مقالة الدرس ٤٩
للعمل وقت وللراحة وقت
«تَعَالَوْا . . . إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلًا». — مر ٦:٣١.
اَلتَّرْنِيمَةُ ١٤٣ اِجْتَهِدُوا، ٱسْهَرُوا، وَٱنْتَظِرُوا
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١ كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلنَّاسُ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟
كَيْفَ يَنْظُرُ ٱلنَّاسُ فِي بَلَدِكَ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ، يُرْهِقُ كَثِيرُونَ أَنْفُسَهُمْ فِي ٱلْعَمَلِ سَاعَاتٍ طَوِيلَةً. فَلَا يَبْقَى لَدَيْهِمْ وَقْتٌ لِلرَّاحَةِ أَوِ ٱلْعَائِلَةِ أَوْ لِلتَّعَلُّمِ أَكْثَرَ عَنِ ٱللهِ. (جا ٢:٢٣) أَمَّا آخَرُونَ فَهُمْ كَسْلَانُونَ وَيَخْلُقُونَ ٱلْحُجَجَ كَيْ لَا يَعْمَلُوا. — ام ٢٦:١٣، ١٤.
٢-٣ أَيُّ مِثَالٍ يَرْسُمُهُ لَنَا يَهْوَهُ وَيَسُوعُ فِي ٱلْعَمَلِ؟
٢ تَخْتَلِفُ نَظْرَةُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ إِلَى ٱلْعَمَلِ عَنْ نَظْرَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمُتَطَرِّفَةِ. فَيَهْوَهُ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ. وَهٰذَا مَا أَوْضَحَهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ: «أَبِي مَا زَالَ يَعْمَلُ حَتَّى ٱلْآنَ وَأَنَا لَا أَزَالُ أَعْمَلُ». (يو ٥:١٧) فَكِّرْ كَمْ عَمِلَ يَهْوَهُ حِينَ خَلَقَ ٱلْأَعْدَادَ ٱلْهَائِلَةَ مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ وَٱلْكَوْنَ ٱلْوَاسِعَ. وَنَحْنُ نَرَى أَيْضًا خَلِيقَةَ يَهْوَهَ ٱلرَّائِعَةَ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ. حَتَّى إِنَّ أَحَدَ كُتَّابِ ٱلْمَزَامِيرِ قَالَ: «يَا لَكَثْرَةِ أَعْمَالِكَ يَا يَهْوَهُ! كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ. مَلْآنَةٌ ٱلْأَرْضُ مِنْ نِتَاجِكَ». — مز ١٠٤:٢٤.
٣ وَيَسُوعُ تَمَثَّلَ بِأَبِيهِ. فَعِنْدَمَا ‹هَيَّأَ يَهْوَهُ ٱلسَّمٰوَاتِ›، كَانَ يَسُوعُ «عَامِلًا مَاهِرًا» إِلَى جَانِبِهِ. (ام ٨:٢٧-٣١) وَحِينَ أَتَى إِلَى ٱلْأَرْضِ، قَامَ يَسُوعُ بِعَمَلٍ مُهِمٍّ أَيْضًا. وَكَانَ عَمَلُهُ هٰذَا مِثْلَ ٱلطَّعَامِ بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. وَكُلُّ مَا فَعَلَهُ بَرْهَنَ أَنَّ ٱللهَ أَرْسَلَهُ. — يو ٤:٣٤؛ ٥:٣٦؛ ١٤:١٠.
٤ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ عَنِ ٱلرَّاحَةِ؟
خر ٣١:١٧) وَيَسُوعُ أَيْضًا عَمِلَ بِٱجْتِهَادٍ حِينَ كَانَ عَلَى ٱلْأَرْضِ. مَعْ ذٰلِكَ، خَصَّصَ وَقْتًا لِيَسْتَرِيحَ وَيَتَنَاوَلَ ٱلطَّعَامَ مَعْ أَصْدِقَائِهِ. — مت ١٤:١٣؛ لو ٧:٣٤.
٤ هَلْ يَدُلُّ مِثَالُ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ أَنْ لَا دَاعِيَ أَنْ نَرْتَاحَ؟ طَبْعًا لَا. فَيَهْوَهُ لَا يَتْعَبُ أَبَدًا، لِذَا لَا يَحْتَاجُ أَنْ يَرْتَاحَ. صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّهُ «تَوَقَّفَ عَنِ ٱلْعَمَلِ وَٱسْتَرَاحَ» بَعْدَمَا خَلَقَ ٱلسَّمٰوَاتِ وَٱلْأَرْضَ، إِلَّا أَنَّ ٱلْمَقْصُودَ كَمَا يَبْدُو هُوَ أَنَّهُ تَوَقَّفَ عَنِ ٱلْخَلْقِ كَيْ يَفْرَحَ بِمَا أَنْجَزَهُ. (٥ مَاذَا يَسْتَصْعِبُ ٱلْبَعْضُ؟
٥ يُشَجِّعُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ شَعْبَ ٱللهِ أَنْ يَكُونُوا مُجْتَهِدِينَ، لَا كَسْلَانِينَ. (ام ١٥:١٩) فَرُبَّمَا أَنْتَ تَعْمَلُ لِتُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِكَ. وَمِثْلَ كُلِّ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ، لَدَيْكَ ٱلْمَسْؤُولِيَّةُ أَنْ تُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ. مَعْ ذٰلِكَ، أَنْتَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلرَّاحَةِ. فَهَلْ تَسْتَصْعِبُ أَنْ تُوَازِنَ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلْخِدْمَةِ وَٱلرَّاحَةِ؟ كَيْفَ تَعْرِفُ كَمْ يَلْزَمُ أَنْ تَعْمَلَ أَوْ تَرْتَاحَ؟
كَيْفَ تُوَازِنُ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ؟
٦ كَيْفَ تُظْهِرُ مُرْقُس ٦:٣٠-٣٤ أَنَّ يَسُوعَ وَازَنَ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ؟
٦ مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْعَمَلِ نَظْرَةً صَحِيحَةً. فَٱللهُ أَوْحَى إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ أَنْ يَكْتُبَ: «لِكُلِّ شَيْءٍ . . . وَقْتٌ». ثُمَّ تَحَدَّثَ عَنِ ٱلْغَرْسِ، ٱلْبِنَاءِ، ٱلْبُكَاءِ، ٱلضَّحِكِ، ٱلرَّقْصِ، وَأُمُورٍ أُخْرَى. (جا ٣:١-٨) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْعَمَلَ وَٱلرَّاحَةَ أَسَاسِيَّانِ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَيَسُوعُ عَرَفَ كَيْفَ يُوَازِنُ بَيْنَهُمَا. فَذَاتَ مَرَّةٍ، عَادَ ٱلرُّسُلُ مِنْ رِحْلَةِ تَبْشِيرٍ طَوِيلَةٍ. وَكَانُوا مَشْغُولِينَ جِدًّا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ «لَمْ يَكُنْ لَهُمْ وَقْتُ فَرَاغٍ حَتَّى لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ». فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «تَعَالَوْا أَنْتُمْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلًا». (اقرأ مرقس ٦:٣٠-٣٤.) فَمَعْ أَنَّ يَسُوعَ وَتَلَامِيذَهُ لَمْ يَرْتَاحُوا دَائِمًا كَمَا أَرَادُوا، عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُمْ جَمِيعًا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلرَّاحَةِ.
٧ لِمَ ٱلتَّعَلُّمُ عَنْ تَرْتِيبِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ مُفِيدٌ لَنَا؟
٧ نَحْنُ أَيْضًا، نَحْتَاجُ مِنْ وَقْتٍ إِلَى آخَرَ أَنْ نَرْتَاحَ أَوْ نَكْسِرَ ٱلرُّوتِينَ. وَهٰذَا وَاضِحٌ مِنْ تَرْتِيبِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ ٱلَّذِي هَيَّأَهُ يَهْوَهُ لِشَعْبِهِ قَدِيمًا. وَمَعْ أَنَّنَا لَسْنَا تَحْتَ شَرِيعَةِ مُوسَى، فَإِنَّ ٱلتَّعَلُّمَ عَنْ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ مُفِيدٌ لَنَا. فَهُوَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ.
اَلسَّبْتُ: يَوْمٌ لِلرَّاحَةِ وَٱلْعِبَادَةِ
٨ حَسَبَ ٱلْخُرُوج ٣١:١٢-١٥، مَاذَا كَانَ ٱلْهَدَفُ مِنَ ٱلسَّبْتِ؟
٨ يَذْكُرُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱللهَ تَوَقَّفَ عَنْ خَلْقِ ٱلْأَشْيَاءِ عَلَى ٱلْأَرْضِ بَعْدَ سِتَّةِ أَيَّامٍ مَجَازِيَّةٍ. * (تك ٢:٢) لٰكِنَّ يَهْوَهَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ، وَهُوَ «مَا زَالَ يَعْمَلُ» بِطُرُقٍ أُخْرَى. (يو ٥:١٧) وَمِثْلَمَا عَمِلَ سِتَّةَ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَرَاحَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ، طَلَبَ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَعْمَلُوا سِتَّةَ أَيَّامٍ وَيَسْتَرِيحُوا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ. وَقَالَ إِنَّ ٱلسَّبْتَ هُوَ عَلَامَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَهُمْ. وَكَانَ هٰذَا ٱلْيَوْمُ يَوْمَ «رَاحَةٍ تَامَّةٍ» وَ ‹مُقَدَّسًا لِيَهْوَهَ›. (اقرإ الخروج ٣١:١٢-١٥.) لِذَا لَزِمَ أَنْ يَمْتَنِعَ ٱلْجَمِيعُ عَنِ ٱلْعَمَلِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَوْلَادُ وَٱلْعَبِيدُ وَحَتَّى ٱلْحَيَوَانَاتُ. (خر ٢٠:١٠) وَهٰذَا سَمَحَ لِلشَّعْبِ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
٩ كَيْفَ نَظَرَ ٱلْبَعْضُ إِلَى ٱلسَّبْتِ أَيَّامَ يَسُوعَ؟
٩ أَفَادَ تَرْتِيبُ ٱلسَّبْتِ شَعْبَ ٱللهِ. لٰكِنَّ رِجَالَ ٱلدِّينِ أَيَّامَ يَسُوعَ كَانُوا مُتَطَرِّفِينَ جِدًّا فِي نَظْرَتِهِمْ إِلَى يَوْمِ ٱلسَّبْتِ. فَهُمُ ٱدَّعَوْا أَنَّ قَطْفَ بَعْضِ سَنَابِلِ ٱلْقَمْحِ أَوْ شِفَاءَ مَرِيضٍ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أَمْرٌ خَاطِئٌ. (مر ٢:٢٣-٢٧؛ ٣:٢-٥) إِلَّا أَنَّ هٰذَا ٱلتَّفْكِيرَ بَعِيدٌ جِدًّا عَنْ تَفْكِيرِ يَهْوَهَ. وَيَسُوعُ أَوْضَحَ ذٰلِكَ لِلَّذِينَ سَمِعُوهُ.
١٠ مَاذَا تُعَلِّمُنَا مَتَّى ١٢:٩-١٢ عَنْ نَظْرَةِ يَسُوعَ إِلَى يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟
١٠ أَطَاعَ يَسُوعُ وَأَتْبَاعُهُ ٱلْيَهُودُ تَرْتِيبَ ٱلسَّبْتِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا تَحْتَ ٱلشَّرِيعَةِ. * لٰكِنَّ يَسُوعَ أَظْهَرَ بِأَقْوَالِهِ وَأَفْعَالِهِ أَنْ لَا خَطَأَ فِي مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ. قَالَ بِصَرَاحَةٍ: «يَحِلُّ فِعْلُ ٱلْخَيْرِ فِي ٱلسَّبْتِ». (اقرأ متى ١٢:٩-١٢.) فَهُوَ لَمْ يَعْتَبِرْ مُسَاعَدَةَ ٱلْآخَرِينَ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ضِدَّ ٱلشَّرِيعَةِ. وَأَعْمَالُ يَسُوعَ أَبْرَزَتْ هَدَفًا أَسَاسِيًّا مِنَ ٱلسَّبْتِ. فَلِأَنَّ شَعْبَ ٱللهِ ٱرْتَاحُوا آنَذَاكَ مِنْ عَمَلِهِمْ، سَهُلَ عَلَيْهِمْ أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ. وَلَا بُدَّ أَنَّ عَائِلَةَ يَسُوعَ ٱسْتَفَادَتْ مِنْ هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ كَيْ تَعْبُدَ يَهْوَهَ. فَعِنْدَمَا كَانَ يَسُوعُ فِي بَلْدَتِهِ ٱلنَّاصِرَةِ، «دَخَلَ ٱلْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ، وَوَقَفَ لِيَقْرَأَ». — لو ٤:١٥-١٩.
كَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟
١١ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ يُوسُفُ لِيَسُوعَ؟
١١ عَلَّمَ يُوسُفُ يَسُوعَ مِهْنَةَ ٱلنِّجَارَةِ، وَعَكَسَ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْعَمَلِ. (مت ١٣:٥٥، ٥٦) فَيَسُوعُ رَأَى يُوسُفَ يَعْمَلُ بِٱجْتِهَادٍ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ ٱلْكَبِيرَةِ. وَلَاحِقًا، قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ: «اَلْعَامِلُ مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ». (لو ١٠:٧) فَهُوَ عَرَفَ جَيِّدًا مَعْنَى ٱلْعَمَلِ بِٱجْتِهَادٍ.
١٢ أَيَّةُ آيَاتٍ تُوضِحُ نَظْرَةَ بُولُسَ إِلَى ٱلْعَمَلِ؟
١٢ وَٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَيْضًا عَرَفَ مَعْنَى ٱلْعَمَلِ بِٱجْتِهَادٍ. فَعَمَلُهُ ٱلْأَسَاسِيُّ كَانَ إِخْبَارَ ٱلنَّاسِ عَنْ يَسُوعَ وَتَعَالِيمِهِ. لٰكِنَّهُ ٱشْتَغَلَ أَيْضًا لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِهِ. وَقَدْ عَرَفَ ٱلْإِخْوَةُ فِي تَسَالُونِيكِي أَنَّهُ «عَمِلَ بِكَدٍّ وَتَعَبٍ لَيْلًا وَنَهَارًا» كَيْ لَا يَضَعَ «عِبْئًا» عَلَى أَحَدٍ. (٢ تس ٣:٨؛ اع ٢٠:٣٤، ٣٥) وَرُبَّمَا كَانَ بُولُسُ يُشِيرُ هُنَا إِلَى عَمَلِهِ فِي صُنْعِ ٱلْخِيَامِ. فَعِنْدَمَا كَانَ فِي كُورِنْثُوسَ، بَقِيَ عِنْدَ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا «وَعَمِلَ مَعَهُمَا، لِأَنَّهُمَا . . . كَانَا صَانِعَيْ خِيَامٍ». لٰكِنَّ ٱلْعِبَارَةَ «لَيْلًا وَنَهَارًا» لَا تَعْنِي أَنَّهُ عَمِلَ دُونَ تَوَقُّفٍ. فَهُوَ ٱرْتَاحَ مِنْ عَمَلِهِ فِي ٱلسَّبْتِ مَثَلًا. وَهٰكَذَا ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُبَشِّرَ ٱلْيَهُودَ لِأَنَّهُمْ هُمْ أَيْضًا لَمْ يَعْمَلُوا فِي ٱلسَّبْتِ. — اع ١٣:١٤-١٦، ٤٢-٤٤؛ ١٦:١٣؛ ١٨:١-٤.
١٣ كَيْفَ رَسَمَ لَنَا بُولُسُ مِثَالًا جَيِّدًا؟
١٣ رَسَمَ بُولُسُ مِثَالًا جَيِّدًا لَنَا. فَمَعْ أَنَّهُ ٱضْطُرَّ أَنْ يَعْمَلَ، خَصَّصَ وَقْتًا لِيُشَارِكَ فِي «ٱلْعَمَلِ ٱلْمُقَدَّسِ، إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱللهِ». (رو ١٥:١٦؛ ٢ كو ١١:٢٣) وَقَالَ عَنْ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا إِنَّهُمَا ‹رَفِيقَاهُ فِي ٱلْعَمَلِ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ›. (رو ١٦:٣) وَقَدْ شَجَّعَ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَفْعَلُوا مِثْلَهُ. (رو ١٢:١١) فَهُوَ أَوْصَى أَهْلَ كُورِنْثُوسَ أَنْ يَكُونُوا «مَشْغُولِينَ جِدًّا بِعَمَلِ ٱلرَّبِّ كُلَّ حِينٍ». (١ كو ١٥:٥٨؛ ٢ كو ٩:٨) وَيَهْوَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنْ يَكْتُبَ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُرِيدُ أَنْ يَعْمَلَ، فَلَا يَأْكُلْ». — ٢ تس ٣:١٠.
١٤ مَا مَعْنَى كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يُوحَنَّا ١٤:١٢؟
١٤ وَأَهَمُّ عَمَلٍ فِي هٰذِهِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ هُوَ أَنْ نُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنُتَلْمِذَهُمْ. وَيَسُوعُ أَنْبَأَ أَنَّ تَلَامِيذَهُ سَيَقُومُونَ بِأَعْمَالٍ أَعْظَمَ مِنْ أَعْمَالِهِ. (اقرأ يوحنا ١٤:١٢.) طَبْعًا، لَمْ يَقْصِدْ أَنَّنَا سَنَصْنَعُ عَجَائِبَ. بَلْ قَصَدَ أَنَّنَا سَنُبَشِّرُ فِي مُقَاطَعَةٍ أَكْبَرَ، أَشْخَاصًا أَكْثَرَ، وَمُدَّةً أَطْوَلَ.
١٥ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ جَيِّدٌ أَنْ نَطْرَحَهَا عَلَى أَنْفُسِنَا، وَلِمَاذَا؟
١٥ إِذَا كُنْتَ تَشْتَغِلُ، فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مَعْرُوفٌ بِٱجْتِهَادِي فِي عَمَلِي؟ هَلْ أُنْهِي عَمَلِي فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُحَدَّدِ وَبِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ؟›. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، سَتَرْبَحُ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ثِقَةَ مُدِيرِكَ، وَرُبَّمَا تَجْذِبُ زُمَلَاءَكَ
إِلَى ٱلْحَقِّ. وَبِخُصُوصِ عَمَلِ ٱلتَّبْشِيرِ وَٱلتَّعْلِيمِ، ٱسْأَلْ نَفْسَكَ: ‹هَلْ أَنَا مَعْرُوفٌ بِأَنِّي مُجْتَهِدٌ فِي ٱلْخِدْمَةِ؟ هَلْ أَسْتَعِدُّ جَيِّدًا لِلْخِدْمَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ؟ هَلْ أَعُودُ بِسُرْعَةٍ لِزِيَارَةِ ٱلْمُهْتَمِّينَ؟ هَلْ أَشْتَرِكُ فِي أَنْوَاعٍ مُخْتَلِفَةٍ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ؟›. فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ، لَا شَكَّ أَنَّكَ سَتَفْرَحُ فِي خِدْمَتِكَ.كَيْفَ تَنْظُرُ إِلَى ٱلرَّاحَةِ؟
١٦ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ نَظْرَةِ كَثِيرِينَ إِلَى ٱلرَّاحَةِ وَنَظْرَةِ يَسُوعَ وَتَلَامِيذِهِ؟
١٦ عَرَفَ يَسُوعُ أَنَّهُ هُوَ وَتَلَامِيذَهُ بِحَاجَةٍ إِلَى بَعْضِ ٱلرَّاحَةِ. لٰكِنَّ كَثِيرِينَ فِي أَيَّامِهِ وَأَيَّامِنَا أَيْضًا يُشْبِهُونَ ٱلرَّجُلَ ٱلْغَنِيَّ فِي مَثَلِ يَسُوعَ. فَهُوَ قَالَ لِنَفْسِهِ بِكُلِّ ٱقْتِنَاعٍ: «اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَٱشْرَبِي وَتَمَتَّعِي». (لو ١٢:١٩؛ ٢ تي ٣:٤) فَهٰذَا ٱلرَّجُلُ ظَنَّ أَنَّ ٱلتَّمَتُّعَ بِٱلْحَيَاةِ هُوَ ٱلْأَهَمُّ. أَمَّا يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ فَلَمْ يُرَكِّزُوا عَلَى ٱلرَّاحَةِ وَٱلْمَلَذَّاتِ.
١٧ كَيْفَ نَسْتَغِلُّ ٱلْوَقْتَ حِينَ لَا يَكُونُ لَدَيْنَا عَمَلٌ؟
١٧ وَنَحْنُ ٱلْيَوْمَ نَتَمَثَّلُ بِيَسُوعَ. فَحِينَ لَا يَكُونُ لَدَيْنَا عَمَلٌ، نَسْتَغِلُّ ٱلْوَقْتَ لَا لِنَرْتَاحَ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا لِنُبَشِّرَ ٱلنَّاسَ وَنَحْضُرَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ. فَنَحْنُ نَعْتَبِرُ ٱلتَّبْشِيرَ وَٱلتَّلْمَذَةَ وَحُضُورَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أُمُورًا مُهِمَّةً جِدًّا. وَنَسْتَغِلُّ كُلَّ فُرْصَةٍ كَيْ نُشَارِكَ فِي هٰذِهِ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. (عب ١٠:٢٤، ٢٥) وَحَتَّى عِنْدَمَا نُسَافِرُ فِي عُطْلَةٍ، نَحْضُرُ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ أَيْنَمَا كُنَّا وَنَبْحَثُ عَنْ فُرَصٍ لِنُبَشِّرَ مَنْ نَلْتَقِيهِمْ. — ٢ تي ٤:٢.
١٨ مَاذَا يُرِيدُ مَلِكُنَا يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ؟
١٨ نَحْنُ فَرِحُونَ لِأَنَّ مَلِكَنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ لَا يَطْلُبُ مِنَّا شَيْئًا فَوْقَ طَاقَتِنَا. وَهُوَ يُعَلِّمُنَا كَيْفَ نُوَازِنُ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ. (عب ٤:١٥) فَيَسُوعُ يُرِيدُ أَنْ نُخَصِّصَ وَقْتًا لِنَرْتَاحَ. وَيُرِيدُ أَيْضًا أَنْ نَعْمَلَ بِٱجْتِهَادٍ لِنُؤَمِّنَ حَاجَاتِنَا وَنُتَلْمِذَ ٱلنَّاسَ. وَفِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ، سَنُنَاقِشُ كَيْفَ حَرَّرَنَا يَسُوعُ مِنْ عُبُودِيَّةٍ قَاسِيَةٍ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٨ لَنْ يَتْرُكَكَ!
^ الفقرة 5 يُعَلِّمُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ كَيْفَ نُوَازِنُ بَيْنَ ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ. وَفِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، سَنَتَحَدَّثُ عَنْ تَرْتِيبِ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ ٱلَّذِي وَضَعَهُ ٱللهُ أَيَّامَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. فَهُوَ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَفْحَصَ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْعَمَلِ وَٱلرَّاحَةِ.
^ الفقرة 8 اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ «هَلْ يُؤَيِّدُ شُهُودُ يَهْوَهَ ٱلنَّظَرِيَّةَ ٱلْقَائِلَةَ إِنَّ ٱلْكَوْنَ خُلِقَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ حَرْفِيَّةٍ؟» عَلَى مَوْقِعِنَا ®jw.org تَحْتَ مَنْ نَحْنُ > اَلْأَسْئِلَةُ ٱلشَّائِعَةُ.
^ الفقرة 10 اِحْتَرَمَ ٱلتَّلَامِيذُ كَثِيرًا تَرْتِيبَ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ. حَتَّى إِنَّهُمْ تَوَقَّفُوا عَنْ تَجْهِيزِ ٱلْعُطُورِ لِدَهْنِ جُثَّةِ يَسُوعَ إِلَى أَنِ ٱنْتَهَى يَوْمُ ٱلسَّبْتِ. — لو ٢٣:٥٥، ٥٦.
^ الفقرة 56 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: يُوسُفُ يَأْخُذُ عَائِلَتَهُ إِلَى ٱلْمَجْمَعِ يَوْمَ ٱلسَّبْتِ.
^ الفقرة 58 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: أَبٌ يَعْمَلُ لِيُؤَمِّنَ حَاجَاتِ عَائِلَتِهِ. وَهُوَ يَسْتَغِلُّ ٱلْوَقْتَ لِيُشَارِكَ فِي نَشَاطٍ رُوحِيٍّ حِينَ لَا يَكُونُ لَدَيْهِ عَمَلٌ، حَتَّى خِلَالَ سَفَرِهِ مَعْ عَائِلَتِهِ.