الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

ايها الازواج،‏ اعترفوا برئاسة المسيح

ايها الازواج،‏ اعترفوا برئاسة المسيح

أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ،‏ ٱعْتَرِفُوا بِرِئَاسَةِ ٱلْمَسِيحِ

‏«رَأْسُ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ».‏ —‏ ١ كورنثوس ١١:‏٣‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ مَا هُوَ ٱلْمِقْيَاسُ لِيَكُونَ ٱلرَّجُلُ زَوْجًا نَاجِحًا؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلِٱعْتِرَافُ بِأَنَّ ٱللهَ هُوَ مُؤَسِّسُ ٱلزَّوَاجِ؟‏

مَا هُوَ فِي رَأْيِكَ ٱلْمِقْيَاسُ لِيَكُونَ ٱلرَّجُلُ زَوْجًا نَاجِحًا؟‏ هَلْ هُوَ قُدُرَاتُهُ ٱلْعَقْلِيَّةُ أَوِ ٱلْجَسَدِيَّةُ؟‏ هَلْ هُوَ قُدْرَتُهُ عَلَى جَنْيِ ٱلْأَمْوَالِ؟‏ أَمْ هَلْ يُقَاسُ نَجَاحُهُ بِتَعَامُلَاتِهِ ٱلْحُبِّيَّةِ وَٱللَّطِيفَةِ مَعَ زَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ؟‏ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْأَزْوَاجِ يُقَصِّرُونَ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ ٱلْأَخِيرِ،‏ إِذْ يَتَأَثَّرُونَ بِرُوحِ ٱلْعَالَمِ وَٱلْمَقَايِيسِ ٱلْبَشَرِيَّةِ.‏ لِمَاذَا؟‏ مَرَدُّ ذلِكَ هُوَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ إِلَى عَدَمِ فَهْمِ وَعَدَمِ تَطْبِيقِ إِرْشَادِ مُنْشِئِ ٱلزَّوَاجِ،‏ ٱلَّذِي «بَنَى .‏ .‏ .‏ ٱلضِّلْعَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنَ ٱلْإِنْسَانِ ٱمْرَأَةً وَأَحْضَرَهَا إِلَى ٱلْإِنْسَانِ».‏ —‏ تكوين ٢:‏٢١-‏٢٤‏.‏

٢ وَقَدْ أَكَّدَ يَسُوعُ صِحَّةَ قِصَّةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هذِهِ ٱلَّتِي تَرْوِي كَيْفَ أَسَّسَ ٱللهُ تَرْتِيبَ ٱلزَّوَاجِ عِنْدَمَا قَالَ لِلَّذِينَ كَانُوا يُجَرِّبُونَهُ:‏ «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ ٱلَّذِي خَلَقَهُمَا،‏ مِنَ ٱلْبَدْءِ صَنَعَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى وَقَالَ:‏ ‹مِنْ أَجْلِ هٰذَا يَتْرُكُ ٱلرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِزَوْجَتِهِ،‏ وَيَكُونُ ٱلِٱثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا›؟‏ فَلَيْسَا بَعْدُ ٱثْنَيْنِ،‏ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.‏ فَمَا جَمَعَهُ ٱللهُ فِي نِيرٍ وَاحِدٍ [ٱلزَّوَاجِ] فَلَا يُفَرِّقْهُ إِنْسَانٌ».‏ (‏متى ١٩:‏٤-‏٦‏)‏ لِذلِكَ فَإِنَّ مِفْتَاحَ ٱلنَّجَاحِ فِي ٱلزَّوَاجِ هُوَ ٱلِٱعْتِرَافُ بِأَنَّ ٱللهَ هُوَ مُؤَسِّسُ ٱلزَّوَاجِ وَأَنَّ ٱلنَّجَاحَ يَعْتَمِدُ عَلَى تَطْبِيقِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلْمَوْجُودِ فِي كَلِمَةِ ٱللهِ،‏ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

مِفْتَاحٌ يُسَاعِدُكُمْ لِتَكُونُوا أَزْوَاجًا نَاجِحِينَ

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ لِمَاذَا يَسُوعُ هُوَ وَاسِعُ ٱلْمَعْرِفَةِ فِي مَوْضُوعِ ٱلزَّوَاجِ؟‏ (‏ب)‏ مَنْ هِيَ ٱمْرَأَةُ يَسُوعَ ٱلْمَجَازِيَّةُ،‏ وَكَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلْأَزْوَاجُ زَوْجَاتِهِمْ؟‏

٣ إِنَّ أَحَدَ ٱلْمُسَاعِدَاتِ لِيَكُونَ ٱلرَّجُلُ زَوْجًا نَاجِحًا هُوَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي أَقْوَالِ يَسُوعَ وَٱلِٱقْتِدَاءُ بِأَفْعَالِهِ.‏ فَيَسُوعُ وَاسِعُ ٱلْمَعْرِفَةِ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ لِأَنَّهُ كَانَ مَوْجُودًا عِنْدَمَا خَلَقَ ٱللهُ ٱلرَّجُلَ وَٱلْمَرْأَةَ ٱلْأَوَّلَيْنِ وَجَمَعَهُمَا مَعًا فِي رِبَاطِ ٱلزَّوَاجِ.‏ فَقَدْ قَالَ لَهُ يَهْوَه ٱللهُ:‏ «لِنَصْنَعِ ٱلْإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا،‏ كَشَبَهِنَا».‏ (‏تكوين ١:‏٢٦‏)‏ نَعَمْ،‏ كَانَ ٱللهُ يَتَكَلَّمُ مَعَ ٱلشَّخْصِ ٱلَّذِي خَلَقَهُ قَبْلَ أَيِّ شَخْصٍ أَوْ شَيْءٍ آخَرَ وَٱلَّذِي ‹كَانَ بِجَانِبِهِ عَامِلًا مَاهِرًا›.‏ (‏امثال ٨:‏٢٢-‏٣٠‏)‏ وَهذَا ٱلشَّخْصُ هُوَ «بِكْرُ كُلِّ خَلِيقَةٍ».‏ إِنَّهُ «بِدَايَةُ خَلِيقَةِ ٱللهِ» ٱلَّذِي كَانَ مَوْجُودًا قَبْلَ خَلْقِ ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ.‏ —‏ كولوسي ١:‏١٥؛‏ رؤيا ٣:‏١٤‏.‏

٤ كَمَا أَنَّ يَسُوعَ يُدْعَى «حَمَلَ ٱللهِ» وَيُصَوَّرُ مَجَازِيًّا كَزَوْجٍ.‏ فَذَاتَ مَرَّةٍ،‏ قَالَ أَحَدُ ٱلْمَلَائِكَةِ لِيُوحَنَّا:‏ «تَعَالَ فَأُرِيَكَ ٱلْعَرُوسَ،‏ ٱمْرَأَةَ ٱلْحَمَلِ».‏ (‏يوحنا ١:‏٢٩؛‏ رؤيا ٢١:‏٩‏)‏ فَمَنْ هِيَ عَرُوسُهُ أَوِ ٱمْرَأَتُهُ؟‏ إِنَّ «ٱمْرَأَةَ ٱلْحَمَلِ» هِيَ أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْمَمْسُوحُونَ بِٱلرُّوحِ ٱلَّذِينَ سَيَكُونُونَ شُرَكَاءَ مَعَهُ فِي حُكْمِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ (‏رؤيا ١٤:‏١،‏ ٣‏)‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ تَعَامُلَاتِ يَسُوعَ مَعَ تَلَامِيذِهِ عِنْدَمَا كَانَ مَعَهُمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ تُزَوِّدُ مِثَالًا لِلْأَزْوَاجِ لِيَعْرِفُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ يُعَامِلُوا زَوْجَاتِهِمْ.‏

٥ لِمَنْ يَرْسُمُ يَسُوعُ ٱلْمِثَالَ؟‏

٥ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ يَسُوعَ هُوَ مِثَالٌ لِكُلِّ أَتْبَاعِهِ.‏ فَهُوَ يَذْكُرُ:‏ «اَلْمَسِيحُ تَأَلَّمَ لِأَجْلِكُمْ،‏ تَارِكًا لَكُمْ قُدْوَةً لِتَتَّبِعُوا خُطُوَاتِهِ بِدِقَّةٍ».‏ (‏١ بطرس ٢:‏٢١‏)‏ لكِنَّ يَسُوعَ هُوَ مِثَالٌ لِلْأَزْوَاجِ خُصُوصًا.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «رَأْسُ كُلِّ رَجُلٍ هُوَ ٱلْمَسِيحُ،‏ وَرَأْسُ ٱلْمَرْأَةِ هُوَ ٱلرَّجُلُ،‏ وَرَأْسُ ٱلْمَسِيحِ هُوَ ٱللهُ».‏ (‏١ كورنثوس ١١:‏٣‏)‏ فَبِمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ هُوَ رَأْسُ ٱلرَّجُلِ،‏ يَجِبُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلْأَزْوَاجُ بِمِثَالِهِ.‏ فَلِكَيْ تَكُونَ ٱلْعَائِلَةُ نَاجِحَةً وَسَعِيدَةً يَجِبُ تَطْبِيقُ مَبْدَإِ ٱلرِّئَاسَةِ.‏ لِهذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَتَعَامَلَ ٱلْأَزْوَاجُ مَعَ زَوْجَاتِهِمْ بِمَحَبَّةٍ،‏ تَمَامًا كَمَا يَتَعَامَلُ يَسُوعُ مَعَ ٱمْرَأَتِهِ ٱلْمَجَازِيَّةِ،‏ أَيْ تَلَامِيذِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏

كَيْفَ تَحُلُّونَ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلْعَائِلِيَّةَ؟‏

٦ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْكُنَ ٱلْأَزْوَاجُ مَعَ زَوْجَاتِهِمْ؟‏

٦ فِي عَالَمِنَا ٱلْمُضْطَرِبِ،‏ هُنَالِكَ حَاجَةٌ مَاسَّةٌ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلْأَزْوَاجُ بِصَبْرِ يَسُوعَ وَمَحَبَّتِهِ وَثَبَاتِهِ فِي تَأْيِيدِ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْبَارَّةِ.‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ نَقْرَأُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلنَّمُوذَجِ ٱلَّذِي تَرَكَهُ يَسُوعُ:‏ «كَذٰلِكَ أَنْتُمْ أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ،‏ ٱبْقَوْا سَاكِنِينَ [مَعَ زَوْجَاتِكُمْ] بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ».‏ (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ نَعَمْ،‏ يَجِبُ أَنْ يَحُلَّ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْمَشَاكِلَ ٱلزَّوْجِيَّةَ بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ،‏ تَمَامًا كَمَا تَغَلَّبَ يَسُوعُ عَلَى ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلَّتِي وَاجَهَتْهُ.‏ فَمَا مِنْ إِنْسَانٍ آخَرَ أَصَابَتْهُ مِحَنٌ كَٱلَّتِي أَصَابَتْ يَسُوعَ.‏ لكِنَّهُ عَرَفَ أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ وَأَبَالِسَتَهُ وَهذَا ٱلْعَالَمَ ٱلشِّرِّيرَ هُمُ ٱلْمَسْؤُولُونَ عَنْ كُلِّ مِحَنِهِ.‏ (‏يوحنا ١٤:‏٣٠؛‏ افسس ٦:‏١٢‏)‏ لِذلِكَ لَمْ يَسْتَغْرِبْ تَعَرُّضَهُ لِلْمِحَنِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَا يَنْبَغِي أَنْ يَسْتَغْرِبَ رُفَقَاءُ ٱلزَّوَاجِ إِذَا عَانَوْا ‹ضِيقًا فِي جَسَدِهِمْ›.‏ فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَقُولُ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَتَزَوَّجُونَ يَجِبُ أَنْ يَتَوَقَّعُوا مُعَانَاةَ ضِيقٍ كَهذَا.‏ —‏ ١ كورنثوس ٧:‏٢٨‏.‏

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ مَاذَا يَعْنِي ٱلسَّكَنُ مَعَ ٱلزَّوْجَاتِ بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ؟‏ (‏ب)‏ لِمَاذَا تَسْتَحِقُّ ٱلزَّوْجَاتُ ٱلْكَرَامَةَ؟‏

٧ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ إِنَّ ٱلْأَزْوَاجَ يَنْبَغِي أَنْ يَسْكُنُوا مَعَ زَوْجَاتِهِمْ «بِحَسَبِ ٱلْمَعْرِفَةِ،‏ مُعْطِينَ ٱلنِّسَاءَ كَرَامَةً كَإِنَاءٍ أَضْعَفَ».‏ (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ فَٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يُرِيدُ نَيْلَ رِضَى ٱللهِ يَجِبُ أَنْ يُكْرِمَ زَوْجَتَهُ بَدَلًا مِنَ ٱلتَّسَلُّطِ عَلَيْهَا،‏ ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ بِأَنَّ ٱلرِّجَالَ عُمُومًا سَيَفْعَلُونَهُ.‏ (‏تكوين ٣:‏١٦‏)‏ وَعَلَيْهِ أَيْضًا أَنْ يُعَامِلَهَا كَمُقْتَنًى ثَمِينٍ،‏ وَلَا يَجِبُ أَلْبَتَّةَ أَنْ يَسْتَخْدِمَ قُوَّتَهُ ٱلْجَسَدِيَّةَ لِإِيذَائِهَا.‏ بِٱلْأَحْرَى،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَأْخُذَ مَشَاعِرَهَا فِي ٱلِٱعْتِبَارِ وَيُعَامِلَهَا دَائِمًا بِٱحْتِرَامٍ وَكَرَامَةٍ.‏

٨ وَلِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُعْطِيَ ٱلْأَزْوَاجُ زَوْجَاتِهِمِ ٱلْكَرَامَةَ؟‏ يُجِيبُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «لِأَنَّكُمْ وَارِثُونَ أَيْضًا مَعَهُنَّ نِعْمَةَ ٱلْحَيَاةِ،‏ لِئَلَّا تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ».‏ (‏١ بطرس ٣:‏٧‏)‏ فَعَلَى ٱلْأَزْوَاجِ أَنْ يُدْرِكُوا أَنَّ يَهْوَه لَا يَعْتَبِرُ ٱلرَّجُلَ ٱلَّذِي يَعْبُدُهُ أَسْمَى مِنَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي تَعْبُدُهُ.‏ فَٱلنِّسَاءُ ٱللَّوَاتِي يَحْظَيْنَ بِرِضَى ٱللهِ سَيَنَلْنَ مُكَافَأَةَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ نَفْسَهَا،‏ وَكَثِيرَاتٌ مِنْهُنَّ سَيَرِثْنَ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ حَيْثُ «لَيْسَ هُنَاكَ ذَكَرٌ وَلَا أُنْثَى».‏ (‏غلاطية ٣:‏٢٨‏)‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْأَزْوَاجُ أَنَّ أَمَانَةَ ٱلْمَرْءِ هِيَ مَا يَجْعَلُهُ ذَا قِيمَةٍ فِي عَيْنَيِ ٱللهِ،‏ وَلَيْسَ كَوْنُهُ ذَكَرًا أَمْ أُنْثَى،‏ زَوْجًا أَمْ زَوْجَةً،‏ أَوْ حَتَّى وَلَدًا.‏ —‏ ١ كورنثوس ٤:‏٢‏.‏

٩ (‏أ)‏ وَفْقًا لِكَلِمَاتِ بُطْرُسَ،‏ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يُكْرِمَ ٱلْأَزْوَاجُ زَوْجَاتِهِمْ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلْكَرَامَةَ لِلنِّسَاءِ؟‏

٩ تُشَدِّدُ كَلِمَاتُ ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ «لِئَلَّا تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ» عَلَى ضَرُورَةِ مُعَامَلَةِ ٱلزَّوْجِ لِزَوْجَتِهِ بِكَرَامَةٍ.‏ وَكَمْ خَطِيرَةٌ هِيَ هذِهِ ٱلْعَاقِبَةُ!‏ فَعَدَمُ ٱلْإِكْرَامِ هذَا يُمْكِنُ أَنْ يُشَكِّلَ عَائِقًا يَحُولُ دُونَ بُلُوغِ صَلَوَاتِ ٱلزَّوْجِ إِلَى يَهْوَه،‏ تَمَامًا كَمَا حَصَلَ مَعَ بَعْضِ خُدَّامِ ٱللهِ فِي ٱلْمَاضِي ٱلَّذِينَ ٱسْتَهَانُوا بِشَرَائِعِهِ.‏ (‏المراثي ٣:‏٤٣،‏ ٤٤‏)‏ لِذلِكَ مِنَ ٱلْحِكْمَةِ أَنْ يَتَأَمَّلَ ٱلرِّجَالُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ،‏ ٱلْمُتَزَوِّجُونَ وَٱلْمُقْدِمُونَ عَلَى ٱلزَّوَاجِ،‏ فِي تَعَامُلَاتِ يَسُوعَ ٱللَّائِقَةِ مَعَ ٱلنِّسَاءِ.‏ فَقَدْ سَمَحَ لَهُنَّ بِٱلِٱنْضِمَامِ إِلَى ٱلْمَجْمُوعَةِ ٱلَّتِي رَافَقَتْهُ فِي خِدْمَتِهِ،‏ وَعَامَلَهُنَّ بِلُطْفٍ وَٱحْتِرَامٍ.‏ حَتَّى إِنَّهُ كَشَفَ لِبَعْضِهِنَّ أَوَّلًا مَعْلُومَاتٍ مُثِيرَةً لِلِٱهْتِمَامِ،‏ وَطَلَبَ مِنْهُنَّ أَنْ يُخْبِرْنَ ٱلرِّجَالَ عَنْهَا.‏ —‏ متى ٢٨:‏١،‏ ٨-‏١٠؛‏ لوقا ٨:‏١-‏٣‏.‏

مِثَالٌ لِلْأَزْوَاجِ خُصُوصًا

١٠،‏ ١١ (‏أ)‏ لِمَاذَا عَلَى ٱلْأَزْوَاجِ خُصُوصًا أَنْ يَتَفَحَّصُوا مِثَالَ يَسُوعَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُظْهِرَ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْمَحَبَّةَ لِزَوْجَاتِهِمْ؟‏

١٠ كَمَا ذَكَرْنَا آنِفًا،‏ يُشَبِّهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَاقَةَ ٱلزَّوْجِ بِزَوْجَتِهِ بِعَلَاقَةِ ٱلْمَسِيحِ ‹بِعَرُوسِهِ›،‏ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمُؤَلَّفَةِ مِنْ أَتْبَاعِهِ ٱلْمَمْسُوحِينَ.‏ فَهُوَ يَقُولُ:‏ «اَلزَّوْجُ رَأْسُ زَوْجَتِهِ كَمَا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ».‏ (‏افسس ٥:‏٢٣‏)‏ يَنْبَغِي أَنْ تُشَجِّعَ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلْأَزْوَاجَ عَلَى تَفَحُّصِ نَوْعِ ٱلرِّئَاسَةِ أَوِ ٱلْقِيَادَةِ ٱلَّتِي مَارَسَهَا يَسُوعُ عَلَى أَتْبَاعِهِ.‏ فَبِهذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ فَقَطْ يَتَمَكَّنُونَ مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِمِثَالِ يَسُوعَ وَتَزْوِيدِ زَوْجَاتِهِمِ ٱلْإِرْشَادَ وَٱلْمَحَبَّةَ وَٱلْعِنَايَةَ،‏ تَمَامًا كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ لِجَمَاعَتِهِ.‏

١١ وَيَحُثُّ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ:‏ «أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ،‏ كُونُوا دَائِمًا مُحِبِّينَ لِزَوْجَاتِكُمْ،‏ كَمَا أَحَبَّ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْجَمَاعَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِأَجْلِهَا».‏ (‏افسس ٥:‏٢٥‏)‏ فِي ٱلْإِصْحَاحِ ٱلسَّابِقِ مِنْ أَفَسُسَ،‏ تُدْعَى «ٱلْجَمَاعَةُ» «جَسَدَ ٱلْمَسِيحِ».‏ وَهذَا ٱلْجَسَدُ ٱلْمَجَازِيُّ لَهُ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ مِنَ ٱلْجِنْسَيْنِ كِلَيْهِمَا.‏ وَهذِهِ ٱلْأَعْضَاءُ كُلُّهَا تُسَاهِمُ فِي جَعْلِ ٱلْجَسَدِ يَقُومُ بِعَمَلِهِ كَمَا يَجِبُ.‏ وَطَبْعًا،‏ يَسُوعُ هُوَ «رَأْسُ ٱلْجَسَدِ،‏ ٱلْجَمَاعَةِ».‏ —‏ افسس ٤:‏١٢؛‏ كولوسي ١:‏١٨؛‏ ١ كورنثوس ١٢:‏١٢،‏ ١٣،‏ ٢٧‏.‏

١٢ كَيْفَ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِجَسَدِهِ ٱلْمَجَازِيِّ؟‏

١٢ أَعْرَبَ يَسُوعُ عَنْ مَحَبَّتِهِ لِجَسَدِهِ ٱلْمَجَازِيِّ،‏ «ٱلْجَمَاعَةِ»،‏ بِشَكْلٍ خَاصٍّ مِنْ خِلَالِ ٱلِٱهْتِمَامِ ٱلْحُبِّيِّ بِمَصَالِحِ ٱلَّذِينَ كَانُوا سَيَصِيرُونَ أَعْضَاءً فِي هذَا ٱلْجَسَدِ.‏ مَثَلًا،‏ قَالَ يَسُوعُ لِتَلَامِيذِهِ عِنْدَمَا كَانُوا مُتْعَبِينَ:‏ «تَعَالَوْا أَنْتُمْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ إِلَى مَكَانٍ خَلَاءٍ وَٱسْتَرِيحُوا قَلِيلًا».‏ (‏مرقس ٦:‏٣١‏)‏ كَمَا أَنَّ أَحَدَ ٱلرُّسُلِ كَتَبَ فِي مَعْرِضِ وَصْفِهِ لِمَا فَعَلَهُ يَسُوعُ قَبْلَ سَاعَاتٍ مِنْ تَنْفِيذِ حُكْمِ ٱلْإِعْدَامِ فِيهِ:‏ «لَمَّا كَانَ يَسُوعُ .‏ .‏ .‏ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ [أَيْ أَعْضَاءَ جَسَدِهِ ٱلْمَجَازِيِّ] .‏ .‏ .‏ بَلَغَتْ مَحَبَّتُهُ لَهُمْ إِلَى ٱلْمُنْتَهَى».‏ (‏يوحنا ١٣:‏١‏)‏ فَمَا أَرْوَعَ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ لِلْأَزْوَاجِ فِي كَيْفِيَّةِ مُعَامَلَتِهِمْ لِزَوْجَاتِهِمْ!‏

١٣ كَيْفَ يَجْرِي حَضُّ ٱلْأَزْوَاجِ عَلَى مَحَبَّةِ زَوْجَاتِهِمْ؟‏

١٣ حَضَّ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْأَزْوَاجَ،‏ مُسْتَخْدِمًا ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ لَهُمْ:‏ «يَجِبُ عَلَى ٱلْأَزْوَاجِ أَنْ يُحِبُّوا زَوْجَاتِهِمْ كَأَجْسَادِهِمْ.‏ مَنْ يُحِبُّ زَوْجَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ،‏ فَمَا مِنْ أَحَدٍ أَبْغَضَ جَسَدَهُ قَطُّ،‏ بَلْ يَقُوتُهُ وَيَحْنُو عَلَيْهِ،‏ كَمَا يَفْعَلُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا لِلْجَمَاعَةِ».‏ وَأَضَافَ قَائِلًا:‏ «لِيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ زَوْجَتَهُ هٰكَذَا كَنَفْسِهِ».‏ —‏ افسس ٥:‏٢٨،‏ ٢٩،‏ ٣٣‏.‏

١٤ كَيْفَ يُعَامِلُ ٱلزَّوْجُ جَسَدَهُ ٱلنَّاقِصَ،‏ وَعَلَامَ يَدُلُّ ذلِكَ بِشَأْنِ ٱلطَّرِيقَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ بِهَا زَوْجَتَهُ؟‏

١٤ لِنُفَكِّرْ فِي كَلِمَاتِ بُولُسَ.‏ فَهَلْ مِنْ رَجُلٍ عَاقِلٍ يُؤْذِي جَسَدَهُ عَمْدًا؟‏ فَعِنْدَمَا يَصْطَدِمُ إِصْبَعُ قَدَمِهِ بِشَيْءٍ مَا،‏ هَلْ يَضْرِبُهُ لِأَنَّهُ جَعَلَهُ يَتَعَثَّرُ؟‏ بِٱلطَّبْعِ لَا!‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ هَلْ يَحُطُّ ٱلزَّوْجُ مِنْ قَدْرِ نَفْسِهِ أَمَامَ أَصْدِقَائِهِ أَوْ يَكْشِفُ نَقَائِصَهُ لَهُمْ؟‏ كَلَّا!‏ فَلِمَاذَا إِذًا يُهِينُ زَوْجَتَهُ بِكَلَامِهِ،‏ أَوْ أَسْوَأَ مِنْ ذلِكَ يُؤْذِيهَا جَسَدِيًّا،‏ حِينَ تَرْتَكِبُ خَطَأً مَا؟‏ فَٱلْأَزْوَاجُ لَا يَجِبُ أَنْ يَطْلُبُوا مَصْلَحَتَهُمُ ٱلْخَاصَّةَ بَلْ مَصْلَحَةَ زَوْجَاتِهِمْ.‏ —‏ ١ كورنثوس ١٠:‏٢٤؛‏ ١٣:‏٥‏.‏

١٥ (‏أ)‏ مَاذَا فَعَلَ يَسُوعُ حِينَ أَعْرَبَ تَلَامِيذُهُ عَنِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ دُرُوسٍ يُمْكِنُ ٱسْتِخْلَاصُهَا مِنْ مِثَالِهِ؟‏

١٥ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ كَيْفَ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱهْتِمَامَهُ بِتَلَامِيذِهِ حِينَ أَعْرَبُوا عَنِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ.‏ فَرَغْمَ أَنَّهُ طَلَبَ مِنْهُمْ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ أَنْ يُصَلُّوا،‏ فَقَدْ غَفَوْا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي بُسْتَانِ جَتْسِيمَانِي.‏ وَفَجْأَةً،‏ أَحَاطَ بِهِمْ رِجَالٌ مُسَلَّحُونَ.‏ فَسَأَلَهُمْ يَسُوعُ:‏ «عَمَّنْ تُفَتِّشُونَ؟‏».‏ وَعِنْدَمَا أَجَابُوهُ:‏ «عَنْ يَسُوعَ ٱلنَّاصِرِيِّ»،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «إِنِّي هُوَ».‏ وَإِذْ عَرَفَ أَنَّهُ «قَدْ أَتَتِ ٱلسَّاعَةُ» لِيَمُوتَ،‏ قَالَ:‏ «إِنْ كُنْتُ أَنَا مَنْ تُفَتِّشُونَ عَنْهُ،‏ فَدَعُوا هٰؤُلَاءِ يَذْهَبُونَ».‏ فَيَسُوعُ كَانَ دَائِمًا يَأْخُذُ فِي ٱلِٱعْتِبَارِ خَيْرَ تَلَامِيذِهِ —‏ ٱلَّذِينَ هُمْ جُزْءٌ مِنْ عَرُوسِهِ ٱلْمَجَازِيَّةِ —‏ وَيُحَاوِلُ إِيجَادَ مَنْفَذٍ لَهُمْ.‏ وَبِتَفَحُّصِ طَرِيقَةِ تَعَامُلِ يَسُوعَ مَعَ تَلَامِيذِهِ،‏ يُمْكِنُ لِلْأَزْوَاجِ أَنْ يَجِدُوا مَبَادِئَ عَدِيدَةً تَنْطَبِقُ عَلَيْهِمْ فِي تَعَامُلَاتِهِمْ مَعَ زَوْجَاتِهِمْ.‏ —‏ يوحنا ١٨:‏١-‏٩؛‏ مرقس ١٤:‏٣٤-‏٣٧،‏ ٤١‏.‏

مَحَبَّةُ يَسُوعَ لَيْسَتْ عَاطِفَةً عَمْيَاءَ

١٦ كَيْفَ شَعَرَ يَسُوعُ تِجَاهَ مَرْثَا،‏ وَلكِنْ كَيْفَ قَوَّمَهَا؟‏

١٦ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّ مَرْثَا وَأُخْتَهَا وَلِعَازَرَ» ٱلَّذِينَ كَانُوا يَسْتَضِيفُونَهُ دَائِمًا فِي بَيْتِهِمْ.‏ (‏يوحنا ١١:‏٥‏)‏ مَعَ ذلِكَ،‏ لَمْ يَمْتَنِعْ يَسُوعُ عَنْ تَقْدِيمِ ٱلْمَشُورَةِ لِمَرْثَا عِنْدَمَا ٱهْتَمَّتْ أَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي بِإِعْدَادِ وَجْبَةِ طَعَامٍ،‏ وَبِٱلتَّالِي لَمْ يَعُدْ لَدَيْهَا مُتَّسَعٌ مِنَ ٱلْوَقْتِ لِنَيْلِ ٱلْإِرْشَادِ ٱلرُّوحِيِّ مِنْهُ.‏ قَالَ لَهَا:‏ «مَرْثَا،‏ مَرْثَا،‏ أَنْتِ تَحْمِلِينَ هَمًّا وَتَضْطَرِبِينَ فِي أُمُورٍ كَثِيرَةٍ.‏ وَإِنَّمَا ٱلْحَاجَةُ إِلَى قَلِيلٍ،‏ أَوْ إِلَى وَاحِدٍ».‏ (‏لوقا ١٠:‏٤١،‏ ٤٢‏)‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ مَوَدَّتَهُ ٱلظَّاهِرَةَ سَهَّلَتْ عَلَيْهَا قُبُولَ مَشُورَتِهِ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ يَنْبَغِي أَنْ يُعَامِلَ ٱلْأَزْوَاجُ زَوْجَاتِهِمْ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ،‏ مُخْتَارِينَ كَلِمَاتِهِمْ بِعِنَايَةٍ.‏ وَلكِنْ عِنْدَمَا يَكُونُ ٱلتَّقْوِيمُ لَازِمًا،‏ مِنَ ٱلْمُلَائِمِ أَنْ يَتَكَلَّمُوا مَعَهُنَّ بِصَرَاحَةٍ،‏ تَمَامًا كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ.‏

١٧،‏ ١٨ (‏أ)‏ كَيْفَ ٱنْتَهَرَ بُطْرُسُ يَسُوعَ،‏ وَلِمَاذَا كَانَ يَلْزَمُ تَقْوِيمُ بُطْرُسَ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ مَسْؤُولِيَّةٍ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ ٱلزَّوْجِ؟‏

١٧ فِي مُنَاسَبَةٍ أُخْرَى،‏ أَوْضَحَ يَسُوعُ لِرُسُلِهِ أَنَّهُ لَا بُدَّ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ،‏ حَيْثُ سَيُضْطَهَدُ «مِنَ ٱلشُّيُوخِ وَكِبَارِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلْكَتَبَةِ،‏ وَيُقْتَلَ،‏ وَيُقَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ».‏ إِذَّاكَ،‏ أَخَذَهُ بُطْرُسُ جَانِبًا وَٱبْتَدَأَ يَنْتَهِرُهُ،‏ قَائِلًا:‏ «اُلْطُفْ بِنَفْسِكَ يَا رَبُّ؛‏ لَنْ تَلْقَى هٰذَا ٱلْمَصِيرَ أَبَدًا».‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْعَاطِفَةَ غَشَّتْ بَصَرَ بُطْرُسَ.‏ لِذلِكَ كَانَ يَلْزَمُ تَقْوِيمُهُ.‏ قَالَ لَهُ يَسُوعُ:‏ «اِذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ!‏ أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي،‏ لِأَنَّكَ لَا تُفَكِّرُ تَفْكِيرَ ٱللهِ،‏ بَلْ تَفْكِيرَ ٱلنَّاسِ».‏ —‏ متى ١٦:‏٢١-‏٢٣‏.‏

١٨ فَيَسُوعُ كَانَ قَدِ ٱنْتَهَى لِتَوِّهِ مِنْ ذِكْرِ مَشِيئَةِ ٱللهِ لَهُ:‏ أَنْ يُعَانِيَ كَثِيرًا ويُقتَلَ.‏ (‏مزمور ١٦:‏١٠؛‏ اشعيا ٥٣:‏١٢‏)‏ وَكَانَ مِنَ ٱلْخَطَإِ أَنْ يَبْتَدِئَ بُطْرُسُ بِٱنْتِهَارِهِ.‏ لِذلِكَ كَانَ بُطْرُسُ بِحَاجَةٍ إِلَى تَقْوِيمٍ حَازِمٍ،‏ تَمَامًا مِثْلَمَا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ نَحْنُ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ.‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلزَّوْجَ هُوَ رَأْسُ ٱلْعَائِلَةِ،‏ فَلَدَيْهِ ٱلسُّلْطَةُ وَٱلْمَسْؤُولِيَّةُ أَنْ يُقَوِّمَ أَفْرَادَ عَائِلَتِهِ،‏ بِمَنْ فِيهِمْ زَوْجَتُهُ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْحَزْمَ لَازِمٌ أَحْيَانًا،‏ يَلْزَمُ مَنْحُ ٱلتَّقْوِيمِ بِلُطْفٍ وَمَحَبَّةٍ.‏ فَكَمَا سَاعَدَ يَسُوعُ بُطْرُسَ عَلَى رُؤْيَةِ ٱلْأُمُورِ مِنْ مِنْظَارٍ صَحِيحٍ،‏ هكَذَا يَلْزَمُ أَحْيَانًا أَنْ يَفْعَلَ ٱلْأَزْوَاجُ لِزَوْجَاتِهِمْ.‏ مَثَلًا،‏ قَدْ يَلْزَمُ أَنْ يَقُولَ ٱلزَّوْجُ لِزَوْجَتِهِ بِلُطْفٍ لِمَاذَا مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تُجْرِيَ بَعْضَ ٱلتَّعْدِيلَاتِ إِذَا ٱبْتَدَأَتْ تَبْتَعِدُ عَنِ ٱلْمِقْيَاسِ ٱلْمُحْتَشِمِ ٱلْمَرْسُومِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ فِي مَا يَخْتَصُّ بِٱلثِّيَابِ أَوِ ٱلْحُلِيِّ أَوْ مُسْتَحْضَرَاتِ ٱلتَّجْمِيلِ.‏ —‏ ١ بطرس ٣:‏٣-‏٥‏.‏

اَلتَّحَلِّي بِٱلصَّبْرِ يُجْدِي نَفْعًا

١٩،‏ ٢٠ (‏أ)‏ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ نَشَأَتْ بَيْنَ رُسُلِ يَسُوعَ،‏ وَكَيْفَ عَالَجَهَا؟‏ (‏ب)‏ إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَثْمَرَتْ جُهُودُ يَسُوعَ؟‏

١٩ إِذَا كَانَتِ ٱلزَّوْجَةُ تَتَصَرَّفُ بِشَكْلٍ خَاطِئٍ،‏ فَلَا يَجِبُ أَنْ يَتَوَقَّعَ ٱلزَّوْجُ أَنْ تَلْقَى جُهُودُهُ لِتَقْوِيمِ ٱلْخَطَإِ نَجَاحًا فَوْرِيًّا.‏ فَقَدْ قَامَ يَسُوعُ بِمُحَاوَلَاتٍ مُسْتَمِرَّةٍ لِجَعْلِ رُسُلِهِ يُغَيِّرُونَ مَوَاقِفَهُمْ.‏ مَثَلًا،‏ إِنَّ ٱلتَّنَافُسَ ٱلَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ ظَهَرَ مُجَدَّدًا فِي أَوَاخِرِ خِدْمَةِ يَسُوعَ.‏ فَقَدْ تَحَاجُّوا بَعْضُهُمْ مَعَ بَعْضٍ فِي مَنْ هُوَ ٱلْأَعْظَمُ.‏ (‏مرقس ٩:‏٣٣-‏٣٧؛‏ ١٠:‏٣٥-‏٤٥‏)‏ وَبُعَيْدَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ،‏ رَتَّبَ يَسُوعُ لِلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْفِصْحِ مَعَهُمْ عَلَى ٱنْفِرَادٍ.‏ وَفِي تِلْكَ ٱلْمُنَاسَبَةِ،‏ لَمْ يَأْخُذْ أَيٌّ مِنْهُمُ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي تَأْدِيَةِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْوَضِيعَةِ ٱلْمُعْتَادَةِ لِغَسْلِ أَقْدَامِ ٱلْآخَرِينَ.‏ فَيَسُوعُ هُوَ ٱلَّذِي غَسَلَ أَقْدَامَهُمْ.‏ لكِنَّهُ قَالَ لَهُمْ بَعْدَ ذلِكَ:‏ «وَضَعْتُ لَكُمْ نَمُوذَجًا».‏ —‏ يوحنا ١٣:‏٢-‏١٥‏.‏

٢٠ وَٱلْأَزْوَاجُ ٱلَّذِينَ يَتَبَنَّوْنَ مَوْقِفَ يَسُوعَ ٱلْمُتَوَاضِعَ سَيَلْقَوْنَ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ ٱلدَّعْمَ وَٱلتَّعَاوُنَ مِنْ زَوْجَاتِهِمْ.‏ لكِنَّ ٱلصَّبْرَ لَازِمٌ.‏ فَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ مِنْ لَيْلَةِ ٱلْفِصْحِ تِلْكَ،‏ حَدَثَ أَيْضًا بَيْنَ ٱلرُّسُلِ جِدَالٌ فِي أَيُّهُمْ يَبْدُو أَنَّهُ ٱلْأَعْظَمُ.‏ (‏لوقا ٢٢:‏٢٤‏)‏ فَٱلتَّغْيِيرَاتُ فِي ٱلْمَوَاقِفِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ غَالِبًا مَا تَتَطَلَّبُ ٱلْوَقْتَ وَتَحْدُثُ تَدْرِيجِيًّا.‏ وَلكِنْ كَمْ هُوَ رَائِعٌ أَنْ تُثْمِرَ جُهُودُ ٱلْأَزْوَاجِ،‏ تَمَامًا كَمَا حَدَثَ فِي حَالَةِ ٱلرُّسُلِ!‏

٢١ مَاذَا يَجِبُ أَنْ يَتَذَكَّرَ ٱلْأَزْوَاجُ حِينَ يُوَاجِهُونَ ٱلصُّعُوبَاتِ ٱلْيَوْمَ؟‏

٢١ تُبْتَلَى ٱلزِّيجَاتُ ٱلْيَوْمَ بِصُعُوبَاتٍ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى.‏ فَكَثِيرُونَ لَمْ يَعُودُوا يَحْمِلُونَ نُذُورَ ٱلزَّوَاجِ مَحْمَلَ ٱلْجِدِّ.‏ لِذلِكَ يَا أَيُّهَا ٱلْأَزْوَاجُ،‏ أَبْقُوا فِي بَالِكُمْ أَنَّ إِلهَنَا ٱلْمُحِبَّ يَهْوَه هُوَ مُؤَسِّسُ ٱلزَّوَاجِ.‏ وَلَا تَنْسَوْا أَنَّهُ زَوَّدَنَا بِٱبْنِهِ يَسُوعَ لَيْسَ كَفَادٍ وَمُخَلِّصٍ فَقَطْ،‏ بَلْ أَيْضًا كَمِثَالٍ لِلِٱقْتِدَاءِ بِهِ.‏ —‏ متى ٢٠:‏٢٨؛‏ يوحنا ٣:‏٢٩؛‏ ١ بطرس ٢:‏٢١‏.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ ٱلِٱعْتِرَافُ بِأَنَّ ٱللهَ هُوَ مُؤَسِّسُ ٱلزَّوَاجِ؟‏

‏• كَيْفَ يُشَجَّعُ ٱلْأَزْوَاجُ عَلَى مَحَبَّةِ زَوْجَاتِهِمْ؟‏

‏• أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ عَنْ تَعَامُلَاتِ يَسُوعَ مَعَ تَلَامِيذِهِ تُظْهِرُ كَيْفَ يَنْبَغِي أَنْ يُمَارِسَ ٱلزَّوْجُ رِئَاسَتَهُ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٤]‏

لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ يَتَأَمَّلَ ٱلْأَزْوَاجُ فِي أَمْثِلَةٍ عَنْ تَعَامُلَاتِ يَسُوعَ مَعَ ٱلنِّسَاءِ؟‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلِٱعْتِبَارَ لِتَلَامِيذِهِ عِنْدَمَا كَانُوا مُتْعَبِينَ

‏[الصورة في الصفحة ١٦]‏

يَنْبَغِي أَنْ يُقَدِّمَ ٱلْأَزْوَاجُ ٱلْمَشُورَةَ لِزَوْجَاتِهِمْ بِكَلِمَاتٍ لَطِيفَةٍ مُخْتَارَةٍ بِعِنَايَةٍ