«يهوه إلهنا، يهوه واحد»
«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: يَهْوَهُ إِلٰهُنَا، يَهْوَهُ وَاحِدٌ». — تث ٦:٤.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١٣٨، ١١٢
١، ٢ (أ) لِمَ كَلِمَاتُ ٱلتَّثْنِيَة ٦:٤ مَعْرُوفَةٌ جَيِّدًا؟ (ب) لِمَ قَالَ مُوسَى هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ؟
مُنْذُ قُرُونٍ، يُرَدِّدُ ٱلْيَهُودُ كَلِمَاتِ ٱلتَّثْنِيَة ٦:٤ فِي صَلَاةٍ خُصُوصِيَّةٍ يَتْلُونَهَا يَوْمِيًّا، صَبَاحًا وَمَسَاءً. وَتُدْعَى هٰذِهِ ٱلصَّلَاةُ «شِمَاعَ»، وَهِيَ ٱلْكَلِمَةُ ٱلْأُولَى فِي ٱلْآيَةِ بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ. وَمِنْ خِلَالِ هٰذِهِ ٱلصَّلَاةِ، يُعَبِّرُ ٱلْيَهُودُ ٱلْأَتْقِيَاءُ عَنْ تَعَبُّدِهِمِ ٱلْمُطْلَقِ لِلهِ.
٢ هٰذِهِ ٱلْآيَةُ هِيَ جُزْءٌ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْخِتَامِيَّةِ ٱلَّتِي خَاطَبَ بِهَا مُوسَى أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ فِي سُهُوبِ مُوآبَ سَنَةَ ١٤٧٣ قم. آنَذَاكَ، كَانَتِ ٱلْأُمَّةُ عَلَى وَشْكِ أَنْ تَعْبُرَ نَهْرَ ٱلْأُرْدُنِّ لِتَمْتَلِكَ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. (تث ٦:١) وَقَدْ أَرَادَ مُوسَى، ٱلَّذِي قَادَ ٱلشَّعْبَ طَوَالَ ٤٠ سَنَةً، أَنْ يُوَاجِهُوا بِشَجَاعَةٍ مَا يَنْتَظِرُهُمْ مِنْ تَحَدِّيَاتٍ. وَكَانَتْ كَلِمَاتُهُ ٱلْخِتَامِيَّةُ سَتُشَجِّعُهُمْ أَنْ يَتَّكِلُوا عَلَى إِلٰهِهِمْ يَهْوَهَ وَيَكُونُوا أُمَنَاءَ لَهُ. فَكَرَّرَ عَلَيْهِمِ ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرَ وَشَرَائِعَ أُخْرَى أَعْطَاهَا يَهْوَهُ، ثُمَّ ذَكَرَ ٱلْإِعْلَانَ ٱلْمُؤَثِّرَ ٱلْوَارِدَ فِي ٱلتَّثْنِيَة ٦:٤، ٥. (اقرأها.)
٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟
٣ وَلٰكِنْ، أَلَمْ يَعْلَمِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْمُجْتَمِعُونَ هُنَاكَ أَنَّ «يَهْوَهَ ٱلْعَدَدِ ٥، أَيْ مَحَبَّتِهِ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَبِكُلِّ نَفْسِنَا وَبِكُلِّ قُوَّتِنَا؟ وَمَا مَغْزَى ٱلْكَلِمَاتِ فِي ٱلتَّثْنِيَة ٦:٤، ٥ لَنَا ٱلْيَوْمَ؟
وَاحِدٌ»؟ بَلَى، دُونَ شَكٍّ. فَٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ ٱلْأُمَنَاءُ عَرَفُوا وَعَبَدُوا إِلٰهًا وَاحِدًا فَقَطْ، إِلٰهَ آبَائِهِمْ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ. فَلِمَاذَا إِذًا ذَكَّرَهُمْ مُوسَى أَنَّ «يَهْوَهَ وَاحِدٌ»؟ وَمَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ وَحْدَانِيَّةِ يَهْوَهَ وَٱلْفِكْرَةِ ٱلْوَارِدَةِ فِيوَحْدَانِيَّةُ يَهْوَهَ
٤، ٥ (أ) مَا هُوَ أَحَدُ مَعَانِي ٱلْعِبَارَةِ «يَهْوَهُ وَاحِدٌ»؟ (ب) كَيْفَ يَخْتَلِفُ يَهْوَهُ عَنْ آلِهَةِ ٱلْأُمَمِ؟
٤ لَا مَثِيلَ لَهُ. تُشِيرُ عِبَارَةُ «يَهْوَهُ وَاحِدٌ» أَنَّهُ فَرِيدٌ، فَلَا أَحَدَ يُسَاوِيهِ أَوْ يُشْبِهُهُ. وَلِمَ ذَكَرَ مُوسَى هٰذِهِ ٱلْعِبَارَةَ؟ لَا يَبْدُو أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ يَدْحَضَ ٱلِٱعْتِقَادَ بِثَالُوثٍ. فَيَهْوَهُ هُوَ خَالِقُ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْأَرْضِ وَرَبُّ ٱلْكَوْنِ. إِنَّهُ ٱلإِلٰهُ ٱلْحَقُّ ٱلْوَحِيدُ، وَلَا مَثِيلَ لَهُ بَيْنَ ٱلْآلِهَةِ. (٢ صم ٧:٢٢) لِذٰلِكَ كَانَ هَدَفُ مُوسَى أَنْ يُذَكِّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ بِأَنَّ عَلَيْهِمْ أَنْ يُعْطُوا تَعَبُّدَهُمُ ٱلْمُطْلَقَ لِيَهْوَهَ، وَلَا يَتَمَثَّلُوا بِٱلْأُمَمِ ٱلَّتِي حَوْلَهُمْ. فَأُولٰئِكَ ٱلشُّعُوبُ عَبَدُوا ٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْآلِهَةِ وَٱلْإِلَاهَاتِ، وَٱعْتَقَدُوا أَنَّ بَعْضَهَا يَتَحَكَّمُ فِي قِوًى طَبِيعِيَّةٍ مُعَيَّنَةٍ.
٥ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، عَبَدَ ٱلْمِصْرِيُّونَ إِلٰهَ ٱلشَّمْسِ رَع، إِلَاهَةَ ٱلسَّمَاءِ نُوت، إِلٰهَ ٱلْأَرْضِ جِيب، إِلٰهَ ٱلنِّيلِ حَابِي، وَٱلْعَدِيدَ مِنَ ٱلْحَيَوَانَاتِ. وَقَدْ كَانَتِ ٱلضَّرَبَاتُ ٱلْعَشْرُ ضَرَبَاتٍ قَاضِيَةً وَجَّهَهَا يَهْوَهُ إِلَى ٱلْعَدِيدِ مِنْ هٰذِهِ ٱلْآلِهَةِ ٱلْبَاطِلَةِ. أَمَّا ٱلْكَنْعَانِيُّونَ فَكَانَ إِلٰهُهُمُ ٱلرَّئِيسِيُّ هُوَ بَعْلَ، إِلٰهَ ٱلْخِصْبِ، ٱلَّذِي ٱعْتُبِرَ أَيْضًا إِلٰهَ ٱلسَّمَاءِ وَٱلْمَطَرِ وَٱلْعَاصِفَةِ. كَمَا كَانَ لِكُلِّ مِنْطَقَةٍ بَعْلٌ خَاصٌّ بِهَا. (عد ٢٥:٣) لِذٰلِكَ وَجَبَ عَلَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يُبْقُوا فِي بَالِهِمْ أَنَّ «يَهْوَهَ هُوَ ٱللهُ»، وَأَنَّ «يَهْوَهَ وَاحِدٌ» وَلَيْسَ آخَرُ سِوَاهُ. — تث ٤:٣٥، ٣٩.
٦، ٧ مَاذَا تَعْنِي أَيْضًا عِبَارَةُ «يَهْوَهُ وَاحِدٌ»، وَكَيْفَ أَثْبَتَ يَهْوَهُ أَنَّهُ «وَاحِدٌ»؟
٦ لَا يَتَغَيَّرُ وَوَلِيٌّ عَلَى ٱلدَّوَامِ. تَدُلُّ عِبَارَةُ «يَهْوَهُ وَاحِدٌ» أَيْضًا عَلَى أَنَّهُ ثَابِتٌ فِي ٱلْقَصْدِ وَٱلْأَدَاءِ، مَا يَعْنِي أَنَّ مَقَاصِدَهُ وَأَعْمَالَهُ جَدِيرَةٌ بِٱلثِّقَةِ. فَيَهْوَهُ لَيْسَ مُتَقَلِّبًا، بَلْ هُوَ دَائِمًا أَمِينٌ وَوَلِيٌّ وَصَادِقٌ، وَلَا يَتَغَيَّرُ أَبَدًا. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، وَعَدَ يَهْوَهُ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يُعْطِيَ نَسْلَهُ أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ. وَقَدْ صَنَعَ عَجَائِبَ عَظِيمَةً لِيُتَمِّمَ هٰذَا ٱلْوَعْدَ. وَلَمْ يَفْتُرْ عَزْمُهُ عَلَى إِتْمَامِهِ حَتَّى بَعْدَ مُرُورِ ٤٣٠ سَنَةً. — تك ١٢:١، ٢، ٧؛ خر ١٢:٤٠، ٤١.
٧ وَبَعْدَ قُرُونٍ، دَعَا يَهْوَهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ شُهُودَهُ، وَقَالَ لَهُمْ: «أَنَا أَنَا. قَبْلِي لَمْ يُصَوَّرْ إِلٰهٌ، وَبَعْدِي لَا يَكُونُ». وَتَشْدِيدًا عَلَى أَنَّ قَصْدَهُ لَا يَتَغَيَّرُ، أَضَافَ: «كُلَّ ٱلْأَيَّامِ أَنَا أَنَا». (اش ٤٣:١٠، ١٣؛ ٤٤:٦؛ ٤٨:١٢) فَيَا لَلشَّرَفِ ٱلْعَظِيمِ ٱلَّذِي حَظِيَ بِهِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ، أَنْ يَخْدُمُوا يَهْوَهَ ٱلْإِلٰهَ ٱلثَّابِتَ وَٱلْوَلِيَّ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ! وَنَحْنُ نَحْظَى بِٱلِٱمْتِيَازِ ذَاتِهِ ٱلْيَوْمَ. — مل ٣:٦؛ يع ١:١٧.
٨، ٩ (أ) مَاذَا يَطْلُبُ يَهْوَهُ مِنْ عُبَّادِهِ؟ (ب) كَيْفَ ثَنَّى يَسُوعُ عَلَى كَلِمَاتِ مُوسَى؟
٨ لَقَدْ ذَكَّرَ مُوسَى ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنَّ مَحَبَّةَ يَهْوَهَ لَهُمْ وَٱهْتِمَامَهُ بِهِمْ لَا يَتَغَيَّرَانِ. وَبِٱلْمُقَابِلِ، كَانَ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ يَطْلُبَ يَهْوَهُ مِنْهُمْ أَنْ يُقَدِّمُوا لَهُ ٱلتَّعَبُّدَ تث ٦:٦-٩.
ٱلْمُطْلَقَ، وَأَنْ يُحِبُّوهُ بِكُلِّ قَلْبِهِمْ وَنَفْسِهِمْ وَقُوَّتِهِمْ. وَكَانَ عَلَى ٱلْوَالِدِينَ أَنْ يَنْتَهِزُوا كُلَّ فُرْصَةٍ لِيُعَلِّمُوا أَوْلَادَهُمْ عَنْ يَهْوَهَ، فَيَنْدَفِعُونَ هُمْ بِدَوْرِهِمْ إِلَى تَقْدِيمِ ٱلتَّعَبُّدِ ٱلْمُطْلَقِ لَهُ. —٩ وَبِمَا أَنَّ قَصْدَ يَهْوَهَ لَا يَتَغَيَّرُ، فَلَنْ تَتَغَيَّرَ أَبَدًا مَطَالِبُهُ ٱلْأَسَاسِيَّةُ مِنْ عُبَّادِهِ. فَلِكَيْ يَقْبَلَ عِبَادَتَنَا، لَا يَزَالُ عَلَيْنَا أَنْ نُقَدِّمَ لَهُ ٱلتَّعَبُّدَ ٱلْمُطْلَقَ، وَأَنْ نُحِبَّهُ بِكُلِّ قَلْبِنَا وَعَقْلِنَا وَقُوَّتِنَا. وَقَدْ ذَكَرَ يَسُوعُ أَنَّ هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى. (اقرأ مرقس ١٢:٢٨-٣١.) فَلْنَرَ كَيْفَ نُظْهِرُ بِأَعْمَالِنَا أَنَّنَا نَفْهَمُ فِعْلًا مَغْزَى ٱلْعِبَارَةِ «يَهْوَهُ وَاحِدٌ».
تَقْدِيمُ ٱلتَّعَبُّدِ ٱلْمُطْلَقِ لِيَهْوَهَ
١٠، ١١ (أ) مَا مَعْنَى أَنْ نُقَدِّمَ تَعَبُّدَنَا ٱلْمُطْلَقَ لِيَهْوَهَ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ ٱلشُّبَّانُ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ فِي بَابِلَ عَنْ تَعَبُّدِهِمِ ٱلْمُطْلَقِ لِيَهْوَهَ؟
١٠ بِمَا أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ إِلٰهُنَا ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي لَا مَثِيلَ لَهُ، فَعَلَيْنَا أَنْ نُعْطِيَهُ تَعَبُّدَنَا ٱلْمُطْلَقَ. فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَعْبُدَ أَيَّ إِلٰهٍ آخَرَ، أَوْ أَنْ نُدْخِلَ فِي عِبَادَتِنَا أَيَّةَ أَفْكَارٍ أَوْ مُمَارَسَاتٍ بَاطِلَةٍ. فَيَنْبَغِي أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا أَنَّ يَهْوَهَ لَيْسَ مُجَرَّدَ إِلٰهٍ أَعْظَمَ أَوْ أَقْوَى مِنَ ٱلْآلِهَةِ ٱلْأُخْرَى. بَلْ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْحَقُّ. لِذٰلِكَ لَا أَحَدَ سِوَاهُ يَسْتَحِقُّ عِبَادَتَنَا. — اقرإ الرؤيا ٤:١١.
١١ لِنَأْخُذْ مِثَالَ ٱلشُّبَّانِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْمَذْكُورَ فِي سِفْرِ دَانِيَالَ. فَفِي بَابِلَ، أَعْرَبَ دَانِيَالُ وَحَنَنْيَا وَمِيشَائِيلُ وَعَزَرْيَا عَنْ تَعَبُّدِهِمِ ٱلْمُطْلَقِ لِيَهْوَهَ. فَقَدِ ٱمْتَنَعُوا عَنْ تَنَاوُلِ ٱلْأَطْعِمَةِ ٱلنَّجِسَةِ ٱلَّتِي حَرَّمَتْهَا ٱلشَّرِيعَةُ. كَمَا أَنَّ رُفَقَاءَ دَانِيَالَ ٱلثَّلَاثَةَ رَفَضُوا ٱلسُّجُودَ لِلتِّمْثَالِ ٱلذَّهَبِيِّ ٱلَّذِي أَقَامَهُ نَبُوخَذْنَصَّرُ. فَهٰؤُلَاءِ ٱلشُّبَّانُ وَضَعُوا يَهْوَهَ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ، وَلَمْ يُسَايِرُوا قَطُّ عَلَى حِسَابِ وَلَائِهِمْ لَهُ. — دا ١:١–٣:٣٠.
١٢ لِكَيْ نُعْطِيَ يَهْوَهَ تَعَبُّدَنَا ٱلْمُطْلَقَ، مِمَّ يَجِبُ أَنْ نَحْتَرِسَ؟
١٢ وَلِكَيْ نُعْطِيَ تَعَبُّدَنَا ٱلْمُطْلَقَ لِيَهْوَهَ، يَنْبَغِي أَلَّا نَسْمَحَ لِشَيْءٍ مِنَ ٱلْأَشْيَاءِ أَنْ يَأْخُذَ مَكَانَهُ، وَلَا حَتَّى أَنْ يُشَارِكَهُ ٱلْمَكَانَةَ ٱلَّتِي يَحْتَلُّهَا فِي حَيَاتِنَا. وَمَاذَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ هٰذِهِ ٱلْأَشْيَاءُ؟ فِي ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرِ، أَمَرَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَلَّا يَعْبُدُوا إِلٰهًا غَيْرَهُ، وَأَلَّا يُمَارِسُوا أَيَّ شَكْلٍ مِنْ أَشْكَالِ ٱلصَّنَمِيَّةِ. (تث ٥:٦-١٠) وَتَتَّخِذُ ٱلصَّنَمِيَّةُ ٱلْيَوْمَ أَشْكَالًا عَدِيدَةً، بَعْضُهَا يَصْعُبُ تَمْيِيزُهُ. لٰكِنَّ «يَهْوَهَ وَاحِدٌ»، وَمَطَالِبُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ. فَلْنَرَ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْوُقُوعَ فِي ٱلصَّنَمِيَّةِ ٱلْيَوْمَ.
١٣ أَيَّةُ أُمُورٍ يُمْكِنُ أَنْ تَأْخُذَ تَدْرِيجِيًّا مَكَانَ مَحَبَّةِ يَهْوَهَ فِي قَلْبِنَا؟
١٣ تُعَدِّدُ كُولُوسِّي ٣:٥ (اقرأها.) أَشْيَاءَ يُمْكِنُ أَنْ تُعِيقَنَا عَنْ تَقْدِيمِ تَعَبُّدِنَا ٱلْمُطْلَقِ لِيَهْوَهَ. وَهٰذِهِ ٱلْآيَةُ تَرْبِطُ بَيْنَ ٱلطَّمَعِ وَٱلصَّنَمِيَّةِ. فَإِذَا رَغِبْنَا بِشِدَّةٍ فِي أَمْرٍ مَا، كَٱلْغِنَى أَوِ ٱلرَّفَاهِيَةِ، فَقَدْ يُصْبِحُ إِلٰهًا مُسْتَبِدًّا يَتَحَكَّمُ فِي حَيَاتِنَا. وَلٰكِنْ إِذَا أَلْقَيْنَا نَظْرَةً شَامِلَةً عَلَى ٱلْآيَةِ، نَرَى أَنَّ كُلَّ ٱلْخَطَايَا ٱلْأُخْرَى ٱلْمَذْكُورَةِ فِيهَا تَرْتَبِطُ بِٱلطَّمَعِ، وَبِٱلتَّالِي لَهَا عَلَاقَةٌ بِٱلصَّنَمِيَّةِ. فَٱلرَّغْبَةُ ٱلشَّدِيدَةُ فِي أُمُورٍ كَهٰذِهِ يُمْكِنُ بِسُهُولَةٍ أَنْ تُسَيْطِرَ عَلَيْنَا وَتَأْخُذَ مَكَانَ مَحَبَّةِ ٱللهِ فِي قَلْبِنَا. فَلَا يَعُودُ يَهْوَهُ وَاحِدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْنَا. فَهَلْ نُرِيدُ أَنْ نُخَاطِرَ وَنَسْمَحَ بِحُدُوثِ ذٰلِكَ؟!
١٤ أَيُّ تَحْذِيرٍ أَعْطَاهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا؟
١ يو ٢:١٥، ١٦) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّنَا يَجِبُ أَنْ نَفْحَصَ قَلْبَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ لِنَتَأَكَّدَ أَنَّهُ لَمْ يَبْدَأْ بِٱلتَّأَثُّرِ بِٱلتَّسْلِيَةِ وَٱلْمُعَاشَرَاتِ وَأَنْمَاطِ ٱللِّبَاسِ وَٱلْهِنْدَامِ ٱلْعَالَمِيَّةِ. وَتَشْمُلُ مَحَبَّةُ ٱلْعَالَمِ أَيْضًا ٱلسَّعْيَ إِلَى تَحْقِيقِ «عَظَائِمَ»، مِنْ خِلَالِ ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي مَثَلًا. (ار ٤٥:٤، ٥) فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نُبْقِيَ فِي بَالِنَا كَلِمَاتِ مُوسَى وَنَحْنُ عَلَى عَتَبَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ! فَإِذَا فَهِمْنَا أَنَّ «يَهْوَهَ وَاحِدٌ» وَآمَنَّا فِعْلًا بِذٰلِكَ، فَسَنَبْذُلُ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُقَدِّمَ لَهُ تَعَبُّدَنَا ٱلْمُطْلَقَ وَنَخْدُمَهُ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِيهِ. — عب ١٢:٢٨، ٢٩.
١٤ أَبْرَزَ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا ٱلنُّقْطَةَ ذَاتَهَا. فَقَدْ حَذَّرَ مِنْ مَحَبَّةِ مَا فِي ٱلْعَالَمِ، أَيْ «شَهْوَةِ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةِ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ». وَقَالَ إِنَّهُ «إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ ٱلْعَالَمَ، فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ ٱلْآبِ». (اَلْحِفَاظُ عَلَى ٱلْوَحْدَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ
١٥ لِمَاذَا ذَكَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنَّ «يَهْوَهَ وَاحِدٌ»؟
١٥ تُذَكِّرُنَا عِبَارَةُ «يَهْوَهُ وَاحِدٌ» أَنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ خُدَّامُهُ مُتَّحِدِينَ وَلَهُمُ ٱلْهَدَفُ نَفْسُهُ فِي ٱلْحَيَاةِ. فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ. فَقَدْ تَأَلَّفَتْ مِنْ يَهُودٍ وَرُومَانٍ وَيُونَانِيِّينَ وَأَشْخَاصٍ مِنْ جِنْسِيَّاتٍ أُخْرَى. وَكَانَ هٰؤُلَاءِ سَابِقًا مِنْ أَدْيَانٍ مُخْتَلِفَةٍ، وَلَدَيْهِمْ عَادَاتٌ وَقِيَمٌ مُخْتَلِفَةٌ. لِهٰذَا ٱلسَّبَبِ، ٱسْتَصْعَبَ ٱلْبَعْضُ أَنْ يَعْتَنِقُوا طَرِيقَةَ عِبَادَةٍ جَدِيدَةً أَوْ يَتَخَلَّوْا تَمَامًا عَنْ مُمَارَسَاتِهِمِ ٱلسَّابِقَةِ. لِذٰلِكَ كَانَ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يُذَكِّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ بِأَنَّ ١ كورنثوس ٨:٥، ٦.
لَهُمْ إِلٰهًا وَاحِدًا هُوَ يَهْوَهُ. — اقرأ١٦، ١٧ (أ) أَيَّةُ نُبُوَّةٍ تَتِمُّ فِي أَيَّامِنَا، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟ (ب) مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُفْسِدَ وَحْدَتَنَا؟
١٦ وَمَاذَا عَنِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْيَوْمَ؟ تَنَبَّأَ ٱلنَّبِيُّ إِشَعْيَا أَنَّهُ «فِي آخِرِ ٱلْأَيَّامِ»، سَيَتَوَافَدُ أُنَاسٌ مِنْ جَمِيعِ ٱلْأُمَمِ لِعِبَادَةِ يَهْوَهَ، وَسَيَقُولُونَ: «[يَهْوَهُ] يُعَلِّمُنَا عَنْ طُرُقِهِ وَنَسْلُكُ فِي سُبُلِهِ». (اش ٢:٢، ٣) وَكَمْ نَفْرَحُ أَنْ نَرَى هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةَ تَتِمُّ ٱلْآنَ! فَمَعَ أَنَّ إِخْوَتَنَا وَأَخَوَاتِنَا هُمْ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ وَٱلثَّقَافَاتِ وَيَتَكَلَّمُونَ لُغَاتٍ عَدِيدَةً، فَهُمْ يَعْبُدُونَ يَهْوَهَ بِٱتِّحَادٍ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلتَّنَوُّعَ يَخْلُقُ أَحْيَانًا بَعْضَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ.
١٧ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، كَيْفَ تَشْعُرُ حِيَالَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ ثَقَافَاتٍ أُخْرَى؟ قَدْ لَا تَكُونُ مُعْتَادًا عَلَى لُغَتِهِمْ، لُبْسِهِمْ، عَادَاتِهِمْ، وَطَعَامِهِمْ. فَهَلْ تَتَجَنَّبُهُمْ وَتُعَاشِرُ ٱلَّذِينَ هُمْ مِنْ بِيئَتِكَ فَقَطْ؟ أَوْ مَاذَا لَوْ كَانَ ٱلشُّيُوخُ فِي مِنْطَقَتِكَ أَصْغَرَ مِنْكَ سِنًّا، أَوْ كَانُوا مِنْ عِرْقٍ أَوْ ثَقَافَةٍ مُخْتَلِفَةٍ؟ إِذَا لَمْ نَنْتَبِهْ، فَقَدْ نَسْمَحُ لِٱخْتِلَافَاتٍ كَهٰذِهِ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا وَتُفْسِدَ وَحْدَتَنَا.
١٨، ١٩ (أ) أَيَّةُ نَصِيحَةٍ نَجِدُهَا فِي أَفَسُس ٤:١-٣؟ (ب) كَيْفَ نُسَاهِمُ فِي ٱلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ؟
١٨ وَكَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْوُقُوعَ فِي هٰذَا ٱلشَّرَكِ؟ قَدَّمَ بُولُسُ نَصِيحَةً عَمَلِيَّةً لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ، ٱلَّتِي كَانَتْ مَدِينَةً مُزْدَهِرَةً يَسْكُنُهَا أُنَاسٌ مِنْ مُخْتَلِفِ ٱلْأَشْكَالِ وَٱلْأَجْنَاسِ. (اقرأ افسس ٤:١-٣.) فَقَدْ عَدَّدَ صِفَاتٍ كَٱلتَّوَاضُعِ وَٱلْوَدَاعَةِ وَطُولِ ٱلْأَنَاةِ وَٱلْمَحَبَّةِ. وَيُمْكِنُ تَشْبِيهُ هٰذِهِ ٱلصِّفَاتِ بِٱلْأَعْمِدَةِ ٱلَّتِي يَرْتَكِزُ عَلَيْهَا ٱلْبَيْتُ. لٰكِنَّ ٱلْبَيْتَ يَحْتَاجُ أَيْضًا إِلَى ٱلصِّيَانَةِ بِٱسْتِمْرَارٍ كَيْ يَبْقَى فِي حَالَةٍ جَيِّدَةٍ. لِذٰلِكَ نَصَحَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي أَفَسُسَ أَنْ يَسْعَوْا بِجِدٍّ لِلْحِفَاظِ عَلَى «وَحْدَانِيَّةِ ٱلرُّوحِ».
١٩ لِذٰلِكَ يَجِبُ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أَنْ يَبْذُلَ كُلَّ جُهْدِهِ لِلْمُحَافَظَةِ عَلَى وَحْدَةِ ٱلْجَمَاعَةِ. كَيْفَ؟ أَوَّلًا، عَلَيْنَا أَنْ نُنَمِّيَ وَنُظْهِرَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا بُولُسُ: اَلتَّوَاضُعَ وَٱلْوَدَاعَةَ وَطُولَ ٱلْأَنَاةِ وَٱلْمَحَبَّةَ. ثَانِيًا، يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى بِجِدٍّ لِنُقَوِّيَ «رِبَاطَ ٱلسَّلَامِ ٱلْمُوَحِّدَ». فَٱلْخِلَافَاتُ ٱلنَّاتِجَةُ عَنْ سُوءِ ٱلتَّفَاهُمِ تُشْبِهُ صُدُوعًا أَوْ شُقُوقًا فِي جُدْرَانِ «بَيْتِنَا» ٱلَّذِي تَسُودُهُ ٱلْوَحْدَةُ. لِذٰلِكَ يَجِبُ أَنْ نَعْمَلَ عَلَى إِزَالَتِهَا حِفَاظًا عَلَى ٱلْوَحْدَةِ وَٱلسَّلَامِ.
٢٠ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نَفْهَمُ مَغْزَى ٱلْعِبَارَةِ «يَهْوَهُ وَاحِدٌ»؟
٢٠ «يَهْوَهُ إِلٰهُنَا، يَهْوَهُ وَاحِدٌ». يَا لَهَا مِنْ عِبَارَةٍ مُؤَثِّرَةٍ! فَقَدْ قَوَّتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لِيَتَغَلَّبُوا عَلَى ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي وَاجَهَتْهُمْ فِيمَا دَخَلُوا أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ وَٱمْتَلَكُوهَا. وَنَحْنُ أَيْضًا، إِذَا أَبْقَيْنَا هٰذِهِ ٱلْحَقِيقَةَ فِي بَالِنَا، فَسَتُقَوِّينَا لِنُوَاجِهَ ٱلضِّيقَ ٱلْعَظِيمَ ٱلْقَادِمَ، كَمَا أَنَّهَا سَتُسَاهِمُ فِي سَلَامِنَا وَوَحْدَتِنَا فِي ٱلْفِرْدَوْسِ. فَلْنَسْتَمِرَّ فِي تَقْدِيمِ تَعَبُّدِنَا ٱلْمُطْلَقِ لِيَهْوَهَ، إِذْ نُحِبُّهُ وَنَخْدُمُهُ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ وَنَسْعَى بِجِدٍّ لِلْحِفَاظِ عَلَى وَحْدَتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ. عِنْدَئِذٍ، سَوْفَ يَعْتَبِرُنَا يَسُوعُ مِنَ ٱلْخِرَافِ وَيَقُولُ لَنَا: «تَعَالَوْا، يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمُهَيَّأَ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ ٱلْعَالَمِ». — مت ٢٥:٣٤.