مقالة الدرس ١٩
لا تشك ابدا في يسوع
«سَلامٌ وافِرٌ لِمُحِبِّي شَريعَتِك، ولَيسَ لهُم مَعثَرَة». — مز ١١٩:١٦٥.
التَّرنيمَة ١٢٢ كونوا راسِخينَ غَيرَ مُتَزَعزِعين!
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١-٢ ماذا قالَ أحَدُ الكُتَّاب، وماذا سنرى في هذِهِ المَقالَة؟
مَلايينُ النَّاسِ اليَومَ يقولونَ إنَّهُم يُؤْمِنونَ بِيَسُوع، لكنَّهُم لا يُطيعونَ تَعاليمَه. (٢ تي ٤:٣، ٤) حتَّى إنَّ كاتِبًا قال: «ماذا لَو أتى يَسُوع اليَومَ وعلَّمَنا نَفْسَ الأشياءِ الَّتي علَّمَها في الماضي؟ . . . هل سنرفُضُهُ مِثلَما فعَلنا قَبلَ ألفَي سَنَة؟ الجَوابُ عُمومًا هو نَعَم».
٢ في القَرنِ الأوَّل، سمِعَ كَثيرونَ تَعاليمَ يَسُوع ورأَوْا عَجائِبَه. مع ذلك، شكُّوا أنَّهُ المَسِيَّا ورفَضوه. لِماذا؟ رأيْنا في المَقالَةِ السَّابِقَة أربَعَةَ أسباب. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى أربَعَةَ أسبابٍ إضافِيَّة. وسَنُناقِشُ أيضًا لِماذا يرفُضُ النَّاسُ اليَومَ أتباعَ يَسُوع، وكَيفَ نُقَوِّي إيمانَنا كَي لا نتَأثَّرَ بهِم.
(١) لم يكُنْ مُتَحَيِّزًا
٣ لِمَ رفَضَ البَعضُ يَسُوع؟
٣ حينَ كانَ يَسُوع على الأرض، لم يُمَيِّزْ بَينَ النَّاس. فقدْ قبِلَ عَزائِمَ مِنَ الأغنِياءِ وأصحابِ السُّلطَة، وأمضى وَقتًا كَثيرًا معَ الفُقَراءِ والمَساكين. كما تعاطَفَ معَ الَّذينَ كانوا يُعتَبَرونَ «خُطاة». لكنَّ هذا لم يُعجِبْ بَعضَ الأشخاصِ المُتَكَبِّرين. فرفَضوا يَسُوع وقالوا لِتَلاميذِه: «لِماذا تأكُلونَ وتشرَبونَ مع جُباةِ ضَرائِبَ وخُطاة؟». فأجابَهُم يَسُوع: «لا يحتاجُ الأصِحَّاءُ إلى طَبيب، بلِ السُّقَماء. ما جِئتُ لِأدعُوَ أبرارًا، بل خُطاةً إلى التَّوبَة». — لو ٥:٢٩-٣٢.
٤ ماذا كانَ يجِبُ أن يتَوَقَّعَ اليَهُودُ حَسَبَ نُبُوَّةِ إشَعْيَا؟
اش ٥٣:٣) إذًا، كانَ يجِبُ أن يتَوَقَّعَ اليَهُودُ أن يكونَ يَسُوع ‹مُحتَقَرًا ومَنبوذًا مِنَ النَّاس›.
٤ ماذا تقولُ النُّبُوَّات؟ قَبلَ أن يأتِيَ المَسِيَّا بِوَقتٍ طَويل، أنبَأ إشَعْيَا أنَّ العالَمَ سيرفُضُه. قال: «مُحتَقَرٌ ومَنبوذٌ مِنَ النَّاسِ . . . ومِثلُ مَن يُستَرُ وَجهُهُ عنَّا. أُحتُقِرَ فرذَلناه». (٥ كَيفَ ينظُرُ كَثيرونَ اليَومَ إلى أتباعِ يَسُوع؟
٥ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم. فرِجالُ الدِّينِ يفرَحونَ حينَ ينضَمُّ إلى كَنائِسِهِم أشخاصٌ مُهِمُّونَ في نَظَرِ المُجتَمَع، مِثلُ الأغنِياءِ والمُثَقَّفينَ وأصحابِ السُّلطَة. وكَثيرًا ما يتَغاضَونَ عن أخلاقِهِم وتَصَرُّفاتِهِمِ الَّتي لا تُرضي الله. بِالمُقابِل، يحتَقِرونَ شُهودَ يَهْوَه المُستَقيمينَ لِأنَّهُم غَيرُ مُهِمِّينَ في نَظَرِ النَّاس. فمِثلَما قالَ بُولُس، ‹اختارَ اللهُ الَّذينَ يستَهينُ بهِمِ العالَم›. (١ كو ١:٢٦-٢٩) ولكنْ مَهما كانَت نَظرَةُ النَّاس، يعتَبِرُ يَهْوَه كُلَّ خُدَّامِهِ ثَمينينَ جِدًّا.
٦ ماذا قالَ يَسُوع في مَتَّى ١١:٢٥، ٢٦، وكَيفَ نتَمَثَّلُ به؟
٦ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ (إقرأ متى ١١:٢٥، ٢٦.) لا تتَأثَّرْ بِنَظرَةِ العالَمِ إلى شُهودِ يَهْوَه. تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه لا يستَخدِمُ إلَّا الأشخاصَ المُتَواضِعينَ ليعمَلَ مَشيئَتَه. (مز ١٣٨:٦) ولاحِظِ العَمَلَ الضَّخمَ الَّذي يُنجِزُهُ بِواسِطَتِهِم، مع أنَّ العالَمَ لا يعتَبِرُهُم ‹حُكَماءَ ومُفَكِّرين›.
(٢) فضَحَ الأفكارَ الخاطِئَة
٧ لِمَ فضَحَ يَسُوع الفَرِّيسِيِّين، وكَيفَ كانَت رَدَّةُ فِعلِهِم؟
٧ فضَحَ يَسُوع بِشَجاعَةٍ نِفاقَ رِجالِ الدِّين. مَثَلًا، أدانَ الفَرِّيسِيِّينَ لأنَّهُم اهتَمُّوا بِطَريقَةِ غَسلِ أيْديهِم أكثَرَ مِنَ الاعتِناءِ بِوالِديهِم. (مت ١٥:١-١١) لكنَّ تَلاميذَ يَسُوع استَغرَبوا كَلامَه، وقالوا له: «هل تعرِفُ أنَّ الفَرِّيسِيِّينَ انزَعَجوا كَثيرًا لمَّا سَمِعوا ما قُلتَه؟». فأجابَهُم: «كُلُّ نَبتَةٍ لم يزرَعْها أبي السَّماوِيُّ تُقتَلَعُ مِن جُذورِها. أُترُكوهُم. إنَّهُم قادَةٌ عُميان. وإذا كانَ أعْمى يقودُ أعْمى، يقَعُ الاثنانِ في حُفرَة». (مت ١٥:١٢-١٤) فيَسُوع قالَ الحَقَّ ولم يخَفْ مِن غَضَبِ رِجالِ الدِّين.
٨ كَيفَ فضَحَ يَسُوع التَّعاليمَ الخاطِئَة؟
٨ أيضًا، فضَحَ يَسُوع التَّعاليمَ الدِّينِيَّة الخاطِئَة، وأوضَحَ أنَّ يَهْوَه لا يرضى عن كُلِّ التَّعاليم. فقدْ ذكَرَ أنَّ أشخاصًا كَثيرينَ يسيرونَ في طَريقٍ سَهلٍ يُؤَدِّي إلى الهَلاك، بَينَما يسيرُ قَليلونَ فَقَط على الطَّريقِ الصَّعبِ الَّذي يُؤَدِّي إلى الحَياة. (مت ٧:١٣، ١٤) كما حذَّر مِن الأشخاصِ الَّذينَ يتَظاهَرونَ بِأنَّهُم يخدُمونَ الله. قال: «إحذَروا مِنَ الأنبِياءِ الكَذَّابينَ الَّذينَ يَأتونَ إلَيكُم ويتَظاهَرونَ بِأنَّهُم خِراف، لكنَّهُم في الدَّاخِلِ ذِئابٌ مُفتَرِسَة. مِن ثِمارِهِم تُمَيِّزونَهُم». — مت ٧:١٥-٢٠.
٩ ما هي بَعضُ التَّعاليمِ الخاطِئَة الَّتي فضَحَها يَسُوع؟
٩ ماذا تقولُ النُّبُوَّات؟ أنبَأ الكِتابُ المُقَدَّسُ أنَّ مز ٦٩:٩؛ يو ٢:١٤-١٧) وهذِهِ المَحَبَّةُ دفَعَت يَسُوع أن يفضَحَ نِفاقَ رِجالِ الدِّينِ وتَعاليمَهُمُ الخاطِئَة. مَثَلًا، آمَنَ الفَرِّيسِيُّونَ أنَّ النَّفْسَ خالِدَة، بَينَما علَّمَ يَسُوع أنَّ الأمواتَ نائِمون. (يو ١١:١١) وفي حينِ لم يُؤْمِنِ الصَّدُّوقِيُّونَ بِالقِيامَة، أقامَ يَسُوع صَديقَهُ لِعَازَر. (يو ١١:٤٣، ٤٤؛ اع ٢٣:٨) وفيما اعتَقَدَ الفَرِّيسِيُّونَ أنَّ القَدَرَ يتَحَكَّمُ في حَياةِ النَّاس، علَّمَ يَسُوع أنَّ كُلَّ إنسانٍ يختارُ هل يخدُمُ اللهَ أم لا. — مت ١١:٢٨.
المَسِيَّا ستكونُ لَدَيهِ مَحَبَّةٌ شَديدَة لِبَيتِ يَهْوَه. (١٠ لِمَ يرفُضُنا كَثيرون؟
١٠ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم. فكَثيرونَ يرفُضونَنا لِأنَّنا نفضَحُ التَّعاليمَ الخاطِئَة بِواسِطَةِ الكِتابِ المُقَدَّس. مَثَلًا، يُعَلِّمُ رِجالُ الدِّينِ أنَّ اللهَ يُعَذِّبُ الأشرارَ في جَهَنَّم. وهُم يستَغِلُّونَ هذِهِ الكِذبَةَ كَي يتَحَكَّموا بِالنَّاس. لكنَّنا نعرِفُ أنَّ إلهَنا مُحِبّ، ونفضَحُ هذِهِ الكِذبَة. أيضًا، يُعَلِّمُ رِجالُ الدِّينِ أنَّ النَّفْسَ خالِدَة. ولَو كانَ هذا صَحيحًا، فلا داعِيَ لِلقِيامَة. لكنَّنا نكشِفُ لِلنَّاسِ أنَّ هذِهِ العَقيدَةَ تتَعارَضُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس. وبَينَما تُعَلِّمُ أديانٌ كَثيرَة عَقيدَةَ القَضاءِ والقَدَر، نَحنُ نُعَلِّمُ أنَّ اللهَ أعطانا الحُرِّيَّةَ لِنُقَرِّرَ هل نخدُمُهُ أم لا. فلا عَجَبَ أن يغضَبَ رِجالُ الدِّينِ مِن تَعاليمِنا.
١١ حَسَبَ كَلِماتِ يَسُوع في يُوحَنَّا ٨:٤٥-٤٧، ماذا يُريدُ اللهُ مِن شَعبِه؟
١١ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ إذا كُنتَ تُحِبُّ الحَقّ، فسَتُؤْمِنُ بِكَلامِ اللهِ وتُطيعُه. (إقرأ يوحنا ٨:٤٥-٤٧.) وبِعَكسِ الشَّيْطَان، ستَثبُتُ في الحَقّ. ولن تُسايِرَ أبَدًا على حِسابِ مُعتَقَداتِك. (يو ٨:٤٤) فاللهُ يُريدُ مِن شَعبِهِ أن يكرَهوا الشَّرَّ ويُحِبُّوا الخَير، تَمامًا مِثلَما فعَلَ يَسُوع. — رو ١٢:٩؛ عب ١:٩.
(٣) كانَ مُضطَهَدًا
١٢ لِأيِّ سَبَبٍ آخَرَ رفَضَ يَهُودٌ كَثيرونَ يَسُوع؟
١٢ ذكَرَ بُولُس سَبَبًا آخَرَ جعَلَ اليَهُودَ يرفُضونَ يَسُوع. قال: «نكرِزُ بِالمَسيحِ مُعَلَّقًا على خَشَبَة، وهذا مَعثَرَةٌ لِليَهُود». (١ كو ١:٢٣) فلِأنَّ يَسُوع ماتَ على خَشَبَة، شعَرَ يَهُودٌ كَثيرونَ أنَّهُ مُجرِمٌ وخاطِئ، وبِالتَّالي لا يُمكِنُ أن يكونَ المَسِيَّا. — تث ٢١:٢٢، ٢٣.
١٣ أيَّةُ حَقيقَةٍ تجاهَلَها الَّذينَ رفَضوا يَسُوع؟
١٣ اليَهُودُ الَّذينَ رفَضوا يَسُوع تَجاهَلوا حَقيقَةً مُهِمَّة: إنَّهُ بَريءٌ ومَظلوم. فمُحاكَمَتُهُ كانَت مَسخَرَة. فالقُضاةُ اجتَمَعوا بِسُرعَةٍ في اللَّيل، وخالَفوا كُلَّ الإجراءاتِ القانونِيَّة. (لو ٢٢:٥٤؛ يو ١٨:٢٤) وبَدَلَ أن يسمَعوا بِمَوضوعِيَّةٍ التُّهَمَ والأدِلَّةَ المُوَجَّهَة ضِدَّ يَسُوع، فتَّشوا هُم بِأنْفُسِهِم عمَّن «يشهَدُ بِالكَذِبِ على يَسُوع كَي يقتُلوه». وحينَ فشِلوا، حاوَلوا أن يوقِعوهُ بِالكَلامِ كَي يحكُموا عَلَيه. وهذا تَجاهُلٌ واضِحٌ لِلقانون. (مت ٢٦:٥٩؛ مر ١٤:٥٥-٦٤) حتَّى بَعدَما قامَ يَسُوع مِنَ المَوت، استَمَرَّ هؤُلاءِ القُضاةُ الأشرارُ في الاحتِيَال. فقدْ أعطَوا «مَبلَغًا كَبيرًا مِنَ الفِضَّةِ» لِلجُنودِ الرُّومَانِ كَي ينشُروا قِصَّةً كاذِبَة عنِ القَبرِ الفارِغ. — مت ٢٨:١١-١٥.
١٤ ماذا قالَت نُبُوَّةٌ عن مَوتِ المَسِيَّا؟
١٤ ماذا تقولُ النُّبُوَّات؟ بِعَكسِ تَوَقُّعاتِ يَهُودٍ كَثيرين، ذكَرَت نُبُوَّةٌ عنِ المَسِيَّا: «سكَبَ لِلمَوتِ اش ٥٣:١٢) إذًا، ما كانَ يجِبُ أن يستَغرِبَ اليَهُودُ أن يموتَ يَسُوع كَشَخصٍ خاطِئ.
نَفْسَه، وأُحصِيَ معَ المُتَعَدِّين. وهو حمَلَ خَطِيَّةَ كَثيرين». (١٥ أيُّ ظُلمٍ نتَعَرَّضُ لهُ ويرفُضُنا البَعضُ بِسَبَبِه؟
١٥ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم، بِالتَّأكيد. فمِثلَ يَسُوع، يتَعَرَّضُ شُهودُ يَهْوَه لِلاضطِهادِ ويُحكَمُ علَيهِم ظُلمًا. مَثَلًا في الثَّلاثيناتِ والأربَعينات، وقَفنا أمامَ مَحاكِمَ كَثيرَة في الوِلَايَاتِ المُتَّحِدَة لِنُدافِعَ عن حُرِّيَّتِنا في العِبادَة. وكانَ واضِحًا جِدًّا أنَّ بَعضَ القُضاةِ مُتَحَيِّزونَ ضِدَّنا. وفي كِيبَك بِكَنَدَا، تعاوَنَتِ الكَنيسَةُ والحُكومَةُ معًا لِإيقافِ عَمَلِنا. فسُجِنَ إخوَةٌ كَثيرونَ لِمُجَرَّدِ أنَّهُم يُخبِرونَ جِيرانَهُم عن مَملَكَةِ الله. وفي ألْمَانِيَا، أعدَمَ النَّازِيُّونَ عَدَدًا مِن إخوَتِنا الشُّبَّان. في السَّنَواتِ الأخيرَة أيضًا، أدانَتِ الحُكومَةُ الرُّوسِيَّة إخوَةً عَديدينَ وسجَنَتهُم لِأنَّهُم يتَحَدَّثونَ عنِ الكِتابِ المُقَدَّس. فقدِ اعتَبَرَت عَمَلَهُم هذا «مُتَطَرِّفًا». كما حظَرَت تَرجَمَةَ العالَمِ الجَديدِ بِاللُّغَةِ الرُّوسِيَّة، واعتَبَرَتها «مُتَطَرِّفَةً» لِأنَّها تستَخدِمُ اسْمَ يَهْوَه.
١٦ حَسَبَ ١ يُوحَنَّا ٤:١، لِمَ يجِبُ أن نحذَرَ مِنَ الأكاذيبِ عن شَعبِ يَهْوَه؟
١٦ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ إعرِفِ الحَقيقَة. ففي المَوعِظَةِ على الجَبَل، حذَّرَ يَسُوع سامِعيهِ أنَّ البَعضَ سيقولونَ عنهُم «أكاذيبَ شِرِّيرَة كَثيرَة». (مت ٥:١١) ومَصدَرُ هذِهِ الأكاذيبِ هوَ الشَّيْطَان. فهو يدفَعُ المُقاوِمينَ لِينشُروا أكاذيبَ خَبيثَة عنِ الَّذينَ يُحِبُّونَ الحَقّ. (رؤ ١٢:٩، ١٠) فارفُضْ هذِهِ الأكاذيب، ولا تسمَحْ لها أن تُخيفَكَ أو تُضعِفَ إيمانَك. — إقرأ ١ يوحنا ٤:١.
(٤) تعَرَّضَ لِلخِيانَةِ وتخَلَّى عنهُ أصدِقاؤُه
١٧ كَيفَ رُبَّما تأثَّرَ البَعضُ بِما حدَثَ مع يَسُوع في لَيلَتِهِ الأخيرَة؟
١٧ لاحِظْ ما حصَلَ مع يَسُوع في آخِرِ لَيلَةٍ مِن حَياتِهِ على الأرض. فقدْ خانَهُ أحَدُ رُسُلِهِ الـ ١٢. وأنكَرَهُ رَسولٌ آخَرُ ثَلاثَ مَرَّات. كما تخَلَّى عنهُ باقي الرُّسُل. (مت ٢٦:١٤-١٦، ٤٧، ٥٦، ٧٥) إلَّا أنَّ يَسُوع لم يتَفاجَأْ بِذلِك. فهو تنَبَّأ أنَّ هذا سيحدُث. (يو ٦:٦٤؛ ١٣:٢١، ٢٦، ٣٨؛ ١٦:٣٢) ولكنْ رُبَّما انصَدَمَ البَعضُ مِن تَصَرُّفِ الرُّسُل، وقالوا: ‹لا نُريدُ أبَدًا أن ننضَمَّ إلى أشخاصٍ كهؤُلاء›. وبِالنَّتيجَة، رفَضوا يَسُوع.
١٨ أيَّةُ نُبُوَّاتٍ تمَّت قَبلَ مَوتِ يَسُوع؟
١٨ ماذا تقولُ النُّبُوَّات؟ قَبلَ مِئاتِ السِّنين، أنبَأ يَهْوَه أنَّ المَسِيَّا سيتَعَرَّضُ لِلخِيانَةِ مُقابِلَ ٣٠ قِطعَةً مِنَ الفِضَّة، وأنَّ الخائِنَ سيكونُ أحَدَ أصدِقائِه. (مز ٤١:٩؛ زك ١١:١٢، ١٣) كما كتَبَ النَّبِيُّ زَكَرِيَّا: «إضرِبِ الرَّاعِيَ فتتَفَرَّقَ الرَّعِيَّة». (زك ١٣:٧) لِذا بَدَلَ أن يشُكَّ الأشخاصُ المُستَقيمونَ في يَسُوع، كانَ سيقوَى إيمانُهُم حينَ يَرَوْنَ تِلكَ النُّبُوَّاتِ تتِمُّ فيه.
١٩ ماذا يعرِفُ الأشخاصُ المُستَقيمون؟
١٩ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم. فبَعضُ الإخوَةِ المَعروفينَ ترَكوا الحَقَّ وصاروا مُرتَدِّين. وهُم يُحاوِلونَ أن يُؤَثِّروا على غَيرِهِم. فينشُرونَ على الإنتِرنِت وَوَسائِلِ الإعلامِ تَقاريرَ سَلبِيَّة، قِصَصًا مُشَوَّهَة، وإشاعاتٍ كاذِبَة عن شُهودِ يَهْوَه. لكنَّ الأشخاصَ المُستَقيمينَ لا ينخَدِعونَ بِهذِهِ الخَبْرِيَّات، بل يعرِفونَ أنَّ الكِتابَ المُقَدَّسَ أنبَأ عن هؤُلاءِ المُرتَدِّين. —٢٠ ماذا يجِبُ أن تفعَلَ كَي لا تتَأثَّرَ بِالَّذينَ يترُكونَ الحَقّ؟ (٢ تيموثاوس ٤:٤، ٥)
٢٠ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ أُدرُسِ الكِتابَ المُقَدَّسَ بِانتِظام، صلِّ بِاستِمرار، واجتَهِدْ في العَمَلِ الَّذي أعطاهُ لنا يَهْوَه. (إقرأ ٢ تيموثاوس ٤:٤، ٥.) عِندَئِذٍ، سيُساعِدُكَ الإيمانُ أن لا ترتَعِبَ حينَ تسمَعُ تَقاريرَ سَلبِيَّة. (اش ٢٨:١٦) وسَتُساعِدُكَ مَحَبَّتُكَ لِيَهْوَه ولِكَلِمَتِهِ ولِلإخوَةِ أنْ لا تنخَدِعَ بِالَّذينَ يترُكونَ الحَقّ.
٢١ بِعَكسِ أغلَبِ النَّاس، ماذا يفعَلُ المَلايينُ اليَوم؟
٢١ في القَرنِ الأوَّل، شكَّ كَثيرونَ في يَسُوع ورفَضوه. لكنَّ كَثيرينَ أيضًا آمَنوا بهِ وقبِلوه. ومِن بَينِهِم عُضوٌ واحِدٌ على الأقَلِّ مِنَ السَّنْهَدْرِيم، و «جَمعٌ كَثيرٌ مِنَ الكَهَنَة». (اع ٦:٧؛ مت ٢٧:٥٧-٦٠؛ مر ١٥:٤٣) واليَوم، هُناكَ مَلايينُ الأشخاصِ الَّذينَ لا يشُكُّونَ أبَدًا في يَسُوع. فهُم يعرِفونَ الحَقَّ ويُحِبُّونَه. قالَ كاتِبُ المَزْمُورِ لِيَهْوَه: «سَلامٌ وافِرٌ لِمُحِبِّي شَريعَتِك، ولَيسَ لهُم مَعثَرَة». — مز ١١٩:١٦٥.
التَّرنيمَة ١٢٤ أولِياءُ كُلَّ حين
^ الفقرة 5 في المَقالَةِ السَّابِقَة، رأيْنا أربَعَةَ أسبابٍ دفَعَتِ النَّاسَ في الماضي أن يرفُضوا يَسُوع، وهي تدفَعُهُمُ اليَومَ أن يرفُضوا أتباعَه. وفي هذِهِ المَقالَة، سنرى أربَعَةَ أسبابٍ إضافِيَّة. وسَنَتَعَلَّمُ كَيفَ نُقَوِّي إيمانَنا كَي لا نتَأثَّرَ بِباقي النَّاس.
^ الفقرة 60 وصف الصورة: يسوع يأكل مع متى وجامعي الضرائب.
^ الفقرة 62 وصف الصورة: يسوع يطرد التجَّار من الهيكل.
^ الفقرة 64 وصف الصورة: يسوع يحمل خشبة الآلام.
^ الفقرة 66 وصف الصورة: يهوذا يخون يسوع بقبلة.