الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه يحب الذين «يثمرون بالاحتمال»‏

يهوه يحب الذين «يثمرون بالاحتمال»‏

‏«مَا سَقَطَ فِي ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ هُمُ ٱلَّذِينَ .‏ .‏ .‏ يُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ».‏ —‏ لو ٨:‏١٥‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٩٨،‏ ١٠١

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ لِمَ نَتَشَجَّعُ بِمِثَالِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي مُقَاطَعَاتٍ غَيْرِ مُتَجَاوِبَةٍ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏ (‏ب)‏ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْخِدْمَةِ فِي «وَطَنِهِ»؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

سِرْجِيُو وَزَوْجَتُهُ أُولِينْدَا فَاتِحَانِ فِي ٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ تَجَاوَزَ عُمْرُهُمَا ٱلثَّمَانِينَ سَنَةً.‏ وَمُؤَخَّرًا بَاتَ يَصْعُبُ عَلَيْهِمَا ٱلْمَشْيُ بِسَبَبِ أَلَمٍ فِي أَرْجُلِهِمَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يَمْشِيَانِ كُلَّ صَبَاحٍ إِلَى سَاحَةٍ مُزْدَحِمَةٍ فِي مَدِينَتِهِمَا.‏ فَيَصِلَانِ عِنْدَ ٱلسَّاعَةِ ٱلسَّابِعَةِ،‏ وَيَعْرِضَانِ مَطْبُوعَاتِنَا قُرْبَ مَوْقِفِ ٱلْبَاصِ.‏ وَلَا تُفَارِقُ ٱلِٱبْتِسَامَةُ وَجْهَ هٰذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ،‏ رَغْمَ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلنَّاسِ يَتَجَاهَلُونَهُمَا.‏ فَيَبْقَيَانِ هُنَاكَ إِلَى ٱلظُّهْرِ،‏ ثُمَّ يَرْجِعَانِ عَلَى مَهْلٍ إِلَى ٱلْبَيْتِ.‏ وَهٰذَا مَا يَفْعَلَانِهِ سِتَّةَ أَيَّامٍ فِي ٱلْأُسْبُوعِ عَلَى مَدَارِ ٱلسَّنَةِ مُنْذُ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ.‏

٢ وَمِثْلَ سِرْجِيُو وَأُولِينْدَا،‏ يَخْدُمُ كَثِيرُونَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ طَوِيلَةٍ حَيْثُ يَعِيشُونَ،‏ مَعَ أَنَّ ٱلْمُقَاطَعَةَ غَيْرُ مُتَجَاوِبَةٍ.‏ فَإِذَا كُنْتَ تُوَاجِهُ هٰذَا ٱلتَّحَدِّيَ،‏ نُحِبُّ أَنْ نَمْدَحَكَ عَلَى ٱحْتِمَالِكَ.‏ * فَثَبَاتُكَ يُشَجِّعُ إِخْوَةً عَدِيدِينَ،‏ حَتَّى ٱلْقُدَمَاءَ فِي ٱلْحَقِّ.‏ قَالَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ عَنِ ٱلَّذِينَ يَكْرِزُونَ فِي مُقَاطَعَاتٍ كَهٰذِهِ:‏ «حِينَ أَخْدُمُ مَعَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ أَتَقَوَّى كَثِيرًا بِمِثَالِهِمْ».‏ وَعَبَّرَ آخَرُ:‏ «تُشَجِّعُنِي أَمَانَتُهُمْ أَنْ أُوَاصِلَ خِدْمَتِي بِغَيْرَةٍ».‏ وَذَكَرَ نَاظِرُ دَائِرَةٍ ثَالِثٌ:‏ «مِثَالُهُمْ يُفْرِحُ قَلْبِي».‏

٣ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٣ وَلِكَيْ نَتَشَجَّعَ وَنُوَاصِلَ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْنَا يَسُوعُ،‏ سَنُنَاقِشُ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ:‏ ‹لِمَاذَا تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُنَا أَحْيَانًا؟‏ مَا هُوَ ٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي يَلْزَمُ أَنْ نَحْمِلَهُ؟‏ وَكَيْفَ نُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا بِٱحْتِمَالٍ؟‏›.‏

لِمَاذَا تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُنَا أَحْيَانًا؟‏

٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أَثَّرَ رَدُّ فِعْلِ ٱلْيَهُودِ عَلَى بُولُسَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ حَزِنَ بُولُسُ كَثِيرًا؟‏

٤ هَلْ تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُكَ أَحْيَانًا لِأَنَّكَ لَا تَلْقَى تَجَاوُبًا كَبِيرًا؟‏ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّكَ تَتَفَهَّمُ مَشَاعِرَ ٱلرَّسُولِ بُولُسَ.‏ فَخِلَالَ خِدْمَتِهِ ٱلَّتِي ٱمْتَدَّتْ ٣٠ سَنَةً تَقْرِيبًا،‏ سَاعَدَ كَثِيرِينَ لِيَصِيرُوا أَتْبَاعًا لِيَسُوعَ.‏ (‏اع ١٤:‏٢١؛‏ ٢ كو ٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَنْجَحْ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلْيَهُودِ.‏ فَمُعْظَمُهُمْ رَفَضُوا ٱلْإِصْغَاءَ إِلَيْهِ،‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ ٱضْطَهَدُوهُ.‏ (‏اع ١٤:‏١٩؛‏ ١٧:‏١،‏ ٤،‏ ٥،‏ ١٣‏)‏ فَكَيْفَ أَثَّرَ عَلَيْهِ رَدُّ فِعْلِهِمْ؟‏ ذَكَرَ:‏ «أَقُولُ ٱلْحَقَّ فِي ٱلْمَسِيحِ .‏ .‏ .‏ إِنَّ لِي حُزْنًا عَظِيمًا وَوَجَعًا لَا يَنْقَطِعُ فِي قَلْبِي».‏ (‏رو ٩:‏١-‏٣‏)‏ فَعَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ عَنَى لَهُ ٱلْكَثِيرَ.‏ وَقَدْ بَشَّرَ ٱلْيَهُودَ لِأَنَّهُ مُهْتَمٌّ بِخَيْرِهِمْ.‏ لِذَا تَأَلَّمَ حِينَ رَفَضُوا رَحْمَةَ ٱللهِ.‏

٥ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ؟‏ (‏ب)‏ لِمَ تَضْعُفُ مَعْنَوِيَّاتُنَا أَحْيَانًا؟‏

٥ نَحْنُ أَيْضًا نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ لِأَنَّنَا نَهْتَمُّ بِخَيْرِهِمْ.‏ (‏مت ٢٢:‏٣٩؛‏ ١ كو ١١:‏١‏)‏ فَنَحْنُ نَعْرِفُ مِنْ تَجْرِبَتِنَا أَنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ أَحْلَى حَيَاةٍ إِذَا خَدَمُوا يَهْوَهَ.‏ وَنَقُولُ:‏ ‹لَيْتَهُمْ يُدْرِكُونَ مَاذَا يَفُوتُهُمْ›.‏ لِذَا نَظَلُّ نُشَجِّعُهُمْ أَنْ يَتَعَلَّمُوا ٱلْحَقَّ عَنْ يَهْوَهَ وَقَصْدِهِ،‏ كَمَنْ يَحْمِلُ إِلَيْهِمْ هَدِيَّةً وَيَتَمَنَّى أَنْ يَقْبَلُوهَا.‏ لَا عَجَبَ إِذًا أَنْ نُحِسَّ ‹بِوَجَعٍ فِي قَلْبِنَا› حِينَ يَرْفُضُونَهَا.‏ وَمَشَاعِرُنَا هٰذِهِ لَا تَدُلُّ أَنَّ إِيمَانَنَا ضَعِيفٌ،‏ بَلْ أَنَّ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ يَعْنِي لَنَا ٱلْكَثِيرَ.‏ لِذٰلِكَ نُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا،‏ حَتَّى لَوْ ضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُنَا.‏ تَقُولُ إِيلِينَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٢٥ سَنَةً:‏ «عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ صَعْبٌ،‏ لٰكِنِّي لَا أُبَادِلُهُ بِأَيِّ عَمَلٍ آخَرَ».‏

كَيْفَ ‹نُثْمِرُ› فِي ٱلْخِدْمَةِ؟‏

٦ أَيُّ سُؤَالٍ سَنُنَاقِشُهُ ٱلْآنَ،‏ وَكَيْفَ سَنُجِيبُ عَنْهُ؟‏

٦ هَلْ يُمْكِنُنَا أَنْ ‹نُثْمِرَ› فِي ٱلْخِدْمَةِ بِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَنْ مُقَاطَعَتِنَا؟‏ لِكَيْ نُجِيبَ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ ٱلْمُهِمِّ،‏ سَنَتَأَمَّلُ فِي مَثَلَيْنِ قَدَّمَهُمَا يَسُوعُ يُوضِحَانِ أَهَمِّيَّةَ حَمْلِ ٱلثَّمَرِ.‏ (‏مت ١٣:‏٢٣‏)‏ فَلْنَرَ أَوَّلًا مَثَلَ ٱلْكَرْمَةِ.‏

٧ ‏(‏أ)‏ مَنْ يُمَثِّلُ «ٱلْفَلَّاحُ»،‏ «ٱلْكَرْمَةُ»،‏ وَ «ٱلْأَغْصَانُ»؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟‏

٧ اقرأ يوحنا ١٥:‏١-‏٥،‏ ٨‏.‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ:‏ «فِي هٰذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي،‏ أَنْ تُدَاوِمُوا عَلَى حَمْلِ ثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُوا تَلَامِيذِي».‏ وَفِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ،‏ يَهْوَهُ هُوَ «ٱلْفَلَّاحُ»،‏ يَسُوعُ هُوَ «ٱلْكَرْمَةُ»،‏ وَتَلَامِيذُهُ هُمُ «ٱلْأَغْصَانُ».‏ * فَمَا هُوَ ٱلثَّمَرُ ٱلَّذِي يَطْلُبُ يَسُوعُ مِنْ أَتْبَاعِهِ أَنْ يَحْمِلُوهُ؟‏ لَمْ يَكْشِفْ ذٰلِكَ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ.‏ لٰكِنَّهُ أَعْطَى تَفْصِيلًا مُهِمًّا يُسَاعِدُ عَلَى تَحْدِيدِ ٱلْجَوَابِ.‏

٨ ‏(‏أ)‏ لِمَ لَا يُعْقَلُ أَنْ يُشِيرَ ٱلثَّمَرُ إِلَى تَلَامِيذَ جُدُدٍ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُمَيِّزُ مَطَالِبَ يَهْوَهَ؟‏

٨ قَالَ يَسُوعُ:‏ ‏«كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لَا يَحْمِلُ ثَمَرًا يَنْزِعُهُ [أَبِي]».‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ لَا يَعْتَبِرُنَا يَهْوَهُ مِنْ خُدَّامِهِ إِلَّا إِذَا حَمَلْنَا ثَمَرًا.‏ ‏(‏مت ١٣:‏٢٣؛‏ ٢١:‏٤٣‏)‏ مِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ لَا يُمْكِنُ أَنْ يُشِيرَ ٱلثَّمَرُ إِلَى تَلَامِيذَ جُدُدٍ.‏ (‏مت ٢٨:‏١٩‏)‏ فَهٰذَا سَيَعْنِي أَنَّ خُدَّامًا أُمَنَاءَ كَثِيرِينَ هُمْ أَغْصَانٌ غَيْرُ مُثْمِرَةٍ،‏ لِأَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يُسَاعِدُوا أَحَدًا لِيَقْبَلَ ٱلْحَقَّ.‏ وَهٰذَا غَيْرُ مَعْقُولٍ!‏ فَنَحْنُ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُجْبِرَ ٱلنَّاسَ أَنْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِيَسُوعَ.‏ وَإِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ لَا يُحَاسِبُنَا عَلَى أَمْرٍ خَارِجٍ عَنْ سَيْطَرَتِنَا.‏ فَكُلُّ مَا يَطْلُبُهُ مِنَّا هُوَ ضِمْنَ إِمْكَانَاتِنَا.‏ —‏ تث ٣٠:‏١١-‏١٤‏.‏

٩ ‏(‏أ)‏ إِلَامَ يُشِيرُ حَمْلُ ٱلثَّمَرِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ مَثَلٍ سَنُنَاقِشُهُ ٱلْآنَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٩ إِذًا،‏ لَا بُدَّ أَنْ يُشِيرَ حَمْلُ ٱلثَّمَرِ إِلَى عَمَلٍ ضِمْنَ إِمْكَانَاتِنَا.‏ فَأَيُّ عَمَلٍ يَطْلُبُهُ يَهْوَهُ مِنَّا جَمِيعًا؟‏ اَلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ * (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وَهٰذَا مَا يُؤَكِّدُهُ مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلزَّارِعِ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِيهِ ٱلْآنَ.‏

١٠ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُمَثِّلُ ٱلْبِذَارُ وَٱلتُّرْبَةُ فِي مَثَلِ ٱلزَّارِعِ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا تُنْتِجُ سَنَابِلُ ٱلْقَمْحِ؟‏

١٠ اقرأ لوقا ٨:‏٥-‏٨،‏ ١١-‏١٥‏.‏ فِي مَثَلِ ٱلزَّارِعِ،‏ يُشِيرُ ٱلْبِذَارُ إِلَى «كَلِمَةِ ٱللهِ»،‏ أَيْ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ أَمَّا ٱلتُّرْبَةُ فَتُمَثِّلُ قَلْبَ ٱلْإِنْسَانِ.‏ وَٱلْبِذْرَةُ ٱلَّتِي سَقَطَتْ عَلَى ٱلتُّرْبَةِ ٱلْجَيِّدَةِ تَأَصَّلَتْ،‏ ثُمَّ أَفْرَخَتْ وَصَارَتْ نَبْتَةً.‏ وَفِي ٱلنِّهَايَةِ،‏ أَنْتَجَتِ ٱلنَّبْتَةُ «ثَمَرًا مِئَةَ ضِعْفٍ».‏ وَلٰكِنْ فَكِّرْ قَلِيلًا:‏ إِذَا كَانَتِ ٱلنَّبْتَةُ سُنْبُلَةَ قَمْحٍ،‏ فَأَيُّ ثَمَرٍ تُنْتِجُهُ؟‏ هَلْ تُنْتِجُ سَنَابِلَ قَمْحٍ صَغِيرَةً؟‏ كَلَّا،‏ بَلْ بِذَارًا جَدِيدًا.‏ وَٱلْبِذَارُ ٱلْجَدِيدُ يَنْمُو بِدَوْرِهِ مَعَ ٱلْوَقْتِ وَيَصِيرُ سَنَابِلَ قَمْحٍ.‏ وَفِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ،‏ أَعْطَتْ كُلُّ بِذْرَةٍ مِئَةَ بِذْرَةٍ.‏ فَكَيْفَ يَنْطَبِقُ ذٰلِكَ عَلَى خِدْمَتِنَا؟‏

كَيْفَ ‹نُثْمِرُ بِٱلِٱحْتِمَالِ›؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏

١١ ‏(‏أ)‏ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلزَّارِعِ عَنْ خِدْمَتِنَا؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نُنْتِجُ بِذَارًا جَدِيدًا؟‏

١١ حِينَ عَلَّمَنَا وَالِدُونَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَوْ أَحَدُ ٱلشُّهُودِ عَنِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ زَرَعُوا بِذْرَةً فِي تُرْبَةٍ جَيِّدَةٍ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ وَقَدْ فَرِحُوا أَنَّنَا قَبِلْنَا ٱلرِّسَالَةَ.‏ وَظَلَّتْ هٰذِهِ ٱلْبِذْرَةُ تَنْمُو فِي قَلْبِنَا حَتَّى صَارَتْ جَاهِزَةً لِتَحْمِلَ ثَمَرًا.‏ وَلٰكِنْ مِثْلَمَا رَأَيْنَا،‏ لَا تُنْتِجُ سُنْبُلَةُ ٱلْقَمْحِ سَنَابِلَ جَدِيدَةً،‏ بَلْ بِذَارًا جَدِيدًا.‏ بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَا نُنْتِجُ نَحْنُ تَلَامِيذَ جُدُدًا،‏ بَلْ بِذَارًا جَدِيدًا.‏ * وَكَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ فِي كُلِّ مَرَّةٍ نُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَنْ مَلَكُوتِ ٱللهِ،‏ نُنْتِجُ بِذَارًا مِثْلَ ٱلْبِذْرَةِ ٱلَّتِي زُرِعَتْ فِي قَلْبِنَا وَنَنْشُرُهُ.‏ (‏لو ٦:‏٤٥؛‏ ٨:‏١‏)‏ لِذٰلِكَ يُعَلِّمُنَا هٰذَا ٱلْمَثَلُ أَنَّنَا مَا دُمْنَا نُبَشِّرُ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ فَنَحْنُ ‹نُثْمِرُ بِٱلِٱحْتِمَالِ›.‏

١٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مَثَلَيْ يَسُوعَ عَنِ ٱلْكَرْمَةِ وَٱلزَّارِعِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُؤَثِّرُ هٰذَا ٱلدَّرْسُ فِيكَ؟‏

١٢ إِذًا،‏ أَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْ مَثَلَيْ يَسُوعَ عَنِ ٱلْكَرْمَةِ وَٱلزَّارِعِ؟‏ لَا يَعْتَمِدُ حَمْلُنَا ٱلثَّمَرَ عَلَى تَجَاوُبِ ٱلنَّاسِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ،‏ بَلْ عَلَى ٱسْتِمْرَارِنَا فِي ٱلْبِشَارَةِ.‏ قَالَ بُولُسُ أَيْضًا:‏ «كُلُّ وَاحِدٍ سَيَنَالُ مُكَافَأَتَهُ بِحَسَبِ كَدِّهِ».‏ ‏(‏١ كو ٣:‏٨‏)‏ فَنَحْنُ نَنَالُ ٱلْمُكَافَأَةَ بِحَسَبِ عَمَلِنَا،‏ وَلَيْسَ بِحَسَبِ نَتِيجَتِهِ.‏ تَقُولُ مَاتِيلْدَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مُنْذُ ٢٠ سَنَةً:‏ «يُفْرِحُنِي أَنَّ يَهْوَهَ يُكَافِئُ ٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي نَبْذُلُهُ».‏

كَيْفَ نُوَاصِلُ خِدْمَتَنَا بِٱحْتِمَالٍ؟‏

١٣،‏ ١٤ بِحَسَبِ رُومَا ١٠:‏١،‏ ٢‏،‏ أَيُّ أَسْبَابٍ دَفَعَتْ بُولُسَ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ لِلْيَهُودِ؟‏

١٣ كَيْفَ ‹نُثْمِرُ بِٱلِٱحْتِمَالِ›؟‏ لِنَعُدْ إِلَى مِثَالِ بُولُسَ.‏ فَقَدْ ضَعُفَتْ مَعْنَوِيَّاتُهُ لِأَنَّ ٱلْيَهُودَ رَفَضُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يَقْطَعِ ٱلْأَمَلَ مِنْهُمْ.‏ عَبَّرَ عَنْ مَشَاعِرِهِ تِجَاهَهُمْ قَائِلًا:‏ «إِنَّ مَسَرَّةَ قَلْبِي وَتَضَرُّعِي إِلَى ٱللهِ مِنْ أَجْلِهِمْ هُمَا لِخَلَاصِهِمْ.‏ لِأَنِّي أَشْهَدُ لَهُمْ أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلهِ،‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَعْرِفَةِ ٱلدَّقِيقَةِ».‏ (‏رو ١٠:‏١،‏ ٢‏)‏ وَهُنَا ذَكَرَ بُولُسُ ثَلَاثَةَ أَسْبَابٍ دَفَعَتْهُ أَنْ يَسْتَمِرَّ فِي ٱلْكِرَازَةِ لَهُمْ.‏

١٤ أَوَّلًا،‏ قَالَ إِنَّ خَلَاصَ ٱلْيَهُودِ هُوَ ‏‹مَسَرَّةُ قَلْبِهِ›.‏ فَقَدْ رَغِبَ بِشِدَّةٍ أَنْ يُخَلِّصَ وَلَوْ بَعْضَهُمْ.‏ (‏رو ١١:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ ثَانِيًا،‏ ذَكَرَ أَنَّهُ ‏‹تَضَرَّعَ إِلَى ٱللهِ مِنْ أَجْلِهِمْ›،‏ أَيْ تَوَسَّلَ إِلَيْهِ كَيْ يُسَاعِدَهُمْ أَنْ يَقْبَلُوا رِسَالَةَ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ وَثَالِثًا،‏ لَاحَظَ بُولُسُ ‏«أَنَّ لَهُمْ غَيْرَةً لِلهِ».‏ فَقَدْ رَكَّزَ عَلَى طِيبَةِ قَلْبِهِمْ وَلَمْ يَسْتَبْعِدْ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ.‏ وَعَرَفَ أَنَّ ٱلْيَهُودَ ٱلْغَيُورِينَ يُمْكِنُ أَنْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ غَيُورِينَ لِلْمَسِيحِ،‏ مِثْلَمَا صَارَ هُوَ.‏

١٥ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِبُولُسَ؟‏ اُذْكُرْ أَمْثِلَةً.‏

١٥ وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِبُولُسَ؟‏ أَوَّلًا،‏ نُنَمِّي ٱلرَّغْبَةَ فِي إِيجَادِ ٱلَّذِينَ «قُلُوبُهُمْ مُهَيَّأَةٌ لِلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ».‏ ثَانِيًا،‏ نَتَوَسَّلُ إِلَى يَهْوَهَ كَيْ يَفْتَحَ قَلْبَهُمْ.‏ (‏اع ١٣:‏٤٨؛‏ ١٦:‏١٤‏)‏ وَتَقُولُ سِيلْفَانَا ٱلَّتِي تَخْدُمُ فَاتِحَةً مُنْذُ ٣٠ سَنَةً تَقْرِيبًا:‏ «قَبْلَ أَنْ أَذْهَبَ إِلَى بَيْتٍ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ،‏ أُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ لِأُحَافِظَ عَلَى مَوْقِفٍ إِيجَابِيٍّ».‏ وَمِنَ ٱلْمُنَاسِبِ أَنْ نُصَلِّيَ أَيْضًا كَيْ يَدُلَّنَا ٱلْمَلَائِكَةُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَرْغَبُونَ فِي سَمَاعِ رِسَالَتِنَا.‏ (‏مت ١٠:‏١١-‏١٣؛‏ رؤ ١٤:‏٦‏)‏ يَذْكُرُ رُوبِرْت،‏ فَاتِحٌ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٣٠ سَنَةً:‏ «يَعْرِفُ ٱلْمَلَائِكَةُ ظُرُوفَ أَصْحَابِ ٱلْبُيُوتِ.‏ وَمِنَ ٱلرَّائِعِ أَنْ نَعْمَلَ مَعَهُمْ».‏ وَثَالِثًا،‏ نُرَكِّزُ عَلَى طِيبَةِ ٱلنَّاسِ وَلَا نَسْتَبْعِدُ أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ.‏ يَقُولُ كَارْل،‏ شَيْخٌ ٱعْتَمَدَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ ٥٠ سَنَةً:‏ «أَبْحَثُ عَنْ أَيِّ عَلَامَةٍ تَدُلُّ عَلَى طِيبَةِ قَلْبِ ٱلشَّخْصِ،‏ رُبَّمَا ٱبْتِسَامَةٍ أَوْ نَظْرَةٍ أَوْ حَتَّى سُؤَالٍ يَطْرَحُهُ».‏ فَلْنَتَمَثَّلْ إِذًا بِبُولُسَ وَنَسْتَمِرَّ فِي ٱلْخِدْمَةِ بِٱحْتِمَالٍ.‏

‏«‏لَا تُرِحْ يَدَكَ»‏

١٦،‏ ١٧ ‏(‏أ)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْجَامِعَة ١١:‏٦‏؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تُؤَثِّرُ خِدْمَتُنَا فِي ٱلَّذِينَ يُرَاقِبُونَنَا؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٦ لِنُبْقِ فِي بَالِنَا أَنَّ خِدْمَتَنَا تُؤَثِّرُ فِي ٱلنَّاسِ،‏ حَتَّى لَوْ شَعَرْنَا أَنْ لَا أَحَدَ يُصْغِي إِلَيْنَا.‏ ‏(‏اقرإ الجامعة ١١:‏٦‏.‏)‏ فَهُمْ يُرَاقِبُونَ تَصَرُّفَاتِنَا،‏ وَيُلَاحِظُونَ بِٱلتَّالِي سُلُوكَنَا ٱلْمُهَذَّبَ وَٱللَّطِيفَ وَلِبَاسَنَا ٱلْمُرَتَّبَ.‏ وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ رُبَّمَا يُغَيِّرُ ٱلْبَعْضُ رَأْيَهُمْ فِينَا.‏ وَهٰذَا مَا ٱخْتَبَرَهُ سِرْجِيُو وَأُولِينْدَا ٱلْمَذْكُورَانِ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏

١٧ يَتَذَكَّرُ سِرْجِيُو:‏ «مَرِضْنَا كِلَانَا،‏ فَلَمْ نَذْهَبْ إِلَى ٱلسَّاحَةِ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ.‏ وَحِينَ عُدْنَا،‏ سَأَلَنَا ٱلنَّاسُ:‏ ‹مَا هٰذِهِ ٱلْغَيْبَةُ؟‏ اِشْتَقْنَا إِلَيْكُمَا›».‏ وَتُخْبِرُ أُولِينْدَا:‏ «لَوَّحَ لَنَا سَائِقُو ٱلْبَاصَاتِ.‏ وَبَعْضُهُمْ قَالُوا مِنْ بَعِيدٍ:‏ ‹أَهْلًا بِعَوْدَتِكُمَا!‏›،‏ حَتَّى إِنَّهُمْ طَلَبُوا مِنَّا مَطْبُوعَاتٍ».‏ وَتَفَاجَأَ ٱلزَّوْجَانِ خُصُوصًا بِرَجُلٍ أَتَى إِلَى عَرَبَةِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ.‏ فَقَدْ قَدَّمَ لَهُمَا بَاقَةَ وُرُودٍ كَيْ يَشْكُرَهُمَا عَلَى جُهُودِهِمَا.‏

١٨ لِمَ أَنْتَ مُصَمِّمٌ أَنْ ‹تُثْمِرَ بِٱلِٱحْتِمَالِ›؟‏

١٨ إِذًا مَا دُمْنَا ‹لَا نُرِيحُ يَدَنَا›،‏ نَلْعَبُ دَوْرًا مُهِمًّا فِي تَقْدِيمِ «شَهَادَةٍ لِجَمِيعِ ٱلْأُمَمِ».‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ نَفْرَحُ كَثِيرًا لِأَنَّ عَمَلَنَا يُرْضِي يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ «يُثْمِرُونَ بِٱلِٱحْتِمَالِ».‏

^ ‎الفقرة 2‏ أَشَارَ يَسُوعُ نَفْسُهُ أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ فِي «وَطَنِهِ» تَحَدٍّ كَبِيرٌ،‏ حَسْبَمَا تَذْكُرُ ٱلْأَنَاجِيلُ ٱلْأَرْبَعَةُ.‏ —‏ مت ١٣:‏٥٧؛‏ مر ٦:‏٤؛‏ لو ٤:‏٢٤؛‏ يو ٤:‏٤٤‏.‏

^ ‎الفقرة 7‏ تُشِيرُ ٱلْأَغْصَانُ فِي هٰذَا ٱلْمَثَلِ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ لٰكِنَّهُ يَحْتَوِي دُرُوسًا تُفِيدُ خُدَّامَ ٱللهِ جَمِيعًا.‏

^ ‎الفقرة 9‏ يُشِيرُ ‹ٱلثَّمَرُ› أَيْضًا إِلَى «ثَمَرِ ٱلرُّوحِ».‏ لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةَ وَٱلْمَقَالَةَ ٱلتَّالِيَةَ تُرَكِّزَانِ عَلَى ‹ثَمَرِ ٱلشِّفَاهِ›،‏ أَيِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ.‏ —‏ غل ٥:‏٢٢،‏ ٢٣؛‏ عب ١٣:‏١٥‏.‏

^ ‎الفقرة 11‏ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ تَحَدَّثَ يَسُوعُ فِي مُنَاسَبَاتٍ أُخْرَى عَنِ ٱلزَّرْعِ وَٱلْحَصَادِ كَيْ يُشِيرَ إِلَى تَلْمَذَةِ ٱلنَّاسِ.‏ —‏ مت ٩:‏٣٧؛‏ يو ٤:‏٣٥-‏٣٨‏.‏