الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

مقالة الدرس ٣٥

التَّرنيمَة ١٢٣ الإذعانُ بِوَلاءٍ لِلتَّرتيبِ الثِّيوقراطِيّ

مساعدة المُبعدين عن الجماعة

مساعدة المُبعدين عن الجماعة

‏«الفَرَحُ الَّذي يَكونُ في السَّماءِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوبُ هو أكثَرُ مِنَ الفَرَحِ بـ‍ ٩٩ شَخصًا مُستَقيمًا لا يَحتاجونَ إلى التَّوبَة».‏ —‏ لو ١٥:‏٧‏.‏

الفِكرَةُ الرَّئيسِيَّة

لِماذا يَلزَمُ إبعادُ بَعضِ الأشخاصِ عنِ الجَماعَة،‏ وكَيفَ يُساعِدُهُمُ الشُّيوخُ أن يَتوبوا ويَنالوا رِضى يَهْوَه مِن جَديد؟‏

١-‏٢ (‏أ)‏ كَيفَ يَنظُرُ يَهْوَه إلى الخَطِيَّةِ العَمدِيَّة؟‏ (‏ب)‏ ماذا يَأمُلُ يَهْوَه أن يَفعَلَ الخُطاة؟‏

 يَهْوَه لَيسَ إلهًا مُتَساهِلًا؛‏ ولا يَتَحَمَّلُ الخَطِيَّة.‏ (‏مز ٥:‏٤-‏٦‏)‏ وهو يَطلُبُ مِنَّا أن نَحتَرِمَ مَقاييسَهُ الصَّائِبَة الَّتي حَفِظَها لنا في كَلِمَتِه.‏ طَبعًا،‏ لا يَتَوَقَّعُ يَهْوَه الكَمالَ مِن أشخاصٍ ناقِصين.‏ (‏مز ١٣٠:‏٣،‏ ٤‏)‏ لكنَّهُ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ لا يَتَقَبَّلُ الَّذينَ «لا يَخافونَ اللّٰه،‏ ويُحَوِّلونَ لُطفَ إلهِنا الفائِقَ إلى عُذرٍ لِلفُجور».‏ (‏يه ٤‏)‏ وفي الواقِع،‏ يَتَكَلَّمُ الكِتابُ المُقَدَّسُ عن «هَلاكِ الَّذينَ لا يَخافونَ اللّٰهَ» في حَربِ هَرْمَجَدُّون.‏ —‏ ٢ بط ٣:‏٧؛‏ رؤ ١٦:‏١٦‏.‏

٢ لكنَّ يَهْوَه لا يُريدُ أن يَموتَ أحَد.‏ فكما ناقَشنا في سِلسِلَةِ المَقالاتِ هذِه،‏ يَذكُرُ الكِتابُ المُقَدَّسُ بِوُضوحٍ أنَّ يَهْوَه «يَرغَب .‏ .‏ .‏ أن يَتوبَ الجَميع».‏ (‏٢ بط ٣:‏٩‏)‏ والشُّيوخُ المَسِيحِيُّونَ يَتَمَثَّلونَ بِيَهْوَه فيما يُحاوِلونَ بِصَبرٍ أن يُساعِدوا الخُطاةَ كَي يُغَيِّروا طُرُقَهُم ويَنالوا رِضى يَهْوَه مِن جَديد.‏ مع ذلِك،‏ لا يَتَجاوَبُ كُلُّ الخُطاةِ مع جُهودِهِم.‏ (‏إش ٦:‏٩‏)‏ فالبَعضُ مِنهُم يَستَمِرُّونَ في مَسلَكِهِمِ الخاطِئِ رَغمَ جُهودِ الشُّيوخِ المُتَكَرِّرَة لِيَقودوهُم إلى التَّوبَة.‏ فما العَمَلُ في حالَةٍ كهذِه؟‏

‏«أبعِدوا الشِّرِّير»‏

٣ (‏أ)‏ حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ ماذا يَلزَمُ فِعلُهُ في حالَةِ الخُطاةِ غَيرِ التَّائِبين؟‏ (‏ب)‏ لِماذا نَقدِرُ أن نَقولَ إنَّ الخاطِئَ هوَ الَّذي اختارَ أن يَكونَ مُبعَدًا عنِ الجَماعَة؟‏

٣ عِندَما يَكونُ الخاطِئُ غَيرَ تائِب،‏ لا يَعودُ أمامَ الشُّيوخِ إلَّا خِيارٌ واحِدٌ وهو أن يَتبَعوا التَّوجيهَ في ١ كُورِنْثُوس ٥:‏١٣‏،‏ ع‌ج:‏ «أبعِدوا الشِّرِّيرَ مِن بَينِكُم».‏ فبِمَعْنًى مِنَ المَعاني،‏ الخاطِئُ هوَ الَّذي أوْصَلَ نَفْسَهُ إلى هذِهِ النَّتيجَة؛‏ إنَّهُ يَحصُدُ ما زَرَعَهُ هو.‏ a (‏غل ٦:‏٧‏)‏ ولكنْ لِماذا يُمكِنُنا أن نَقولَ ذلِك؟‏ لِأنَّ هذا الخاطِئَ رَفَضَ أن يَتَجاوَبَ مع مُحاوَلاتِ الشُّيوخِ المُتَكَرِّرَة لِيَقودوهُ إلى التَّوبَة.‏ (‏٢ مل ١٧:‏١٢-‏١٥‏)‏ فأعمالُهُ تُظهِرُ أنَّهُ اختارَ أن لا يَعيشَ بِانسِجامٍ مع مَقاييسِ يَهْوَه.‏ —‏ تث ٣٠:‏١٩،‏ ٢٠‏.‏

٤ لِماذا يُعلِنُ الشُّيوخُ أنَّ خاطِئًا غَيرَ تائِبٍ تَمَّ إبعادُهُ عنِ الجَماعَة؟‏

٤ عِندَما يُبعَدُ خاطِئٌ غَيرُ تائِبٍ عنِ الجَماعَة،‏ يُعلِنُ الشُّيوخُ عن ذلِك كَي تَعرِفَ الجَماعَةُ أنَّهُ لم يَعُدْ واحِدًا مِن شُهودِ يَهْوَه.‏ b ولكنْ لَيسَ القَصدُ مِن هذا الإعلانِ إذلالَ الخاطِئ.‏ بلِ القَصدُ مِنهُ هو أن يَتبَعَ أفرادُ الجَماعَةِ إرشادَ الكِتابِ المُقَدَّسِ أن ‹يَكُفُّوا عن مُخالَطَتِه›،‏ ‹حتَّى أن لا يَأكُلوا معه›.‏ (‏١ كو ٥:‏٩-‏١١‏)‏ وفي الحَقيقَة،‏ هُناك سَبَبٌ وَجيهٌ وَراءَ هذا الإرشاد.‏ كَتَبَ الرَّسولُ بُولُس:‏ «خَميرَةٌ صَغيرَة تُخَمِّرُ العَجينَ كُلَّه».‏ (‏١ كو ٥:‏٦‏)‏ فالخُطاةُ غَيرُ التَّائِبينَ قد يُضعِفونَ تَصميمَ الَّذينَ يُحاوِلونَ أن يَعيشوا بِانسِجامٍ مع مَقاييسِ يَهْوَه الصَّائِبَة.‏ —‏ أم ١٣:‏٢٠؛‏ ١ كو ١٥:‏٣٣‏.‏

٥ كَيفَ نَنظُرُ إلى شَخصٍ أُبعِدَ عنِ الجَماعَة،‏ ولِماذا؟‏

٥ كَيفَ إذًا يَجِبُ أن نَنظُرَ إلى رَفيقٍ مَسِيحِيٍّ أُبعِدَ عنِ الجَماعَة؟‏ صَحيحٌ أنَّنا لا نَقْضي الوَقتَ معهُ في المُناسَباتِ الاجتِماعِيَّة،‏ ولكنْ يَجِبُ أن نَنظُرَ إلَيهِ كخَروفٍ مَفقود،‏ لا كشَخصٍ مَفقودٌ الأمَلُ مِنه.‏ فالخَروفُ الَّذي شَرَدَ عنِ القَطيعِ يُمكِنُ أن يَعودَ إلَيه.‏ ولا تَنْسَ أنَّ هذا الخَروفَ الضَّائِعَ سَبَقَ أن نَذَرَ نَفْسَهُ لِيَهْوَه.‏ لكنَّهُ في الوَقتِ الحاضِرِ لا يَعيشُ حَسَبَ انتِذارِه،‏ وهذا أمرٌ مُؤْسِفٌ ويُعَرِّضُهُ لِلخَطَر.‏ (‏حز ١٨:‏٣١‏)‏ مع ذلِك،‏ ما دامَ المَجالُ مَفتوحًا ويَهْوَه مُستَعِدًّا أن يَرحَمَه،‏ فهُناك أمَلٌ أن يَعود.‏ فكَيفَ يَعكِسُ الشُّيوخُ هذا الأمَلَ حتَّى في حالَةِ الخاطِئِ الَّذي أُبعِدَ عنِ الجَماعَة؟‏

كَيفَ يُساعِدُ الشُّيوخُ الأشخاصَ المُبعَدين؟‏

٦ أيُّ خُطُواتٍ سيَأخُذُها الشُّيوخُ لِيُساعِدوا الَّذي أُبعِدَ عنِ الجَماعَة؟‏

٦ هل يَعْني إبعادُ الشَّخصِ عنِ الجَماعَة أنَّنا تَخَلَّينا عنهُ كُلِّيًّا؟‏ تَرَكناهُ وَحْدَهُ تَمامًا لِيَجِدَ طَريقَ العَودَةِ إلى يَهْوَه؟‏ بِالتَّأكيدِ لا.‏ فحينَ تُخبِرُ لَجنَةُ الشُّيوخِ الخاطِئَ غَيرَ التَّائِبِ أنَّهُ سيُبعَدُ عنِ الجَماعَة،‏ يوضِحونَ لهُ ما هيَ الخُطُواتُ الَّتي يَقدِرُ أن يَأخُذَها لِيَعود.‏ لكنَّهُم لا يَقِفونَ عِندَ هذا الحَدّ.‏ ففي أغلَبِ الحالات،‏ يُخبِرونَ الخاطِئَ أنَّهُم يَرغَبونَ أن يَجتَمِعوا معهُ مُجَدَّدًا بَعدَ أشهُرٍ قَليلَة لِيَرَوْا إن تَغَيَّرَت حالَةُ قَلبِه.‏ وإذا قَبِلَ الخاطِئُ أن يَجتَمِعَ ثانِيَةً معَ الشُّيوخ،‏ يُشَجِّعونَهُ بِحَرارَةٍ خِلالَ هذا الاجتِماعِ أن يَتوبَ ويَعود.‏ وحتَّى لَو لم يَكُنْ قَلبُهُ قد تَغَيَّرَ آنَذاك،‏ فسَيُحاوِلُ الشُّيوخُ بِانتِظامٍ أن يَتَواصَلوا معهُ في المُستَقبَل.‏

٧ كَيفَ يَعكِسُ الشُّيوخُ حَنانَ يَهْوَه عِندَما يَتَعامَلونَ مع شَخصٍ أُبعِدَ عنِ الجَماعَة؟‏ (‏إرميا ٣:‏١٢‏)‏

٧ يَبذُلُ الشُّيوخُ كُلَّ جُهدِهِم لِيَعكِسوا حَنانَ يَهْوَه عِندَما يَتَعامَلونَ مع شَخصٍ أُبعِدَ عنِ الجَماعَة.‏ مَثَلًا في إسْرَائِيل القَديمَة،‏ لم يَنتَظِرْ يَهْوَه شَعبَهُ الخاطِئَ أن يَأخُذَ أوَّلَ خُطوَة.‏ بل أخَذَ هوَ المُبادَرَةَ لِيُساعِدَهُم حتَّى قَبلَ أن يُظهِروا أيَّ بَوادِرَ لِلتَّوبَة.‏ وكَما ذَكَرْنا في المَقالَةِ الثَّانِيَة مِن هذِهِ السِّلسِلَة،‏ أظهَرَ يَهْوَه حَنانَهُ مِن خِلالِ ما طَلَبَهُ مِنَ النَّبِيِّ هُوشَع:‏ أن يُصالِحَ زَوجَتَهُ الَّتي كانَت لا تَزالُ تُخطِئ.‏ (‏هو ٣:‏١؛‏ مل ٣:‏٧‏)‏ وتَمَثُّلًا بِيَهْوَه،‏ الشُّيوخُ المَسِيحِيُّونَ يَرغَبونَ بِصِدقٍ أن يَرجِعَ الخاطِئ،‏ ولا يُصَعِّبونَ الأمرَ علَيه.‏ —‏ إقرأ إرميا ٣:‏١٢‏.‏

٨ كَيفَ يُساعِدُنا مَثَلُ الابْنِ الضَّالِّ أن نَفهَمَ بِشَكلٍ أوْضَحَ حَنانَ يَهْوَه ورَحمَتَه؟‏ (‏لوقا ١٥:‏٧‏)‏

٨ أيضًا،‏ لِنَتَذَكَّرْ مَثَلَ يَسُوع عنِ الابْنِ الضَّالِّ الَّذي ناقَشناهُ في المَقالَةِ الثَّانِيَة مِن هذِهِ السِّلسِلَة.‏ فعِندَما رَأى الأبُ ابْنَهُ عائِدًا إلى البَيت،‏ «رَكَضَ وعانَقَهُ وقَبَّلَهُ بِحَرارَة».‏ (‏لو ١٥:‏٢٠‏)‏ لاحِظْ أنَّ الأبَ لم يَنتَظِرْ أن يَتَرَجَّاهُ ابْنُهُ ويَطلُبَ السَّماح،‏ بل أخَذَ هوَ المُبادَرَةَ مِثلَ أيِّ أبٍ مُحِبّ.‏ بِشَكلٍ مُشابِه،‏ يَبذُلُ الشُّيوخُ جُهدَهُم لِيَكونَ لَدَيهِم نَفْسُ المَوْقِفِ تِجاهَ الَّذينَ شَرَدوا.‏ فهُم يُريدونَ أن يَعودَ هؤُلاءِ الخِرافُ الضَّائِعونَ «إلى بَيتِهِم».‏ (‏لو ١٥:‏٢٢-‏٢٤،‏ ٣٢‏)‏ وطَبعًا،‏ تَفرَحُ السَّماءُ والأرضُ أيضًا عِندَما يَعودُ شَخصٌ خاطِئ!‏ —‏ إقرأ لوقا ١٥:‏٧‏.‏

٩ كَيفَ يُعَبِّرُ يَهْوَه عن مَشاعِرِهِ تِجاهَ الخُطاةِ التَّائِبين؟‏

٩ واضِحٌ مِمَّا ناقَشناهُ حتَّى الآنَ أنَّ يَهْوَه لا يَغُضُّ النَّظَرَ عنِ الخَطايا الَّتي تُرتَكَبُ دونَ تَوبَة.‏ لكنَّهُ في الوَقتِ نَفْسِهِ لا يُديرُ ظَهرَهُ لِلخُطاة.‏ فهو يُريدُ أن يَعودوا.‏ وقد عَبَّرَ عن مَشاعِرِهِ تِجاهَ الخُطاةِ التَّائِبينَ في هُوشَع ١٤:‏٤ قائِلًا:‏ «سأَشْفيهِم مِن خِيانَتِهِم.‏ سأُحِبُّهُم مِن كُلِّ قَلبي،‏ لِأنِّي لم أعُدْ غاضِبًا علَيهِم».‏ فما أقْوى هذا الحافِزَ كَي يَتَجاوَبَ الشُّيوخُ مع أيِّ بَوادِرَ لِلتَّوبَة!‏ وما أقْوى هذا الحافِزَ كَي يَعودَ الَّذينَ تَرَكوا الجَماعَةَ إلى يَهْوَه دونَ تَأخير!‏

١٠-‏١١ كَيفَ سيُحاوِلُ الشُّيوخُ أن يُساعِدوا الَّذينَ أُبعِدوا عنِ الجَماعَةِ في الماضي؟‏

١٠ وماذا عنِ الَّذينَ أُبعِدوا عنِ الجَماعَةِ في الماضي،‏ قَبلَ سَنَواتٍ طَويلَة مَثَلًا؟‏ رُبَّما لم يَعُدْ هؤُلاءِ الأشخاصُ يُمارِسونَ الخَطِيَّةَ الَّتي أُبعِدوا بِسَبَبِها.‏ وفي بَعضِ الحالات،‏ قد لا يَتَذَكَّرونَ أساسًا لِماذا أُبعِدوا.‏ على أيِّ حال،‏ سيُحاوِلُ الشُّيوخُ أن يَعرِفوا أينَ هُم هؤُلاءِ الأشخاصُ ويَزوروهُم.‏ وخِلالَ هذِهِ الزِّيارات،‏ سيَعرِضُ الشُّيوخُ علَيهِم حتَّى أن يُصَلُّوا معهُم،‏ وسَيُشَجِّعونَهُم بِحَرارَةٍ أن يَعودوا إلى الجَماعَة.‏ طَبعًا،‏ إذا كانَ الشَّخصُ قد أُبعِدَ مُنذُ سَنَواتٍ طَويلَة،‏ فلا شَكَّ أنَّهُ الآنَ ضَعيفٌ جِدًّا روحِيًّا.‏ لِذلِك إذا عَبَّرَ عن رَغبَتِهِ في العَودَةِ إلى الجَماعَة،‏ فقد يُرَتِّبُ الشُّيوخُ أن يَدرُسَ أحَدٌ معه،‏ حتَّى قَبلَ إعادَتِه.‏ في كُلِّ الحالات،‏ الشُّيوخُ هُمُ الَّذينَ يُرَتِّبونَ لِهذِهِ الدُّروس.‏

١١ وتَمَثُّلًا بِحَنانِ يَهْوَه،‏ يُريدُ الشُّيوخُ أن يَجِدوا أكبَرَ عَدَدٍ مُمكِنٍ مِنَ الَّذينَ تَرَكوا يَهْوَه،‏ ثُمَّ يُساعِدوهُم لِيَعرِفوا أنَّ البابَ ما زالَ مَفتوحًا أمامَهُم لِيَعودوا.‏ وعِندَما يُعَبِّرُ الخاطِئُ عن تَوبَتِهِ ويَتَخَلَّى عن مَسلَكِهِ السَّيِّئ،‏ يُمكِنُ إعادَتُهُ دونَ تَأخير.‏ —‏ ٢ كو ٢:‏٦-‏٨‏.‏

١٢ (‏أ)‏ في أيِّ حالاتٍ يَجِبُ على الشُّيوخِ أن يَنتَبِهوا انتِباهًا خُصوصِيًّا؟‏ (‏ب)‏ لِماذا لا يَجِبُ أن نَظُنَّ أنَّ بَعضَ الأنواعِ مِنَ الخُطاةِ مُستَحيلٌ أن تَشمُلَهُم رَحمَةُ يَهْوَه؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الحاشِيَة.‏)‏

١٢ يَجِبُ على الشُّيوخِ في ظُروفٍ مُعَيَّنَة أن يَنتَبِهوا انتِباهًا خُصوصِيًّا قَبلَ إعادَةِ الشَّخصِ الخاطِئ.‏ مَثَلًا،‏ إذا كانَ الشَّخصُ مُذنِبًا بِالإساءَةِ إلى الأوْلادِ أوِ الارتِدادِ أو إذا خَطَّطَ لِيُنْهِيَ زَواجًا،‏ فسَيَسْعى الشُّيوخُ كُلَّ جُهدِهِم لِيَتَأكَّدوا أنَّهُ تائِبٌ فِعلًا.‏ (‏مل ٢:‏١٤؛‏ ٢ تي ٣:‏٦‏)‏ فمِن مَسؤولِيَّتِهِم أن يَحْموا خِرافَ يَهْوَه.‏ ولكنْ في الوَقتِ نَفْسِه،‏ لا يَغِبْ عن بالِنا أنَّ يَهْوَه سيَقبَلُ عَودَةَ أيِّ خاطِئٍ يُعَبِّرُ عن تَوبَةٍ حَقيقِيَّة ويَتَوَقَّفُ عن سُلوكِهِ الخاطِئ.‏ لِذلِك صَحيحٌ أنَّ الشُّيوخَ يَأخُذونَ الحَذَرَ اللَّازِمَ عِندَ التَّعامُلِ معَ الَّذينَ خَدَعوا الآخَرين،‏ ولكنْ لا يَجِبُ أن يَصِلوا إلى حَدِّ القَولِ إنَّ أنواعًا مُعَيَّنَة مِنَ الخُطاةِ لا يُمكِنُ أبَدًا أن تَشمُلَهُم رَحمَةُ يَهْوَه.‏ c —‏ ١ بط ٢:‏١٠‏.‏

دَورُ الجَماعَة

١٣ ما الفَرقُ بَينَ طَريقَةِ تَعامُلِنا معَ الشَّخصِ الَّذي وَبَّخَهُ الشُّيوخُ والشَّخصِ الَّذي أُبعِدَ عنِ الجَماعَة؟‏

١٣ كما ناقَشنا في المَقالَةِ السَّابِقَة،‏ قد يُعلَنُ أحيانًا أنَّ شَخصًا تَمَّ تَوبيخُه.‏ في هذِهِ الحالَة،‏ يُمكِنُنا أن نَستَمِرَّ في مُعاشَرَتِهِ لِأنَّنا نَعرِفُ أنَّهُ تابَ وتَرَكَ مَسلَكَهُ الخاطِئ.‏ (‏١ تي ٥:‏٢٠‏)‏ وهو لا يَزالُ جُزْءًا مِنَ الجَماعَةِ ويَحتاجُ إلى التَّشجيعِ الَّذي نَنالُهُ مِن مُعاشَرَةِ رِفاقِنا في الإيمان.‏ (‏عب ١٠:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ لكنَّ الوَضعَ مُختَلِفٌ جِدًّا في حالَةِ شَخصٍ أُبعِدَ عنِ الجَماعَة.‏ فنَحنُ ‹نَكُفُّ عن مُخالَطَتِه›،‏ ‹حتَّى إنَّنا لا نَأكُلُ مع شَخصٍ كهذا›.‏ —‏ ١ كو ٥:‏١١‏.‏

١٤ كَيفَ يَستَعمِلُ المَسِيحِيُّونَ ضَميرَهُمُ المُدَرَّبَ على الكِتابِ المُقَدَّسِ في التَّعامُلِ معَ الَّذينَ أُبعِدوا عنِ الجَماعَة؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٤ ولكنْ هل يَعْني ما ناقَشناهُ أن نَتَجاهَلَ كُلِّيًّا الشَّخصَ المُبعَدَ عنِ الجَماعَة؟‏ لَيسَ بِالضَّرورَة.‏ طَبعًا،‏ نَحنُ لن نُعاشِرَهُ في المُناسَباتِ الاجتِماعِيَّة.‏ لكنَّنا كمَسِيحِيِّينَ نَستَعمِلُ ضَميرَنا المُدَرَّبَ على الكِتابِ المُقَدَّسِ لِنُقَرِّرَ إن كُنَّا سنَدْعو شَخصًا مُبعَدًا إلى اجتِماعٍ لِلجَماعَة،‏ رُبَّما إذا كانَ مِن عائِلَتِنا أو أقرِبائِنا أو أصدِقائِنا المُقَرَّبينَ السَّابِقين.‏ وكَيفَ نَتَصَرَّفُ عِندَما يَحضُرُ اجتِماعًا؟‏ في الماضي،‏ لم نَكُنْ نُسَلِّمُ على شَخصٍ كهذا.‏ ولكن هُنا أيضًا،‏ يَلزَمُ أن يَستَعمِلَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ ضَميرَهُ المُدَرَّبَ على الكِتابِ المُقَدَّسِ في هذِهِ المَسألَة.‏ فقد يَشعُرُ البَعضُ أنَّهُم مُرتاحونَ أن يُسَلِّموا على هذا الشَّخصِ أو يُرَحِّبوا بهِ في الاجتِماع.‏ لكنَّنا لن نَشتَرِكَ معهُ في حَديثٍ مُطَوَّلٍ أو نَقْضِيَ الوَقتَ في مُعاشَرَتِه.‏

يستعمل المسيحيون ضميرهم المدرَّب على الكتاب المقدس ليقرِّروا إن كانوا سيدعون شخصًا مُبعدًا إلى اجتماع للجماعة أو يُرحِّبون به في الاجتماع ترحيبًا بسيطًا (‏أُنظر الفقرة ١٤.‏)‏


١٥ أيُّ نَوعٍ مِنَ الخُطاةِ تَتَحَدَّثُ عنهُ ٢ يُوحَنَّا ٩-‏١١‏؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الإطار «‏ هل كانَ يُوحَنَّا وبُولُس يُناقِشانِ نَفْسَ النَّوعِ مِنَ الخَطِيَّة؟‏‏».‏)‏

١٥ ولكنْ قد يَتَساءَلُ البَعض:‏ ‹ألَا يَقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ المَسِيحِيَّ الَّذي يُسَلِّمُ على شَخصٍ كهذا يُشارِكُ في أعمالِهِ الشِّرِّيرَة؟‏›.‏ ‏(‏إقرأ ٢ يوحنا ٩-‏١١‏.‏)‏ يُظهِرُ سِياقُ كَلامِ هذِهِ الآيات أنَّ هذا الإرشادَ يُشيرُ إلى المُرتَدِّينَ وغَيرِهِم مِمَّن يُرَوِّجونَ بِاستِمرارٍ لِسُلوكٍ خاطِئ.‏ (‏رؤ ٢:‏٢٠‏)‏ لِذلِك إذا كانَ أحَدٌ يُرَوِّجُ بِاستِمرارٍ لِتَعاليمِ المُرتَدِّينَ أو تَصَرُّفاتٍ خاطِئَة أُخْرى،‏ فلن يُرَتِّبَ الشُّيوخُ لِيَزوروه.‏ طَبعًا،‏ يَظَلُّ هُناك أمَلٌ أن يَعودَ إلى وَعْيِه.‏ ولكنْ إلى أن يَحصُلَ ذلِك،‏ لن نُسَلِّمَ على شَخصٍ كهذا ولن نَدْعُوَهُ إلى اجتِماعٍ لِلجَماعَة.‏

لِنَتَمَثَّلْ بِأبينا الحَنونِ والرَّحيمِ يَهْوَه

١٦-‏١٧ (‏أ)‏ ماذا يُريدُ يَهْوَه أن يَفعَلَ الخُطاة؟‏ (‏حزقيال ١٨:‏٣٢‏)‏ (‏ب)‏ كَيفَ يُظهِرُ الشُّيوخُ أنَّهُم عامِلونَ مع يَهْوَه فيما يُحاوِلونَ أن يُساعِدوا الخُطاة؟‏

١٦ ماذا تَعَلَّمنا مِن هذِهِ السِّلسِلَةِ المُؤَلَّفَة مِن خَمسَةِ أجزاء؟‏ لا يُريدُ يَهْوَه أن يَموتَ أحَد!‏ ‏(‏إقرأ حزقيال ١٨:‏٣٢‏.‏)‏ فهو يُريدُ أن يَتَصالَحَ الخُطاةُ معه.‏ (‏٢ كو ٥:‏٢٠‏)‏ لِذلِك على مَرِّ التَّاريخ،‏ شَجَّعَ مِرارًا وتَكرارًا شَعبَهُ الخاطِئ،‏ وأيضًا أفرادًا خُطاة،‏ أن يَتوبوا ويَعودوا إلَيه.‏ واليَوم،‏ لَدى شُيوخِ الجَماعاتِ الامتِيازُ أن يَكونوا عامِلينَ مع يَهْوَه حينَ يَبذُلونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيَقودوا الخُطاةَ إلى التَّوبَة.‏ —‏ رو ٢:‏٤؛‏ ١ كو ٣:‏٩‏.‏

١٧ تَخَيَّلِ الفَرحَةَ في السَّماءِ عِندَما يَتوبُ أشخاصٌ خُطاة!‏ فأبونا السَّماوِيُّ يَهْوَه يَشعُرُ شَخصِيًّا بِهذا الفَرَحِ كُلَّ مَرَّةٍ يَعودُ فيها خَروفٌ ضائِعٌ إلى الجَماعَة.‏ ولا شَكَّ أنَّ مَحَبَّتَنا لِيَهْوَه تَزدادُ أكثَرَ فأكثَرَ حينَ نَتَأمَّلُ في حَنانِه،‏ ورَحمَتِه،‏ ولُطفِهِ الفائِق.‏ —‏ لو ١:‏٧٨‏.‏

التَّرنيمَة ١١١ كَثيرَةٌ أفراحُنا

a صَحيحٌ أنَّنا نُشيرُ في هذِهِ المَقالَةِ إلى الخاطِئِ بِصيغَةِ المُذَكَّر،‏ لكنَّ المَعلوماتِ تَنطَبِقُ أيضًا على الإناث.‏

b لن نُشيرَ بَعدَ الآنَ إلى هؤُلاءِ الأشخاصِ بِكَلِمَةِ مَفصولين.‏ فانسِجامًا مع ما ذَكَرَهُ بُولُس في ١ كُورِنْثُوس ٥:‏١٣‏،‏ ع‌ج،‏ سنُشيرُ إلَيهِمِ الآنَ بِكَلِمَةِ مُبعَدينَ عنِ الجَماعَة.‏

c حَسَبَ الكِتابِ المُقَدَّس،‏ الخَطِيَّةُ الَّتي لا تُغتَفَرُ لَيسَت نَوعًا مُعَيَّنًا مِنَ الخَطايا،‏ بل هي خَطِيَّةٌ تُرتَكَبُ بِمَوْقِفٍ مُعانِدٍ ومُقاوِمٍ لِلّٰهِ بِشَكلٍ دائِم.‏ ولَسنا نَحنُ مَن يَحكُمُ إن كانَ شَخصٌ قدِ ارتَكَبَ خَطِيَّةً كهذِه.‏ —‏ مر ٣:‏٢٩؛‏ عب ١٠:‏٢٦،‏ ٢٧‏.‏