الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

برهن عن ايمانك بطريقة حياتك

برهن عن ايمانك بطريقة حياتك

بَرْهِنْ عَنْ إِيمَانِكَ بِطَرِيقَةِ حَيَاتِكَ

‏«اَلْإِيمَانُ،‏ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ،‏ فَهُوَ مَيِّتٌ».‏ —‏ يعقوب ٢:‏١٧‏.‏

١ لِمَاذَا أَوْلَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ ٱلِٱنْتِبَاهَ لِلْإِيمَانِ وَٱلْأَعْمَالِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟‏

فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ بَرْهَنَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ عُمُومًا عَنْ إِيمَانِهِمْ بِطَرِيقَةِ حَيَاتِهِمْ.‏ حَثَّ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «كُونُوا عَامِلِينَ بِٱلْكَلِمَةِ،‏ لَا سَامِعِينَ فَقَطْ».‏ وَأَضَافَ:‏ «كَمَا أَنَّ ٱلْجَسَدَ بِلَا رُوحٍ مَيِّتٌ،‏ كَذٰلِكَ ٱلْإِيمَانُ بِلَا أَعْمَالٍ مَيِّتٌ».‏ (‏يعقوب ١:‏٢٢؛‏ ٢:‏٢٦‏)‏ وَبَعْدَ ٣٥ سَنَةً تَقْرِيبًا مِنْ كِتَابَتِهِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ،‏ كَانَ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ لَا يَزَالُونَ يُبَرْهِنُونَ عَنْ إِيمَانِهِمْ بِٱلْأَعْمَالِ.‏ وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَمْ يَفْعَلُوا ذلِكَ.‏ فَفِي حِينِ أَنَّ يَسُوعَ مَدَحَ ٱلْجَمَاعَةَ فِي سِمِيرْنَا،‏ قَالَ لِكَثِيرِينَ فِي جَمَاعَةِ سَارْدِسَ:‏ «إِنِّي أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ،‏ أَنَّ لَكَ ٱسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ،‏ وَلٰكِنَّكَ مَيِّتٌ».‏ —‏ رؤيا ٢:‏٨-‏١١؛‏ ٣:‏١‏.‏

٢ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْأَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْفُسَهُمْ عَنْ إِيمَانِهِمْ؟‏

٢ لِهذَا ٱلسَّبَبِ شَجَّعَ يَسُوعُ ٱلَّذِينَ فِي سَارْدِسَ —‏ وَتَوَسُّعًا كُلَّ ٱلَّذِينَ سَيَقْرَأُونَ كَلِمَاتِهِ لَاحِقًا —‏ أَنْ يُبَرْهِنُوا عَنْ مَحَبَّتِهِمِ ٱلْأُولَى لِلْحَقِّ ٱلْمَسِيحِيِّ وَأَنْ يَكُونُوا مُتَيَقِّظِينَ رُوحِيًّا.‏ (‏رؤيا ٣:‏٢،‏ ٣‏)‏ لِذلِكَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ:‏ ‹مَاذَا عَنْ أَعْمَالِي؟‏ هَلْ تُظْهِرُ تَصَرُّفَاتِي بِوُضُوحٍ أَنَّنِي أَفْعَلُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِي لِأُبَرْهِنَ عَنْ إِيمَانِي بِتَصَرُّفَاتِي،‏ حَتَّى فِي ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي لَا تَتَعَلَّقُ مُبَاشَرَةً بِٱلْكِرَازَةِ أَوِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ؟‏›.‏ (‏لوقا ١٦:‏١٠‏)‏ هُنَالِكَ مَجَالَاتٌ عَدِيدَةٌ يُمْكِنُنَا أَنْ نُبَرْهِنَ فِيهَا عَنْ إِيمَانِنَا.‏ لكِنَّنَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَجَالًا وَاحِدًا فَقَطْ:‏ اَلتَّجَمُّعَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةَ،‏ بِمَا فِيهَا تِلْكَ ٱلَّتِي تُقَامُ بَعْدَ مَرَاسِمِ ٱلْعُرْسِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏

اَلتَّجَمُّعَاتُ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةُ ٱلصَّغِيرَةُ

٣ مَا هِيَ وُجْهَةُ نَظَرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ حُضُورِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ؟‏

٣ يُسَرُّ مُعْظَمُنَا عِنْدَ دَعْوَتِهِمْ إِلَى تَجَمُّعٍ يَحْضُرُهُ مَسِيحِيُّونَ سُعَدَاءُ.‏ فَيَهْوَه هُوَ «ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ» ٱلَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ خُدَّامُهُ سُعَدَاءَ.‏ (‏١ تيموثاوس ١:‏١١‏)‏ وَقَدْ أَوْحَى إِلَى سُلَيْمَانَ أَنْ يَذْكُرَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هذَا ٱلْوَاقِعَ:‏ «أَثْنَيْتُ أَنَا عَلَى ٱلْفَرَحِ،‏ إِذْ لَيْسَ لِلْبَشَرِ أَفْضَلُ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ مِنْ أَنْ يَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا وَيَفْرَحُوا،‏ فَيُرَافِقُهُمْ هٰذَا فِي كَدِّهِمْ أَيَّامَ حَيَاتِهِمْ».‏ (‏جامعة ٣:‏١،‏ ٤،‏ ١٣؛‏ ٨:‏١٥‏)‏ وَهذَا ٱلْفَرَحُ قَدْ يَنْجُمُ عَنْ تَجَمُّعٍ عَائِلِيٍّ أَوْ أَيِّ تَجَمُّعٍ ٱجْتِمَاعِيٍّ صَغِيرٍ آخَرَ لِلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ.‏ —‏ ايوب ١:‏٤،‏ ٥،‏ ١٨؛‏ لوقا ١٠:‏٣٨-‏٤٢؛‏ ١٤:‏١٢-‏١٤‏.‏

٤ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَهْتَمَّ بِهِ ٱلَّذِي يُرَتِّبُ لِإِقَامَةِ تَجَمُّعٍ؟‏

٤ إِذَا كُنْتَ تُرَتِّبُ لِإِقَامَةِ تَجَمُّعٍ كَهذَا وَكُنْتَ مَسْؤُولًا عَنْهُ،‏ يَنْبَغِي أَنْ تُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي خُطَطِكَ،‏ حَتَّى لَوْ كُنْتَ سَتَدْعُو عَدَدًا قَلِيلًا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِتَنَاوُلِ وَجْبَةٍ وَٱلتَّمَتُّعِ بِمُحَادَثَاتٍ وُدِّيَّةٍ.‏ (‏روما ١٢:‏١٣‏)‏ فَيَجِبُ أَنْ تَحْرِصَ أَنْ ‹يَجْرِيَ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ› وَبِحَسَبِ «ٱلْحِكْمَةِ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ».‏ (‏١ كورنثوس ١٤:‏٤٠؛‏ يعقوب ٣:‏١٧‏)‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «إِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا،‏ فَٱفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللهِ.‏ لَا تَصِيرُوا مَعْثَرَةً».‏ (‏١ كورنثوس ١٠:‏٣١،‏ ٣٢‏)‏ فَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ تُولِيَهَا ٱنْتِبَاهًا خُصُوصِيًّا؟‏ إِنَّ ٱلتَّفْكِيرَ ٱلْمُسْبَقَ فِي ذلِكَ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَضْمَنَ أَنْ يُبَرْهِنَ مَا تَقُومُ بِهِ أَنْتَ وَضُيُوفُكَ أَنَّكَ تُمَارِسُ مَا تُؤْمِنُ بِهِ.‏ —‏ روما ١٢:‏٢‏.‏

كَيْفَ سَيَكُونُ ٱلتَّجَمُّعُ ٱلَّذِي تُقِيمُهُ؟‏

٥ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْمُضِيفُ مَلِيًّا فِي مَسْأَلَةِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ وَٱلْمُوسِيقَى؟‏

٥ يُوَاجِهُ مُضِيفُونَ كَثِيرُونَ مَسْأَلَةَ ٱلتَّقْرِيرِ هَلْ يُقَدِّمُونَ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةَ أَمْ لَا.‏ إِنَّ هذِهِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ لَيْسَتْ ضَرُورِيَّةً لِيَكُونَ ٱلتَّجَمُّعُ بَنَّاءً.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ زَوَّدَ وَجْبَةً لِعَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِين أَتَوْا إِلَيْهِ،‏ وَذلِكَ بِزِيَادَةِ كَمِّيَّةِ ٱلْخُبْزِ وَٱلسَّمَكِ.‏ لكِنَّ ٱلرِّوَايَةَ لَا تَذْكُرُ أَنَّهُ زَوَّدَ ٱلْخَمْرَ عَجَائِبِيًّا،‏ رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ فِي مَقْدُورِهِ فِعْلُ ذلِكَ كَمَا نَعْلَمُ.‏ (‏متى ١٤:‏١٤-‏٢١‏)‏ لِذلِكَ إِذَا قَرَّرْتَ أَنْ تُقَدِّمَ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةَ فِي ٱلتَّجَمُّعِ،‏ فَكُنْ مُعْتَدِلًا فِي ٱلْكَمِّيَّةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا وَٱحْرَصْ أَنْ تُزَوِّدَ أَيْضًا مَشْرُوبَاتٍ بَدِيلَةً لِلَّذِينَ يُفَضِّلُونَ ذلِكَ.‏ (‏١ تيموثاوس ٣:‏٢،‏ ٣،‏ ٨؛‏ ٥:‏٢٣؛‏ ١ بطرس ٤:‏٣‏)‏ لَا تَجْعَلْ أَيَّ شَخْصٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ يَتَعَرَّضُ لِلضَّغْطِ كَيْ يَشْرَبَ شَيْئًا قَدْ يَلْدَغُهُ «كَٱلْحَيَّةِ».‏ (‏امثال ٢٣:‏٢٩-‏٣٢‏)‏ وَمَاذَا عَنِ ٱلْمُوسِيقَى أَوِ ٱلْغِنَاءِ؟‏ إِذَا قَرَّرْتَ أَنْ تَكُونَ هُنَالِكَ مُوسِيقَى فِي ٱلتَّجَمُّعِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ تَخْتَارَ ٱلْأَغَانِيَ بِٱنْتِبَاهٍ،‏ إِذْ تُفَكِّرُ فِي ٱلْإِيقَاعِ وَٱلْكَلِمَاتِ كِلَيْهِمَا.‏ (‏كولوسي ٣:‏٨؛‏ يعقوب ١:‏٢١‏)‏ وَقَدْ وَجَدَ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ أَنَّ سَمَاعَ أَلْحَانُ ٱلْمَلَكُوتِ أَوِ ٱلتَّرْنِيمَ مَعًا يُسَاهِمُ فِي جَوٍّ مُمْتِعٍ.‏ (‏افسس ٥:‏١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلِٱنْتِبَاهُ بِٱسْتِمْرَارٍ إِلَى حَجْمِ ٱلصَّوْتِ بِحَيْثُ لَا يُعِيقُ ٱلْمُحَادَثَاتِ ٱلسَّارَّةَ أَوْ يُزْعِجُ ٱلْجِيرَانَ.‏ —‏ متى ٧:‏١٢‏.‏

٦ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْمُضِيفُ أَنَّ إِيمَانَهُ حَيٌّ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَحَادِيثِ أَوِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْأُخْرَى؟‏

٦ فِي ٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ،‏ قَدْ يَتَكَلَّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي شَتَّى ٱلْمَوَاضِيعِ،‏ يَقْرَأُونَ بَعْضَ ٱلْمَوَادِّ عَلَى ٱلْحُضُورِ،‏ أَوْ يَرْوُونَ بَعْضَ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلشَّيِّقَةِ.‏ وَلكِنْ إِذَا ٱنْحَرَفَ ٱلْحَدِيثُ عَنِ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ يُمْكِنُ لِلْمُضِيفِ أَنْ يُعِيدَهُ بِلَبَاقَةٍ إِلَى مَسَارِهِ ٱلصَّحِيحِ.‏ كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَحْرِصَ لِئَلَّا يُسَيْطِرَ شَخْصٌ وَاحِدٌ عَلَى ٱلْحَدِيثِ.‏ فَفِي هذِهِ ٱلْحَالِ،‏ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ رَأْيِهِ بِلَبَاقَةٍ وَيَجْعَلَ ٱلْآخَرِينَ يُشَارِكُونَ فِي ٱلْحَدِيثِ،‏ رُبَّمَا بِدَعْوَةِ ٱلْأَوْلَادِ إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ أَوْ بِٱلْبَدْءِ بِمَوَاضِيعَ تُثِيرُ رُدُودَ فِعْلٍ مُتَنَوِّعَةً.‏ وَهكَذَا،‏ يُسَرُّ ٱلصِّغَارُ وَٱلْكِبَارُ بِهذَا ٱلْوَجْهِ مِنَ ٱلتَّجَمُّعِ.‏ فَإِذَا كُنْتَ أَنْتَ مُنَظِّمَ ٱلتَّجَمُّعِ وَوَجَّهْتَ ٱلْأُمُورَ بِحِكْمَةٍ وَلَبَاقَةٍ،‏ ‹فَسَيُعْرَفُ تَعَقُّلُكَ عِنْدَ› كُلِّ ٱلْحَاضِرِينَ.‏ (‏فيلبي ٤:‏٥‏)‏ وَسَيَشْعُرُونَ أَنَّ إِيمَانَكَ حَيٌّ،‏ إِيمَانٌ يُؤَثِّرُ فِي كُلِّ أَوْجُهِ حَيَاتِكَ.‏

اَلْعُرْسُ وَٱلْحَفْلُ ٱلَّذِي يَلِيهِ

٧ لِمَاذَا يَسْتَحِقُّ ٱلتَّخْطِيطُ لِلْأَعْرَاسِ وَٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا أَنْ نُولِيَهُ ٱنْتِبَاهَنَا؟‏

٧ إِنَّ إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ لِلْفَرَحِ هِيَ ٱلْعُرْسُ ٱلْمَسِيحِيُّ.‏ فَخُدَّامُ ٱللهِ ٱلْقُدَمَاءُ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ،‏ حَضَرُوا أَعْرَاسًا وَحَفَلَاتٍ مُرْتَبِطَةً بِهَا.‏ (‏تكوين ٢٩:‏٢١،‏ ٢٢؛‏ يوحنا ٢:‏١،‏ ٢‏)‏ أَمَّا فِي أَزْمِنَتِنَا فَتُبَرْهِنُ ٱلتَّجْرِبَةُ أَنَّ ٱلتَّخْطِيطَ لِلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْأَعْرَاسِ يَتَطَلَّبُ جُهْدًا كَبِيرًا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ تَعْكِسَ ٱلْمُنَاسَبَاتُ ٱلتَّمْيِيزَ ٱلْجَيِّدَ وَٱلِٱتِّزَانَ ٱلْمَسِيحِيَّ.‏ لكِنَّ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ هِيَ أَوْجُهٌ ٱعْتِيَادِيَّةٌ مِنَ ٱلْحَيَاةِ وَهِيَ تُتِيحُ فُرْصَةً لِلْمَسِيحِيِّ أَنْ يُبَرْهِنَ عَنْ إِيمَانِهِ.‏

٨،‏ ٩ كَيْفَ تُثْبِتُ ٱلْعَادَاتُ فِي أَعْرَاسٍ كَثِيرَةٍ صِحَّةَ مَا نَقْرَأُهُ فِي ١ يوحنا ٢:‏١٦،‏ ١٧‏؟‏

٨ إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلهِيَّةَ أَوْ يَكْتَرِثُونَ لَهَا يَعْتَبِرُونَ ٱلزِّفَافَ مُنَاسَبَةً تُبَاحُ أَوْ تُبَرَّرُ فِيهَا ٱلتَّصَرُّفَاتُ ٱلْمُتَطَرِّفَةُ.‏ مَثَلًا،‏ تَحَدَّثَتْ عَرُوسٌ فِي إِحْدَى ٱلْمَجَلَّاتِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ عَنْ يَوْمِ عُرْسِهَا «ٱلْمُلُوكِيِّ»،‏ قَائِلَةً:‏ ‹رَكِبْنَا فِي عَرَبَةٍ تَجُرُّهَا أَرْبَعَةُ أَحْصِنَةٍ.‏ وَسَارَتْ وَرَاءَنَا ١٢ عَرَبَةً صَغِيرَةً تَجُرُّهَا ٱلْأَحْصِنَةُ وَعَرَبَةُ خَيْلٍ كَبِيرَةٌ فِيهَا فِرْقَةٌ تَعْزِفُ ٱلْمُوسِيقَى.‏ كَانَ ٱلطَّعَامُ فَاخِرًا وَٱلْمُوسِيقَى سَاحِرَةً؛‏ وَكَانَ ٱلْأَمْرُ فِي غَايَةِ ٱلرَّوْعَةِ.‏ أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ كَٱلْأَمِيرَةِ فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ،‏ تَمَامًا كَمَا أَرَدْتُ›.‏

٩ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْعَادَاتِ قَدْ تَخْتَلِفُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ،‏ تُثْبِتُ هذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ صِحَّةَ مَا كَتَبَهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا:‏ «كُلُّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ —‏ شَهْوَةُ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةُ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ —‏ لَيْسَ مِنَ ٱلْآبِ،‏ بَلْ مِنَ ٱلْعَالَمِ».‏ هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ عَرُوسَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ نَاضِجَيْنِ يَرْغَبَانِ أَنْ يَكُونَ عُرْسُهُمَا ‹مُلُوكِيًّا› وَحَفْلُ زِفَافِهِمَا فَاخِرًا وَأُسْطُورِيًّا؟‏ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ أَنَّ ‹ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللهِ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ›.‏ —‏ ١ يوحنا ٢:‏١٦،‏ ١٧‏.‏

١٠ (‏أ)‏ لِمَاذَا ٱلتَّخْطِيطُ ضَرُورِيٌّ لِيَكُونَ ٱلْعُرْسُ ضِمْنَ حُدُودِ ٱلْمَعْقُولِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَنْبَغِي ٱتِّخَاذُ ٱلْقَرَارَاتِ بِشَأْنِ ٱلْمَدْعُوِّينَ؟‏

١٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَرُوسَيْنِ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ يُرِيدَانِ أَنْ يَكُونَا وَاقِعِيَّيْنِ وَمُتَعَقِّلَيْنِ،‏ وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُسَاعِدُهُمَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَمَعَ أَنَّ ٱلْعُرْسَ مُنَاسَبَةٌ مُهِمَّةٌ،‏ فَهُمَا يَعْرِفَانِ أَنَّهُ مُجَرَّدُ بِدَايَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً.‏ لِذلِكَ فَهُمَا لَيْسَا مُجْبَرَيْنِ عَلَى إِقَامَةِ وَلِيمَةِ عُرْسٍ كَبِيرَةٍ.‏ وَلكِنْ إِذَا قَرَّرَا إِقَامَةَ حَفْلَةٍ،‏ فَهُمَا يُرِيدَانِ حَتْمًا أَنْ يَحْسُبَا نَفَقَةَ هذِهِ ٱلْحَفْلَةِ وَيُفَكِّرَا فِي نَوْعِيَّتِهَا.‏ (‏لوقا ١٤:‏٢٨‏)‏ وَبِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ،‏ فَإِنَّ ٱلزَّوْجَ هُوَ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلرَّأْسَ فِي حَيَاتِهِمَا ٱلزَّوْجِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣؛‏ افسس ٥:‏٢٢،‏ ٢٣‏)‏ لِذلِكَ فَٱلْعَرِيسُ هُوَ ٱلْمَسْؤُولُ ٱلرَّئِيسِيُّ عَنْ حَفْلِ ٱلزِّفَافِ.‏ وَلكِنْ عَلَيْهِ أَنْ يَتَشَاوَرَ بِمَحَبَّةٍ مَعَ زَوْجَتِهِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ بِخُصُوصِ مَسَائِلَ مِثْلِ مَنْ يُرِيدَانِ أَوْ بِإِمْكَانِهِمَا أَنْ يَدْعُوَاهُمْ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ.‏ فَقَدْ لَا يَكُونُ مُمْكِنًا أَوْ عَمَلِيًّا دَعْوَةُ كُلِّ أَصْدِقَائِهِمَا وَأَقْرِبَائِهِمَا؛‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَا بَعْضَ ٱلْقَرَارَاتِ بِتَعَقُّلٍ.‏ وَيَنْبَغِي أَنْ يَثِقَ ٱلْعَرُوسَانِ أَنَّه إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي مَقْدُورِهِمَا دَعْوَةُ بَعْضِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ فَهؤُلَاءِ سَيَكُونُونَ مُتَفَهِّمِينَ وَلَنْ يَغْتَاظُوا.‏ —‏ جامعة ٧:‏٩‏.‏

‏«اَلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ»‏

١١ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ «ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ» فِي ٱلْعُرْسِ؟‏

١١ إِذَا قَرَّرَ ٱلْعَرُوسَانِ إِقَامَةَ تَجَمُّعٍ لِلِٱحْتِفَالِ بِعُرْسِهِمَا،‏ فَكَيْفَ يُحَافِظَانِ عَلَى وَقَارِ ٱلْمُنَاسَبَةِ؟‏ مُنْذُ عُقُودٍ،‏ يُدْرِكُ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْحِكْمَةَ وَرَاءَ إِجْرَاءٍ جَرَى ٱتِّخَاذُهُ فِي ٱلتَّجَمُّعِ ٱلَّذِي حَضَرَهُ يَسُوعُ فِي قَانَا.‏ فَقَدْ كَانَ هُنَالِكَ «مُشْرِفٌ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ»،‏ دُونَ شَكٍّ أَحَدُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْمَوْثُوقِ بِهِمْ.‏ (‏يوحنا ٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يَخْتَارُ ٱلْعَرِيسُ ٱلْحَكِيمُ أَخًا مَسِيحِيًّا نَاضِجًا لِيَلْعَبَ هذَا ٱلدَّوْرَ ٱلْمُهِمَّ.‏ فَبَعْدَ تَحْدِيدِ رَغَبَاتِ ٱلْعَرِيسِ وَتَفْضِيلَاتِهِ،‏ يَحْرِصُ هذَا ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلتَّفَاصِيلِ قَبْلَ ٱلتَّجَمُّعِ وَخِلَالَهُ.‏

١٢ فِيمَ يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْعَرِيسُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱسْتِعْمَالِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ؟‏

١٢ اِنْسِجَامًا مَعَ مَا وَرَدَ فِي ٱلْفِقْرَةِ ٱلْخَامِسَةِ،‏ يَخْتَارُ بَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ عَدَمَ تَقْدِيمِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ فِي وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ لِئَلَّا يُفْسِدَ ٱلْإِفْرَاطُ فِي ٱلشُّرْبِ جَوَّ ٱلْفَرْحَةِ.‏ (‏روما ١٣:‏١٣؛‏ ١ كورنثوس ٥:‏١١‏)‏ وَلكِنْ إِذَا ٱخْتَارَ ٱلْعَرُوسَانِ تَقْدِيمَ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَحْرِصَ ٱلْعَرِيسُ أَنْ تُقَدَّمَ بِكَمِّيَّةٍ مُعْتَدِلَةٍ.‏ فَقَدْ كَانَتْ هُنَالِكَ خَمْرٌ فِي ٱلْعُرْسِ ٱلَّذِي حَضَرَهُ يَسُوعُ فِي قَانَا.‏ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ زَوَّدَ خَمْرًا ذَاتَ نَوْعِيَّةٍ جَيِّدَةٍ.‏ وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْمُشْرِفَ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ قَالَ لِلْعَرِيسِ:‏ «اَلْكُلُّ غَيْرَكَ يَضَعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ أَوَّلًا،‏ وَمَتَى سَكِرَ ٱلنَّاسُ،‏ فَٱلدُّونَ.‏ وَأَنْتَ حَفِظْتَ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ إِلَى ٱلْآنَ».‏ (‏يوحنا ٢:‏١٠‏)‏ بِٱلتَّأْكِيدِ،‏ لَمْ يُشَجِّعْ يَسُوعُ عَلَى ٱلسُّكْرِ لِأَنَّهُ يَعْتَبِرُ ٱلسُّكْرَ أَمْرًا خَاطِئًا.‏ (‏لوقا ١٢:‏٤٥،‏ ٤٦‏)‏ لكِنَّ ٱلْمُشْرِفَ حِينَ عَبَّرَ عَنْ دَهْشَتِهِ مِنْ نَوْعِيَّةِ ٱلْخَمْرِ،‏ كَانَ يُوضِحُ أَنَّهُ شَاهَدَ فِي بَعْضِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ ضُيُوفًا سَكَارَى.‏ (‏اعمال ٢:‏١٥؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٧‏)‏ بِنَاءً عَلَى ذلِكَ،‏ يَجِبُ عَلَى ٱلْعَرِيسِ وَٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْجَدِيرِ بِٱلثِّقَةِ ٱلَّذِي يُعَيِّنُهُ كَمُشْرِفٍ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ أَنْ يَتَأَكَّدَا أَنْ يَلْتَزِمَ كُلُّ ٱلْحَاضِرِينَ بِٱلْإِرْشَادِ ٱلْوَاضِحِ:‏ «لَا تَسْكَرُوا مِنَ ٱلْخَمْرِ،‏ ٱلَّتِي فِيهَا ٱلْخَلَاعَةُ».‏ —‏ افسس ٥:‏١٨؛‏ امثال ٢٠:‏١؛‏ هوشع ٤:‏١١‏.‏

١٣ فِيمَ يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْعَرُوسَانِ إِذَا قَرَّرَا أَنْ تَكُونَ هُنَالِكَ مُوسِيقَى فِي وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ،‏ وَلِمَاذَا؟‏

١٣ كَمَا وَرَدَ آنِفًا عَنِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْأُخْرَى،‏ إِذَا كَانَتْ هُنَالِكَ مُوسِيقَى فِي ٱلْعُرْسِ،‏ يَنْبَغِي ٱلِٱنْتِبَاهُ إِلَى حَجْمِ ٱلصَّوْتِ بِحَيْثُ يَكُونُ مِنَ ٱلسَّهْلِ إِجْرَاءُ ٱلْمُحَادَثَاتِ.‏ قَالَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلسَّهْرَةِ،‏ حِينَ يُصْبِحُ ٱلْحَدِيثُ أَكْثَرَ حَمَاسًا أَوْ يَبْتَدِئُ ٱلرَّقْصُ،‏ يَعْلُو صَوْتُ ٱلْمُوسِيقَى أَحْيَانًا.‏ فَٱلْمُوسِيقَى تَبْدَأُ مُنْخَفِضَةً ثُمَّ قَدْ تَصِيرُ أَعْلَى وَتُعِيقُ ٱلْمُحَادَثَةَ.‏ إِنَّ حَفْلَ ٱلزِّفَافِ يُتِيحُ فُرْصَةً لِلْعِشْرَةِ ٱلسَّارَّةِ.‏ وَلكِنْ كَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ أَنْ تُفْسِدَ ٱلْمُوسِيقَى ٱلصَّاخِبَةُ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةَ!‏».‏ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ أَيْضًا،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَتَصَرَّفَ ٱلْعَرِيسُ وَٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ بِشَكْلٍ مَسْؤُولٍ وَأَلَّا يَسْمَحَا لِلْمُوسِيقِيِّينَ،‏ سَوَاءٌ كَانَ سَيُدْفَعُ لَهُمْ أَجْرٌ أَمْ لَا،‏ بِأَنْ يَتَحَكَّمُوا فِي نَوْعِيَّةِ ٱلْمُوسِيقَى وَحَجْمِ ٱلصَّوْتِ.‏ كَتَبَ بُولُسُ:‏ «مَهْمَا يَكُنْ مَا تُقْدِمُونَ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ،‏ فَٱفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ».‏ (‏كولوسي ٣:‏١٧‏)‏ فَبَعْدَمَا يَعُودُ ٱلضُّيُوفُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ بَعْدَ وَلِيمَةِ عُرْسٍ أَوْ حَفْلِ زِفَافٍ،‏ هَلْ يَتَذَكَّرُونَ ٱلْمُوسِيقَى وَيَشْعُرُونَ أَنَّهَا كَانَتْ بُرْهَانًا أَنَّ ٱلْعَرُوسَيْنِ فَعَلَا كُلَّ شَيْءٍ بِٱسْمِ يَسُوعَ؟‏ هذَا هُوَ ٱلِٱنْطِبَاعُ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَدَيْهِمْ.‏

١٤ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَذَكَّرَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِإِعْزَازٍ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَعْرَاسِ؟‏

١٤ حَقًّا،‏ يَجْرِي تَذَكُّرُ ٱلْعُرْسِ ٱلْحَسَنِ ٱلتَّنْظِيمِ بِإِعْزَازٍ.‏ مَثَلًا،‏ عَلَّقَ آدَمُ وَإِدِيتَا ٱلْمُتَزَوِّجَانِ مُنْذُ ٣٠ سَنَةً عَلَى أَحَدِ ٱلْأَعْرَاسِ:‏ «لَا يَسَعُكَ إِلَّا أَنْ تَشْعُرَ بِٱلْجَوِّ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ فَقَدْ كَانَتْ هُنَالِكَ تَرَانِيمُ تَسْبِيحٍ لِيَهْوَه وَتَسْلِيَةٌ أُخْرَى ذَاتُ نَوْعِيَّةٍ جَيِّدَةٍ.‏ وَكَانَ ٱلرَّقْصُ وَٱلْمُوسِيقَى أَمْرًا ثَانَوِيًّا.‏ حَقًّا،‏ كَانَ ٱلْعُرْسُ سَارًّا وَبَنَّاءً وَكُلُّ شَيْءٍ مُنْسَجِمًا مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْعَرُوسَ وَٱلْعَرِيسَ يُمْكِنُهُمَا فِعْلُ ٱلْكَثِيرِ لِيُبَرْهِنَا عَنْ إِيمَانِهِمَا بِأَعْمَالِهِمَا.‏

هَدَايَا ٱلْعُرْسِ

١٥ أَيَّةُ مَشُورَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُمْكِنُ تَطْبِيقُهَا فِي مَجَالِ تَقْدِيمِ هَدَايَا ٱلْعُرْسِ؟‏

١٥ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ،‏ مِنَ ٱلْمُعْتَادِ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْأَصْدِقَاءُ وَٱلْأَقْرِبَاءُ ٱلْهَدَايَا لِلْعَرُوسَيْنِ.‏ فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تُبْقِيَ فِي بَالِكَ إِذَا كُنْتَ سَتُقَدِّمُ هَدِيَّةً لِأَحَدٍ؟‏ تَذَكَّرْ مَا قَالَهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا عَنِ «ٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ».‏ فَقَدْ رَبَطَ تَبَاهِيًا كَهذَا ‹بِٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي يَزُولُ›،‏ وَلَيْسَ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُبَرْهِنُونَ عَنْ إِيمَانِهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ.‏ (‏١ يوحنا ٢:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ نَظَرًا إِلَى كَلِمَاتِ يُوحَنَّا ٱلْمُوحَى بِهَا،‏ هَلْ يَنْبَغِي لِلْعَرُوسَيْنِ أَنْ يُعْلِنَا لِلْجَمِيعِ ٱسْمَ مَنْ أَعْطَاهُمَا كُلَّ هَدِيَّةٍ؟‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ تَبَرَّعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ مَقْدُونِيَةَ وَأَخَائِيَةَ لِلْإِخْوَةِ فِي أُورُشَلِيمَ.‏ وَلكِنْ لَا يُذْكَرُ أَنَّ أَسْمَاءَهُمْ أُعْلِنَتْ.‏ (‏روما ١٥:‏٢٦‏)‏ اَلْيَوْمَ أَيْضًا،‏ يُرِيدُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُقَدِّمُونَ ٱلْهَدَايَا أَنْ تَبْقَى أَسْمَاؤُهُمْ مَجْهُولَةً بَدَلًا مِنْ لَفْتِ ٱلِٱنْتِبَاهِ إِلَيْهِمْ.‏ وَفِي هذَا ٱلْخُصُوصِ،‏ رَاجِعْ مِنْ فَضْلِكَ مَشُورَةَ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي مَتَّى ٦:‏١-‏٤‏.‏

١٦ كَيْفَ يَتَجَنَّبُ ٱلْعَرُوسَانِ جَرْحَ مَشَاعِرِ ٱلْآخَرِينَ فِي مَجَالِ هَدَايَا ٱلْعُرْسِ؟‏

١٦ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِعْلَانُ أَسْمَاءِ مُقَدِّمِي ٱلْهَدَايَا إِلَى ‹ٱلتَّنَافُسِ› بِشَأْنِ أَيِّ شَخْصٍ قَدَّمَ أَفْضَلَ أَوْ أَثْمَنَ هَدِيَّةٍ.‏ لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْعَرُوسَيْنِ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ ٱلْحَكِيمَيْنِ يَمْتَنِعَانِ عَنْ ذلِكَ لِأَنَّهُ يُحْرِجُ ٱلْآخَرِينَ ٱلَّذِينَ رُبَّمَا لَمْ يَكُنْ فِي مَقْدُورِهِمْ دَفْعُ ثَمَنِ هَدِيَّةٍ.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٦؛‏ ٦:‏١٠‏)‏ لَا شَكَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْعَرُوسَانِ مَنْ قَدَّمَ لَهُمَا ٱلْهَدِيَّةَ.‏ وَبِإِمْكَانِهِمَا أَنْ يَعْرِفَا ذلِكَ مِنْ خِلَالِ بِطَاقَةٍ مُرْفَقَةٍ بِٱلْهَدِيَّةِ،‏ وَلكِنْ لَا حَاجَةَ إِلَى قِرَاءَتِهَا عَلَى ٱلْمَلَإِ.‏ لِذلِكَ عِنْدَ شِرَاءِ أَوْ تَقْدِيمِ أَوْ نَيْلِ هَدِيَّةِ عُرْسٍ،‏ تُتَاحُ لَنَا جَمِيعًا فُرْصَةٌ لِلْبُرْهَانِ أَنَّ إِيمَانَنَا يَنْعَكِسُ عَلَى أَعْمَالِنَا،‏ حَتَّى فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ.‏ *

١٧ أَيُّ هَدَفٍ يَنْبَغِي أَنْ يَضَعَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِإِيمَانِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ؟‏

١٧ لَا يَقْتَصِرُ ٱلْبُرْهَانُ عَنْ إِيمَانِنَا عَلَى ٱلْعَيْشِ وَفْقَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ،‏ حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ،‏ وَٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ.‏ فَلْيَمْتَلِكْ كُلٌّ مِنَّا إِيمَانًا حَيًّا يُؤَثِّرُ فِي كُلِّ تَصَرُّفَاتِهِ.‏ نَعَمْ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نُبَرْهِنَ عَنْ إِيمَانِنَا بِٱلْأَعْمَالِ ‹ٱلتَّامَّةِ›،‏ بِمَا فِيهَا تِلْكَ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا فِي مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا.‏ —‏ رؤيا ٣:‏٢‏.‏

١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ ٱلْبُرْهَانُ عَلَى صِحَّةِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي يُوحَنَّا ١٣:‏١٧ فِي مَجَالِ ٱلْأَعْرَاسِ وَٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟‏

١٨ بَعْدَمَا رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ بِٱلْقِيَامِ بِٱلْعَمَلِ ٱلْوَضِيعِ أَنْ يَغْسِلَ أَقْدَامَهُمْ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا،‏ فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ».‏ (‏يوحنا ١٣:‏٤-‏١٧‏)‏ قَدْ لَا يَكُونُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَوِ ٱلِٱعْتِيَادِيِّ حَيْثُ نَعِيشُ أَنْ نَغْسِلَ أَقْدَامَ أَشْخَاصٍ آخَرِينَ،‏ مِثْلِ ٱلضُّيُوفِ فِي بَيْتِنَا.‏ وَلكِنْ كَمَا نَاقَشْنَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ،‏ هُنَالِكَ مَجَالَاتٌ أُخْرَى مِنْ حَيَاتِنَا يُمْكِنُنَا ٱلْبُرْهَانُ فِيهَا عَنْ إِيمَانِنَا بِٱلْأَعْمَالِ ٱلْحُبِّيَّةِ ٱلْمُرَاعِيَةِ لِلْمَشَاعِرِ،‏ بِمَا فِيهَا ٱلْأَعْمَالُ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا فِي ٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ وَٱلْأَعْرَاسِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَيَصِحُّ هذَا ٱلْأَمْرُ سَوَاءٌ كُنَّا نَحْنُ مَنْ سَيَتَزَوَّجُ أَوْ كُنَّا مَدْعُوِّينَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ تَجَمُّعٍ بَعْدَ ٱلزِّفَافِ يَحْضُرُهُ أَشْخَاصٌ مَسِيحِيُّونَ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَرْهِنُوا عَنْ إِيمَانِهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 16‏ تَجْرِي مُنَاقَشَةُ نَوَاحٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْأَعْرَاسِ وَٱلْحَفَلَاتِ ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ بِعُنْوَانِ «زِدْ مِنْ أَفْرَاحِ وَوَقَارِ يَوْمِ زِفَافِكَ».‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْبُرْهَانُ عَنْ إِيمَانِنَا

‏• عِنْدَ ٱلتَّخْطِيطِ لِتَجَمُّعٍ ٱجْتِمَاعِيٍّ؟‏

‏• عِنْدَ ٱلتَّخْطِيطِ لإِقَامَةِ عُرْسٍ أَوْ حَفْلِ زِفَافٍ؟‏

‏• عِنْدَ تَقْدِيمِ أَوْ نَيْلِ هَدَايَا ٱلْعُرْسِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٤]‏

حَتَّى لَوْ كُنْتَ سَتَدْعُو عَدَدًا قَلِيلًا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ،‏ دَعِ «ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ» تُرْشِدُكَ