تمثَّلْ بعدل يهوه ورحمته
«اِقْضُوا بِٱلْعَدْلِ قَضَاءَ ٱلْحَقِّ، وَٱصْنَعُوا لُطْفًا حُبِّيًّا وَمَرَاحِمَ بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ». — زك ٧:٩.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٢١، ٦٩
١، ٢ (أ) كَيْفَ شَعَرَ يَسُوعُ حِيَالَ شَرِيعَةِ ٱللهِ؟ (ب) كَيْفَ حَرَّفَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ مَعْنَى ٱلشَّرِيعَةِ؟
أَحَبَّ يَسُوعُ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلْمُوسَوِيَّةَ كَثِيرًا. وَلَا عَجَبَ فِي ذٰلِكَ. فَأَبُوهُ ٱلسَّمَاوِيُّ يَهْوَهُ هُوَ مَنْ وَضَعَهَا. وَٱلنُّبُوَّةُ فِي ٱلْمَزْمُور ٤٠:٨ تَصِفُ مَحَبَّتَهُ لِلشَّرِيعَةِ بِٱلْقَوْلِ: «أَنْ أَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا إِلٰهِي سُرِرْتُ، وَشَرِيعَتُكَ فِي وَسَطِ أَحْشَائِي». وَيَسُوعُ أَكَّدَ قَوْلًا وَعَمَلًا أَنَّ شَرِيعَةَ ٱللهِ كَامِلَةٌ وَمُفِيدَةٌ، وَأَنَّ ٱلْمَكْتُوبَ فِيهَا يَتِمُّ بِٱلتَّأْكِيدِ. — مت ٥:١٧-١٩.
٢ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ يَسُوعَ تَضَايَقَ جِدًّا حِينَ رَأَى ٱلْكَتَبَةَ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ يُحَرِّفُونَ مَعْنَى ٱلشَّرِيعَةِ. وَكَيْفَ فَعَلُوا ذٰلِكَ؟ قَالَ يَسُوعُ إِنَّهُمْ قَدَّمُوا «عُشْرَ ٱلنَّعْنَعِ وَٱلشِّبِثِّ وَٱلْكَمُّونِ»، أَيْ أَطَاعُوا أَصْغَرَ تَفَاصِيلِهَا. إِلَّا أَنَّ ٱلْمُشْكِلَةَ كَانَتْ أَنَّهُمْ تَجَاهَلُوا «أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ، أَيِ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ». (مت ٢٣:٢٣) وَلٰكِنْ بِعَكْسِ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ، فَهِمَ يَسُوعُ رُوحَ ٱلشَّرِيعَةِ وَمَا تَكْشِفُهُ كُلُّ وَصِيَّةٍ عَنْ يَهْوَهَ.
٣ مَاذَا تُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
رو ٧:٦) فَلِمَاذَا حَفِظَهَا يَهْوَهُ فِي كَلِمَتِهِ، ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَفْهَمَ وَنُطَبِّقَ ‹أَثْقَلَ مَا فِيهَا›، أَيِ ٱلْمَبَادِئَ وَرَاءَ وَصَايَاهَا. فَأَيَّةُ مَبَادِئَ نَتَعَلَّمُهَا مِنْ تَرْتِيبِ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ؟ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، تَعَلَّمْنَا دُرُوسًا مِنَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلَّتِي يَتَّخِذُهَا ٱللَّاجِئُ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبَ يَكْشِفُ أَيْضًا ٱلْكَثِيرَ عَنْ يَهْوَهَ، وَيُظْهِرُ لَنَا كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِصِفَاتِهِ. لِذٰلِكَ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ ثَلَاثَةَ أَسْئِلَةٍ: مَاذَا يَكْشِفُ تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ عَنْ رَحْمَةِ يَهْوَهَ؟ مَاذَا يُعَلِّمُنَا عَنْ نَظْرَتِهِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ؟ وَكَيْفَ يَعْكِسُ عَدْلَهُ ٱلْكَامِلَ؟ وَفِي كُلٍّ مِنْ هٰذِهِ ٱلْمَجَالَاتِ، فَكِّرْ كَيْفَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. — اقرأ افسس ٥:١.
٣ نَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ لَسْنَا تَحْتَ عَهْدِ ٱلشَّرِيعَةِ. («مَوَاقِعُ مُنَاسِبَةٌ» عَكَسَتْ رَحْمَةَ يَهْوَهَ
٤، ٥ (أ) مَاذَا سَهَّلَ ٱلْوُصُولَ إِلَى مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ، وَبِأَيِّ هَدَفٍ؟ (ب) مَاذَا يُعَلِّمُنَا هٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ عَنْ يَهْوَهَ؟
٤ أَرَادَ يَهْوَهُ أَنْ يَكُونَ ٱلْوُصُولُ سَهْلًا إِلَى مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلسِّتِّ. فَقَدْ أَمَرَ أَنْ تَكُونَ فِي «مَوَاقِعَ مُنَاسِبَةٍ» وَتُوَزَّعَ بِٱلتَّسَاوِي عَلَى جَانِبَيْ نَهْرِ ٱلْأُرْدُنِّ. (عد ٣٥:١١-١٤) وَطَلَبَ أَنْ تَظَلَّ ٱلطُّرُقَاتُ ٱلْمُؤَدِّيَةُ إِلَيْهَا فِي حَالَةٍ جَيِّدَةٍ. (تث ١٩:٣) وَبِحَسَبِ ٱلْمَرَاجِعِ ٱلْيَهُودِيَّةِ، وُضِعَتْ عَلَى طُولِ ٱلطَّرِيقِ عَلَامَاتٌ تَدُلُّ عَلَى مَوْقِعِ مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ. وَهٰكَذَا لَمْ يُضْطَرَّ ٱلْقَاتِلُ سَهْوًا أَنْ يَهْرُبَ إِلَى أَرْضٍ أَجْنَبِيَّةٍ وَيُغْرَى هُنَاكَ بِمُمَارَسَةِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْبَاطِلَةِ.
٥ فَكِّرْ قَلِيلًا: يَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَمَرَ بِإِعْدَامِ مَنْ يَقْتُلُ عَمْدًا. لٰكِنَّهُ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ، أَعْطَى ٱلْقَاتِلَ سَهْوًا ٱلْفُرْصَةَ لِيَنَالَ ٱلرَّحْمَةَ وَٱلْحِمَايَةَ. وَقَالَ أَحَدُ عُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِهٰذَا ٱلْخُصُوصِ: «كَانَ كُلُّ شَيْءٍ فِي غَايَةِ ٱلْوُضُوحِ وَٱلْبَسَاطَةِ وَٱلسُّهُولَةِ». فَيَهْوَهُ لَيْسَ قَاضِيًا قَاسِيًا وَلَا يُحِبُّ أَنْ يُعَاقِبَ خُدَّامَهُ، بَلْ هُوَ إِلٰهٌ «غَنِيٌّ بِٱلرَّحْمَةِ». — اف ٢:٤.
٦ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ مَوْقِفُ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ عَنْ مَوْقِفِ يَهْوَهَ؟
٦ بِٱلْمُقَابِلِ، لَمْ يَرْغَبِ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ فِي إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ. فَبِحَسَبِ ٱلتَّقْلِيدِ ٱلْيَهُودِيِّ، مَا كَانُوا يَغْفِرُونَ ٱلْإِسَاءَةَ نَفْسَهَا أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِ مَرَّاتٍ. وَوَصَفَ يَسُوعُ مَوْقِفَهُمْ فِي مَثَلٍ عَنْ فَرِّيسِيٍّ يُصَلِّي بِجَانِبِ جَابِي ضَرَائِبَ. قَالَ ٱلْفَرِّيسِيُّ: «اَللّٰهُمَّ، أَنَا أَشْكُرُكَ أَنِّي لَسْتُ مِثْلَ بَاقِي ٱلنَّاسِ ٱلْمُبْتَزِّينَ ٱلْأَثَمَةِ ٱلزُّنَاةِ، أَوْ حَتَّى مِثْلَ لو ١٨:٩-١٤.
جَابِي ٱلضَّرَائِبِ هٰذَا». فَٱلْفَرِّيسِيُّونَ كَانُوا «يَعْتَبِرُونَ ٱلْبَاقِينَ كَلَا شَيْءٍ». لِذٰلِكَ لَمْ يَرَوْا أَيَّ دَاعٍ لِيُظْهِرُوا لَهُمُ ٱلرَّحْمَةَ. —٧، ٨ (أ) كَيْفَ تَتَمَثَّلُ بِرَحْمَةِ يَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ يَمْتَحِنُ ٱلْغُفْرَانُ تَوَاضُعَنَا؟
٧ طَبْعًا، أَنْتَ تَرْغَبُ أَنْ تَتَمَثَّلَ بِيَهْوَهَ، لَا بِٱلْفَرِّيسِيِّينَ. فَأَظْهِرْ إِذًا ٱلرَّحْمَةَ وَٱلْحَنَانَ تِجَاهَ ٱلْآخَرِينَ. (اقرأ كولوسي ٣:١٢، ١٣.) سَهِّلْ عَلَيْهِمْ مَثَلًا أَنْ يَطْلُبُوا مِنْكَ أَنْ تُسَامِحَهُمْ. (لو ١٧:٣، ٤) وَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أُسَامِحُ ٱلْآخَرِينَ بِسُرْعَةٍ وَسُهُولَةٍ، حَتَّى لَوْ أَخْطَأُوا فِي حَقِّي تَكْرَارًا؟ وَهَلْ أَتَشَوَّقُ أَنْ تَعُودَ ٱلْمِيَاهُ إِلَى مَجَارِيهَا بَيْنَنَا؟›.
٨ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ، يَمْتَحِنُ ٱلْغُفْرَانُ تَوَاضُعَنَا. فَٱلْفَرِّيسِيُّونَ لَمْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِيَغْفِرُوا لِلْآخَرِينَ، لِأَنَّهُمُ ٱعْتَبَرُوا أَنْفُسَهُمْ أَهَمَّ مِنْهُمْ. وَلٰكِنْ كَمَسِيحِيِّينَ، عَلَيْنَا أَنْ نَعْتَبِرَ بِتَوَاضُعٍ ‹أَنَّ ٱلْآخَرِينَ يَفُوقُونَنَا› وَنَغْفِرَ لَهُمْ بِلَا حِسَابٍ. (في ٢:٣) فَكَيْفَ تُظْهِرُ ٱلتَّوَاضُعَ تَمَثُّلًا بِيَهْوَهَ؟ مَهِّدِ ٱلطَّرِيقَ لِلْآخَرِينَ كَيْ يَطْلُبُوا مِنْكَ ٱلْمُسَامَحَةَ. وَلَا تُسْرِعْ إِلَى ٱلْغَيْظِ، بَلْ إِلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ. — جا ٧:٨، ٩.
قَدِّرْ قِيمَةَ ٱلْحَيَاةِ فَلَا «يَكُونَ عَلَيْكَ دَمٌ»
٩ كَيْفَ شَدَّدَ يَهْوَهُ عَلَى قَدَاسَةِ ٱلْحَيَاةِ؟
٩ حَمَتْ مُدُنُ ٱلْمَلْجَإِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنْ قَتْلِ شَخْصٍ بَرِيءٍ. (تث ١٩:١٠) فَيَهْوَهُ يَعْتَبِرُ ٱلْحَيَاةَ ثَمِينَةً، وَيَكْرَهُ ‹ٱلْأَيْدِيَ ٱلَّتِي تَسْفِكُ دَمًا بَرِيئًا›. (ام ٦:١٦، ١٧) كَمَا أَنَّهُ عَادِلٌ وَقُدُّوسٌ. لِذَا لَا يَتَغَاضَى عَنِ ٱلْقَتْلِ، حَتَّى لَوْ كَانَ عَنْ غَيْرِ قَصْدٍ. فَٱلْقَاتِلُ سَهْوًا وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَتَّخِذَ خُطُوَاتٍ مُعَيَّنَةً لِيَنَالَ ٱلرَّحْمَةَ. فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَعْرِضَ قَضِيَّتَهُ عَلَى ٱلشُّيُوخِ. وَفِي حَالِ حَكَمُوا أَنَّهُ لَمْ يَتَعَمَّدْ قَتْلَ ٱلضَّحِيَّةِ، لَزِمَ أَنْ يَبْقَى فِي مَدِينَةِ ٱلْمَلْجَإِ حَتَّى مَوْتِ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ. وَبِٱلتَّالِي، كَانَ مُمْكِنًا أَنْ يُمْضِيَ فِيهَا بَقِيَّةَ حَيَاتِهِ. وَهٰكَذَا أَظْهَرَتْ هٰذِهِ ٱلْعَوَاقِبُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ مُقَدَّسَةٌ. وَبِدَافِعِ ٱلِٱحْتِرَامِ لِيَنْبُوعِ ٱلْحَيَاةِ، لَزِمَ أَنْ يَتَجَنَّبُوا مِنَ ٱلْأَسَاسِ أَيَّ شَيْءٍ يُعَرِّضُ حَيَاةَ ٱلْآخَرِينَ لِلْخَطَرِ.
١٠ حَسْبَمَا ذَكَرَ يَسُوعُ، كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ أَنَّهُمْ لَا يَحْتَرِمُونَ ٱلْحَيَاةَ؟
١٠ عَلَى عَكْسِ يَهْوَهَ، لَمْ يَحْتَرِمِ ٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ٱلْحَيَاةَ. قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَخَذْتُمْ مِفْتَاحَ ٱلْمَعْرِفَةِ، فَلَمْ تَدْخُلُوا أَنْتُمْ، وَٱلدَّاخِلُونَ أَعَقْتُمُوهُمْ!». (لو ١١:٥٢) فَكَانَ مِنْ وَاجِبِهِمْ أَنْ يُفَسِّرُوا لِلشَّعْبِ كَلِمَةَ ٱللهِ كَيْ يَسِيرُوا فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ. لٰكِنَّهُمْ بَدَلَ ذٰلِكَ، أَبْعَدُوهُمْ عَنْ يَسُوعَ، «ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِلْحَيَاةِ». (اع ٣:١٥) وَهٰكَذَا قَادُوهُمْ فِي طَرِيقٍ تُؤَدِّي إِلَى ٱلْهَلَاكِ ٱلْأَبَدِيِّ. فَيَا لَقَسْوَةِ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ! فَهٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُتَكَبِّرُونَ وَٱلْأَنَانِيُّونَ لَمْ يَهْتَمُّوا إِطْلَاقًا بِحَيَاةِ ٱلنَّاسِ أَوْ خَيْرِهِمْ.
١١ (أ) كَيْفَ أَظْهَرَ بُولُسُ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلْحَيَاةِ؟ (ب) مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَمَثَّلَ بِبُولُسَ وَنُبَشِّرَ بِغَيْرَةٍ؟
١١ فَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ وَلَا نَكُونُ مِثْلَ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ؟ بِٱحْتِرَامِ ٱلْحَيَاةِ وَتَقْدِيرِ قِيمَتِهَا. وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَظْهَرَ ٱلِٱحْتِرَامَ لِلْحَيَاةِ حِينَ شَهِدَ كَامِلًا. وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يَقُولَ إِنَّهُ «طَاهِرٌ مِنْ دَمِ ٱلْجَمِيعِ». (اقرإ الاعمال ٢٠:٢٦، ٢٧.) لٰكِنَّهُ لَمْ يُبَشِّرْ بِدَافِعِ ٱلْوَاجِبِ أَوْ لِيَتَجَنَّبَ ٱلشُّعُورَ بِٱلذَّنْبِ. بَلْ بَشَّرَ لِأَنَّهُ أَحَبَّ ٱلنَّاسَ وَٱعْتَبَرَ حَيَاتَهُمْ ثَمِينَةً. (١ كو ٩:١٩-٢٣) فَمَاذَا عَنَّا؟ هَلْ نَحْتَرِمُ ٱلْحَيَاةَ تَمَثُّلًا بِإِلٰهِنَا؟ يَرْغَبُ يَهْوَهُ أَنْ «يَبْلُغَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ». (٢ بط ٣:٩) وَإِذَا ٱتَّصَفْنَا بِٱلرَّحْمَةِ وَأَحْبَبْنَا ٱلنَّاسَ، تَزْدَادُ غَيْرَتُنَا وَفَرَحُنَا فِي ٱلْبِشَارَةِ.
١٢ لِمَ يَهْتَمُّ شَعْبُ يَهْوَهَ بِٱلسَّلَامَةِ؟
١٢ نُظْهِرُ أَيْضًا أَنَّنَا نَتَبَنَّى نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ عِنْدَمَا نَهْتَمُّ بِٱلسَّلَامَةِ. فَعَلَيْنَا مَثَلًا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا أَثْنَاءَ ٱلْعَمَلِ وَٱلْقِيَادَةِ. وَهٰذَا يَصِحُّ عِنْدَ بِنَاءِ أَمَاكِنِ عِبَادَتِنَا وَصِيَانَتِهَا، وَعِنْدَ ٱلتَّنَقُّلِ مِنْهَا وَإِلَيْهَا. وَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ ٱلصِّحَّةَ وَٱلسَّلَامَةَ أَثْنَاءَ ٱلْعَمَلِ أَهَمُّ مِنْ تَوْفِيرِ ٱلْوَقْتِ وَٱلْمَالِ. فَنَحْنُ نُرِيدُ أَنْ نَتَمَثَّلَ بِإِلٰهِنَا ٱلْعَادِلِ ٱلَّذِي يَفْعَلُ دَائِمًا مَا هُوَ صَحِيحٌ. وَٱلشُّيُوخُ خُصُوصًا عَلَيْهِمْ أَنْ يَهْتَمُّوا بِسَلَامَتِهِمْ وَسَلَامَةِ مَنْ حَوْلَهُمْ. (ام ٢٢:٣) لِذٰلِكَ إِذَا ذَكَّرَكَ شَيْخٌ بِقَوَاعِدِ ٱلسَّلَامَةِ وَمَعَايِيرِهَا، فَٱقْبَلْ مَشُورَتَهُ. (غل ٦:١) وَحِينَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ كَمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا يَهْوَهُ، تَتَجَنَّبُ ذَنْبَ سَفْكِ ٱلدَّمِ.
«تَقْضِي . . . بِمُقْتَضَى هٰذِهِ ٱلْأَحْكَامِ»
١٣، ١٤ كَيْفَ عَكَسَ ٱلشُّيُوخُ فِي إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا عَدْلَ يَهْوَهَ؟
١٣ أَوْصَى يَهْوَهُ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِعَدْلِهِ. فَوَجَبَ أَنْ يَتَحَقَّقُوا أَوَّلًا مِنَ ٱلْوَقَائِعِ كُلِّهَا. ثُمَّ لَزِمَ أَنْ يَفْحَصُوا دَوَافِعَ ٱلْقَاتِلِ وَمَوْقِفَهُ وَسُلُوكَهُ لِيُقَرِّرُوا هَلْ يَسْتَحِقُّ ٱلرَّحْمَةَ أَمْ لَا. فَكَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَأَكَّدُوا أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَكْرَهُ ٱلضَّحِيَّةَ وَلَمْ يَقْتُلْهَا عَمْدًا. (اقرإ العدد ٣٥:٢٠-٢٤.) وَفِي حَالِ وُجُودِ شُهُودٍ، مَا كَانَ ٱلْمُتَّهَمُ يُدَانُ بِٱلْقَتْلِ ٱلْعَمْدِيِّ إِلَّا إِذَا شَهِدَ عَلَيْهِ ٱثْنَانِ عَلَى ٱلْأَقَلِّ. — عد ٣٥:٣٠.
١٤ إِذًا، بَعْدَمَا تَحَقَّقَ ٱلشُّيُوخُ مِنَ ٱلْوَقَائِعِ كُلِّهَا، لَزِمَ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلشَّخْصِ، وَلَيْسَ عَلَى تَصَرُّفِهِ فَقَطْ. فَٱحْتَاجُوا إِلَى ٱلْبَصِيرَةِ لِيَرَوْا أَبْعَدَ مِنَ ٱلظَّاهِرِ وَيَكْتَشِفُوا ٱلْأَسْبَابَ وَرَاءَ مَا حَدَثَ. وَٱلْأَهَمُّ أَنَّهُمُ ٱحْتَاجُوا إِلَى رُوحِ يَهْوَهَ ٱلْقُدُسِ لِيَعْكِسُوا بَصِيرَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَعَدْلَهُ. — خر ٣٤:٦، ٧.
١٥ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَيَسُوعَ فِي نَظْرَتِهِمْ إِلَى ٱلْخُطَاةِ؟
١٥ بِٱلْمُقَابِلِ، رَكَّزَ ٱلْفَرِّيسِيُّونَ عَلَى أَفْعَالِ ٱلْخُطَاةِ، لَا عَلَى مَا فِي قَلْبِهِمْ. لِذَا عِنْدَمَا رَأَوْا يَسُوعَ فِي وَلِيمَةٍ فِي بَيْتِ مَتَّى، سَأَلُوا تَلَامِيذَهُ: «لِمَاذَا يَأْكُلُ مُعَلِّمُكُمْ مَعَ جُبَاةِ ضَرَائِبَ وَخُطَاةٍ؟». فَأَجَابَهُمْ يَسُوعُ: «لَا يَحْتَاجُ ٱلْأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ، بَلِ ٱلسُّقَمَاءُ. فَٱذْهَبُوا مت ٩:٩-١٣) فَهَلْ تَغَاضَى يَسُوعُ بِذٰلِكَ عَنِ ٱلْأَخْطَاءِ ٱلْخَطِيرَةِ؟ كَلَّا. فَدَعْوَةُ ٱلْخُطَاةِ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ كَانَتْ جُزْءًا مُهِمًّا مِنْ رِسَالَتِهِ. (مت ٤:١٧) لٰكِنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ بَعْضَ ‹جُبَاةِ ٱلضَّرَائِبِ وَٱلْخُطَاةِ› أَرَادُوا أَنْ يَتَغَيَّرُوا. فَهُمْ لَمْ يَأْتُوا إِلَى بَيْتِ مَتَّى مِنْ أَجْلِ ٱلطَّعَامِ فَقَطْ، بَلْ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يَتْبَعُونَ يَسُوعَ. (مر ٢:١٥) وَلٰكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ مُعْظَمَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ لَمْ يَرَوْا فِي هٰؤُلَاءِ ٱلنَّاسِ مَا رَآهُ يَسُوعُ، بَلِ ٱعْتَبَرُوهُمْ خُطَاةً لَا أَمَلَ فِيهِمْ. فَكَمِ ٱخْتَلَفُوا عَنْ يَهْوَهَ، ٱلْإِلٰهِ ٱلْعَادِلِ وَٱلرَّحِيمِ!
وَتَعَلَّمُوا مَا مَعْنَى: ‹أُرِيدُ رَحْمَةً لَا ذَبِيحَةً›. لِأَنِّي مَا جِئْتُ لِأَدْعُوَ أَبْرَارًا، بَلْ خُطَاةً». (١٦ مَاذَا يُحَدِّدُ ٱلشُّيُوخُ فِي ٱللَّجْنَةِ ٱلْقَضَائِيَّةِ؟
١٦ يَحْرِصُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَتَمَثَّلُوا بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي «يُحِبُّ ٱلْعَدْلَ». (مز ٣٧:٢٨) فَهُمْ أَوَّلًا ‹يَسْتَقْصُونَ وَيَسْتَعْلِمُونَ جَيِّدًا› هَلْ وَقَعَتْ خَطِيَّةٌ فِعْلًا. وَإِذَا ثَبَتَ ذٰلِكَ، يُعَالِجُونَ ٱلْقَضِيَّةَ بِحَسَبِ إِرْشَادَاتِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (تث ١٣:١٢-١٤) وَحِينَ يَكُونُ ٱلشُّيُوخُ فِي لَجْنَةٍ قَضَائِيَّةٍ، يَجِبُ أَنْ يُحَدِّدُوا هَلِ ٱلْمَسِيحِيُّ ٱلَّذِي ٱرْتَكَبَ خَطِيَّةً خَطِيرَةً تَائِبٌ أَمْ لَا. وَهٰذَا لَيْسَ سَهْلًا دَائِمًا. فَلِيَتَأَكَّدُوا مِنْ تَوْبَتِهِ، عَلَيْهِمْ أَنْ يَفْحَصُوا مَوْقِفَهُ مِنَ ٱلْخَطَإِ وَمَا فِي قَلْبِهِ. (رؤ ٣:٣) وَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلْخَاطِئُ تَائِبًا لِيَنَالَ ٱلرَّحْمَةَ. *
١٧، ١٨ كَيْفَ يُحَدِّدُ ٱلشُّيُوخُ ٱلتَّوْبَةَ ٱلصَّادِقَةَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
١٧ بِعَكْسِ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ، لَا يَعْرِفُ ٱلشُّيُوخُ مَا فِي ٱلْقُلُوبِ. فَكَيْفَ تُحَدِّدُ أَيُّهَا ٱلشَّيْخُ هَلْ تَوْبَةُ ٱلْخَاطِئِ صَادِقَةٌ أَمْ لَا؟ أَوَّلًا، صَلِّ طَلَبًا لِلْحِكْمَةِ وَٱلتَّمْيِيزِ. (١ مل ٣:٩) ثَانِيًا، ٱبْحَثْ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ وَمَطْبُوعَاتِ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ لِتُمَيِّزَ بَيْنَ «حُزْنِ ٱلْعَالَمِ» وَ «ٱلْحُزْنِ ٱلَّذِي بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ»، أَيِ ٱلتَّوْبَةِ ٱلصَّادِقَةِ. (٢ كو ٧:١٠، ١١) لَاحِظْ كَيْفَ تَصِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلتَّائِبِينَ وَغَيْرَ ٱلتَّائِبِينَ، وَحَلِّلْ كَيْفَ شَعَرُوا وَفَكَّرُوا وَتَصَرَّفُوا.
١٨ ثَالِثًا، فَكِّرْ فِي ٱلشَّخْصِ، وَلَيْسَ فِي خَطَئِهِ فَقَطْ. فَخُذْ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ مَاضِيَهُ وَدَوَافِعَهُ وَظُرُوفَهُ. وَهٰكَذَا تَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ، رَأْسِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنْبَأَ عَنْهُ قَائِلًا: «لَا يَقْضِي بِحَسَبِ مَا يَنْظُرُهُ بِعَيْنَيْهِ، وَلَا يُوَبِّخُ بِحَسَبِ مَا يَسْمَعُهُ بِأُذُنَيْهِ. إِنَّمَا يَقْضِي بِٱلْبِرِّ لِلْمَسَاكِينِ، وَيُوَبِّخُ بِٱلِٱسْتِقَامَةِ لِمَنْفَعَةِ ٱلْحُلَمَاءِ فِي ٱلْأَرْضِ». (اش ١١:٣، ٤) وَيَسُوعُ أَوْكَلَ إِلَيْكَ أَيُّهَا ٱلشَّيْخُ مَسْؤُولِيَّةَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِخِرَافِهِ، وَهُوَ سَيُسَاعِدُكَ أَنْ تَقْضِيَ بِعَدْلٍ وَرَحْمَةٍ. (مت ١٨:١٨-٢٠) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُقَدِّرُ جَمِيعًا ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ يَهْتَمُّونَ بِنَا وَيُسَاعِدُونَنَا أَنْ نَتَعَامَلَ بِعَدْلٍ وَرَحْمَةٍ.
١٩ أَيُّ دَرْسٍ مِنْ تَرْتِيبِ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ تَنْوِي أَنْ تُطَبِّقَهُ؟
١٩ تَحْتَوِي ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ عَلَى «ٱلْخُطُوطِ ٱلْعَرِيضَةِ لِلْمَعْرِفَةِ وَٱلْحَقِّ» عَنْ يَهْوَهَ وَمَبَادِئِهِ. (رو ٢:٢٠) مَثَلًا، يُعَلِّمُ تَرْتِيبُ مُدُنِ ٱلْمَلْجَإِ ٱلشُّيُوخَ أَنْ يَقْضُوا «بِٱلْعَدْلِ قَضَاءَ ٱلْحَقِّ». وَهُوَ يُعَلِّمُنَا جَمِيعًا أَنْ نَتَعَامَلَ بِمَحَبَّةٍ وَرَحْمَةٍ. (زك ٧:٩) صَحِيحٌ أَنَّنَا مَا عُدْنَا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ، لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَيَّرُ. لِذٰلِكَ لَا تَزَالُ صِفَاتٌ كَٱلْعَدْلِ وَٱلرَّحْمَةِ مُهِمَّةً فِي نَظَرِهِ. فَلْنَتَمَثَّلْ بِصِفَاتِهِ ٱلرَّائِعَةِ وَنَحْتَمِ بِهِ عَلَى ٱلدَّوَامِ!
^ الفقرة 16 اُنْظُرْ «أَسْئِلَةٌ مِنَ ٱلْقُرَّاءِ» فِي عَدَدِ ١٥ أَيْلُولَ (سِبْتَمْبِر) ٢٠٠٦ مِنْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱلصَّفْحَةِ ٣٠.