«اسمعوا التأديب وصيروا حكماء»
«أَيُّهَا ٱلْبَنُونَ . . . ٱسْمَعُوا ٱلتَّأْدِيبَ وَصِيرُوا حُكَمَاءَ». — ام ٨:٣٢، ٣٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٤، ١٢٠
١ كَيْفَ نَنَالُ ٱلْحِكْمَةَ، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
يَهْوَهُ هُوَ مَصْدَرُ ٱلْحِكْمَةِ وَيَمْنَحُهَا لِمَخْلُوقَاتِهِ بِكَرَمٍ. تَقُولُ يَعْقُوب ١:٥: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ مِنْكُمْ تَنْقُصُهُ حِكْمَةٌ، فَلْيُدَاوِمْ عَلَى ٱلطَّلَبِ مِنَ ٱللهِ، لِأَنَّهُ يُعْطِي ٱلْجَمِيعَ بِكَرَمٍ وَلَا يُعَيِّرُ». وَإِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِنَيْلِ ٱلْحِكْمَةِ مِنْ يَهْوَهَ هِيَ أَنْ نَقْبَلَ تَأْدِيبَهُ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، نَتَجَنَّبُ ٱرْتِكَابَ ٱلْأَخْطَاءِ وَنَبْقَى قَرِيبِينَ مِنْهُ. (ام ٢:١٠-١٢) وَهٰكَذَا ‹نَحْفَظُ أَنْفُسَنَا فِي مَحَبَّةِ ٱللهِ، وَٱلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ نُصْبُ أَعْيُنِنَا›. — يه ٢١.
٢ مَتَى نُقَدِّرُ قِيمَةَ ٱلتَّأْدِيبِ؟
٢ وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يُصَعِّبُ عَلَيْنَا نَقْصُنَا أَوْ تَرْبِيَتُنَا أَنْ نَقْبَلَ ٱلتَّأْدِيبَ وَنَعْتَبِرَهُ لِخَيْرِنَا. إِلَّا أَنَّنَا نُقَدِّرُ قِيمَتَهُ حِينَ نَلْمُسُ فَوَائِدَهُ. فَهِيَ تُؤَكِّدُ لَنَا مَحَبَّةَ يَهْوَهَ. تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ٣:١١، ١٢: «يَا ٱبْنِي، لَا تَرْفُضْ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ . . . لِأَنَّ ٱلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُوَبِّخُهُ». فَلَا نَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ يَهْتَمُّ بِمَصْلَحَتِنَا. (اقرإ العبرانيين ١٢:٥-١١.) وَلِأَنَّهُ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا، يُؤَدِّبُنَا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ وَبِٱلطَّرِيقَةِ ٱلْمُنَاسِبَةِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ أَوَّلًا لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُؤَدِّبَ أَوْ نَضْبُطَ أَنْفُسَنَا. ثُمَّ سَنَتَحَدَّثُ عَنِ ٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْجَمَاعَةِ. وَسَنَرَى مَاذَا يُؤْلِمُنَا أَكْثَرَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ.
لِمَ نَحْتَاجُ إِلَى ضَبْطِ ٱلنَّفْسِ؟
٣ كَيْفَ يَتَعَلَّمُ ٱلْوَلَدُ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ؟
٣ يَشْمُلُ ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ أَنْ يُؤَدِّبَ ٱلشَّخْصُ نَفْسَهُ بِهَدَفِ تَحْسِينِ تَفْكِيرِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ. وَهٰذِهِ ٱلصِّفَةُ لَا تُولَدُ مَعَ ٱلْإِنْسَانِ، بَلْ عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَهَا بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ. لِلْإِيضَاحِ، فَكِّرْ فِي وَلَدٍ يَتَعَلَّمُ رُكُوبَ ٱلدَّرَّاجَةِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، يُمْسِكُهَا ٱلْوَالِدُ لِئَلَّا يَقَعَ وَلَدُهُ. وَلٰكِنْ فِيمَا يَتَعَلَّمُ ٱلْوَلَدُ كَيْفَ يُوَازِنُ نَفْسَهُ، يَتْرُكُ ٱلْوَالِدُ ٱلدَّرَّاجَةَ لِلَحَظَاتٍ ثُمَّ يُمْسِكُهَا مُجَدَّدًا. وَلَا يُفْلِتُهَا كُلِّيًّا إِلَّا بَعْدَمَا يَتَعَلَّمُ وَلَدُهُ كَيْفَ يُحَافِظُ عَلَى تَوَازُنِهِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُرَبِّي ٱلْوَالِدَانِ وَلَدَهُمَا بِصَبْرٍ وَثَبَاتٍ «فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ». وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، يَكْتَسِبُ وَلَدُهُمَا ٱلْحِكْمَةَ وَضَبْطَ ٱلنَّفْسِ. — اف ٦:٤.
٤، ٥ (أ) لِمَ ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ ضَرُورِيٌّ لِنَلْبَسَ «ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ»؟ (ب) لِمَاذَا لَا نَسْتَسْلِمُ حَتَّى لَوْ أَخْطَأْنَا؟
٤ وَٱلْأَمْرُ نَفْسُهُ يَنْطَبِقُ عَلَى ٱلرَّاشِدِينَ ٱلَّذِينَ يَتَعَرَّفُونَ إِلَى ٱلْحَقِّ. فَرُبَّمَا نَمُّوا ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ إِلَى حَدٍّ مَا. إِلَّا أَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ فِي بِدَايَةِ ٱلطَّرِيقِ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ ٱلرُّوحِيِّ. لٰكِنَّهُمْ سَيَتَقَدَّمُونَ نَحْوَ ٱلنُّضْجِ فِيمَا يَلْبَسُونَ «ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ» وَيَتَمَثَّلُونَ بِٱلْمَسِيحِ. (اف ٤:٢٣، ٢٤) وَفِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، يَلْعَبُ ضَبْطُ ٱلنَّفْسِ دَوْرًا مُهِمًّا. فَهُوَ يُسَاعِدُهُمْ أَنْ ‹يَنْبِذُوا ٱلْكُفْرَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ وَيَحْيَوْا بِرَزَانَةٍ وَبِرٍّ وَتَعَبُّدٍ لِلهِ وَسْطَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هٰذَا›. — تي ٢:١٢.
٥ لٰكِنَّنَا جَمِيعًا خُطَاةٌ. (جا ٧:٢٠) فَهَلْ يَعْنِي ٱرْتِكَابُنَا خَطَأً مَا أَنَّنَا فَشِلْنَا كُلِّيًّا فِي ضَبْطِ أَنْفُسِنَا؟ لَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ. فَٱلْأَمْثَال ٢٤:١٦ تَقُولُ: «قَدْ يَسْقُطُ ٱلْبَارُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ، لٰكِنَّهُ يَقُومُ». فَمَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ ‹نَقُومَ›؟ لَا تَكْفِينَا قُوَّةُ ٱلْإِرَادَةِ، بَلْ نَحْتَاجُ إِلَى رُوحِ ٱللهِ. (اقرأ فيلبي ٤:١٣.) فَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ هُوَ أَحَدُ أَوْجُهِ ثَمَرِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ.
٦ كَيْفَ تَصِيرُ تِلْمِيذًا مُجْتَهِدًا لِكَلِمَةِ ٱللهِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٦ وَلِنُنَمِّيَ ضَبْطَ ٱلنَّفْسِ، عَلَيْنَا أَنْ نُصَلِّيَ وَنَدْرُسَ وَنَتَأَمَّلَ. وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ كُنْتَ تَسْتَصْعِبُ دَرْسَ كَلِمَةِ ٱللهِ، أَوْ لَا تُحِبُّ ٱلدَّرْسَ عُمُومًا؟ يَهْوَهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُسَاعِدَكَ ‹لِتُنَمِّيَ شَوْقًا› إِلَى كَلِمَتِهِ. (١ بط ٢:٢) لِذَا، صَلِّ إِلَيْهِ لِيُسَاعِدَكَ أَنْ تَضْبُطَ نَفْسَكَ وَتُخَصِّصَ وَقْتًا لِلدَّرْسِ. ثُمَّ ٱعْمَلْ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ صَلَاتِكَ. اُدْرُسْ مَثَلًا لِفَتَرَاتٍ قَصِيرَةٍ فِي ٱلْبِدَايَةِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، سَتَشْعُرُ أَنَّ ٱلدَّرْسَ يُصْبِحُ سَهْلًا وَمُمْتِعًا. وَسَتُحِبُّ ٱلْأَوْقَاتَ ٱلْهَادِئَةَ ٱلَّتِي تَتَعَمَّقُ خِلَالَهَا فِي أَفْكَارِ يَهْوَهَ. — ١ تي ٤:١٥.
٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ضَبْطُ أَنْفُسِنَا لِنُحَقِّقَ أَهْدَافَنَا؟
٧ وَضَبْطُ ٱلنَّفْسِ ضَرُورِيٌّ لِنُحَقِّقَ أَهْدَافَنَا ٱلرُّوحِيَّةَ. وَهٰذَا مَا لَمَسَهُ وَالِدٌ شَعَرَ أَنَّ حَمَاسَتَهُ لِلْخِدْمَةِ تَبْرُدُ. فَوَضَعَ هَدَفًا أَنْ يَصِيرَ فَاتِحًا عَادِيًّا لِكَيْ يَسْتَعِيدَ نَشَاطَهُ. لِذَا صَلَّى إِلَى يَهْوَهَ، وَقَرَأَ مَقَالَاتٍ عَنِ ٱلْمَوْضُوعِ فِي مَطْبُوعَاتِنَا. فَقَوِيَتْ عَلَاقَتُهُ بِيَهْوَهَ.
كَمَا ٱشْتَرَكَ فِي ٱلْفَتْحِ ٱلْإِضَافِيِّ كُلَّمَا ٱسْتَطَاعَ. وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ بَقِيَ مُرَكِّزًا عَلَى هَدَفِهِ رَغْمَ كُلِّ ٱلصُّعُوبَاتِ. وَأَصْبَحَ فَاتِحًا عَادِيًّا فِي ٱلنِّهَايَةِ.تَرْبِيَةُ ٱلْأَوْلَادِ فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ
٨-١٠ كَيْفَ يَنْجَحُ ٱلْوَالِدُونَ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ؟ أَوْضِحْ.
٨ أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَى ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مَسْؤُولِيَّةَ تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ «فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ». (اف ٦:٤) وَهٰذِهِ مَسْؤُولِيَّةٌ صَعْبَةٌ فِي عَالَمِنَا ٱلْيَوْمَ. (٢ تي ٣:١-٥) كَمَا أَنَّ ٱلصِّغَارَ لَا يَعْرِفُونَ مُنْذُ وِلَادَتِهِمِ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ ٱلصَّحِّ وَٱلْخَطَإِ. وَضَمَائِرُهُمْ لَا تَكُونُ مُدَرَّبَةً، لِذَا يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلتَّأْدِيبِ أَوِ ٱلتَّدْرِيبِ. (رو ٢:١٤، ١٥) وَبِحَسَبِ أَحَدِ ٱلْمَرَاجِعِ، إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ إِلَى «تَأْدِيبٍ» تَعْنِي أَيْضًا تَرْبِيَةَ طِفْلٍ لِيَصِيرَ رَاشِدًا مَسْؤُولًا.
٩ وَٱلْأَوْلَادُ يَشْعُرُونَ بِٱلْأَمَانِ حِينَ يُؤَدِّبُهُمْ وَالِدُوهُمْ بِمَحَبَّةٍ. وَيَتَعَلَّمُونَ أَنَّ لِحُرِّيَّتِهِمْ حُدُودًا، وَلِتَصَرُّفَاتِهِمْ وَقَرَارَاتِهِمْ نَتَائِجَ جَيِّدَةً أَوْ سَيِّئَةً. فَكَمْ مُهِمٌّ أَنْ يَطْلُبَ ٱلْوَالِدُونَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِمْ! لَا شَكَّ أَنَّ تَرْبِيَةَ ٱلْأَوْلَادِ تَخْتَلِفُ مِنْ حَضَارَةٍ إِلَى أُخْرَى، وَمِنْ جِيلٍ إِلَى جِيلٍ. وَلٰكِنْ لَا دَاعِيَ أَنْ يَعْتَمِدَ ٱلْوَالِدُونَ عَلَى ٱلتَّخْمِينِ أَوْ خِبْرَةِ ٱلْآخَرِينَ وَنَصَائِحِهِمْ مَا دَامُوا يَتَّكِلُونَ عَلَى إِرْشَادِ يَهْوَهَ.
١٠ تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ نُوحٍ ٱلَّذِي طَلَبَ مِنْهُ يَهْوَهُ أَنْ يَبْنِيَ ٱلْفُلْكَ. طَبْعًا، لَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَعْتَمِدَ عَلَى خِبْرَتِهِ لِأَنَّهُ لَمْ يَبْنِ فُلْكًا مِنْ قَبْلُ. فَٱتَّكَلَ عَلَى يَهْوَهَ، وَعَمِلَ «بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ». (تك ٦:٢٢) وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟ نَجَحَ فِي مُهِمَّتِهِ، وَنَجَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ. وَمَعَ أَنَّ ٱلشَّرَّ ٱزْدَادَ كَثِيرًا قَبْلَ ٱلطُّوفَانِ، نَجَحَ نُوحٌ أَيْضًا فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِهِ. (تك ٦:٥) فَلِأَنَّهُ ٱتَّكَلَ عَلَى حِكْمَةِ يَهْوَهَ، عَلَّمَهُمْ عَنْهُ وَرَسَمَ لَهُمْ مِثَالًا جَيِّدًا.
١١ كَيْفَ يُدَرِّبُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ ‹بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُمْ بِهِ ٱللهُ›؟
١١ فَكَيْفَ تَعْمَلُ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ ‹بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَكَ بِهِ ٱللهُ›؟ أَصْغِ إِلَى يَهْوَهَ، ٱقْبَلْ مُسَاعَدَتَهُ فِي تَرْبِيَةِ أَوْلَادِكَ، وَطَبِّقِ ٱلنَّصَائِحَ ٱلَّتِي يُقَدِّمُهَا لَكَ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَهَيْئَتِهِ. وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، سَيَشْكُرُكَ أَوْلَادُكَ لَاحِقًا عَلَى ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي رَبَّيْتَهُمْ بِهَا. كَتَبَ أَخٌ شَابٌّ: «أَشْكُرُ وَالِدَيَّ عَلَى أُسْلُوبِهِمَا فِي تَرْبِيَتِي. فَقَدْ عَمِلَا كُلَّ مَا يَقْدِرَانِ عَلَيْهِ لِيُؤَثِّرَا فِيَّ. وَلَهُمَا فَضْلٌ كَبِيرٌ فِي تَقَدُّمِي ٱلرُّوحِيِّ». وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَتْرُكُ
ٱلْأَوْلَادُ يَهْوَهَ رَغْمَ جُهُودِ وَالِدِيهِمْ. إِلَّا أَنَّ هٰؤُلَاءِ ٱلْوَالِدِينَ يَتَمَتَّعُونَ بِضَمِيرٍ صَالِحٍ، وَيَأْمُلُونَ أَنْ يَرْجِعَ وَلَدُهُمْ يَوْمًا مَا إِلَى يَهْوَهَ.١٢، ١٣ (أ) كَيْفَ يُطِيعُ ٱلْوَالِدَانِ يَهْوَهَ حِينَ يَكُونُ وَلَدُهُمَا مَفْصُولًا؟ (ب) كَيْفَ ٱسْتَفَادَتْ إِحْدَى ٱلْعَائِلَاتِ مِنْ إِطَاعَةِ تَوْجِيهِ يَهْوَهَ؟
١٢ وَلٰكِنْ تَصْعُبُ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ إِطَاعَةُ يَهْوَهَ حِينَ يُفْصَلُ وَلَدُهُمْ. إِلَيْكَ مَا قَالَتْهُ أُمٌّ فُصِلَتِ ٱبْنَتُهَا وَتَرَكَتِ ٱلْبَيْتَ. تُخْبِرُ: «فَتَّشْتُ فِي ٱلْمَطْبُوعَاتِ عَمَّا يُبَرِّرُ لِي أَنْ أَقْضِيَ ٱلْوَقْتَ مَعَ ٱبْنَتِي وَحَفِيدَتِي». لٰكِنَّ زَوْجَهَا سَاعَدَهَا بِلُطْفٍ لِتُدْرِكَ أَنَّ ٱبْنَتَهُمَا ٱلْآنَ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ وَلَا يَجِبُ أَنْ يَتَدَخَّلَا فِي تَأْدِيبِهِ لَهَا.
١٣ وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، رَجَعَتِ ٱبْنَتُهُمَا إِلَى ٱلْحَقِّ. تَقُولُ ٱلْأُمُّ: «لَا يَمُرُّ يَوْمٌ دُونَ أَنْ تَتَّصِلَ بِي ٱبْنَتِي أَوْ تُرْسِلَ إِلَيَّ رِسَالَةً. وَهِيَ تَحْتَرِمُنَا أَنَا وَأَبَاهَا كَثِيرًا لِأَنَّنَا أَطَعْنَا يَهْوَهَ. وَبَاتَتْ عَلَاقَتُنَا بِهَا مُمْتَازَةً». فَإِذَا كَانَ وَلَدُكَ مَفْصُولًا، فَهَلْ ‹تَتَّكِلُ عَلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَلَا تَعْتَمِدُ عَلَى فَهْمِكَ›؟ (ام ٣:٥، ٦) تَذَكَّرْ أَنَّ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ يَعْكِسُ مَحَبَّتَهُ وَحِكْمَتَهُ ٱلْفَائِقَتَيْنِ. وَلَا تَنْسَ أَنَّهُ ضَحَّى بِٱبْنِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْجَمِيعِ، بِمَنْ فِيهِمْ وَلَدُكَ. وَهُوَ لَا يَرْغَبُ أَنْ يَهْلِكَ أَحَدٌ. (اقرأ ٢ بطرس ٣:٩.) لِذَا ثِقْ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُ بِتَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَأَطِعْ تَوْجِيهَهُ، وَلَوْ آلَمَكَ ذٰلِكَ. اِعْمَلْ مَعَ تَأْدِيبِ يَهْوَهَ، لَا ضِدَّهُ.
اَلتَّأْدِيبُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ
١٤ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ تَوْجِيهِ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ «ٱلْوَكِيلِ ٱلْأَمِينِ»؟
١٤ وَعَدَ يَهْوَهُ أَنْ يَهْتَمَّ بِٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ وَيَحْمِيَهَا وَيُوَجِّهَهَا. وَهُوَ يُتَمِّمُ وَعْدَهُ بِعِدَّةِ طَرَائِقَ. فَقَدْ أَوْكَلَ إِلَى ٱبْنِهِ أَنْ يَعْتَنِيَ بِهَا. وَيَسُوعُ عَيَّنَ «ٱلْوَكِيلَ ٱلْأَمِينَ» لِيُؤَمِّنَ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ. (لو ١٢:٤٢) وَهٰذَا ٱلطَّعَامُ بِمُخْتَلِفِ أَشْكَالِهِ يُقَدِّمُ أَفْضَلَ إِرْشَادٍ أَوْ تَأْدِيبٍ. فَلْيَسْأَلْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹كَمْ مَرَّةً دَفَعَنِي خِطَابٌ أَوْ مَقَالَةٌ فِي مَطْبُوعَاتِنَا أَنْ أُغَيِّرَ تَفْكِيرِي وَسُلُوكِي؟›. إِنَّ تَغْيِيرَاتٍ كَهٰذِهِ دَلِيلٌ أَنَّكَ تَتَجَاوَبُ مَعَ تَأْدِيبِ يَهْوَهَ ٱلَّذِي يُرِيدُ خَيْرَكَ. — ام ٢:١-٥.
١٥، ١٦ (أ) مَاذَا نَفْعَلُ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ عَمَلِ ٱلشُّيُوخِ؟ (ب) كَيْفَ نُسَهِّلُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ إِتْمَامَ تَعْيِينِهِمْ؟
١٥ عَيَّنَ يَسُوعُ أَيْضًا شُيُوخًا لِيَهْتَمُّوا بِٱلْجَمَاعَةِ. وَيَدْعُوهُمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «عَطَايَا فِي رِجَالٍ». (اف ٤:٨، ١١-١٣) فَمَاذَا نَفْعَلُ لِنَسْتَفِيدَ مِنْ عَمَلِهِمْ؟ عَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِهِمْ وَبِإِيمَانِهِمْ، وَنَتْبَعَ نَصَائِحَهُمُ ٱلْمُؤَسَّسَةَ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (اقرإ العبرانيين ١٣:٧، ١٧.) وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلشُّيُوخَ يُحِبُّونَنَا، وَيُرِيدُونَ أَنْ نَتَقَدَّمَ رُوحِيًّا. فَإِذَا لَاحَظُوا مَثَلًا أَنَّنَا نَغِيبُ عَنِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَوْ نَخْسَرُ حَمَاسَتَنَا، يُسْرِعُونَ إِلَى مُسَاعَدَتِنَا. فَيُصْغُونَ إِلَيْنَا، يُشَجِّعُونَنَا، وَيُعْطُونَنَا ٱلنَّصِيحَةَ ٱلْمُنَاسِبَةَ مِنْ كَلِمَةِ ٱللهِ. فَهَلْ نَعْتَبِرُ عَمَلَهُمْ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ؟
١٦ بِٱلْمُقَابِلِ، لَيْسَ سَهْلًا عَلَى ٱلشُّيُوخِ أَنْ يُقَدِّمُوا ٱلْمَشُورَةَ. فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱلنَّبِيِّ نَاثَانَ ٱلَّذِي أَرْسَلَهُ يَهْوَهُ لِيُكَلِّمَ دَاوُدَ. هَلْ تَتَخَيَّلُ كَمْ صَعُبَ ذٰلِكَ عَلَيْهِ بَعْدَمَا حَاوَلَ دَاوُدُ أَنْ يُخْفِيَ خَطِيَّتَهُ؟ (٢ صم ١٢:١-١٤) كَمَا أَنَّ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ ٱحْتَاجَ بِلَا شَكٍّ إِلَى شَجَاعَةٍ كَبِيرَةٍ. فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يُقَوِّمَ بُطْرُسَ، أَحَدَ ٱلرُّسُلِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ، لِأَنَّهُ مَيَّزَ ٱلْإِخْوَةَ ٱلْيَهُودَ عَنْ غَيْرِهِمْ. (غل ٢:١١-١٤) فَكَيْفَ تُسَهِّلُ عَلَى شُيُوخِ جَمَاعَتِكَ أَنْ يُقَدِّمُوا لَكَ ٱلْمَشُورَةَ؟ كُنْ مُتَوَاضِعًا وَٱفْسَحْ لَهُمُ ٱلْمَجَالَ أَنْ يُكَلِّمُوكَ بِسُهُولَةٍ. اُشْكُرْهُمْ أَيْضًا عَلَى مُسَاعَدَتِهِمْ وَٱعْتَبِرْهَا دَلِيلًا عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا تَسْتَفِيدُ أَنْتَ، وَيُؤَدُّونَ هُمْ عَمَلَهُمْ بِفَرَحٍ.
١٧ كَيْفَ ٱسْتَفَادَتْ أُخْتٌ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلشُّيُوخِ؟
١٧ إِلَيْكَ مَا حَصَلَ مَعَ أُخْتٍ صَعُبَ عَلَيْهَا أَنْ تُحِبَّ يَهْوَهَ بِسَبَبِ مَا مَرَّتْ بِهِ. قَالَتْ: «وَصَلْتُ إِلَى حَافَّةِ ٱلِٱنْهِيَارِ بِسَبَبِ مَاضِيَّ وَمَشَاكِلِي. فَأَدْرَكْتُ أَنَّ عَلَيَّ ٱلتَّحَدُّثَ مَعَ ٱلشُّيُوخِ. وَهُمْ لَمْ يَلُومُونِي أَوْ يَنْتَقِدُونِي، بَلْ مَنَحُونِي ٱلدَّعْمَ وَٱلتَّشْجِيعَ. وَرَغْمَ مَشَاغِلِهِمْ، كَانَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَلَى ٱلْأَقَلِّ يَسْأَلُ عَنْ أَحْوَالِي بَعْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ. لَمْ أَشْعُرْ أَنِّي أَسْتَحِقُّ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ بِسَبَبِ مَاضِيَّ. لٰكِنَّهُ أَكَّدَ مَحَبَّتَهُ لِي مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ مِنْ خِلَالِ ٱلْجَمَاعَةِ وَٱلشُّيُوخِ. وَأُصَلِّي أَنْ أَبْقَى قَرِيبَةً مِنْهُ عَلَى ٱلدَّوَامِ».
مَاذَا يُؤْلِمُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ؟
١٨، ١٩ مَاذَا يُؤْلِمُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ؟ أَوْضِحْ.
١٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ يُؤْلِمُنَا أَحْيَانًا، لٰكِنَّ رَفْضَهُ يُسَبِّبُ أَلَمًا أَكْبَرَ. (عب ١٢:١١) وَمَا حَصَلَ مَعَ قَايِينَ وَٱلْمَلِكِ صِدْقِيَّا يُؤَكِّدُ ذٰلِكَ. لَقَدْ عَرَفَ يَهْوَهُ أَنَّ قَايِينَ يَكْرَهُ أَخَاهُ هَابِيلَ وَيُرِيدُ قَتْلَهُ. فَحَذَّرَهُ قَائِلًا: «لِمَاذَا ٱحْتَدَمَ غَضَبُكَ وَلِمَاذَا تَجَهَّمَ وَجْهُكَ؟ إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ، فَعِنْدَ ٱلْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ، وَإِلَيْكَ ٱشْتِيَاقُهَا. فَهَلْ تَسُودُ أَنْتَ عَلَيْهَا؟». (تك ٤:٦، ٧) لٰكِنَّ قَايِينَ رَفَضَ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ، وَقَتَلَ أَخَاهُ. فَعَانَى بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ مِنْ نَتَائِجِ خَطِيَّتِهِ. (تك ٤:١١، ١٢) فَلَوْ أَنَّهُ سَمِعَ لِيَهْوَهَ، لَوَفَّرَ عَلَى نَفْسِهِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْمُعَانَاةِ.
١٩ أَمَّا صِدْقِيَّا فَكَانَ مَلِكًا شِرِّيرًا وَضَعِيفًا. وَحَكَمَ فِي فَتْرَةٍ مُظْلِمَةٍ مِنْ تَارِيخِ أُورُشَلِيمَ. وَقَدْ حَذَّرَهُ إِرْمِيَا مِرَارًا لِيَرْجِعَ عَنْ طُرُقِهِ ٱلسَّيِّئَةِ. لٰكِنَّهُ رَفَضَ ٱلتَّأْدِيبَ، وَمِنْ جَدِيدٍ كَانَتِ ٱلنَّتَائِجُ مَأْسَاوِيَّةً. (ار ٥٢:٨-١١) حَقًّا، لَا يُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ يَرَانَا نَتَأَلَّمُ بِلَا لُزُومٍ. — اقرأ اشعيا ٤٨:١٧، ١٨.
٢٠ مَاذَا يُخَبِّئُ ٱلْمُسْتَقْبَلُ لِمَنْ يَقْبَلُونَ ٱلتَّأْدِيبَ وَمَنْ يَرْفُضُونَهُ؟
٢٠ غَالِبًا مَا يَسْتَهْزِئُ ٱلنَّاسُ بِٱلتَّأْدِيبِ. لٰكِنَّ مَنْ يَرْفُضُونَهُ سَيَحْصُدُونَ ٱلْعَوَاقِبَ قَرِيبًا. (ام ١:٢٤-٣١) فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ ‹نَسْمَعَ ٱلتَّأْدِيبَ وَنَصِيرَ حُكَمَاءَ›. وَلْنُطَبِّقْ نَصِيحَةَ ٱلْأَمْثَال ٤:١٣: «تَمَسَّكْ بِٱلتَّأْدِيبِ، لَا تُرْخِهِ. اِحْفَظْهُ فَإِنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ».