مقالة الدرس ٢٢
قدِّر الكنوز التي لا تُرى
«نُبْقِي أَعْيُنَنَا . . . عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا تُرَى. فَٱلَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا ٱلَّتِي لَا تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ». — ٢ كو ٤:١٨.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٤٥ أَفْكَارُ قَلْبِي
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْكُنُوزِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ؟
بَعْضُ ٱلْكُنُوزِ لَا نَقْدِرُ أَنْ نَرَاهَا. وَفِي ٱلْحَقِيقَةِ، ٱلْكُنُوزُ ٱلْأَغْلَى لَا تُرَى. فَفِي ٱلْمَوْعِظَةِ عَلَى ٱلْجَبَلِ، تَحَدَّثَ يَسُوعُ عَنْ كُنُوزٍ سَمَاوِيَّةٍ أَهَمَّ بِكَثِيرٍ مِنَ ٱلْكُنُوزِ ٱلْحَرْفِيَّةِ. ثُمَّ أَضَافَ: «حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ أَيْضًا». (مت ٦:١٩-٢١) فَقَلْبُنَا يَدْفَعُنَا أَنْ نَسْعَى وَرَاءَ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلثَّمِينَةِ فِي نَظَرِنَا. وَيَسُوعُ أَوْصَانَا أَنْ نَكْنِزَ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ، أَيْ أَنْ نَبْذُلَ جُهْدَنَا كَيْ يَكُونَ ٱللهُ رَاضِيًا عَنَّا. فَهٰذِهِ ٱلْكُنُوزُ لَا تُسْرَقُ وَلَا تَفْنَى، كَمَا وَصَفَهَا يَسُوعُ.
٢ (أ) حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ٤:١٧، ١٨، مَاذَا أَوْصَانَا بُولُسُ؟ (ب) عَمَّ سَنَتَحَدَّثُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٢ اَلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا أَوْصَانَا أَنْ «نُبْقِيَ أَعْيُنَنَا . . . عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي لَا تُرَى». (اقرأ ٢ كورنثوس ٤:١٧، ١٨.) وَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ هِيَ ٱلْكُنُوزُ ٱلرُّوحِيَّةُ. وَهِيَ تَشْمُلُ ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي نَفْرَحُ بِهَا ٱلْآنَ وَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَحَدَّثُ عَنْ أَرْبَعَةِ كُنُوزٍ لَا تُرَى نَتَمَتَّعُ بِهَا ٱلْآنَ: اَلصَّدَاقَةِ مَعَ ٱللهِ، ٱلصَّلَاةِ، دَعْمِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱلْعَمَلِ مَعْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَٱلْمَلَائِكَةِ. وَسَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِهٰذِهِ ٱلْكُنُوزِ.
اَلصَّدَاقَةُ مَعْ يَهْوَهَ
٣ مَا هُوَ أَعْظَمُ كَنْزٍ لَا يُرَى، وَكَيْفَ حَصَلْنَا عَلَيْهِ؟
٣ إِنَّ أَعْظَمَ كَنْزٍ لَا يُرَى هُوَ صَدَاقَتُنَا مَعْ يَهْوَهَ. (مز ٢٥:١٤) وَلٰكِنْ كَيْفَ يُعْقَلُ أَنْ يَكُونَ ٱللهُ صَدِيقًا لِبَشَرٍ خُطَاةٍ وَيَبْقَى قُدُّوسًا؟ هٰذَا مُمْكِنٌ لِأَنَّ يَسُوعَ «رَفَعَ خَطِيَّةَ ٱلْعَالَمِ» حِينَ قَدَّمَ حَيَاتَهُ فِدْيَةً عَنَّا. (يو ١:٢٩) وَيَهْوَهُ عَرَفَ مُسْبَقًا أَنَّ يَسُوعَ سَيَبْقَى أَمِينًا لَهُ حَتَّى ٱلْمَوْتِ وَيُخَلِّصُ ٱلْبَشَرَ. وَعَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ، ٱسْتَطَاعَ يَهْوَهُ أَنْ يَكُونَ صَدِيقًا لِأَشْخَاصٍ عَاشُوا قَبْلَ أَنْ يُقَدِّمَ يَسُوعُ ٱلْفِدْيَةَ. — رو ٣:٢٥.
٤ أَعْطِ أَمْثِلَةً عَنْ أَصْدِقَاءَ لِلهِ عَاشُوا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِ.
٤ فَكِّرْ فِي بَعْضِ أَصْدِقَاءِ ٱللهِ ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ ٱلْمَسِيحِ. أَحَدُهُمْ هُوَ إِبْرَاهِيمُ ٱلَّذِي كَانَ إِيمَانُهُ مُمَيَّزًا. وَيَهْوَهُ دَعَاهُ «صَدِيقِي» بَعْدَ أَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١ سَنَةٍ عَلَى مَوْتِهِ. (اش ٤١:٨) فَحَتَّى ٱلْمَوْتُ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَفْصِلَ يَهْوَهَ عَنْ أَصْدِقَائِهِ ٱلْأَعِزَّاءِ. فَإِبْرَاهِيمُ لَا يَزَالُ حَيًّا فِي ذَاكِرَةِ يَهْوَهَ. (لو ٢٠:٣٧، ٣٨) صَدِيقٌ آخَرُ لِيَهْوَهَ هُوَ أَيُّوبُ. فَحِينَ كَانَ ٱلْمَلَائِكَةُ مُجْتَمِعِينَ فِي ٱلسَّمَاءِ، أَكَّدَ يَهْوَهُ أَنَّ أَيُّوبَ «رَجُلٌ بِلَا لَوْمٍ وَمُسْتَقِيمٌ، يَخَافُ ٱللهَ وَيَحِيدُ عَنِ ٱلشَّرِّ». (اي ١:٦-٨) وَمَاذَا قَالَ عَنْ دَانِيَالَ ٱلَّذِي خَدَمَهُ بِأَمَانَةٍ ٨٠ سَنَةً تَقْرِيبًا بَيْنَ أُنَاسٍ يَعْبُدُونَ ٱلتَّمَاثِيلَ؟ لَقَدْ أَكَّدَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لِهٰذَا ٱلرَّجُلِ ٱلْمُسِنِّ أَنَّهُ «مَحْبُوبٌ جِدًّا». (دا ٩:٢٣؛ ١٠:١١، ١٩) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ يَنْتَظِرُ بِشَوْقٍ ٱلْيَوْمَ ٱلَّذِي سَيُقِيمُ فِيهِ أَصْدِقَاءَهُ ٱلْأَعِزَّاءَ. — اي ١٤:١٥.
٥ كَيْفَ نَصِيرُ أَصْدِقَاءَ لِيَهْوَهَ؟
٥ وَٱلْيَوْمَ، مَلَايِينُ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ هُمْ أَصْدِقَاءُ أَعِزَّاءُ لِيَهْوَهَ. فَعَدَدٌ كَبِيرٌ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ وَٱلْأَوْلَادِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ يُبَرْهِنُونَ بِتَصَرُّفَاتِهِمْ أَنَّهُمْ أَصْدِقَاءُ لِلهِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ‹صَدَاقَةَ يَهْوَهَ لِلْمُسْتَقِيمِينَ›. (ام ٣:٣٢) وَهٰذِهِ ٱلصَّدَاقَةُ مُمْكِنَةٌ لِأَنَّنَا نُؤْمِنُ بِفِدْيَةِ يَسُوعَ. وَعَلَى هٰذَا ٱلْأَسَاسِ، يَقْبَلُ يَهْوَهُ أَنْ نَنْذُرَ حَيَاتَنَا لَهُ وَنَعْتَمِدَ. وَهٰكَذَا نَنْضَمُّ إِلَى مَلَايِينِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ صَدَاقَتُهُمْ قَوِيَّةٌ مَعْ أَعْظَمِ شَخْصِيَّةٍ فِي ٱلْكَوْنِ.
٦ كَيْفَ نُقَدِّرُ صَدَاقَتَنَا مَعَ ٱللهِ؟
٦ وَكَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّ صَدَاقَةَ يَهْوَهَ غَالِيَةٌ عَلَى قَلْبِنَا؟ مِثْلَمَا بَقِيَ إِبْرَاهِيمُ وَأَيُّوبُ أَمِينَيْنِ لِلهِ أَكْثَرَ مِنْ ١٠٠ سَنَةٍ، لِنَبْقَ أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ وَلَوْ كُنَّا نَخْدُمُهُ مُنْذُ وَقْتٍ طَوِيلٍ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ. وَمِثْلَ دَانِيَالَ، لِتَكُنْ صَدَاقَتُنَا مَعَ ٱللهِ أَغْلَى مِنْ حَيَاتِنَا. (دا ٦:٧، ١٠، ١٦، ٢٢) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَحَمَّلَ ٱلظُّرُوفَ ٱلصَّعْبَةَ وَنُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَةٍ قَوِيَّةٍ بِهِ. — في ٤:١٣.
اَلصَّلَاةُ
٧ (أ) حَسَبَ ٱلْأَمْثَال ١٥:٨، كَيْفَ يَشْعُرُ يَهْوَهُ حِينَ نُصَلِّي؟ (ب) كَيْفَ يَسْتَجِيبُ يَهْوَهُ صَلَوَاتِنَا؟
٧ كَنْزٌ آخَرُ لَا يُرَى هُوَ ٱلصَّلَاةُ. فَٱلْأَصْدِقَاءُ ٱلْأَعِزَّاءُ يَفْرَحُونَ حِينَ يَتَحَدَّثُونَ مَعًا عَنْ أَفْكَارِهِمْ وَمَشَاعِرِهِمْ. وَهٰذَا يَنْطَبِقُ أَيْضًا عَلَى صَدَاقَتِنَا مَعْ يَهْوَهَ. فَهُوَ يَتَكَلَّمُ مَعَنَا مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَيَكْشِفُ لَنَا عَنْ أَفْكَارِهِ وَمَشَاعِرِهِ. وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ مَعَهُ فِي ٱلصَّلَاةِ، فَنَفْتَحُ لَهُ قَلْبَنَا وَنُخْبِرُهُ عَنْ أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا. وَيَهْوَهُ يَفْرَحُ الامثال ١٥:٨.) وَهُوَ لَا يَكْتَفِي بِأَنْ يَسْمَعَهَا، بَلْ يَسْتَجِيبُهَا أَيْضًا. أَحْيَانًا، يَأْتِي ٱلْجَوَابُ بِسُرْعَةٍ. وَأَحْيَانًا أُخْرَى، قَدْ يَلْزَمُ أَنْ نَنْتَظِرَ فَتْرَةً أَطْوَلَ. لٰكِنَّنَا نَثِقُ أَنَّهُ سَيَسْتَجِيبُ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ وَبِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ. طَبْعًا، قَدْ لَا يَأْتِي ٱلْجَوَابُ مِثْلَمَا تَوَقَّعْنَا. فَبَدَلَ أَنْ يُزِيلَ يَهْوَهُ ٱلْمُشْكِلَةَ، رُبَّمَا يُعْطِينَا ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْقُوَّةَ كَيْ ‹نَحْتَمِلَهَا›. — ١ كو ١٠:١٣.
عِنْدَمَا يَسْمَعُ صَلَوَاتِنَا. (اقرإ٨ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِهَدِيَّةِ ٱلصَّلَاةِ؟
٨ وَنَحْنُ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِهَدِيَّةِ ٱلصَّلَاةِ ٱلْمُمَيَّزَةِ حِينَ نُطَبِّقُ ٱلنَّصِيحَةَ: «صَلُّوا بِلَا ٱنْقِطَاعٍ». (١ تس ٥:١٧) وَيَهْوَهُ لَا يُجْبِرُنَا أَنْ نُصَلِّيَ، بَلْ يَحْتَرِمُ حُرِّيَّتَنَا وَيُشَجِّعُنَا أَنْ ‹نُوَاظِبَ عَلَى ٱلصَّلَاةِ›. (رو ١٢:١٢) لِذَا، نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِهٰذِهِ ٱلْهَدِيَّةِ حِينَ نُصَلِّي عِدَّةَ مَرَّاتٍ كُلَّ يَوْمٍ. وَطَبْعًا، نَحْنُ لَا نَنْسَى أَنْ نَشْكُرَ يَهْوَهَ وَنُمَجِّدَهُ فِي صَلَوَاتِنَا. — مز ١٤٥:٢، ٣.
٩ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْأَخُ كْرِيس تِجَاهَ ٱمْتِيَازِ ٱلصَّلَاةِ، وَكَيْفَ تَشْعُرُ أَنْتَ؟
٩ عَلَى مَرِّ ٱلسَّنَوَاتِ، فِيمَا نَخْدُمُ يَهْوَهَ وَنَرَاهُ يَسْتَجِيبُ صَلَوَاتِنَا، يَزْدَادُ تَقْدِيرُنَا لِهَدِيَّةِ ٱلصَّلَاةِ. يَقُولُ أَخٌ ٱسْمُهُ كْرِيس يَخْدُمُ يَهْوَهَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُنْذُ ٤٧ سَنَةً: «أُحِبُّ أَنْ أَسْتَيْقِظَ بَاكِرًا وَآخُذَ وَقْتِي فِي ٱلصَّلَاةِ. فَأَنَا أَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ أَتَكَلَّمُ مَعْ يَهْوَهَ فِيمَا تُشْرِقُ ٱلشَّمْسُ وَيَنْعَكِسُ نُورُهَا عَلَى حَبَّاتِ ٱلنَّدَى. وَهٰذَا يَدْفَعُنِي أَنْ أَشْكُرَهُ عَلَى كُلِّ عَطَايَاهُ، وَمِنْهَا ٱمْتِيَازُ ٱلصَّلَاةِ. وَفِي آخِرِ ٱلْيَوْمِ، بَعْدَ أَنْ أُصَلِّيَ، أَنَامُ وَضَمِيرِي مُرْتَاحٌ».
دَعْمُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ
١٠ كَيْفَ يَدْعَمُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
١٠ دَعْمُ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ هُوَ أَيْضًا كَنْزٌ لَا يُرَى. وَقَدْ لو ١١:٩، ١٣) فَبِوَاسِطَةِ هٰذَا ٱلرُّوحِ، يُعْطِينَا يَهْوَهُ «ٱلْقُدْرَةَ ٱلَّتِي تَفُوقُ مَا هُوَ عَادِيٌّ». (٢ كو ٤:٧؛ اع ١:٨) وَهٰذِهِ ٱلْقُدْرَةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَحَمَّلَ أَيَّ ظَرْفٍ صَعْبٍ نَمُرُّ بِهِ.
شَجَّعَنَا يَسُوعُ أَنْ نُصَلِّيَ دَائِمًا وَنَطْلُبَ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ. (١١ بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
١١ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ أَيْضًا أَنْ نُنْجِزَ تَعْيِينَاتِنَا فِي خِدْمَةِ ٱللهِ. فَرُوحُ ٱللهِ يُحَسِّنُ مَوَاهِبَنَا وَقُدُرَاتِنَا. لِذٰلِكَ حِينَ نَنْجَحُ فِي خِدْمَتِنَا، لِنُرْجِعِ ٱلْفَضْلَ إِلَى رُوحِ ٱللهِ لَا إِلَيْنَا نَحْنُ.
١٢ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ١٣٩:٢٣، ٢٤، كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ؟
١٢ وَكَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟ إِحْدَى ٱلطُّرُقِ هِيَ أَنْ نَطْلُبَ مِنَ ٱللهِ أَنْ يَكْشِفَ لَنَا بِمُسَاعَدَةِ رُوحِهِ إِنْ كَانَ فِي قَلْبِنَا أَفْكَارٌ أَوْ مُيُولٌ خَاطِئَةٌ. (اقرإ المزمور ١٣٩:٢٣، ٢٤.) وَعِنْدَمَا نُلَاحِظُ أَيَّةَ رَغْبَةٍ خَاطِئَةٍ، لِنُصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يُقَوِّيَنَا بِرُوحِهِ كَيْ نُقَاوِمَهَا. وَهٰكَذَا يَرَى يَهْوَهُ تَصْمِيمَنَا أَنْ نَبْتَعِدَ عَنْ أَيِّ شَيْءٍ قَدْ يُوقِفُهُ عَنْ دَعْمِنَا بِرُوحِهِ. — اف ٤:٣٠.
١٣ كَيْفَ نَزِيدُ تَقْدِيرَنَا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ؟
١٣ وَكَيْ نَزِيدَ تَقْدِيرَنَا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، لِنُفَكِّرْ فِي مَا يُنْجِزُهُ ٱلْيَوْمَ. فَقَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ يَسُوعُ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، أَخْبَرَ تَلَامِيذَهُ: «سَتَنَالُونَ قُدْرَةً مَتَى أَتَى ٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ عَلَيْكُمْ، وَتَكُونُونَ لِي شُهُودًا . . . إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ». (اع ١:٨) وَهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ تَتِمُّ ٱلْآنَ بِطَرِيقَةٍ مُدْهِشَةٍ. فَبِدَعْمِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، صَارَ عَدَدُ خُدَّامِ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ أَكْثَرَ مِنْ ثَمَانِيَةِ مَلَايِينَ وَنِصْفٍ. أَيْضًا، نَحْنُ نَعِيشُ فِي فِرْدَوْسٍ رُوحِيٍّ لِأَنَّ رُوحَ ٱللهِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُنَمِّيَ صِفَاتٍ حُلْوَةً مِثْلَ ٱلْمَحَبَّةِ، ٱلْفَرَحِ، ٱلسَّلَامِ، ٱلصَّبْرِ، ٱللُّطْفِ، ٱلصَّلَاحِ، ٱلْإِيمَانِ، ٱلْوَدَاعَةِ، وَضَبْطِ ٱلنَّفْسِ. وَهٰذِهِ ٱلصِّفَاتُ هِيَ فِي ٱلْوَاقِعِ «ثَمَرُ ٱلرُّوحِ». (غل ٥:٢٢، ٢٣) حَقًّا، إِنَّ ٱلرُّوحَ ٱلْقُدُسَ هَدِيَّةٌ رَائِعَةٌ مِنْ يَهْوَهَ.
يَهْوَهُ وَيَسُوعُ وَٱلْمَلَائِكَةُ يَدْعَمُونَنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ
١٤ مَنْ يَدْعَمُنَا حِينَ نَكُونُ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٤ لَدَيْنَا كَنْزٌ آخَرُ لَا يُرَى هُوَ ٱلْعَمَلُ مَعْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَٱلْمَلَائِكَةِ. (٢ كو ٦:١) وَنَحْنُ نَعْمَلُ مَعَهُمْ كُلَّمَا ٱشْتَرَكْنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ. لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟ قَالَ بُولُسُ عَنْ نَفْسِهِ وَٱلَّذِينَ بَشَّرُوا مَعَهُ: ‹نَحْنُ عَامِلُونَ مَعَ ٱللهِ›. (١ كو ٣:٩) وَحِينَ نُبَشِّرُ ٱلنَّاسَ، نَعْمَلُ أَيْضًا مَعْ يَسُوعَ. فَبَعْدَمَا أَوْصَى أَتْبَاعَهُ: «اِذْهَبُوا وَعَلِّمُوا أَشْخَاصًا مِنْ كُلِّ ٱلشُّعُوبِ لِيَصِيرُوا تَلَامِيذِي»، قَالَ لَهُمْ: «أَنَا سَأَكُونُ مَعَكُمْ». (مت ٢٨:١٩، ٢٠) وَمَاذَا عَنِ ٱلْمَلَائِكَةِ؟ نَحْنُ نَفْرَحُ كَثِيرًا لِأَنَّهُمْ يُوَجِّهُونَنَا حِينَ نَنْقُلُ ‹أَخْبَارًا حُلْوَةً أَبَدِيَّةً لِلسَّاكِنِينَ عَلَى ٱلْأَرْضِ›. — رؤ ١٤:٦.
١٥ أَعْطِ مِثَالًا يُظْهِرُ دَوْرَ يَهْوَهَ فِي خِدْمَتِنَا.
١٥ وَمَاذَا نُنْجِزُ بِفَضْلِ هٰذَا ٱلدَّعْمِ ٱلسَّمَاوِيِّ؟ عِنْدَمَا نَزْرَعُ بُذُورَ ٱلْحَقِّ، يَقَعُ ٱلْبَعْضُ مِنْهَا فِي قُلُوبٍ طَيِّبَةٍ وَيَنْمُو. (مت ١٣:١٨، ٢٣) وَلٰكِنْ مَنْ يُنَمِّي هٰذِهِ ٱلْبُذُورَ وَيَجْعَلُهَا تُثْمِرُ؟ أَوْضَحَ يَسُوعُ أَنْ لَا أَحَدَ يَصِيرُ مِنْ أَتْبَاعِهِ «إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ ٱلْآبُ». (يو ٦:٤٤) وَنَجِدُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِثَالًا عَلَى ذٰلِكَ. فَحِينَ بَشَّرَ بُولُسُ مَجْمُوعَةً مِنَ ٱلنِّسَاءِ خَارِجَ مَدِينَةِ فِيلِبِّي، «فَتَحَ يَهْوَهُ قَلْبَ» ٱمْرَأَةٍ ٱسْمُهَا لِيدِيَةُ «لِتَنْتَبِهَ لِمَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ». (اع ١٦:١٣-١٥) وَفِي أَيَّامِنَا أَيْضًا، يَجْتَذِبُ يَهْوَهُ مَلَايِينَ ٱلنَّاسِ.
١٦ مَنْ لَهُ ٱلْفَضْلُ فِي نَجَاحِنَا فِي ٱلْخِدْمَةِ؟
١٦ وَبِفَضْلِ مَنْ نَنْجَحُ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ أَجَابَ بُولُسُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ حِينَ قَالَ عَنْ جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ: «أَنَا غَرَسْتُ، وَأَبُلُّوسُ سَقَى، لٰكِنَّ ٱللهَ كَانَ يُنْمِي. فَلَيْسَ ٱلْغَارِسُ شَيْئًا وَلَا ٱلسَّاقِي، بَلِ ٱللهُ ٱلَّذِي يُنْمِي». (١ كو ٣:٦، ٧) وَمِثْلَ بُولُسَ، لِنُعْطِ نَحْنُ أَيْضًا ٱلْفَضْلَ لِيَهْوَهَ فِي كُلِّ مَا نُنْجِزُهُ فِي ٱلْخِدْمَةِ.
١٧ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِلْعَمَلِ مَعَ ٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ وَٱلْمَلَائِكَةِ؟
١٧ كَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا لِٱمْتِيَازِ ٱلْعَمَلِ مَعَ ٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ وَٱلْمَلَائِكَةِ؟ حِينَ نُحَاوِلُ أَنْ نُوصِلَ ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ إِلَى كُلِّ شَخْصٍ نَلْتَقِيهِ. وَهُنَاكَ عِدَّةُ طُرُقٍ كَيْ نَفْعَلَ ذٰلِكَ، مِثْلِ ٱلتَّبْشِيرِ «عَلَانِيَةً وَمِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ». (اع ٢٠:٢٠) وَيَفْرَحُ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ أَيْضًا بِٱلْخِدْمَةِ غَيْرِ ٱلرَّسْمِيَّةِ. فَحِينَ يَلْتَقُونَ شَخْصًا لَا يَعْرِفُونَهُ، يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ بِلُطْفٍ وَيُحَاوِلُونَ أَنْ يَفْتَحُوا حَدِيثًا مَعَهُ. وَإِذَا تَجَاوَبَ، يُوصِلُونَ إِلَيْهِ رِسَالَةَ ٱلْحَقِّ بِسَلَاسَةٍ.
١٨-١٩ (أ) كَيْفَ نَسْقِي بُذُورَ ٱلْحَقِّ؟ (ب) كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ تِلْمِيذًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
١٨ ‹كَعَامِلِينَ مَعَ ٱللهِ›، لَا نَكْتَفِي بِزَرْعِ بُذُورِ ٱلْحَقِّ
بَلْ نَسْقِيهَا أَيْضًا. فَحِينَ يَهْتَمُّ شَخْصٌ بِرِسَالَتِنَا، نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنَزُورَهُ مِنْ جَدِيدٍ، أَوْ نُرَتِّبُ أَنْ يَزُورَهُ شَخْصٌ آخَرُ وَيَدْرُسَ مَعَهُ. وَفِيمَا يَتَقَدَّمُ، نَفْرَحُ حِينَ نَرَى كَيْفَ يُحَرِّكُ يَهْوَهُ قَلْبَهُ وَيُسَاعِدُهُ أَنْ يُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ.١٩ إِلَيْكَ مِثَالَ رَجُلٍ كَانَ طَبِيبًا رُوحَانِيًّا فِي جَنُوبِ إِفْرِيقْيَا. فَهُوَ أَحَبَّ مَا تَعَلَّمَهُ مِنْ دَرْسِهِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لٰكِنَّهُ ٱسْتَصْعَبَ أَنْ يَتَقَبَّلَ مَا تَقُولُهُ كَلِمَةُ ٱللهِ عَنِ ٱلتَّعَامُلِ مَعَ ٱلْمَوْتَى. (تث ١٨:١٠-١٢) مَعْ ذٰلِكَ، سَمَحَ لِلهِ أَنْ يُغَيِّرَ طَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِ. وَمَعَ ٱلْوَقْتِ، تَوَقَّفَ عَنْ تَعَاطِي ٱلسِّحْرِ. وَهٰذَا عَنَى أَنَّهُ خَسِرَ مَصْدَرَ رِزْقِهِ. يَقُولُ ٱلْآنَ وَهُوَ بِعُمْرِ ٦٠ سَنَةً: «أَشْكُرُ شُهُودَ يَهْوَهَ مِنْ كُلِّ قَلْبِي لِأَنَّهُمْ دَعَمُونِي بِعِدَّةِ طُرُقٍ. لٰكِنِّي أَشْكُرُ يَهْوَهَ بِٱلدَّرَجَةِ ٱلْأُولَى لِأَنَّهُ سَاعَدَنِي أَنْ أُغَيِّرَ حَيَاتِي. فَأَنَا ٱلْآنَ مِنْ شُهُودِهِ وَأَفْرَحُ كَثِيرًا أَنْ أُخْبِرَ ٱلنَّاسَ عَنْهُ».
٢٠ مَا هُوَ تَصْمِيمُنَا؟
٢٠ رَأَيْنَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ أَرْبَعَةَ كُنُوزٍ لَا تُرَى. وَٱلْأَهَمُّ بَيْنَهَا هُوَ صَدَاقَتُنَا مَعْ يَهْوَهَ. فَمِنْ خِلَالِهَا نَحْصُلُ عَلَى ٱلْكُنُوزِ ٱلْأُخْرَى: اَلصَّلَاةِ، دَعْمِ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَٱلْعَمَلِ مَعْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ وَٱلْمَلَائِكَةِ. فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَزِيدَ تَقْدِيرَنَا لِهٰذِهِ ٱلْكُنُوزِ، وَلْنَشْكُرْ يَهْوَهَ دَائِمًا عَلَى صَدَاقَتِهِ ٱلْمُمَيَّزَةِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٥ وَعْدُ ٱللهِ بِٱلْفِرْدَوْسِ
^ الفقرة 5 فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تَحَدَّثْنَا عَنْ ثَلَاثِ عَطَايَا مِنَ ٱللهِ نَقْدِرُ أَنْ نَرَاهَا. أَمَّا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ فَسَنَتَحَدَّثُ عَنْ كُنُوزٍ لَا نَرَاهَا، وَسَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُهَا. وَهٰذَا سَيَزِيدُ مَحَبَّتَنَا لِمَصْدَرِ هٰذِهِ ٱلْعَطَايَا، يَهْوَهَ ٱللهِ.
^ الفقرة 58 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: (١) أُخْتٌ تَتَمَتَّعُ بِخَلِيقَةِ يَهْوَهَ وَتُفَكِّرُ فِي صَدَاقَتِهَا مَعَهُ.
^ الفقرة 60 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: (٢) اَلْأُخْتُ نَفْسُهَا تَطْلُبُ مِنْ يَهْوَهَ ٱلْقُوَّةَ كَيْ تُبَشِّرَ ٱمْرَأَةً وَٱبْنَهَا.
^ الفقرة 62 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: (٣) اَلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ يُعْطِي ٱلْأُخْتَ ٱلشَّجَاعَةَ كَيْ تُبَشِّرَ بِطَرِيقَةٍ غَيْرِ رَسْمِيَّةٍ.
^ الفقرة 64 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: (٤) مَلَاكَانِ يَدْعَمَانِ ٱلْأُخْتَ وَهِيَ تُدِيرُ دَرْسًا فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مَعَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي بَشَّرَتْهَا.