التأديب دليل على محبة الله
«اَلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُؤَدِّبُهُ». — عب ١٢:٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٢٥، ١١٧
١ كَيْفَ يُصَوِّرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلتَّأْدِيبَ؟
مَاذَا يَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ حِينَ تَسْمَعُ كَلِمَةَ «تَأْدِيبٍ»؟ رُبَّمَا أَوَّلُ مَا تُفَكِّرُ فِيهِ هُوَ ٱلْعِقَابُ. لٰكِنَّ ٱلتَّأْدِيبَ يَشْمُلُ أَكْثَرَ مِنْ ذٰلِكَ. فَغَالِبًا مَا يَتَحَدَّثُ عَنْهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِطَرِيقَةٍ إِيجَابِيَّةٍ، وَيَرْبِطُهُ أَحْيَانًا بِٱلْمَعْرِفَةِ وَٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْحَيَاةِ. (ام ١:٢-٧؛ ٤:١١-١٣) فَٱللهُ يُؤَدِّبُنَا لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا وَيَرْغَبُ أَنْ نَنَالَ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. (عب ١٢:٦) وَمَعَ أَنَّ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ يَشْمُلُ أَحْيَانًا ٱلْعِقَابَ، فَهُوَ لَيْسَ مُؤْذِيًا أَوْ قَاسِيًا. إِذًا، تُشِيرُ كَلِمَةُ «تَأْدِيبٍ» بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ إِلَى ٱلتَّوْجِيهِ، مِثْلِ ٱلتَّوْجِيهِ ٱلَّذِي يَمْنَحُهُ أَبٌ مُحِبٌّ لِوَلَدِهِ.
٢، ٣ كَيْفَ يَشْمُلُ ٱلتَّأْدِيبُ ٱلتَّعْلِيمَ وَٱلْعِقَابَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٢ تَخَيَّلِ ٱلْمَشْهَدَ ٱلتَّالِيَ: يَلْعَبُ جُونِي بِٱلطَّابَةِ دَاخِلَ ٱلْمَنْزِلِ. فَتَقُولُ لَهُ أُمُّهُ: «أَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّ ٱللَّعِبَ بِٱلطَّابَةِ مَمْنُوعٌ فِي ٱلْبَيْتِ. فَقَدْ تَكْسِرُ شَيْئًا». لٰكِنَّهُ يَتَجَاهَلُ تَحْذِيرَهَا وَيُكْمِلُ ٱللَّعِبَ. فَتُصِيبُ ٱلطَّابَةُ مَزْهَرِيَّةً وَتَكْسِرُهَا. فَكَيْفَ تُؤَدِّبُهُ أُمُّهُ؟ مِنْ جِهَةٍ، تُعَلِّمُهُ لِمَاذَا تَصَرُّفُهُ خَاطِئٌ وَكَمْ مُهِمٌّ أَنْ يُطِيعَ
أَبَاهُ وَأُمَّهُ. وَتُوضِحُ لَهُ أَنَّ ٱلْقَوَاعِدَ ٱلَّتِي يَضَعَانِهَا لَهُ ضَرُورِيَّةٌ وَمَعْقُولَةٌ. وَمِنْ جِهَةٍ أُخْرَى، قَدْ تَخْتَارُ لَهُ عِقَابًا مُنَاسِبًا، فَتَحْرِمُهُ مِنَ ٱللَّعِبِ بِٱلطَّابَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. وَهٰكَذَا يُدْرِكُ جُونِي أَنَّ ٱلْعِصْيَانَ لَهُ عَوَاقِبُهُ.٣ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، نَحْنُ مِنْ «أَهْلِ بَيْتِ ٱللهِ» لِأَنَّنَا أَعْضَاءٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (١ تي ٣:١٥) لِذٰلِكَ نَعْتَرِفُ بِأَنَّ لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلْحَقَّ أَنْ يُحَدِّدَ ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ، وَأَنْ يُؤَدِّبَنَا بِمَحَبَّةٍ حِينَ لَا نُطِيعُهُ. فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، إِذَا أَدَّتْ تَصَرُّفَاتُنَا إِلَى نَتَائِجَ سَيِّئَةٍ، فَسَيُذَكِّرُنَا تَأْدِيبُ يَهْوَهَ كَمْ مُهِمٌّ أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهِ. (غل ٦:٧) فَهُوَ يَهْتَمُّ بِنَا كَثِيرًا وَلَا يُرِيدُ أَنْ نَتَأَلَّمَ. — ١ بط ٥:٦، ٧.
٤ (أ) أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّدْرِيبِ يُبَارِكُهُ يَهْوَهُ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٤ وَٱلتَّأْدِيبُ بِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ يُسَاعِدُ أَوْلَادَنَا وَتَلَامِيذَنَا لِيُصْبِحُوا أَتْبَاعًا لِلْمَسِيحِ. فَنَحْنُ نَسْتَعْمِلُ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ لِنُعَلِّمَهُمْ مَاذَا يُرْضِي يَهْوَهَ، وَنُسَاعِدَهُمْ أَنْ يَفْهَمُوا ‹جَمِيعَ مَا أَوْصَى بِهِ› يَسُوعُ وَيُطَبِّقُوهُ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠؛ ٢ تي ٣:١٦) وَيَهْوَهُ يُبَارِكُ هٰذَا ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي يُجَهِّزُ ٱلتِّلْمِيذَ لِيُسَاعِدَ بِدَوْرِهِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَتْبَعُوا ٱلْمَسِيحَ. (اقرأ تيطس ٢:١١-١٤.) لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي ثَلَاثَةِ أَسْئِلَةٍ مُهِمَّةٍ: (١) كَيْفَ يُظْهِرُ تَأْدِيبُ يَهْوَهَ مَحَبَّتَهُ لَنَا؟ (٢) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّنْ أَدَّبَهُمْ يَهْوَهُ؟ وَ (٣) كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَٱبْنِهِ حِينَ نَمْنَحُ ٱلتَّأْدِيبَ؟
اَللهُ يُؤَدِّبُنَا بِمَحَبَّةٍ
٥ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ مَحَبَّتَهُ لَنَا حِينَ يُؤَدِّبُنَا؟
٥ يُقَوِّمُنَا يَهْوَهُ وَيُعَلِّمُنَا وَيُدَرِّبُنَا لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَبْقَى قَرِيبِينَ مِنْهُ وَنَعِيشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (١ يو ٤:١٦) وَهُوَ لَا يُهِينُنَا أَوْ يُشْعِرُنَا بِأَنَّنَا بِلَا قِيمَةٍ. (ام ١٢:١٨) عَلَى ٱلْعَكْسِ، يُرَكِّزُ إِلٰهُنَا عَلَى صِفَاتِنَا ٱلْجَيِّدَةِ وَيُكْرِمُنَا وَيَحْتَرِمُ إِرَادَتَنَا ٱلْحُرَّةَ. فَهَلْ نَعْتَبِرُ تَأْدِيبَهُ دَلِيلًا عَلَى مَحَبَّتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلْمَطْبُوعَاتِ، ٱلْوَالِدِينَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، أَوِ ٱلشُّيُوخِ؟ مَثَلًا، يُقَوِّمُنَا ٱلشُّيُوخُ ٱلْمُحِبُّونَ بِوَدَاعَةٍ حِينَ نَرْتَكِبُ «زَلَّةً مَا»، وَأَحْيَانًا قَبْلَ أَنْ نَنْتَبِهَ لِخَطَئِنَا. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، يَعْكِسُونَ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ لَنَا. — غل ٦:١.
٦ كَيْفَ تُظْهِرُ مُخْتَلِفُ أَشْكَالِ ٱلتَّأْدِيبِ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ؟
٦ وَلٰكِنْ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، يَشْمُلُ ٱلتَّأْدِيبُ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ مَشُورَةٍ. فَإِذَا ٱرْتَكَبَ مَسِيحِيٌّ خَطِيَّةً خَطِيرَةً، فَلَا يَظَلُّ مُؤَهَّلًا لِمَسْؤُولِيَّاتٍ مُعَيَّنَةٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. وَلٰكِنْ حَتَّى فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، يَكُونُ ٱلتَّأْدِيبُ دَلِيلًا عَلَى مَحَبَّةِ ٱللهِ. فَقَدْ يَدْفَعُ ٱلْمَسِيحِيَّ أَنْ يُرَكِّزَ أَكْثَرَ عَلَى ٱلدَّرْسِ وَٱلتَّأَمُّلِ وَٱلصَّلَاةِ. وَهٰكَذَا يَتَقَوَّى رُوحِيًّا. (مز ١٩:٧) وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، يُمْكِنُ أَنْ يَسْتَعِيدَ مَسْؤُولِيَّاتِهِ. حَتَّى تَرْتِيبُ ٱلْفَصْلِ يَعْكِسُ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ. فَهُوَ يَحْمِي ٱلْجَمَاعَةَ مِنَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ. (١ كو ٥:٦، ٧، ١١) وَبِمَا أَنَّ يَهْوَهَ يُقَوِّمُنَا بِٱعْتِدَالٍ، فَرُبَّمَا يُدْرِكُ ٱلْخَاطِئُ خُطُورَةَ فَعْلَتِهِ وَيَتُوبُ عَنْهَا. — اع ٣:١٩.
تَأْدِيبُ يَهْوَهَ مُفِيدٌ لَنَا
٧ مَنْ هُوَ شَبْنَا، وَأَيُّ صِفَةٍ سَيِّئَةٍ نَمَّاهَا؟
٧ لِكَيْ نَعْرِفَ أَهَمِّيَّةَ ٱلتَّأْدِيبِ، سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ فِي مَا حَدَثَ مَعَ شَخْصَيْنِ أَدَّبَهُمَا يَهْوَهُ. اَلْأَوَّلُ هُوَ إِسْرَائِيلِيٌّ ٱسْمُهُ شَبْنَا عَاشَ أَيَّامَ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا. وَٱلثَّانِي هُوَ غْرَاهَام، أَحَدُ إِخْوَتِنَا ٱلْيَوْمَ. كَانَ شَبْنَا وَكِيلًا «عَلَى ٱلْبَيْتِ»، عَلَى ٱلْأَرْجَحِ بَيْتِ حَزَقِيَّا. لِذٰلِكَ تَمَتَّعَ بِسُلْطَةٍ كَبِيرَةٍ. (اش ٢٢:١٥) لٰكِنَّهُ تَكَبَّرَ وَسَعَى وَرَاءَ ٱلْمَجْدِ، حَتَّى إِنَّهُ حَفَرَ لِنَفْسِهِ قَبْرًا فَخْمًا وَرَكِبَ فِي «مَرْكَبَاتِ مَجْدٍ». — اش ٢٢:١٦-١٨.
٨ كَيْفَ أَدَّبَ يَهْوَهُ شَبْنَا، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
٨ وَبِسَبَبِ تَكَبُّرِ شَبْنَا، عَزَلَهُ يَهْوَهُ عَنْ مَرْكَزِهِ وَعَيَّنَ أَلِيَاقِيمَ مَكَانَهُ. (اش ٢٢:١٩-٢١) وَحَدَثَ ذٰلِكَ حِينَ كَانَ ٱلْمَلِكُ ٱلْأَشُّورِيُّ سَنْحَارِيبُ يَنْوِي ٱلْهُجُومَ عَلَى أُورُشَلِيمَ. وَلٰكِنْ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، أَرْسَلَ سَنْحَارِيبُ مَسْؤُولِينَ مُهِمِّينَ مَعَ جَيْشٍ عَظِيمٍ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ. فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يُخِيفَ ٱلْيَهُودَ وَيَدْفَعَ حَزَقِيَّا إِلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ. (٢ مل ١٨:١٧-٢٥) فَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ إِلَيْهِمْ أَلِيَاقِيمَ وَمَعَهُ شَخْصَانِ، أَحَدُهُمَا هُوَ شَبْنَا ٱلَّذِي أَصْبَحَ كَاتِبَ ٱلدِّيوَانِ. فَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ، لَمْ يَسْتَسْلِمْ شَبْنَا لِلْحِقْدِ، بَلْ قَبِلَ بِتَوَاضُعٍ مَرْكَزًا أَقَلَّ أَهَمِّيَّةً. فَلْنُنَاقِشِ ٱلْآنَ ثَلَاثَةَ دُرُوسٍ نَتَعَلَّمُهَا مِمَّا حَدَثَ مَعَهُ.
٩-١١ (أ) أَيُّ دُرُوسٍ مُهِمَّةٍ نَتَعَلَّمُهَا مِمَّا حَصَلَ مَعَ شَبْنَا؟ (ب) كَيْفَ تُشَجِّعُكَ طَرِيقَةُ تَعَامُلِ يَهْوَهَ مَعَ شَبْنَا؟
٩ أَوَّلًا، خَسِرَ شَبْنَا مَرْكَزَهُ. وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا بِٱلتَّحْذِيرِ: «قَبْلَ ٱلتَّحَطُّمِ ٱلْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ ٱلتَّعَثُّرِ تَكَبُّرُ ٱلرُّوحِ». (ام ١٦:١٨) فَإِذَا كَانَتْ لَدَيْكَ مَسْؤُولِيَّاتٌ فِي ٱلْجَمَاعَةِ وَنِلْتَ بِسَبَبِهَا ٱهْتِمَامَ ٱلْإِخْوَةِ، فَهَلْ تُحَافِظُ عَلَى تَوَاضُعِكَ؟ وَهَلْ تَتَذَكَّرُ دَائِمًا أَنَّ مَوَاهِبَكَ وَإِنْجَازَاتِكَ هِيَ بِفَضْلِ يَهْوَهَ؟ (١ كو ٤:٧) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «أَقُولُ لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ أَلَّا يُفَكِّرَ فِي شَأْنِ نَفْسِهِ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ، بَلْ أَنْ يُفَكِّرَ بِرَزَانَةٍ». — رو ١٢:٣.
١٠ ثَانِيًا، قَدْ يَدُلُّ تَأْدِيبُ يَهْوَهَ لِشَبْنَا أَنَّهُ لَمْ يَقْطَعِ ٱلْأَمَلَ مِنْهُ. (ام ٣:١١، ١٢) فَيَا لَهُ مِنْ دَرْسٍ رَائِعٍ لِلَّذِينَ يَخْسَرُونَ ٱمْتِيَازَاتِهِمْ فِي ٱلْجَمَاعَةِ! فَبَدَلَ أَنْ يَغْضَبُوا وَيَحْقِدُوا، فَلْيَسْتَمِرُّوا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِكُلِّ طَاقَتِهِمْ. وَلَا يَنْسَوْا أَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّةِ يَهْوَهَ لَهُمْ. وَهُوَ سَيُكَافِئُهُمْ إِذَا حَافَظُوا عَلَى تَوَاضُعِهِمْ. (اقرأ ١ بطرس ٥:٦، ٧.) فَتَأْدِيبُ يَهْوَهَ يُسَاهِمُ فِي تَحْسِينِ شَخْصِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيِّ مَا دَامَ مُتَوَاضِعًا وَمُتَجَاوِبًا مَعَهُ.
١١ ثَالِثًا، هُنَاكَ دَرْسٌ مُهِمٌّ فِي طَرِيقَةِ تَعَامُلِ يَهْوَهَ مَعَ شَبْنَا. فَمَعَ أَنَّهُ يَكْرَهُ ٱلْخَطِيَّةَ، فَهُوَ يُحِبُّ ٱلْخَاطِئَ وَيُرَكِّزُ عَلَى حَسَنَاتِهِ. وَقَدْ رَسَمَ بِذٰلِكَ مِثَالًا لِلَّذِينَ فَوَّضَهُمْ أَنْ يَمْنَحُوا ٱلتَّأْدِيبَ فِي ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْجَمَاعَةِ. فَإِذَا كُنْتَ وَالِدًا أَوْ شَيْخًا، فَهَلْ تَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ حِينَ تَمْنَحُ ٱلتَّأْدِيبَ؟ — يه ٢٢، ٢٣.
١٢-١٤ (أ) مَا هِيَ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْبَعْضِ حِينَ يَنَالُونَ ٱلتَّأْدِيبَ؟ (ب) كَيْفَ سَاعَدَتْ كَلِمَةُ ٱللهِ أَخًا لِيُغَيِّرَ مَوْقِفَهُ، وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟
١٢ مَعَ ٱلْأَسَفِ، يَسْتَاءُ ٱلْبَعْضُ كَثِيرًا بِسَبَبِ ٱلتَّأْدِيبِ، حَتَّى إِنَّهُمْ يَبْتَعِدُونَ عَنْ يَهْوَهَ وَشَعْبِهِ. (عب ٣:١٢، ١٣) فَهَلْ وَضْعُهُمْ مَيْؤُوسٌ مِنْهُ؟ إِلَيْكَ مِثَالَ أَخٍ يُدْعَى غْرَاهَام فُصِلَ عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ثُمَّ عَادَ إِلَيْهَا، لٰكِنَّهُ صَارَ خَامِلًا فِي مَا بَعْدُ. إِلَّا أَنَّ أَحَدَ ٱلشُّيُوخِ بَذَلَ جُهْدًا لِيَقْتَرِبَ مِنْهُ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، طَلَبَ مِنْهُ غْرَاهَام أَنْ يَدْرُسَ مَعَهُ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ.
١٣ يَتَذَكَّرُ ٱلشَّيْخُ: «كَانَتْ مُشْكِلَةُ غْرَاهَام هِيَ ٱلْكِبْرِيَاءَ. فَقَدِ ٱنْتَقَدَ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ كَانَتْ لَهُمْ عَلَاقَةٌ بِفَصْلِهِ. لِذَا خِلَالَ مُنَاقَشَاتِنَا ٱلْأُولَى، تَأَمَّلْنَا فِي آيَاتٍ عَنِ ٱلْكِبْرِيَاءِ وَتَأْثِيرَاتِهَا. عِنْدَئِذٍ، بَدَأَ يَرَى نَفْسَهُ عَلَى ضَوْءِ كَلِمَةِ ٱللهِ، وَلَمْ يُعْجِبْهُ مَا رَآهُ. وَتَرَكَ ذٰلِكَ فِيهِ أَثَرًا مُذْهِلًا. فَقَدْ أَدْرَكَ أَنَّ ٱلْكِبْرِيَاءَ أَعْمَتْهُ كَمَا لَوْ أَنَّهَا ‹عَارِضَةٌ› فِي عَيْنِهِ، وَأَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ كَانَتْ فِي مَوْقِفِهِ هُوَ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ رَاحَ يَتَقَدَّمُ بِسُرْعَةٍ. فَصَارَ يَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ، يَدْرُسُ كَلِمَةَ ٱللهِ بِٱجْتِهَادٍ، وَيُصَلِّي يَوْمِيًّا. كَمَا أَنَّهُ بَدَأَ يُتَمِّمُ مَسْؤُولِيَّاتِهِ ٱلرُّوحِيَّةَ فِي عَائِلَتِهِ، مِمَّا فَرَّحَ زَوْجَتَهُ وَبَنَاتِهِ». — لو ٦:٤١، ٤٢؛ يع ١:٢٣-٢٥.
١٤ وَيُتَابِعُ ٱلشَّيْخُ: «فِي أَحَدِ ٱلْأَيَّامِ، أَخْبَرَنِي غْرَاهَام أَمْرًا مُؤَثِّرًا. قَالَ: ‹صَحِيحٌ أَنِّي أَعْرِفُ ٱلْحَقَّ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ وَخَدَمْتُ فَاتِحًا فِي ٱلسَّابِقِ، لٰكِنِّي ٱلْآنَ صِرْتُ أُحِبُّ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي›. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، طُلِبَ مِنْهُ أَنْ يَحْمِلَ ٱلْمِيكْرُوفُونَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَقَدَّرَ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ كَثِيرًا. لَقَدْ عَلَّمَنِي ٱخْتِبَارُهُ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ ٱلَّذِينَ يَتَوَاضَعُونَ وَيَقْبَلُونَ تَأْدِيبَهُ».
تَمَثَّلْ بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ عِنْدَ مَنْحِ ٱلتَّأْدِيبِ
١٥ كَيْفَ نَنْجَحُ فِي مَنْحِ ٱلتَّأْدِيبِ؟
١٥ اَلْمُعَلِّمُ ٱلنَّاجِحُ هُوَ تِلْمِيذٌ جَيِّدٌ. (١ تي ٤:١٥، ١٦) لِذٰلِكَ يَجِبُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَمْنَحُونَ ٱلتَّأْدِيبَ فِي ٱلْبَيْتِ وَٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَقْبَلُوا هُمْ أَوَّلًا تَوْجِيهَ يَهْوَهَ. وَمِنْ خِلَالِ مَوْقِفِهِمِ ٱلْمُتَوَاضِعِ هٰذَا، يَكْسِبُونَ ٱحْتِرَامَ ٱلْآخَرِينَ وَيَتَمَتَّعُونَ بِحُرِّيَّةِ ٱلْكَلَامِ فِيمَا يُدَرِّبُونَهُمْ وَيُقَوِّمُونَهُمْ. تَأَمَّلْ فِي مِثَالِ يَسُوعَ فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ.
١٦ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ يَسُوعَ عَنِ ٱلتَّأْدِيبِ وَٱلتَّعْلِيمِ بِفَعَّالِيَّةٍ؟
مت ٢٦:٣٩) وَذَكَّرَ سَامِعِيهِ دَوْمًا أَنَّ تَعَالِيمَهُ وَحِكْمَتَهُ هِيَ مِنَ ٱللهِ. (يو ٥:١٩، ٣٠) وَلِأَنَّهُ أَظْهَرَ ٱلطَّاعَةَ وَٱلتَّوَاضُعَ، أَصْبَحَ مُعَلِّمًا مُتَعَاطِفًا وَجَذَبَ ٱلنَّاسَ إِلَيْهِ. (اقرأ متى ١١:٢٩.) فَشَجَّعَتْ كَلِمَاتُهُ ٱللَّطِيفَةُ ٱلضُّعَفَاءَ وَٱلْمُتْعَبِينَ. (مت ١٢:٢٠) فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ، بَقِيَ لَطِيفًا وَمُحِبًّا حِينَ وَاجَهَ ظُرُوفًا ٱمْتَحَنَتْ صَبْرَهُ. وَظَهَرَ ذٰلِكَ بِوُضُوحٍ حِينَ قَوَّمَ رُسُلَهُ بَعْدَمَا تَجَادَلُوا فِي مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ بَيْنَهُمْ. — مر ٩:٣٣-٣٧؛ لو ٢٢:٢٤-٢٧.
١٦ أَطَاعَ يَسُوعُ أَبَاهُ حَتَّى فِي أَصْعَبِ ٱلظُّرُوفِ. (١٧ أَيُّ صِفَاتٍ تُسَاعِدُ ٱلشُّيُوخَ أَنْ يَرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ؟
١٧ وَمِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَتَمَثَّلَ ٱلشُّيُوخُ بِٱلْمَسِيحِ حِينَ يَمْنَحُونَ ٱلتَّأْدِيبَ. فَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، يُظْهِرُونَ رَغْبَتَهُمْ أَنْ يَتْبَعُوا تَوْجِيهَ ٱللهِ وَٱبْنِهِ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ: «اِرْعَوْا رَعِيَّةَ ٱللهِ ٱلَّتِي فِي عُهْدَتِكُمْ، لَا كَرْهًا، بَلْ طَوْعًا، وَلَا مَحَبَّةً لِلرِّبْحِ غَيْرِ ٱلشَّرِيفِ، بَلْ بِٱنْدِفَاعٍ، وَلَا سَائِدِينَ عَلَى مَنْ هُمْ مِيرَاثُ ٱللهِ، بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ». (١ بط ٥:٢-٤) وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلنُّظَّارَ ٱلَّذِينَ يُذْعِنُونَ بِفَرَحٍ لِلهِ وَٱلْمَسِيحِ، رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ، يُفِيدُونَ أَنْفُسَهُمْ وَإِخْوَتَهُمْ أَيْضًا. — اش ٣٢:١، ٢، ١٧، ١٨.
١٨ (أ) مَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْوَالِدِينَ؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُهُمْ يَهْوَهُ لِيُتَمِّمُوا مَسْؤُولِيَّاتِهِمْ؟
١٨ وَمَاذَا عَنِ ٱلتَّأْدِيبِ وَٱلتَّدْرِيبِ فِي ٱلْعَائِلَةِ؟ يُوصِي ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ رُؤُوسَ ٱلْعَائِلَاتِ: «لَا تُغْضِبُوا أَوْلَادَكُمْ، بَلْ رَبُّوهُمْ دَائِمًا فِي تَأْدِيبِ يَهْوَهَ وَتَوْجِيهِهِ ٱلْفِكْرِيِّ». (اف ٦:٤) وَهَلِ ٱلتَّأْدِيبُ مُهِمٌّ فِعْلًا؟ تُظْهِرُ ٱلْأَمْثَال ١٩:١٨ أَنَّ ٱلْوَالِدِينَ ٱلَّذِينَ لَا يُؤَدِّبُونَ أَوْلَادَهُمْ يَكُونُونَ مَسْؤُولِينَ عَنْ مَوْتِهِمْ. وَيَهْوَهُ يُحَاسِبُهُمْ إِذَا لَمْ يَمْنَحُوا أَوْلَادَهُمُ ٱلتَّأْدِيبَ ٱللَّازِمَ. (١ صم ٣:١٢-١٤) لٰكِنَّهُ يُعْطِيهِمِ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْقُوَّةَ حِينَ يُصَلُّونَ إِلَيْهِ بِتَوَاضُعٍ وَيَطْلُبُونَ إِرْشَادَ كَلِمَتِهِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. — اقرأ يعقوب ١:٥.
اَلتَّأْدِيبُ يُعِدُّنَا لِنَعِيشَ بِسَلَامٍ إِلَى ٱلْأَبَدِ
١٩، ٢٠ (أ) أَيُّ بَرَكَاتٍ نَنَالُهَا حِينَ نَقْبَلُ ٱلتَّأْدِيبَ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٩ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَقْبَلَ ٱلتَّأْدِيبَ، وَأَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ حِينَ نَمْنَحُهُ لِلْآخَرِينَ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، نَنَالُ بَرَكَاتٍ لَا تُعَدُّ وَلَا تُحْصَى. فَٱلسَّلَامُ وَٱلْأَمَانُ سَيَسُودَانِ فِي عَائِلَاتِنَا وَجَمَاعَاتِنَا. وَسَنَشْعُرُ بِأَنَّنَا مَحْبُوبُونَ وَلَنَا قِيمَتُنَا. وَهٰذَا لَيْسَ سِوَى لَمْحَةٍ عَنِ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي تَنْتَظِرُنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ. (مز ٧٢:٧) فِعْلًا، يُعِدُّنَا تَأْدِيبُ يَهْوَهَ لِنَعِيشَ بِسَلَامٍ وَٱنْسِجَامٍ تَحْتَ رِعَايَتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. (اقرأ اشعيا ١١:٩.) وَإِذَا أَبْقَيْنَا ذٰلِكَ فِي بَالِنَا، نَرَى أَنَّ ٱلتَّأْدِيبَ دَلِيلٌ عَلَى مَحَبَّةِ أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ.
٢٠ وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ ٱلْمَزِيدَ عَنِ ٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْعَائِلَةِ وَٱلْجَمَاعَةِ. وَسَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُؤَدِّبُ أَوْ نَضْبُطُ أَنْفُسَنَا، وَمَاذَا يُؤْلِمُ أَكْثَرَ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ.