مقالة الدرس ٣
كيف تصون قلبك؟
«صُنْ قَلْبَكَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَصُونُهُ». — ام ٤:٢٣.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٣٦ «صُنْ قَلْبَكَ»
لَمْحَةٌ عَنِ ٱلْمَقَالَةِ *
١-٣ (أ) لِمَ أَحَبَّ يَهْوَهُ سُلَيْمَانَ، وَكَيْفَ بَارَكَهُ؟ (ب) أَيُّ أَسْئِلَةٍ تُجِيبُ عَنْهَا هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
فِي بِدَايَةِ مُلْكِ سُلَيْمَانَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، تَرَاءَى لَهُ يَهْوَهُ فِي حُلْمٍ. وَقَالَ: «اُطْلُبْ مَاذَا أُعْطِيكَ». فَأَجَابَهُ: «أَنَا وَلَدٌ صَغِيرٌ، لَا أَعْرِفُ كَيْفَ أَخْرُجُ وَكَيْفَ أَدْخُلُ . . . فَأَعْطِ خَادِمَكَ قَلْبًا طَائِعًا لِيَحْكُمَ شَعْبَكَ». (١ مل ٣:٥-١٠) فَيَا لَهُ مِنْ طَلَبٍ مُتَوَاضِعٍ! لَا عَجَبَ إِذًا أَنَّ يَهْوَهَ أَحَبَّ هٰذَا ٱلْمَلِكَ ٱلشَّابَّ. (٢ صم ١٢:٢٤) وَقَدْ سُرَّ بِطَلَبِهِ كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ أَعْطَاهُ «قَلْبًا حَكِيمًا وَفَهِيمًا». — ١ مل ٣:١٢.
٢ وَعِنْدَمَا كَانَ سُلَيْمَانُ أَمِينًا لِيَهْوَهَ، تَمَتَّعَ بِبَرَكَاتٍ كَثِيرَةٍ. فَقَدْ حَظِيَ بِٱلِٱمْتِيَازِ أَنْ يَبْنِيَ هَيْكَلًا «لِٱسْمِ يَهْوَهَ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ». (١ مل ٨:٢٠) وَٱشْتَهَرَ بِٱلْحِكْمَةِ ٱلَّتِي نَالَهَا مِنَ ٱللهِ. كَمَا حُفِظَتْ أَقْوَالُهُ ٱلْمُوحَى بِهَا فِي ثَلَاثَةِ أَسْفَارٍ، أَحَدُهَا هُوَ سِفْرُ ٱلْأَمْثَالِ.
٣ وَفِي هٰذَا ٱلسِّفْرِ، تَرِدُ كَلِمَةُ «قَلْبٍ» نَحْوَ ١٠٠ مَرَّةٍ. مَثَلًا، تَقُولُ ٱلْأَمْثَال ٤:٢٣: «صُنْ قَلْبَكَ أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ تَصُونُهُ». فَإِلَامَ يُشِيرُ ‹ٱلْقَلْبُ› فِي هٰذِهِ ٱلْآيَةِ؟ كَيْفَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُفْسِدَهُ؟ وَكَيْفَ نَصُونُ قَلْبَنَا؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُهِمَّةِ. فَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ نَعْرِفَ ٱلْأَجْوِبَةَ كَيْ نَبْقَى أُمَنَاءَ لِلهِ.
مَا هُوَ ‹ٱلْقَلْبُ›؟
٤-٥ (أ) كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْمَزْمُور ٥١:٦ أَنْ نَعْرِفَ مَا هُوَ ‹ٱلْقَلْبُ›؟ (ب) أَوْضِحْ أَهَمِّيَّةَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ.
٤ يُشِيرُ ‹ٱلْقَلْبُ› فِي ٱلْأَمْثَال ٤:٢٣ إِلَى ‹بَاطِنِ› ٱلْإِنْسَانِ أَوْ ‹أَعْمَاقِ ذَاتِهِ›. (اقرإ المزمور ٥١:٦.) بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى، يَدُلُّ عَلَى أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا وَدَوَافِعِنَا وَرَغَبَاتِنَا. فَهُوَ يُشِيرُ إِلَى مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ، وَلَيْسَ فَقَطْ مَا يَظْهَرُ لِلْآخَرِينَ.
٥ وَلِنَفْهَمَ أَهَمِّيَّةَ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ فِي ٱلدَّاخِلِ، لِنُفَكِّرْ قَلِيلًا فِي صِحَّتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ. أَوَّلًا، كَيْ نُحَافِظَ عَلَى صِحَّةِ أَجْسَامِنَا، يَلْزَمُ أَنْ نَتَنَاوَلَ طَعَامًا صِحِّيًّا وَنُمَارِسَ ٱلرِّيَاضَةَ بِٱنْتِظَامٍ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، كَيْ نُحَافِظَ عَلَى صِحَّتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ، عَلَيْنَا أَنْ نَتَنَاوَلَ طَعَامًا رُوحِيًّا مُغَذِّيًا وَنُمَارِسَ ٱلْإِيمَانَ بِيَهْوَهَ. وَنَحْنُ نُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ حِينَ نُطَبِّقُ مَا نَتَعَلَّمُهُ وَنُخْبِرُ ٱلْآخَرِينَ عَمَّا نُؤْمِنُ بِهِ. (رو ١٠:٨-١٠؛ يع ٢:٢٦) ثَانِيًا، إِذَا حَكَمْنَا عَلَى صِحَّتِنَا ٱلْجَسَدِيَّةِ بِحَسَبِ مَظْهَرِنَا، فَقَدْ نَظُنُّ أَنَّنَا بِصِحَّةٍ جَيِّدَةٍ فِي حِينِ أَنَّنَا مُصَابُونَ بِمَرَضٍ مَا. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، قَدْ نَظُنُّ بِنَاءً عَلَى رُوتِينِنَا ٱلرُّوحِيِّ أَنَّ إِيمَانَنَا قَوِيٌّ، فِي حِينِ أَنَّ بَعْضَ ٱلرَّغَبَاتِ ٱلْخَاطِئَةِ تَنْمُو دَاخِلَنَا. (١ كو ١٠:١٢؛ يع ١:١٤، ١٥) فَلْنُبْقِ فِي بَالِنَا إِذًا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ يَسْعَى لِيُفْسِدَنَا بِتَفْكِيرِهِ. فَكَيْفَ يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟ وَكَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا؟
كَيْفَ يَسْتَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ قَلْبَنَا؟
٦ مَا هَدَفُ ٱلشَّيْطَانِ، وَكَيْفَ يَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِهِ؟
٦ يُرِيدُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ نَصِيرَ مِثْلَهُ، مُتَمَرِّدِينَ أَنَانِيِّينَ يَتَجَاهَلُونَ مَبَادِئَ يَهْوَهَ. لٰكِنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُجْبِرَنَا عَلَى تَبَنِّي تَفْكِيرِهِ وَتَصَرُّفَاتِهِ. لِذَا يَلْجَأُ إِلَى أَسَالِيبَ أُخْرَى كَيْ يُحَقِّقَ هَدَفَهُ. مَثَلًا، يُحِيطُنَا بِأَشْخَاصٍ سَبَقَ أَنْ أَفْسَدَهُمْ. (١ يو ٥:١٩) وَيَأْمُلُ أَنْ نَخْتَارَ تَمْضِيَةَ ٱلْوَقْتِ بِرِفْقَتِهِمْ، مَعَ أَنَّنَا نَعْرِفُ أَنَّ ٱلْمُعَاشَرَاتِ ٱلرَّدِيئَةَ «تُفْسِدُ» تَفْكِيرَنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا. (١ كو ١٥:٣٣) وَأُسْلُوبُهُ هٰذَا نَجَحَ مَعَ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. فَقَدْ تَزَوَّجَ نِسَاءً وَثَنِيَّاتٍ كَثِيرَاتٍ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، أَثَّرْنَ عَلَيْهِ وَ ‹أَمَلْنَ قَلْبَهُ› بَعِيدًا عَنْ يَهْوَهَ. — ١ مل ١١:٣.
٧ أَيُّ أُسْلُوبٍ آخَرَ يَسْتَخْدِمُهُ ٱلشَّيْطَانُ لِيَنْشُرَ أَفْكَارَهُ، وَلِمَ عَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا؟
٧ وَٱلشَّيْطَانُ يَنْشُرُ أَفْكَارَهُ أَيْضًا مِنْ خِلَالِ ٱلْأَفْلَامِ وَٱلْبَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ. فَهُوَ يَعْرِفُ أَنَّ ٱلْقِصَصَ لَا تُسَلِّينَا فَحَسْبُ، بَلْ تَصُوغُ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا. حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ ٱسْتَعْمَلَهَا لِيُعَلِّمَ سَامِعِيهِ. فَأَخْبَرَهُمْ مَثَلًا عَنِ ٱلِٱبْنِ ٱلضَّالِّ وَٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ. (مت ١٣:٣٤؛ لو ١٠:٢٩-٣٧؛ ١٥:١١-٣٢) إِلَّا أَنَّ ٱلَّذِينَ تَأَثَّرُوا بِتَفْكِيرِ ٱلشَّيْطَانِ قَدْ يَسْتَعْمِلُونَ ٱلْقِصَصَ لِيُفْسِدُونَا. لِذَا عَلَيْنَا أَنْ نَأْخُذَ حَذَرَنَا. لٰكِنَّ ذٰلِكَ لَا يَعْنِي أَنَّ كُلَّ ٱلْأَفْلَامِ وَٱلْبَرَامِجِ ٱلتِّلِفِزْيُونِيَّةِ مُضِرَّةٌ. فَبَعْضُهَا يُسَلِّينَا وَيُثَقِّفُنَا دُونَ أَنْ يُفْسِدَ تَفْكِيرَنَا. لِذَا يَجِبُ أَنْ نَكُونَ مُتَّزِنِينَ. فَٱسْأَلْ نَفْسَكَ عِنْدَمَا تَخْتَارُ تَسْلِيَتَكَ: ‹هَلْ يُعَلِّمُنِي هٰذَا ٱلْفِيلْمُ أَوِ ٱلْبَرْنَامَجُ أَنْ لَا مُشْكِلَةَ فِي ٱلِٱسْتِسْلَامِ لِرَغَبَاتِي ٱلْجَسَدِيَّةِ؟›. (غل ٥:١٩-٢١؛ اف ٢:١-٣) وَإِذَا أَحْسَسْتَ أَنَّ بَرْنَامَجًا مَا يَنْشُرُ تَفْكِيرَ ٱلشَّيْطَانِ، فَتَجَنَّبْهُ مِثْلَمَا تَتَجَنَّبُ مَرَضًا مُعْدِيًا.
٨ مَا دَوْرُ ٱلْوَالِدِينَ؟
٨ وَأَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْوَالِدُونَ لَدَيْكُمْ مَسْؤُولِيَّةٌ إِضَافِيَّةٌ: حِمَايَةُ أَوْلَادِكُمْ لِئَلَّا يُفْسِدَ ٱلشَّيْطَانُ قَلْبَهُمْ. فَلَا شَكَّ أَنَّكُمْ تَبْذُلُونَ كُلَّ جُهْدِكُمْ لِتَحْمُوهُمْ مِنَ ٱلْأَمْرَاضِ ام ١:٨؛ اف ٦:١، ٤) فَلَا تَتَرَدَّدُوا أَنْ تَضَعُوا لَهُمْ قَوَاعِدَ عَلَى ضَوْءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذَا حِينَ يَكُونُ أَوْلَادُكُمْ صِغَارًا، أَخْبِرُوهُمْ مَا تَسْمَحُونَ لَهُمْ بِمُشَاهَدَتِهِ وَمَا تَمْنَعُونَهُمْ عَنْهُ، وَأَوْضِحُوا لَهُمُ ٱلسَّبَبَ. (مت ٥:٣٧) وَفِيمَا يَكْبُرُونَ، دَرِّبُوهُمْ لِيُمَيِّزُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمِ ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ بِحَسَبِ مَبَادِئِ يَهْوَهَ. (عب ٥:١٤) وَتَذَكَّرُوا أَنَّ مِثَالَكُمْ سَيُؤَثِّرُ فِيهِمْ أَكْثَرَ مِنْ كَلَامِكُمْ. — تث ٦:٦، ٧؛ رو ٢:٢١.
ٱلْجَسَدِيَّةِ. لِذَا تُبْقُونَ ٱلْبَيْتَ نَظِيفًا، وَتَتَخَلَّصُونَ مِنْ أَيِّ شَيْءٍ يُضِرُّ بِصِحَّتِكُمْ أَوْ صِحَّتِهِمْ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يَلْزَمُ أَنْ تُحَافِظُوا عَلَى صِحَّتِهِمِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَٱحْمُوهُمْ مِنْ أَيِّ مَوَاقِعَ، أَفْلَامٍ، بَرَامِجَ تِلِفِزْيُونِيَّةٍ، أَوْ أَلْعَابٍ إِلِكْتُرُونِيَّةٍ تَنْقُلُ إِلَيْهِمْ تَفْكِيرَ ٱلشَّيْطَانِ. وَيَهْوَهُ هُوَ مَنْ أَوْكَلَ إِلَيْكُمْ هٰذِهِ ٱلْمَسْؤُولِيَّةَ. (٩ أَيُّ فِكْرَةٍ يَنْشُرُهَا ٱلشَّيْطَانُ، وَمَا خُطُورَتُهَا؟
٩ وَلِإِفْسَادِ قَلْبِنَا، يُشَجِّعُنَا ٱلشَّيْطَانُ أَيْضًا أَنْ نَتْبَعَ حِكْمَةَ ٱلْبَشَرِ لَا تَفْكِيرَ يَهْوَهَ. (كو ٢:٨) مَثَلًا، يُحَاوِلُ أَنْ يُقْنِعَنَا أَنَّ ٱلْغِنَى هُوَ أَهَمُّ هَدَفٍ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَٱلَّذِينَ يَتَبَنَّوْنَ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةَ رُبَّمَا يَصِيرُونَ أَغْنِيَاءَ فِعْلًا. وَلٰكِنْ سَوَاءٌ ٱغْتَنَوْا أَمْ لَا، يُعَرِّضُونَ أَنْفُسَهُمْ لِلْخَطَرِ. فَقَدْ يُصْبِحُونَ مَهْوُوسِينَ بِجَمْعِ ٱلْمَالِ، لِدَرَجَةِ أَنَّهُمْ يُضَحُّونَ بِصِحَّتِهِمْ، عَلَاقَتِهِمْ مَعَ عَائِلَتِهِمْ، وَصَدَاقَتِهِمْ مَعَ ٱللهِ. (١ تي ٦:١٠) فَكَمْ نَحْنُ شَاكِرُونَ لِأَنَّ أَبَانَا ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْحَكِيمَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نَنْظُرَ إِلَى ٱلْمَالِ نَظْرَةً مُتَّزِنَةً! — جا ٧:١٢؛ لو ١٢:١٥.
كَيْفَ نَصُونُ قَلْبَنَا؟
١٠-١١ (أ) مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ لِنَحْمِيَ أَنْفُسَنَا؟ (ب) مَا عَمَلُ ٱلرَّقِيبِ، وَكَيْفَ يُؤَدِّي ضَمِيرُنَا هٰذَا ٱلدَّوْرَ؟
١٠ لِكَيْ نَصُونَ قَلْبَنَا، يَلْزَمُ أَنْ نُمَيِّزَ ٱلْمَخَاطِرَ وَنَتَّخِذَ بِسُرْعَةٍ إِجْرَاءً يَحْمِينَا. وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا بِعَمَلِ ٱلرَّقِيبِ قَدِيمًا. فَفِي زَمَنِ سُلَيْمَانَ، كَانَ ٱلرَّقِيبُ يَقِفُ عَلَى سُورِ ٱلْمَدِينَةِ، وَيُطْلِقُ تَحْذِيرًا حَالَمَا يَرَى خَطَرًا مُحْتَمَلًا. وَهٰذَا ٱلْإِيضَاحُ يُظْهِرُ كَيْفَ نَمْنَعُ ٱلشَّيْطَانَ مِنْ إِفْسَادِ تَفْكِيرِنَا.
١١ فَفِي ٱلْمَاضِي، تَعَاوَنَ ٱلرُّقَبَاءُ مَعَ ٱلْبَوَّابِينَ لِحِمَايَةِ ٱلْمَدِينَةِ. (٢ صم ١٨:٢٤-٢٦) فَحَرِصُوا أَنْ تُغْلَقَ ٱلْأَبْوَابُ عِنْدَ ٱقْتِرَابِ ٱلْأَعْدَاءِ. (نح ٧:١-٣) وَٱلْيَوْمَ، يَعْمَلُ ضَمِيرُنَا ٱلْمُدَرَّبُ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَمَلَ ٱلرَّقِيبِ. * فَهُوَ يُحَذِّرُنَا حِينَ يُحَاوِلُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يَغْزُوَ قَلْبَنَا، أَيْ أَنْ يُؤَثِّرَ عَلَى أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا وَدَوَافِعِنَا وَرَغَبَاتِنَا. وَكُلَّمَا أَطْلَقَ ضَمِيرُنَا تَحْذِيرًا، عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهِ وَنُغْلِقَ ٱلْأَبْوَابَ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.
١٢-١٣ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يُغْرِيَنَا، وَكَيْفَ يَجِبُ أَنْ نَتَصَرَّفَ؟
١٢ إِلَيْكَ مِثَالًا يُظْهِرُ كَيْفَ نَحْمِي أَنْفُسَنَا مِنْ تَفْكِيرِ ٱلشَّيْطَانِ. أَوْصَانَا يَهْوَهُ: «اَلْعَهَارَةُ وَٱلنَّجَاسَةُ مِنْ كُلِّ اف ٥:٣) فَمَاذَا نَفْعَلُ إِذَا بَدَأَ زُمَلَاؤُنَا فِي ٱلْعَمَلِ أَوِ ٱلْمَدْرَسَةِ بِٱلتَّكَلُّمِ عَنْ مَوَاضِيعَ فَاسِدَةٍ؟ نَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ عَلَيْنَا أَنْ «نَنْبِذَ ٱلْكُفْرَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ». (تي ٢:١٢) لِذَا قَدْ يُطْلِقُ ضَمِيرُنَا تَحْذِيرًا، مِثْلَمَا يَفْعَلُ ٱلرَّقِيبُ. (رو ٢:١٥) فَهَلْ نُصْغِي إِلَيْهِ أَمْ نَتَجَاهَلُ ٱلتَّحْذِيرَ؟ قَدْ نُغْرَى بِٱلِٱسْتِمَاعِ إِلَيْهِمْ أَوْ مُشَاهَدَةِ ٱلصُّوَرِ ٱلَّتِي يَعْرِضُونَهَا. وَلٰكِنْ هٰذَا هُوَ ٱلْوَقْتُ لِنُغْلِقَ أَبْوَابَ ٱلْمَدِينَةِ، إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ. فَعَلَيْنَا أَنْ نُغَيِّرَ ٱلْحَدِيثَ أَوْ نُغَادِرَ ٱلْمَكَانَ.
نَوْعٍ . . . لَا يَكُنْ بَيْنَكُمْ حَتَّى ذِكْرُهَا». (١٣ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلشَّجَاعَةَ لَازِمَةٌ لِنُقَاوِمَ ضَغْطَ زُمَلَائِنَا وَلَا نُخْطِئَ فِي ٱلتَّفْكِيرِ أَوِ ٱلتَّصَرُّفِ. إِلَّا أَنَّنَا نَثِقُ أَنَّ يَهْوَهَ يَرَى جُهُودَنَا، وَسَيَمُدُّنَا بِٱلْقُوَّةِ وَٱلْحِكْمَةِ لِنُقَاوِمَ تَفْكِيرَ ٱلشَّيْطَانِ. (٢ اخ ١٦:٩؛ اش ٤٠:٢٩؛ يع ١:٥) وَمَاذَا عَلَيْنَا أَنْ نَفْعَلَ أَيْضًا لِنَصُونَ قَلْبَنَا؟
اِبْقَ مُتَأَهِّبًا
١٤-١٥ (أ) مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نُدْخِلَ إِلَى قَلْبِنَا، وَكَيْفَ؟ (ب) كَيْفَ تُسَاعِدُنَا ٱلْأَمْثَال ٤:٢٠-٢٢ أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ « كَيْفَ تَتَأَمَّلُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟».)
١٤ لِكَيْ نَصُونَ قَلْبَنَا، لَا يَكْفِي أَنْ نَصُدَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْمُفْسِدَةَ. بَلْ يَلْزَمُ أَيْضًا أَنْ نَقْبَلَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلْجَيِّدَةَ. تَخَيَّلْ مُجَدَّدًا مَدِينَةً مُحَاطَةً بِأَسْوَارٍ. فَٱلْبَوَّابُ يُغْلِقُ أَبْوَابَهَا لِيَصُدَّ هُجُومَ ٱلْأَعْدَاءِ. لٰكِنَّهُ يَفْتَحُهَا فِي أَوْقَاتٍ أُخْرَى كَيْ يُدْخِلَ ٱلطَّعَامَ وَٱلْمُؤَنَ. أَمَّا إِذَا أَبْقَى ٱلْأَبْوَابَ مُغْلَقَةً، فَسَيَمُوتُ ٱلسُّكَّانُ مِنَ ٱلْجُوعِ. بِصُورَةٍ مُشَابِهَةٍ، يَلْزَمُ أَنْ نَسْمَحَ دَائِمًا لِأَفْكَارِ يَهْوَهَ بِأَنْ تَدْخُلَ قَلْبَنَا.
١٥ وَهٰذِهِ ٱلْأَفْكَارُ مُسَجَّلَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِذَا كُلَّمَا قَرَأْنَا فِيهِ، سَمَحْنَا لَهَا أَنْ تُؤَثِّرَ فِي أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا. فَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ قِرَاءَتِهِ إِلَى أَقْصَى حَدٍّ؟ أَوَّلًا، ٱلصَّلَاةُ فِي غَايَةِ ٱلْأَهَمِّيَّةِ. تَقُولُ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ: «قَبْلَ أَنْ أَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ، أُصَلِّي إِلَى يَهْوَهَ لِيُسَاعِدَنِي أَنْ أَرَى ‹ٱلْأُمُورَ ٱلْعَجِيبَةَ› فِي كَلِمَتِهِ». (مز ١١٩:١٨) ثَانِيًا، مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ نَتَأَمَّلَ فِي مَا نَقْرَأُهُ. وَبِٱلنَّتِيجَةِ، حِينَ نُصَلِّي وَنَقْرَأُ وَنَتَأَمَّلُ، تَصِلُ كَلِمَةُ ٱللهِ إِلَى أَعْمَاقِ قَلْبِنَا وَنُحِبُّ تَفْكِيرَهُ. — اقرإ الامثال ٤:٢٠-٢٢؛ مز ١١٩:٩٧.
١٦ كَيْفَ تُفِيدُنَا مَحَطَّةُ JW؟ أَعْطِ مِثَالًا.
١٦ نَسْمَحُ أَيْضًا لِأَفْكَارِ يَهْوَهَ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا حِينَ نُشَاهِدُ مَحَطَّةَ JW. عَبَّرَ زَوْجَانِ: «نَشْعُرُ أَنَّ ٱلْبَرْنَامَجَ ٱلشَّهْرِيَّ ٱسْتِجَابَةٌ لِصَلَوَاتِنَا. فَهُوَ يُقَوِّينَا وَيَرْفَعُ مَعْنَوِيَّاتِنَا حِينَ نَشْعُرُ بِٱلْحُزْنِ أَوِ ٱلْوَحْدَةِ. وَكَثِيرًا مَا نَسْتَمِعُ فِي ٱلْبَيْتِ إِلَى ٱلْأَغَانِي ٱلَّتِي تَصْدُرُ فِيهِ. فَنُشَغِّلُهَا وَنَحْنُ نَطْبُخُ، نُنَظِّفُ، أَوْ نَشْرَبُ ٱلشَّايَ». فِعْلًا، يُسَاعِدُنَا ٱلْبَرْنَامَجُ ٱلشَّهْرِيُّ لِنَصُونَ قَلْبَنَا. فَهُوَ يُعَلِّمُنَا أَنْ نُفَكِّرَ مِثْلَ يَهْوَهَ وَنُقَاوِمَ تَفْكِيرَ ٱلشَّيْطَانِ.
١٧-١٨ (أ) بِحَسَبِ ١ مُلُوك ٨:٦١، مَاذَا يَحْدُثُ حِينَ نُطَبِّقُ مَا نَتَعَلَّمُهُ مِنْ يَهْوَهَ؟ (ب) مَاذَا يُعَلِّمُنَا مِثَالُ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا؟ (ج) بِحَسَبِ ٱلْمَزْمُور ١٣٩:٢٣، ٢٤، مَاذَا نَطْلُبُ مِنْ يَهْوَهَ؟
١٧ فِي ٱلنِّهَايَةِ، يَقْوَى إِيمَانُنَا كُلَّمَا لَمَسْنَا فَوَائِدَ فِعْلِ يع ١:٢، ٣) كَمَا نَفْرَحُ لِأَنَّ يَهْوَهَ يَفْتَخِرُ بِأَنْ يَدْعُوَنَا أَبْنَاءَهُ، وَتَزْدَادُ رَغْبَتُنَا فِي إِرْضَائِهِ. (ام ٢٧:١١) وَعِنْدَئِذٍ نَعْتَبِرُ كُلَّ ٱمْتِحَانٍ فُرْصَةً لِنُظْهِرَ تَصْمِيمَنَا ٱلتَّامَّ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ. (مز ١١٩:١١٣) وَنُبَرْهِنُ أَنَّنَا نُحِبُّ يَهْوَهَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ، وَنُرِيدُ أَنْ نُطِيعَ وَصَايَاهُ وَنَفْعَلَ مَشِيئَتَهُ. — اقرأ ١ ملوك ٨:٦١.
ٱلصَّوَابِ. (١٨ طَبْعًا، نَحْنُ نَاقِصُونَ وَسَنَظَلُّ نَرْتَكِبُ ٱلْأَخْطَاءَ. وَلٰكِنْ إِذَا عَثَرْنَا، فَلْنَتَذَكَّرْ مِثَالَ ٱلْمَلِكِ حَزَقِيَّا. فَبَعْدَمَا أَخْطَأَ، تَابَ وَوَاصَلَ خِدْمَةَ يَهْوَهَ «بِقَلْبٍ كَامِلٍ». (اش ٣٨:٣-٦؛ ٢ اخ ٢٩:١، ٢؛ ٣٢:٢٥، ٢٦) إِذًا، لِنَصُدَّ مُحَاوَلَاتِ ٱلشَّيْطَانِ أَنْ يُفْسِدَ تَفْكِيرَنَا. وَلْنَطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يُعْطِيَنَا «قَلْبًا طَائِعًا». (١ مل ٣:٩؛ اقرإ المزمور ١٣٩:٢٣، ٢٤.) فَمَا دُمْنَا نَصُونُ قَلْبَنَا أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، فَسَنَبْقَى أُمَنَاءَ لَهُ.
اَلتَّرْنِيمَةُ ٥٤ «هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقُ»
^ الفقرة 5 هَلْ نَبْقَى أُمَنَاءَ لِيَهْوَهَ، أَمْ نَسْمَحُ لِلشَّيْطَانِ أَنْ يَخْدَعَنَا وَيُبْعِدَنَا عَنْهُ؟ لَا يَتَوَقَّفُ ٱلْجَوَابُ عَلَى صُعُوبَةِ ٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا. بَلِ ٱلْأَهَمُّ هُوَ إِلَى أَيِّ مَدًى نَصُونُ، أَوْ نَحْمِي، قَلْبَنَا. فَمَا هُوَ ‹ٱلْقَلْبُ›؟ كَيْفَ يُفْسِدُهُ ٱلشَّيْطَانُ؟ وَكَيْفَ نَصُونُهُ؟ سَتُجِيبُ ٱلْمَقَالَةُ عَنْ هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُهِمَّةِ.
^ الفقرة 11 شَرْحُ ٱلْمُفْرَدَاتِ وَٱلتَّعَابِيرِ: أَعْطَانَا يَهْوَهُ ٱلْقُدْرَةَ أَنْ نَفْحَصَ أَفْكَارَنَا وَمَشَاعِرَنَا وَتَصَرُّفَاتِنَا، ثُمَّ نَحْكُمَ هَلْ هِيَ جَيِّدَةٌ أَمْ سَيِّئَةٌ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُسَمِّي هٰذِهِ ٱلْقُدْرَةَ ٱلضَّمِيرَ. (رو ٢:١٥؛ ٩:١) وَٱلضَّمِيرُ ٱلْمُدَرَّبُ بِحَسَبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَعْتَمِدُ عَلَى مَبَادِئِ يَهْوَهَ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَتِهِ لِيُقَيِّمَ أَفْكَارَ ٱلشَّخْصِ وَأَعْمَالَهُ وَأَقْوَالَهُ.
^ الفقرة 56 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: فِيمَا يُشَاهِدُ أَخٌ مُعْتَمِدٌ ٱلتِّلِفِزْيُونَ، يَظْهَرُ مَشْهَدٌ فَاسِدٌ. وَعَلَيْهِ ٱلْآنَ أَنْ يُقَرِّرَ مَاذَا يَفْعَلُ.
^ الفقرة 58 وَصْفُ ٱلصُّورَةِ: رَقِيبٌ زَمَنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَرَى خَطَرًا خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ. فَيُنَادِي ٱلْبَوَّابَيْنِ فِي ٱلْأَسْفَلِ، وَهُمَا يَتَجَاوَبَانِ فَوْرًا بِإِغْلَاقِ ٱلْأَبْوَابِ وَإِقْفَالِهَا مِنَ ٱلدَّاخِلِ.