الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

هل انت الى جانب يهوه؟‏

هل انت الى جانب يهوه؟‏

‏«يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَخَافُ.‏ وَإِيَّاهُ تَخْدُمُ،‏ وَبِهِ تَلْتَصِقُ».‏ —‏ تث ١٠:‏٢٠‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ١٠٦،‏ ٢٧

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ لِمَ نَرْغَبُ أَنْ نَكُونَ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

مَنْ مِنَّا لَا يَرْغَبُ أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ؟‏ فَلَا أَحَدَ يَفُوقُ إِلٰهَنَا فِي ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْقُوَّةِ وَٱلْحِكْمَةِ.‏ (‏مز ٩٦:‏٤-‏٦‏)‏ لِذَا نَرْغَبُ جَمِيعًا أَنْ نَبْقَى أَوْلِيَاءَ لَهُ وَنَقِفَ إِلَى جَانِبِهِ.‏ لٰكِنَّ بَعْضَ عُبَّادِهِ فَشِلُوا فِي ذٰلِكَ.‏

٢ وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ سَنُنَاقِشُ رِوَايَاتٍ عَنْ أَشْخَاصٍ ٱدَّعَوْا أَنَّهُمْ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ،‏ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ تَصَرَّفُوا بِطَرِيقَةٍ يَكْرَهُهَا.‏ وَسَنَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ كَيْفَ نُحَافِظُ عَلَى وَلَائِنَا لِيَهْوَهَ.‏

يَهْوَهُ يَفْحَصُ ٱلْقُلُوبَ

٣ مَاذَا قَالَ يَهْوَهُ لِقَايِينَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٣ لِنَتَأَمَّلْ أَوَّلًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ قَايِينَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ لَمْ يَعْبُدْ آلِهَةً بَاطِلَةً،‏ لٰكِنَّ عِبَادَتَهُ لَمْ تُرْضِ يَهْوَهَ.‏ وَلِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ رَأَى بُذُورَ ٱلشَّرِّ تَنْمُو فِي قَلْبِهِ.‏ (‏١ يو ٣:‏١٢‏)‏ فَحَذَّرَهُ قَائِلًا:‏ «إِنْ أَحْسَنْتَ أَفَلَا تُرْفَعُ؟‏ وَإِنْ لَمْ تُحْسِنْ،‏ فَعِنْدَ ٱلْبَابِ خَطِيَّةٌ رَابِضَةٌ،‏ وَإِلَيْكَ ٱشْتِيَاقُهَا.‏ فَهَلْ تَسُودُ أَنْتَ عَلَيْهَا؟‏».‏ (‏تك ٤:‏٦،‏ ٧‏)‏ بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى،‏ قَالَ لَهُ:‏ «إِذَا تُبْتَ وَوَقَفْتَ بِثَبَاتٍ إِلَى جَانِبِي،‏ أَقِفُ أَنَا أَيْضًا إِلَى جَانِبِكَ».‏

٤ كَيْفَ تَصَرَّفَ قَايِينُ؟‏

٤ كَانَ يَهْوَهُ سَيَرْضَى عَلَى قَايِينَ لَوْ أَنَّهُ صَحَّحَ تَفْكِيرَهُ.‏ لٰكِنَّ قَايِينَ لَمْ يَقْبَلِ ٱلنَّصِيحَةَ.‏ فَقَادَهُ تَفْكِيرُهُ ٱلْخَاطِئُ وَرَغْبَتُهُ ٱلْأَنَانِيَّةُ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ (‏يع ١:‏١٤،‏ ١٥‏)‏ وَرُبَّمَا لَمْ يَتَصَوَّرْ قَايِينُ فِي صِغَرِهِ أَنَّهُ سَيَتْرُكُ يَهْوَهَ يَوْمًا مَا.‏ لٰكِنَّهُ فِي ٱلنِّهَايَةِ تَمَرَّدَ عَلَى يَهْوَهَ وَقَتَلَ أَخَاهُ.‏

٥ أَيُّ تَفْكِيرٍ يُخَسِّرُنَا رِضَى يَهْوَهَ؟‏

٥ وَمِثْلَ قَايِينَ،‏ يَدَّعِي بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنَّهُمْ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ،‏ إِنَّمَا يَسْلُكُونَ بِطَرِيقَةٍ لَا تُرْضِيهِ.‏ (‏يه ١١‏)‏ فَيَشْتَرِكُونَ فِي ٱلْخِدْمَةِ بِنَشَاطٍ وَيَحْضُرُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ بِٱنْتِظَامٍ.‏ لٰكِنَّهُمْ فِي ٱلْوَقْتِ نَفْسِهِ،‏ يَسْمَحُونَ لِلتَّخَيُّلَاتِ ٱلْفَاسِدَةِ وَٱلطَّمَعِ وَٱلْكَرَاهِيَةِ أَنْ تُسَيْطِرَ عَلَى تَفْكِيرِهِمْ.‏ (‏١ يو ٢:‏١٥-‏١٧؛‏ ٣:‏١٥‏)‏ وَتَفْكِيرٌ كَهٰذَا يَقُودُهُمْ إِلَى ٱرْتِكَابِ ٱلْخَطِيَّةِ.‏ وَلٰكِنْ حَتَّى لَوِ ٱسْتَطَاعُوا أَنْ يُخْفُوا أَفْكَارَهُمْ وَتَصَرُّفَاتِهِمْ عَنِ ٱلنَّاسِ،‏ فَلَنْ يُخْفُوهَا عَنْ يَهْوَهَ.‏ فَهُوَ يَعْرِفُ هَلْ نَحْنُ إِلَى جَانِبِهِ كَامِلًا أَمْ لَا.‏ —‏ اقرأ ارميا ١٧:‏٩،‏ ١٠‏.‏

٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ ‹لِنَسُودَ› عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ؟‏

٦ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَقْطَعُ ٱلْأَمَلَ مِنَّا.‏ فَحِينَ يَرَى أَنَّنَا نَبْتَعِدُ عَنْهُ،‏ يُشَجِّعُنَا قَائِلًا:‏ «اِرْجِعُوا إِلَيَّ أَرْجِعْ إِلَيْكُمْ».‏ (‏مل ٣:‏٧‏)‏ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَقِفَ فِي وَجْهِ ٱلشَّرِّ،‏ خُصُوصًا فِيمَا نُصَارِعُ ضَعَفَاتِنَا.‏ (‏اش ٥٥:‏٧‏)‏ وَعِنْدَئِذٍ يَقِفُ هُوَ أَيْضًا إِلَى جَانِبِنَا.‏ فَيُقَوِّينَا رُوحِيًّا وَمَعْنَوِيًّا وَجَسَدِيًّا ‹لِنَسُودَ› عَلَى مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ.‏ —‏ تك ٤:‏٧‏.‏

‏«‏لَا تَضِلُّوا»‏

٧ كَيْفَ خَسِرَ سُلَيْمَانُ صَدَاقَتَهُ مَعَ يَهْوَهَ؟‏

٧ نَتَعَلَّمُ ٱلْكَثِيرَ أَيْضًا مِمَّا حَصَلَ مَعَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ.‏ فَقَدْ طَلَبَ إِرْشَادَ يَهْوَهَ فِي شَبَابِهِ.‏ لِذَا جَعَلَهُ حَكِيمًا جِدًّا،‏ وَأَوْكَلَ إِلَيْهِ بِنَاءَ هَيْكَلِهِ ٱلْعَظِيمِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ إِلَّا أَنَّ سُلَيْمَانَ لَمْ يَظَلَّ صَدِيقًا لِيَهْوَهَ.‏ (‏١ مل ٣:‏١٢؛‏ ١١:‏١،‏ ٢‏)‏ فَٱلشَّرِيعَةُ أَوْصَتِ ٱلْمَلِكَ فِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا «يُكَثِّرَ لِنَفْسِهِ ٱلزَّوْجَاتِ،‏ لِئَلَّا يَزِيغَ قَلْبُهُ».‏ (‏تث ١٧:‏١٧‏)‏ لٰكِنَّ سُلَيْمَانَ لَمْ يُطِعْ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ،‏ بَلِ ٱتَّخَذَ ٧٠٠ زَوْجَةٍ وَ ٣٠٠ سُرِّيَّةٍ.‏ (‏١ مل ١١:‏٣‏)‏ كَمَا أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنْهُنَّ كُنَّ غَيْرَ إِسْرَائِيلِيَّاتٍ وَعَبَدْنَ آلِهَةً بَاطِلَةً.‏ وَبِذٰلِكَ خَالَفَ أَيْضًا ٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي مَنَعَتِ ٱلزَّوَاجَ مِنْ نِسَاءٍ غَرِيبَاتٍ.‏ —‏ تث ٧:‏٣،‏ ٤‏.‏

٨ إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَخْطَأَ سُلَيْمَانُ إِلَى يَهْوَهَ؟‏

٨ خَسِرَ سُلَيْمَانُ تَدْرِيجِيًّا مَحَبَّتَهُ لِوَصَايَا يَهْوَهَ.‏ فَٱرْتَكَبَ بِٱلنَّتِيجَةِ خَطَايَا خَطِيرَةً جِدًّا.‏ فَقَدْ بَنَى مَذَابِحَ لِآلِهَةٍ بَاطِلَةٍ،‏ مِثْلِ عَشْتُورَثَ وَكَمُوشَ.‏ وَٱنْضَمَّ إِلَى زَوْجَاتِهِ فِي عِبَادَةِ ٱلْأَوْثَانِ.‏ وَأَيْنَ بَنَى هٰذِهِ ٱلْمَذَابِحَ؟‏ عَلَى جَبَلٍ مُقَابِلَ أُورُشَلِيمَ حَيْثُ بَنَى هَيْكَلَ يَهْوَهَ!‏ (‏١ مل ١١:‏٥-‏٨؛‏ ٢ مل ٢٣:‏١٣‏)‏ وَرُبَّمَا أَوْهَمَ نَفْسَهُ أَنَّ يَهْوَهَ سَيَتَغَاضَى عَنْ عِصْيَانِهِ،‏ مَا دَامَ يُقَدِّمُ ٱلذَّبَائِحَ فِي ٱلْهَيْكَلِ أَيْضًا.‏

٩ مَاذَا حَدَثَ لِأَنَّ سُلَيْمَانَ تَجَاهَلَ وَصَايَا يَهْوَهَ؟‏

٩ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَا يَتَغَاضَى عَنِ ٱلْخَطَإِ.‏ تُخْبِرُ ٱلرِّوَايَةُ:‏ «اِشْتَدَّ غَضَبُ يَهْوَهَ عَلَى سُلَيْمَانَ،‏ لِأَنَّ قَلْبَهُ مَالَ عَنْ يَهْوَهَ .‏ .‏ .‏ ٱلَّذِي تَرَاءَى لَهُ مَرَّتَيْنِ.‏ وَأَوْصَاهُ مِنْ جِهَةِ هٰذَا ٱلْأَمْرِ أَلَّا يَذْهَبَ وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى،‏ فَلَمْ يَحْفَظْ مَا أَوْصَى بِهِ يَهْوَهُ».‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ خَسِرَ سُلَيْمَانُ رِضَى ٱللهِ وَدَعْمَهُ.‏ فَلَمْ يَمْلِكِ ٱلْمُتَحَدِّرُونَ مِنْهُ عَلَى كَامِلِ أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ،‏ وَعَانَوْا مَصَائِبَ كَثِيرَةً عَلَى مَرِّ ٱلْأَجْيَالِ.‏ —‏ ١ مل ١١:‏٩-‏١٣‏.‏

١٠ مَاذَا يُعَرِّضُ رُوحِيَّاتِنَا لِلْخَطَرِ؟‏

١٠ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ؟‏ حِينَ نُصَادِقُ أَشْخَاصًا لَا يُقَدِّرُونَ مَبَادِئَ يَهْوَهَ وَلَا يُطَبِّقُونَهَا،‏ تَتَعَرَّضُ رُوحِيَّاتُنَا لِلْخَطَرِ.‏ وَهٰؤُلَاءِ قَدْ يَكُونُونَ إِخْوَةً ضُعَفَاءَ رُوحِيًّا،‏ أَوْ أَقَارِبَ وَجِيرَانًا وَزُمَلَاءَ فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ.‏ عَلَى أَيِّ حَالٍ،‏ إِنْ أَمْضَيْنَا ٱلْوَقْتَ مَعَ أَشْخَاصٍ لَا يُقَدِّرُونَ مَبَادِئَ يَهْوَهَ،‏ فَسَيُخَرِّبُونَ عَلَاقَتَنَا بِهِ عَاجِلًا أَوْ آجِلًا.‏

كَيْفَ يُؤَثِّرُ مَنْ تُعَاشِرُهُمْ عَلَى عَلَاقَتِكَ بِيَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١١.‏)‏

١١ كَيْفَ نُقَيِّمُ مُعَاشَرَاتِنَا؟‏

١١ اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏٣٣‏.‏ يَتَمَتَّعُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ بِبَعْضِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ.‏ وَكَثِيرُونَ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ لَا يُسِيئُونَ ٱلتَّصَرُّفَ دَائِمًا.‏ فَإِذَا صَحَّ ذٰلِكَ عَلَى مَعَارِفِكَ دَاخِلَ ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ خَارِجَهَا،‏ فَهَلْ تَكُونُ مُعَاشَرَتُهُمْ جَيِّدَةً حَتْمًا؟‏ اِسْأَلْ نَفْسَكَ:‏ ‹كَيْفَ تُؤَثِّرُ رِفْقَتُهُمْ عَلَى عَلَاقَتِي بِيَهْوَهَ؟‏ هَلْ يُقَرِّبُونَنِي إِلَيْهِ؟‏ وَمَا هِيَ ٱهْتِمَامَاتُهُمْ؟‏ هَلْ يَدُورُ كُلُّ حَدِيثِهِمْ حَوْلَ ٱلْمُوضَةِ،‏ ٱلْمَالِ،‏ ٱلتَّسْلِيَةِ،‏ ٱلْأَجْهِزَةِ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةِ،‏ وَمَا شَابَهَ؟‏ وَهَلْ مِنْ عَادَتِهِمْ أَنْ يَنْتَقِدُوا ٱلْآخَرِينَ أَوْ يُخْبِرُوا نِكَاتًا بَذِيئَةً؟‏›.‏ حَذَّرَ يَسُوعُ:‏ «مِنْ فَيْضِ ٱلْقَلْبِ يَتَكَلَّمُ ٱلْفَمُ».‏ (‏مت ١٢:‏٣٤‏)‏ لِذَا إِذَا أَحْسَسْتَ أَنَّ ٱلَّذِينَ تُعَاشِرُهُمْ يُفْسِدُونَ عَلَاقَتَكَ بِيَهْوَهَ،‏ فَٱتَّخِذْ إِجْرَاءً حَازِمًا.‏ قَلِّلِ ٱلْوَقْتَ ٱلَّذِي تُمْضِيهِ مَعَهُمْ،‏ أَوِ ٱقْطَعْ عَلَاقَتَكَ بِهِمْ إِنْ لَزِمَ ٱلْأَمْرُ.‏ —‏ ام ١٣:‏٢٠‏.‏

يَهْوَهُ يَطْلُبُ مِنَّا ٱلْوَلَاءَ

١٢ ‏(‏أ)‏ مَاذَا قَالَ يَهْوَهُ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَعْدَمَا حَرَّرَهُمْ مِنْ مِصْرَ؟‏ (‏ب)‏ بِمَ أَجَابَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ؟‏

١٢ لِنَتَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مَا حَدَثَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بَعْدَمَا حَرَّرَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ.‏ فَعِنْدَمَا تَجَمَّعَ ٱلشَّعْبُ أَمَامَ جَبَلِ سِينَاءَ،‏ أَظْهَرَ يَهْوَهُ نَفْسَهُ لَهُمْ بِطَرِيقَةٍ مُذْهِلَةٍ.‏ فَرَأَوْا سَحَابَةً مُظْلِمَةً وَبُرُوقًا وَدُخَانًا.‏ وَسَمِعُوا رُعُودًا وَصَوْتًا عَالِيًا جِدًّا يُشْبِهُ صَوْتَ ٱلْقَرْنِ.‏ (‏خر ١٩:‏١٦-‏١٩‏)‏ ثُمَّ أَعْلَنَ يَهْوَهُ أَنَّهُ «إِلٰهٌ يَتَطَلَّبُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ».‏ وَوَعَدَهُمْ أَنْ يَكُونَ وَلِيًّا لَهُمْ إِذَا أَحَبُّوهُ وَأَطَاعُوا وَصَايَاهُ.‏ ‏(‏اقرإ الخروج ٢٠:‏١-‏٦‏.‏)‏ وَكَأَنَّهُ قَالَ:‏ «إِذَا وَقَفْتُمْ بِثَبَاتٍ إِلَى جَانِبِي،‏ أَقِفُ أَنَا أَيْضًا إِلَى جَانِبِكُمْ».‏ وَٱلْآنَ تَخَيَّلْ أَنَّكَ مَعَهُمْ هُنَاكَ.‏ فَمَاذَا تَقُولُ لِيَهْوَهَ؟‏ لَا شَكَّ أَنَّكَ تُجِيبُ مِثْلَهُمْ:‏ «كُلُّ ٱلْكَلَامِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ يَهْوَهُ نَفْعَلُهُ».‏ (‏خر ٢٤:‏٣‏)‏ وَلٰكِنْ لَمْ يَمْضِ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى وَاجَهَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ وَضْعًا ٱمْتَحَنَ وَلَاءَهُمْ.‏

١٣ أَيُّ وَضْعٍ ٱمْتَحَنَ وَلَاءَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏

١٣ لَقَدْ خَافَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنَ ٱلسَّحَابَةِ ٱلْمُظْلِمَةِ وَٱلْبُرُوقِ وَٱلظَّوَاهِرِ ٱلْأُخْرَى.‏ لِذَا طَلَبُوا مِنْ مُوسَى أَنْ يَتَكَلَّمَ مَعَ يَهْوَهَ نِيَابَةً عَنْهُمْ.‏ فَصَعِدَ إِلَى جَبَلِ سِينَاءَ لِهٰذَا ٱلْهَدَفِ.‏ (‏خر ٢٠:‏١٨-‏٢١‏)‏ وَلٰكِنْ مَرَّ وَقْتٌ طَوِيلٌ،‏ وَلَمْ يَعُدْ مُوسَى إِلَى ٱلْمُخَيَّمِ.‏ فَهَلْ بَاتَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَالِقِينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ بِلَا قَائِدِهِمْ؟‏ يَبْدُو أَنَّ إِيمَانَهُمُ ٱعْتَمَدَ عَلَى وُجُودِ مُوسَى مَعَهُمْ.‏ فَفِي غِيَابِهِ،‏ قَلِقُوا كَثِيرًا وَقَالُوا لِهَارُونَ:‏ «اِصْنَعْ لَنَا إِلٰهًا يَسِيرُ أَمَامَنَا،‏ لِأَنَّ مُوسَى هٰذَا،‏ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي أَصْعَدَنَا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ،‏ لَا نَعْرِفُ مَاذَا جَرَى لَهُ».‏ —‏ خر ٣٢:‏١،‏ ٢‏.‏

١٤ بِمَ أَوْهَمَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنْفُسَهُمْ،‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ نَظَرَ يَهْوَهُ إِلَى تَصَرُّفِهِمْ؟‏

١٤ عَرَفَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَنَّ عِبَادَةَ ٱلْأَصْنَامِ خَطِيَّةٌ خَطِيرَةٌ.‏ (‏خر ٢٠:‏٣-‏٥‏)‏ وَلٰكِنْ هَا هُمُ ٱلْآنَ يَعْبُدُونَ عِجْلًا ذَهَبِيًّا.‏ وَمَعَ أَنَّهُمْ كَسَرُوا وَصِيَّةَ يَهْوَهَ،‏ أَوْهَمُوا أَنْفُسَهُمْ أَنَّهُمْ لَا يَزَالُونَ إِلَى جَانِبِهِ،‏ حَتَّى إِنَّ هَارُونَ دَعَا عِبَادَةَ ٱلْعِجْلِ ‹عِيدًا لِيَهْوَهَ›.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ نَظَرَ يَهْوَهُ إِلَى هٰذَا ٱلتَّصَرُّفِ؟‏ لَقَدِ ٱعْتَبَرَهُ خِيَانَةً.‏ وَقَالَ لِمُوسَى إِنَّ ٱلشَّعْبَ ‹فَسَدُوا› وَ ‹حَادُوا عَنِ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي أَوْصَاهُمْ أَنْ يَسْلُكُوهُ›.‏ وَمِنْ شِدَّةِ غَضَبِهِ،‏ فَكَّرَ فِي إِبَادَةِ ٱلْأُمَّةِ بِكَامِلِهَا.‏ —‏ خر ٣٢:‏٥-‏١٠‏.‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ بَرْهَنَ مُوسَى وَهَارُونُ أَنَّهُمَا إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

١٥ لٰكِنَّ يَهْوَهَ إِلٰهٌ رَحِيمٌ.‏ لِذَا قَرَّرَ أَلَّا يُفْنِيَ ٱلْأُمَّةَ.‏ وَأَعْطَى خُدَّامَهُ ٱلْأَوْلِيَاءَ فُرْصَةً لِيُبَرْهِنُوا أَنَّهُمْ إِلَى جَانِبِهِ.‏ (‏خر ٣٢:‏١٤‏)‏ فَعِنْدَمَا رَأَى مُوسَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَهْتِفُونَ وَيُغَنُّونَ وَيَرْقُصُونَ أَمَامَ ٱلْعِجْلِ ٱلذَّهَبِيِّ،‏ سَحَقَهُ حَتَّى صَارَ نَاعِمًا.‏ ثُمَّ نَادَى:‏ «مَنْ لِيَهْوَهَ فَإِلَيَّ!‏».‏ وَعِنْدَئِذٍ،‏ «ٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ جَمِيعُ بَنِي لَاوِي».‏ —‏ خر ٣٢:‏١٧-‏٢٠،‏ ٢٦‏.‏

١٦ وَمَعَ أَنَّ هَارُونَ صَنَعَ ٱلْعِجْلَ،‏ تَابَ وَوَقَفَ مَعَ بَاقِي ٱللَّاوِيِّينَ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ.‏ وَهٰكَذَا فَرَزَ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَوْلِيَاءُ أَنْفُسَهُمْ عَنِ ٱلْخُطَاةِ.‏ وَتَصَرُّفُهُمْ هٰذَا كَانَ فِي مَحَلِّهِ.‏ فَقَدْ مَاتَ ٱلْآلَافُ ذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ لِأَنَّهُمْ عَبَدُوا ٱلْعِجْلَ ٱلذَّهَبِيَّ.‏ أَمَّا هُمْ،‏ فَوَعَدَهُمْ يَهْوَهُ أَنْ يُبَارِكَهُمْ.‏ —‏ خر ٣٢:‏٢٧-‏٢٩‏.‏

١٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا قَالَهُ بُولُسُ؟‏

١٧ فَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ؟‏ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ صَارَتْ لَنَا أَمْثِلَةً .‏ .‏ .‏ فَلَا تَصِيرُوا عَبَدَةَ أَصْنَامٍ،‏ كَمَا صَارَ بَعْضٌ مِنْهُمْ .‏ .‏ .‏ فَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ أَصَابَتْهُمْ مِثَالًا،‏ وَكُتِبَتْ تَحْذِيرًا لَنَا،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ.‏ إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ فَلْيَحْتَرِزْ لِئَلَّا يَسْقُطَ».‏ (‏١ كو ١٠:‏٦،‏ ٧،‏ ١١،‏ ١٢‏)‏ فَحَسْبَمَا أَشَارَ بُولُسُ،‏ حَتَّى ٱلْخُدَّامُ ٱلْأُمَنَاءُ يُمْكِنُ أَنْ يَرْتَكِبُوا خَطَايَا خَطِيرَةً.‏ كَمَا أَنَّهُمْ قَدْ يُوهِمُونَ أَنْفُسَهُمْ أَنَّ ٱللهَ رَاضٍ عَنْهُمْ.‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ لَنْ يَقْبَلَ عِبَادَتَهُمْ لِمُجَرَّدِ أَنَّهُمْ يَرْغَبُونَ فِي صَدَاقَتِهِ،‏ أَوْ يَدَّعُونَ ٱلْوَلَاءَ لَهُ.‏ —‏ ١ كو ١٠:‏١-‏٥‏.‏

١٨ مَاذَا يُبْعِدُنَا عَنْ يَهْوَهَ،‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏

١٨ وَمِثْلَمَا قَلِقَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ حِينَ تَأَخَّرَ مُوسَى فِي ٱلْجَبَلِ،‏ يُمْكِنُ أَنْ نَقْلَقَ ٱلْيَوْمَ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ تَأَخَّرَتْ.‏ حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نُفَكِّرُ أَنَّ وُعُودَ يَهْوَهَ بَعِيدَةٌ جِدًّا أَوْ خَيَالِيَّةٌ.‏ وَإِذَا لَمْ نُعَالِجْ هٰذَا ٱلْوَضْعَ،‏ فَسَنُرَكِّزُ عَلَى مَا نُرِيدُهُ نَحْنُ،‏ لَا عَلَى مَا يُرِيدُهُ يَهْوَهُ.‏ وَبِٱلنَّتِيجَةِ،‏ نَبْتَعِدُ عَنْهُ تَدْرِيجِيًّا وَنَرْتَكِبُ خَطَايَا مَا كُنَّا نَتَخَيَّلُ أَنَّنَا سَنَرْتَكِبُهَا.‏

١٩ أَيُّ حَقِيقَةٍ يَجِبُ أَنْ نَتَذَكَّرَهَا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٩ لِنَتَذَكَّرْ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ يَطْلُبُ أَنْ نَعْبُدَهُ وَحْدَهُ وَنُطِيعَهُ كَامِلًا.‏ (‏خر ٢٠:‏٥‏)‏ فَإِذَا ٱبْتَعَدْنَا عَنْ عِبَادَةِ يَهْوَهَ بِأَيِّ شَكْلٍ مِنَ ٱلْأَشْكَالِ،‏ فَسَنَفْعَلُ مَشِيئَةَ ٱلشَّيْطَانِ.‏ وَهٰذَا لَنْ يَقُودَنَا إِلَّا إِلَى كَارِثَةٍ.‏ لِذَا ذَكَّرَنَا بُولُسُ:‏ «لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَشْرَبُوا كَأْسَ يَهْوَهَ وَكَأْسَ شَيَاطِينَ؛‏ لَا تَقْدِرُونَ أَنْ تَتَنَاوَلُوا مِنْ ‹مَائِدَةِ يَهْوَهَ› وَمَائِدَةِ شَيَاطِينَ».‏ —‏ ١ كو ١٠:‏٢١‏.‏

اِبْقَ قَرِيبًا مِنْ يَهْوَهَ

٢٠ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ إِذَا ٱرْتَكَبْنَا خَطَأً؟‏

٢٠ مَا ٱلْقَاسِمُ ٱلْمُشْتَرَكُ بَيْنَ قَايِينَ وَسُلَيْمَانَ وَٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ قَدِيمًا؟‏ لَقَدْ حَظُوا جَمِيعًا بِفُرْصَةٍ ‹لِيَتُوبُوا وَيَرْجِعُوا› إِلَى يَهْوَهَ.‏ (‏اع ٣:‏١٩‏)‏ فَيَهْوَهُ لَا يَقْطَعُ ٱلْأَمَلَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَرْتَكِبُونَ خَطَأً.‏ وَهُوَ مُسْتَعِدٌّ لِمُسَامَحَتِهِمْ إِنْ تَابُوا،‏ مِثْلَمَا سَامَحَ هَارُونَ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُنَبِّهُنَا يَهْوَهُ مِنْ خِلَالِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ وَإِخْوَتِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ.‏ وَحِينَ نُصْغِي إِلَيْهِ،‏ نَثِقُ أَنَّهُ سَيَرْحَمُنَا.‏

٢١ عَلَامَ نَحْنُ مُصَمِّمُونَ؟‏

٢١ خِتَامًا،‏ لَا نَنْسَ ٱلْقَصْدَ مِنْ نِعْمَةِ يَهْوَهَ.‏ (‏٢ كو ٦:‏١‏)‏ فَهِيَ تُعْطِينَا ٱلْفُرْصَةَ «لِنَنْبِذَ ٱلْكُفْرَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ».‏ ‏(‏اقرأ تيطس ٢:‏١١-‏١٤‏.‏)‏ وَمَا دُمْنَا نَعِيشُ «وَسْطَ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْحَاضِرِ هٰذَا»،‏ فَسَنُوَاجِهُ ظُرُوفًا تَمْتَحِنُ وَلَاءَنَا لِيَهْوَهَ.‏ فَلْنُصَمِّمْ إِذًا أَنْ نَثْبُتَ إِلَى جَانِبِهِ،‏ وَنَتَذَكَّرِ ٱلْوَصِيَّةَ:‏ «يَهْوَهَ إِلٰهَكَ تَخَافُ.‏ وَإِيَّاهُ تَخْدُمُ،‏ وَبِهِ تَلْتَصِقُ».‏ —‏ تث ١٠:‏٢٠‏.‏