«كم أُحب شريعتك!»
«كَمْ أُحِب شَرِيعَتَكَ!»
«كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ! اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي». — مزمور ١١٩:٩٧.
١، ٢ (أ) أَيُّ وَضْعٍ وَاجَهَهُ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩؟ (ب) كَيْفَ تَصَرَّفَ فِي هذَا ٱلْوَضْعِ، وَلِمَاذَا؟
وَاجَهَ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩ مِحْنَةً قَاسِيَةً. فَٱلْأَعْدَاءُ ٱلْمُجْتَرِئُونَ ٱلَّذِينَ تَجَاهَلُوا شَرِيعَةَ ٱللهِ هَزِئُوا بِهِ وَشَوَّهُوا سُمْعَتهُ بِٱلْكَذِبِ. وتَشَاوَرَ عَلَيْهِ ٱلرُّؤَسَاءُ وَٱضْطَهَدُوهُ. كَمَا أَحَاطَ بِهِ ٱلْأَشْرَارُ، حَتَّى إِنَّهُمْ هَدَّدُوا بِقَتْلِهِ. وَقَدْ جَعَلَهُ كُلُّ ذلِكَ ‹يأْرَقُ مِنَ ٱلْحُزْنِ›. (مزمور ١١٩:٩، ٢٣، ٢٨، ٥١، ٦١، ٦٩، ٨٥، ٨٧، ١٦١) رَغْمَ ذلِكَ، رَنَّمَ قَائِلًا: «كَمْ أُحِبُّ شَرِيعَتَكَ! اَلْيَوْمَ كُلَّهُ هِيَ شَاغِلِي». — مزمور ١١٩:٩٧.
٢ وَلكِنْ قَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلْمَرْءُ: «كَيْفَ أَمْكَنَ لِصَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ أَنْ يَسْتَمِدَّ ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْمُؤَاسَاةَ مِنْ شَرِيعَةِ ٱللهِ؟». إِنَّ مَا دَعَمَهُ هُوَ ثِقَتُهُ بِأَنَّ يَهْوَه يَهْتَمُّ بِهِ. وَمَعْرِفَتُهُ لِلتَّدَابِيرِ ٱلْحُبِّيَّةِ فِي هذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ جَعَلَتْهُ سَعِيدًا رَغْمَ ٱلْمَشَقَّاتِ ٱلَّتِي سَبَّبَهَا لَهُ مُقَاوِمُوهُ. كَمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ أَنَّ يَهْوَه صَنَعَ خَيْرًا مَعَهُ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، جَعَلَهُ تَطْبِيقُ إِرْشَادِ شَرِيعَةِ اللهِ أَحْكَمَ مِنْ أَعْدَائِهِ وَأَحْيَاهُ. وَقَدْ مَنَحَتْهُ طَاعَتُهُ لِلشَّرِيعَةِ شُعُورًا بِٱلسَّلَامِ وَضَمِيرًا طَاهِرًا. — مزمور ١١٩:١، ٩، ٦٥، ٩٣، ٩٨، ١٦٥.
٣ لِمَاذَا يَصْعُبُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ أَنْ يَعِيشُوا بِمُقْتَضَى ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْإِلهِيَّةِ؟
٣ اَليَوْمَ أَيْضًا، يَمُرُّ بَعْضُ خُدَّامِ ٱللهِ بِٱمْتِحَانَاتٍ صَعْبَةٍ لِلْإِيمَانِ. وَرَغْمَ أَنَّنَا قَدْ لَا نُوَاجِهُ وَضْعًا يُهَدِّدُ حَيَاتَنَا كَمَا حَصَلَ مَعَ صَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ، فَنَحْنُ نَعِيشُ فِي «أَزْمِنَةٍ حَرِجَةٍ». فَكَثِيرُونَ مِنَ ٱلَّذِينَ نَحْتَكُّ بِهِمْ يَوْمِيًّا يَفْتَقِرُونَ إِلَى ٱلْقِيَمِ ٱلرُّوحِيَّةِ، إِذْ إِنَّهُمْ يَمْلِكُونَ أَهْدَافًا مَادِّيَّةً وَمُتَمَحْوِرَةً حَوْلَ ٱلذَّاتِ وَيُعْرِبُونَ عَنْ مَوَاقِفَ مُتَعَجْرِفَةٍ عَدِيمَةِ ٱلِٱحْتِرَامِ. (٢ تيموثاوس ٣:١-٥) وَكَثِيرًا مَا يُضْطَرُّ ٱلْأَحْدَاثُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ إِلَى مُوَاجَهَةِ ٱمْتِحَانَاتٍ تَضَعُ ٱسْتِقَامَتَهُمُ ٱلْأَدَبِيَّةَ عَلَى ٱلْمِحَكِّ. فِي جَوٍّ كَهذَا، مِنَ ٱلصَّعْبِ أَنْ نُحَافِظَ عَلَى مَحَبَّتِنَا لِيَهْوَه وَلِمَا هُوَ صَائِبٌ. فَكَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا؟
٤ كَيْفَ أَظْهَرَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ ٱلتَّقْدِيرَ لِشَرِيعَةِ ٱللهِ، وَهَلْ يَنْبَغِي أَنْ يَفْعَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَمْرَ نَفْسَهُ؟
٤ إِنَّ مَا سَاعَدَ صَاحِبَ ٱلْمَزْمُورِ عَلَى ٱلصُّمُودِ فِي وَجْهِ ٱلضُّغُوطِ هُوَ تَخْصِيصُ ٱلْوَقْتِ لِلتَّأَمُّلِ مَلِيًّا فِي شَرِيعَةِ ٱللهِ. وَهكَذَا، نَمَّى ٱلْمَحَبَّةَ لَهَا. فَهُوَ يَذْكُرُ فِي كُلِّ عَدَدٍ تَقْرِيبًا مِنَ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ شَرِيعَةِ يَهْوَه. * إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْيَوْمَ لَيْسُوا مُلْزَمِينَ بِحِفْظِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ. (كولوسي ٢:١٤) لكِنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْمَذْكُورَةَ فِي هذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ لَا تَزَالُ نَافِعَةً. فَكَمَا كَانَتْ هذِهِ ٱلْمَبَادِئُ مَصْدَرَ تَعْزِيَةٍ لِصَاحِبِ ٱلْمَزْمُورِ، كَذلِكَ يُمْكِنُ أَنْ تُعَزِّيَ خُدَّامَ ٱللهِ ٱلَّذِينَ يُجَاهِدُونَ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى صُعُوبَاتِ ٱلْحَيَاةِ فِي عَصْرِنَا.
٥ أَيَّةُ أَوْجُهٍ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ سَنُعَالِجُهَا ٱلْآنَ؟
٥ فَلْنَرَ ٱلْآنَ أَيَّ تَشْجِيعٍ نَسْتَمِدُّهُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ فَقَطْ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ: تَرْتِيبِ ٱلسَّبْتِ، تَدْبِيرِ ٱللُّقَاطِ، وَٱلْوَصِيَّةِ ٱلَّتِي تَنْهَى عَنِ ٱلطَّمَعِ. وَفِي كُلٍّ مِنْ هذِهِ ٱلْأَوْجُهِ، سَنَجِدُ أَنَّ فَهْمَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلَّتِي تَكْمُنُ وَرَاءَ هذِهِ ٱلشَّرَائِعِ ضَرُورِيٌّ إِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُوَاجِهَ ٱلتَّحَدِّيَاتِ ٱلَّتِي تَسِمُ عَصْرَنَا.
إِشْبَاعُ حَاجَتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ
٦ أَيَّةُ حَاجَاتٍ أَسَاسِيَّةٍ يَمْلِكُهَا كُلُّ ٱلْبَشَرِ؟
٦ لَدَى ٱلْبَشَرِ عِدَّةُ حَاجَاتٍ فِطْرِيَّةٍ. مَثَلًا، مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ يَحْصُلَ ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱلطَّعَامِ وَٱلشَّرَابِ وَٱلْمَأْوَى لِكَيْ يُحَافِظَ عَلَى صِحَّةٍ جَيِّدَةٍ. لكِنْ عَلَى ٱلْإِنْسَانِ أَنْ يَهْتَمَّ أَيْضًا بِإِشْبَاعِ ‹حَاجَتِهِ ٱلرُّوحِيَّةِ›، وَإِلَّا فَلَنْ يَكُونَ سَعِيدًا. (متى ٥:٣) وَقَدِ ٱعْتَبَرَ يَهْوَه إِشْبَاعَ هذِهِ ٱلْحَاجَةِ ٱلْفِطْرِيَّةِ مُهِمًّا جِدًّا حَتَّى إِنَّهُ أَمَرَ شَعْبَهُ بِٱلتَّوَقُّفِ عَنْ نَشَاطَاتِهِمِ ٱلْيَوْمِيَّةِ يَوْمًا كَامِلًا كُلَّ أُسْبُوعٍ بُغْيَةَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْمَسَائِلِ ٱلرُّوحِيَّةِ.
٧، ٨ (أ) كَيْفَ مَيَّزَ ٱللهُ بَيْنَ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ وَٱلْأَيَّامِ ٱلْأُخْرَى؟ (ب) مَاذَا كَانَ ٱلْقَصْدُ مِنْ يَوْمِ ٱلسَّبْتِ؟
٧ شَدَّدَ تَرْتِيبُ ٱلسَّبْتِ عَلَى أَهَمِّيَّةِ ٱلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ. وَأَوَّلُ وُرُودٍ لِكَلِمَةِ «سَبْتٍ» فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَرْتَبِطُ بِتَدْبِيرِ ٱلْمَنِّ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. فَقَدْ أَمَرَ ٱللهُ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَنْ يَجْمَعُوا هذَا ٱلْخُبْزَ ٱلْعَجَائِبِيَّ سِتَّةَ أَيَّامٍ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسِ كَانَ عَلَيْهِمْ أَنْ يَجْمَعُوا «خُبْزَ يَوْمَيْنِ»، لِأَنَّ ٱللهَ لَمْ يَكُنْ لِيُزَوِّدَهُمْ بِٱلْمَنِّ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّابِعِ. فَهذَا ٱلْيَوْمُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ‹سَبْتًا مُقَدَّسًا لِيَهْوَه›، يَوْمًا يَنْبَغِي أَنْ يَجْلِسَ فِيهِ كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَكَانِهِ. (خروج ١٦:١٣-٣٠) وَقَدْ حَرَّمَتْ إِحْدَى ٱلْوَصَايَا ٱلْعَشْرِ صُنْعَ عَمَلٍ مَا يَوْمَ ٱلسَّبْتِ لِأَنَّهُ يَوْمٌ مُقَدَّسٌ. وَكَانَ ٱلْمَوْتُ عُقُوبَةَ ٱلَّذِي يُخَالِفُ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ. — خروج ٢٠:٨-١١؛ عدد ١٥:٣٢-٣٦.
٨ وَأَظْهَرَتْ شَرِيعَةُ ٱلسَّبْتِ ٱهْتِمَامَ يَهْوَه بِخَيْرِ شَعْبِهِ ٱلْجَسَدِيِّ وَٱلرُّوحِيِّ. قَالَ يَسُوعُ: «إِنَّ ٱلسَّبْتَ وُجِدَ لِأَجْلِ ٱلْإِنْسَانِ». (مرقس ٢:٢٧) فَيَوْمُ ٱلسَّبْتِ لَمْ يُتِحْ لِلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فُرْصَةً لِلرَّاحَةِ فَحَسْبُ، بَلْ أَيْضًا فُرْصَةً لِلِٱقْتِرَابِ إِلَى خَالِقِهِمْ وَإِظْهَارِ ٱلْمَحَبَّةِ لَهُ. (تثنية ٥:١٢) فَكَانَ يَوْمًا مُخَصَّصًا فَقَطْ لِلْمَسَاعِي ٱلرُّوحِيَّةِ، مِثْلِ تَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ كَعَائِلَةٍ وَٱلصَّلَاةِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِي شَرِيعَةِ ٱللهِ. وَسَاهَمَ هذَا ٱلتَّرْتِيبُ فِي حِمَايَةِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنِ ٱسْتِخْدَامِ كُلِّ وَقْتِهِمْ وَطَاقَتِهِمْ فِي ٱلْمَسَاعِي ٱلْمَادِّيَّةِ. كَمَا ذَكَّرَهُمْ بِأَنَّ عَلَاقَتَهُمْ بِيَهْوَه هِيَ أَهَمُّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِهِمْ. وَقَدْ كَرَّرَ يَسُوعُ هذَا ٱلْمَبْدَأَ ٱلَّذِي لَا يَتَغَيَّرُ حِينَ قَالَ: «مَكْتُوبٌ: ‹لَا يَحْيَ ٱلْإِنْسَانُ بِٱلْخُبْزِ وَحْدَهُ، بَلْ بِكُلِّ كَلِمَةٍ تَخْرُجُ مِنْ فَمِ يَهْوَهَ›». — متى ٤:٤.
٩ أَيُّ دَرْسٍ يَتَعَلَّمُهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ تَرْتِيبِ ٱلسَّبْتِ؟
٩ رَغْمَ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ مَطْلُوبًا مِنْ شَعْبِ ٱللهِ أَنْ يَحْفَظُوا رَاحَةَ سَبْتٍ حَرْفِيَّةً مِنْ ٢٤ سَاعَةً، فَهذَا ٱلتَّرْتِيبُ لَيْسَ مُجَرَّدَ أَمْرٍ مِنَ ٱلْمَاضِي. (كولوسي ٢:١٦) فَهُوَ يُذَكِّرُنَا أَنَّ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نُعْطِيَ ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِلنَّشَاطَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَلَا يَجِبُ أَنْ تَطْغَى ٱلْمَسَاعِي ٱلْمَادِّيَّةُ أَوِ ٱلِٱسْتِجْمَامُ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامَاتِ ٱلرُّوحِيَّةِ. (عبرانيين ٤:٩، ١٠) لِذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: «مَاذَا يَأْتِي فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ فِي حَيَاتِي؟ هَلْ أُعْطِي ٱلْأَوْلَوِيَّةَ لِلدَّرْسِ، ٱلصَّلَاةِ، حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، وَٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْبِشَارَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ؟ أَمْ هَلْ تَحُلُّ ٱلْمَصَالِحُ ٱلْأُخْرَى مَحَلَّ هذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ؟». وَإِذَا وَضَعْنَا ٱلْأُمُورَ ٱلرُّوحِيَّةَ أَوَّلًا فِي حَيَاتِنَا، يُطَمْئِنُنَا يَهْوَه أَنَّهُ لَنْ تُعْوِزَنَا ضَرُورِيَّاتُ ٱلْحَيَاةِ. — متى ٦:٢٤-٣٣.
١٠ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ تَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِلْأُمُورِ ٱلرُّوحِيَّةِ؟
١٠ يُسَاعِدُنَا ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي نَقْضِيهِ فِي دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَيْهِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِي ٱلْمَوَادِّ أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَه. (يعقوب ٤:٨) مَثَلًا، ٱبْتَدَأَتْ سُوزَان مُنْذُ نَحْوِ ٤٠ سَنَةً تُخَصِّصُ ٱلْوَقْتَ لِدَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱنْتِظَامٍ. وَهِيَ تَعْتَرِفُ أَنَّ ٱلدَّرْسَ لَمْ يَكُنْ مُمْتِعًا فِي ٱلْبِدَايَةِ، بَلْ شَعَرَتْ أَنَّهُ عِبْءٌ عَلَيْهَا. وَلكِنْ كُلَّمَا قَرَأَتْ أَكْثَرَ، ٱزْدَادَ تَمَتُّعُهَا بِهِ. وَٱلْآنَ، تَشْعُرُ سُوزَان بِٱلْأَسَفِ إِذَا لَمْ تَتَمَكَّنْ مِنَ ٱلْقِيَامِ بِدَرْسِهَا ٱلشَّخْصِيِّ لِسَبَبٍ مِنَ ٱلْأَسْبَابِ. تَقُولُ: «سَاعَدَنِي ٱلدَّرْسُ عَلَى ٱلتَّعَرُّفِ بِيَهْوَه كَأَبٍ». وَتُتَابِعُ: «يُمْكِنُنِي أَنْ أَثِقَ بِهِ، أَتَّكِلَ عَلَيْهِ، وَأَشْعُرَ بِٱلرَّاحَةِ حِينَ أُصَلِّي إِلَيْهِ. فَمَا أَرْوَعَ أَنْ أَرَى كَمْ يُحِبُّ يَهْوَه خُدَّامَهُ وَكَيْفَ يُسَاعِدُنِي وَيَعْتَنِي بِي شَخْصِيًّا!». حَقًّا، إِنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ بِإِشْبَاعِ حَاجَاتِنَا ٱلرُّوحِيَّةِ يُنْتِجُ لَنَا فَرَحًا غَامِرًا.
شَرِيعَةُ ٱللهِ ٱلْمُتَعَلِّقَةُ بِٱللُّقَاطِ
١١ مَا هُوَ تَرْتِيبُ اللُّقَاطِ؟
١١ إِنَّ ٱلْوَجْهَ ٱلثَّانِيَ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمُوسَوِيَّةِ ٱلَّذِي عَكَسَ ٱهْتِمَامَ ٱللهِ بِخَيْرِ شَعْبِهِ هُوَ حَقُّ ٱللُّقَاطِ. فَقَدْ أَمَرَ يَهْوَه ٱلْمُزَارِعِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ عِنْدَمَا يَحْصُدُونَ حَصَادَ حَقْلِهِمْ أَنْ يَسْمَحُوا لِلْمُحْتَاجِينَ بِجَمْعِ مَا تَرَكَهُ ٱلْعُمَّالُ وَرَاءَهُمْ. كَمَا أَمَرَهُمْ أَلَّا يَحْصُدُوا كُلِّيًّا أَطْرَافَ حَقْلِهِمْ، يُعَلِّلُوا عِنَبَ كَرْمِهِمْ وَرَاءَهُمْ، يُرَاجِعُوا أَغْصَانَ زَيْتُونِهِمْ، أَوْ يَرْجِعُوا لِيَأْخُذُوا حُزَمَ ٱلسَّنَابِلِ ٱلَّتِي نَسُوهَا فِي ٱلْحَقْلِ. وَكَانَ هذَا تَرْتِيبًا حُبِّيًّا لِمَصْلَحَةِ ٱلْفَقِيرِ وَٱلْغَرِيبِ وَٱلْيَتِيمِ وَٱلْأَرْمَلَةِ. فَرَغْمَ أَنَّ ٱللُّقَاطَ تَطَلَّبَ مِنْهُمْ أَنْ يَعْمَلُوا بِكَدٍّ، فَقَدْ جَنَّبَهُمُ ٱللُّجُوءَ إِلَى ٱلتَّسَوُّلِ. — لاويين ١٩:٩، ١٠؛ تثنية ٢٤:١٩-٢٢؛ مزمور ٣٧:٢٥.
١٢ أَيَّةُ فُرْصَةٍ أَتَاحَهَا تَرْتِيبُ ٱللُّقَاطِ لِلْمُزَارِعِينَ؟
١٢ لَمْ تُحَدِّدْ شَرِيعَةُ ٱللُّقَاطِ كَمِّيَّةَ ٱلْمَحْصُولِ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ يَتْرُكَهَا ٱلْمُزَارِعُونَ لِلْمُحْتَاجِينَ. فَكَانَ ٱلْأَمْرُ مَتْرُوكًا لَهُمْ لِيُحَدِّدُوا هَلْ يُبْقُونَ مَسَاحَةً صَغِيرَةً أَمْ كَبِيرَةً فِي أَطْرَافِ حَقْلِهِمْ دُونَ حَصَادٍ. وَهكَذَا، عَلَّمَ هذَا ٱلتَّرْتِيبُ ٱلْمُزَارِعِينَ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلْكَرَمِ وَأَتَاحَ لَهُمْ فُرْصَةً لِإِظْهَارِ تَقْدِيرِهِمْ لِمُزَوِّدِ ٱلْحَصَادِ، إِذْ إِنَّ «مَنْ يَتَحَنَّنُ عَلَى ٱلْفَقِيرِ يُمَجِّدُ [صَانِعَهُ]». (امثال ١٤:٣١) وَبُوعَزُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ عَلَى ذلِكَ. فَقَدْ حَرِصَ أَنْ تَجْمَعَ رَاعُوثُ، أَرْمَلَةٌ كَانَتْ تَلْتَقِطُ فِي حَقْلِهِ، كَمِّيَّةً كَبِيرَةً مِنْ حُزَمِ ٱلسَّنَابِلِ. لِذلِكَ كَافَأَ يَهْوَه بُوعَزَ عَلَى كَرَمِهِ. — راعوث ٢:١٥، ١٦؛ ٤:٢١، ٢٢؛ امثال ١٩:١٧.
١٣ مَاذَا تُعَلِّمُنَا شَرِيعَةُ اللُّقَاطِ ٱلْقَدِيمَةُ؟
١٣ لَمْ يَتَغَيَّرِ ٱلْمَبْدَأُ ٱلَّذِي يَكْمُنُ وَرَاءَ شَرِيعَةِ ٱللُّقَاطِ. فَيَهْوَه يَتَوَقَّعُ مِنْ خُدَّامِهِ أَنْ يَكُونُوا كُرَمَاءَ، وَخُصُوصًا مَعَ لوقا ٦:٣٨.
ٱلْمُحْتَاجِينَ. وَكُلَّمَا كُنَّا كُرَمَاءَ، أُغْدِقَ عَلَيْنَا ٱلْمَزِيدُ مِنَ ٱلْبَرَكَاتِ. قَالَ يَسُوعُ: «مَارِسُوا ٱلْعَطَاءَ تُعْطَوْا. فَإِنَّهُمْ سَيُفْرِغُونَ فِي حِجْرِكُمْ كَيْلًا جَيِّدًا مُلَبَّدًا مَهْزُوزًا فَائِضًا. فَبِٱلْكَيْلِ ٱلَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يَكِيلُونَ لَكُمْ فِي ٱلْمُقَابِلِ». —١٤، ١٥ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلْكَرَمِ، وَمَا هِيَ ٱلْفَوَائِدُ ٱلَّتِي نَحْصُلُ عَلَيْهَا نَحْنُ وَٱلَّذِينَ نُسَاعِدُهُمْ؟
١٤ حَضَّنَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنْ «نَصْنَعَ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غلاطية ٦:١٠) لَا شَكَّ أَنَّهُ عَلَيْنَا ٱلِٱهْتِمَامُ بِمُسَاعَدَةِ رُفَقَائِنَا ٱلْمَسِيحِيِّينَ رُوحِيًّا حِينَ يُوَاجِهُونَ ٱمْتِحَانَاتٍ لِإِيمَانِهِمْ. وَلكِنَّهُمْ قَدْ يَحْتَاجُونَ أَيْضًا إِلَى مُسَاعَدَةٍ عَمَلِيَّةٍ. مَثَلًا، قَدْ يَكُونُونَ بِحَاجَةٍ أَنْ يُوصِلَهُمْ أَحَدٌ إِلَى قَاعَةِ ٱلْمَلَكُوتِ أَوْ يَشْتَرِيَ لَهُمْ حَاجِيَّاتِهِمْ. وَرُبَّمَا يَكُونُ فِي جَمَاعَتِكَ أَشْخَاصٌ مُسِنُّونَ أَوْ مَرْضَى أَوْ يُلَازِمُونَ مَنْزِلَهُمْ. وَهؤُلَاءِ يُسِرُّهُمْ أَنْ تَزُورَهُمْ لِتَشْجِيعِهِمْ أَوْ أَنْ تَمُدَّ لَهُمْ يَدَ ٱلْمُسَاعَدَةِ. فَإِذَا بَذَلْنَا جُهْدَنَا لِمُلَاحَظَةِ هذِهِ ٱلْحَاجَاتِ، يَتَمَكَّنُ يَهْوَه عِنْدَئِذٍ مِنِ ٱسْتِخْدَامِنَا لِيَسْتَجِيبَ صَلَوَاتِ هؤُلَاءِ ٱلْمُحْتَاجِينَ. وَفِي حِينِ أَنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ وَاحِدُنَا بِٱلْآخَرِ هُوَ ٱلْتِزَامٌ مَسِيحِيٌّ، فَهُوَ يُفِيدُ أَيْضًا ٱلَّذِي يَمْنَحُ ٱلْمُسَاعَدَةَ. فَإِظْهَارُ ٱلْمَحَبَّةِ ٱلْأَصِيلَةِ لِرُفَقَائِنَا ٱلْعُبَّادِ يُنْتِجُ لَنَا فَرَحًا غَامِرًا وَشُعُورًا عَمِيقًا بِٱلِٱكْتِفَاءِ، مِمَّا يُؤَدِّي إِلَى نَيْلِنَا رِضَى يَهْوَه. — امثال ١٥:٢٩.
١٥ وَٱلطَّرِيقَةُ ٱلْأُخْرَى ٱلَّتِي يُظْهِرُ بِهَا ٱلْمَسِيحِيُّونَ مَوْقِفًا عَدِيمَ ٱلْأَنَانِيَّةِ هِيَ ٱسْتِخْدَامُ وَقْتِهِمْ وَطَاقَتِهِمْ لِإِخْبَارِ ٱلْآخَرِينَ عَنْ قَصْدِ ٱللهِ. (متى ٢٨:١٩، ٢٠) وَكُلُّ مَنْ حَصَلَ عَلَى ٱمْتِيَازِ مُسَاعَدَةِ شَخْصٍ آخَرَ أَنْ يَنْذُرَ حَيَاتَهُ لِيَهْوَه يَلْمُسُ صِحَّةَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ: «اَلسَّعَادَةُ فِي ٱلْعَطَاءِ أَكْثَرُ مِنْهَا فِي ٱلْأَخْذِ». — اعمال ٢٠:٣٥.
اَلِٱحْتِرَاسُ مِنَ ٱلطَّمَعِ
١٦، ١٧ مَاذَا حَرَّمَتِ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعَاشِرَةُ، وَلِمَاذَا؟
١٦ إِنَّ ٱلْوَجْهَ ٱلثَّالِثَ مِنْ شَرِيعَةِ ٱللهِ لِإِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي سَنُنَاقِشُهُ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَصِيَّةُ ٱلْعَاشِرَةُ ٱلَّتِي نَهَتْ عَنِ ٱلطَّمَعِ. خروج ٢٠:١٧) مَا مِنْ إِنْسَانٍ كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يَتَأَكَّدَ مِنْ تَنْفِيذِ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةِ، لِأَنْ لَا أَحَدَ قَادِرٌ عَلَى مَعْرِفَةِ مَا فِي قُلُوبِ ٱلْآخَرِينَ. لكِنَّ هذِهِ ٱلْوَصِيَّةَ وَضَعَتِ ٱلشَّرِيعَةَ فِي مَرْتَبَةٍ أَسْمَى مِنَ ٱلْعَدَالَةِ ٱلْبَشَرِيَّةِ. فَقَدْ جَعَلَتْ كُلَّ إِسْرَائِيلِيٍّ يُدْرِكُ أَنَّهُ مَسْؤُولٌ أَمَامَ يَهْوَه، ٱلَّذِي فِي مَقْدُورِهِ أَنْ يَعْرِفَ مُيُولَ ٱلْقَلْبِ. (١ صموئيل ١٦:٧) كَمَا أَنَّهَا تُعَالِجُ ٱلسَّبَبَ ٱلرَّئِيسِيَّ وَرَاءَ ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمُحَرَّمَةِ. — يعقوب ١:١٤.
ذَكَرَتِ ٱلشَّرِيعَةُ: «لَا تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ. وَلَا تَشْتَهِ زَوْجَةَ قَرِيبِكَ وَلَا عَبْدَهُ وَلَا أَمَتَهُ وَلَا ثَوْرَهُ وَلَا حِمَارَهُ وَلَا شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ». (١٧ وَهذِهِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلَّتِي تُحَرِّمُ ٱلطَّمَعَ شَجَّعَتْ شَعْبَ ٱللهِ عَلَى تَجَنُّبِ ٱلْمَادِّيَّةِ، ٱلْجَشَعِ، وَٱلتَّذَمُّرِ مِنْ نَصِيبِهِمْ فِي ٱلْحَيَاةِ. وَحَمَتْهُمْ أَيْضًا مِنْ إِغْرَاءِ ٱرْتِكَابِ ٱلسَّرِقَةِ أَوِ ٱلْفَسَادِ ٱلْأَدَبِيِّ. اَلْيَوْمَ أَيْضًا، هُنَالِكَ أَشْخَاصٌ لَدَيْهِمْ مُمْتَلَكَاتٌ مَادِّيَّةٌ قَدْ تُعجِبُنَا أَوْ أَشْخَاصٌ يَبْدُو أَنَّهُمْ أَنْجَحُ مِنَّا فِي بَعْضِ ٱلْمَجَالَاتِ. فَإِذَا لَم نَكْبَحْ تَفْكِيرَنَا فِي هذِهِ ٱلْحَالَةِ، يُمْكِنُ أَنْ نَصِيرَ تُعَسَاءَ وَنَحْسُدَ ٱلْآخَرِينَ. وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَدْعُو ٱلطَّمَعَ «حَالَةً عَقْلِيَّةً غَيْرَ مَرْضِيَّةٍ». لِذلِكَ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَتَجَنَّبَ هذِهِ ٱلصِّفَةَ. — روما ١:٢٨-٣٠.
١٨ أَيَّةُ رُوحٍ تَتَفَشَّى فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ، وَمَا هِيَ نَتَائِجُهَا ٱلسَّلْبِيَّةُ؟
١٨ تَتَفَشَّى فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ رُوحُ ٱلْمَادِّيَّةِ وَٱلتَّنَافُسِ. فَمِنْ خِلَالِ ٱلْإِعْلَانَاتِ، يُثِيرُ عَالَمُ ٱلتِّجَارَةِ رَغْبَتَنَا فِي ٱمْتِلَاكِ مُنْتَجَاتٍ جَدِيدَةٍ وَغَالِبًا مَا يَنْقُلُ ٱلْفِكْرَةَ أَنَّنَا لَنْ نَكُونَ سُعَدَاءَ مَا لَمْ نَحْصُلْ عَلَيْهَا. لكِنَّ شَرِيعَةَ يَهْوَه تَدِينُ هذِهِ ٱلرُّوحَ، وَكَذلِكَ ٱلتَّوْقَ إِلَى تَكْدِيسِ ٱلثَّرَوَاتِ وَإِلَى ٱلنَّجَاحِ فِي هذَا ٱلْعَالَمِ مَهْمَا كَانَ ٱلثَّمَنُ. حَذَّرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «أَمَّا ٱلْمُصَمِّمُونَ عَلَى أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَشَرَكٍ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُؤْذِيَةٍ، تُغَرِّقُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْهَلَاكِ وَٱلدَّمَارِ. فَمَحَبَّةُ ٱلْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلْأَذِيَّةِ، وَهِيَ ٱلَّتِي مَالَ وَرَاءَهَا ٱلْبَعْضُ فَضَلُّوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ طَعْنًا بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ». — ١ تيموثاوس ٦:٩، ١٠.
١٩، ٢٠ (أ) أَيَّةُ أُمُورٍ هِيَ قَيِّمَةٌ فِعْلًا لِمُحِبِّي شَرِيعَةِ يَهْوَه؟ (ب) أَيُّ مَوْضُوعٍ سَنُنَاقِشُهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟
١٩ يُدْرِكُ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ شَرِيعَةَ ٱللهِ مَخَاطِرَ رُوحِ ٱلْمَادِّيَّةِ وَهُمْ مَحْمِيُّونَ مِنْهَا. مَثَلًا، صَلَّى صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ إِلَى يَهْوَه: «أَمِلْ قَلْبِي إِلَى مُذَكِّرَاتِكَ، لَا إِلَى ٱلْمَكَاسِبِ. شَرِيعَةُ فَمِكَ خَيْرٌ لِي مِنْ أُلُوفِ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ». (مزمور ١١٩:٣٦، ٧٢) وَٱلِٱقْتِنَاعُ بِصِحَّةِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ سَيُسَاعِدُنَا أَنْ نُحَافِظَ عَلَى ٱلِٱتِّزَانِ ٱلضَّرُورِيِّ لِتَجَنُّبِ أَشْرَاكِ ٱلْمَادِّيَّةِ، ٱلْجَشَعِ، وَعَدَمِ ٱلرِّضَى بِنَصِيبِنَا فِي ٱلْحَيَاةِ. ‹فَٱلتَّعَبّدُ للهِ›، وَلَيْسَ تَجْمِيعُ ٱلْمُمْتَلَكَاتِ، هُوَ مِفْتَاحُ أَعْظَمِ رِبْحٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. — ١ تيموثاوس ٦:٦.
٢٠ إِنَّ ٱلْمَبَادِئَ ٱلَّتِي تَكْمُنُ وَرَاءَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا يَهْوَه لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ نَافِعَةٌ فِي أَيَّامِنَا ٱلْعَصِيبَةِ تَمَامًا كَمَا كَانَتْ نَافِعَةً عِنْدَمَا أَعْطَاهَا يَهْوَه لِمُوسَى. وَكُلَّمَا طَبَّقْنَاهَا فِي حَيَاتِنَا، يَعْمُقُ فَهْمُنَا لَهَا، تَزْدَادُ مَحَبَّتُنَا لَهَا، وَنَصِيرُ أَسْعَدَ. فَٱلشَّرِيعَةُ تَحْتَوِي عَلَى دُرُوسٍ كَثِيرَةٍ قَيِّمَةٍ لَنَا، وَتَتَجَلَّى قِيمَةُ هذِهِ ٱلدُّرُوسِ فِي ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْحَيَّةِ ٱلَّتِي تَتَضَمَّنُهَا رِوَايَاتُ وَٱخْتِبَارَاتُ شَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي سَنَسْتَعْرِضُ بَعْضًا مِنْهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
[الحاشية]
^ الفقرة 4 إِنَّ كُلَّ ٱلْأَعْدَادِ ٱلْـ ١٧٦ مِنْ هذَا ٱلْمَزْمُورِ مَا عَدَا ٤ تَأْتِي عَلَى ذِكْرِ وَصَايَا يَهْوَه، أَحْكَامِهِ، شَرِيعَتِهِ، أَوَامِرِهِ، فَرَائِضِهِ، مُذَكِّرَاتِهِ، أَقْوَالِهِ، سُنَنِهِ، طُرُقِهِ، او كَلَامِهِ.
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
• لِمَاذَا أَحَبَّ كَاتِبُ ٱلْمَزْمُورِ ١١٩ شَرِيعَةَ يَهْوَه؟
• مَاذَا يَتَعَلَّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ تَرْتِيبِ ٱلسَّبْتِ؟
• أَيَّةُ قِيمَةٍ تَحْمِلُهَا إِلَى أَيَّامِنَا شَرِيعَةُ ٱللهِ عَنِ ٱللُّقَاطِ؟
• كَيْفَ تَحْمِينَا ٱلْوَصِيَّةُ ٱلَّتِي تَنْهَى عَنِ ٱلطَّمَعِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢١]
عَلَامَ شَدَّدَتْ شَرِيعَةُ ٱلسَّبْتِ؟
[الصورة في الصفحة ٢٣]
مَاذَا تُعَلِّمُنَا شَرِيعَةُ ٱللُّقَاطِ؟