مقالة الدرس ٣٧
«لا تُرِح يدك»
«فِي ٱلصَّبَاحِ ٱزْرَعْ زَرْعَكَ، وَإِلَى ٱلْمَسَاءِ لَا تُرِحْ يَدَكَ». — جا ١١:٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٦٨ زَرْعُ بِذَارِ ٱلْمَلَكُوتِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١-٢ مَا عَلَاقَةُ ٱلْجَامِعَة ١١:٦ بِعَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ؟
فِي بَعْضِ ٱلْبُلْدَانِ، يَتَجَاوَبُ كَثِيرُونَ مَعْ رِسَالَتِنَا. أَمَّا فِي بُلْدَانٍ أُخْرَى، فَٱلنَّاسُ عُمُومًا لَا يَهْتَمُّونَ بِٱللهِ وَلَا بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَكَيْفَ هُمُ ٱلنَّاسُ فِي مُقَاطَعَتِكَ؟ مَهْمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِهِمْ، يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ تَسْتَمِرَّ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ حَتَّى يَقُولَ إِنَّهُ قَدِ ٱنْتَهَى.
٢ وَيَهْوَهُ حَدَّدَ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي سَيَنْتَهِي فِيهِ عَمَلُ ٱلتَّبْشِيرِ وَ «تَأْتِي ٱلنِّهَايَةُ». (مت ٢٤:١٤، ٣٦) لٰكِنْ حَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، كَيْفَ نُطَبِّقُ ٱلْكَلِمَاتِ: «لَا تُرِحْ يَدَكَ»؟ * — اقرإ الجامعة ١١:٦.
٣ مَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٣ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، رَأَيْنَا أَرْبَعَ نِقَاطٍ تُسَاعِدُنَا أَنْ نَصِيرَ «صَيَّادِي نَاسٍ» نَاجِحِينَ. (مت ٤:١٩) وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتُنَاقِشُ ثَلَاثَ طُرُقٍ تُقَوِّي تَصْمِيمَنَا أَنْ نُبَشِّرَ مَهْمَا كَانَتْ ظُرُوفُنَا. فَسَنَتَعَلَّمُ لِمَ مُهِمٌّ (١) أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِنَا، (٢) نَكُونَ صَبُورِينَ، وَ (٣) نُحَافِظَ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ.
رَكِّزْ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ
٤ لِمَ مُهِمٌّ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ؟
٤ أَنْبَأَ يَسُوعُ كَيْفَ سَتَكُونُ أَحْوَالُ ٱلْعَالَمِ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. وَهُوَ عَرَفَ أَنَّ مَا سَيَحْدُثُ قَدْ يُلْهِي أَتْبَاعَهُ عَنْ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. فَأَوْصَاهُمْ: «دَاوِمُوا عَلَى ٱلسَّهَرِ». (مت ٢٤:٤٢) وَٱلْيَوْمَ، نُوَاجِهُ تَلْهِيَاتٍ كَٱلَّتِي وَاجَهَهَا ٱلنَّاسُ فِي أَيَّامِ نُوحَ وَمَنَعَتْهُمْ عَنِ ٱلِٱنْتِبَاهِ إِلَى ٱلتَّحْذِيرِ. (مت ٢٤:٣٧-٣٩؛ ٢ بط ٢:٥) لِذَا مُهِمٌّ أَنْ نَبْقَى مُرَكِّزِينَ عَلَى ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَعْطَاهُ لَنَا يَهْوَهُ.
٥ حَسَبَ ٱلْأَعْمَال ١:٦-٨، إِلَى أَيِّ حَدٍّ سَتَنْتَشِرُ ٱلْبِشَارَةُ؟
٥ وَيَسْتَحِقُّ عَمَلُ ٱلتَّبْشِيرِ كُلَّ ٱهْتِمَامِنَا. فَيَسُوعُ أَنْبَأَ أَنَّ أَتْبَاعَهُ سَيَسْتَمِرُّونَ فِي ٱلتَّبْشِيرِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَسَيَصِلُونَ إِلَى مَنَاطِقَ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا. (يو ١٤:١٢) وَلٰكِنْ بَعْدَ مَوْتِهِ، عَادَ بَعْضُ تَلَامِيذِهِ إِلَى صَيْدِ ٱلسَّمَكِ. لِذَا بَعْدَ قِيَامَتِهِ، عَمِلَ عَجِيبَةً كَيْ يَصْطَادَ عَدَدٌ مِنْهُمْ سَمَكًا كَثِيرًا. ثُمَّ ٱسْتَعْمَلَ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةَ لِيُؤَكِّدَ لَهُمْ أَنَّ تَعْيِينَهُمْ كَصَيَّادِي نَاسٍ أَهَمُّ مِنْ أَيِّ عَمَلٍ آخَرَ. (يو ٢١:١٥-١٧) وَقَبْلَ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ، أَخْبَرَ تَلَامِيذَهُ أَنَّ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ ٱلَّذِي ٱبْتَدَأَ بِهِ سَيَصِلُ إِلَى أَقْصَى ٱلْأَرْضِ. (اقرإ الاعمال ١:٦-٨.) وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ، أَعْطَى يَسُوعُ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا رُؤْيَا مُذْهِلَةً عَمَّا سَيَحْصُلُ «فِي يَوْمِ ٱلرَّبِّ». * فَشَاهَدَ يُوحَنَّا مَلَاكًا «مَعَهُ أَخْبَارٌ حُلْوَةٌ أَبَدِيَّةٌ لِيُبَشِّرَ . . . كُلَّ أُمَّةٍ وَقَبِيلَةٍ وَلُغَةٍ وَشَعْبٍ». (رؤ ١:١٠؛ ١٤:٦) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ يَهْوَهَ يُرِيدُ مِنَّا ٱلْيَوْمَ أَنْ نُشَارِكَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلضَّخْمِ إِلَى أَنْ يَنْتَهِيَ.
٦ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ؟
مت ٢٤:٤٥-٤٧) وَفِي عَالَمٍ يُقَسِّمُهُ ٱلْمَالُ وَٱلدِّينُ وَٱلسِّيَاسَةُ، هُنَاكَ أَكْثَرُ مِنْ ٨ مَلَايِينِ شَخْصٍ يَخْدُمُونَ ٱللهَ بِوَحْدَةٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. مَثَلًا يَوْمَ ٱلْجُمْعَةِ فِي ١٩ نَيْسَانَ (إِبْرِيل) ٢٠١٩، حَضَرَ شُهُودُ يَهْوَهَ حَوْلَ ٱلْأَرْضِ مُنَاقَشَةً لِلْآيَةِ ٱلْيَوْمِيَّةِ. وَفِي مَسَاءِ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، ٱجْتَمَعَ ٠٤١,٩١٩,٢٠ شَخْصًا لِيَعْقِدُوا ذِكْرَى مَوْتِ يَسُوعَ. وَحِينَ نُفَكِّرُ فِي ٱمْتِيَازِنَا أَنْ نُشَاهِدَ هٰذِهِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلرَّائِعَةَ وَنُشَارِكَ فِيهَا، نَنْدَفِعُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ.
٦ أَمْرٌ آخَرُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ هُوَ ٱلتَّفْكِيرُ فِي كُلِّ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يُهَيِّئُهَا لَنَا يَهْوَهُ. فَهُوَ يُعْطِينَا ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ مِثْلِ ٱلْمَوَادِّ ٱلْمَطْبُوعَةِ وَٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ، ٱلْفِيدْيُوَاتِ وَٱلتَّسْجِيلَاتِ ٱلسَّمْعِيَّةِ، وَٱلْبَرَامِجِ ٱلشَّهْرِيَّةِ عَلَى مَحَطَّتِنَا. وَنَجِدُ فِي مَوْقِعِنَا ٱلْإِلِكْتُرُونِيِّ مَعْلُومَاتٍ بِأَكْثَرَ مِنْ ٠٠٠,١ لُغَةٍ! (٧ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا مِثَالُ يَسُوعَ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِنَا؟
٧ أَيْضًا، كَيْ نُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ. فَهُوَ لَمْ يَسْمَحْ لِشَيْءٍ أَنْ يُلْهِيَهُ وَيَمْنَعَهُ أَنْ يَشْهَدَ لِلْحَقِّ. (يو ١٨:٣٧) وَلَمْ يُغْرِهِ عَرْضُ ٱلشَّيْطَانِ حِينَ قَدَّمَ لَهُ «جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلْعَالَمِ وَمَجْدَهَا». (مت ٤:٨، ٩) وَلَا أَغْرَتْهُ ٱلْفِكْرَةُ أَنْ يَصِيرَ مَلِكًا. (يو ٦:١٥) وَلَمْ يَجْذِبْهُ ٱلْغِنَى، وَلَا أَخَافَتْهُ ٱلْمُقَاوَمَةُ ٱلشَّرِسَةُ. (لو ٩:٥٨؛ يو ٨:٥٩) نَحْنُ أَيْضًا نَقْدِرُ أَنْ نُوَاجِهَ ٱلتَّجَارِبَ وَنُرَكِّزَ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ إِذَا تَمَثَّلْنَا بِيَسُوعَ. وَقَدْ شَجَّعَنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِيَسُوعَ كَيْ لَا نَتْعَبَ وَنَسْتَسْلِمَ. — عب ١٢:٣.
كُنْ صَبُورًا
٨ مَا هُوَ ٱلصَّبْرُ، وَلِمَ هُوَ ضَرُورِيٌّ ٱلْآنَ؟
٨ اَلصَّبْرُ هُوَ ٱلِٱنْتِظَارُ بِهُدُوءٍ إِلَى أَنْ يَتَغَيَّرَ وَضْعٌ مُعَيَّنٌ. فَأَحْيَانًا نَحْتَاجُ أَنْ نَصْبِرَ حَتَّى يَنْتَهِيَ ظَرْفٌ صَعْبٌ أَوْ يَتَحَقَّقَ مَا نَتَمَنَّاهُ. اَلنَّبِيُّ حَبَقُوقُ مَثَلًا ٱنْتَظَرَ أَنْ يَنْتَهِيَ ٱلْعُنْفُ فِي أَرْضِ يَهُوذَا. (حب ١:٢) وَتَلَامِيذُ يَسُوعَ تَمَنَّوْا أَنْ تَظْهَرَ مَمْلَكَةُ ٱللهِ «فِي ٱلْحَالِ» وَتُخَلِّصَهُمْ مِنْ ظُلْمِ ٱلرُّومَانِ. (لو ١٩:١١) نَحْنُ أَيْضًا نَتَطَلَّعُ بِشَوْقٍ إِلَى ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي سَتُزِيلُ فِيهِ مَمْلَكَةُ ٱللهِ كُلَّ ٱلشَّرِّ وَتَجْلُبُ عَالَمًا جَدِيدًا مَلِيئًا بِٱلْبَرَكَاتِ. (٢ بط ٣:١٣) وَلٰكِنْ يَلْزَمُ أَنْ نَصْبِرَ وَنَنْتَظِرَ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي حَدَّدَهُ يَهْوَهُ. لِنَرَ ٱلْآنَ كَيْفَ يُعَلِّمُنَا يَهْوَهُ أَنْ نَصْبِرَ.
٩ كَيْفَ يَرْسُمُ لَنَا يَهْوَهُ مِثَالًا فِي ٱلصَّبْرِ؟
٩ يَرْسُمُ لَنَا يَهْوَهُ أَفْضَلَ مِثَالٍ فِي ٱلصَّبْرِ. فَهُوَ أَعْطَى نُوحَ وَقْتًا كَافِيًا لِيَبْنِيَ ٱلْفُلْكَ وَ ‹يُبَشِّرَ بِٱلطَّرِيقِ ٱلصَّحِيحِ›. (٢ بط ٢:٥؛ ١ بط ٣:٢٠) وَٱسْتَمَعَ بِصَبْرٍ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَهُوَ يَسْأَلُهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ عَنْ قَرَارِهِ أَنْ يُدَمِّرَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ. (تك ١٨:٢٠-٣٣) وَعَلَى مَرِّ مِئَاتِ ٱلسِّنِينَ، صَبَرَ يَهْوَهُ كَثِيرًا عَلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ. (نح ٩:٣٠، ٣١) وَٱلْيَوْمَ، صَبْرُ يَهْوَهَ وَاضِحٌ جِدًّا لِأَنَّهُ يُعْطِي ٱلَّذِينَ ‹يَجْتَذِبُهُمُ› ٱلْفُرْصَةَ أَنْ ‹يَتُوبُوا› وَيُغَيِّرُوا حَيَاتَهُمْ. (يو ٦:٤٤؛ ٢ بط ٣:٩؛ ) وَمِثَالُهُ يُشَجِّعُنَا أَنْ نَصْبِرَ عَلَى ٱلنَّاسِ حِينَ نُخْبِرُهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ. وَيَهْوَهُ يُعَلِّمُنَا ٱلصَّبْرَ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ مَثَلٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. ١ تي ٢:٣، ٤
١٠ حَسَبَ يَعْقُوب ٥:٧، ٨، مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلْمُزَارِعِ؟
١٠ اقرأ يعقوب ٥:٧، ٨. يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلْمُزَارِعِ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ. صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضَ ٱلنَّبَاتَاتِ تَنْمُو بِسُرْعَةٍ، لٰكِنَّ مُعْظَمَهَا وَخَاصَّةً ٱلَّتِي تَحْمِلُ ثَمَرًا، تَحْتَاجُ إِلَى وَقْتٍ أَطْوَلَ لِتَنْضَجَ. وَفِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا، كَانَ مَوْسِمُ ٱلزَّرْعِ وَٱلْحَصَادِ يَمْتَدُّ سِتَّةَ أَشْهُرٍ تَقْرِيبًا. فَكَانَ ٱلْمُزَارِعُ يَزْرَعُ ٱلْبِذَارَ بَعْدَ أَوَّلِ مَطَرٍ فِي ٱلْخَرِيفِ، وَيَحْصُدُ ٱلْمَحْصُولَ بَعْدَ مَطَرِ ٱلرَّبِيعِ. (مر ٤:٢٨) وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ مِثْلَ ٱلْمُزَارِعِ. لٰكِنَّ هٰذَا لَيْسَ سَهْلًا دَائِمًا.
١١ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلصَّبْرُ فِي خِدْمَتِنَا؟
١١ اَلْبَشَرُ بِطَبْعِهِمْ يُحِبُّونَ أَنْ يَرَوْا فَوْرًا نَتِيجَةَ عَمَلِهِمْ. لٰكِنْ هُنَاكَ أُمُورٌ تَحْتَاجُ إِلَى ٱلْوَقْتِ وَٱلْجُهْدِ. مَثَلًا إِذَا زَرَعْنَا أَرْضًا، يَجِبُ أَنْ نَهْتَمَّ بِهَا جَيِّدًا كَيْ تُعْطِيَ ثَمَرًا. فَيَلْزَمُ أَنْ نَفْلَحَهَا وَنَسْقِيَهَا وَنُزِيلَ مِنْهَا ٱلْأَعْشَابَ ٱلضَّارَّةَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، تَعْلِيمُ ٱلنَّاسِ كَيْ يَصِيرُوا تَلَامِيذَ لِيَسُوعَ يَحْتَاجُ إِلَى جُهْدٍ مُسْتَمِرٍّ. فَيَلْزَمُنَا ٱلْوَقْتُ كَيْ نُزِيلَ ٱلتَّحَيُّزَ وَٱلْأَنَانِيَّةَ مِنْ قُلُوبِهِمْ. كَمَا يُسَاعِدُنَا ٱلصَّبْرُ أَنْ لَا نَسْتَسْلِمَ حِينَ نُوَاجِهُ ٱلصُّعُوبَاتِ فِي ٱلْخِدْمَةِ. وَحَتَّى لَوْ تَجَاوَبَ أَحَدٌ مَعَنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَصْبِرَ عَلَيْهِ. فَنَحْنُ لَا نَقْدِرُ أَنْ نُنَمِّيَ إِيمَانَهُ بِٱلْقُوَّةِ. فَفِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ، حَتَّى تَلَامِيذُ يَسُوعَ لَمْ يَفْهَمُوا كَلَامَهُ بِسُرْعَةٍ. (يو ١٤:٩) وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّنَا نَحْنُ مَنْ يَزْرَعُ وَيَسْقِي، لٰكِنَّ ٱللهَ هُوَ ٱلَّذِي يُنْمِي. — ١ كو ٣:٦.
١٢ كَيْفَ نُبَشِّرُ أَقْرِبَاءَنَا بِصَبْرٍ؟
١٢ قَدْ يَصْعُبُ عَلَيْنَا أَنْ نَكُونَ صَبُورِينَ عِنْدَمَا نُبَشِّرُ أَقْرِبَاءَنَا. لٰكِنَّ ٱلْمَبْدَأَ فِي ٱلْجَامِعَة ٣:٧ يُسَاعِدُنَا كَثِيرًا. تَذْكُرُ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ: «لِلصَّمْتِ وَقْتٌ، وَلِلتَّكَلُّمِ وَقْتٌ». فَأَحْيَانًا، يَلْزَمُ أَنْ نَسْكُتَ وَنَدَعَ سُلُوكَنَا يُبَشِّرُ عَنَّا. وَلٰكِنْ حِينَ نَرَى ٱلْفُرْصَةَ مُنَاسِبَةً، يَجِبُ أَنْ نَسْتَغِلَّهَا وَنُخْبِرَهُمْ عَنِ ٱلْحَقِّ. (١ بط ٣:١، ٢) فَعَلَيْنَا أَنْ نُبَشِّرَ كُلَّ ٱلنَّاسِ وَنُعَلِّمَهُمْ بِصَبْرٍ، بِمَنْ فِيهِمْ أَفْرَادُ عَائِلَتِنَا.
١٣-١٤ كَيْفَ صَبَرَ بَعْضُ خُدَّامِ يَهْوَهَ؟
١٣ نَتَعَلَّمُ ٱلصَّبْرَ أَيْضًا مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ فِي ٱلْمَاضِي وَٱلْحَاضِرِ. حَبَقُوقُ مَثَلًا أَرَادَ أَنْ يَنْتَهِيَ ٱلشَّرُّ، لٰكِنَّهُ ٱنْتَظَرَ بِصَبْرٍ وَظَلَّ ‹وَاقِفًا عَلَى مَحْرَسِهِ›. (حب ٢:١) وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ رَغِبَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ أَنْ ‹يُنْهِيَ› خِدْمَتَهُ، لٰكِنَّهُ صَبَرَ وَ ‹شَهِدَ كَامِلًا بِٱلْبِشَارَةِ›. — اع ٢٠:٢٤.
١٤ وَإِلَيْكَ مِثَالَ زَوْجَيْنِ تَخَرَّجَا مِنْ جِلْعَادَ وَعُيِّنَا فِي بَلَدٍ ٱلشُّهُودُ فِيهِ قَلِيلُونَ وَٱلدِّيَانَةُ غَيْرُ مَسِيحِيَّةٍ. وَلَمْ يَقْبَلْ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلنَّاسِ هُنَاكَ أَنْ يَدْرُسُوا ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ. بِٱلْمُقَابِلِ، كَانَ رِفَاقُهُمَا فِي جِلْعَادَ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَ فِي بُلْدَانٍ أُخْرَى يُخْبِرُونَهُمَا بِحَمَاسَةٍ عَنِ ٱلدُّرُوسِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يَعْقِدُونَهَا. وَرَغْمَ ٱلتَّجَاوُبِ ٱلْقَلِيلِ فِي ٱلْمُقَاطَعَةِ، أَكْمَلَ ٱلزَّوْجَانِ خِدْمَتَهُمَا بِصَبْرٍ. وَأَخِيرًا بَعْدَ ٨ سَنَوَاتٍ، فَرِحَا بِرُؤْيَةِ أَحَدِ دُرُوسِهِمَا يَعْتَمِدُ. فَمَا ٱلْمُشْتَرَكُ بَيْنَ حَبَقُوقَ وَبُولُسَ وَهٰذَيْنِ ٱلزَّوْجَيْنِ؟ كُلُّهُمْ لَمْ يَتَكَاسَلُوا فِي خِدْمَتِهِمْ وَلَمْ يُرِيحُوا يَدَهُمْ، وَيَهْوَهُ كَافَأَهُمْ عَلَى صَبْرِهِمْ. فَلْنَتَمَثَّلْ بِهِمْ وَبِكُلِّ «ٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ يَرِثُونَ ٱلْوُعُودَ». — عب ٦:١٠-١٢.
حَافِظْ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ
١٥ بِأَيَّةِ طَرِيقَةٍ يُقَوِّي ٱلْإِيمَانُ تَصْمِيمَنَا أَنْ نُبَشِّرَ؟
١٥ نَحْنُ نُؤْمِنُ بِٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي نُبَشِّرُ بِهَا، وَنَرْغَبُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا أَنْ نُوصِلَهَا إِلَى أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ. فَنَحْنُ نُؤْمِنُ بِوُعُودِ ٱللهِ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. (مز ١١٩:٤٢؛ اش ٤٠:٨) وَنَرَى بِعُيُونِنَا كَيْفَ تَتِمُّ نُبُوَّاتُهُ فِي أَيَّامِنَا. وَنَرَى أَيْضًا كَيْفَ تَتَحَسَّنُ حَيَاةُ كَثِيرِينَ عِنْدَمَا يُطَبِّقُونَ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَهٰذِهِ ٱلْأَدِلَّةُ تُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ كُلَّ ٱلنَّاسِ بِحَاجَةٍ أَنْ يَسْمَعُوا ٱلْأَخْبَارَ ٱلْحُلْوَةَ عَنْ مَمْلَكَةِ ٱللهِ.
١٦ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٤٦:١-٣، كَيْفَ يُقَوِّي ٱلْإِيمَانُ بِيَهْوَهَ وَيَسُوعَ تَصْمِيمَنَا أَنْ نُبَشِّرَ؟
١٦ أَيْضًا، نَحْنُ نُؤْمِنُ بِيَهْوَهَ مَصْدَرِ رِسَالَتِنَا، وَبِٱبْنِهِ يَسُوعَ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ مَلِكًا فِي مَمْلَكَتِهِ. (يو ١٤:١) فَمَهْمَا وَاجَهْنَا مِنْ صُعُوبَاتٍ، فَسَيَظَلُّ يَهْوَهُ دَائِمًا «مَلْجَأً وَقُوَّةً» لَنَا. (اقرإ المزمور ٤٦:١-٣.) وَنَحْنُ نَثِقُ أَنَّ يَسُوعَ يُوَجِّهُ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ بِقُوَّةٍ وَسُلْطَةٍ مِنْ يَهْوَهَ. — مت ٢٨:١٨-٢٠.
١٧ اُذْكُرِ ٱخْتِبَارًا يُظْهِرُ لِمَ يَجِبُ أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّبْشِيرِ.
١٧ وَٱلْإِيمَانُ يَبْنِي ثِقَتَنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ جُهُودَنَا بِطُرُقٍ قَدْ لَا نَتَوَقَّعُهَا. (جا ١١:٦) مَثَلًا، يَمُرُّ كُلَّ يَوْمٍ آلَافُ ٱلْأَشْخَاصِ مِنْ أَمَامِ طَاوِلَاتِ وَعَرَبَاتِ مَطْبُوعَاتِنَا. فَهَلْ هٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةُ فِي ٱلتَّبْشِيرِ نَاجِحَةٌ؟ لَاحِظْ هٰذَا ٱلِٱخْتِبَارَ ٱلَّذِي ذَكَرَهُ عَدَدُ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (نُوفَمْبِر) ٢٠١٤ مِنْ خِدْمَتُنَا لِلْمَلَكُوتِ. فَقَدْ أَرَادَتْ طَالِبَةٌ فِي ٱلْجَامِعَةِ أَنْ تَكْتُبَ مَقَالَةً عَنْ شُهُودِ يَهْوَهَ. لٰكِنَّهَا لَمْ تَجِدْ قَاعَةَ مَلَكُوتٍ. إِلَّا أَنَّهَا وَجَدَتْ لَاحِقًا طَاوِلَةً لِمَطْبُوعَاتِنَا فِي ٱلْجَامِعَةِ، وَأَخَذَتْ مِنْهَا ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِمَقَالَتِهَا. وَبَعْدَ فَتْرَةٍ تَقَدَّمَتْ وَٱعْتَمَدَتْ، وَهِيَ ٱلْآنَ فَاتِحَةٌ عَادِيَّةٌ. إِنَّ ٱخْتِبَارًا كَهٰذَا يُشَجِّعُنَا أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ. فَهُوَ يُظْهِرُ لَنَا أَنَّ هُنَاكَ أَشْخَاصًا بَعْدُ بِحَاجَةٍ أَنْ يَسْمَعُوا رِسَالَتَنَا.
صَمِّمْ أَنْ لَا تُرِيحَ يَدَكَ
١٨ لِمَ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ سَيَنْتَهِي فِي ٱلْوَقْتِ ٱلَّذِي حَدَّدَهُ يَهْوَهُ؟
١٨ نَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ سَيَنْتَهِي فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ. فَكِّرْ فِي مَا حَصَلَ أَيَّامَ نُوحَ. فَيَهْوَهُ بَرْهَنَ أَنَّهُ يَفْعَلُ ٱلْأُمُورَ دَائِمًا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ. فَقَبْلَ ١٢٠ سَنَةً تَقْرِيبًا، حَدَّدَ يَهْوَهُ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي سَيَبْدَأُ فِيهِ ٱلطُّوفَانُ. وَبَعْدَ عَشَرَاتِ ٱلسِّنِينَ، طَلَبَ مِنْ نُوحَ أَنْ يَبْنِيَ ٱلْفُلْكَ. وَطَوَالَ ٤٠ أَوْ ٥٠ سَنَةً تَقْرِيبًا، ٱسْتَمَرَّ نُوحُ يَعْمَلُ بِٱجْتِهَادٍ. وَرَغْمَ عَدَمِ تَجَاوُبِ ٱلنَّاسِ، ظَلَّ يُحَذِّرُهُمْ إِلَى أَنْ أَمَرَهُ يَهْوَهُ أَنْ يُدْخِلَ ٱلْحَيَوَانَاتِ إِلَى ٱلْفُلْكِ. بَعْدَ ذٰلِكَ، فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ، «أَغْلَقَ يَهْوَهُ ٱلْبَابَ». — تك ٦:٣؛ ٧:١، ٢، ١٦.
١٩ مَاذَا يَنْتَظِرُنَا إِذَا لَمْ نُرِحْ يَدَنَا؟
١٩ قَرِيبًا، سَيَقُولُ يَهْوَهُ إِنَّ عَمَلَ ٱلتَّبْشِيرِ قَدِ ٱنْتَهَى. وَ ‹سَيُغْلِقُ ٱلْبَابَ› عَلَى عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ، وَيَفْتَحُ أَبْوَابَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ. وَحَتَّى ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، لِنَتَمَثَّلْ بِنُوحَ وَحَبَقُوقَ وَغَيْرِهِمَا مِنْ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلَّذِينَ لَمْ يُرِيحُوا يَدَهُمْ. وَلْنُرَكِّزْ عَلَى عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ، نَبْقَ صَبُورِينَ، وَنُحَافِظْ عَلَى إِيمَانٍ قَوِيٍّ بِيَهْوَهَ وَوُعُودِهِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٧٥ «هٰأَنَذَا أَرْسِلْنِي»
^ الفقرة 5 إِنَّ ٱلْمَقَالَةَ ٱلسَّابِقَةَ شَجَّعَتْ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْ يَقْبَلُوا دَعْوَةَ يَسُوعَ أَنْ يَصِيرُوا صَيَّادِي نَاسٍ. وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ تَتَحَدَّثُ عَنْ ثَلَاثِ طُرُقٍ تُقَوِّي تَصْمِيمَ كُلِّ ٱلنَّاشِرِينَ، ٱلْجُدُدِ وَٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ خِبْرَةٌ، كَيْ يَسْتَمِرُّوا فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ إِلَى أَنْ يَقُولَ يَهْوَهُ إِنَّهُ قَدِ ٱنْتَهَى.
^ الفقرة 2 شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، يَعْنِي ٱلتَّعْبِيرُ «لَا تُرِحْ يَدَكَ» أَنْ تُصَمِّمَ عَلَى ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ إِلَى أَنْ يَقُولَ يَهْوَهُ إِنَّهُ قَدِ ٱنْتَهَى.
^ الفقرة 5 بَدَأَ «يَوْمُ ٱلرَّبِّ» حِينَ صَارَ يَسُوعُ مَلِكًا سَنَةَ ١٩١٤ وَسَيَسْتَمِرُّ حَتَّى نِهَايَةِ ٱلْحُكْمِ ٱلْأَلْفِيِّ.