برهن عن ايمانك بطريقة حياتك
بَرْهِنْ عَنْ إِيمَانِكَ بِطَرِيقَةِ حَيَاتِكَ
«اَلْإِيمَانُ، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، فَهُوَ مَيِّتٌ». — يعقوب ٢:١٧.
١ لِمَاذَا أَوْلَى ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَّلُونَ ٱلِٱنْتِبَاهَ لِلْإِيمَانِ وَٱلْأَعْمَالِ عَلَى ٱلسَّوَاءِ؟
فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، بَرْهَنَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ عُمُومًا عَنْ إِيمَانِهِمْ بِطَرِيقَةِ حَيَاتِهِمْ. حَثَّ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ كُلَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «كُونُوا عَامِلِينَ بِٱلْكَلِمَةِ، لَا سَامِعِينَ فَقَطْ». وَأَضَافَ: «كَمَا أَنَّ ٱلْجَسَدَ بِلَا رُوحٍ مَيِّتٌ، كَذٰلِكَ ٱلْإِيمَانُ بِلَا أَعْمَالٍ مَيِّتٌ». (يعقوب ١:٢٢؛ ٢:٢٦) وَبَعْدَ ٣٥ سَنَةً تَقْرِيبًا مِنْ كِتَابَتِهِ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، كَانَ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ لَا يَزَالُونَ يُبَرْهِنُونَ عَنْ إِيمَانِهِمْ بِٱلْأَعْمَالِ. وَلكِنْ مِنَ ٱلْمُؤْسِفِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ لَمْ يَفْعَلُوا ذلِكَ. فَفِي حِينِ أَنَّ يَسُوعَ مَدَحَ ٱلْجَمَاعَةَ فِي سِمِيرْنَا، قَالَ لِكَثِيرِينَ فِي جَمَاعَةِ سَارْدِسَ: «إِنِّي أَعْرِفُ أَعْمَالَكَ، أَنَّ لَكَ ٱسْمًا أَنَّكَ حَيٌّ، وَلٰكِنَّكَ مَيِّتٌ». — رؤيا ٢:٨-١١؛ ٣:١.
٢ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْأَلَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنْفُسَهُمْ عَنْ إِيمَانِهِمْ؟
٢ لِهذَا ٱلسَّبَبِ شَجَّعَ يَسُوعُ ٱلَّذِينَ فِي سَارْدِسَ — وَتَوَسُّعًا كُلَّ ٱلَّذِينَ سَيَقْرَأُونَ كَلِمَاتِهِ لَاحِقًا — أَنْ يُبَرْهِنُوا عَنْ مَحَبَّتِهِمِ ٱلْأُولَى لِلْحَقِّ ٱلْمَسِيحِيِّ وَأَنْ يَكُونُوا مُتَيَقِّظِينَ رُوحِيًّا. (رؤيا ٣:٢، ٣) لِذلِكَ يُمْكِنُ أَنْ يَسْأَلَ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ: ‹مَاذَا عَنْ أَعْمَالِي؟ هَلْ تُظْهِرُ تَصَرُّفَاتِي بِوُضُوحٍ أَنَّنِي أَفْعَلُ كُلَّ مَا فِي وُسْعِي لِأُبَرْهِنَ عَنْ إِيمَانِي بِتَصَرُّفَاتِي، حَتَّى فِي ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي لَا تَتَعَلَّقُ مُبَاشَرَةً بِٱلْكِرَازَةِ أَوِ ٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْجَمَاعَةِ؟›. (لوقا ١٦:١٠) هُنَالِكَ مَجَالَاتٌ عَدِيدَةٌ يُمْكِنُنَا أَنْ نُبَرْهِنَ فِيهَا عَنْ إِيمَانِنَا. لكِنَّنَا سَنُنَاقِشُ فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مَجَالًا وَاحِدًا فَقَطْ: اَلتَّجَمُّعَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةَ، بِمَا فِيهَا تِلْكَ ٱلَّتِي تُقَامُ بَعْدَ مَرَاسِمِ ٱلْعُرْسِ ٱلْمَسِيحِيِّ.
اَلتَّجَمُّعَاتُ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةُ ٱلصَّغِيرَةُ
٣ مَا هِيَ وُجْهَةُ نَظَرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ حُضُورِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ؟
٣ يُسَرُّ مُعْظَمُنَا عِنْدَ دَعْوَتِهِمْ إِلَى تَجَمُّعٍ يَحْضُرُهُ مَسِيحِيُّونَ سُعَدَاءُ. فَيَهْوَه هُوَ «ٱلْإِلٰهُ ٱلسَّعِيدُ» ٱلَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَكُونَ خُدَّامُهُ سُعَدَاءَ. (١ تيموثاوس ١:١١) وَقَدْ أَوْحَى إِلَى سُلَيْمَانَ أَنْ يَذْكُرَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هذَا ٱلْوَاقِعَ: «أَثْنَيْتُ أَنَا عَلَى ٱلْفَرَحِ، إِذْ لَيْسَ لِلْبَشَرِ أَفْضَلُ تَحْتَ ٱلشَّمْسِ مِنْ أَنْ يَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا وَيَفْرَحُوا، فَيُرَافِقُهُمْ هٰذَا فِي كَدِّهِمْ أَيَّامَ حَيَاتِهِمْ». (جامعة ٣:١، ٤، ١٣؛ ٨:١٥) وَهذَا ٱلْفَرَحُ قَدْ يَنْجُمُ عَنْ تَجَمُّعٍ عَائِلِيٍّ أَوْ أَيِّ تَجَمُّعٍ ٱجْتِمَاعِيٍّ صَغِيرٍ آخَرَ لِلْعُبَّادِ ٱلْحَقِيقِيِّينَ. — ايوب ١:٤، ٥، ١٨؛ لوقا ١٠:٣٨-٤٢؛ ١٤:١٢-١٤.
٤ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَهْتَمَّ بِهِ ٱلَّذِي يُرَتِّبُ لِإِقَامَةِ تَجَمُّعٍ؟
٤ إِذَا كُنْتَ تُرَتِّبُ لِإِقَامَةِ تَجَمُّعٍ كَهذَا وَكُنْتَ مَسْؤُولًا عَنْهُ، يَنْبَغِي أَنْ تُفَكِّرَ مَلِيًّا فِي خُطَطِكَ، حَتَّى لَوْ كُنْتَ سَتَدْعُو عَدَدًا قَلِيلًا مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ لِتَنَاوُلِ وَجْبَةٍ وَٱلتَّمَتُّعِ بِمُحَادَثَاتٍ وُدِّيَّةٍ. (روما ١٢:١٣) فَيَجِبُ أَنْ تَحْرِصَ أَنْ ‹يَجْرِيَ كُلُّ شَيْءٍ بِلِيَاقَةٍ› وَبِحَسَبِ «ٱلْحِكْمَةِ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ». (١ كورنثوس ١٤:٤٠؛ يعقوب ٣:١٧) كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «إِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئًا، فَٱفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللهِ. لَا تَصِيرُوا مَعْثَرَةً». (١ كورنثوس ١٠:٣١، ٣٢) فَمَا هِيَ بَعْضُ ٱلْمَجَالَاتِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ تُولِيَهَا ٱنْتِبَاهًا خُصُوصِيًّا؟ إِنَّ ٱلتَّفْكِيرَ ٱلْمُسْبَقَ فِي ذلِكَ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَضْمَنَ أَنْ يُبَرْهِنَ مَا تَقُومُ بِهِ أَنْتَ وَضُيُوفُكَ أَنَّكَ تُمَارِسُ مَا تُؤْمِنُ بِهِ. — روما ١٢:٢.
كَيْفَ سَيَكُونُ ٱلتَّجَمُّعُ ٱلَّذِي تُقِيمُهُ؟
٥ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْمُضِيفُ مَلِيًّا فِي مَسْأَلَةِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ وَٱلْمُوسِيقَى؟
٥ يُوَاجِهُ مُضِيفُونَ كَثِيرُونَ مَسْأَلَةَ ٱلتَّقْرِيرِ هَلْ يُقَدِّمُونَ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةَ أَمْ لَا. إِنَّ هذِهِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ لَيْسَتْ ضَرُورِيَّةً لِيَكُونَ ٱلتَّجَمُّعُ بَنَّاءً. تَذَكَّرْ أَنَّ يَسُوعَ زَوَّدَ وَجْبَةً لِعَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِين أَتَوْا إِلَيْهِ، وَذلِكَ بِزِيَادَةِ كَمِّيَّةِ ٱلْخُبْزِ وَٱلسَّمَكِ. لكِنَّ ٱلرِّوَايَةَ لَا تَذْكُرُ أَنَّهُ زَوَّدَ ٱلْخَمْرَ عَجَائِبِيًّا، رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ فِي مَقْدُورِهِ فِعْلُ ذلِكَ كَمَا نَعْلَمُ. (متى ١٤:١٤-٢١) لِذلِكَ إِذَا قَرَّرْتَ أَنْ تُقَدِّمَ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةَ فِي ٱلتَّجَمُّعِ، فَكُنْ مُعْتَدِلًا فِي ٱلْكَمِّيَّةِ ٱلَّتِي تُقَدِّمُهَا وَٱحْرَصْ أَنْ تُزَوِّدَ أَيْضًا مَشْرُوبَاتٍ بَدِيلَةً لِلَّذِينَ يُفَضِّلُونَ ذلِكَ. (١ تيموثاوس ٣:٢، ٣، ٨؛ ٥:٢٣؛ ١ بطرس ٤:٣) لَا تَجْعَلْ أَيَّ شَخْصٍ يَشْعُرُ أَنَّهُ يَتَعَرَّضُ لِلضَّغْطِ كَيْ يَشْرَبَ شَيْئًا قَدْ يَلْدَغُهُ «كَٱلْحَيَّةِ». (امثال ٢٣:٢٩-٣٢) وَمَاذَا عَنِ ٱلْمُوسِيقَى أَوِ ٱلْغِنَاءِ؟ إِذَا قَرَّرْتَ أَنْ تَكُونَ هُنَالِكَ مُوسِيقَى فِي ٱلتَّجَمُّعِ، يَنْبَغِي أَنْ تَخْتَارَ ٱلْأَغَانِيَ بِٱنْتِبَاهٍ، إِذْ تُفَكِّرُ فِي ٱلْإِيقَاعِ وَٱلْكَلِمَاتِ كِلَيْهِمَا. (كولوسي ٣:٨؛ يعقوب ١:٢١) وَقَدْ وَجَدَ مَسِيحِيُّونَ كَثِيرُونَ أَنَّ سَمَاعَ أَلْحَانُ ٱلْمَلَكُوتِ أَوِ ٱلتَّرْنِيمَ مَعًا يُسَاهِمُ فِي جَوٍّ مُمْتِعٍ. (افسس ٥:١٩، ٢٠) وَلَا شَكَّ أَنَّهُ مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلِٱنْتِبَاهُ بِٱسْتِمْرَارٍ إِلَى حَجْمِ ٱلصَّوْتِ بِحَيْثُ لَا يُعِيقُ ٱلْمُحَادَثَاتِ ٱلسَّارَّةَ أَوْ يُزْعِجُ ٱلْجِيرَانَ. — متى ٧:١٢.
٦ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْمُضِيفُ أَنَّ إِيمَانَهُ حَيٌّ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَحَادِيثِ أَوِ ٱلنَّشَاطَاتِ ٱلْأُخْرَى؟
٦ فِي ٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ، قَدْ يَتَكَلَّمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي شَتَّى ٱلْمَوَاضِيعِ، يَقْرَأُونَ بَعْضَ ٱلْمَوَادِّ عَلَى ٱلْحُضُورِ، أَوْ يَرْوُونَ فيلبي ٤:٥) وَسَيَشْعُرُونَ أَنَّ إِيمَانَكَ حَيٌّ، إِيمَانٌ يُؤَثِّرُ فِي كُلِّ أَوْجُهِ حَيَاتِكَ.
بَعْضَ ٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلشَّيِّقَةِ. وَلكِنْ إِذَا ٱنْحَرَفَ ٱلْحَدِيثُ عَنِ ٱلْمَقَايِيسِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، يُمْكِنُ لِلْمُضِيفِ أَنْ يُعِيدَهُ بِلَبَاقَةٍ إِلَى مَسَارِهِ ٱلصَّحِيحِ. كَمَا يَنْبَغِي أَنْ يَحْرِصَ لِئَلَّا يُسَيْطِرَ شَخْصٌ وَاحِدٌ عَلَى ٱلْحَدِيثِ. فَفِي هذِهِ ٱلْحَالِ، بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُعَبِّرَ عَنْ رَأْيِهِ بِلَبَاقَةٍ وَيَجْعَلَ ٱلْآخَرِينَ يُشَارِكُونَ فِي ٱلْحَدِيثِ، رُبَّمَا بِدَعْوَةِ ٱلْأَوْلَادِ إِلَى ٱلتَّعْبِيرِ عَنْ آرَائِهِمْ أَوْ بِٱلْبَدْءِ بِمَوَاضِيعَ تُثِيرُ رُدُودَ فِعْلٍ مُتَنَوِّعَةً. وَهكَذَا، يُسَرُّ ٱلصِّغَارُ وَٱلْكِبَارُ بِهذَا ٱلْوَجْهِ مِنَ ٱلتَّجَمُّعِ. فَإِذَا كُنْتَ أَنْتَ مُنَظِّمَ ٱلتَّجَمُّعِ وَوَجَّهْتَ ٱلْأُمُورَ بِحِكْمَةٍ وَلَبَاقَةٍ، ‹فَسَيُعْرَفُ تَعَقُّلُكَ عِنْدَ› كُلِّ ٱلْحَاضِرِينَ. (اَلْعُرْسُ وَٱلْحَفْلُ ٱلَّذِي يَلِيهِ
٧ لِمَاذَا يَسْتَحِقُّ ٱلتَّخْطِيطُ لِلْأَعْرَاسِ وَٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِهَا أَنْ نُولِيَهُ ٱنْتِبَاهَنَا؟
٧ إِنَّ إِحْدَى ٱلْمُنَاسَبَاتِ ٱلْخُصُوصِيَّةِ لِلْفَرَحِ هِيَ ٱلْعُرْسُ ٱلْمَسِيحِيُّ. فَخُدَّامُ ٱللهِ ٱلْقُدَمَاءُ، بِمَنْ فِيهِمْ يَسُوعُ وَتَلَامِيذُهُ، حَضَرُوا أَعْرَاسًا وَحَفَلَاتٍ مُرْتَبِطَةً بِهَا. (تكوين ٢٩:٢١، ٢٢؛ يوحنا ٢:١، ٢) أَمَّا فِي أَزْمِنَتِنَا فَتُبَرْهِنُ ٱلتَّجْرِبَةُ أَنَّ ٱلتَّخْطِيطَ لِلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِٱلْأَعْرَاسِ يَتَطَلَّبُ جُهْدًا كَبِيرًا إِذَا أَرَدْنَا أَنْ تَعْكِسَ ٱلْمُنَاسَبَاتُ ٱلتَّمْيِيزَ ٱلْجَيِّدَ وَٱلِٱتِّزَانَ ٱلْمَسِيحِيَّ. لكِنَّ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ هِيَ أَوْجُهٌ ٱعْتِيَادِيَّةٌ مِنَ ٱلْحَيَاةِ وَهِيَ تُتِيحُ فُرْصَةً لِلْمَسِيحِيِّ أَنْ يُبَرْهِنَ عَنْ إِيمَانِهِ.
٨، ٩ كَيْفَ تُثْبِتُ ٱلْعَادَاتُ فِي أَعْرَاسٍ كَثِيرَةٍ صِحَّةَ مَا نَقْرَأُهُ فِي ١ يوحنا ٢:١٦، ١٧؟
٨ إِنَّ كَثِيرِينَ مِمَّنْ لَا يَعْرِفُونَ ٱلْمَبَادِئَ ٱلْإِلهِيَّةَ أَوْ يَكْتَرِثُونَ لَهَا يَعْتَبِرُونَ ٱلزِّفَافَ مُنَاسَبَةً تُبَاحُ أَوْ تُبَرَّرُ فِيهَا ٱلتَّصَرُّفَاتُ ٱلْمُتَطَرِّفَةُ. مَثَلًا، تَحَدَّثَتْ عَرُوسٌ فِي إِحْدَى ٱلْمَجَلَّاتِ ٱلْأُورُوبِّيَّةِ عَنْ يَوْمِ عُرْسِهَا «ٱلْمُلُوكِيِّ»، قَائِلَةً: ‹رَكِبْنَا فِي عَرَبَةٍ تَجُرُّهَا أَرْبَعَةُ أَحْصِنَةٍ. وَسَارَتْ وَرَاءَنَا ١٢ عَرَبَةً صَغِيرَةً تَجُرُّهَا ٱلْأَحْصِنَةُ وَعَرَبَةُ خَيْلٍ كَبِيرَةٌ فِيهَا فِرْقَةٌ تَعْزِفُ ٱلْمُوسِيقَى. كَانَ ٱلطَّعَامُ فَاخِرًا وَٱلْمُوسِيقَى سَاحِرَةً؛ وَكَانَ ٱلْأَمْرُ فِي غَايَةِ ٱلرَّوْعَةِ. أَمَّا أَنَا فَكُنْتُ كَٱلْأَمِيرَةِ فِي ذلِكَ ٱلْيَوْمِ، تَمَامًا كَمَا أَرَدْتُ›.
٩ فِي حِينِ أَنَّ ٱلْعَادَاتِ قَدْ تَخْتَلِفُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى آخَرَ، تُثْبِتُ هذِهِ ٱلْمَشَاعِرُ صِحَّةَ مَا كَتَبَهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا: «كُلُّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ — شَهْوَةُ ٱلْجَسَدِ وَشَهْوَةُ ٱلْعُيُونِ وَٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ — لَيْسَ مِنَ ٱلْآبِ، بَلْ مِنَ ٱلْعَالَمِ». هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَتَخَيَّلَ عَرُوسَيْنِ مَسِيحِيَّيْنِ نَاضِجَيْنِ يَرْغَبَانِ أَنْ يَكُونَ عُرْسُهُمَا ‹مُلُوكِيًّا› وَحَفْلُ زِفَافِهِمَا فَاخِرًا وَأُسْطُورِيًّا؟ بَدَلًا مِنْ ذلِكَ، يَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ أَنَّ ‹ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللهِ يَبْقَى إِلَى ٱلْأَبَدِ›. — ١ يوحنا ٢:١٦، ١٧.
١٠ (أ) لِمَاذَا ٱلتَّخْطِيطُ ضَرُورِيٌّ لِيَكُونَ ٱلْعُرْسُ ضِمْنَ حُدُودِ ٱلْمَعْقُولِ؟ (ب) كَيْفَ يَنْبَغِي ٱتِّخَاذُ ٱلْقَرَارَاتِ بِشَأْنِ ٱلْمَدْعُوِّينَ؟
١٠ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَرُوسَيْنِ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ يُرِيدَانِ أَنْ يَكُونَا وَاقِعِيَّيْنِ وَمُتَعَقِّلَيْنِ، وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُسَاعِدُهُمَا فِي هذَا ٱلْمَجَالِ. فَمَعَ أَنَّ ٱلْعُرْسَ مُنَاسَبَةٌ مُهِمَّةٌ، فَهُمَا يَعْرِفَانِ أَنَّهُ مُجَرَّدُ بِدَايَةِ ٱلْحَيَاةِ ٱلزَّوْجِيَّةِ لِلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَدَيْهِمْ رَجَاءُ ٱلْعَيْشِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً. لِذلِكَ فَهُمَا لَيْسَا مُجْبَرَيْنِ عَلَى إِقَامَةِ وَلِيمَةِ عُرْسٍ كَبِيرَةٍ. وَلكِنْ إِذَا قَرَّرَا إِقَامَةَ حَفْلَةٍ، فَهُمَا يُرِيدَانِ حَتْمًا أَنْ يَحْسُبَا نَفَقَةَ هذِهِ ٱلْحَفْلَةِ وَيُفَكِّرَا فِي نَوْعِيَّتِهَا. (لوقا ١٤:٢٨) وَبِحَسَبِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ، فَإِنَّ ٱلزَّوْجَ هُوَ ٱلَّذِي يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلرَّأْسَ فِي حَيَاتِهِمَا ٱلزَّوْجِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (١ كورنثوس ١١:٣؛ افسس ٥:٢٢، ٢٣) لِذلِكَ فَٱلْعَرِيسُ هُوَ ٱلْمَسْؤُولُ ٱلرَّئِيسِيُّ عَنْ حَفْلِ ٱلزِّفَافِ. وَلكِنْ عَلَيْهِ أَنْ يَتَشَاوَرَ بِمَحَبَّةٍ مَعَ زَوْجَتِهِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيَّةِ بِخُصُوصِ مَسَائِلَ مِثْلِ مَنْ يُرِيدَانِ أَوْ بِإِمْكَانِهِمَا أَنْ يَدْعُوَاهُمْ إِلَى وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ. فَقَدْ لَا يَكُونُ مُمْكِنًا أَوْ عَمَلِيًّا دَعْوَةُ كُلِّ أَصْدِقَائِهِمَا وَأَقْرِبَائِهِمَا؛ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَتَّخِذَا بَعْضَ ٱلْقَرَارَاتِ بِتَعَقُّلٍ. وَيَنْبَغِي أَنْ يَثِقَ ٱلْعَرُوسَانِ أَنَّه إِذَا لَمْ يَكُنْ فِي مَقْدُورِهِمَا دَعْوَةُ بَعْضِ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، فَهؤُلَاءِ سَيَكُونُونَ مُتَفَهِّمِينَ وَلَنْ يَغْتَاظُوا. — جامعة ٧:٩.
«اَلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ»
١١ أَيُّ دَوْرٍ يَلْعَبُهُ «ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ» فِي ٱلْعُرْسِ؟
١١ إِذَا قَرَّرَ ٱلْعَرُوسَانِ إِقَامَةَ تَجَمُّعٍ لِلِٱحْتِفَالِ بِعُرْسِهِمَا، يوحنا ٢:٩، ١٠) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَخْتَارُ ٱلْعَرِيسُ ٱلْحَكِيمُ أَخًا مَسِيحِيًّا نَاضِجًا لِيَلْعَبَ هذَا ٱلدَّوْرَ ٱلْمُهِمَّ. فَبَعْدَ تَحْدِيدِ رَغَبَاتِ ٱلْعَرِيسِ وَتَفْضِيلَاتِهِ، يَحْرِصُ هذَا ٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلتَّفَاصِيلِ قَبْلَ ٱلتَّجَمُّعِ وَخِلَالَهُ.
فَكَيْفَ يُحَافِظَانِ عَلَى وَقَارِ ٱلْمُنَاسَبَةِ؟ مُنْذُ عُقُودٍ، يُدْرِكُ شُهُودُ يَهْوَه ٱلْحِكْمَةَ وَرَاءَ إِجْرَاءٍ جَرَى ٱتِّخَاذُهُ فِي ٱلتَّجَمُّعِ ٱلَّذِي حَضَرَهُ يَسُوعُ فِي قَانَا. فَقَدْ كَانَ هُنَالِكَ «مُشْرِفٌ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ»، دُونَ شَكٍّ أَحَدُ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلْمَوْثُوقِ بِهِمْ. (١٢ فِيمَ يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْعَرِيسُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱسْتِعْمَالِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ؟
١٢ اِنْسِجَامًا مَعَ مَا وَرَدَ فِي ٱلْفِقْرَةِ ٱلْخَامِسَةِ، يَخْتَارُ بَعْضُ ٱلْأَشْخَاصِ عَدَمَ تَقْدِيمِ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ فِي وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ لِئَلَّا يُفْسِدَ ٱلْإِفْرَاطُ فِي ٱلشُّرْبِ جَوَّ ٱلْفَرْحَةِ. (روما ١٣:١٣؛ ١ كورنثوس ٥:١١) وَلكِنْ إِذَا ٱخْتَارَ ٱلْعَرُوسَانِ تَقْدِيمَ ٱلْمَشْرُوبَاتِ ٱلْكُحُولِيَّةِ، يَنْبَغِي أَنْ يَحْرِصَ ٱلْعَرِيسُ أَنْ تُقَدَّمَ بِكَمِّيَّةٍ مُعْتَدِلَةٍ. فَقَدْ كَانَتْ هُنَالِكَ خَمْرٌ فِي ٱلْعُرْسِ ٱلَّذِي حَضَرَهُ يَسُوعُ فِي قَانَا. كَمَا أَنَّ يَسُوعَ زَوَّدَ خَمْرًا ذَاتَ نَوْعِيَّةٍ جَيِّدَةٍ. وَمِنَ ٱلْجَدِيرِ بِٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلْمُشْرِفَ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ قَالَ لِلْعَرِيسِ: «اَلْكُلُّ غَيْرَكَ يَضَعُ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ أَوَّلًا، وَمَتَى سَكِرَ ٱلنَّاسُ، فَٱلدُّونَ. وَأَنْتَ حَفِظْتَ ٱلْخَمْرَ ٱلْجَيِّدَةَ إِلَى ٱلْآنَ». (يوحنا ٢:١٠) بِٱلتَّأْكِيدِ، لَمْ يُشَجِّعْ يَسُوعُ عَلَى ٱلسُّكْرِ لِأَنَّهُ يَعْتَبِرُ ٱلسُّكْرَ أَمْرًا خَاطِئًا. (لوقا ١٢:٤٥، ٤٦) لكِنَّ ٱلْمُشْرِفَ حِينَ عَبَّرَ عَنْ دَهْشَتِهِ مِنْ نَوْعِيَّةِ ٱلْخَمْرِ، كَانَ يُوضِحُ أَنَّهُ شَاهَدَ فِي بَعْضِ ٱلْمُنَاسَبَاتِ ضُيُوفًا سَكَارَى. (اعمال ٢:١٥؛ ١ تسالونيكي ٥:٧) بِنَاءً عَلَى ذلِكَ، يَجِبُ عَلَى ٱلْعَرِيسِ وَٱلْمَسِيحِيِّ ٱلْجَدِيرِ بِٱلثِّقَةِ ٱلَّذِي يُعَيِّنُهُ كَمُشْرِفٍ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ أَنْ يَتَأَكَّدَا أَنْ يَلْتَزِمَ كُلُّ ٱلْحَاضِرِينَ بِٱلْإِرْشَادِ ٱلْوَاضِحِ: «لَا تَسْكَرُوا مِنَ ٱلْخَمْرِ، ٱلَّتِي فِيهَا ٱلْخَلَاعَةُ». — افسس ٥:١٨؛ امثال ٢٠:١؛ هوشع ٤:١١.
١٣ فِيمَ يَنْبَغِي أَنْ يُفَكِّرَ ٱلْعَرُوسَانِ إِذَا قَرَّرَا أَنْ تَكُونَ هُنَالِكَ مُوسِيقَى فِي وَلِيمَةِ ٱلْعُرْسِ، وَلِمَاذَا؟
١٣ كَمَا وَرَدَ آنِفًا عَنِ ٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْأُخْرَى، إِذَا كَانَتْ هُنَالِكَ مُوسِيقَى فِي ٱلْعُرْسِ، يَنْبَغِي ٱلِٱنْتِبَاهُ إِلَى حَجْمِ ٱلصَّوْتِ بِحَيْثُ يَكُونُ مِنَ ٱلسَّهْلِ إِجْرَاءُ ٱلْمُحَادَثَاتِ. قَالَ أَحَدُ ٱلشُّيُوخِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «بِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ فِي ٱلسَّهْرَةِ، حِينَ يُصْبِحُ ٱلْحَدِيثُ أَكْثَرَ حَمَاسًا أَوْ يَبْتَدِئُ ٱلرَّقْصُ، يَعْلُو صَوْتُ ٱلْمُوسِيقَى أَحْيَانًا. فَٱلْمُوسِيقَى تَبْدَأُ مُنْخَفِضَةً ثُمَّ قَدْ تَصِيرُ أَعْلَى وَتُعِيقُ ٱلْمُحَادَثَةَ. إِنَّ حَفْلَ ٱلزِّفَافِ يُتِيحُ فُرْصَةً لِلْعِشْرَةِ ٱلسَّارَّةِ. وَلكِنْ كَمْ هُوَ مُؤْسِفٌ أَنْ تُفْسِدَ ٱلْمُوسِيقَى ٱلصَّاخِبَةُ هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةَ!». فِي هذَا ٱلْمَجَالِ أَيْضًا، يَلْزَمُ أَنْ يَتَصَرَّفَ ٱلْعَرِيسُ وَٱلْمُشْرِفُ عَلَى ٱلْوَلِيمَةِ بِشَكْلٍ مَسْؤُولٍ وَأَلَّا يَسْمَحَا لِلْمُوسِيقِيِّينَ، سَوَاءٌ كَانَ سَيُدْفَعُ لَهُمْ أَجْرٌ أَمْ لَا، بِأَنْ يَتَحَكَّمُوا فِي نَوْعِيَّةِ ٱلْمُوسِيقَى وَحَجْمِ ٱلصَّوْتِ. كَتَبَ بُولُسُ: «مَهْمَا يَكُنْ مَا تُقْدِمُونَ عَلَيْهِ مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، فَٱفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ». (كولوسي ٣:١٧) فَبَعْدَمَا يَعُودُ ٱلضُّيُوفُ إِلَى مَنَازِلِهِمْ بَعْدَ وَلِيمَةِ عُرْسٍ أَوْ حَفْلِ زِفَافٍ، هَلْ يَتَذَكَّرُونَ ٱلْمُوسِيقَى وَيَشْعُرُونَ أَنَّهَا كَانَتْ بُرْهَانًا أَنَّ ٱلْعَرُوسَيْنِ فَعَلَا كُلَّ شَيْءٍ بِٱسْمِ يَسُوعَ؟ هذَا هُوَ ٱلِٱنْطِبَاعُ ٱلَّذِي يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ لَدَيْهِمْ.
١٤ أَيُّ أَمْرٍ يَنْبَغِي أَنْ يَتَذَكَّرَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ بِإِعْزَازٍ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلْأَعْرَاسِ؟
١٤ حَقًّا، يَجْرِي تَذَكُّرُ ٱلْعُرْسِ ٱلْحَسَنِ ٱلتَّنْظِيمِ بِإِعْزَازٍ. مَثَلًا، عَلَّقَ آدَمُ وَإِدِيتَا ٱلْمُتَزَوِّجَانِ مُنْذُ ٣٠ سَنَةً عَلَى أَحَدِ ٱلْأَعْرَاسِ: «لَا يَسَعُكَ إِلَّا أَنْ تَشْعُرَ بِٱلْجَوِّ ٱلْمَسِيحِيِّ. فَقَدْ كَانَتْ هُنَالِكَ تَرَانِيمُ تَسْبِيحٍ لِيَهْوَه وَتَسْلِيَةٌ أُخْرَى ذَاتُ نَوْعِيَّةٍ جَيِّدَةٍ. وَكَانَ ٱلرَّقْصُ وَٱلْمُوسِيقَى أَمْرًا ثَانَوِيًّا. حَقًّا، كَانَ ٱلْعُرْسُ سَارًّا وَبَنَّاءً وَكُلُّ شَيْءٍ مُنْسَجِمًا مَعَ مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». مِنَ ٱلْوَاضِحِ إِذًا أَنَّ ٱلْعَرُوسَ وَٱلْعَرِيسَ يُمْكِنُهُمَا فِعْلُ ٱلْكَثِيرِ لِيُبَرْهِنَا عَنْ إِيمَانِهِمَا بِأَعْمَالِهِمَا.
هَدَايَا ٱلْعُرْسِ
١٥ أَيَّةُ مَشُورَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُمْكِنُ تَطْبِيقُهَا فِي مَجَالِ تَقْدِيمِ هَدَايَا ٱلْعُرْسِ؟
١٥ فِي بُلْدَانٍ عَدِيدَةٍ، مِنَ ٱلْمُعْتَادِ أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْأَصْدِقَاءُ وَٱلْأَقْرِبَاءُ ٱلْهَدَايَا لِلْعَرُوسَيْنِ. فَمَاذَا يَجِبُ أَنْ تُبْقِيَ فِي بَالِكَ إِذَا كُنْتَ سَتُقَدِّمُ هَدِيَّةً لِأَحَدٍ؟ تَذَكَّرْ مَا قَالَهُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا عَنِ «ٱلتَّبَاهِي بِٱلْمَعِيشَةِ». فَقَدْ رَبَطَ تَبَاهِيًا كَهذَا ‹بِٱلْعَالَمِ ٱلَّذِي يَزُولُ›، وَلَيْسَ بِٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُبَرْهِنُونَ عَنْ إِيمَانِهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ. (١ يوحنا ٢:١٦، ١٧) نَظَرًا إِلَى كَلِمَاتِ يُوحَنَّا ٱلْمُوحَى بِهَا، هَلْ يَنْبَغِي لِلْعَرُوسَيْنِ أَنْ يُعْلِنَا لِلْجَمِيعِ ٱسْمَ مَنْ أَعْطَاهُمَا كُلَّ هَدِيَّةٍ؟ فِي ٱلْمَاضِي، تَبَرَّعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ مِنْ مَقْدُونِيَةَ وَأَخَائِيَةَ لِلْإِخْوَةِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَلكِنْ لَا يُذْكَرُ أَنَّ أَسْمَاءَهُمْ أُعْلِنَتْ. (روما ١٥:٢٦) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُرِيدُ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلَّذِينَ يُقَدِّمُونَ ٱلْهَدَايَا أَنْ تَبْقَى أَسْمَاؤُهُمْ مَجْهُولَةً بَدَلًا مِنْ لَفْتِ ٱلِٱنْتِبَاهِ إِلَيْهِمْ. وَفِي هذَا ٱلْخُصُوصِ، رَاجِعْ مِنْ فَضْلِكَ مَشُورَةَ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَةَ فِي مَتَّى ٦:١-٤.
١٦ كَيْفَ يَتَجَنَّبُ ٱلْعَرُوسَانِ جَرْحَ مَشَاعِرِ ٱلْآخَرِينَ فِي مَجَالِ هَدَايَا ٱلْعُرْسِ؟
١٦ يُمْكِنُ أَنْ يُؤَدِّيَ إِعْلَانُ أَسْمَاءِ مُقَدِّمِي ٱلْهَدَايَا إِلَى ‹ٱلتَّنَافُسِ› بِشَأْنِ أَيِّ شَخْصٍ قَدَّمَ أَفْضَلَ أَوْ أَثْمَنَ هَدِيَّةٍ. لِذلِكَ فَإِنَّ ٱلْعَرُوسَيْنِ ٱلْمَسِيحِيَّيْنِ ٱلْحَكِيمَيْنِ يَمْتَنِعَانِ عَنْ ذلِكَ لِأَنَّهُ يُحْرِجُ ٱلْآخَرِينَ ٱلَّذِينَ رُبَّمَا لَمْ يَكُنْ فِي مَقْدُورِهِمْ دَفْعُ ثَمَنِ هَدِيَّةٍ. (غلاطية ٥:٢٦؛ ٦:١٠) لَا شَكَّ أَنَّهُ لَيْسَ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ يَعْرِفَ ٱلْعَرُوسَانِ مَنْ قَدَّمَ لَهُمَا ٱلْهَدِيَّةَ. وَبِإِمْكَانِهِمَا أَنْ يَعْرِفَا ذلِكَ مِنْ خِلَالِ بِطَاقَةٍ مُرْفَقَةٍ بِٱلْهَدِيَّةِ، وَلكِنْ لَا حَاجَةَ إِلَى قِرَاءَتِهَا عَلَى ٱلْمَلَإِ. لِذلِكَ عِنْدَ شِرَاءِ أَوْ تَقْدِيمِ أَوْ نَيْلِ هَدِيَّةِ عُرْسٍ، تُتَاحُ لَنَا جَمِيعًا فُرْصَةٌ لِلْبُرْهَانِ أَنَّ إِيمَانَنَا يَنْعَكِسُ عَلَى أَعْمَالِنَا، حَتَّى فِي هذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلشَّخْصِيَّةِ. *
١٧ أَيُّ هَدَفٍ يَنْبَغِي أَنْ يَضَعَهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِإِيمَانِهِمْ وَأَعْمَالِهِمْ؟
١٧ لَا يَقْتَصِرُ ٱلْبُرْهَانُ عَنْ إِيمَانِنَا عَلَى ٱلْعَيْشِ وَفْقَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْأَخْلَاقِيَّةِ، حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْعَمَلِ ٱلْكِرَازِيِّ. فَلْيَمْتَلِكْ كُلٌّ مِنَّا إِيمَانًا حَيًّا يُؤَثِّرُ فِي كُلِّ تَصَرُّفَاتِهِ. نَعَمْ، يُمْكِنُنَا أَنْ نُبَرْهِنَ عَنْ إِيمَانِنَا بِٱلْأَعْمَالِ ‹ٱلتَّامَّةِ›، بِمَا فِيهَا تِلْكَ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا فِي مَجَالَاتِ حَيَاتِنَا ٱلْمَذْكُورَةِ آنِفًا. — رؤيا ٣:٢.
١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ ٱلْبُرْهَانُ عَلَى صِحَّةِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي يُوحَنَّا ١٣:١٧ فِي مَجَالِ ٱلْأَعْرَاسِ وَٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
١٨ بَعْدَمَا رَسَمَ يَسُوعُ مِثَالًا رَائِعًا لِرُسُلِهِ ٱلْأُمَنَاءِ بِٱلْقِيَامِ بِٱلْعَمَلِ ٱلْوَضِيعِ أَنْ يَغْسِلَ أَقْدَامَهُمْ، قَالَ لَهُمْ: «إِذَا عَرَفْتُمْ هٰذَا، فَسُعَدَاءُ أَنْتُمْ إِنْ عَمِلْتُمْ بِهِ». (يوحنا ١٣:٤-١٧) قَدْ لَا يَكُونُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَوِ ٱلِٱعْتِيَادِيِّ حَيْثُ نَعِيشُ أَنْ نَغْسِلَ أَقْدَامَ أَشْخَاصٍ آخَرِينَ، مِثْلِ ٱلضُّيُوفِ فِي بَيْتِنَا. وَلكِنْ كَمَا نَاقَشْنَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ، هُنَالِكَ مَجَالَاتٌ أُخْرَى مِنْ حَيَاتِنَا يُمْكِنُنَا ٱلْبُرْهَانُ فِيهَا عَنْ إِيمَانِنَا بِٱلْأَعْمَالِ ٱلْحُبِّيَّةِ ٱلْمُرَاعِيَةِ لِلْمَشَاعِرِ، بِمَا فِيهَا ٱلْأَعْمَالُ ٱلَّتِي نَقُومُ بِهَا فِي ٱلتَّجَمُّعَاتِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ وَٱلْأَعْرَاسِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. وَيَصِحُّ هذَا ٱلْأَمْرُ سَوَاءٌ كُنَّا نَحْنُ مَنْ سَيَتَزَوَّجُ أَوْ كُنَّا مَدْعُوِّينَ إِلَى عُرْسٍ أَوْ تَجَمُّعٍ بَعْدَ ٱلزِّفَافِ يَحْضُرُهُ أَشْخَاصٌ مَسِيحِيُّونَ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَرْهِنُوا عَنْ إِيمَانِهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ.
[الحاشية]
^ الفقرة 16 تَجْرِي مُنَاقَشَةُ نَوَاحٍ أُخْرَى مِنَ ٱلْأَعْرَاسِ وَٱلْحَفَلَاتِ ٱلْمُرْتَبِطَةِ بِهَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ بِعُنْوَانِ «زِدْ مِنْ أَفْرَاحِ وَوَقَارِ يَوْمِ زِفَافِكَ».
كَيْفَ تُجِيبُونَ؟
كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلْبُرْهَانُ عَنْ إِيمَانِنَا
• عِنْدَ ٱلتَّخْطِيطِ لِتَجَمُّعٍ ٱجْتِمَاعِيٍّ؟
• عِنْدَ ٱلتَّخْطِيطِ لإِقَامَةِ عُرْسٍ أَوْ حَفْلِ زِفَافٍ؟
• عِنْدَ تَقْدِيمِ أَوْ نَيْلِ هَدَايَا ٱلْعُرْسِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٤]
حَتَّى لَوْ كُنْتَ سَتَدْعُو عَدَدًا قَلِيلًا مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ، دَعِ «ٱلْحِكْمَةَ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ» تُرْشِدُكَ