يهوه يحب الذين «يثمرون بالاحتمال»
«مَا سَقَطَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُمُ ٱلَّذِينَ . . . يُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ». — لو ٨:١٥.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٩٨، ١٠١
١، ٢ (أ) لِمَ نَتَشَجَّعُ بِمِثَالِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي مُقَاطَعَاتٍ غَيْرِ مُتَجَاوِبَةٍ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ فِي «وَطَنِهِ»؟ (اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.)
سِرْجِيُو وَزَوْجَتُهُ أُولِينْدَا فَاتِحَانِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ تَجَاوَزَ عُمْرُهُمَا ٱلثَّمَانِينَ سَنَةً. وَمُؤَخَّرًا بَاتَ يَصْعُبُ عَلَيْهِمَا ٱلْمَشْيُ بِسَبَبِ أَلَمٍ فِي أَرْجُلِهِمَا. مَعَ ذٰلِكَ، يَمْشِيَانِ كُلَّ صَبَاحٍ إِلَى سَاحَةٍ مُزْدَحِمَةٍ فِي مَدِينَتِهِمَا. فَيَصِلَانِ عِنْدَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ، وَيَعْرِضَانِ مَطْبُوعَاتِنَا قُرْبَ مَوْقِفِ ٱلْبَاصِ. وَلَا تُفَارِقُ ٱلِٱبْتِسَامَةُ وَجْهَ هٰذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ، رَغْمَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ يَتَجَاهَلُونَهُمَا. فَيَبْقَيَانِ هُنَاكَ إِلَى ٱلظُّهْرِ، ثُمَّ يَرْجِعَانِ عَلَى مَهْلٍ إِلَى ٱلْبَيْتِ. وَهٰذَا مَا يَفْعَلَانِهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ فِي ٱلْأُسْبُوعِ عَلَى مَدَارِ ٱلسَّنَةِ مُنْذُ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ.
٢ وَمِثْلَ سِرْجِيُو وَأُولِينْدَا، يَخْدُمُ كَثِيرُونَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ حَيْثُ * فَثَبَاتُكَ يُشَجِّعُ إِخْوَةً عَدِيدِينَ، حَتَّى ٱلْقُدَمَاءَ فِي ٱلْحَقِّ. قَالَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ عَنِ ٱلَّذِينَ يَكْرِزُونَ فِي مُقَاطَعَاتٍ كَهٰذِهِ: «حِينَ أَخْدُمُ مَعَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ، أَتَقَوَّى كَثِيرًا بِمِثَالِهِمْ». وَعَبَّرَ آخَرُ: «تُشَجِّعُنِي أَمَانَتُهُمْ أَنْ أُوَاصِلَ خِدْمَتِي بِغَيْرَةٍ». وَذَكَرَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ ثَالِثٌ: «مِثَالُهُمْ يُفْرِحُ قَلْبِي».
يَعِيشُونَ، مَعَ أَنَّ ٱلْمُقَاطَعَةَ غَيْرُ مُتَجَاوِبَةٍ. فَإِذَا كُنْتَ تُوَاجِهُ هٰذَا ٱلتَّحَدِّيَ، نُحِبُّ أَنْ نَمْدَحَكَ عَلَى ٱحْتِمَالِكَ.٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، وَلِمَاذَا؟
٣ وَلِكَيْ نَتَشَجَّعَ وَنُوَاصِلَ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا يَسُوعُ، سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: ‹لِمَاذَا تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُنَا أَحْيَانًا؟ مَا هُوَ ٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟ وَكَيْفَ نُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا بِٱحْتِمَالٍ؟›.
لِمَاذَا تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُنَا أَحْيَانًا؟
٤ (أ) كَيْفَ أَثَّرَ رَدُّ فِعْلِ ٱلْيَهُودِ عَلَى بُولُسَ؟ (ب) لِمَ حَزِنَ بُولُسُ كَثِيرًا؟
٤ هَلْ تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُكَ أَحْيَانًا لِأَنَّكَ لَا تَلْقَى تَجَاوُبًا كَبِيرًا؟ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّكَ تَتَفَهَّمُ مَشَاعِرَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ. فَخِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلَّتِي ٱمْتَدَّتْ ٣٠ سَنَةً تَقْرِيبًا، سَاعَدَ كَثِيرِينَ لِيَصِيرُوا أَتْبَاعًا لِيَسُوعَ. (اع ١٤:٢١؛ ٢ كو ٣:٢، ٣) لٰكِنَّهُ لَمْ يَنْجَحْ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْيَهُودِ. فَمُعْظَمُهُمْ رَفَضُوا ٱلْإِصْغَاءَ إِلَيْهِ، حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ ٱضْطَهَدُوهُ. (اع ١٤:١٩؛ ١٧:١، ٤، ٥، ١٣) فَكَيْفَ أَثَّرَ عَلَيْهِ رَدُّ فِعْلِهِمْ؟ ذَكَرَ: «أَقُولُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْمَسِيحِ . . . إِنَّ لِي حُزْنًا عَظِيمًا وَوَجَعًا لَا يَنْقَطِعُ فِي قَلْبِي». (رو ٩:١-٣) فَعَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ عَنَى لَهُ ٱلْكَثِيرَ. وَقَدْ بَشَّرَ ٱلْيَهُودَ لِأَنَّهُ مُهْتَمٌّ بِخَيْرِهِمْ. لِذَا تَأَلَّمَ حِينَ رَفَضُوا رَحْمَةَ ٱللهِ.
٥ (أ) لِمَاذَا نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ؟ (ب) لِمَ تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُنَا أَحْيَانًا؟
٥ نَحْنُ أَيْضًا نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ لِأَنَّنَا نَهْتَمُّ بِخَيْرِهِمْ. (مت ٢٢:٣٩؛ ١ كو ١١:١) فَنَحْنُ نَعْرِفُ مِنْ تَجْرِبَتِنَا أَنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ أَحْلَى حَيَاةٍ إِذَا خَدَمُوا يَهْوَهَ. وَنَقُولُ: ‹لَيْتَهُمْ يُدْرِكُونَ مَاذَا يَفُوتُهُمْ›. لِذَا نَظَلُّ نُشَجِّعُهُمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ عَنْ يَهْوَهَ وَقَصْدِهِ، كَمَنْ يَحْمِلُ إِلَيْهِمْ هَدِيَّةً وَيَتَمَنَّى أَنْ يَقْبَلُوهَا. لَا عَجَبَ إِذًا أَنْ نُحِسَّ ‹بِوَجَعٍ فِي قَلْبِنَا› حِينَ يَرْفُضُونَهَا. وَمَشَاعِرُنَا هٰذِهِ لَا تَدُلُّ أَنَّ إِيمَانَنَا ضَعِيفٌ، بَلْ أَنَّ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ يَعْنِي لَنَا ٱلْكَثِيرَ. لِذٰلِكَ نُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا، حَتَّى لَوْ ضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُنَا. تَقُولُ إِيلِينَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٢٥ سَنَةً: «عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ صَعْبٌ، لٰكِنِّي لَا أُبَادِلُهُ بِأَيِّ عَمَلٍ آخَرَ».
كَيْفَ ‹نُثْمِرُ› فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
٦ أَيُّ سُؤَالٍ سَنُنَاقِشُهُ ٱلْآنَ، وَكَيْفَ سَنُجِيبُ عَنْهُ؟
٦ هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نُثْمِرَ› فِي ٱلْخِدْمَةِ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ مُقَاطَعَتِنَا؟ لِكَيْ نُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ ٱلْمُهِمِّ، سَنَتَأَمَّلُ فِي مَثَلَيْنِ قَدَّمَهُمَا يَسُوعُ يُوضِحَانِ أَهَمِّيَّةَ حَمْلِ ٱلثَّمَرِ. (مت ١٣:٢٣) فَلْنَرَ أَوَّلًا مَثَلَ ٱلْكَرْمَةِ.
٧ (أ) مَنْ يُمَثِّلُ «ٱلْفَلَّاحُ»، «ٱلْكَرْمَةُ»، وَ «ٱلْأَغْصَانُ»؟ (ب) أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟
يوحنا ١٥:١-٥، ٨. لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ: «فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي، أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُوا تَلَامِيذِي». وَفِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ، يَهْوَهُ هُوَ «ٱلْفَلَّاحُ»، يَسُوعُ هُوَ «ٱلْكَرْمَةُ»، وَتَلَامِيذُهُ هُمُ «ٱلْأَغْصَانُ». * فَمَا هُوَ ٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي يَطْلُبُ يَسُوعُ مِنْ أَتْبَاعِهِ أَنْ يَحْمِلُوهُ؟ لَمْ يَكْشِفْ ذٰلِكَ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ. لٰكِنَّهُ أَعْطَى تَفْصِيلًا مُهِمًّا يُسَاعِدُ عَلَى تَحْدِيدِ ٱلْجَوَابِ.
٧ اقرأ٨ (أ) لِمَ لَا يُعْقَلُ أَنْ يُشِيرَ ٱلثَّمَرُ إِلَى تَلَامِيذَ جُدُدٍ؟ (ب) مَاذَا يُمَيِّزُ مَطَالِبَ يَهْوَهَ؟
٨ قَالَ يَسُوعُ: «كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لَا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَنْزِعُهُ [أَبِي]». بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، لَا يَعْتَبِرُنَا يَهْوَهُ مِنْ خُدَّامِهِ إِلَّا إِذَا حَمَلْنَا ثَمَرًا. (مت ١٣:٢٣؛ ٢١:٤٣) مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ، لَا يُمْكِنُ أَنْ يُشِيرَ ٱلثَّمَرُ إِلَى تَلَامِيذَ جُدُدٍ. (مت ٢٨:١٩) فَهٰذَا سَيَعْنِي أَنَّ خُدَّامًا أُمَنَاءَ كَثِيرِينَ هُمْ أَغْصَانٌ غَيْرُ مُثْمِرَةٍ، لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُسَاعِدُوا أَحَدًا لِيَقْبَلَ ٱلْحَقَّ. وَهٰذَا غَيْرُ مَعْقُولٍ! فَنَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْبِرَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِيَسُوعَ. وَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ لَا يُحَاسِبُنَا عَلَى أَمْرٍ خَارِجٍ عَنْ سَيْطَرَتِنَا. فَكُلُّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا هُوَ ضِمْنَ إِمْكَانَاتِنَا. — تث ٣٠:١١-١٤.
٩ (أ) إِلَامَ يُشِيرُ حَمْلُ ٱلثَّمَرِ؟ (ب) أَيُّ مَثَلٍ سَنُنَاقِشُهُ ٱلْآنَ، وَلِمَاذَا؟
٩ إِذًا، لَا بُدَّ أَنْ يُشِيرَ حَمْلُ ٱلثَّمَرِ إِلَى عَمَلٍ ضِمْنَ إِمْكَانَاتِنَا. فَأَيُّ عَمَلٍ يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ مِنَّا جَمِيعًا؟ اَلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. * (مت ٢٤:١٤) وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلزَّارِعِ. فَلْنَتَأَمَّلْ فِيهِ ٱلْآنَ.
١٠ (أ) مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْبِذَارُ وَٱلتُّرْبَةُ فِي مَثَلِ ٱلزَّارِعِ؟ (ب) مَاذَا تُنْتِجُ سَنَابِلُ ٱلْقَمْحِ؟
١٠ اقرأ لوقا ٨:٥-٨، ١١-١٥. فِي مَثَلِ ٱلزَّارِعِ، يُشِيرُ ٱلْبِذَارُ إِلَى «كَلِمَةِ ٱللهِ»، أَيْ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ. أَمَّا ٱلتُّرْبَةُ فَتُمَثِّلُ قَلْبَ ٱلْإِنْسَانِ. وَٱلْبِذْرَةُ ٱلَّتِي سَقَطَتْ عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ تَأَصَّلَتْ، ثُمَّ أَفْرَخَتْ وَصَارَتْ نَبْتَةً. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، أَنْتَجَتِ ٱلنَّبْتَةُ «ثَمَرًا مِئَةَ ضِعْفٍ». وَلٰكِنْ فَكِّرْ قَلِيلًا: إِذَا كَانَتِ ٱلنَّبْتَةُ سُنْبُلَةَ قَمْحٍ، فَأَيُّ ثَمَرٍ تُنْتِجُهُ؟ هَلْ تُنْتِجُ سَنَابِلَ قَمْحٍ صَغِيرَةً؟ كَلَّا، بَلْ بِذَارًا جَدِيدًا. وَٱلْبِذَارُ ٱلْجَدِيدُ يَنْمُو بِدَوْرِهِ مَعَ ٱلْوَقْتِ وَيَصِيرُ سَنَابِلَ قَمْحٍ. وَفِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ، أَعْطَتْ كُلُّ بِذْرَةٍ مِئَةَ بِذْرَةٍ. فَكَيْفَ يَنْطَبِقُ ذٰلِكَ عَلَى خِدْمَتِنَا؟
١١ (أ) مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلزَّارِعِ عَنْ خِدْمَتِنَا؟ (ب) كَيْفَ نُنْتِجُ بِذَارًا جَدِيدًا؟
١١ حِينَ عَلَّمَنَا وَالِدُونَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَوْ أَحَدُ ٱلشُّهُودِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ، زَرَعُوا بِذْرَةً فِي تُرْبَةٍ جَيِّدَةٍ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. وَقَدْ فَرِحُوا أَنَّنَا قَبِلْنَا ٱلرِّسَالَةَ. * وَكَيْفَ ذٰلِكَ؟ فِي كُلِّ مَرَّةٍ نُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ، نُنْتِجُ بِذَارًا مِثْلَ ٱلْبِذْرَةِ ٱلَّتِي زُرِعَتْ فِي قَلْبِنَا وَنَنْشُرُهُ. (لو ٦:٤٥؛ ٨:١) لِذٰلِكَ يُعَلِّمُنَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ أَنَّنَا مَا دُمْنَا نُبَشِّرُ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ، فَنَحْنُ ‹نُثْمِرُ بِٱلِٱحْتِمَالِ›.
وَظَلَّتْ هٰذِهِ ٱلْبِذْرَةُ تَنْمُو فِي قَلْبِنَا حَتَّى صَارَتْ جَاهِزَةً لِتَحْمِلَ ثَمَرًا. وَلٰكِنْ مِثْلَمَا رَأَيْنَا، لَا تُنْتِجُ سُنْبُلَةُ ٱلْقَمْحِ سَنَابِلَ جَدِيدَةً، بَلْ بِذَارًا جَدِيدًا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، لَا نُنْتِجُ نَحْنُ تَلَامِيذَ جُدُدًا، بَلْ بِذَارًا جَدِيدًا.١٢ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَثَلَيْ يَسُوعَ عَنِ ٱلْكَرْمَةِ وَٱلزَّارِعِ؟ (ب) كَيْفَ يُؤَثِّرُ هٰذَا ٱلدَّرْسُ فِيكَ؟
١٢ إِذًا، أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلَيْ يَسُوعَ عَنِ ٱلْكَرْمَةِ وَٱلزَّارِعِ؟ لَا يَعْتَمِدُ حَمْلُنَا ٱلثَّمَرَ عَلَى تَجَاوُبِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ، بَلْ عَلَى ٱسْتِمْرَارِنَا فِي ٱلْبِشَارَةِ. قَالَ بُولُسُ أَيْضًا: «كُلُّ وَاحِدٍ سَيَنَالُ مُكَافَأَتَهُ بِحَسَبِ كَدِّهِ». (١ كو ٣:٨) فَنَحْنُ نَنَالُ ٱلْمُكَافَأَةَ بِحَسَبِ عَمَلِنَا، وَلَيْسَ بِحَسَبِ نَتِيجَتِهِ. تَقُولُ مَاتِيلْدَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مُنْذُ ٢٠ سَنَةً: «يُفْرِحُنِي أَنَّ يَهْوَهَ يُكَافِئُ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي نَبْذُلُهُ».
كَيْفَ نُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا بِٱحْتِمَالٍ؟
١٣، ١٤ بِحَسَبِ رُومَا ١٠:١، ٢، أَيُّ أَسْبَابٍ دَفَعَتْ بُولُسَ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ لِلْيَهُودِ؟
١٣ كَيْفَ ‹نُثْمِرُ بِٱلِٱحْتِمَالِ›؟ لِنَعُدْ إِلَى مِثَالِ بُولُسَ. فَقَدْ ضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُهُ لِأَنَّ ٱلْيَهُودَ رَفَضُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. لٰكِنَّهُ لَمْ يَقْطَعِ ٱلْأَمَلَ مِنْهُمْ. عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ تِجَاهَهُمْ قَائِلًا: «إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَتَضَرُّعِي إِلَى ٱللهِ مِنْ أَجْلِهِمْ هُمَا لِخَلَاصِهِمْ. لِأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلهِ، وَلٰكِنْ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ». (رو ١٠:١، ٢) وَهُنَا ذَكَرَ بُولُسُ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ دَفَعَتْهُ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ لَهُمْ.
١٤ أَوَّلًا، قَالَ إِنَّ خَلَاصَ ٱلْيَهُودِ هُوَ ‹مَسَرَّةُ قَلْبِهِ›. فَقَدْ رَغِبَ بِشِدَّةٍ أَنْ يُخَلِّصَ وَلَوْ بَعْضَهُمْ. (رو ١١:١٣، ١٤) ثَانِيًا، ذَكَرَ أَنَّهُ ‹تَضَرَّعَ إِلَى ٱللهِ مِنْ أَجْلِهِمْ›، أَيْ تَوَسَّلَ إِلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ. وَثَالِثًا، لَاحَظَ بُولُسُ «أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلهِ». فَقَدْ رَكَّزَ عَلَى طِيبَةِ قَلْبِهِمْ وَلَمْ يَسْتَبْعِدْ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ. وَعَرَفَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْغَيُورِينَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ غَيُورِينَ لِلْمَسِيحِ، مِثْلَمَا صَارَ هُوَ.
١٥ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِبُولُسَ؟ اُذْكُرْ أَمْثِلَةً.
١٥ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِبُولُسَ؟ أَوَّلًا، نُنَمِّي ٱلرَّغْبَةَ فِي إِيجَادِ ٱلَّذِينَ «قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ». ثَانِيًا، نَتَوَسَّلُ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَفْتَحَ قَلْبَهُمْ. (اع ١٣:٤٨؛ ١٦:١٤) وَتَقُولُ سِيلْفَانَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مُنْذُ ٣٠ سَنَةً تَقْرِيبًا: «قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى بَيْتٍ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ، أُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ لِأُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ». وَمِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ نُصَلِّيَ أَيْضًا كَيْ يَدُلَّنَا ٱلْمَلَائِكَةُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي سَمَاعِ رِسَالَتِنَا. (مت ١٠:١١-١٣؛ رؤ ١٤:٦) يَذْكُرُ رُوبِرْت، فَاتِحٌ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً: «يَعْرِفُ ٱلْمَلَائِكَةُ ظُرُوفَ أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ. وَمِنَ ٱلرَّائِعِ أَنْ نَعْمَلَ مَعَهُمْ». وَثَالِثًا، نُرَكِّزُ عَلَى طِيبَةِ ٱلنَّاسِ وَلَا نَسْتَبْعِدُ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ. يَقُولُ كَارْل، شَيْخٌ ٱعْتَمَدَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠ سَنَةً: «أَبْحَثُ عَنْ أَيِّ عَلَامَةٍ تَدُلُّ عَلَى طِيبَةِ قَلْبِ ٱلشَّخْصِ، رُبَّمَا ٱبْتِسَامَةٍ أَوْ نَظْرَةٍ أَوْ حَتَّى سُؤَالٍ يَطْرَحُهُ». فَلْنَتَمَثَّلْ إِذًا بِبُولُسَ وَنَسْتَمِرَّ فِي ٱلْخِدْمَةِ بِٱحْتِمَالٍ.
«لَا تُرِحْ يَدَكَ»
١٦، ١٧ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْجَامِعَة ١١:٦؟ (ب) كَيْفَ تُؤَثِّرُ خِدْمَتُنَا فِي ٱلَّذِينَ يُرَاقِبُونَنَا؟ أَوْضِحْ.
١٦ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ خِدْمَتَنَا تُؤَثِّرُ فِي ٱلنَّاسِ، حَتَّى لَوْ شَعَرْنَا أَنْ لَا أَحَدَ يُصْغِي إِلَيْنَا. (اقرإ الجامعة ١١:٦.) فَهُمْ يُرَاقِبُونَ تَصَرُّفَاتِنَا، وَيُلَاحِظُونَ بِٱلتَّالِي سُلُوكَنَا ٱلْمُهَذَّبَ وَٱللَّطِيفَ وَلِبَاسَنَا ٱلْمُرَتَّبَ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، رُبَّمَا يُغَيِّرُ ٱلْبَعْضُ رَأْيَهُمْ فِينَا. وَهٰذَا مَا ٱخْتَبَرَهُ سِرْجِيُو وَأُولِينْدَا ٱلْمَذْكُورَانِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.
١٧ يَتَذَكَّرُ سِرْجِيُو: «مَرِضْنَا كِلَانَا، فَلَمْ نَذْهَبْ إِلَى ٱلسَّاحَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ. وَحِينَ عُدْنَا، سَأَلَنَا ٱلنَّاسُ: ‹مَا هٰذِهِ ٱلْغَيْبَةُ؟ اِشْتَقْنَا إِلَيْكُمَا›». وَتُخْبِرُ أُولِينْدَا: «لَوَّحَ لَنَا سَائِقُو ٱلْبَاصَاتِ. وَبَعْضُهُمْ قَالُوا مِنْ بَعِيدٍ: ‹أَهْلًا بِعَوْدَتِكُمَا!›، حَتَّى إِنَّهُمْ طَلَبُوا مِنَّا مَطْبُوعَاتٍ». وَتَفَاجَأَ ٱلزَّوْجَانِ خُصُوصًا بِرَجُلٍ أَتَى إِلَى عَرَبَةِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ. فَقَدْ قَدَّمَ لَهُمَا بَاقَةَ وُرُودٍ كَيْ يَشْكُرَهُمَا عَلَى جُهُودِهِمَا.
١٨ لِمَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ أَنْ ‹تُثْمِرَ بِٱلِٱحْتِمَالِ›؟
١٨ إِذًا مَا دُمْنَا ‹لَا نُرِيحُ يَدَنَا›، نَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي تَقْدِيمِ «شَهَادَةٍ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ». (مت ٢٤:١٤) وَبِٱلنَّتِيجَةِ نَفْرَحُ كَثِيرًا لِأَنَّ عَمَلَنَا يُرْضِي يَهْوَهَ. فَهُوَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ «يُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ».
^ الفقرة 2 أَشَارَ يَسُوعُ نَفْسُهُ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ فِي «وَطَنِهِ» تَحَدٍّ كَبِيرٌ، حَسْبَمَا تَذْكُرُ ٱلْأَنَاجِيلُ ٱلْأَرْبَعَةُ. — مت ١٣:٥٧؛ مر ٦:٤؛ لو ٤:٢٤؛ يو ٤:٤٤.
^ الفقرة 7 تُشِيرُ ٱلْأَغْصَانُ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ. لٰكِنَّهُ يَحْتَوِي دُرُوسًا تُفِيدُ خُدَّامَ ٱللهِ جَمِيعًا.
^ الفقرة 9 يُشِيرُ ‹ٱلثَّمَرُ› أَيْضًا إِلَى «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ». لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةَ وَٱلْمَقَالَةَ ٱلتَّالِيَةَ تُرَكِّزَانِ عَلَى ‹ثَمَرِ ٱلشِّفَاهِ›، أَيِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ. — غل ٥:٢٢، ٢٣؛ عب ١٣:١٥.
^ الفقرة 11 بِٱلْمُقَابِلِ، تَحَدَّثَ يَسُوعُ فِي مُنَاسَبَاتٍ أُخْرَى عَنِ ٱلزَّرْعِ وَٱلْحَصَادِ كَيْ يُشِيرَ إِلَى تَلْمَذَةِ ٱلنَّاسِ. — مت ٩:٣٧؛ يو ٤:٣٥-٣٨.