مقالة الدرس ١٣
عبادة يهوه تزيد فرحك
«أنتَ تَستَحِقّ، يا يَهْوَه إلهَنا، أن تَنالَ المَجدَ والكَرامَةَ والقُدرَة». — رؤ ٤:١١.
التَّرنيمَة ٣١ مع يَهْوَه نمشي
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ ماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِيَقبَلَ يَهْوَه عِبادَتَنا؟
ماذا يخطُرُ على بالِكَ حينَ تسمَعُ كَلِمَةَ «عِبادَة»؟ رُبَّما تتَخَيَّلُ أخًا مُتَواضِعًا راكِعًا قُربَ سَريرِهِ ويُصَلِّي إلى يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِه. أو رُبَّما تُفَكِّرُ في عائِلَةٍ سَعيدَة غارِقَة في دَرسِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أثناءَ عِبادَتِهِمِ العائِلِيَّة.
٢ إنَّ هذا الأخَ وتِلكَ العائِلَةَ يقومونَ بِأعمالٍ هي جُزءٌ مِن عِبادَتِهِم. فهل سيَقبَلُها يَهْوَه؟ نَعَم، شَرطَ أن يعبُدوهُ بِطَريقَةٍ تُرضيهِ وبِمَحَبَّةٍ واحتِرام. وهذا ما نُريدُ أن نفعَلَهُ جَميعًا. فنَحنُ نُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا، ونعرِفُ أنَّهُ يستَحِقُّ أن نعبُدَه. لِذلِك نُريدُ أن نُقَدِّمَ لهُ أفضَلَ عِبادَة.
٣ ماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
٣ في هذِهِ المَقالَة، سنرى أيَّ نَوعٍ مِنَ العِبادَةِ قبِلَهُ يَهْوَه في الماضي. وسَنرى أيضًا ثَمانِيَةَ مَجالاتٍ مِنَ العِبادَةِ الَّتي يقبَلُها اليَوم، وسَنُناقِشُ لِماذا نفرَحُ بِعِبادَتِه. وخِلالَ هذِهِ المُناقَشَة، جَيِّدٌ أن يُفَكِّرَ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا كَيفَ يُحَسِّنُ نَوعِيَّةَ عِبادَتِه.
العِبادَةُ الَّتي قبِلَها اللّٰهُ قَديمًا
٤ كَيفَ أظهَرَ خُدَّامُ يَهْوَه قَديمًا أنَّهُم يحتَرِمونَهُ ويُحِبُّونَه؟
٤ قَديمًا، برهَنَ رِجالٌ أُمَناءُ مِثلُ هَابِيل، أخْنُوخ، إبْرَاهِيم، وأيُّوب أنَّهُم يحتَرِمونَ يَهْوَه ويُحِبُّونَه. كَيف؟ مِن خِلالِ طاعَتِهِم، إيمانِهِم، وتَضحِياتِهِم. صَحيحٌ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ لا يُخبِرُنا كُلَّ التَّفاصيلِ عن طَريقَةِ عِبادَتِهِم، ولكنْ واضِحٌ أنَّهُم بذَلوا كُلَّ جُهدِهِم لِيُكرِموا يَهْوَه. لِذلِك قبِلَ يَهْوَه عِبادَتَهُم. لاحِقًا، أعطى يَهْوَه الشَّريعَةَ المُوسَوِيَّة لِلإسْرَائِيلِيِّين. وفي هذِهِ المَجموعَةِ المُفَصَّلَة مِنَ الشَّرائِع، أعطاهُم يَهْوَه إرشاداتٍ مُحَدَّدَة لِيُعَلِّمَهُم كَيفَ يجِبُ أن يعبُدوه.
٥ كَيفَ تغَيَّرَت طَريقَةُ العِبادَةِ بَعدَ مَوتِ يَسُوع وقِيامَتِه؟
٥ بَعدَ مَوتِ يَسُوع وقِيامَتِه، لم يعُدْ يَهْوَه يطلُبُ مِن شَعبِهِ أن يُطيعوا الشَّريعَةَ المُوسَوِيَّة. (رو ١٠:٤) بل طلَبَ مِنَ المَسيحِيِّينَ أن يُطيعوا شَريعَةً جَديدَة: «شَريعَةَ المَسِيح». (غل ٦:٢) لكنَّ هذا لَم يتَطَلَّبْ مِنهُم أن يحفَظوها غَيبًا ويَلتَزِموا بِلائِحَةٍ طَويلَة بِالمَمنوعِ والمَسموح، بل أن يتَمَثَّلوا بِيَسُوع ويَتبَعوا تَعاليمَه. واليَومَ أيضًا، يبذُلُ المَسيحِيُّونَ كُلَّ جُهدِهِم لِيَتَمَثَّلوا بِالمَسيح. وهكَذا يُرضونَ يَهْوَه و ‹يشعُرونَ بِالرَّاحَة›. — مت ١١:٢٩.
٦ كَيفَ سنستَفيدُ مِن هذِهِ المَقالَة؟
٦ فيما نُناقِشُ بَعضَ المَجالاتِ من عِبادَتِنا، اسألْ نَفْسَك: ‹أيُّ تَقَدُّمٍ حقَّقتُهُ في هذا المَجال؟ هل أقدِرُ أن أُحَسِّنَ نَوعِيَّةَ عِبادَتي؟›. طَبعًا، يجِبُ أن تفرَحَ بِالتَّقَدُّمِ الَّذي حقَّقتَه. ولكنْ علَيكَ أيضًا أن تطلُبَ مُساعَدَةَ يَهْوَه لِترى أينَ تقدِرُ أن تتَحَسَّن.
ماذا تشمُلُ عِبادَتُنا؟
٧ كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى الصَّلَواتِ الَّتي نُقَدِّمُها مِن كُلِّ القَلب؟
٧ الصَّلاة. يُشَبِّهُ الكِتابُ المُقَدَّسُ صَلَواتِنا بِالبَخورِ المُحَضَّرِ جَيِّدًا الَّذي كانَ يُقَدِّمُهُ الكَهَنَةُ في الخَيمَةِ المُقَدَّسَة ولاحِقًا في الهَيكَل. (مز ١٤١:٢) وهذا البَخورُ كانَت تتَصاعَدُ مِنهُ رائِحَةٌ تُفَرِّحُ يَهْوَه. بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، يفرَحُ يَهْوَه اليَومَ بِالصَّلَواتِ الَّتي نُقَدِّمُها لهُ مِن كُلِّ قَلبِنا، حتَّى لوِ استَعمَلنا فيها كَلِماتٍ بَسيطَة جِدًّا. (تث ٣٣:١٠؛ أم ١٥:٨) ولا شَكَّ أنَّ يَهْوَه يُحِبُّ أن يسمَعَنا نُعَبِّرُ لهُ عن مَحَبَّتِنا وشُكرِنا. فهو يُريدُ أن نُخبِرَهُ عن هُمومِنا وآمالِنا ورَغَباتِنا. فما رَأيُكَ أن تُفَكِّرَ جَيِّدًا قَبلَ أن تُصَلِّيَ في ما ستقولُهُ في صَلاتِك؟ فهكَذا ستُقَدِّمُ لِأبيكَ السَّماوِيِّ أفضَلَ «بَخور».
٨ أيُّ فُرصَةٍ مُمَيَّزَة لَدَينا لِنُسَبِّحَ يَهْوَه؟
٨ تَسبيحُ يَهْوَه. (مز ٣٤:١) نَحنُ نُسَبِّحُ يَهْوَه حينَ نتَكَلَّمُ بِتَقديرٍ عن صِفاتِهِ وأعمالِهِ الرَّائِعَة. لكنَّ التَّسبيحَ يخرُجُ مِن قَلبٍ مَليءٍ بِالشُّكر. لِذلِك علَينا أن نأخُذَ وَقتَنا لِنتَأمَّلَ في صَلاحِ يَهْوَه والأُمورِ الَّتي فعَلَها مِن أجْلِنا. وهكَذا، سيَكونُ لَدَينا دائِمًا أسبابٌ كَثيرَة لِنُسَبِّحَه. وعَمَلُ التَّبشيرِ يُعطينا فُرصَةً مُمَيَّزَة كَي نُقَدِّمَ «ذَبيحَةَ تَسبيحٍ لِلّٰه، أي ثَمَرَ شِفاه». (عب ١٣:١٥) ومِثلَما نُفَكِّرُ جَيِّدًا ماذا سنقولُ في صَلاتِنا، مُهِمٌّ أن نُفَكِّرَ جَيِّدًا ماذا سنقولُ لِلَّذينَ نُبَشِّرُهُم. فنَحنُ نُريدُ أن نُقَدِّمَ لِيَهْوَه أفضَلَ «ذَبيحَةِ تَسبيح». لِذلِك نتَكَلَّمُ مِن كُلِّ قَلبِنا عِندَما نُبَشِّرُ النَّاس.
٩ أيُّ بَرَكاتٍ ننالُها حينَ نحضُرُ الاجتِماعاتِ اليَوم، وكَيفَ لمَستَ ذلِك شَخصِيًّا؟
٩ حُضورُ الاجتِماعات. طلَبَ يَهْوَه مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا: «ثَلاثَ مَرَّاتٍ في السَّنَةِ يَأتي كُلُّ رِجالِكُم أمامَ يَهْوَه إلهِكُم إلى المَكانِ الَّذي يَختارُه». (تث ١٦:١٦) وهذا تطَلَّبَ مِنهُم أن يترُكوا بُيوتَهُم وأراضِيَهُم بِلا حِراسَة. لكنَّ يَهْوَه وعَدَهُم: «لن يَشتَهِيَ أحَدٌ بِلادَكُم حينَ تَأتونَ أمامَ يَهْوَه إلهِكُم». (خر ٣٤:٢٤) والإسْرَائِيلِيُّونَ الأُمَناءُ وثِقوا بِهذا الوَعدِ وحضَروا كُلَّ الأعيادِ السَّنَوِيَّة. وبِالنَّتيجَة، نالوا بَرَكاتٍ كَثيرَة. فقدْ فهِموا أكثَرَ شَريعَةَ اللّٰه، تأمَّلوا في صَلاحِه، وتشَجَّعوا بِعِشرَةِ باقي الإسْرَائِيلِيِّينَ الَّذينَ يُحِبُّونَ يَهْوَه. (تث ١٦:١٥) واليَومَ أيضًا، ننالُ بَرَكاتٍ مُماثِلَة عِندَما نُضَحِّي لِنحضُرَ الاجتِماعاتِ المَسيحِيَّة. وفكِّرْ كم يفرَحُ يَهْوَه حينَ نُشارِكُ فيها ونُقَدِّمُ أجوِبَةً مُختَصَرَة ومُحَضَّرَة جَيِّدًا.
١٠ لِماذا التَّرانيمُ هي جُزءٌ مُهِمٌّ مِن عِبادَتِنا؟
١٠ التَّرانيم. (مز ٢٨:٧) كانَتِ التَّرانيمُ جُزءًا مُهِمًّا مِن عِبادَةِ الإسْرَائِيلِيِّينَ قَديمًا. فالمَلِكُ دَاوُد عيَّنَ ٢٨٨ لَاوِيًّا لِيُرَنِّموا في الهَيكَل. (١ أخ ٢٥:١، ٦-٨) واليَوم، لا تزالُ التَّرانيمُ جُزءًا مُهِمًّا مِن عِبادَتِنا. فمِن خِلالِها، نُعَبِّرُ عن مَحَبَّتِنا لِيَهْوَه ونُسَبِّحُه. ولكنْ ماذا لَو لم يكُنْ صَوتُنا جَميلًا؟ لا يجِبُ أن يُقلِقَنا ذلِك. فكِّرْ في هذا: عِندَما نتَكَلَّم، «نَحنُ جَميعًا نُخطِئُ مَرَّاتٍ كَثيرَة». (يع ٣:٢) لكنَّ ذلِك لا يمنَعُنا مِنَ الكَلامِ في الجَماعَةِ والخِدمَة. بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، لا يجِبُ أن نتَوَقَّفَ عنِ التَّرنيمِ وتَسبيحِ يَهْوَه لِأنَّ صَوتَنا لَيسَ جَميلًا.
١١ حَسَبَ المَزْمُور ٤٨:١٣، لِماذا يجِبُ أن نُخَصِّصَ وَقتًا لِندرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ كعائِلَة؟
١١ دَرسُ كَلِمَةِ اللّٰهِ وتَعليمُ أولادِنا عنه. كانَ الإسْرَائِيلِيُّونَ يَومَ السَّبت يرتاحونَ مِن أعمالِهِمِ اليَومِيَّة ويُرَكِّزونَ على عَلاقَتِهِم بِيَهْوَه. (خر ٣١:١٦، ١٧) أيضًا، علَّم الإسْرَائِيلِيُّونَ الأُمَناءُ أولادَهُم عن يَهْوَه وصَلاحِه. وماذا عنَّا اليَوم؟ يجِبُ أن نُخَصِّصَ الوَقتَ لِنقرَأَ كَلِمَةَ اللّٰهِ وندرُسَها. فهذا جُزءٌ مِن عِبادَتِنا لِيَهْوَه ويُساعِدُنا أن نقتَرِبَ إلَيه. (مز ٧٣:٢٨) أيضًا، يجِبُ أن ندرُسَ الكِتابَ المُقَدَّسَ معًا كعائِلَة. وهكَذا نُساعِدُ جيلًا جَديدًا، أولادَنا، لِيَصيرَ لَدَيهِم عَلاقَةٌ قَوِيَّة بِأبينا السَّماوِيِّ المُحِبّ. — إقرإ المزمور ٤٨:١٣.
١٢ كَيفَ نظَرَ يَهْوَه إلى عَمَلِ بِناءِ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة، وماذا نتَعَلَّمُ مِن ذلِك؟
١٢ بِناءُ وصِيانَةُ أماكِنِ العِبادَة. يقولُ الكِتابُ المُقَدَّسُ إنَّ عَمَلَ بِناءِ الخَيمَةِ المُقَدَّسَة وكُلِّ تَجهيزاتِها كانَ ‹عَمَلًا مُقَدَّسًا›. (خر ٣٦:١، ٤) واليَومَ أيضًا، يعتَبِرُ يَهْوَه بِناءَ قاعاتِ المَلَكوتِ والمَباني الثِّيوقراطِيَّة الأُخرى خِدمَةً مُقَدَّسَة. وبَعضُ الإخوَةِ يُخَصِّصونَ وَقتًا كَبيرًا لِيُشارِكوا في هذا النَّوعِ مِنَ الخِدمَة. ونَحنُ نُقَدِّرُ كَثيرًا دَعمَهُمُ الكَبيرَ لِعَمَلِ مَملَكَةِ اللّٰه. طَبعًا، يُشارِكُ هؤُلاءِ الإخوَةُ أيضًا في عَمَلِ التَّبشير. حتَّى إنَّ بَعضَهُم يُحِبُّونَ أن يصيروا فاتِحين. لِذلِك عِندَما يُقَدِّمونَ طَلَبًا لِلفَتحِ العادِيّ، لا يجِبُ أن يتَرَدَّدَ الشُّيوخُ في تَعيينِ هؤُلاءِ الإخوَةِ المُجتَهِدين. وهكَذا يُظهِرُ الشُّيوخُ أنَّهُم يدعَمونَ أعمالَ البِناءِ المُقَدَّسَة. ولْنتَذَكَّرْ أنَّنا سَواءٌ كُنَّا ماهِرينَ في عَمَلِ البِناءِ أو لا، نقدِرُ جَميعًا أن نُشارِكَ في تَنظيفِ المَباني الثِّيوقراطِيَّة وإبقائِها في حالَةٍ جَيِّدَة.
١٣ ماذا تُظهِرُ تَبَرُّعاتُنا؟
١٣ التَّبَرُّعاتُ لِدَعمِ عَمَلِ مَملَكَةِ اللّٰه. طلَبَ يَهْوَه مِنَ الإسْرَائِيلِيِّينَ أن لا يأتوا أمامَهُ خِلالَ الأعيادِ السَّنَوِيَّة وأيدِيهِم فارِغَة. (تث ١٦:١٦) فكانَ علَيهِم أن يُحضِروا هَدِيَّةً حَسَبَ قُدرَتِهِم. وهكَذا، يُظهِرونَ أنَّهُم يُقَدِّرونَ التَّرتيباتِ الَّتي عمِلَها يَهْوَه لِيُقَوِّيَهُم روحِيًّا. ونَحنُ أيضًا نُريدُ أن نُعَبِّرَ لِيَهْوَه عن مَحَبَّتِنا وتَقديرِنا لِلطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي ننالُه. فكَيفَ نفعَلُ ذلِك؟ إحدى الطُّرُقِ هي حينَ نتَبَرَّعُ حَسَبَ قُدرَتِنا لِندعَمَ جَماعَتَنا والعَمَلَ العالَمِيّ. كتَبَ الرَّسولُ بُولُس: «الاستِعداد، إذا وُجِدَ أوَّلًا، يكونُ مَقبولًا خُصوصًا على حَسَبِ ما لِلشَّخص، لا على حَسَبِ ما لَيسَ له». (٢ كو ٨:٤، ١٢) فيَهْوَه يُقَدِّرُ كَثيرًا أيَّ تَبَرُّعٍ نُقَدِّمُهُ مِن كُلِّ قَلبِنا، مَهما كانَ صَغيرًا. — مر ١٢:٤٢-٤٤؛ ٢ كو ٩:٧.
١٤ حَسَبَ الأمْثَال ١٩:١٧، كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى المُساعَدَةِ الَّتي نُقَدِّمُها لِإخوَتِنا؟
١٤ مُساعَدَةُ إخوَتِنا وَقتَ الحاجَة. وعَدَ يَهْوَه الإسْرَائِيلِيِّينَ أن يُبارِكَهُم إذا ساعَدوا الفُقَراءَ بِكَرَم. (تث ١٥:٧، ١٠) واليَومَ أيضًا، عِندَما نُساعِدُ إخوَتَنا المُحتاجين، يعتَبِرُ يَهْوَه ذلِك دَينًا علَيه. (إقرإ الأمثال ١٩:١٧.) وعِندَما أرسَلَ المَسيحِيُّونَ في فِيلِبِّي هَدِيَّةً إلى بُولُس وهو في السِّجن، قالَ بُولُس إنَّها «ذَبيحَةٌ مَقبولَة تُرْضي اللّٰه». (في ٤:١٨) لِذلِك فكِّرْ في الإخوَةِ في جَماعَتِكَ واسألْ نَفْسَك: ‹مَن يحتاجُ إلى المُساعَدَة؟›. ويَهْوَه سيَفرَحُ كَثيرًا عِندَما يرانا نستَعمِلُ وَقتَنا، طاقَتَنا، مَهاراتِنا، ومُمتَلَكاتِنا لِنُساعِدَ إخوَتَنا وَقتَ الحاجَة. وهو يعتَبِرُ ذلِك جُزءًا مِن عِبادَتِنا له. — يع ١:٢٧.
عِبادَةُ يَهْوَه تُفَرِّحُنا
١٥ لِماذا عِبادَةُ يَهْوَه لَيسَت عِبئًا، مع أنَّها تتَطَلَّبُ الوَقتَ والجُهد؟
١٥ صَحيحٌ أنَّ عِبادَةَ يَهْوَه تتَطَلَّبُ الوَقتَ والجُهد، لكنَّها لَيسَت عِبئًا علَينا. (١ يو ٥:٣) لِماذا نقولُ ذلِك؟ نَحنُ نعبُدُ يَهْوَه لِأنَّنا نُحِبُّه. تخَيَّلْ مَثَلًا وَلَدًا يُريدُ أن يُعطِيَ أباهُ شَيئًا. فيُمضي الوَلَدُ ساعاتٍ وهو يرسُمُ رَسمَةً لِأبيه. لكنَّهُ لا يندَمُ أبَدًا على هذا الوَقت. فهو يُحِبُّ أباه، ويَفرَحُ عِندَما يُعطيهِ هذِهِ الهَدِيَّة. بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، نَحنُ نُحِبُّ يَهْوَه كَثيرًا. لِذلِك نفرَحُ حينَ نُضَحِّي بِوَقتِنا وجُهدِنا لِنعبُدَهُ مِثلَما يُريد.
١٦ حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ٦:١٠، كَيفَ ينظُرُ يَهْوَه إلى الجُهدِ الَّذي يبذُلُهُ كُلُّ واحِدٍ مِنَّا؟
١٦ لا يتَوَقَّعُ الوالِدونَ المُحِبُّونَ نَفْسَ الهَدِيَّةِ مِن كُلِّ واحِدٍ مِن أولادِهِم. فهُم يعرِفونَ أنَّ كُلَّ وَلَدٍ لَدَيهِ ظُروفُهُ وشَخصِيَّتُه. بِطَريقَةٍ مُشابِهَة، يتَفَهَّمُ أبونا السَّماوِيُّ ظُروفَ كُلِّ واحِدٍ مِنَّا. فرُبَّما تقدِرُ أن تُقَدِّمَ لهُ أكثَرَ مِن أشخاصٍ كَثيرينَ تعرِفُهُم وتُحِبُّهُم. أو رُبَّما تشعُرُ أنَّكَ لا تُقَدِّمُ لهُ الكَثيرَ بِسَبَبِ عُمرِكَ أو صِحَّتِكَ أو مَسؤولِيَّاتِكَ العائِلِيَّة. في هذِهِ الحالَة، لا تَيأس. (غل ٦:٤) فيَهْوَه لن ينسى أبَدًا ما تُقَدِّمُهُ لهَ أنت. (إقرإ العبرانيين ٦:١٠.) بل سيَكونُ راضِيًا عنكَ ما دُمتَ تُقَدِّمُ لهُ أفضَلَ ما لَدَيكَ وبِدافِعٍ صَحيح. وتذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يرى حتَّى نَواياك. وهو يُريدُ أن تفرَحَ بِما تقدِرُ أن تُقَدِّمَه.
١٧ (أ) ماذا نفعَلُ إذا كُنَّا نستَصعِبُ بَعضَ المَجالاتِ في عِبادَتِنا؟ (ب) كَيفَ استَفَدتَ حينَ اجتَهَدتَ في أحَدِ المَجالاتِ المَرسومَة في الإطار « زِدْ فَرَحَك»؟
١٧ ولكنْ ماذا لَو كُنتَ تستَصعِبُ بَعضَ المَجالاتِ من عِبادَتِك، كالدَّرسِ الشَّخصِيِّ أوِ الخِدمَةِ العَلَنِيَّة؟ على الأرجَح، كُلَّما اشتَرَكتَ في هذِهِ المَجالات، استَمتَعتَ بها واستَفَدتَ مِنها أكثَر. لِنوضِحَ الفِكرَة، سنُشَبِّهُ عِبادَتَنا بِبَعضِ النَّشاطات، كالتَّمارينِ الرِّياضِيَّة أوِ العَزفِ على آلَةٍ موسيقِيَّة. فإذا كُنَّا نادِرًا ما نتَمَرَّن، فلن نتَقَدَّمَ كَثيرًا. لكنَّ الوَضعَ يختَلِفُ إذا تمَرَّنَّا كُلَّ يَوم. فرُبَّما نبدَأُ بِفَتَراتٍ قَصيرَة، ثُمَّ نُطيلُها تَدريجِيًّا. وعِندَما نرى كم تقَدَّمنا، سنتَمَتَّعُ بِهذِهِ التَّمارينِ وننتَظِرُها بِشَوق. فما رَأيُكُ أن تُطَبِّقَ الأمرَ نَفْسَهُ على المَجالاتِ الَّتي تستَصعِبُها في عِبادَتِك؟
١٨ كَيفَ نُحَقِّقُ الهَدَفَ مِن وُجودِنا، وماذا تكونُ النَّتيجَة؟
١٨ عِندَما نعبُدُ يَهْوَه مِن كُلِّ قَلبِنا، نُحَقِّقُ الهَدَفَ مِن وُجودِنا. وبِالنَّتيجَة، نعيشُ الآنَ حَياةً سَعيدَة ولها مَعنًى، ويَكونُ لَدَينا رَجاءٌ أن نستَمِرَّ في عِبادَةِ يَهْوَه إلى الأبَد. (أم ١٠:٢٢) أيضًا، نكونُ مُطمَئِنِّينَ لِأنَّنا نعرِفُ أنَّ يَهْوَه لن يترُكَ الَّذينَ يعبُدونَهُ خِلالَ المَشاكِل. (إش ٤١:٩، ١٠) إذًا، لَدَينا أسبابٌ كَثيرَة لِنستَمِرَّ في عِبادَةِ إلهِنا المُحِبِّ الَّذي يستَحِقُّ أن ينالَ «المَجدَ والكَرامَةَ والقُدرَةَ» مِن كُلِّ خَليقَتِه. — رؤ ٤:١١.
التَّرنيمَة ٢٤ هَيَّا نصعَدُ جَبَلَ بَيتِ يَهْوَه!
^ الفقرة 5 يستَحِقُّ يَهْوَه أن نعبُدَهُ لِأنَّهُ خلَقَ كُلَّ الأشياء. ولكنْ كَي يقبَلَ يَهْوَه الأعمالَ الَّتي نقومُ بها خِلالَ عِبادَتِه، علَينا أن نُطيعَ شَرائِعَهُ ونعيشَ حَسَبَ مَبادِئِه. وفي هذِهِ المَقالَة، سنُناقِشُ ثَمانِيَةَ مَجالاتٍ مِن عِبادَتِنا. وسَنرى كَيفَ نتَحَسَّنُ في هذِهِ المَجالات، ولِماذا يزيدُ ذلِك فَرَحَنا.