اله قدير يراعي خدامه
«يَعْرِفُ [يَهْوَهُ] جِبْلَتَنَا، يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ». — مز ١٠٣:١٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٩١، ٩
١، ٢ (أ) بِعَكْسِ ٱلْبَشَرِ ٱلْأَقْوِيَاءِ، كَيْفَ يُعَامِلُ يَهْوَهُ ٱلنَّاسَ؟ (ب) مَاذَا سَنَرَى فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
غَالِبًا مَا يَتَسَلَّطُ ٱلْأَقْوِيَاءُ عَلَى ٱلضُّعَفَاءِ وَيَظْلِمُونَهُمْ. (مت ٢٠:٢٥؛ جا ٨:٩) أَمَّا يَهْوَهُ فَمُخْتَلِفٌ تَمَامًا. فَمَعَ أَنَّهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، يُرَاعِينَا نَحْنُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ. فَهُوَ لَطِيفٌ وَيَهْتَمُّ بِمَشَاعِرِنَا وَحَاجَاتِنَا. وَإِذْ «يَذْكُرُ أَنَّنَا تُرَابٌ»، لَا يَطْلُبُ مِنَّا أَكْثَرَ مِنِ ٱسْتِطَاعَتِنَا. — مز ١٠٣:١٣، ١٤.
٢ وَفِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ رِوَايَاتٌ عَدِيدَةٌ تُظْهِرُ كَمْ يُرَاعِي يَهْوَهُ خُدَّامَهُ. فَلْنَرَ مَثَلًا: (١) كَيْفَ سَاعَدَ بِلُطْفٍ ٱلصَّبِيَّ صَمُوئِيلَ كَيْ يُوصِلَ رِسَالَةَ دَيْنُونَةٍ إِلَى عَالِي؛ (٢) كَيْفَ صَبَرَ عَلَى مُوسَى حِينَ ٱعْتَرَضَ عَلَى تَعْيِينِهِ قَائِدًا لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؛ وَ (٣) كَيْفَ رَاعَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ حِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ. وَفِيمَا نَسْتَعْرِضُ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ، سَنُنَاقِشُ مَاذَا تُعَلِّمُنَا عَنْ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ.
يَهْوَهُ يُرَاعِي صَبِيًّا صَغِيرًا
٣ أَيُّ أَمْرٍ غَرِيبٍ حَدَثَ مَعَ صَمُوئِيلَ، وَأَيُّ سُؤَالٍ يَنْشَأُ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
٣ بَدَأَ صَمُوئِيلُ «يَخْدُمُ يَهْوَهَ» فِي ٱلْمَسْكَنِ بِعُمْرٍ صَغِيرٍ. (١ صم ٣:١) وَذَاتَ لَيْلَةٍ، بَعْدَمَا ذَهَبَ إِلَى ٱلْفِرَاشِ، حَدَثَ مَعَهُ أَمْرٌ غَرِيبٌ. * (اقرأ ١ صموئيل ٣:٢-١٠.) فَقَدْ سَمِعَ صَوْتًا يُنَادِيهِ بِٱسْمِهِ. فَظَنَّ أَنَّهُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْمُسِنُّ عَالِي. لِذَا قَامَ وَرَكَضَ إِلَيْهِ، وَقَالَ: «هٰأَنَذَا، فَقَدْ نَادَيْتَنِي». لٰكِنَّهُ أَجَابَهُ: «لَمْ أُنَادِكَ». وَبَعْدَمَا تَكَرَّرَ هٰذَا ٱلسِّينَارِيُو مَرَّتَيْنِ، أَدْرَكَ عَالِي أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنَادِي. فَأَوْضَحَ لِصَمُوئِيلَ كَيْفَ يُجِيبُ، وَهُوَ بِدَوْرِهِ أَجَابَ كَمَا أَوْصَاهُ. وَلٰكِنْ لِمَ لَمْ يُخْبِرْ يَهْوَهُ صَمُوئِيلَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ أَنَّهُ هُوَ مَنْ يُكَلِّمُهُ؟ لَا يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلسَّبَبَ. وَلٰكِنْ يَبْدُو أَنَّهُ أَخَذَ مَشَاعِرَ صَمُوئِيلَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ. كَيْفَ ذٰلِكَ؟
٤، ٥ (أ) كَيْفَ شَعَرَ صَمُوئِيلُ بَعْدَمَا كَلَّمَهُ يَهْوَهُ، وَلٰكِنْ مَاذَا حَدَثَ فِي ٱلصَّبَاحِ ٱلتَّالِي؟ (ب) مَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ يَهْوَهَ؟
٤ اقرأ ١ صموئيل ٣:١١-١٨. أَوْصَتْ شَرِيعَةُ ٱللهِ ٱلْأَوْلَادَ أَنْ يَحْتَرِمُوا ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا، وَخُصُوصًا أَصْحَابَ ٱلسُّلْطَةِ. (خر ٢٢:٢٨؛ لا ١٩:٣٢) فَهَلْ يَكُونُ سَهْلًا عَلَى صَمُوئِيلَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى عَالِي فِي ٱلصَّبَاحِ، وَيُخْبِرَهُ بِشَجَاعَةٍ عَنْ رِسَالَةِ ٱلدَّيْنُونَةِ ٱلْقَاسِيَةِ؟ طَبْعًا لَا. تَقُولُ ٱلرِّوَايَةُ: «خَافَ صَمُوئِيلُ أَنْ يُخْبِرَ عَالِيَ بِمَا تَرَاءَى لَهُ». لٰكِنَّ يَهْوَهَ أَظْهَرَ لِعَالِي لَيْلًا أَنَّهُ يُنَادِي صَمُوئِيلَ. لِذَا بَادَرَ عَالِي فِي ٱلصَّبَاحِ وَقَالَ لِلصَّبِيِّ: «لَا تُخْفِ عَنِّي . . . كَلِمَةً مِنْ كُلِّ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي كَلَّمَكَ بِهِ». وَهٰكَذَا «أَخْبَرَهُ صَمُوئِيلُ بِكُلِّ ٱلْكَلَامِ».
٥ كَمَا أَنَّ رِسَالَةَ صَمُوئِيلَ مَا كَانَتْ لِتُفَاجِئَ عَالِيَ. فَهِيَ تَنْسَجِمُ مَعَ رِسَالَةٍ نَقَلَهَا إِلَيْهِ سَابِقًا «رَجُلُ ٱللهِ». (١ صم ٢:٢٧-٣٦) فَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ يَهْوَهَ؟ إِنَّهَا تُظْهِرُ أَنَّهُ إِلٰهٌ حَكِيمٌ يُرَاعِي عُبَّادَهُ.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ مُسَاعَدَةِ يَهْوَهَ لِصَمُوئِيلَ؟
٦ وَتُظْهِرُ رِوَايَةُ صَمُوئِيلَ لَكَ أَيُّهَا ٱلشَّابُّ أَنَّ يَهْوَهَ يَتَفَهَّمُ مَشَاعِرَكَ وَمَشَاكِلَكَ. فَهَلْ تَخْجَلُ مَثَلًا أَنْ تُبَشِّرَ ٱلْأَكْبَرَ سِنًّا، أَوْ أَنْ تَكُونَ مُخْتَلِفًا عَنْ زُمَلَائِكَ؟ كُنْ مُتَأَكِّدًا أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ أَنْ يُسَاعِدَكَ. فَصَلِّ إِلَيْهِ وَعَبِّرْ لَهُ عَنْ مَشَاعِرِكَ. (مز ٦٢:٨) تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ شَبَابٍ مِثْلِ صَمُوئِيلَ. وَتَحَدَّثْ مَعَ إِخْوَةٍ، كِبَارًا وَصِغَارًا، تَغَلَّبُوا عَلَى مَشَاكِلَ مُمَاثِلَةٍ. فَلَا شَكَّ أَنَّهُمْ سَيُخْبِرُونَكَ كَيْفَ سَاعَدَهُمْ يَهْوَهُ، وَأَحْيَانًا بِطَرَائِقَ لَمْ يَتَوَقَّعُوهَا.
يَهْوَهُ يُرَاعِي مَشَاعِرَ مُوسَى
٧، ٨ إِلَى أَيِّ حَدٍّ رَاعَى يَهْوَهُ مَشَاعِرَ مُوسَى؟
٧ عِنْدَمَا بَلَغَ عُمْرُ مُوسَى ٨٠ سَنَةً، أَعْطَاهُ يَهْوَهُ تَعْيِينًا صَعْبًا: تَحْرِيرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي خر ٣:١٠) لٰكِنَّ مُوسَى كَانَ مُجَرَّدَ رَاعٍ فِي مِدْيَانَ طِيلَةَ ٤٠ سَنَةً. لِذَا تَفَاجَأَ كَمَا يَبْدُو بِهٰذَا ٱلتَّعْيِينِ. قَالَ: «مَنْ أَنَا حَتَّى أَذْهَبَ إِلَى فِرْعَوْنَ، وَحَتَّى أُخْرِجَ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ؟». فَطَمْأَنَهُ ٱللهُ قَائِلًا: «أَنَا أَكُونُ مَعَكَ». (خر ٣:١١، ١٢) وَوَعَدَهُ بِأَنْ ‹يَسْمَعَ شُيُوخُ إِسْرَائِيلَ لِقَوْلِهِ›. مَعَ ذٰلِكَ، ٱعْتَرَضَ مُوسَى ثَانِيَةً قَائِلًا: «وَإِنْ لَمْ يُصَدِّقُونِي وَلَمْ يَسْمَعُوا لِقَوْلِي؟». (خر ٣:١٨؛ ٤:١) تَخَيَّلْ أَنَّ مُوسَى شَكَّكَ فِي كَلَامِ ٱللهِ! إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ صَبَرَ عَلَيْهِ، وَأَعْطَاهُ أَيْضًا ٱلْقُدْرَةَ أَنْ يَصْنَعَ ٱلْعَجَائِبَ. وَهٰكَذَا صَارَ أَوَّلَ شَخْصٍ تَذْكُرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّهُ نَالَ قُدْرَةً كَهٰذِهِ. — خر ٤:٢-٩، ٢١.
مِصْرَ. (٨ رَغْمَ ذٰلِكَ، حَاوَلَ مُوسَى مُجَدَّدًا أَنْ يَتَمَلَّصَ مِنَ ٱلتَّعْيِينِ. فَقَالَ إِنَّهُ ثَقِيلُ ٱللِّسَانِ. فَأَجَابَهُ يَهْوَهُ: «أَنَا أَكُونُ مَعَ فَمِكَ وَأُعَلِّمُكَ مَا تَقُولُ». فَهَلِ ٱقْتَنَعَ مُوسَى أَخِيرًا؟ كَلَّا. بَلْ طَلَبَ مِنَ ٱللهِ أَنْ يُرْسِلَ غَيْرَهُ. فَغَضِبَ يَهْوَهُ، لٰكِنَّهُ ظَلَّ مَرِنًا وَأَخَذَ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ مَشَاعِرَ مُوسَى، حَتَّى إِنَّهُ عَيَّنَ هَارُونَ مُتَحَدِّثًا عَنْهُ. — خر ٤:١٠-١٦.
٩ كَيْفَ سَاعَدَ يَهْوَهُ مُوسَى فِي إِتْمَامِ تَعْيِينِهِ؟
٩ فَمَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ يَهْوَهَ؟ رَغْمَ أَنَّهُ ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، لَمْ يُخِفْ مُوسَى كَيْ يُجْبِرَهُ عَلَى إِطَاعَتِهِ. بَلْ عَامَلَ خَادِمَهُ ٱلْمُتَوَاضِعَ بِلُطْفٍ وَصَبْرٍ، وَأَكَّدَ لَهُ أَنَّهُ سَيَقِفُ إِلَى جَانِبِهِ. وَبِٱلْفِعْلِ نَجَحَ هٰذَا ٱلْأُسْلُوبُ، وَأَصْبَحَ مُوسَى قَائِدًا لَامِعًا. فَقَدْ تَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ وَسَعَى لِيُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِوَدَاعَةٍ وَمُرَاعَاةٍ. — عد ١٢:٣.
١٠ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِمُرَاعَاةِ يَهْوَهَ، وَبِأَيِّ فَائِدَةٍ؟
كو ٣:١٩-٢١؛ ١ بط ٥:١-٣) وَحِينَ تَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَمُوسَى ٱلْأَعْظَمِ، يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، تُنْعِشُهُمْ وَتُسَهِّلُ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَحَدَّثُوا إِلَيْكَ. (مت ١١:٢٨، ٢٩) كَمَا أَنَّكَ تَرْسُمُ لَهُمْ بِذٰلِكَ مِثَالًا جَيِّدًا. — عب ١٣:٧.
١٠ فَهَلْ أَنْتَ وَالِدٌ، زَوْجٌ، أَوْ شَيْخٌ؟ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، أَنْتَ تَتَمَتَّعُ بِسُلْطَةٍ عَلَى غَيْرِكَ. فَكَمْ مُهِمٌّ إِذًا أَنْ تَتَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ! لِذَا أَظْهِرِ ٱلْمُرَاعَاةَ وَٱللُّطْفَ وَٱلصَّبْرَ لِلَّذِينَ تَعْتَنِي بِهِمْ. (مُخَلِّصٌ قَوِيٌّ وَمُتَفَهِّمٌ
١١، ١٢ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِيَشْعُرَ شَعْبُهُ بِٱلْأَمَانِ؟
١١ عِنْدَ خُرُوجِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ مِصْرَ عَامَ ١٥١٣ قم، تَخَطَّى عَدَدُهُمُ ٱلثَّلَاثَةَ مَلَايِينَ بِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ. وَقَدْ ضَمَّ هٰذَا ٱلْعَدَدُ ٱلضَّخْمُ أَطْفَالًا وَمُسِنِّينَ، وَعَلَى ٱلْأَرْجَحِ أَيْضًا مَرْضَى وَمُعَاقِينَ. لِذَا ٱحْتَاجُوا إِلَى قَائِدٍ يَهْتَمُّ بِهِمْ وَيَتَفَهَّمُهُمْ. وَقَدْ أَثْبَتَ يَهْوَهُ، مِنْ خِلَالِ مُوسَى، أَنَّهُ ٱلْقَائِدُ ٱلْمِثَالِيُّ. فَشَعَرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ بِٱلْأَمَانِ وَهُمْ يُغَادِرُونَ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي عَاشُوا فِيهَا طَوَالَ حَيَاتِهِمْ. — مز ٧٨:٥٢، ٥٣.
١٢ وَلٰكِنْ مَاذَا فَعَلَ يَهْوَهُ لِيَشْعُرَ شَعْبُهُ بِٱلْأَمَانِ؟ أَوَّلًا، أَخْرَجَهُمْ مِنْ مِصْرَ «مُنَظَّمِينَ كَٱلْجَيْشِ». (خر ١٣:١٨) وَهٰذَا ٱلتَّنْظِيمُ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّ يَهْوَهَ يُسَيْطِرُ كَامِلًا عَلَى ٱلْوَضْعِ. ثَانِيًا، «هَدَاهُمْ بِسَحَابَةٍ نَهَارًا، وَٱللَّيْلَ كُلَّهُ بِنُورِ نَارٍ». (مز ٧٨:١٤) فَكَأَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: «لَا تَخَافُوا. أَنَا أُرْشِدُكُمْ وَأَحْمِيكُمْ». وَهٰذَا ٱلتَّأْكِيدُ كَانَ فِي وَقْتِهِ، نَظَرًا إِلَى مَا حَدَثَ تَالِيًا.
١٣، ١٤ (أ) كَيْفَ رَاعَى يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَ ٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ؟ (ب) كَيْفَ ٱسْتَخْدَمَ يَهْوَهُ قُوَّتَهُ ضِدَّ ٱلْمِصْرِيِّينَ؟
١٣ اقرإ الخروج ١٤:١٩-٢٢. تَخَيَّلْ أَنَّكَ هُنَاكَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ، عَالِقٌ بَيْنَ جَيْشِ فِرْعَوْنَ وَٱلْبَحْرِ ٱلْأَحْمَرِ. وَهَا هُوَ يَهْوَهُ يَتَدَخَّلُ. فَيَنْتَقِلُ عَمُودُ ٱلسَّحَابِ إِلَى وَرَاءِكُمْ، وَيَقِفُ حَاجِزًا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ ٱلْمِصْرِيِّينَ. فَيُبْقِي جَانِبَهُمْ مُظْلِمًا، أَمَّا جَانِبُكُمْ فَيُنِيرُهُ عَجَائِبِيًّا. بَعْدَ ذٰلِكَ، تَرَى مُوسَى يَمُدُّ يَدَهُ عَلَى ٱلْبَحْرِ. فَتَهُبُّ رِيحٌ شَرْقِيَّةٌ قَوِيَّةٌ، وَتَفْتَحُ مَمَرًّا يَصِلُ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْآخَرِ. وَبِطَرِيقَةٍ مُنَظَّمَةٍ، تَسِيرُ أَنْتَ وَعَائِلَتُكَ وَمَوَاشِيكَ عَلَى قَاعِ ٱلْبَحْرِ مَعَ بَاقِي ٱلشَّعْبِ. وَإِذَا بِكَ تُلَاحِظُ أَمْرًا غَرِيبًا. فَٱلْقَاعُ لَيْسَ مُوحِلًا وَلَا زَلِقًا، بَلْ جَافٌّ وَصُلْبٌ يَسْهُلُ ٱلسَّيْرُ عَلَيْهِ. وَهٰكَذَا يَعْبُرُ ٱلْجَمِيعُ بِأَمَانٍ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلْآخَرِ، حَتَّى ٱلَّذِينَ يَتَقَدَّمُونَ بِبُطْءٍ.
١٤ اقرإ الخروج ١٤:٢٣، ٢٦-٣٠. فِي هٰذِهِ ٱلْأَثْنَاءِ، يُسْرِعُ فِرْعَوْنُ ٱلْمُتَكَبِّرُ وَٱلْأَحْمَقُ وَرَاءَكُمْ إِلَى قَاعِ ٱلْبَحْرِ. وَمَرَّةً أُخْرَى، يَمُدُّ مُوسَى يَدَهُ عَلَى ٱلْبَحْرِ. فَيَنْهَارُ سُورَا ٱلْمَاءِ ٱلْهَائِلَانِ، وَتَغْمُرُ ٱلْمِيَاهُ فِرْعَوْنَ وَجَيْشَهُ. فَلَا يُفْلِتُ مِنْهُمْ أَحَدٌ. — خر ١٥:٨-١٠.
١٥ مَاذَا تُعَلِّمُنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ عَنْ يَهْوَهَ؟
١٥ تَكْشِفُ لَنَا هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهُ تَنْظِيمٍ. وَهٰذَا دُونَ شَكٍّ يُشْعِرُنَا بِٱلْأَمَانِ. (١ كو ١٤:٣٣) كَمَا تُظْهِرُ أَنَّهُ يَعْتَنِي بِشَعْبِهِ، تَمَامًا مِثْلَ رَاعٍ مُحِبٍّ. فَهُوَ يَحْفَظُهُمْ سَالِمِينَ وَيَحْمِيهِمْ مِنْ أَعْدَائِهِمْ. أَفَلَا يُطَمْئِنُنَا ذٰلِكَ وَيُشَجِّعُنَا، فِيمَا نَقْتَرِبُ مِنْ نِهَايَةِ هٰذَا ٱلنِّظَامِ؟ — ام ١:٣٣.
١٦ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ حِينَ نَتَأَمَّلُ فِي إِنْقَاذِ يَهْوَهَ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟
١٦ وَإِلَى ٱلْيَوْمِ، يَهْتَمُّ يَهْوَهُ بِشَعْبِهِ كَكُلٍّ رُوحِيًّا وَجَسَدِيًّا. وَسَيَظَلُّ يَهْتَمُّ بِنَا خِلَالَ ٱلضِّيقِ ٱلْعَظِيمِ ٱلْوَشِيكِ. (رؤ ٧:٩، ١٠) لِذَا لَنْ نَضْطَرِبَ آنَذَاكَ أَوْ نَرْتَعِبَ، سَوَاءٌ كُنَّا كِبَارًا أَوْ صِغَارًا، أَصِحَّاءَ أَوْ مَرْضَى. * عَلَى ٱلْعَكْسِ، سَنَتَذَكَّرُ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «اِنْتَصِبُوا وَٱرْفَعُوا رُؤُوسَكُمْ لِأَنَّ نَجَاتَكُمْ تَقْتَرِبُ». (لو ٢١:٢٨) وَسَنَثِقُ بِحِمَايَةِ يَهْوَهَ حَتَّى حِينَ يُهَاجِمُنَا جُوجٌ، وَهُوَ تَحَالُفٌ أُمَمِيٌّ أَقْوَى بِكَثِيرٍ مِنْ فِرْعَوْنَ. (حز ٣٨:٢، ١٤-١٦) وَلِمَاذَا؟ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَيَّرُ. فَهُوَ سَيُثْبِتُ مِنْ جَدِيدٍ أَنَّهُ مُخَلِّصٌ قَوِيٌّ وَمُتَفَهِّمٌ. — اش ٢٦:٣، ٢٠.
١٧ (أ) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ كَامِلًا مِنْ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
١٧ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، نَاقَشْنَا أَمْثِلَةً قَلِيلَةً تُظْهِرُ كَيْفَ رَاعَى يَهْوَهُ شَعْبَهُ، وَذٰلِكَ حِينَ سَاعَدَهُمْ وَأَرْشَدَهُمْ وَخَلَّصَهُمْ. فَتَأَمَّلْ فِي رِوَايَاتٍ كَهٰذِهِ لِتَتَعَلَّمَ عَنْ يَهْوَهَ، وَٱبْحَثْ فِيهَا عَنْ تَفَاصِيلَ لَمْ تُلَاحِظْهَا مِنْ قَبْلُ. وَهٰكَذَا تَكْتَشِفُ ٱلْمَزِيدَ عَنْ صِفَاتِهِ ٱلْجَمِيلَةِ، وَتُقَوِّي مَحَبَّتَكَ لَهُ وَإِيمَانَكَ بِهِ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنَرَى كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِمُرَاعَاةِ يَهْوَهَ فِي عَائِلَتِنَا، جَمَاعَتِنَا، وَخِدْمَتِنَا.
^ الفقرة 3 بِحَسَبِ ٱلْمُؤَرِّخِ ٱلْيَهُودِيِّ يُوسِيفُوس، كَانَ عُمْرُ صَمُوئِيلَ آنَذَاكَ ١٢ سَنَةً.
^ الفقرة 16 مِنَ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ يَكُونَ بَعْضُ ٱلنَّاجِينَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ مُصَابِينَ بِإِعَاقَاتٍ. فَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ، شَفَى أَشْخَاصًا لَدَيْهِمْ «شَتَّى . . . ٱلْعَاهَاتِ»، أَيِ ٱلْإِعَاقَاتِ. وَهٰذِهِ ٱلْعَجَائِبُ كَانَتْ لَمْحَةً عَمَّا سَيَفْعَلُهُ لِلنَّاجِينَ مِنْ هَرْمَجِدُّونَ، لَا لِلْمُقَامِينَ. (مت ٩:٣٥) فَٱلْمُقَامُونَ سَيَتَمَتَّعُونَ بِصِحَّةٍ تَامَّةٍ.