يسوع؟‏

٢٥ هنالك ثلاثة اجزاء لحياة ابن اللّٰه.‏ اولا،‏ هنالك العدد غير المعروف من السنين التي قضاها مع ابيه في السماء قبل ان يصير انسانا.‏ ثم الـ‍ ٢/‏١ ٣٣ سنة التي قضاها على الارض بعد ولادته.‏ والآن هنالك حياته ثانية في السماء كشخص روحاني.‏ فأيّ مركز كان له في السماء منذ قيامته؟‏

٢٦ بأمانته على الارض برهن يسوع انه اهل ليكون ماذا؟‏

٢٦ من الواضح ان يسوع كان سيصير ملكا.‏ وحتى الملاك اعلن لمريم:‏ «يملك .‏ .‏ .‏ الى الابد ولا يكون لملكه نهاية.‏» (‏لوقا ١:‏٣٣‏)‏ وفي اثناء خدمته الارضية كان يتكلم دائما عن ملكوت اللّٰه.‏ وعلّم أتباعه ان يصلّوا:‏ «ليأت ملكوتك.‏ لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الارض.‏» وحثّهم قائلا:‏ «لكن اطلبوا اولا ملكوت اللّٰه.‏» (‏متى ٦:‏١٠،‏ ٣٣‏)‏ وبأمانته على الارض برهن يسوع انه اهل ليكون ملكا لملكوت اللّٰه.‏ فهل ابتدأ يملك حالما رجع الى السماء؟‏

٢٧ (‏أ)‏ ماذا فعل يسوع بعد رجوعه الى السماء؟‏ (‏ب)‏ ماذا كان اول عمل ليسوع كملك لملكوت اللّٰه؟‏

٢٧ كلا.‏ يشير الرسول بولس الى المزمور ١١٠:‏١ موضحا:‏ «وأما هذا (‏يسوع)‏ فبعد ما قدم عن الخطايا ذبيحة واحدة جلس الى الابد عن يمين اللّٰه منتظرا بعد ذلك حتى توضع اعداؤه موطئا لقدميه.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فكان يسوع ينتظر امر يهوه:‏ «تسلط في وسط اعدائك.‏» (‏مزمور ١١٠:‏٢‏)‏ وعندما اتى هذا الوقت ابتدأ يطهر السموات من الشيطان وملائكته.‏ والنتيجة من هذه الحرب في السماء مذكورة بهذه الكلمات:‏ «الآن صار خلاص الهنا وقدرته وملكه وسلطان مسيحه لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا الذي كان يشتكي عليهم امام الهنا نهارا وليلا.‏» (‏رؤيا ١٢:‏١٠‏)‏ وكما رأينا في فصل سابق من هذا الكتاب،‏ تظهر الوقائع ان هذه الحرب في السماء قد حدثت ويسوع المسيح يحكم الآن في وسط اعدائه.‏

٢٨ (‏أ)‏ ماذا سيفعل المسيح قريبا؟‏ (‏ب)‏ ماذا يجب ان نفعل لنتمتع بحمايته؟‏

٢٨ وقريبا جدا سيتخذ المسيح وملائكته السماويون الاجراء لتخليص الارض من كل الحكومات العالمية الحاضرة.‏ (‏دانيال ٢:‏٤٤،‏ رؤيا ١٧:‏١٤‏)‏ ويقول الكتاب المقدس انه له «سيف ماض لكي يضرب به الامم وهو سيرعاهم بعصا من حديد.‏» (‏رؤيا ١٩:‏١١-‏١٦‏)‏ ولكي نكون اهلا للحماية في اثناء هذا الهلاك القادم يجب ان نمارس الايمان بيسوع المسيح.‏ (‏يوحنا ٣:‏٣٦‏)‏ ويجب ان نصير تلاميذه ونذعن له بصفته ملكنا السماوي.‏ فهل تفعلون ذلك؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٥٨]‏

ترك يسوع عمل نجارته ليعتمد ويصير مسيح يهوه

‏[الصورة في الصفحة ٦٣]‏

كان يسوع معادلا للانسان الكامل آدم

‏[الصور في الصفحة ٦٤]‏

تحنَّن يسوع وساعد المرضى والجياع

‏[الصورة في الصفحة ٦٧]‏

باقامة الموتى اظهر يسوع ما سيفعله على نطاق اكبر بكثير عندما يسود ملكوت اللّٰه