اخدمْ يهوه اله الحرية
«حَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ». — ٢ كو ٣:١٧.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ١١، ١٣٧
١، ٢ (أ) لِمَ ٱهْتَمَّ ٱلنَّاسُ أَيَّامَ بُولُسَ بِمَوْضُوعِ ٱلْحُرِّيَّةِ وَٱلْعُبُودِيَّةِ؟ (ب) مَاذَا قَالَ بُولُسُ عَنْ مَصْدَرِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ؟
أَيَّامَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ، ٱفْتَخَرَ ٱلرُّومَانُ بِأَنَّهُمْ يُدَافِعُونَ عَنِ ٱلْقَانُونِ وَٱلْعَدَالَةِ وَٱلْحُرِّيَّةِ. لٰكِنَّ مَجْدَ إِمْبَرَاطُورِيَّتِهِمِ ٱعْتَمَدَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ عَلَى ٱسْتِغْلَالِ ٱلْعَبِيدِ. حَتَّى إِنَّ هٰؤُلَاءِ شَكَّلُوا نَحْوَ ٣٠ فِي ٱلْمِئَةِ مِنَ ٱلسُّكَّانِ خِلَالَ وَقْتٍ مِنَ ٱلْأَوْقَاتِ. لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ عَامَّةَ ٱلشَّعْبِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ، ٱهْتَمُّوا بِمَوْضُوعِ ٱلْحُرِّيَّةِ وَٱلْعُبُودِيَّةِ.
٢ وَكَثِيرًا مَا تَحَدَّثَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي رَسَائِلِهِ عَنِ ٱلْحُرِّيَّةِ. لٰكِنَّهُ بِعَكْسِ ٱلنَّاسِ فِي أَيَّامِهِ، لَمْ يَسْعَ إِلَى ٱلْإِصْلَاحِ ٱلِٱجْتِمَاعِيِّ أَوِ ٱلسِّيَاسِيِّ، وَلَمْ يَتَّكِلْ عَلَى ٱلْبَشَرِ لِنَيْلِ ٱلْحُرِّيَّةِ. بَلْ عَلَّمَ هُوَ وَبَاقِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ عَنْ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَفِدْيَةِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ. كَمَا أَنَّهُ دَلَّ إِخْوَتَهُ عَلَى مَصْدَرِ ٱلْحُرِّيَّةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. فَفِي رِسَالَتِهِ ٱلثَّانِيَةِ إِلَى كُورِنْثُوسَ مَثَلًا، ذَكَرَ بِوُضُوحٍ: «إِنَّ يَهْوَهَ هُوَ ٱلرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ يَهْوَهَ فَهُنَاكَ حُرِّيَّةٌ». — ٢ كو ٣:١٧.
٣، ٤ (أ) عَمَّ تَحَدَّثَ بُولُسُ فِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ ٢ كُورِنْثُوس ٣:١٧؟ (ب) مَاذَا نَفْعَلُ لِيُحَرِّرَنَا يَهْوَهُ؟
٢ كُورِنْثُوس ٣:١٧، تَحَدَّثَ بُولُسُ عَمَّا حَصَلَ لِمُوسَى بَعْدَمَا كَانَ فِي حَضْرَةِ مَلَاكِ يَهْوَهَ. فَلَمَّا نَزَلَ مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ، كَانَ وَجْهُهُ يُشِعُّ نُورًا لِدَرَجَةِ أَنَّ ٱلشَّعْبَ خَافُوا مِنْهُ. لِذَا وَضَعَ بُرْقُعًا عَلَى وَجْهِهِ. (خر ٣٤:٢٩، ٣٠، ٣٣؛ ٢ كو ٣:٧، ١٣) لٰكِنَّ بُولُسَ أَضَافَ: «عِنْدَ ٱلرُّجُوعِ إِلَى يَهْوَهَ يُنْزَعُ ٱلْبُرْقُعُ». (٢ كو ٣:١٦) فَمَاذَا قَصَدَ؟
٣ وَفِي ٱلْأَعْدَادِ ٱلَّتِي تَسْبِقُ٤ كَمَا رَأَيْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلسَّابِقَةِ، خَالِقُنَا يَهْوَهُ هُوَ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يَتَمَتَّعُ بِحُرِّيَّةٍ مُطْلَقَةٍ. فَلَا عَجَبَ إِذًا أَنْ تُوجَدَ ٱلْحُرِّيَّةُ فِي حَضْرَةِ يَهْوَهَ وَ ‹حَيْثُ رُوحُهُ›. لِذٰلِكَ كَيْ نَتَمَتَّعَ بِهٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ، عَلَيْنَا أَنْ ‹نَرْجِعَ إِلَى يَهْوَهَ›، أَيْ أَنْ تَكُونَ لَدَيْنَا عَلَاقَةٌ جَيِّدَةٌ مَعَهُ. أَمَّا ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ، فَبَعْدَمَا حَرَّرَهُمْ يَهْوَهُ مِنْ مِصْرَ، لَمْ يَنْظُرُوا إِلَى حُرِّيَّتِهِمْ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ رُوحِيَّةٍ. بَلْ كَانَ كُلُّ هَمِّهِمْ أَنْ يَسْتَغِلُّوهَا لِإِشْبَاعِ رَغَبَاتِهِمْ، كَمَا لَوْ أَنَّ بُرْقُعًا غَطَّى قُلُوبَهُمْ وَعُقُولَهُمْ. — عب ٣:٨-١٠.
٥ (أ) مِمَّ يُحَرِّرُنَا رُوحُ يَهْوَهَ؟ (ب) اُذْكُرْ أَمْثِلَةً تُظْهِرُ أَنَّ ٱلسِّجْنَ لَا يُعِيقُ نِعْمَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ. (ج) أَيُّ سُؤَالَيْنِ تُنَاقِشُهُمَا ٱلْمَقَالَةُ؟
٥ وَٱلْحُرِّيَّةُ ٱلَّتِي تَأْتِي مِنْ رُوحِ يَهْوَهَ تَفُوقُ ٱلْحُرِّيَّةَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ ٱلْحَرْفِيَّةِ، أَوْ أَيَّةَ حُرِّيَّةٍ يَحْلُمُ بِهَا ٱلْبَشَرُ. فَهِيَ تُحَرِّرُنَا مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ، وَمِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَمُمَارَسَاتِهِ. (رو ٦:٢٣؛ ٨:٢) وَهِيَ مُتَاحَةٌ لِلشَّخْصِ، حَتَّى لَوْ كَانَ عَبْدًا أَوْ سَجِينًا. (تك ٣٩:٢٠-٢٣) وَهٰذَا مَا لَمَسَتْهُ ٱلْأُخْتُ نَانْسِي يُوِين وَٱلْأَخُ هَارُولْد كِينْغ عِنْدَمَا سُجِنَا سَنَوَاتٍ طَوِيلَةً بِسَبَبِ إِيمَانِهِمَا. وَنَجِدُ مُقَابَلَةً مَعَ كُلٍّ مِنْهُمَا عَلَى مَحَطَّةِ JW. (اُنْظُرْ: اَلْمُقَابَلَاتُ وَٱلتَّجَارِبُ ٱلشَّخْصِيَّةُ > اِحْتِمَالُ ٱلْمِحَنِ.) وَلٰكِنْ كَيْفَ نُظْهِرُ أَنَّنَا نُقَدِّرُ نِعْمَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ؟ وَكَيْفَ نَسْتَعْمِلُهَا بِحِكْمَةٍ؟
قَدِّرْ نِعْمَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ
٦ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يُقَدِّرُوا نِعْمَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ؟
٦ حِينَ نَتَلَقَّى هَدِيَّةً قَيِّمَةً، نَكُونُ مُمْتَنِّينَ لِمُقَدِّمِهَا. لٰكِنَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ لَمْ يَكُونُوا مُمْتَنِّينَ لِيَهْوَهَ حِينَ حَرَّرَهُمْ. فَخِلَالَ بِضْعَةِ أَشْهُرٍ، ٱحْتَجُّوا عَلَى ٱلْمَنِّ ٱلَّذِي زَوَّدَهُمْ بِهِ، وَٱشْتَاقُوا إِلَى ٱلطَّعَامِ فِي مِصْرَ. حَتَّى إِنَّهُمْ أَرَادُوا أَنْ يَرْجِعُوا إِلَى هُنَاكَ. فَهُمْ لَمْ يُقَدِّرُوا ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لَهُمْ كَيْ يَعْبُدُوهُ. بَلْ فَضَّلُوا عَلَيْهَا «ٱلسَّمَكَ . . . وَٱلْخِيَارَ وَٱلْبَطِّيخَ وَٱلْكُرَّاثَ وَٱلْبَصَلَ وَٱلثُّومَ». لِذَا لَا نَسْتَغْرِبُ أَنْ يَحْمَى غَضَبُهُ عَلَيْهِمْ جِدًّا. (عد ١١:٥، ٦، ١٠؛ ١٤:٣، ٤) وَهٰذِهِ عِبْرَةٌ مُهِمَّةٌ لَنَا.
٧ كَيْفَ عَمِلَ بُولُسُ بِحَسَبِ مَشُورَتِهِ فِي ٢ كُورِنْثُوس ٦: ١، وَكَيْفَ نَتَمَثَّلُ بِهِ؟
٧ حَذَّرَ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مِنَ ٱلِٱسْتِخْفَافِ بِٱلْحُرِّيَّةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَهُ لَهُمْ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ. (اقرأ ٢ كورنثوس ٦:١.) وَبُولُسُ نَفْسُهُ عَمِلَ بِحَسَبِ مَشُورَتِهِ. فَقَدْ شَعَرَ بِٱلشَّقَاءِ وَعَذَابِ ٱلضَّمِيرِ بِسَبَبِ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. لٰكِنَّهُ قَالَ: «اَلشُّكْرُ لِلهِ بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ رَبِّنَا!». وَأَوْضَحَ ٱلسَّبَبَ لِلْمَسِيحِيِّينَ قَائِلًا: «لِأَنَّ شَرِيعَةَ ٱلرُّوحِ ٱلَّذِي يُعْطِي ٱلْحَيَاةَ فِي ٱتِّحَادٍ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ حَرَّرَتْكُمْ مِنْ شَرِيعَةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ». (رو ٧:٢٤، ٢٥؛ ٨:٢) فَلْنَتَمَثَّلْ بِبُولُسَ إِذًا وَنُظْهِرِ ٱمْتِنَانَنَا لِيَهْوَهَ عَلَى نِعْمَةِ ٱلْحُرِّيَّةِ. فَلِأَنَّ يَهْوَهَ حَرَّرَنَا بِوَاسِطَةِ ٱلْفِدْيَةِ، نَخْدُمُهُ بِفَرَحٍ وَرَاحَةِ ضَمِيرٍ. — مز ٤٠:٨.
٨، ٩ (أ) مِمَّ حَذَّرَ بُطْرُسُ؟ (ب) أَيَّةُ ضُغُوطٍ نُوَاجِهُهَا ٱلْيَوْمَ؟
٨ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى إِظْهَارِ ٱلِٱمْتِنَانِ عَلَى حُرِّيَّتِنَا ٱلثَّمِينَةِ، عَلَيْنَا أَلَّا نُسِيءَ ٱسْتِخْدَامَهَا. فَٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ حَذَّرَنَا لِئَلَّا نَتَّخِذَهَا عُذْرًا لِإِشْبَاعِ رَغَبَاتِنَا. (اقرأ ١ بطرس ٢:١٦.) يُذَكِّرُنَا هٰذَا ٱلتَّحْذِيرُ بِمَا حَدَثَ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. وَنَحْنُ نُوَاجِهُ ٱلْيَوْمَ خَطَرًا مُمَاثِلًا، لَا بَلْ أَكْبَرَ. فَٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ يَعْرِضَانِ عَلَيْنَا مُغْرِيَاتٍ كَثِيرَةً فِي مَجَالَاتٍ كَٱللِّبَاسِ وَٱلتَّسْلِيَةِ وَٱلطَّعَامِ. وَغَالِبًا مَا تَسْتَخْدِمُ شَرِكَاتُ ٱلدِّعَايَةِ أَشْخَاصًا جَذَّابِينَ لِيُقْنِعُونَا أَنَّ سِلْعَةً مَا ضَرُورِيَّةٌ، مَعَ أَنَّنَا لَا نَحْتَاجُ إِلَيْهَا. وَمِنَ ٱلسَّهْلِ جِدًّا أَنْ نَقَعَ ضَحِيَّةَ هٰذِهِ ٱلْحِيَلِ وَنُسِيءَ ٱسْتِخْدَامَ حُرِّيَّتِنَا.
٩ يَنْطَبِقُ تَحْذِيرُ بُطْرُسَ أَيْضًا عَلَى مَجَالَاتٍ أَهَمَّ، مِثْلِ ٱخْتِيَارِ ٱلتَّعْلِيمِ وَٱلْمِهْنَةِ. مَثَلًا، يُوَاجِهُ ٱلشَّبَابُ ضَغْطًا كَبِيرًا لِيَتَفَوَّقُوا فِي ٱلْمَدْرَسَةِ كَيْ يَدْخُلُوا أَفْضَلَ ٱلْجَامِعَاتِ. وَيُحَاوِلُ كَثِيرُونَ أَنْ يُقْنِعُوهُمْ بِأَنَّ ٱلشَّهَادَةَ ٱلْجَامِعِيَّةَ تَفْتَحُ لَهُمُ ٱلْبَابَ لِيَجِدُوا وَظَائِفَ مُرْبِحَةً وَمُحْتَرَمَةً. فَيَعْرِضُونَ عَلَيْهِمْ مَثَلًا إِحْصَاءَاتٍ تُوحِي بِأَنَّ خِرِّيجِي ٱلْجَامِعَاتِ يَكْسِبُونَ مَالًا أَكْثَرَ مِنْ خِرِّيجِي ٱلْمَدَارِسِ ٱلثَّانَوِيَّةِ. وَهٰكَذَا يُصْبِحُ ٱلتَّعْلِيمُ ٱلْعَالِي خِيَارًا مُغْرِيًا فِي نَظَرِهِمْ فِيمَا يُخَطِّطُونَ لِمُسْتَقْبَلِهِمْ. وَلٰكِنْ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ يَتَذَكَّرُوا هُمْ وَوَالِدُوهُمْ؟
١٠ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَتَذَكَّرَ عِنْدَ ٱتِّخَاذِ قَرَارَاتٍ شَخْصِيَّةٍ؟
١٠ بِمَا أَنَّ ٱخْتِيَارَ ٱلتَّعْلِيمِ وَٱلْعَمَلِ قَرَارٌ شَخْصِيٌّ، يَظُنُّ ٱلْبَعْضُ أَنَّهُمْ أَحْرَارٌ لِيَخْتَارُوا مَا يُرِيدُونَ، مَا دَامَ ضَمِيرُهُمْ لَا يُؤَنِّبُهُمْ. وَرُبَّمَا يَسْتَنِدُونَ إِلَى كَلِمَاتِ بُولُسَ: «لِمَاذَا تُدَانُ حُرِّيَّتِي مِنْ ضَمِيرِ غَيْرِي؟». (١ كو ١٠:٢٩) وَلٰكِنْ لَا نَنْسَ أَنَّ حُرِّيَّتَنَا نِسْبِيَّةٌ وَأَنَّ قَرَارَاتِنَا لَهَا عَوَاقِبُ. لِذٰلِكَ قَالَ بُولُسُ: «كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ تَحِلُّ، لٰكِنْ لَيْسَتْ كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ تَنْفَعُ. كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ تَحِلُّ، لٰكِنْ لَيْسَتْ كُلُّ ٱلْأَشْيَاءِ تَبْنِي». (١ كو ١٠:٢٣) إِذًا، مَعَ أَنَّ ٱلْقَرَارَ يَعُودُ إِلَيْنَا فِي ٱلْمَسَائِلِ ٱلشَّخْصِيَّةِ، هُنَالِكَ عَوَامِلُ أَهَمُّ مِنْ تَفْضِيلَاتِنَا يَجِبُ أَنْ نَأْخُذَهَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ.
اِسْتَعْمِلْ حُرِّيَّتَكَ لِتَخْدُمَ ٱللهَ
١١ لِمَاذَا حَرَّرَنَا يَهْوَهُ؟
١١ لَقَدْ حَرَّرَنَا يَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ يَسُوعَ مِنْ عُبُودِيَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ. وَكَمَا رَأَيْنَا، حَذَّرَنَا بُطْرُسُ لِئَلَّا
نُسِيءَ ٱسْتِعْمَالَ حُرِّيَّتِنَا. لٰكِنَّهُ ذَكَرَ أَيْضًا ٱلْهَدَفَ مِنْهَا: أَنْ نَسْتَخْدِمَهَا «كَعَبِيدٍ لِلهِ». فَيَهْوَهُ حَرَّرَنَا كَيْ نَسْتَغِلَّ حَيَاتَنَا فِي خِدْمَتِهِ.١٢ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَهُ لَنَا نُوحٌ وَعَائِلَتُهُ؟
١٢ فِعْلًا، إِنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِٱسْتِعْمَالِ حُرِّيَّتِنَا هِيَ أَنْ نَنْشَغِلَ كَامِلًا بِخِدْمَةِ يَهْوَهَ. وَهٰكَذَا لَا تَسْتَعْبِدُنَا مُجَدَّدًا ٱلْأَهْدَافُ ٱلْعَالَمِيَّةُ أَوِ ٱلشَّهَوَاتُ ٱلْجَسَدِيَّةُ. (غل ٥:١٦) لِنَأْخُذْ مَثَلًا نُوحًا وَعَائِلَتَهُ. فَقَدْ عَاشُوا فِي عَالَمٍ عَنِيفٍ وَفَاسِدٍ. لٰكِنَّهُمْ لَمْ يَتْبَعُوا أَهْدَافَ ٱلنَّاسِ مِنْ حَوْلِهِمْ، أَوْ يَشْتَرِكُوا فِي مُمَارَسَاتِهِمْ. فَكَيْفَ نَجَحُوا فِي ذٰلِكَ؟ لَقَدِ ٱنْشَغَلُوا بِٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي أَوْكَلَهُ إِلَيْهِمْ يَهْوَهُ. فَبَنَوُا ٱلْفُلْكَ، جَمَعُوا ٱلطَّعَامَ لَهُمْ وَلِلْحَيَوَانَاتِ، وَحَذَّرُوا ٱلْآخَرِينَ مِنَ ٱلطُّوفَانِ. فَقَدْ «فَعَلَ نُوحٌ بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَهُ بِهِ ٱللهُ. هٰكَذَا فَعَلَ». (تك ٦:٢٢) نَتِيجَةً لِذٰلِكَ، نَجَا هُوَ وَعَائِلَتُهُ مِنْ نِهَايَةِ ذٰلِكَ ٱلْعَالَمِ. — عب ١١:٧.
١٣ بِمَ أَوْصَانَا يَهْوَهُ؟
١٣ وَأَيُّ عَمَلٍ عَيَّنَهُ يَهْوَهُ لَنَا ٱلْيَوْمَ؟ لَقَدْ أَوْكَلَ يَهْوَهُ إِلَى يَسُوعَ أَنْ يُبَشِّرَ، وَيَسُوعُ أَوْكَلَ ٱلْعَمَلَ نَفْسَهُ إِلَى تَلَامِيذِهِ. (اقرأ لوقا ٤:١٨، ١٩.) فَأَغْلَبُ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَعْمِيهِمِ ٱلشَّيْطَانُ، وَلَا يُدْرِكُونَ أَنَّهُمْ عَبِيدٌ لِلْمَالِ وَٱلسِّيَاسَةِ وَٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. (٢ كو ٤:٤) وَمِثْلَ يَسُوعَ، لَدَيْنَا ٱمْتِيَازُ مُسَاعَدَتِهِمْ لِيَعْرِفُوا إِلٰهَ ٱلْحُرِّيَّةِ وَيَعْبُدُوهُ. (مت ٢٨:١٩، ٢٠) لٰكِنَّ عَمَلَ ٱلْبِشَارَةِ لَيْسَ سَهْلًا. فَفِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ، لَا يَهْتَمُّ ٱلنَّاسُ بِٱلتَّعَلُّمِ عَنِ ٱللهِ، حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يَكُونُونَ عِدَائِيِّينَ. وَلٰكِنْ بِمَا أَنَّ يَهْوَهَ أَوْصَانَا أَنْ نُبَشِّرَ، يَجِبُ أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: ‹هَلْ أَسْتَعْمِلُ حُرِّيَّتِي لِأَخْدُمَ يَهْوَهَ كَامِلًا؟›.
١٤، ١٥ مَاذَا قَرَّرَ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
١ كو ٩:١٩، ٢٣) وَٱلْبَعْضُ مِنْهُمْ يُبَشِّرُونَ فِي مِنْطَقَتِهِمْ؛ أَمَّا ٱلْبَعْضُ ٱلْآخَرُ فَيَنْتَقِلُونَ لِيَخْدُمُوا حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَكْبَرُ. وَخِلَالَ ٱلسَّنَوَاتِ ٱلْخَمْسِ ٱلْمَاضِيَةِ، بَدَأَ أَكْثَرُ مِنْ ٢٥٠٬٠٠٠ بِخِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ. وَهٰكَذَا تَخَطَّى مَجْمُوعُ ٱلْفَاتِحِينَ ٱلْعَادِيِّينَ ١٬١٠٠٬٠٠٠ أَخٍ وَأُخْتٍ. فَكَمْ رَائِعٌ أَنْ يَسْتَغِلَّ هٰذَا ٱلْعَدَدُ ٱلْكَبِيرُ مِنَ ٱلْإِخْوَةِ حُرِّيَّتَهُمْ لِيَخْدُمُوا يَهْوَهَ! — مز ١١٠:٣.
١٤ يُدْرِكُ إِخْوَةٌ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلنِّهَايَةَ قَرِيبَةٌ، لِذَا يُبَسِّطُونَ حَيَاتَهُمْ لِيُصْبِحُوا فَاتِحِينَ. (١٥ وَلٰكِنْ مَاذَا سَاعَدَ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةَ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا حُرِّيَّتَهُمْ بِحِكْمَةٍ؟ لِنَأْخُذْ مَثَلًا جُون وَجُودِيث، زَوْجَيْنِ يَخْدُمَانِ فِي بُلْدَانٍ أَجْنَبِيَّةٍ مُنْذُ ٣٠ سَنَةً. فَهُمَا يَتَذَكَّرَانِ كَيْفَ سَاعَدَتْهُمَا مَدْرَسَةُ خِدْمَةِ ٱلْفَتْحِ ٱلَّتِي بَدَأَتْ عَامَ ١٩٧٧. فَٱلْمَدْرَسَةُ شَجَّعَتِ ٱلتَّلَامِيذَ أَنْ يَنْتَقِلُوا لِيَخْدُمُوا حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ كَبِيرَةٌ. وَلِبُلُوغِ هٰذَا ٱلْهَدَفِ، بَسَّطَ جُون وَجُودِيث حَيَاتَهُمَا. وَهٰذَا تَطَلَّبَ مِنْ جُون أَنْ يُغَيِّرَ عَمَلَهُ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ، ٱنْتَقَلَا لِيَخْدُمَا فِي بَلَدٍ أَجْنَبِيٍّ. وَهُنَاكَ، وَجَبَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَعَلَّمَا ٱللُّغَةَ وَيَتَعَوَّدَا عَلَى ٱلثَّقَافَةِ وَٱلطَّقْسِ. لٰكِنَّهُمَا تَغَلَّبَا عَلَى هٰذِهِ ٱلْعَقَبَاتِ أَيْضًا بِفَضْلِ ٱلصَّلَاةِ إِلَى يَهْوَهَ وَٱلِٱتِّكَالِ عَلَيْهِ. وَكَيْفَ يَشْعُرَانِ حِيَالَ خِدْمَتِهِمَا؟ يُخْبِرُ جُون: «قَضَيْتُ هٰذِهِ ٱلسَّنَوَاتِ فِي أَفْضَلِ عَمَلٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. كَمَا أَصْبَحَ يَهْوَهُ حَقِيقِيًّا أَكْثَرَ فِي نَظَرِي، وَشَعَرْتُ أَنَّهُ فِعْلًا أَبِي ٱلْمُحِبُّ. وَهٰكَذَا لَمَسْتُ صِحَّةَ يَعْقُوب ٤:٨ ٱلَّتِي تَقُولُ: ‹اِقْتَرِبُوا إِلَى ٱللهِ فَيَقْتَرِبَ إِلَيْكُمْ›. لَقَدْ عِشْتُ حَيَاةً لَهَا مَعْنًى، تَمَامًا كَمَا تَمَنَّيْتُ».
١٦ كَيْفَ يَسْتَعْمِلُ ٱلْآلَافُ حُرِّيَّتَهُمْ بِحِكْمَةٍ؟
١٦ أَمَّا إِخْوَةٌ آخَرُونَ، فَيَخْدُمُونَ كَامِلَ ٱلْوَقْتِ مُدَّةً قَصِيرَةً فَقَطْ بِسَبَبِ ظُرُوفِهِمْ. فَيَتَطَوَّعُ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ فِي مَشَارِيعِ ٱلْبِنَاءِ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. مَثَلًا، خِلَالَ بِنَاءِ ٱلْمَرْكَزِ ٱلرَّئِيسِيِّ ٱلْعَالَمِيِّ فِي وُورْوِيك بِنْيُويُورْك، تَطَوَّعَ حَوَالَيْ ٢٧٬٠٠٠ أَخٍ وَأُخْتٍ لِفَتَرَاتٍ تَتَرَاوَحُ بَيْنَ أُسْبُوعَيْنِ وَسَنَةٍ، أَوْ أَكْثَرَ. وَعَدِيدُونَ مِنْهُمْ بَذَلُوا تَضْحِيَاتٍ كَبِيرَةً لِيَخْدُمُوا هُنَاكَ. فَيَا لَلْمِثَالِ ٱلرَّائِعِ ٱلَّذِي يَرْسُمُهُ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةُ، إِذْ يَسْتَعْمِلُونَ نِعْمَةَ ٱلْحُرِّيَّةِ لِإِكْرَامِ يَهْوَهَ، إِلٰهِ ٱلْحُرِّيَّةِ!
١٧ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ يَنْتَظِرُ ٱلَّذِينَ يَسْتَخْدِمُونَ حُرِّيَّتَهُمْ بِحِكْمَةٍ؟
١٧ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ لِأَنَّنَا نَعْرِفُ يَهْوَهَ وَنَتَمَتَّعُ بِٱلْحُرِّيَّةِ بِصِفَتِنَا عُبَّادَهُ. فَلْنَتَّخِذْ خِيَارَاتٍ تَعْكِسُ تَقْدِيرَنَا لِهٰذِهِ ٱلْحُرِّيَّةِ. وَلْنَسْتَغِلَّهَا بِأَفْضَلِ طَرِيقَةٍ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ كَامِلًا. وَعِنْدَئِذٍ نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا حِينَ قَالَ: «تُحَرَّرُ ٱلْخَلِيقَةُ نَفْسُهَا أَيْضًا مِنَ ٱلِٱسْتِعْبَادِ لِلْفَسَادِ وَتَنَالُ ٱلْحُرِّيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ لِأَوْلَادِ ٱللهِ». — رو ٨:٢١.