مقالة الدرس ٢١
لا تنخدع ‹بحكمة هذا العالم›
«حِكْمَةُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ حَمَاقَةٌ عِنْدَ ٱللهِ». — ١ كو ٣:١٩.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٨ اَلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللهِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ مَاذَا تُعَلِّمُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ؟
نَحْنُ نَقْدِرُ أَنْ نَتَخَطَّى أَيَّ مُشْكِلَةٍ نُوَاجِهُهَا لِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ‹مُعَلِّمُنَا ٱلْعَظِيمُ›. (اش ٣٠:٢٠، ٢١) فَكَلِمَتُهُ تُعَلِّمُنَا كُلَّ مَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِنَكُونَ ‹ذَوِي كَفَاءَةٍ تَامَّةٍ وَمُجَهَّزِينَ كَامِلًا لِكُلِّ عَمَلٍ صَالِحٍ›. (٢ تي ٣:١٧) وَعِنْدَمَا نَتْبَعُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، نُصْبِحُ أَحْكَمَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ «حِكْمَةَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ». — ١ كو ٣:١٩؛ مز ١١٩:٩٧-١٠٠.
٢ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ وَكَمَا سَنَرَى، غَالِبًا مَا تُرْضِي حِكْمَةُ ٱلْعَالَمِ رَغَبَاتِ جَسَدِنَا. لِذَا يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَلَّا نُفَكِّرَ وَنَتَصَرَّفَ مِثْلَ أَهْلِ ٱلْعَالَمِ. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُوصِينَا: «اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ». (كو ٢:٨) وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنُنَاقِشُ كَيْفَ خَدَعَتْ كِذْبَتَانِ ٱلنَّاسَ وَٱنْتَشَرَتَا بَيْنَهُمْ. وَسَنُحَلِّلُ لِمَ حِكْمَةُ ٱلْعَالَمِ حَمَاقَةٌ، وَلِمَ حِكْمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَفْضَلُ مِنْهَا بِكَثِيرٍ.
نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ تَتَغَيَّرُ
٣-٤ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَةُ ٱلنَّاسِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ فِي بِدَايَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ؟
٣ فِي بِدَايَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، شَهِدَتِ ٱلْوِلَايَاتُ ٱلْمُتَّحِدَةُ وَأُورُوبَّا ٱلْغَرْبِيَّةُ تَغَيُّرًا كَبِيرًا فِي ٱلنَّظْرَةِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ. فَسَابِقًا، كَانَ ٱلْجِنْسُ فِي نَظَرِ كَثِيرِينَ لِلْمُتَزَوِّجِينَ فَقَطْ، وَلَمْ يَكُنْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعُ يُنَاقَشُ عَلَنًا. لٰكِنَّ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةَ تَبَدَّلَتْ وَبَدَأَ ٱلتَّسَاهُلُ يَحِلُّ مَحَلَّهَا.
٢ تي ٣:٤.
٤ وَقَدْ سُمِّيَتْ عِشْرِينِيَّاتُ ذٰلِكَ ٱلْقَرْنِ «ٱلْعِشْرِينِيَّاتِ ٱلصَّاخِبَةَ». فَتَصَرُّفَاتُ ٱلنَّاسِ وَمَوَاقِفُهُمْ مِنَ ٱلْجِنْسِ تَغَيَّرَتْ كَثِيرًا بَعْدَ نِهَايَةِ ٱلْحَرْبِ ٱلْعَالَمِيَّةِ ٱلْأُولَى. تَقُولُ إِحْدَى ٱلْبَاحِثَاتِ: «بَرَزَ مَوْضُوعُ ٱلْجِنْسِ فِي ٱلْأَفْلَامِ، ٱلْمَسْرَحِيَّاتِ، ٱلْأَغَانِي، ٱلرِّوَايَاتِ، وَٱلْإِعْلَانَاتِ». وَفِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ أَيْضًا، زَادَتِ ٱلْإِيحَاءَاتُ ٱلْجِنْسِيَّةُ فِي ٱلرَّقْصِ، وَأَصْبَحَتِ ٱلثِّيَابُ أَقَلَّ حِشْمَةً. فَكَمَا أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، أَصْبَحَ ٱلنَّاسُ «مُحِبِّينَ لِلْمَلَذَّاتِ». —٥ كَيْفَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ مُنْذُ ٱلسِّتِّينِيَّاتِ؟
٥ وَمُنْذُ ٱلسِّتِّينِيَّاتِ، تَنْتَشِرُ ٱلْمُسَاكَنَةُ وَٱلْمِثْلِيَّةُ ٱلْجِنْسِيَّةُ وَٱلطَّلَاقُ. وَتُصَوِّرُ ٱلتَّسْلِيَةُ ٱلْجِنْسَ بِطَرِيقَةٍ فَاضِحَةٍ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. وَمَا ٱلنَّتِيجَةُ؟ ذَكَرَتْ كَاتِبَةٌ أَنَّ تَحَرُّرَ ٱلْمُجْتَمَعِ مِنَ ٱلْآدَابِ ٱلْجِنْسِيَّةِ هُوَ ٱلسَّبَبُ وَرَاءَ ٱلْعَائِلَاتِ ٱلْمُفَكَّكَةِ، ٱلْعَائِلَاتِ ذَاتِ ٱلْوَالِدِ ٱلْوَاحِدِ، ٱلْجُرُوحِ ٱلْعَاطِفِيَّةِ، ٱلْإِدْمَانِ عَلَى ٱلْمَوَادِّ ٱلْإِبَاحِيَّةِ، وَغَيْرِ ذٰلِكَ مِنَ ٱلْمَشَاكِلِ. هٰذَا وَإِنَّ كَثْرَةَ ٱلْأَمْرَاضِ ٱلْمُنْتَقِلَةِ جِنْسِيًّا، كَٱلْإِيدْز، تُؤَكِّدُ أَنَّ حِكْمَةَ هٰذَا ٱلْعَالَمِ هِيَ حَمَاقَةٌ. — ٢ بط ٢:١٩.
٦ كَيْفَ تُحَقِّقُ نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ أَهْدَافَ ٱلشَّيْطَانِ؟
٦ وَنَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ تُحَقِّقُ أَهْدَافَ ٱلشَّيْطَانِ. فَهُوَ يَفْرَحُ حِينَ يَسْتَهِينُ ٱلنَّاسُ بِعَطِيَّةِ ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ ٱلَّتِي وَهَبَنَا إِيَّاهَا يَهْوَهُ. (اف ٢:٢) وَٱلْفَسَادُ ٱلْجِنْسِيُّ لَا يُقَلِّلُ فَقَطْ مِنْ قِيمَةِ عَطِيَّةِ ٱلْإِنْجَابِ، بَلْ يَحْرِمُ ٱلَّذِينَ يُمَارِسُونَهُ مِنَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. — ١ كو ٦:٩، ١٠.
نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ
٧-٨ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ؟
٧ يَسْخَرُ ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ مِنْ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ، وَيَدَّعُونَ أَنَّهَا غَيْرُ مَنْطِقِيَّةٍ. فَهُمْ يَقُولُونَ: ‹لِمَ يَخْلُقُ ٱللهُ فِينَا رَغَبَاتٍ جِنْسِيَّةً ثُمَّ يَمْنَعُنَا أَنْ نُشْبِعَهَا؟!›. فَفِي نَظَرِهِمْ، يَجِبُ أَنْ يُشْبِعَ ٱلْبَشَرُ كُلَّ رَغْبَةٍ يَشْعُرُونَ بِهَا. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ ٱلْعَكْسَ. فَهُوَ يُعَلِّمُنَا أَنَّ ٱللهَ أَعْطَانَا كو ٣:٥) أَيْضًا، هَيَّأَ يَهْوَهُ تَرْتِيبَ ٱلزَّوَاجِ ٱلَّذِي يُتِيحُ لَنَا أَنْ نُشْبِعَ رَغَبَاتِنَا ٱلْجِنْسِيَّةَ بِطَرِيقَةٍ لَائِقَةٍ. (١ كو ٧:٨، ٩) وَهٰكَذَا لَا نُحِسُّ بِمَشَاعِرِ ٱلنَّدَمِ وَٱلْقَلَقِ ٱلَّتِي غَالِبًا مَا تَنْتِجُ عَنِ ٱلْفَسَادِ ٱلْجِنْسِيِّ.
كَرَامَةً، لِأَنَّهُ مَنَحَنَا ٱلْقُدْرَةَ أَنْ نُسَيْطِرَ عَلَى رَغَبَاتِنَا ٱلْخَاطِئَةِ. (٨ وَبِعَكْسِ حِكْمَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ، يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلنَّظْرَةَ ٱلصَّحِيحَةَ إِلَى ٱلْجِنْسِ. فَهُوَ يُخْبِرُنَا أَنَّ ٱلْجِنْسَ يَجْلُبُ ٱلْفَرَحَ. (ام ٥:١٨، ١٩) لٰكِنَّهُ يَنْصَحُنَا: «هٰذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ . . . أَنْ يَعْرِفَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ كَيْفَ يَقْتَنِي إِنَاءَهُ ٱلْخَاصَّ بِقَدَاسَةٍ وَكَرَامَةٍ، لَا بِشَهْوَةٍ جِنْسِيَّةٍ طَامِعَةٍ كَمَا عِنْدَ ٱلْأُمَمِ ٱلَّذِينَ لَا يَعْرِفُونَ ٱللهَ». — ١ تس ٤:٤، ٥.
٩ (أ) أَيُّ مُسَاعَدَةٍ نَالَهَا شَعْبُ يَهْوَهَ فِي بِدَايَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ؟ (ب) أَيُّ نَصِيحَةٍ حَكِيمَةٍ نَجِدُهَا فِي ١ يُوحَنَّا ٢:١٥، ١٦؟ (ج) حَسَبَ رُومَا ١:٢٤-٢٧، أَيُّ مُمَارَسَاتٍ فَاسِدَةٍ نَرْفُضُهَا؟
٩ فِي بِدَايَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلْعِشْرِينَ، لَمْ يَتَأَثَّرْ شَعْبُ يَهْوَهَ بِخِدَاعِ ٱلَّذِينَ «فَقَدُوا كُلَّ حِسٍّ أَدَبِيٍّ». (اف ٤:١٩) بَلِ ٱلْتَصَقُوا بِمَبَادِئِ يَهْوَهَ. ذَكَرَتْ مَجَلَّةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي عَدَدِ ١٥ أَيَّارَ (مَايُو) ١٩٢٦ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ): «يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ ٱلرِّجَالُ وَٱلنِّسَاءُ طَاهِرِينَ فِي أَفْكَارِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ، وَخُصُوصًا فِي تَعَامُلَاتِهِمْ مَعَ ٱلْجِنْسِ ٱلْآخَرِ». وَبِغَضِّ ٱلنَّظَرِ عَمَّا حَصَلَ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَهُمُ، ٱتَّبَعَ شَعْبُ يَهْوَهَ حِكْمَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْفَائِقَةَ. (اقرأ ١ يوحنا ٢:١٥، ١٦.) فَكَمْ نَشْكُرُ يَهْوَهَ عَلَى كَلِمَتِهِ وَعَلَى ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلَّذِي يَأْتِينَا فِي حِينِهِ! فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَرْفُضَ نَظْرَةَ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلْجِنْسِ وَٱلزَّوَاجِ. * — اقرأ روما ١:٢٤-٢٧.
نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلذَّاتِ تَتَغَيَّرُ
١٠-١١ بِمَ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَنِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ؟
١٠ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ سَيَكُونُونَ «مُحِبِّينَ لِأَنْفُسِهِمْ». (٢ تي ٣:١، ٢) لِذٰلِكَ لَا نَسْتَغْرِبُ أَنَّ ٱلْعَالَمَ يُشَجِّعُ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ. تَذْكُرُ إِحْدَى ٱلْمَوْسُوعَاتِ أَنَّ «كُتُبَ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلذَّاتِيَّةِ ٱزْدَادَتْ كَثِيرًا» خِلَالَ ٱلسَّبْعِينِيَّاتِ. وَبَعْضُهَا «شَجَّعَ ٱلْقُرَّاءَ أَنْ يَعْرِفُوا نَفْسَهُمْ وَيَتَقَبَّلُوهَا وَيَفْتَخِرُوا بِمَا هُمْ عَلَيْهِ». مَثَلًا، قَالَ أَحَدُهَا: «أَحِبَّ نَفْسَكَ، فَأَنْتَ أَحْلَى وَأَهَمُّ شَخْصٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ». وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ ٱلشَّخْصَ هُوَ مَنْ يُقَرِّرُ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ. فَمِنْ حَقِّهِ أَنْ يَفْعَلَ مَا هُوَ صَحِيحٌ وَمُنَاسِبٌ فِي نَظَرِهِ.
١١ وَهَلْ هٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ جَدِيدَةٌ؟ لَا، فَٱلشَّيْطَانُ شَجَّعَ حَوَّاءَ أَنْ تُفَكِّرَ بِٱلطَّرِيقَةِ نَفْسِهَا. قَالَ لَهَا إِنَّهَا ‹سَتَصِيرُ كَٱللهِ، تَعْرِفُ ٱلْخَيْرَ وَٱلشَّرَّ›. (تك ٣:٥) وَٱلْيَوْمَ، يُعَظِّمُ ٱلْبَعْضُ أَنْفُسَهُمْ لِدَرَجَةِ أَنْ لَا أَحَدَ فِي نَظَرِهِمْ، وَلَا حَتَّى ٱللهَ، يَحِقُّ لَهُ أَنْ يُحَدِّدَ لَهُمْ مَا ٱلصَّحُّ وَمَا ٱلْخَطَأُ. وَيَظْهَرُ هٰذَا ٱلْمَوْقِفُ بِوُضُوحٍ فِي نَظْرَتِهِمْ إِلَى ٱلزَّوَاجِ.
١٢ مَا هِيَ نَظْرَةُ ٱلْعَالَمِ إِلَى ٱلزَّوَاجِ؟
١٢ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلزَّوْجَ وَٱلزَّوْجَةَ يَجِبُ أَنْ يَحْتَرِمَا وَاحِدُهُمَا ٱلْآخَرَ وَيَلْتَزِمَا بِنُذُورِهِمَا. وَهُوَ تك ٢:٢٤) أَمَّا ٱلَّذِينَ يَتْبَعُونَ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ فَنَظْرَتُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ. بِرَأْيِهِمْ، يَلْزَمُ أَنْ يُرَكِّزَ كُلٌّ مِنَ ٱلزَّوْجِ وَٱلزَّوْجَةِ عَلَى حَاجَاتِهِ هُوَ. يَذْكُرُ كِتَابٌ عَنِ ٱلطَّلَاقِ: «فِي بَعْضِ مَرَاسِمِ ٱلزَّوَاجِ، أُبْدِلَتْ عِبَارَةُ ‹إِلَى أَنْ يُفَرِّقَنَا ٱلْمَوْتُ› بِعِبَارَةِ ‹مَا دَامَ وَاحِدُنَا يُحِبُّ ٱلْآخَرَ›». وَهٰذِهِ ٱلنَّظْرَةُ ٱلْمُتَسَاهِلَةُ إِلَى ٱلزَّوَاجِ فَكَّكَتْ عَائِلَاتٍ كَثِيرَةً وَسَبَّبَتْ أَذًى عَاطِفِيًّا هَائِلًا. فَلَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلنَّظْرَةَ ٱلْعَدِيمَةَ ٱلِٱحْتِرَامِ إِلَى ٱلزَّوَاجِ هِيَ حَمَاقَةٌ.
يُشَجِّعُهُمَا أَنْ يُصَمِّمَا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مَعًا، قَائِلًا: «يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ وَيَصِيرَانِ جَسَدًا وَاحِدًا». (١٣ لِمَاذَا يَكْرَهُ يَهْوَهُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ؟
١٣ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كُلُّ مُتَكَبِّرِ ٱلْقَلْبِ مَكْرَهَةٌ لِيَهْوَهَ». (ام ١٦:٥) وَلِمَاذَا يَكْرَهُ يَهْوَهُ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُمْ يَعْكِسُونَ تَكَبُّرَ وَغُرُورَ ٱلشَّيْطَانِ. فَٱلشَّيْطَانُ تَوَقَّعَ مِنْ يَسُوعَ، ٱلَّذِي ٱسْتَعْمَلَهُ ٱللهُ لِيَخْلُقَ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ، أَنْ يَسْجُدَ لَهُ وَيَعْبُدَهُ. فَيَا لَهُ مِنْ مَغْرُورٍ! (مت ٤:٨، ٩؛ كو ١:١٥، ١٦) وَمَعَ أَنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلْمَغْرُورِينَ يَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ حُكَمَاءَ، فَإِنَّ حِكْمَتَهُمْ حَمَاقَةٌ فِي نَظَرِ ٱللهِ.
نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلذَّاتِ
١٤ كَيْفَ تُسَاعِدُنَا رُومَا ١٢:٣ أَنْ نَنْظُرَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى أَنْفُسِنَا؟
١٤ يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْ نَنْظُرَ بِٱتِّزَانٍ إِلَى أَنْفُسِنَا. فَحَسَبَ كَلِمَةِ ٱللهِ، لَيْسَ خَطَأً أَنْ نُحِبَّ أَنْفُسَنَا إِلَى حَدٍّ مَا. ذَكَرَ يَسُوعُ: «تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ». (مت ١٩:١٩) وَهٰذَا يَدُلُّ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ نُحِبَّ أَنْفُسَنَا وَنَهْتَمَّ بِحَاجَاتِنَا. لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُعَلِّمُنَا أَلَّا نَعْتَبِرَ أَنْفُسَنَا أَهَمَّ مِنْ غَيْرِنَا. فَهُوَ يُوصِينَا ‹أَلَّا نَعْمَلَ شَيْئًا عَنْ نَزْعَةٍ إِلَى ٱلْخِصَامِ أَوْ عَنْ عُجْبٍ، بَلْ بِٱتِّضَاعٍ عَقْلِيٍّ أَنْ نَعْتَبِرَ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَنَا›. — في ٢:٣؛ اقرأ روما ١٢:٣.
١٥ لِمَاذَا بِرَأْيِكَ نَظْرَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلذَّاتِ هِيَ ٱلْأَفْضَلُ؟
١٥ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْحُكَمَاءِ فِي ٱلْعَالَمِ يَسْخَرُونَ مِنْ نَظْرَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى مَحَبَّةِ ٱلذَّاتِ. فَفِي نَظَرِهِمْ، حِينَ يَعْتَبِرُ ٱلشَّخْصُ ٱلْآخَرِينَ أَهَمَّ مِنْهُ، يَرَوْنَهُ ضَعِيفًا وَيَسْتَغِلُّونَهُ. وَلٰكِنْ فَكِّرْ قَلِيلًا. مَاذَا يَنْتِجُ عَنْ مَوْقِفِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَنَانِيِّ؟ هَلِ ٱلْأَنَانِيُّونَ سُعَدَاءُ؟ هَلْ عَائِلَاتُهُمْ سَعِيدَةٌ؟ هَلْ لَدَيْهِمْ أَصْدِقَاءُ حَقِيقِيُّونَ؟ هَلْ عَلَاقَتُهُمْ بِٱللهِ قَوِيَّةٌ؟ إِذًا، مَا ٱلْأَفْضَلُ: حِكْمَةُ ٱلْعَالَمِ أَمْ حِكْمَةُ ٱللهِ؟
١٦-١٧ عَلَامَ نَشْكُرُ يَهْوَهَ، وَلِمَاذَا؟
١٦ يُشْبِهُ مَنْ يَتْبَعُ حِكْمَةَ ٱلْعَالَمِ سَائِحًا يَسْتَدِلُّ مِنْ سَائِحٍ آخَرَ عَلَى ٱلطَّرِيقِ فِيمَا كِلَاهُمَا ضَائِعَانِ. قَالَ يَسُوعُ عَنِ «ٱلْحُكَمَاءِ» فِي أَيَّامِهِ: «إِنَّهُمْ قَادَةٌ عُمْيَانٌ. وَإِذَا كَانَ أَعْمَى يَقُودُ أَعْمَى، فَكِلَاهُمَا يَسْقُطَانِ فِي حُفْرَةٍ». (مت ١٥:١٤) حَقًّا، حِكْمَةُ ٱلْعَالَمِ حَمَاقَةٌ عِنْدَ ٱللهِ.
١٧ وَعَلَى مَرِّ ٱلزَّمَنِ، أَثْبَتَتْ حِكْمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّهَا «نَافِعَةٌ لِلتَّعْلِيمِ، وَٱلتَّوْبِيخِ، وَٱلتَّقْوِيمِ، وَٱلتَّأْدِيبِ فِي ٱلْبِرِّ». (٢ تي ٣:١٦) وَنَحْنُ نَشْكُرُ يَهْوَهَ لِأَنَّهُ يَحْمِينَا بِوَاسِطَةِ هَيْئَتِهِ مِنْ حِكْمَةِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ. (اف ٤:١٤) فَٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ ٱلَّذِي نَنَالُهُ يُقَوِّينَا كَيْ لَا نَتَخَلَّى عَنِ ٱلْمَبَادِئِ فِي كَلِمَتِهِ. فَيَا لَهُ مِنِ ٱمْتِيَازٍ أَنْ تُرْشِدَنَا حِكْمَةُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي لَا تُخْطِئُ!
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٤ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ»
^ الفقرة 5 تَزِيدُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ قَنَاعَتَنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ هُوَ وَحْدَهُ مَصْدَرُ ٱلْإِرْشَادِ ٱلصَّحِيحِ. وَتُظْهِرُ أَنَّ ٱتِّبَاعَ حِكْمَةِ ٱلْعَالَمِ نَتَائِجُهُ مَأْسَاوِيَّةٌ، أَمَّا ٱتِّبَاعُ حِكْمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فَفَوَائِدُهُ كَثِيرَةٌ.
^ الفقرة 50 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: نَرَى بَعْضَ ٱللَّحَظَاتِ فِي حَيَاةِ زَوْجَيْنِ مِنَ ٱلشُّهُودِ. اَلْأَخُ وَزَوْجَتُهُ يُبَشِّرَانِ فِي أَوَاخِرِ ٱلسِّتِّينِيَّاتِ.
^ الفقرة 52 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: فِي ٱلثَّمَانِينِيَّاتِ، ٱلزَّوْجُ يَعْتَنِي بِزَوْجَتِهِ ٱلْمَرِيضَةِ، فِيمَا ٱبْنَتُهُمَا ٱلصَّغِيرَةُ إِلَى جَانِبِهِمَا.
^ الفقرة 54 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: اَلْيَوْمَ، يَسْتَرْجِعُ ٱلزَّوْجَانِ ذِكْرَيَاتِهِمَا ٱلْجَمِيلَةَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ مَعَ ٱبْنَتِهِمَا وَعَائِلَتِهَا.