مقالة الدرس ١٨
هل تشك في يسوع؟
«سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يشُكُّ فِيَّ». — مت ١١:٦.
التَّرنيمَة ٥٤ «هذِه هيَ الطَّريق»
لَمحَةٌ عنِ المَقالَة *
١ ماذا حدَث حينَ أخبَرتَ الآخَرينَ عمَّا تعَلَّمتَه؟
هل تذكُرُ أوَّلَ مَرَّةٍ اكتَشَفتَ فيها أنَّكَ وجَدتَ الحَقّ؟ لا شَكَّ أنَّكَ شعَرتَ أنَّ تَعاليمَ الكِتابِ المُقَدَّسِ واضِحَةٌ وُضوحَ الشَّمس. وفكَّرتَ أنَّ الجَميعَ سيُحِبُّونَ أن يتَعَلَّموها، فهي ستُحَسِّنُ حَياتَهُم وتُعطيهِم رَجاءً رائِعًا. (مز ١١٩:١٠٥) لِذا، تحَمَّستَ وأخبَرتَ كُلَّ أصدِقائِكَ وأقرِبائِكَ عمَّا تعَلَّمتَه. ولكنْ ماذا حدَث؟ بِعَكسِ تَوَقُّعاتِك، رفَضَ كَثيرونَ ما تقولُه.
٢-٣ ماذا فعَلَ مُعظَمُ النَّاسِ أيَّامَ يَسُوع؟
٢ لا يجِبُ أن نتَفاجَأَ حينَ يرفُضُ النَّاسُ رِسالَتَنا. فمُعظَمُ النَّاسِ رفَضوا يَسُوع، مع أنَّهُ صنَعَ عَجائِبَ تُثبِتُ أنَّ اللهَ أرسَلَه. مَثَلًا حينَ أقامَ لِعَازَر، لم يقدِرْ أعداؤُهُ أن يُنكِروا هذه العَجيبَة. ولكنْ بَدَلَ أن يُؤْمِنوا أنَّهُ المَسِيَّا، أرادوا أن يقتُلوهُ هو ولِعَازَر. — يو ١١:٤٧، ٤٨، ٥٣؛ ١٢:٩-١١.
٣ كان يَسُوع يعرَفُ أنَّ أكثَرِيَّةَ النَّاسِ لن يُؤْمِنوا أنَّهُ المَسِيَّا. (يو ٥:٣٩-٤٤) لِذا قالَ لِاثنَينِ مِن تَلاميذِ يُوحَنَّا المَعمَدان: «سَعيدٌ هوَ الَّذي لا يشُكُّ فِيَّ». (مت ١١:٢، ٣، ٦) ولكنْ لِماذا شكَّ أغلَبُ النَّاسِ فيهِ ورفَضوه؟
٤ ماذا سنُناقِشُ في هذِهِ المَقالَة؟
٤ في هذِهِ المَقالَةِ والمَقالَةِ التَّالِيَة، سنرى لِماذا رفَضَ كَثيرونَ يَسُوع
في القَرنِ الأوَّل. وسَنرى أيضًا لِماذا يرفُضُ كَثيرونَ رِسالَةَ أتباعِهِ اليَوم. والأهَمّ، سنتَعَلَّمُ كَيفَ نُقَوِّي إيمانَنا كَي لا نشُكَّ في يَسُوع ونرفُضَه.(١) خَلفِيَّةُ يَسُوع
٥ لِمَ شكَّ البَعضُ أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيَّا؟
٥ شكَّ كَثيرونَ أنَّ يَسُوع هوَ المَسِيَّا بِسَبَبِ خَلفِيَّتِه. فمع أنَّهُمُ اعتَرَفوا أنَّهُ يُعَلِّمُ بِمَهارَةٍ ويصنَعُ العَجائِب، ظلَّ في نَظَرِهِمِ ابْنَ النَّجَّارِ الفَقير. كَما أنَّ يَسُوع ترَبَّى في النَّاصِرَة، مَدينَةٍ اعتَبَرَها البَعضُ غَيرَ مُهِمَّة. مَثَلًا، قالَ نَثَنَائِيل الَّذي أصبَحَ لاحِقًا مِن تَلاميذِ يَسُوع: «أيُمكِنُ أن يخرُجَ مِنَ النَّاصِرَة شَيءٌ صالِح؟». (يو ١:٤٦) فرُبَّما استَخَفَّ بِهذِهِ المَدينَة، أو فكَّرَ في مِيخَا ٥:٢ الَّتي أنبَأت أنَّ المَسِيَّا سَيولَدُ في بَيْت لَحْم، لا في النَّاصِرَة.
٦ ماذا كانَ يلزَمُ أن يفعَلَ النَّاسُ أيَّامَ يَسُوع؟
٦ ماذا تقولُ النُّبُوَّات؟ أنبَأ إشَعْيَا أنَّ أعداءَ يَسُوع لن ‹يشغَلوا أنفُسَهُم بِتَفاصيلِ جيلِه›، أي لن ينتَبِهوا لِنَسَبِهِ أو خَلفِيَّتِه. (اش ٥٣:٨) فكانَ يجِبُ أن يتَأكَّدَ النَّاسُ مِن خَلفيَّةِ يَسُوع، ويَرَوا هَل تنسَجِمُ معَ النُّبوَّات. وعِندَئذ، كانوا سيكتَشِفونَ أنَّهُ وُلِدَ في بَيْت لَحْم، وأنَّهُ مِن سُلالَةِ المَلِكِ دَاوُد. (لو ٢:٤-٧) فيَسُوع وُلِدَ فِعلًا في المَدينَةِ الَّتي أنبَأت عنها مِيخَا ٥:٢. فماذا كانَتِ المُشكِلَةُ إذًا؟ تسَرَّعَ النَّاسُ في الحُكمِ على يَسُوع، دونَ أن يَبحَثوا عنِ الحَقيقَة. ونَتيجَةً لِذلِك رفَضوه.
٧ لِمَ يرفُضُ كَثيرونَ اليَومَ شَعبَ يَهْوَه؟
٧ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم. فشَعبُ يَهْوَه إجمالًا لَيسوا أشخاصًا أغنِياءَ أو بارِزين. لذا، يعتَبِرُهُم كَثيرونَ أشخاصًا عَاديِّين وغَيرَ مُتَعَلِّمين. (اع ٤:١٣) وبِما أنَّنا لم نتَخَرَّجْ مِن مَدارِسِ اللَّاهوت، يعتَبِرونَنا غَيرَ مُؤَهَّلينَ لِنُعَلِّمَ مِنَ الكِتابِ المُقَدَّس. كما يقولُ البَعضُ إنَّنا لا نُؤْمِنُ بِيَسُوع. أمَّا آخَرون فيَتَّهِمونَنا بِأنَّنا «دِينٌ أَمِيرْكِيّ»، مع أنَّ حَوَالَي ١٤٪ فَقَط مِن شُهودِ يَهْوَه يعيشونَ في أَمِيرْكَا. وعلى مَرِّ السِّنينِ، اتَّهَمَنا النَّاسُ أيضًا بِأنَّنا «شُيوعِيُّون»، «عُمَلاءُ أمِيرْكِيُّون»، «صَهَايِنَة»، و «مُتَطَرِّفون». ولِلأسَف، يُصَدِّقُ كَثيرونَ هذِهِ القِصَصَ دونَ أن يَبحَثوا عنِ الحَقيقَة. ونَتيجَةً لِذلِك يرفُضونَنا.
٨ ماذا يجِبُ أن تفعَلَ حَسَبَ الأعْمَال ١٧:١١؟
٨ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ إبحَثْ عنِ الحَقيقَة. هذا ما فعَلَهُ كاتِبُ الإنجيلِ لُوقَا. فقدْ عمِلَ جُهدَهُ كَي يتَأكَّدَ مِن كُلِّ المَعلومات، ويُساعِدَ قُرَّاءَهُ أن يعرِفوا الحَقيقَةَ عن يَسُوع. (لو ١:١-٤) بِشَكلٍ مُماثِل، حينَ سمِعَ اليَهُودُ في بِيرِيَة الأخبارَ الحُلوَة، بحَثوا في الأسفارِ العِبْرَانِيَّة لِيتَأكَّدوا ممَّا سمِعوه. (إقرإ الاعمال ١٧:١١.) فلِمَ لا تتَمَثَّلُ بهِم؟ قارِنْ ما تتَعَلَّمُهُ مِن شُهودِ يَهْوَه بما يقولُهُ الكِتابُ المُقَدَّس. وادرُسْ أيضًا تاريخَ شُهودِ يَهْوَه. فإذا قُمتَ بِبَعضِ «التَّحَرِّيات»، فلن يُعمِيَكَ التَّحَيُّزُ والإشاعات.
(٢) لم يصنَعْ «عَلامَةً» تُبهِرُ النَّاس
٩ ماذا حدَثَ حينَ رفَضَ يَسُوع أن يُعطِيَ «عَلامَةً مِنَ السَّماء»؟
٩ تَعاليمُ يَسُوع كانَت دَليلًا واضِحًا أنَّهُ المَسِيَّا. لكنَّ البَعضَ لم يعتَبِروها كافِيَة، بل طلَبوا مِنهُ أن يُرِيَهُم «عَلامَةً مِنَ السَّماء». (مت ١٦:١) فرُبَّما توَقَّعوا ذلِك على أساسِ النُّبُوَّةِ في دَانِيَال ٧:١٣، ١٤. لكنَّ وَقتَ إتمامِ هذِهِ النُّبُوَّةِ لم يكُنْ قد أتى بَعد. على أيِّ حال، حينَ لم يُعطِهِم يَسُوع العَلامَةَ الَّتي طلَبوها، شَكُّوا أنَّهُ المَسِيَّا ورفَضوه. — مت ١٦:٤.
١٠ كَيفَ تمَّمَ يَسُوع نُبُوَّةَ إشَعْيَا؟
١٠ ماذا تقولُ النُّبُوَّات؟ أنبَأ إشَعْيَا أنَّ المَسِيَّا «لا يصرُخ، ولا يرفَعُ صَوتَه، ولا يُسمِعُ صَوتَهُ في الشَّارِع». (اش ٤٢:١، ٢) وبِالفِعل، قامَ يَسُوع بِخِدمَتِهِ دونَ طَبلٍ وزَمر. فهو لم يبنِ هَياكِلَ فَخمَة، لم يلبَسْ ثِيابًا دِينِيَّة فاخِرَة، ولم يطلُبْ مِنَ النَّاسِ أن يُنادوهُ بِألقابٍ طَنَّانَة. وأثناءَ مُحاكَمَتِه، رفَضَ أن يصنَعَ عَجيبَةً تُبهِرُ المَلِكَ هِيرُودُس، مع أنَّ حَياتَهُ كانَت في خَطَر. (لو ٢٣:٨-١١) صَحيحٌ أنَّ يَسُوع صنَعَ بَعضَ العَجائِبِ خِلالَ خِدمَتِه، لكنَّهُ ركَّزَ على تَبشيرِ النَّاس. وقالَ لِتَلاميذِه: «لِهذا جِئت». — مر ١:٣٨.
١١ لِمَ يرفُضُنا كَثيرونَ؟
١١ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم. فكَثيرونَ يُعجَبونَ بِالكاتِدرائِيَّاتِ الفَخمَة وتُحَفِها الثَّمينَة، بِرِجالِ الدِّينِ وألقابِهِمِ الطَّنَّانَة، وحتى
بالطُّقوسِ الدِّينِيَّة الَّتي لا يعرِفونَ أصلَها ومَعناها. ولكنْ كم يتَعَلَّمونَ في كَنائِسِهِم عنِ اللهِ ومَشيئَتِه؟ أمَّا نَحن، فنتَعَلَّمُ الكَثيرَ في اجتِماعاتِنا. ومع أنَّ قاعاتِنا لَيسَت فَخمَة، فهي نَظيفَةٌ وعَمَلِيَّة. والَّذينَ يأخُذونَ القِيادَةَ بَينَنا لا يلبَسونَ ثِيابًا مُمَيَّزَة، ولا يحمِلونَ ألقابًا طَنَّانَة. كما أنَّ تَعاليمَنا ومُعتَقَداتِنا كُلَّها مُؤَسَّسَةٌ على كَلِمَةِ الله. مع ذلِك، يرفُضُنا كَثيرونَ لِأنَّ تَعاليمَنا وطَريقَةَ عِبادَتِنا لا تُعجِبُهُم.١٢ حَسَبَ العِبْرَانِيِّين ١١:١، ٦، عَلامَ يجِبُ أن تُؤَسِّسَ إيمانَك؟
١٢ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ قالَ الرَّسولُ بُولُس لِلمَسيحِيِّينَ في رُومَا: «الإيمانُ يلي السَّماع. والسَّماعُ هو بِالكَلِمَةِ عنِ المَسيح». (رو ١٠:١٧) فإيمانُكَ يقوى حينَ تدرُسُ كَلِمَةَ الله، لا حينَ تحضُرُ طُقوسًا تبدو رائِعَةً لكنَّها تتَعارَضُ معَ الكِتابِ المُقَدَّس. ولِمَ تَحتاجُ إلى إيمانٍ قَويٍّ مُؤسَّسٍ على المَعرِفَةِ الدَّقيقَة؟ لِأنَّهُ ‹بِدونِ إيمانٍ يستَحيلُ إرضاءُ الله›. (إقرإ العبرانيين ١١:١، ٦.) إذًا، لا داعِيَ أن ترى «عَلامَةً مِنَ السَّماءِ» لِتتَأكَّدَ أنَّكَ وجَدتَ الحَقّ. بل يكفي أن تدرُسَ تَعاليمَ الكِتابِ المُقَدَّسِ لِتطرُدَ كُلَّ الشُّكوك.
(٣) لم يتبَعِ تَقاليدَهُم
١٣ لِمَ رفَضَ كَثيرونَ يَسُوع؟
١٣ إستَغرَبَ تَلاميذُ يُوحَنَّا المَعمَدانِ لِماذا يصومونَ هُم والفَرِّيسِيُّون، أمَّا تَلاميذُ يَسُوع فلا يصومون. فأوضَحَ لهُم يَسُوع أن لا داعِيَ ليصوم تَلاميذَهُ ما دامَ هو حَيًّا. (مت ٩:١٤-١٧) مع ذلِك، انتَقَدَهُ الفَرِّيسِيُّونَ وغَيرُهُم لِأنَّهُ لم يَتبَعْ عاداتِهِم وتَقاليدَهُم. فقدْ غضِبوا حينَ شفى المَرضى يَومَ السَّبت. (مر ٣:١-٦؛ يو ٩:١٦) لكنَّ هؤُلاء القادَةَ الدِّينِيِّين، الَّذينَ تَفاخَروا بِإطاعَةِ شَريعَةِ السَّبت، لم يكُنْ لَدَيهِم أيُّ مانِعٍ أن يُتاجر النَّاسُ في الهَيكَل. وغضِبوا جِدًّا حينَ وبَّخَهُم يَسُوع على ذلِك. (مت ٢١:١٢، ١٣، ١٥) بصورَةٍ مُماثِلَة، جُنَّ جُنونُ الحاضِرينَ عِندَما بشَّرَ يَسُوع في مَجمَعٍ بِالنَّاصِرَة. فبَدَلَ أن يفعَلَ ما توَقَّعوه، ذكَرَ قِصَصًا تفضَحُ أنانِيَّتَهُم وعَدَمَ إيمانِهِم. (لو ٤:١٦، ٢٥-٣٠) إذًا، رفَضَ كَثيرونَ يَسُوع لِأنَّهُ لم يتبَعْ تَقاليدَهُم ولم يفعَلْ ما كانوا يتَوَقَّعونَه. — مت ١١:١٦-١٩.
١٤ لِمَ اعتَرَضَ يَسُوع على التَّقاليدِ الَّتي لا تنسَجِمُ مع كَلِمَةِ الله؟
١٤ ماذا تقولُ النُّبُوَّات؟ ذكَرَ يَهْوَه مِن خِلالِ النَّبِيِّ إشَعْيَا: «هذا الشَّعبُ يقتَرِبُ إلَيَّ بِفَمِه، ويُمَجِّدُني بِشَفَتَيه، وقَلبُهُ مُبعَدٌ عنِّي، ومَخافَتُهُ مِنِّي هي وَصِيَّةُ أُناسٍ يتَعَلَّمُها». (اش ٢٩:١٣) إذًا، يَسُوع كانَ معهُ حَقٌّ أن يعتَرِضَ على التَّقاليدِ الَّتي لا تنسَجِمُ مع كَلِمَةِ الله. فالَّذينَ فضَّلوا التَّقاليدَ على الأسفارِ المُقَدَّسَة، رفَضوا يَهْوَه ومَسيحَه.
١٥ لِمَ ينزَعِجُ كَثيرونَ اليَومَ مِن شُهودِ يَهْوَه؟
١٥ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم. فكَثيرونَ يتَضايَقونَ لِأنَّ شُهودَ يَهْوَه لا يتبَعونَ تَقاليدَهُم، كَالاحتِفالِ بِعيدِ الميلادِ ورَأسِ السَّنَة. ويغضَبُ آخَرونَ مِن شُهودِ يَهْوَه لِأنَّهُم لا يُشارِكونَ في الأعيادِ الوَطَنِيَّة، ولا يتبَعونَ عاداتِ الدَّفنِ الَّتي تتَعارَضُ مع كَلِمَةِ الله. وقد يكونُ هؤُلاء الأشخاصُ مُقتَنِعينَ أنَّهُم يُرضونَ الله. لكنَّهُ لن يرضى عَنهُم إذا فضَّلوا تَقاليدَهُم على التَّعاليمِ الواضِحَة في كَلِمَتِه. — مر ٧:٧-٩.
١٦ حَسَبَ المَزْمُور ١١٩:٩٧، ١١٣، ١٦٣-١٦٥، ماذا يجِبُ أن تفعَلَ وماذا يجِبُ أن تتَجَنَّب؟
١٦ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ يلزَمُ أن تزيدَ مَحَبَّتَكَ لِشَرائِعِ يَهْوَه ومَبادِئِه. (إقرإ المزمور ١١٩:٩٧، ١١٣، ١٦٣-١٦٥.) فحينَ تُحِبُّ يَهْوَه، لن تتبَعَ التَّقاليدَ الَّتي لا تُرضيه، ولن تسمَحَ لِأيِّ شَيءٍ أن يُضعِفَ مَحَبَّتَكَ له.
(٤) لم ينقَلِبْ على الرُّومَان
١٧ بِسَبَبِ أيِّ تَوَقُّعاتٍ رفَضَ يَهُودٌ كَثيرونَ يَسُوع؟
١٧ في القَرنِ الأوَّل، كانَ البَعضُ يتَوَقَّعونَ أن يُحَرِّرَهُمُ المَسِيَّا مِنِ استِعمارِ الرُّومَان. لِذا أرادوا أن يحُلَّ يَسُوع المَشاكِلَ السِّياسِيَّة فَورًا. ولكنْ حينَ حاوَلوا أن يجعَلوهُ مَلِكًا، ترَكَهُم وذَهَب. (يو ٦:١٤، ١٥) مِن ناحِيَةٍ أُخرى، خافَ الكَهَنَةُ وغَيرُهُم أن ينقَلِبَ يَسُوع على الرُّومَان. فَالرُّومَانُ أعطَوهُم مِقدارًا مِنَ السُّلطَةِ والنُّفوذ. على أيِّ حال، لم يتَدَخَّلْ يَسُوع في السِّياسَة. لِذا شكَّ كَثيرونَ أنَّهُ المَسِيَّا ورفَضوه.
١٨ أيَّةُ نُبُوَّاتٍ عنِ المَسِيَّا تجاهَلَها كَثيرون؟
١٨ ماذا تقولُ النُّبُوَّات؟ في حينِ ذكَرَت نُبُوَّاتٌ اش ٥٣:٩، ١٢) فلِماذا كانَ لَدى البَعضِ تَوَقُّعاتٌ خاطِئَة؟ لِأنَّهُم تجاهَلوا النُّبُوَّاتِ الَّتي لا تعِدُهُم بِحَلٍّ فَورِيٍّ لِمَشاكِلِهِم. — يو ٦:٢٦، ٢٧.
كَثيرَة أنَّ المَسِيَّا سيكونُ مُحارِبًا مُنتَصِرًا، أظهَرَت نُبُوَّاتٌ أُخرى أنَّهُ سيموتُ أوَّلًا عن خَطايا البَشَر. (١٩ لِمَ يرفُضُ كَثيرونَ رِسالَتَنا؟
١٩ هلِ المُشكِلَةُ نَفْسُها مَوجودَةٌ اليَوم؟ نَعَم. فكَثيرونَ يرفُضونَ رِسالَتَنا لِأنَّنا لا نتَدَخَّلُ في السِّياسَة. مَثَلًا، يُريدُ البَعضُ أن نُصَوِّتَ في الانتِخابات. ولكنْ إذا اختَرنا إنسانًا لِيحكُمَ علَينا، فنحن نرفُضُ يَهْوَه. (١ صم ٨:٤-٧) أمَّا آخَرون، فيُريدونَ أن نقومَ بِأعمالٍ خَيرِيَّة، مِثلِ بِناءِ المَدارِسِ والمُستَشفَيات. لِذا يرفُضونَ رِسالَتَنا لِأنَّنا نُرَكِّزُ على التَّبشير، لا على حَلِّ مَشاكِلِ العالَم.
٢٠ حَسَبَ كَلِماتِ يَسُوع في مَتَّى ٧:٢١-٢٣، عَلامَ يجِبُ أن نُرَكِّز؟
٢٠ كَيفَ تُقَوِّي إيمانَك؟ (إقرأ متى ٧:٢١-٢٣.) تذَكَّرْ أنَّنا يجِبُ أن نُرَكِّزَ على العَمَلِ الَّذي أوْصى بهِ يَسُوع، ولا نلتَهيَ بمَشاكِلِ العالَمِ السِّياسِيَّة والاجتِماعِيَّة. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) طَبعًا، نَحنُ نُحِبُّ النَّاسَ ونهتَمُّ بِمَشاكِلِهِم. لكنَّنا نعرِفُ أنَّ أفضَلَ طَريقَةٍ لِمُساعَدَتِهِم هي أن نُعَلِّمَهُم عن مَملَكَةِ الله، ونُساعِدَهُم أن يصيروا أصدِقاءَه.
٢١ عَلامَ يجِبُ أن نُصَمِّم؟
٢١ في هذِهِ المَقالَة، رأيْنا أربَعَةَ أسبابٍ دفَعَت كَثيرينَ في القَرنِ الأوَّلِ أن يرفُضوا يَسُوع، وهي تدفَعُ البَعضَ اليَومَ أن يرفُضوا أتباعَه. وفي المَقالَةِ التَّالِيَة، سَنرى أربَعَةَ أسبابٍ أُخرى. فَلنَستَفِدْ مِن هذِهِ المَوادّ، وَلنُصَمِّمْ أن نُقَوِّيَ إيمانَنا كَي لا نشُكَّ أبَدًا في يَسُوع.
التَّرنيمَة ٥٦ لِيكُنِ الحَقُّ حَياتَك
^ الفقرة 5 يَسُوع أفضَلُ مُعَلِّمٍ عاشَ على الأرض. مع ذلِك، شكَّ مُعظَمُ النَّاسِ في أيَّامِهِ أنَّهُ المَسِيَّا ورفَضوه. واليَومَ أيضًا، يرفُضُ كَثيرونَ رِسالَةَ أتباعِه. فما السَّبَب؟ سنرى في هذِهِ المَقالَةِ أربَعَةَ أسباب. والأهَمّ، سنتَعَلَّمُ كَيفَ نُقَوِّي إيمانَنا كَي لا نشُكَّ في يَسُوع ونرفُضَه. إنَّ هذِهِ المَقالَةَ والمَقالَةَ التَّالِيَة سَتُفيدانِ كَثيرًا الَّذينَ يتَرَدَّدونَ أن يصيروا مِن شُهودِ يَهْوَه.
^ الفقرة 60 وصف الصورة: فيلبس يدلُّ نثنائيل على يسوع.
^ الفقرة 62 وصف الصورة: يسوع يبشِّر الناس.
^ الفقرة 64 وصف الصورة: يسوع يشفي رجلا يده مشلولة امام عيون مقاوميه.
^ الفقرة 66 وصف الصورة: يسوع يذهب الى الجبل وحده.