الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

العمل مع الله يفرِّحنا

العمل مع الله يفرِّحنا

‏«بِمَا أَنَّنَا عَامِلُونَ مَعَهُ،‏ نُنَاشِدُكُمْ أَيْضًا أَلَّا تَقْبَلُوا نِعْمَةَ ٱللهِ وَتُخْطِئُوا ٱلْقَصْدَ مِنْهَا».‏ —‏ ٢ كو ٦:‏١‏.‏

اَلتَّرْنِيمَتَانِ:‏ ٧٥،‏ ٧٤

١ أَيُّ فُرْصَةٍ يُتِيحُهَا يَهْوَهُ مَعَ أَنَّهُ ٱلْإِلٰهُ ٱلْعَلِيُّ؟‏

يَهْوَهُ هُوَ ٱلْإِلٰهُ ٱلْعَلِيُّ خَالِقُ كُلِّ ٱلْأَشْيَاءِ وَصَاحِبُ حِكْمَةٍ وَقُدْرَةٍ لَا حُدُودَ لَهُمَا.‏ قَالَ أَيُّوبُ بَعْدَمَا سَأَلَهُ ٱللهُ عَنْ عَجَائِبِ ٱلْخَلِيقَةِ:‏ «قَدْ عَرَفْتُ أَنَّكَ تَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ،‏ وَلَا يَتَعَذَّرُ عَلَيْكَ رَأْيٌ».‏ (‏اي ٤٢:‏٢‏)‏ وَلٰكِنْ مَعَ أَنَّهُ قَادِرٌ أَنْ يُحَقِّقَ كُلَّ مَا يَنْوِي فِعْلَهُ دُونَ مُسَاعَدَةِ أَحَدٍ،‏ يُتِيحُ إِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ لِلْآخَرِينَ مُنْذُ ٱلْبَدْءِ أَنْ يَعْمَلُوا مَعَهُ فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ.‏

٢ أَيُّ عَمَلٍ مُهِمٍّ أَوْكَلَهُ يَهْوَهُ إِلَى يَسُوعَ؟‏

٢ كَانَ ٱلِٱبْنُ،‏ ٱلْمَوْلُودُ ٱلْوَحِيدُ،‏ أَوَّلَ مَخْلُوقَاتِ ٱللهِ.‏ وَقَدْ أَتَاحَ لَهُ يَهْوَهُ أَنْ يُسَاعِدَهُ فِي خَلْقِ كُلِّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْأُخْرَى،‏ ٱلرُّوحَانِيَّةِ وَٱلْمَادِّيَّةِ.‏ (‏يو ١:‏١-‏٣،‏ ١٨‏)‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ عَنْ يَسُوعَ:‏ «بِهِ خُلِقَتْ سَائِرُ ٱلْأَشْيَاءِ فِي ٱلسَّمٰوَاتِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱلْمَنْظُورَةِ وَغَيْرِ ٱلْمَنْظُورَةِ،‏ سَوَاءٌ كَانَتْ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ حُكُومَاتٍ أَمْ سُلُطَاتٍ.‏ بِهِ وَلَهُ خُلِقَتْ».‏ (‏كو ١:‏١٥-‏١٧‏)‏ وَهٰكَذَا كَرَّمَ يَهْوَهُ ٱبْنَهُ إِذْ سَمَحَ لَهُ بِأَنْ يُسَاعِدَهُ فِي أَعْمَالِهِ ٱلْخَلْقِيَّةِ،‏ ثُمَّ كَشَفَ ذٰلِكَ لِلْجَمِيعِ.‏

٣ مَاذَا فَوَّضَ يَهْوَهُ إِلَى آدَمَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٣ أَفْسَحَ يَهْوَهُ ٱلْمَجَالَ لِلْبَشَرِ أَيْضًا أَنْ يَعْمَلُوا مَعَهُ.‏ مَثَلًا سَمَحَ لآِدَمَ أَنْ يُسَمِّيَ ٱلْحَيَوَانَاتِ.‏ (‏تك ٢:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ ٱلْأَوَّلَ تَمَتَّعَ وَهُوَ يُرَاقِبُ هٰذِهِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ وَيَدْرُسُ خَصَائِصَهَا وَيُقَرِّرُ أَيُّ ٱسْمٍ يَلْبَقُ بِهَا.‏ فَقَدْ تَرَكَ يَهْوَهُ هٰذِهِ ٱلْمُهِمَّةَ لآِدَمَ،‏ مَعَ أَنَّهُ كَانَ قَادِرًا أَنْ يُسَمِّيَ هُوَ بِنَفْسِهِ ٱلْحَيَوَانَاتِ ٱلَّتِي خَلَقَهَا.‏ وَقَدْ أَوْكَلَ لَهُ إِلٰهُنَا ٱلْمُحِبُّ أَيْضًا أَنْ يُوَسِّعَ ٱلْفِرْدَوْسَ إِلَى مَا وَرَاءَ حُدُودِ عَدْنٍ.‏ (‏تك ١:‏٢٧،‏ ٢٨‏)‏ لٰكِنَّ آدَمَ بِكُلِّ أَسَفٍ ٱخْتَارَ أَلَّا يَعْمَلَ مَعَ ٱللهِ،‏ فَجَرَّ عَلَى نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ ٱلْمَصَائِبَ وَٱلْوَيْلَاتِ.‏ —‏ تك ٣:‏١٧-‏١٩،‏ ٢٣‏.‏

٤ كَيْفَ عَمِلَ بَشَرٌ مَعَ ٱللهِ لِإِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ؟‏

٤ لَاحِقًا،‏ أَتَاحَ ٱللهُ ٱلْفُرْصَةَ لِأَشْخَاصٍ آخَرِينَ أَنْ يُسَاهِمُوا فِي إِتْمَامِ قَصْدِهِ.‏ نُوحٌ مَثَلًا بَنَى فُلْكًا أَنْقَذَهُ هُوَ وَعَائِلَتَهُ مِنَ ٱلطُّوفَانِ ٱلْعَالَمِيِّ.‏ مُوسَى خَلَّصَ أُمَّةَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ.‏ يَشُوعُ أَدْخَلَ ٱلْأُمَّةَ إِلَى أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ.‏ سُلَيْمَانُ بَنَى ٱلْهَيْكَلَ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَمَرْيَمُ وَلَدَتْ يَسُوعَ.‏ هٰؤُلَاءِ كُلُّهُمْ،‏ فَضْلًا عَنْ أُمَنَاءَ آخَرِينَ،‏ عَمِلُوا مَعَ يَهْوَهَ لِإِتْمَامِ مَشِيئَتِهِ.‏

٥ أَيُّ عَمَلٍ مُتَاحٌ أَمَامَنَا،‏ وَهَلْ يَهْوَهُ مُضْطَرٌّ أَنْ يُشْرِكَنَا فِيهِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٥ وَٱلْيَوْمَ يُوَفِّرُ لَنَا يَهْوَهُ ٱلْفُرْصَةَ أَنْ نَدْعَمَ ٱلْمَلَكُوتَ ٱلْمَسِيَّانِيَّ كَامِلًا.‏ وَهُنَاكَ أَنْوَاعٌ عَدِيدَةٌ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ بَعْضًا مِنْهَا لَيْسَ مُتَوَفِّرًا لِلْمَسِيحِيِّينَ جَمِيعًا،‏ لٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا كُلِّنَا ٱلْكِرَازَةُ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ.‏ بِٱلطَّبْعِ،‏ لَيْسَ يَهْوَهُ مُضْطَرًّا أَنْ يُشْرِكَنَا فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ.‏ فَهُوَ قَادِرٌ مَثَلًا أَنْ يُكَلِّمَ ٱلنَّاسَ مُبَاشَرَةً مِنَ ٱلسَّمَاءِ.‏ حَتَّى إِنَّ يَسُوعَ قَالَ ذَاتَ مَرَّةٍ إِنَّ أَبَاهُ قَادِرٌ أَنْ يَجْعَلَ ٱلْحِجَارَةَ تَصْرُخُ وَتُنَادِي بِٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ (‏لو ١٩:‏٣٧-‏٤٠‏)‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ يُتِيحُ ٱللهُ لَنَا أَنْ ‹نَعْمَلَ مَعَهُ›.‏ (‏١ كو ٣:‏٩‏)‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «بِمَا أَنَّنَا عَامِلُونَ مَعَهُ،‏ نُنَاشِدُكُمْ أَيْضًا أَلَّا تَقْبَلُوا نِعْمَةَ ٱللهِ وَتُخْطِئُوا ٱلْقَصْدَ مِنْهَا».‏ (‏٢ كو ٦:‏١‏)‏ وَٱلْعَمَلُ مَعَ ٱللهِ شَرَفٌ لَا نَسْتَحِقُّهُ يُدْخِلُ ٱلْبَهْجَةَ إِلَى قَلْبِنَا.‏ لِمَ نَقُولُ ذٰلِكَ؟‏

اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللهِ يُفَرِّحُنَا

٦ كَيْفَ وَصَفَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْبِكْرُ مَا يُحِسُّ بِهِ عِنْدَمَا يَعْمَلُ مَعَ أَبِيهِ؟‏

٦ لَطَالَمَا سُرَّ خُدَّامُ يَهْوَهَ بِٱلْعَمَلِ مَعَهُ.‏ عَبَّرَ ٱبْنُ ٱللهِ ٱلْبِكْرُ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ:‏ «يَهْوَهُ خَلَقَنِي بِدَايَةً لِطَرِيقِهِ .‏ .‏ .‏ كُنْتُ بِجَانِبِهِ عَامِلًا مَاهِرًا،‏ وَكُنْتُ يَوْمًا فَيَوْمًا لَذَّتَهُ،‏ مَسْرُورًا أَمَامَهُ كُلَّ حِينٍ».‏ ‏(‏ام ٨:‏٢٢،‏ ٣٠‏)‏ فَيَسُوعُ عَمِلَ بِفَرَحٍ إِلَى جَانِبِ أَبِيهِ،‏ وَسَرَّهُ أَنْ يَرَى ثَمَرَةَ أَعْمَالِهِ وَمَحَبَّةَ يَهْوَهَ لَهُ.‏ فَمَاذَا عَنَّا؟‏

هَلْ مِنْ عَمَلٍ آخَرَ يُشْعِرُنَا بِٱلرِّضَى وَٱلْفَرَحِ أَكْثَرَ مِنْ مُسَاعَدَةِ أَحَدٍ أَنْ يَتَعَلَّمَ ٱلْحَقَّ؟‏!‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٧.‏)‏

٧ لِمَاذَا يُفَرِّحُنَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

٧ قَالَ ٱلْمَسِيحُ إِنَّ هُنَاكَ سَعَادَةً فِي ٱلْعَطَاءِ وَٱلْأَخْذِ كِلَيْهِمَا.‏ (‏اع ٢٠:‏٣٥‏)‏ فَمِثْلَمَا شَعَرْنَا بِٱلْفَرَحِ عِنْدَمَا تَعَلَّمْنَا ٱلْحَقَّ،‏ نَفْرَحُ أَيْضًا حِينَ نُعَلِّمُهُ لِلْآخَرِينَ.‏ فَنَحْنُ نَرَى كَمْ يُسَرُّ ٱلْجِيَاعُ إِلَى ٱلْحَقِّ عِنْدَمَا يَقْتَرِبُونَ إِلَى ٱللهِ وَيَزْدَادُ فَهْمُهُمْ وَتَقْدِيرُهُمْ لِلْحَقَائِقِ ٱلثَّمِينَةِ فِي كَلِمَتِهِ.‏ وَنَتَأَثَّرُ كَثِيرًا حِينَ نَرَاهُمْ يُغَيِّرُونَ سُلُوكَهُمْ وَطَرِيقَةَ تَفْكِيرِهِمْ.‏ كَمَا أَنَّنَا نُدْرِكُ ٱلْأَهَمِّيَّةَ ٱلْقُصْوَى لِعَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَهُوَ يَفْتَحُ طَرِيقَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ أَمَامَ مَنْ يَتَصَالَحُونَ مَعَ ٱللهِ.‏ (‏٢ كو ٥:‏٢٠‏)‏ فَهَلْ مِنْ عَمَلٍ آخَرَ يُشْعِرُنَا بِٱلرِّضَى وَٱلْفَرَحِ أَكْثَرَ مِنْ مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ كَيْ يَسِيرُوا فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏!‏

٨ كَيْفَ يَشْعُرُ ٱلْبَعْضُ حِيَالَ ٱلْعَمَلِ مَعَ يَهْوَهَ؟‏

٨ إِضَافَةً إِلَى ٱلْفَرَحِ ٱلَّذِي نَخْتَبِرُهُ حِينَ يَتَجَاوَبُ ٱلنَّاسُ مَعَ رِسَالَتِنَا،‏ نُسَرُّ كَثِيرًا لِأَنَّ يَهْوَهَ يَرْضَى عَنَّا وَيُقَدِّرُ جُهُودَنَا فِي خِدْمَتِهِ.‏ ‏(‏اقرأ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٨‏.‏)‏ يَقُولُ مَارْكُو ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي إِيطَالِيَا:‏ «سَعَادَتِي لَا تُقَدَّرُ بِثَمَنٍ لِأَنِّي أُقَدِّمُ أَفْضَلَ مَا عِنْدِي لِيَهْوَهَ وَلَيْسَ لِشَخْصٍ سُرْعَانَ مَا يَنْسَى عَمَلِي».‏ وَيَقُولُ فْرَانْكُو ٱلَّذِي يَخْدُمُ فِي ٱلْبَلَدِ نَفْسِهِ:‏ «يُذَكِّرُنَا يَهْوَهُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ خِلَالِ كَلِمَتِهِ وَٱلْعَطَايَا ٱلرُّوحِيَّةِ أَنَّهُ يُحِبُّنَا وَيُقَدِّرُ جُهُودَنَا وَلَوْ بَدَتْ قَلِيلَةَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ فِي نَظَرِنَا.‏ لِذٰلِكَ يُفَرِّحُنِي ٱلْعَمَلُ مَعَ ٱللهِ وَيُعْطِي قِيمَةً لِحَيَاتِي».‏

اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللهِ يُقَرِّبُنَا إِلَيْهِ وَإِلَى ٱلْآخَرِينَ

٩ أَيُّ عَلَاقَةٍ نَشَأَتْ بَيْنَ يَهْوَهَ وَيَسُوعَ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٩ حِينَ نَعْمَلُ مَعَ مَنْ نُحِبُّ،‏ نَقْتَرِبُ إِلَيْهِمْ وَنَتَعَرَّفُ إِلَى شَخْصِيَّاتِهِمْ وَصِفَاتِهِمْ.‏ فَنَكْتَشِفُ مَا هِيَ أَهْدَافُهُمْ وَكَيْفَ يَنْوُونَ تَحْقِيقَهَا.‏ مَثَلًا،‏ عَمِلَ يَسُوعُ إِلَى جَانِبِ يَهْوَهَ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ،‏ رُبَّمَا لِبَلَايِينِ ٱلسِّنِينَ.‏ فَنَشَأَ بَيْنَهُمَا رِبَاطٌ قَوِيٌّ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ وَٱلْوِدِّ.‏ قَالَ يَسُوعُ إِشَارَةً إِلَى عَلَاقَتِهِمَا ٱلْوَثِيقَةِ:‏ «أَنَا وَٱلْآبُ وَاحِدٌ».‏ (‏يو ١٠:‏٣٠‏)‏ فَهُمَا كَانَا مُتَّحِدَيْنِ وَيَعْمَلَانِ مَعًا بِٱنْسِجَامٍ تَامٍّ.‏

١٠ لِمَاذَا يُقَرِّبُنَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ إِلَى يَهْوَهَ وَٱلْآخَرِينَ؟‏

١٠ وَقَدْ طَلَبَ يَسُوعُ مِنْ يَهْوَهَ فِي ٱلصَّلَاةِ أَنْ يَحْرُسَ تَلَامِيذَهُ «لِيَكُونُوا وَاحِدًا» كَمَا هُوَ وَٱلْآبُ وَاحِدٌ.‏ (‏يو ١٧:‏١١‏)‏ فَكُلَّمَا ٱشْتَرَكْنَا فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَٱلْتَصَقْنَا بِمَقَايِيسِ ٱللهِ،‏ ٱزْدَادَ فَهْمُنَا لِصِفَاتِهِ ٱلْحُلْوَةِ وَلَمَسْنَا ضَرُورَةَ ٱلثِّقَةِ بِهِ وَٱتِّبَاعِ إِرْشَادِهِ.‏ وَحِينَ نَقْتَرِبُ إِلَى ٱللهِ،‏ يَقْتَرِبُ إِلَيْنَا هُوَ بِدَوْرِهِ.‏ ‏(‏اقرأ يعقوب ٤:‏٨‏.‏)‏ كَمَا أَنَّ عَلَاقَتَنَا بِإِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ٱلرُّوحِيِّينَ تَقْوَى لِأَنَّنَا نُشَارِكُهُمُ ٱلتَّحَدِّيَاتِ وَٱلْأَفْرَاحَ وَٱلْأَهْدَافَ.‏ فَنَحْنُ نَعْمَلُ مَعًا وَنَفْرَحُ مَعًا وَنَحْتَمِلُ مَعًا.‏ تُعَبِّرُ أُوكْتَافِيَا ٱلَّتِي تَعِيشُ فِي بَرِيطَانِيَا قَائِلَةً:‏ «يُقَرِّبُنِي ٱلْعَمَلُ مَعَ يَهْوَهَ مِنَ ٱلْآخَرِينَ لِأَنَّ صَدَاقَاتِي وَعَلَاقَاتِي لَا تَعُودُ مَبْنِيَّةً عَلَى ٱنْسِجَامٍ سَطْحِيٍّ،‏ بَلْ عَلَى هَدَفٍ مُشْتَرَكٍ وَطَرِيقٍ وَاحِدٍ».‏ فَمَاذَا عَنْكَ؟‏ أَلَا تَنْجَذِبُ إِلَى ٱلْآخَرِينَ حِينَ تَرَاهُمْ يُجَاهِدُونَ كَيْ يُرْضُوا يَهْوَهَ؟‏

١١ لِمَاذَا سَنَقْتَرِبُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ إِلَى يَهْوَهَ وَإِخْوَتِنَا فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ؟‏

١١ إِنَّ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي تَرْبِطُنَا ٱلْيَوْمَ بِٱللهِ وَبِإِخْوَتِنَا سَتَقْوَى أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ ٱلْبَارِّ.‏ فَكِّرْ مَثَلًا فِي ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يَنْتَظِرُنَا.‏ فَسَنَسْتَقْبِلُ ٱلْمُقَامِينَ وَنُعَلِّمُهُمْ طُرُقَ يَهْوَهَ وَسَنُحَوِّلُ ٱلْأَرْضَ إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمُهِمَّةَ أَمَامَنَا ضَخْمَةٌ،‏ لٰكِنَّنَا سَنَبْتَهِجُ كَثِيرًا إِذْ نَعْمَلُ كَتِفًا إِلَى كَتِفٍ وَنَنْمُو إِلَى ٱلْكَمَالِ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ إِذَّاكَ سَتُصْبِحُ ٱلْعَائِلَةُ ٱلْبَشَرِيَّةُ مُتَرَابِطَةً أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى،‏ وَسَتَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى ٱللهِ ٱلَّذِي ‹يُشْبِعُ رَغْبَةَ كُلِّ حَيٍّ›.‏ —‏ مز ١٤٥:‏١٦‏.‏

اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللهِ يَحْمِينَا

١٢ كَيْفَ يَحْمِينَا عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

١٢ لَا بُدَّ لَنَا أَنْ نَصُونَ رُوحِيَّاتِنَا.‏ فَبِمَا أَنَّنَا نَاقِصُونَ وَنَعِيشُ فِي عَالَمٍ يَحْكُمُهُ ٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ،‏ سَهْلٌ أَنْ نَتَبَنَّى ٱلسُّلُوكَ ٱلْخَاطِئَ وَٱلْأَفْكَارَ ٱلْمَغْلُوطَةَ فِي ٱلْعَالَمِ.‏ وَرُوحُ ٱلْعَالَمِ يُشْبِهُ تَيَّارًا يَشُدُّنَا عَكْسَ ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلَّذِي نَسِيرُ فِيهِ.‏ وَلِئَلَّا نَنْجَرِفَ مَعَهُ،‏ يَجِبُ أَنْ نَسْبَحَ بِكُلِّ قُوَّتِنَا فِي ٱلِٱتِّجَاهِ ٱلصَّحِيحِ.‏ فَيَلْزَمُ أَنْ نَبْذُلَ ٱلْجُهْدَ لِئَلَّا يَجْرُفَنَا هٰذَا ٱلرُّوحُ.‏ وَهُنَا يَأْتِي دَوْرُ ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَحِينَ نُبَشِّرُ،‏ نُرَكِّزُ عَلَى ٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْمُفِيدَةِ وَٱلْمُهِمَّةِ،‏ لَا عَلَى ٱلْأَفْكَارِ ٱلَّتِي تُضْعِفُ إِيمَانَنَا.‏ (‏في ٤:‏٨‏)‏ اَلْكِرَازَةُ إِذًا تُقَوِّي قَنَاعَاتِنَا لِأَنَّهَا تُذَكِّرُنَا بِمَقَايِيسِ إِلٰهِنَا ٱلْمُحِبِّ وَوُعُودِهِ،‏ فَضْلًا عَنْ أَنَّهَا تَحْمِي سِلَاحَنَا ٱلرُّوحِيَّ مِنَ ٱلْأَذَى.‏ —‏ اقرأ افسس ٦:‏١٤-‏١٧‏.‏

١٣ بِمَ يَشْعُرُ أَحَدُ ٱلشُّهُودِ فِي أُوسْتْرَالِيَا حِيَالَ ٱلْكِرَازَةِ؟‏

١٣ وَإِذَا ٱنْشَغَلْنَا بِٱلْكِرَازَةِ وَٱلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ ٱلْأُخْرَى،‏ لَا يَفْضُلُ مَعَنَا وَقْتٌ لِنَقْلَقَ فَوْقَ ٱللُّزُومِ بِشَأْنِ مَشَاكِلِنَا.‏ وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يُشَكِّلُ حِمَايَةً لَنَا.‏ يَقُولُ جُوِيلُ ٱلَّذِي يَعِيشُ فِي أُوسْتْرَالِيَا:‏ «تُسَاعِدُنِي ٱلْكِرَازَةُ أَنْ أَبْقَى وَاقِعِيًّا.‏ فَهِيَ تُذَكِّرُنِي بِمَا يُوَاجِهُهُ ٱلنَّاسُ مِنْ تَحَدِّيَاتٍ وَبِمَا أَتَمَتَّعُ بِهِ أَنَا مِنْ فَوَائِدَ لِأَنِّي أُطَبِّقُ مَبَادِئَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَهِيَ تُسَاعِدُنِي أَنْ أَبْقَى مُتَوَاضِعًا إِذْ تُتِيحُ لِي ٱلْفُرْصَةَ أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ وَعَلَى إِخْوَانِي».‏

١٤ لِمَاذَا تُظْهِرُ مُثَابَرَتُنَا فِي ٱلْكِرَازَةِ أَنَّ رُوحَ ٱللهِ مَعَنَا؟‏

١٤ إِضَافَةً إِلَى ذٰلِكَ،‏ يُقَوِّي عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ ٱقْتِنَاعَنَا أَنَّ رُوحَ ٱللهِ مَعَنَا.‏ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي:‏ اِفْتَرِضْ أَنَّكَ تَلَقَّيْتَ عَرْضًا أَنْ تُوَزِّعَ ٱلْخُبْزَ فِي حَيِّكَ دُونَ مُرَتَّبٍ،‏ حَتَّى دُونَ تَعْوِيضٍ عَنْ مَصَارِيفِكَ.‏ وَأَكْثَرُ مِنْ ذٰلِكَ،‏ تَكْتَشِفُ بَعْدَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ أَنَّ أَغْلَبَ ٱلنَّاسِ لَا يُرِيدُونَ ٱلْخُبْزَ،‏ وَبَعْضَهُمْ يَكْرَهُونَكَ لِأَنَّكَ تُوَزِّعُهُ.‏ فَلِكَمْ مِنَ ٱلْوَقْتِ تَسْتَمِرُّ فِي عَمَلِكَ؟‏ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ،‏ لَنْ تَرْغَبَ أَنْ تُوَاصِلَهُ مُدَّةً طَوِيلَةً لِأَنَّ رَدَّةَ فِعْلِ ٱلنَّاسِ ٱلسَّلْبِيَّةَ تُثَبِّطُ هِمَّتَكَ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ثَابَرَ كَثِيرُونَ مِنَّا فِي ٱلْكِرَازَةِ سَنَةً بَعْدَ سَنَةٍ عَلَى نَفَقَتِهِمْ وَرَغْمَ إِهَانَةِ وَٱسْتِهْزَاءِ بَعْضِ ٱلْجَاحِدِينَ.‏ أَفَلَا يَدُلُّ ذٰلِكَ أَنَّ رُوحَ ٱللهِ مَعَنَا؟‏!‏

اَلْعَمَلُ مَعَ ٱللهِ يُظْهِرُ مَحَبَّتَنَا لَهُ وَلِلْآخَرِينَ

١٥ مَا ٱلرَّابِطُ بَيْنَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَقَصْدِ يَهْوَهَ لِلْبَشَرِ؟‏

١٥ فَكِّرْ كَيْفَ يَرْتَبِطُ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ بِقَصْدِ يَهْوَهَ لِلْبَشَرِ.‏ فَقَدْ أَرَادَ لَهُمْ أَنْ يَسْكُنُوا ٱلْأَرْضَ إِلَى ٱلْأَبَدِ،‏ وَلَمْ يُغَيِّرْ رَأْيَهُ رَغْمَ خَطِيَّةِ آدَمَ.‏ (‏اش ٥٥:‏١١‏)‏ عِوَضَ ذٰلِكَ،‏ رَتَّبَ أَنْ يُحَرِّرَهُمْ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ.‏ وَيَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَمِلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هٰذَا ٱلْقَصْدِ إِذْ أَتَى إِلَى ٱلْأَرْضِ وَضَحَّى بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَشَرِ ٱلطَّائِعِينَ.‏ وَلٰكِنْ كَيْفَ لِلْبَشَرِ أَنْ يُطِيعُوا ٱللهَ إِذَا لَمْ يَفْهَمُوا مَا يَطْلُبُهُ مِنْهُمْ؟‏!‏ هَلْ نَسْتَغْرِبُ إِذًا أَنَّ يَسُوعَ عَلَّمَ ٱلنَّاسَ عَنْ مَطَالِبِ ٱللهِ وَأَوْصَى أَتْبَاعَهُ أَنْ يَفْعَلُوا ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ؟‏ وَهٰكَذَا عِنْدَمَا نُسَاعِدُ ٱلنَّاسَ أَنْ يَتَصَالَحُوا مَعَ ٱللهِ،‏ نُسَاهِمُ فِي هٰذَا ٱلتَّرْتِيبِ ٱلَّذِي يَعْكِسُ مَحَبَّتَهُ وَيُنْقِذُ ٱلْبَشَرَ مِنَ ٱلْخَطِيَّةِ وَٱلْمَوْتِ.‏

١٦ مَا ٱلْعَلَاقَةُ بَيْنَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ وَأَعْظَمِ وَصِيَّتَيْنِ؟‏

١٦ إِنَّ مُسَاعَدَةَ ٱلنَّاسِ كَيْ يَسِيرُوا مَعَنَا فِي طَرِيقِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ تُبَيِّنُ مَحَبَّتَنَا لِلْبَشَرِ وَلِيَهْوَهَ «ٱلَّذِي يَشَاءُ أَنْ يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ وَيَبْلُغُوا إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً».‏ (‏١ تي ٢:‏٤‏)‏ وَحِينَ سُئِلَ يَسُوعُ مَا أَعْظَمُ ٱلشَّرَائِعِ ٱلْمُعْطَاةِ إِلَى أُمَّةِ إِسْرَائِيلَ،‏ أَجَابَ:‏ «‹تُحِبُّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ بِكُلِّ قَلْبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ وَبِكُلِّ عَقْلِكَ›.‏ هٰذِهِ هِيَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعُظْمَى وَٱلْأُولَى.‏ وَٱلثَّانِيَةُ مِثْلُهَا،‏ وَهِيَ هٰذِهِ:‏ ‹تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ›».‏ (‏مت ٢٢:‏٣٧-‏٣٩‏)‏ وَنَحْنُ نُطِيعُ هَاتَيْنِ ٱلْوَصِيَّتَيْنِ حِينَ نُشَارِكُ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ.‏ —‏ اقرإ الاعمال ١٠:‏٤٢‏.‏

١٧ مَا شُعُورُكَ حِيَالَ ٱمْتِيَازِ ٱلْكِرَازَةِ بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

١٧ أَوَلَسْنَا بِٱلْفِعْلِ شَعْبًا مُبَارَكًا؟‏!‏ فَقَدْ أَوْكَلَ إِلَيْنَا إِلٰهُنَا عَمَلًا يُفَرِّحُنَا وَيُقَرِّبُنَا مِنْهُ وَمِنَ ٱلْآخَرِينَ وَيَحْمِينَا رُوحِيًّا،‏ عَمَلًا يُتِيحُ لَنَا أَنْ نُعَبِّرَ عَنْ مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَهَ وَلِلْبَشَرِ.‏ وَمَعَ أَنَّ ٱلظُّرُوفَ تَخْتَلِفُ كَثِيرًا مِنْ شَخْصٍ إِلَى آخَرَ،‏ يَبْحَثُ ٱلْمَلَايِينُ مِنَ ٱلشَّبَابِ وَٱلْمُسِنِّينَ وَٱلْأَغْنِيَاءِ وَٱلْفُقَرَاءِ وَٱلْأَقْوِيَاءِ وَٱلضُّعَفَاءِ عَنْ طَرَائِقَ لِيُنَادُوا بِإِيمَانِهِمْ.‏ وَأَنْتَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تُوَافِقُ عَلَى مَا تَقُولُهُ شَانْتَالُ ٱلَّتِي تَعِيشُ فِي فَرَنْسَا:‏ «اَلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ،‏ خَالِقُنَا ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ،‏ يَقُولُ لِي:‏ ‹اِذْهَبِي!‏ بَشِّرِي!‏ خَبِّرِي بِمَا أَوْصَيْتُكِ!‏ تَكَلَّمِي مِنْ كُلِّ قَلْبِكِ!‏ وَأَنَا أُقَوِّيكِ،‏ وَأُزَوِّدُكِ بِكَلِمَتِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ وَأَمُدُّكِ بِٱلدَّعْمِ مِنَ ٱلسَّمٰوَاتِ،‏ وَأُعْطِيكِ رُفَقَاءَ يُسَاعِدُونَكِ.‏ وَأُدَرِّبُكِ كَيْ تَتَقَدَّمِي،‏ وَأُرْشِدُكِ إِرْشَادًا مُحَدَّدًا فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ›.‏ وَأَنَا مِنْ جِهَتِي،‏ أُعِزُّ مِنْ كُلِّ قَلْبِي ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ أَفْعَلَ مَا يَطْلُبُهُ مِنِّي إِلٰهِي يَهْوَهُ وَأَنْ أَعَمَلَ مَعَهُ».‏