موضوع الغلاف | الكتاب المقدس: قصة صمود
الكتاب المقدس صمد رغم مرور الزمن
الخطر: غالبا ما استخدم كتبة ونسَّاخ الكتاب المقدس ورق البردي والرقوق في الكتابة. * (٢ تيموثاوس ٤:١٣) لكنَّ هاتين المادتين عرَّضتا الكتاب المقدس للخطر. كيف؟
من السهل ان يتمزق ورق البردي ويبلى ويتغير لونه. يقول عالما الآثار المصرية ريتشارد باركنسون وستيفن كويرك: «يمكن ان تصبح ورقة البردي بمرور الوقت مجرد ألياف وحفنة من التراب. وإذا حُفظت في مكان رطب يمكن ان تتعفن وتبلى. وفي حال طُمرت تحت الارض، تأكلها القوارض او الحشرات، خاصة النمل الابيض». هذا وإن بعض البرديات تعرَّضت كثيرا للضوء والرطوبة عند اكتشافها، ما سرَّع تلفها.
اما بالنسبة الى الرقوق، فهي امتن من البردي. ومع ذلك، يمكن ان تبلى هي ايضا اذا لم تُحفظ بعناية، او تعرضت لحرارة او ضوء او رطوبة قوية. * كما ان الرقوق لا تسلم من الحشرات. لهذا السبب، كتب روجر باغنال، مدير معهد دراسة العالم القديم في نيويورك، عن السجلات القديمة قائلا: «ان بقاءها سالمة هو الاستثناء لا القاعدة». فلو تلف الكتاب المقدس، لاندثرت رسالته معه.
كيف صمد الكتاب المقدس؟ اوصت الشريعة اليهودية كل ملك ان «يكتب لنفسه في كتاب نسخة من» اسفار الكتاب المقدس الخمسة الاولى. (تثنية ١٧:١٨) كما نسخ اشخاص مهرة الكثير من المخطوطات. لذا بحلول القرن الاول الميلادي، توفرت نسخ من الاسفار المقدسة في كل انحاء اسرائيل وصولا الى مقدونية البعيدة. (لوقا ٤:١٦، ١٧؛ اعمال ١٧:١١) ولكن كيف صمدت بعض المخطوطات القديمة جدا حتى يومنا هذا؟
يقول عالم العهد الجديد فيليب كومفورت: «اعتاد اليهود ان يحفظوا ادراج الاسفار المقدسة في جرار او اوانٍ خزفية». وكما يبدو، استمر المسيحيون في اتِّباع هذه العادة. نتيجة لذلك، عُثر على مخطوطات قديمة في جرار خزفية، كهوف، حُجرات معتمة، ومناطق تتميز بمناخها الجاف.
النتيجة: هنالك اليوم آلاف الاجزاء من المخطوطات يتعدى عمر بعضها الألفي سنة. وما من كتاب آخر لديه هذا القدر من المخطوطات القديمة جدا.
^ الفقرة 3 يُصنع ورق البردي من نبات مائي يحمل الاسم نفسه. اما الرقوق فتُصنع من جلد الحيوانات.
^ الفقرة 5 مثلا، دُونت الوثيقة الرسمية لإعلان استقلال الولايات المتحدة على الرق منذ اقل من ٢٥٠ سنة. مع ذلك، اصبح لونها باهتا جدا الآن لدرجة انها بالكاد تُقرأ.