مقالة الدرس ٤٧
دروس من سفر اللاويين
«كُلُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللهِ وَنَافِعَةٌ». — ٢ تي ٣:١٦.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٨ اَلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللهِ
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١-٢ لِمَ سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ مُهِمٌّ؟
كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى صَدِيقِهِ ٱلشَّابِّ تِيمُوثَاوُسَ: «كُلُّ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ مُوحًى بِهَا مِنَ ٱللهِ وَنَافِعَةٌ». (٢ تي ٣:١٦) وَأَحَدُ هٰذِهِ ٱلْأَسْفَارِ هُوَ ٱللَّاوِيِّينَ. فَمَا رَأْيُكَ فِي هٰذَا ٱلسِّفْرِ؟ يَعْتَبِرُهُ ٱلْبَعْضُ مُجَرَّدَ لَائِحَةٍ مِنَ ٱلشَّرَائِعِ ٱلَّتِي لَا تَنْطَبِقُ عَلَى أَيَّامِنَا. لٰكِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ رَأْيُهُمْ مُخْتَلِفٌ.
٢ كُتِبَ سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ قَبْلَ حَوَالَيْ ٥٠٠,٣ سَنَةٍ. مَعْ ذٰلِكَ، حَفِظَهُ يَهْوَهُ «لِإِرْشَادِنَا». (رو ١٥:٤) فَهٰذَا ٱلسِّفْرُ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْهَمَ أَكْثَرَ تَفْكِيرَ يَهْوَهَ. وَنَحْنُ نَجِدُ فِيهِ دُرُوسًا عَدِيدَةً تُفِيدُنَا. لِنُنَاقِشْ أَرْبَعَةً مِنْهَا.
كَيْفَ نَنَالُ رِضَى يَهْوَهَ؟
٣ لِمَ قَدَّمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ذَبَائِحَ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ؟
٣ ٱلدَّرْسُ ٱلْأَوَّلُ: يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ يَهْوَهُ رَاضِيًا عَنَّا كَيْ يَقْبَلَ ذَبَائِحَنَا. كُلَّ سَنَةٍ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ، كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يَجْتَمِعُونَ مَعًا وَيُقَدِّمُونَ ٱلْحَيَوَانَاتِ كَذَبَائِحَ لِيَهْوَهَ. وَهٰذِهِ ٱلذَّبَائِحُ ذَكَّرَتْهُمْ أَنَّهُمْ بِحَاجَةٍ أَنْ يُطَهَّرُوا مِنْ خَطَايَاهُمْ. وَلٰكِنْ قَبْلَ أَنْ يُقَدِّمَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ دَمَ ٱلذَّبِيحَةِ فِي قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ، لَزِمَ أَنْ يَقُومَ بِأَمْرٍ آخَرَ. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ كَانَ أَهَمَّ مِنْ مَغْفِرَةِ خَطَايَا ٱلشَّعْبِ.
٤ حَسَبَ ٱللَّاوِيِّين ١٦:١٢، ١٣، مَاذَا كَانَ يَفْعَلُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ حِينَ يَدْخُلُ أَوَّلَ مَرَّةٍ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ؟ (اُنْظُرْ صُورَةَ ٱلْغِلَافِ.)
اللاويين ١٦:١٢، ١٣. تَخَيَّلْ مَا كَانَ يَحْدُثُ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ: يَدْخُلُ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ إِلَى ٱلْمَسْكَنِ. فِي يَدٍ، يَحْمِلُ وِعَاءً فِيهِ بَخُورٌ عَطِرٌ، وَفِي ٱلْيَدِ ٱلْأُخْرَى مِجْمَرَةً ذَهَبِيَّةً مَلِيئَةً بِٱلْجَمْرِ. ثُمَّ يَتَوَجَّهُ نَحْوَ قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ. وَفِي هٰذَا ٱلْيَوْمِ، سَيَدْخُلُ إِلَى هُنَاكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، لَا مَرَّةً وَاحِدَةً. فَيَتَوَقَّفُ قَلِيلًا أَمَامَ ٱلْحِجَابِ ٱلَّذِي يَفْصِلُ ٱلْقُدْسَ عَنْ قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ. وَبِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ، يَدْخُلُ إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ وَيَقِفُ أَمَامَ تَابُوتِ ٱلْعَهْدِ. إِنَّهُ يَقِفُ مَجَازِيًّا أَمَامَ يَهْوَهَ! وَٱلْآنَ، يَضَعُ بِحَذَرٍ ٱلْبَخُورَ ٱلْمُقَدَّسَ عَلَى ٱلْجَمْرِ. فَيَمْتَلِئُ ٱلْمَكَانُ بِرَائِحَةٍ جَمِيلَةٍ. * بَعْدَ ذٰلِكَ، يَدْخُلُ مَرَّةً ثَانِيَةً إِلَى قُدْسِ ٱلْأَقْدَاسِ لِيُقَدِّمَ دَمَ ٱلذَّبَائِحِ. لٰكِنْ لَاحِظْ أَنَّهُ كَانَ يُحْرِقُ ٱلْبَخُورَ قَبْلَ أَنْ يُقَدِّمَ دَمَ ٱلذَّبَائِحِ لِيَهْوَهَ.
٤ اقرإ٥ مَاذَا يُعَلِّمُنَا حَرْقُ ٱلْبَخُورِ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ؟
٥ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ حَرْقِ ٱلْبَخُورِ فِي يَوْمِ ٱلْكَفَّارَةِ؟ يُشَبِّهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ صَلَوَاتِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ بِٱلْبَخُورِ. (مز ١٤١:٢؛ رؤ ٥:٨) وَرَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ كَانَ يُقَدِّمُ ٱلْبَخُورَ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ. وَهٰذَا يُعَلِّمُنَا أَنْ نُصَلِّيَ إِلَى يَهْوَهَ بِكُلِّ ٱحْتِرَامٍ. فَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ مَعْ خَالِقِ ٱلْكَوْنِ وَنُقَدِّرُ كَثِيرًا أَنَّهُ يَسْمَحُ لَنَا بِٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ، مِثْلَمَا يَقْتَرِبُ ٱلْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ. (يع ٤:٨) كَمَا أَنَّهُ يَعْتَبِرُنَا أَصْدِقَاءَهُ. (مز ٢٥:١٤) وَلِأَنَّنَا نُعِزِّ هٰذَا ٱلِٱمْتِيَازَ، لَا نُرِيدُ أَنْ نُخَيِّبَ أَمَلَ يَهْوَهَ أَبَدًا.
٦ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ يَسُوعَ مِنْ حَرْقِ ٱلْبَخُورِ قَبْلَ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ؟
٦ إِذًا كَمَا ذَكَرْنَا، كَانَ عَلَى رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُحْرِقَ ٱلْبَخُورَ قَبْلَ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلذَّبَائِحَ. فَهٰكَذَا كَانَ يَتَأَكَّدُ أَنَّ يَهْوَهَ رَاضٍ عَنْهُ عِنْدَمَا يُقَدِّمُهَا. وَهٰذَا يُعَلِّمُنَا شَيْئًا عَنْ يَسُوعَ. فَحِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، لَزِمَ أَنْ يَقُومَ بِأَمْرٍ مُهِمٍّ قَبْلَ أَنْ يُقَدِّمَ حَيَاتَهُ ذَبِيحَةً. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ كَانَ أَهَمَّ مِنْ إِنْقَاذِ ٱلْبَشَرِ. فَمَا هُوَ؟ لَزِمَ أَنْ يُطِيعَ يَهْوَهَ وَيَبْقَى وَلِيًّا لَهُ طَوَالَ حَيَاتِهِ كَيْ يَقْبَلَ ذَبِيحَتَهُ. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، كَانَ سَيُبَرْهِنُ يَسُوعُ أَنَّ ٱلْعَيْشَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ يَهْوَهَ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ، وَأَنَّ يَهْوَهَ لَهُ ٱلْحَقُّ فِي ٱلْحُكْمِ وَحُكْمَهُ عَادِلٌ.
٧ لِمَ رَضِيَ يَهْوَهُ عَنْ يَسُوعَ؟
٧ أَطَاعَ يَسُوعُ يَهْوَهَ طَاعَةً كَامِلَةً خِلَالَ كُلِّ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. فَمَعْ أَنَّهُ تَعَرَّضَ لِلتَّجَارِبِ وَعَلِمَ أَنَّهُ سَيَتَعَذَّبُ حِينَ يَمُوتُ، بَقِيَ مُصَمِّمًا أَنْ يُبَرْهِنَ أَنَّ حُكْمَ أَبِيهِ هُوَ ٱلْأَفْضَلُ. (في ٢:٨) وَعِنْدَمَا وَاجَهَ ٱلصُّعُوبَاتِ، صَلَّى إِلَى أَبِيهِ «بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ». (عب ٥:٧) وَصَلَوَاتُهُ أَظْهَرَتْ وَلَاءَهُ لِيَهْوَهَ، وَقَوَّتْ تَصْمِيمَهُ عَلَى إِطَاعَتِهِ. وَبِٱلنِّسْبَةِ إِلَى يَهْوَهَ، كَانَتْ صَلَوَاتُ يَسُوعَ مِثْلَ بَخُورٍ رَائِحَتُهُ جَمِيلَةٌ. فَيَسُوعُ أَرْضَى يَهْوَهَ وَأَيَّدَ حُكْمَهُ طَوَالَ حَيَاتِهِ.
٨ كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ؟
٨ تَمَثُّلًا بِيَسُوعَ، نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُطِيعَ يَهْوَهَ وَنَبْقَى أَوْلِيَاءَ لَهُ. وَعِنْدَمَا نُوَاجِهُ ٱلصُّعُوبَاتِ، نُصَلِّي إِلَيْهِ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا لِأَنَّنَا نُرِيدُ أَنْ نُرْضِيَهُ. وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، نُظْهِرُ أَنَّنَا نُؤَيِّدُ حُكْمَهُ. وَنَحْنُ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَقْبَلَ صَلَوَاتِنَا إِذَا كُنَّا نَقُومُ بِأُمُورٍ يَكْرَهُهَا. أَمَّا إِذَا فَعَلْنَا مَا يُحِبُّهُ، فَتَكُونُ صَلَوَاتُنَا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ مِثْلَ بَخُورٍ رَائِحَتُهُ جَمِيلَةٌ. وَنَحْنُ مُتَأَكِّدُونَ أَنَّ طَاعَتَنَا وَوَلَاءَنَا سَيُفَرِّحَانِ قَلْبَهُ. — ام ٢٧:١١.
خِدْمَةُ يَهْوَهَ بِدَافِعِ ٱلتَّقْدِيرِ وَٱلْمَحَبَّةِ
٩ لِمَ كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يُقَدِّمُونَ ذَبَائِحَ ٱلشَّرِكَةِ؟
٩ اَلدَّرْسُ ٱلثَّانِي: نَخْدُمُ يَهْوَهَ لِأَنَّنَا نُقَدِّرُ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِنَا. لِنَتَأَمَّل فِي ذَبَائِحِ ٱلشَّرِكَةِ ٱلَّتِي كَانَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ يُقَدِّمُونَهَا. * فَسِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّ كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُقَدِّمَ ذَبِيحَةَ شَرِكَةٍ «تَعْبِيرًا عَنِ ٱلشُّكْرِ». (لا ٧:١١-١٣، ١٦-١٨) وَلَمْ يَكُنْ تَقْدِيمُ هٰذِهِ ٱلذَّبِيحَةِ إِجْبَارِيًّا بَلِ ٱخْتِيَارِيًّا. فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّ كَانَ يُقَدِّمُهَا لِيُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِإِلٰهِهِ. وَكَانَ يَأْكُلُ مِنْهَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ وَٱلْكَهَنَةُ. لٰكِنَّ بَعْضَ أَجْزَائِهَا كَانَتْ تُعْطَى لِيَهْوَهَ فَقَطْ.
١٠ كَيْفَ تُشْبِهُ خِدْمَةُ يَسُوعَ ذَبَائِحَ ٱلشَّرِكَةِ ٱلْمَذْكُورَةَ فِي ٱللَّاوِيِّين ٣:٦، ١٢، ١٤-١٦؟
١٠ اَلدَّرْسُ ٱلثَّالِثُ: نُعْطِي يَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ. اِعْتَبَرَ يَهْوَهُ ٱلشَّحْمَ أَفْضَلَ جُزْءٍ مِنَ ٱلْحَيَوَانِ. وَذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ بَعْضَ ٱلْأَعْضَاءِ مُمَيَّزَةٌ، مِثْلِ ٱلْكُلْيَتَيْنِ. (اقرإ اللاويين ٣:٦، ١٢، ١٤-١٦.) لِذَا فَرِحَ يَهْوَهُ حِينَ قَدَّمَ لَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ طَوْعًا هٰذِهِ ٱلْأَجْزَاءَ. وَٱلْإِسْرَائِيلِيُّ أَظْهَرَ بِذٰلِكَ رَغْبَتَهُ فِي تَقْدِيمِ ٱلْأَفْضَلِ لِيَهْوَهَ. بِشَكْلٍ مُشَابِهٍ، أَعْطَى يَسُوعُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِ لِيَهْوَهَ حِينَ خَدَمَهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ وَبِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ. (يو ١٤:٣١) فَيَسُوعُ فَرِحَ بِأَنْ يَفْعَلَ مَشِيئَةَ ٱللهِ لِأَنَّهُ أَحَبَّ شَرَائِعَهُ. (مز ٤٠:٨) وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ فَرِحَ كَثِيرًا حِينَ رَأَى يَسُوعَ يَخْدُمُهُ طَوْعًا.
١١ كَيْفَ تُشْبِهُ خِدْمَتُنَا ذَبَائِحَ ٱلشَّرِكَةِ، وَلِمَ يُرِيحُنَا ذٰلِكَ؟
١١ وَخِدْمَتُنَا لِيَهْوَهَ تُشْبِهُ ذَبَائِحَ ٱلشَّرِكَةِ. فَهِيَ تُظْهِرُ كَيْفَ نَشْعُرُ تِجَاهَ يَهْوَهَ. فَنَحْنُ نُعْطِيهِ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا. وَلَا شَكَّ أَنَّهُ يَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ يَرَى ٱلْمَلَايِينَ يَخْدُمُونَهُ طَوْعًا لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَهُ وَيُحِبُّونَ مَبَادِئَهُ. وَنَحْنُ نَرْتَاحُ حِينَ نَتَذَكَّرُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَرَى أَعْمَالَنَا فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا دَوَافِعَنَا. مَثَلًا، إِذَا كُنْتَ كَبِيرًا فِي ٱلْعُمْرِ وَلَا تَقْدِرُ أَنْ تَخْدُمَ يَهْوَهَ عَلَى قَدْرِ مَا تَتَمَنَّى، فَتَأَكَّدْ أَنَّهْ يَتَفَهَّمُ وَضْعَكَ. وَحَتَّى لَوْ شَعَرْتَ أَنَّكَ لَا تُقَدِّمُ ٱلْكَثِيرَ، فَيَهْوَهُ يَرَى كَمْ تُحِبُّهُ وَيَعْرِفُ أَنَّكَ تَخْدُمُهُ قَدْرَ ٱسْتِطَاعَتِكَ. وَهُوَ يَفْرَحُ حِينَ تُقَدِّمُ لَهُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْكَ.
١٢ كَيْفَ شَعَرَ يَهْوَهُ تِجَاهَ ذَبَائِحِ ٱلشَّرِكَةِ، وَكَيْفَ يُشَجِّعُنَا ذٰلِكَ؟
١٢ إِذًا مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذَبَائِحِ ٱلشَّرِكَةِ؟ فِيمَا كَانَتِ ٱلنَّارُ تُحْرِقُ أَفْضَلَ أَجْزَاءِ ٱلذَّبِيحَةِ، تَصَاعَدَ ٱلدُّخَانُ وَشَعَرَ يَهْوَهُ بِٱلْفَرَحِ. فَكُنْ وَاثِقًا أَنَّ يَهْوَهَ يَفْرَحُ حِينَ تَخْدُمُهُ طَوْعًا وَمِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ. (كو ٣:٢٣) هَلْ تَتَخَيَّلُهُ يَبْتَسِمُ وَهُوَ رَاضٍ عَنْكَ؟ يَهْوَهُ يَرَى جُهُودَكَ ٱلْكَبِيرَةَ وَٱلصَّغِيرَةَ، وَيَعْتَبِرُهَا ثَمِينَةً كَٱلْكُنُوزِ. وَهُوَ سَيَتَذَكَّرُهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ. — مت ٦:٢٠؛ عب ٦:١٠.
يَهْوَهُ يُبَارِكُ هَيْئَتَهُ
١٣ حَسَبَ ٱللَّاوِيِّين ٩:٢٣، ٢٤، كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ رَاضٍ عَنِ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْجُدُدِ؟
١٣ اَلدَّرْسُ ٱلرَّابِعُ: يَهْوَهُ يُبَارِكُ هَيْئَتَهُ ٱلْيَوْمَ. إِلَيْكَ مَا حَدَثَ عَامَ ١٥١٢ قم حِينَ نُصِبَ ٱلْمَسْكَنُ عِنْدَ أَسْفَلِ جَبَلِ سِينَاءَ. (خر ٤٠:١٧) فَمُوسَى قَادَ مَرَاسِمَ تَعْيِينِ هَارُونَ وَبَنِيهِ كَكَهَنَةٍ. وَٱجْتَمَعَ ٱلشَّعْبُ لِيَرَوُا ٱلْكَهَنَةَ يُقَدِّمُونَ ٱلذَّبَائِحَ لِأَوَّلِ مَرَّةٍ. (لا ٩:١-٥) فَكَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ رَاضٍ عَنِ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْجُدُدِ؟ حِينَ كَانَ مُوسَى وَهَارُونُ يُبَارِكَانِ ٱلشَّعْبَ، أَرْسَلَ يَهْوَهُ نَارًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ، فَأَحْرَقَتْ مَا تَبَقَّى مِنَ ٱلذَّبِيحَةِ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. — اقرإ اللاويين ٩:٢٣، ٢٤.
١٤ لِمَ يَهُمُّنَا رِضَى يَهْوَهَ عَنِ ٱلْكَهَنَةِ قَدِيمًا؟
١٤ أَظْهَرَتِ ٱلنَّارُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ كَامِلًا ٱلْكَهَنَةَ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ. وَحِينَ رَأَى ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ هٰذَا ٱلدَّلِيلَ عَلَى دَعْمِ يَهْوَهَ، فَهِمُوا أَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَدْعَمُوهُمْ هُمْ أَيْضًا. وَلِمَ يَهُمُّنَا ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ؟ كَانَ ٱلْكَهَنَةُ فِي إِسْرَائِيلَ رَمْزًا إِلَى كَهَنَةٍ أَعْظَمَ. فَيَسُوعُ هُوَ رَئِيسُ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْعَظِيمُ، وَسَيَخْدُمُ مَعْهُ ٠٠٠,١٤٤ كَمُلُوكٍ وَكَهَنَةٍ فِي ٱلسَّمَاءِ. —١٥-١٦ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَهُ أَنَّهُ رَاضٍ عَنِ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ»؟
١٥ عَامَ ١٩١٩، عَيَّنَ يَسُوعُ فَرِيقًا صَغِيرًا مِنَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمَمْسُوحِينَ لِيَكُونُوا «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ». وَهٰذَا ٱلْعَبْدُ يَقُودُ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ وَيُعْطِي أَتْبَاعَ ٱلْمَسِيحِ «طَعَامَهُمْ فِي حِينِهِ». (مت ٢٤:٤٥) فَهَلْ لَدَيْنَا دَلِيلٌ وَاضِحٌ أَنَّ يَهْوَهَ يَدْعَمُ هٰذَا ٱلْعَبْدَ ٱلْيَوْمَ؟
١٦ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ وَأَتْبَاعُهُ أَنْ يُوقِفُوا عَمَلَ ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ. وَلَوْلَا دَعْمُ يَهْوَهَ، لَكَانَ مِنَ ٱلْمُسْتَحِيلِ أَنْ يُنْجِزَ عَمَلَهُ. فَهُوَ ظَلَّ يُعْطِي ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ لِأَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ رَغْمَ ٱلْحَرْبَيْنِ ٱلْعَالَمِيَّتَيْنِ، ٱلْمُقَاوَمَةِ ٱلْمُسْتَمِرَّةِ، ٱلْأَزَمَاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ ٱلْعَالَمِيَّةِ، وَٱلْمُعَامَلَةِ ٱلظَّالِمَةِ. وَٱلْيَوْمَ لَدَيْنَا ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ، وَهُوَ مُتَوَفِّرٌ مَجَّانًا بِأَكْثَرَ مِنْ ٩٠٠ لُغَةٍ. أَلَيْسَ هٰذَا دَلِيلًا مت ٢٤:١٤) فَلَا شَكَّ أَبَدًا أَنَّ يَهْوَهَ يُوَجِّهُ هَيْئَتَهُ ٱلْيَوْمَ وَيُبَارِكُهَا.
وَاضِحًا عَلَى دَعْمِ يَهْوَهَ؟ وَهُنَاكَ دَلِيلٌ آخَرُ أَنَّ يَهْوَهَ يُبَارِكُ هَيْئَتَهُ، وَهُوَ عَمَلُ ٱلْبِشَارَةِ. فَٱلْبِشَارَةُ تَصِلُ فِعْلِيًّا إِلَى «كُلِّ ٱلْمَسْكُونَةِ». (١٧ كَيْفَ نَدْعَمُ هَيْئَةَ يَهْوَهَ؟
١٧ مِنْ جِهَتِنَا، جَيِّدٌ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أُقَدِّرُ أَنِّي جُزْءٌ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ؟›. فِي أَيَّامِ مُوسَى، أَرْسَلَ يَهْوَهُ نَارًا مِنَ ٱلسَّمَاءِ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ رَاضٍ عَنِ ٱلَّذِينَ عَيَّنَهُمْ. وَٱلْيَوْمَ، يُعْطِينَا يَهْوَهُ أَيْضًا دَلِيلًا وَاضِحًا أَنَّهُ يَدْعَمُ هَيْئَتَهُ. وَنَحْنُ نَشْكُرُهُ عَلَى كُلِّ مَا يُعْطِيهِ لَنَا. (١ تس ٥:١٨، ١٩) فَكَيْفَ نَدْعَمُ هَيْئَتَهُ؟ حِينَ نُطِيعُ ٱلْإِرْشَادَ ٱلَّذِي تُقَدِّمُهُ لَنَا فِي ٱلْمَطْبُوعَاتِ، ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَٱلْمَحَافِلِ. وَنَدْعَمُهَا أَيْضًا حِينَ نُشَارِكُ قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ فِي عَمَلِ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ. — ١ كو ١٥:٥٨.
١٨ مَا هُوَ تَصْمِيمُنَا؟
١٨ لِنُصَمِّمْ جَمِيعًا أَنْ نُطَبِّقَ ٱلدُّرُوسَ ٱلَّتِي تَعَلَّمْنَاهَا مِنْ سِفْرِ ٱللَّاوِيِّين. فَعَلَيْنَا أَنْ نَنَالَ رِضَى يَهْوَهَ كَيْ يَقْبَلَ ذَبَائِحَنَا، نَخْدُمَهُ لِأَنَّنَا نُقَدِّرُ مَا يَفْعَلُهُ مِنْ أَجْلِنَا، نُعْطِيَهُ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا لِأَنَّنَا نُحِبُّهُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا، وَنَدْعَمَ هَيْئَتَهُ كَامِلًا. وَهٰكَذَا نُظْهِرُ لَهُ أَنَّنَا نُعِزُّ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نَخْدُمَهُ وَنَكُونَ مِنْ شُهُودِهِ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٩٦ كِتَابُ ٱللهِ كَنْزٌ
^ الفقرة 5 يَتَضَمَّنُ سِفْرُ ٱللَّاوِيِّينَ شَرَائِعَ أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا. وَمَعْ أَنَّنَا كَمَسِيحِيِّينَ لَسْنَا تَحْتَ هٰذِهِ ٱلشَّرَائِعِ، فَهِيَ تُفِيدُنَا كَثِيرًا. لِذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ دُرُوسًا مُهِمَّةً مِنْ هٰذَا ٱلسِّفْرِ.
^ الفقرة 4 فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، ٱعْتُبِرَ ٱلْبَخُورُ ٱلَّذِي يُحْرَقُ فِي ٱلْمَسْكَنِ مُقَدَّسًا. وَقَدِ ٱسْتُخْدِمَ هٰذَا ٱلْبَخُورُ فَقَطْ لِعِبَادَةِ يَهْوَهَ. (خر ٣٠:٣٤-٣٨) وَلَا يُذْكَرُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ حَرَقُوا ٱلْبَخُورَ كَجُزْءٍ مِنْ عِبَادَتِهِمْ.
^ الفقرة 9 لِتَعْرِفَ أَكْثَرَ عَنْ ذَبَائِحِ ٱلشَّرِكَةِ، ٱنْظُرْ بُرْجَ ٱلْمُرَاقَبَةِ، عَدَدَ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠١٢، ٱلصَّفْحَةَ ١٩، ٱلْفِقْرَةَ ١١؛ وَ بَصِيرَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، ٱلْمُجَلَّدَ ٢، ٱلصَّفْحَةَ ٥٢٦ (بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ).
^ الفقرة 54 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: في يوم الكفارة، كان رئيس الكهنة يدخل الى قدس الاقداس حاملا البخور والجمر، ثم تمتلئ الغرفة برائحة جميلة. بعد ذلك، يدخل مرة ثانية الى قدس الاقداس ليقدِّم دم الذبائح.
^ الفقرة 56 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: إِسْرَائِيلِيٌّ يُعْطِي ٱلْكَاهِنَ خَرُوفًا لِيُقَدِّمَهُ ذَبِيحَةَ شَرِكَةٍ تَعْبِيرًا عَنْ تَقْدِيرِهِ هُوَ وَعَائِلَتِهِ لِيَهْوَهَ.
^ الفقرة 58 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: خِلَالَ خِدْمَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ، أَظْهَرَ مَحَبَّتَهُ ٱلْكَبِيرَةَ لِيَهْوَهَ حِينَ أَطَاعَ وَصَايَاهُ وَشَجَّعَ أَتْبَاعَهُ أَنْ يُطِيعُوهَا.
^ الفقرة 60 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أُخْتٌ مُسِنَّةٌ تُعْطِي أَفْضَلَ مَا لَدَيْهَا لِيَهْوَهَ رَغْمَ مَشَاكِلِهَا ٱلصِّحِّيَّةِ، وَذٰلِكَ مِنْ خِلَالِ ٱلشَّهَادَةِ بِٱلرَّسَائِلِ.
^ الفقرة 62 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: فِي شُبَاطَ (فِبْرَايِر) ٢٠١٩، ٱلْأَخُ غِرِيت لُوش مِنَ ٱلْهَيْئَةِ ٱلْحَاكِمَةِ يُعْلِنُ إِصْدَارَ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْمُنَقَّحَةِ بِٱلْأَلْمَانِيَّةِ. وَمِثْلُ هَاتَيْنِ ٱلْأُخْتَيْنِ، يَفْرَحُ ٱلنَّاشِرُونَ فِي أَلْمَانِيَا بِٱسْتِعْمَالِ ٱلطَّبْعَةِ ٱلْمُنَقَّحَةِ فِي ٱلْخِدْمَةِ.