ايها الشباب، يهوه يريد ان تكونوا سعداء
«اَللّٰهُ . . . يُزَوِّدُنَا كُلَّ شَيْءٍ بِغِنًى لِمُتْعَتِنَا». — ١ تي ٦:١٧.
١، ٢ عِنْدَمَا تُفَكِّرُ فِي مُسْتَقْبَلِكَ، لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ تُصْغِيَ إِلَى نَصَائِحِ يَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّوَرَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
إِذَا كُنْتَ فِي عُمْرِ ٱلشَّبَابِ، فَلَا بُدَّ أَنَّكَ تَسْمَعُ نَصَائِحَ كَثِيرَةً حَوْلَ مُسْتَقْبَلِكَ. فَٱلْأَسَاتِذَةُ وَٱلْمُرْشِدُونَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ وَغَيْرُهُمْ يُشَجِّعُونَكَ عَلَى ٱلتَّعْلِيمِ ٱلْعَالِي وَٱلْمِهَنِ ٱلْمُرْبِحَةِ. لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُعْطِيكَ نَصَائِحَ مُخْتَلِفَةً. طَبْعًا، هُوَ يُرِيدُ أَنْ تَجْتَهِدَ فِي ٱلْمَدْرَسَةِ كَيْ تُؤَمِّنَ حَاجَاتِكَ بَعْدَ ٱلتَّخَرُّجِ. (كو ٣:٢٣) لٰكِنَّهُ يُشَجِّعُكَ أَنْ تَتْبَعَ مَبَادِئَهُ ٱلْحَكِيمَةَ لِتُحَدِّدَ أَوْلَوِيَّاتِكَ فِي ٱلْحَيَاةِ. فَهٰذِهِ ٱلْمَبَادِئُ تُوَجِّهُكَ لِتَعِيشَ بِطَرِيقَةٍ تُرْضِيهِ فِي وَقْتِ ٱلنِّهَايَةِ هٰذَا. — مت ٢٤:١٤.
٢ وَيَهْوَهُ يَرَى ٱلصُّورَةَ ٱلْكَامِلَةَ. فَهُوَ يَعْلَمُ مَاذَا يَنْتَظِرُ هٰذَا ٱلْعَالَمَ وَمَتَى يَنْتَهِي. (اش ٤٦:١٠؛ مت ٢٤:٣، ٣٦) كَمَا أَنَّهُ يَعْرِفُنَا جَيِّدًا: يَعْرِفُ مَا يُفْرِحُنَا فِعْلًا وَمَا يُحْزِنُنَا. لِذَا حَتَّى لَوْ بَدَتْ نَصَائِحُ ٱلْبَشَرِ جَيِّدَةً، إِنْ لَمْ تَكُنْ مُؤَسَّسَةً عَلَى كَلِمَةِ ٱللّٰهِ، فَهِيَ لَيْسَتْ حَكِيمَةً أَبَدًا. — ام ١٩:٢١.
«لَيْسَ حِكْمَةٌ . . . ضِدَّ يَهْوَهَ»
٣، ٤ كَيْفَ أَثَّرَتِ ٱلنَّصِيحَةُ ٱلسَّيِّئَةُ عَلَى آدَمَ وَحَوَّاءَ وَنَسْلِهِمَا؟
٣ فِي بِدَايَةِ ٱلتَّارِيخِ، أَعْطَى ٱلشَّيْطَانُ لِحَوَّاءَ نَصِيحَةً سَيِّئَةً. فَهُوَ قَالَ لَهَا بِوَقَاحَةٍ إِنَّهَا سَتَكُونُ هِيَ وَزَوْجُهَا أَسْعَدَ بِكَثِيرٍ إِذَا ٱخْتَارَا هُمَا بِنَفْسِهِمَا طَرِيقَهُمَا فِي ٱلْحَيَاةِ. (تك ٣:١-٦) لٰكِنَّ ٱلشَّيْطَانَ كَانَ أَنَانِيًّا. فَقَدْ أَرَادَ مِنْ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَنَسْلِهِمَا أَنْ يُطِيعُوهُ وَيَعْبُدُوهُ هُوَ بَدَلَ يَهْوَهَ. إِلَّا أَنَّهُ لَمْ يُقَدِّمْ شَيْئًا لِآدَمَ وَحَوَّاءَ. فَيَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَعْطَاهُمَا كُلَّ شَيْءٍ: شَرِيكَ حَيَاةٍ، جَنَّةً جَمِيلَةً، وَجَسَدًا كَامِلًا لِيَعِيشَا إِلَى ٱلْأَبَدِ.
٤ لٰكِنْ لِلْأَسَفِ، تَمَرَّدَ آدَمُ وَحَوَّاءُ عَلَى ٱللّٰهِ. وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ مَأْسَاوِيَّةً. فَكَمَا تَذْبُلُ ٱلزَّهْرَةُ وَتَمُوتُ بَعْدَ أَنْ تُقْطَعَ مِنَ ٱلنَّبْتَةِ، بَدَأَ آدَمُ وَحَوَّاءُ يَشِيخَانِ بَعْدَ أَنِ ٱبْتَعَدَا عَنِ ٱللّٰهِ، ثُمَّ مَاتَا. وَعَانَى نَسْلُهُمَا أَيْضًا مِنْ عَوَاقِبِ ٱلْخَطِيَّةِ. (رو ٥:١٢) مَعَ ذٰلِكَ، مَا زَالَ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ يَخْتَارُونَ أَلَّا يُطِيعُوا ٱللّٰهَ. فَهُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يَعِيشُوا كَمَا يَحْلُو لَهُمْ. (اف ٢:١-٣) وَٱلنَّتَائِجُ تُظْهِرُ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّهُ «لَيْسَ حِكْمَةٌ . . . ضِدَّ يَهْوَهَ». — ام ٢١:٣٠.
٥ بِمَ وَثِقَ يَهْوَهُ، وَهَلْ ثِقَتُهُ فِي مَحَلِّهَا؟
٥ رَغْمَ ذٰلِكَ، وَثِقَ يَهْوَهُ أَنَّ عَدَدًا مِنَ ٱلنَّاسِ، بِمَنْ فِيهِمْ شَبَابٌ كَثِيرُونَ، سَيَبْحَثُونَ عَنْهُ وَيَخْدُمُونَهُ. (مز ١٠٣:١٧، ١٨؛ ١١٠:٣) وَيَهْوَهُ يُعِزُّ هٰؤُلَاءِ ٱلْأَشْخَاصَ. وَإِذَا كُنْتَ وَاحِدًا مِنْهُمْ، فَلَا بُدَّ أَنَّكَ تَفْرَحُ ‹بِكُلِّ شَيْءٍ› أَعْطَاكَ إِيَّاهُ ٱللّٰهُ. (١ تي ٦:١٧؛ ام ١٠:٢٢) وَهٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ سَتُنَاقِشُ أَرْبَعَ بَرَكَاتٍ مِنْ يَهْوَهَ: اَلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ، ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ، ٱلْأَهْدَافَ ٱلْمُفِيدَةَ، وَٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ.
يَهْوَهُ يُشْبِعُ حَاجَتَكَ ٱلرُّوحِيَّةَ
٦ كَيْفَ يُشْبِعُ يَهْوَهُ حَاجَتَكَ ٱلرُّوحِيَّةَ، وَكَيْفَ يُفِيدُكَ ذٰلِكَ؟
٦ يَتَمَيَّزُ ٱلْإِنْسَانُ عَنْ بَاقِي ٱلْمَخْلُوقَاتِ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَاجَتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَوَحْدَهُ ٱلْخَالِقُ يَقْدِرُ أَنْ يُشْبِعَهَا. (مت ٤:٤) كَيْفَ؟ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ ٱلْوَافِرِ مِنَ «ٱلْعَبْدِ ٱلْأَمِينِ ٱلْفَطِينِ». (مت ٢٤:٤٥؛ اش ٦٥:١٣، ١٤) وَعِنْدَمَا تُصْغِي إِلَى يَهْوَهَ، تَكْتَسِبُ ٱلْبَصِيرَةَ وَٱلْحِكْمَةَ وَتَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ. قَالَ يَسُوعُ: «سُعَدَاءُ هُمُ ٱلَّذِينَ يُدْرِكُونَ حَاجَتَهُمُ ٱلرُّوحِيَّةَ». — مت ٥:٣.
٧ كَيْفَ يُفِيدُكَ ٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ؟
٧ وَٱلطَّعَامُ ٱلرُّوحِيُّ يُعْطِيكَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْمَقْدِرَةَ ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ ٱللَّتَيْنِ تَحْمِيَانِكَ بِعِدَّةِ طُرُقٍ. (اقرإ الامثال ٢:١٠-١٤.) فَهُمَا تُسَاعِدَانِكَ أَنْ تُمَيِّزَ ٱلْأَكَاذِيبَ، كَٱلْكِذْبَةِ أَنَّ ٱللّٰهَ غَيْرُ مَوْجُودٍ أَوْ أَنَّ ٱلْمَالَ يَجْلُبُ ٱلسَّعَادَةَ. وَتُمَكِّنَانِكَ أَيْضًا مِنْ مُقَاوَمَةِ ٱلرَّغَبَاتِ وَٱلْعَادَاتِ ٱلْمُؤْذِيَةِ. فَٱبْذُلْ جُهْدَكَ كَيْ تُنَمِّيَ ٱلْحِكْمَةَ وَٱلْمَقْدِرَةَ ٱلتَّفْكِيرِيَّةَ. وَعِنْدَئِذٍ تَرَى أَنْتَ بِنَفْسِكَ أَنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّكَ وَيُرِيدُ ٱلْأَفْضَلَ لَكَ. — مز ٣٤:٨؛ اش ٤٨:١٧، ١٨.
٨ لِمَاذَا مُهِمٌّ أَنْ تَقْتَرِبَ إِلَى ٱللّٰهِ ٱلْآنَ؟
٨ قَرِيبًا سَيَنْهَارُ عَالَمُ ٱلشَّيْطَانِ، وَلَنْ يَقْدِرَ أَحَدٌ أَنْ يَحْمِيَنَا سِوَى يَهْوَهَ. حَتَّى إِنَّنَا قَدْ نَتَّكِلُ عَلَيْهِ لِنَحْصُلَ عَلَى وَجْبَتِنَا ٱلتَّالِيَةِ. (حب ٣:٢، ١٢-١٩) لِذَا مُهِمٌّ أَنْ تَقْتَرِبَ ٱلْآنَ إِلَى أَبِيكَ ٱلسَّمَاوِيِّ وَتُقَوِّيَ ثِقَتَكَ بِهِ. (٢ بط ٢:٩) وَهٰكَذَا مَهْمَا حَصَلَ، فَسَتَشْعُرُ كَمَا شَعَرَ دَاوُدُ ٱلَّذِي قَالَ: «جَعَلْتُ يَهْوَهَ أَمَامِي كُلَّ حِينٍ. لِأَنَّهُ عَنْ يَمِينِي فَلَا أَتَزَعْزَعُ». — مز ١٦:٨.
يَهْوَهُ يُعْطِيكَ أَفْضَلَ ٱلْأَصْدِقَاءِ
٩ (أ) بِحَسَبِ يُوحَنَّا ٦:٤٤، مَاذَا يَفْعَلُ يَهْوَهُ؟ (ب) مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ أَنْ تَلْتَقِيَ بِشَاهِدٍ لِيَهْوَهَ أَوْ بِشَخْصٍ لَيْسَ فِي ٱلْحَقِّ؟
٩ عِنْدَمَا تَلْتَقِي لِأَوَّلِ مَرَّةٍ بِشَخْصٍ لَيْسَ فِي ٱلْحَقِّ، مَاذَا تَعْرِفُ عَنْهُ؟ رُبَّمَا لَا شَيْءَ سِوَى ٱسْمِهِ وَشَكْلِهِ. لٰكِنْ عِنْدَمَا تَلْتَقِي بِشَخْصٍ فِي ٱلْحَقِّ، يَخْتَلِفُ ٱلْوَضْعُ. فَأَنْتَ تَعْرِفُ أَنَّهُ يُحِبُّ يَهْوَهَ، وَأَنَّ يَهْوَهَ رَأَى فِيهِ صِفَاتٍ جَيِّدَةً وَٱجْتَذَبَهُ إِلَيْهِ. (اقرأ يوحنا ٦:٤٤.) حَتَّى لَوْ كَانَ مِنْ بِيئَةٍ أَوْ بَلَدٍ آخَرَ، فَأَنْتَ تَعْرِفُ ٱلْكَثِيرَ عَنْهُ.
١٠، ١١ مَا ٱلْمُشْتَرَكُ بَيْنَ شَعْبِ يَهْوَهَ، وَكَيْفَ يُفِيدُهُمْ ذٰلِكَ؟
١٠ مَثَلًا، سَتُمَيِّزُ فَوْرًا أَنَّكُمَا تَتَكَلَّمَانِ ‹ٱللُّغَةَ› نَفْسَهَا: لُغَةَ ٱلْحَقِّ ٱلنَّقِيَّةَ. (صف ٣:٩) وَهٰذَا يَعْنِي أَنَّكَ تَعْرِفُ مُعْتَقَدَاتِهِ، مَقَايِيسَهُ ٱلْأَدَبِيَّةَ، رَجَاءَهُ، وَغَيْرَ ذٰلِكَ. وَهٰذِهِ ٱلْأُمُورُ هِيَ ٱلْأَسَاسُ كَيْ تَثِقَ بِشَخْصٍ آخَرَ وَتَبْنِيَ صَدَاقَةً قَوِيَّةً مَعَهُ.
١١ فَعِنْدَمَا تَعْبُدُ يَهْوَهَ، يُصْبِحُ لَدَيْكَ أَفْضَلُ ٱلْأَصْدِقَاءِ فِي كُلِّ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ. وَهُمْ فِعْلًا أَصْدِقَاؤُكَ حَتَّى لَوْ كُنْتَ لَا تَعْرِفُهُمْ جَمِيعًا. حَقًّا، لَا أَحَدَ سِوَى شَعْبِ يَهْوَهَ يَتَمَتَّعُ بِهٰذِهِ ٱلْبَرَكَةِ.
يَهْوَهُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَضَعَ أَهْدَافًا مُفِيدَةً
١٢ أَيُّ أَهْدَافٍ مُفِيدَةٍ تَقْدِرُ أَنْ تَسْعَى إِلَيْهَا؟
١٢ اقرإ الجامعة ١١:٩–١٢:١. هَلْ تَسْعَى إِلَى هَدَفٍ رُوحِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ؟ رُبَّمَا تُحَاوِلُ أَنْ تَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا أَوْ أَنْ تُحَسِّنَ أَجْوِبَتَكَ فِي ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَطَرِيقَةَ تَعْلِيمِكَ. وَكَيْفَ تَشْعُرُ حِينَ تَرَى أَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَوْ يَمْدَحُكَ ٱلْآخَرُونَ عَلَى تَقَدُّمِكَ؟ لَا شَكَّ أَنَّكَ تَفْرَحُ وَتُحِسُّ بِٱلْإِنْجَازِ. فَأَنْتَ تَضَعُ مَشِيئَةَ ٱللّٰهِ أَوَّلًا فِي حَيَاتِكَ، كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ. — مز ٤٠:٨؛ ام ٢٧:١١.
١٣ مَاذَا يُمَيِّزُ خِدْمَةَ ٱللّٰهِ عَنِ ٱلْأَهْدَافِ ٱلْعَالَمِيَّةِ؟
١٣ وَٱلتَّرْكِيزُ عَلَى أَهْدَافٍ رُوحِيَّةٍ يَجْلُبُ لَكَ ٱلْفَرَحَ. فَأَنْتَ لَا تَقُومُ بِعَمَلٍ غَيْرِ نَافِعٍ. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «كُونُوا رَاسِخِينَ، غَيْرَ مُتَزَعْزِعِينَ، مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، عَالِمِينَ أَنَّ كَدَّكُمْ لَيْسَ عَبَثًا فِي ٱلرَّبِّ». (١ كو ١٥:٥٨) بِٱلْمُقَابِلِ، عِنْدَمَا يَسْعَى ٱلْآخَرُونَ إِلَى أَهْدَافٍ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ، يَشْعُرُونَ بِفَرَاغٍ دَاخِلِيٍّ وَلَوْ بَدَوْا نَاجِحِينَ. (لو ٩:٢٥) وَهٰذَا مَا تَوَصَّلَ إِلَيْهِ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ ٱلشَّخْصِيِّ. — رو ١٥:٤.
١٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِمَّا حَصَلَ مَعَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ؟
١٤ كَانَ سُلَيْمَانُ غَنِيًّا جِدًّا وَلَهُ سُلْطَةٌ كَبِيرَةٌ. فَأَرَادَ أَنْ يَخْتَبِرَ مَلَذَّاتِ ٱلْحَيَاةِ وَيَرَى مَا ٱلْفَائِدَةُ مِنْهَا. فَبَنَى بُيُوتًا وَعَمِلَ جَنَّاتٍ وَحَدَائِقَ وَحَصَلَ عَلَى كُلِّ مَا يُرِيدُ. (جا ٢:١-١٠) وَهَلْ أَحَسَّ بِٱلسَّعَادَةِ وَٱلرِّضَى؟ قَالَ هُوَ بِنَفْسِهِ: «اِلْتَفَتُّ أَنَا إِلَى كُلِّ أَعْمَالِي ٱلَّتِي عَمِلَتْهَا يَدَايَ . . . فَإِذَا كُلُّ شَيْءٍ بَاطِلٌ . . . وَلَا مَنْفَعَةَ فِي شَيْءٍ». (جا ٢:١١) فَهَلْ تَسْتَفِيدُ مِمَّا حَصَلَ مَعَهُ؟
١٥ لِمَاذَا تَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ، وَمَا فَائِدَتُهُ حَسَبَ ٱلْمَزْمُور ٣٢:٨؟
١٥ لَا يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ تُخْطِئَ كَيْ تَتَعَلَّمَ مِنْ تَجْرِبَتِكَ. لِذٰلِكَ يَلْزَمُ أَنْ تُصْغِيَ إِلَيْهِ وَتُطِيعَهُ. وَهٰذَا يَتَطَلَّبُ ٱلْإِيمَانَ. وَتَأَكَّدْ أَنَّكَ لَنْ تَنْدَمَ أَبَدًا عَلَى ٱلْقَرَارَاتِ ٱلَّتِي تَتَّخِذُهَا بِدَافِعِ ٱلْإِيمَانِ. فَيَهْوَهُ لَنْ يَنْسَى ‹ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي تُظْهِرُهَا نَحْوَ ٱسْمِهِ›. (عب ٦:١٠) فَٱبْذُلْ جُهْدَكَ لِتُقَوِّيَ إِيمَانَكَ. وَهٰكَذَا تَرَى أَنْتَ بِنَفْسِكَ أَنَّ أَبَاكَ ٱلسَّمَاوِيَّ يُرِيدُ ٱلْأَفْضَلَ لَكَ. — اقرإ المزمور ٣٢:٨.
يَهْوَهُ يُعْطِيكَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ
١٦ لِمَاذَا يَجِبُ أَنْ نُقَدِّرَ حُرِّيَّتَنَا وَنَسْتَعْمِلَهَا بِمَسْؤُولِيَّةٍ؟
١٦ كَتَبَ بُولُسُ: «حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ». (٢ كو ٣:١٧) فَيَهْوَهُ يُحِبُّ ٱلْحُرِّيَّةَ، وَهُوَ وَضَعَ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ فِي دَاخِلِنَا. لٰكِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ نَسْتَعْمِلَ حُرِّيَّتَنَا بِمَسْؤُولِيَّةٍ. وَفِي هٰذَا حِمَايَةٌ لَنَا. فَرُبَّمَا تَعْرِفُ شَبَابًا يُشَاهِدُونَ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً، يُمَارِسُونَ رِيَاضَاتٍ خَطِرَةً، أَوْ يَتَعَاطَوْنَ ٱلْمُخَدِّرَاتِ وَيَسْكَرُونَ. صَحِيحٌ أَنَّهُمْ يَشْعُرُونَ بِشَيْءٍ مِنَ ٱلْمُتْعَةِ، لٰكِنَّهُمْ غَالِبًا مَا يَدْفَعُونَ ٱلثَّمَنَ غَالِيًا. فَيُعَانُونَ مِنَ ٱلْأَمْرَاضِ أَوْ يُصْبِحُونَ مُدْمِنِينَ أَوْ يَمُوتُونَ. (غل ٦:٧، ٨) فَمَا يَعْتَبِرُهُ هٰؤُلَاءِ ٱلشَّبَابُ حُرِّيَّةً لَيْسَ سِوَى خُدْعَةٍ. — تي ٣:٣.
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ تَسْتَفِيدُ إِذَا ٱسْتَعْمَلْتَ حُرِّيَّتَكَ بِحِكْمَةٍ؟ (ب) مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ حُرِّيَّةِ آدَمَ وَحَوَّاءَ وَٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْيَوْمَ؟
١٧ بِٱلْمُقَابِلِ، طَاعَتُكَ لِيَهْوَهَ تُفِيدُكَ. فَهِيَ تَحْمِي صِحَّتَكَ وَتَمْنَحُكَ ٱلْآنَ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْحَقِيقِيَّةَ. (مز ١٩:٧-١١) وَعِنْدَمَا تَسْتَعْمِلُ حُرِّيَّتَكَ بِحِكْمَةٍ، أَيْ ضِمْنَ حُدُودِ مَبَادِئِ وَشَرَائِعِ ٱللّٰهِ ٱلْكَامِلَةِ، تُظْهِرُ لِلّٰهِ وَلِوَالِدَيْكَ أَنَّكَ أَهْلٌ لِلثِّقَةِ. وَعِنْدَئِذٍ يُعْطِيكَ وَالِدَاكَ ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْحُرِّيَّةِ. أَيْضًا، يَعِدُ يَهْوَهُ خُدَّامَهُ ٱلْأُمَنَاءَ بِحُرِّيَّةٍ كَامِلَةٍ يَدْعُوهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ «ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللّٰهِ». — رو ٨:٢١.
١٨ وَآدَمُ وَحَوَّاءُ ذَاقَا طَعْمَ هٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ. فَفِي جَنَّةِ عَدْنٍ، مَنَعَهُمَا يَهْوَهُ عَنْ أَمْرٍ وَاحِدٍ فَقَطْ: أَنْ يَأْكُلَا مِنْ إِحْدَى ٱلْأَشْجَارِ. (تك ٢:٩، ١٧) بِرَأْيِكَ، هَلْ هٰذَا ٱلطَّلَبُ ظَالِمٌ؟ طَبْعًا لَا. فَمَا أَكْبَرَ ٱلْفَرْقَ بَيْنَ هٰذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ وَبَيْنَ ٱلْقَوَانِينِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يَضَعُهَا ٱلْبَشَرُ!
١٩ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ أَنْ نَصِيرَ أَحْرَارًا؟
١٩ وَيَهْوَهُ يُعَامِلُنَا بِحِكْمَةٍ. فَبَدَلَ أَنْ يَفْرِضَ عَلَيْنَا قَوَانِينَ لَا تَنْتَهِي، يُعَلِّمُنَا بِصَبْرٍ أَنْ نَتْبَعَ شَرِيعَةَ ٱلْمَحَبَّةِ. فَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَعِيشَ بِحَسَبِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ وَنَكْرَهَ ٱلشَّرَّ. (رو ١٢:٩) وَمَوْعِظَةُ يَسُوعَ عَلَى ٱلْجَبَلِ هِيَ مِثَالٌ عَلَى ذٰلِكَ. فَمِنْ خِلَالِهَا عَلَّمَنَا مَاذَا يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْأَسَاسِ إِلَى فِعْلِ ٱلْخَطَإِ. (مت ٥:٢٧، ٢٨) وَفِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَيَسْتَمِرُّ يَسُوعُ، مَلِكُ ٱلْمَلَكُوتِ، فِي تَعْلِيمِنَا أَنْ نُحِبَّ ٱلْبِرَّ وَنُبْغِضَ ٱلشَّرَّ إِلَى أَنْ نَعْكِسَ تَمَامًا نَظْرَتَهُ هُوَ. (عب ١:٩) كَمَا أَنَّهُ سَيُوصِلُنَا إِلَى ٱلْكَمَالِ جَسَدِيًّا وَعَقْلِيًّا. تَخَيَّلْ أَنَّكَ لَنْ تُغْرَى بِفِعْلِ ٱلْخَطِيَّةِ وَلَنْ تُعَانِيَ مِنْ تَأْثِيرِهَا فِي مَا بَعْدُ. فَعِنْدَئِذٍ سَتَتَمَتَّعُ ‹بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْمَجِيدَةِ› ٱلَّتِي يَعِدُ بِهَا يَهْوَهُ.
٢٠ (أ) كَيْفَ يَسْتَعْمِلُ يَهْوَهُ حُرِّيَّتَهُ؟ (ب) كَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ؟
٢٠ وَلٰكِنْ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ، سَيَبْقَى لِحُرِّيَّتِنَا حُدُودٌ. وَهٰذِهِ ٱلْحُدُودُ تَرْسُمُهَا مَحَبَّتُنَا لِلّٰهِ وَٱلنَّاسِ. وَعِنْدَمَا تُوَجِّهُ ٱلْمَحَبَّةُ حُرِّيَّتَنَا، نَكُونُ فِي ٱلْوَاقِعِ نَتَمَثَّلُ بِيَهْوَهَ. فَمَعَ أَنَّ حُرِّيَّتَهُ بِلَا حُدُودٍ، ٱخْتَارَ أَنْ تُوَجِّهَ ٱلْمَحَبَّةُ تَعَامُلَاتِهِ مَعَنَا. (١ يو ٤:٧، ٨) فَكَيْ نَكُونَ أَحْرَارًا بِٱلْفِعْلِ، عَلَيْنَا أَنْ نَدَعَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلْإِلٰهِيَّةَ تُوَجِّهُ حُرِّيَّتَنَا.
٢١ (أ) كَيْفَ شَعَرَ دَاوُدُ تِجَاهَ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا تُنَاقِشُ ٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ؟
٢١ هَلْ تُقَدِّرُ «كُلَّ شَيْءٍ» يُعْطِيكَ إِيَّاهُ يَهْوَهُ كَٱلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ، ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْجَيِّدَةِ، ٱلْأَهْدَافِ ٱلْمُفِيدَةِ، وَٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْكَامِلَةِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟ (١ تي ٦:١٧) إِذَا أَجَبْتَ بِنَعَمْ، فَلَا بُدَّ أَنَّ كَلِمَاتِ ٱلْمَزْمُور ١٦:١١ تَصِفُ شُعُورَكَ. فَهِيَ تَقُولُ: «تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ ٱلْحَيَاةِ. أَشْبَعُ فَرَحًا مَعَ وَجْهِكَ. مَسَرَّاتٌ فِي يَمِينِكَ إِلَى ٱلْأَبَدِ». وَٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ سَتُنَاقِشُ جَوَاهِرَ أُخْرَى مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ١٦. وَهٰذِهِ ٱلْجَوَاهِرُ سَتُرَكِّزُ أَكْثَرَ عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلضَّرُورِيَّةِ لِحَيَاةٍ سَعِيدَةٍ.