كيف نمارس الرحمة؟
كَيْفَ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ؟
«لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». — غلاطية ٦:١٠.
١، ٢ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ؟
فِيمَا كَانَ رَجُلٌ مُتَضَلِّعٌ مِنَ ٱلشَّرِيعَةِ يَتَحَدَّثُ مَعَ يَسُوعَ، طَرَحَ عَلَيْهِ ٱلسُّؤَالَ: «مَنْ هُوَ قَرِيبِي؟». وَفِي ٱلْإِجَابَةِ، أَعْطَى يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ ٱلتَّالِيَ: «كَانَ إِنْسَانٌ نَازِلًا مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَرِيحَا، فَوَقَعَ بَيْنَ لُصُوصٍ، فَعَرَّوْهُ وَٱنْهَالُوا عَلَيْهِ ضَرْبًا، ثُمَّ مَضَوْا وَقَدْ تَرَكُوهُ بَيْنَ حَيٍّ وَمَيِّتٍ. وَٱتَّفَقَ أَنَّ كَاهِنًا كَانَ نَازِلًا فِي تِلْكَ ٱلطَّرِيقِ، وَلٰكِنَّهُ حِينَ رَآهُ، ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ. وَكَذٰلِكَ لَاوِيٌّ أَيْضًا، حِينَ وَصَلَ إِلَى ٱلْمَكَانِ وَرَآهُ، ٱجْتَازَ فِي ٱلْجَانِبِ ٱلْمُقَابِلِ. إِلَّا أَنَّ سَامِرِيًّا مَارًّا فِي ٱلطَّرِيقِ أَتَى إِلَيْهِ، وَلَمَّا رَآهُ، أَشْفَقَ عَلَيْهِ. فَٱقْتَرَبَ مِنْهُ وَضَمَدَ جُرُوحَهُ، سَاكِبًا عَلَيْهَا زَيْتًا وَخَمْرًا. ثُمَّ أَرْكَبَهُ عَلَى بَهِيمَتِهِ وَأَتَى بِهِ إِلَى فُنْدُقٍ وَٱعْتَنَى بِهِ. وَفِي ٱلْغَدِ، أَخْرَجَ دِينَارَيْنِ وَأَعْطَاهُمَا لِصَاحِبِ ٱلْفُنْدُقِ وَقَالَ: ‹اِعْتَنِ بِهِ، وَمَهْمَا تُنْفِقْ فَوْقَ هٰذَا، فَأَنَا أُوفِيكَ عِنْدَ رُجُوعِي›». بَعْدَ ذلِكَ، سَأَلَ يَسُوعُ ٱلرَّجُلَ: «أَيُّ هٰؤُلَاءِ ٱلثَّلَاثَةِ يَبْدُو لَكَ أَنَّهُ كَانَ قَرِيبًا لِلَّذِي وَقَعَ بَيْنَ ٱللُّصُوصِ؟». فَأَجَابَ ٱلرَّجُلُ: «اَلَّذِي عَامَلَهُ بِرَحْمَةٍ». — لوقا ١٠:٢٥، ٢٩-٣٧أ.
٢ إِنَّ ٱهْتِمَامَ ٱلسَّامِرِيِّ بِٱلرَّجُلِ ٱلْجَرِيحِ يُوضِحُ مَا هِيَ ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ. فَٱلسَّامِرِيُّ شَعَرَ بِٱلشَّفَقَةِ، أَوِ ٱلتَّعَاطُفِ، مِمَّا دَفَعَهُ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ لِإِرَاحَةِ ٱلضَّحِيَّةِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، لَمْ يَكُنِ ٱلسَّامِرِيُّ يَعْرِفُ ٱلرَّجُلَ. وَهذَا مَا يُظْهِرُ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ لَا تُعِيقُهَا ٱلْحَوَاجِزُ ٱلْقَوْمِيَّةُ أَوِ ٱلدِّينِيَّةُ أَوِ ٱلْحَضَارِيَّةُ. وَبَعْدَمَا ٱنْتَهَى يَسُوعُ مِنْ مَثَلِ ٱلسَّامِرِيِّ ٱلْمُحِبِّ لِلْقَرِيبِ، نَصَحَ مُسْتَمِعَهُ: «اِذْهَبْ وَٱفْعَلْ أَنْتَ هٰكَذَا». (لوقا ١٠:٣٧ب) نَحْنُ أَيْضًا، يُمْكِنُنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَى هذَا ٱلْحَضِّ وَنَسْعَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ مَعَ ٱلْآخَرِينَ. كَيْفَ ذلِكَ؟ وَبِأَيَّةِ طِرَائِقَ يُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا ٱليَوْمِيَّةِ؟
‹إِنْ كَانَ أَخٌ عُرْيَانًا›
٣، ٤ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ خُصُوصًا أَنْ نُمَارِسَ ٱلرَّحْمَةَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٣ قَالَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ: «مَا دَامَتْ لَنَا ٱلْفُرْصَةُ، فَلْنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ، وَخُصُوصًا إِلَى أَهْلِ ٱلْإِيمَانِ». (غلاطية ٦:١٠) فَلْنُنَاقِشْ أَوَّلًا كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِأَهْلِ ٱلْإِيمَانِ.
يعقوب ٢:١٣) وَقَرِينَةُ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُوحَى بِهَا تَكْشِفُ لَنَا بَعْضَ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يُمْكِنُنَا بِوَاسِطَتِهَا أَنْ نُمَارِسَ ٱلرَّحْمَةَ. مَثَلًا، نَقْرَأُ فِي يَعْقُوبَ ١:٢٧: «اَلدِّيَانَةُ ٱلطَّاهِرَةُ غَيْرُ ٱلْمُدَنَّسَةِ فِي نَظَرِ إِلٰهِنَا وَأَبِينَا هِيَ هٰذِهِ: اَلِٱعْتِنَاءُ بِٱلْيَتَامَى وَٱلْأَرَامِلِ فِي ضِيقِهِمْ، وَحِفْظُ ٱلنَّفْسِ بِلَا لَطْخَةٍ مِنَ ٱلْعَالَمِ». وَتَقُولُ يَعْقُوبُ ٢:١٥، ١٦: «إِنْ كَانَ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَيُعْوِزُهُمَا قُوتُ يَوْمِهِمَا، وَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمْ: ‹اِذْهَبَا بِسَلَامٍ، ٱسْتَدْفِئَا وَٱشْبَعَا›، وَلَمْ تُعْطُوهُمَا ضَرُورَاتِ ٱلْجَسَدِ، فَمَا ٱلْمَنْفَعَةُ؟».
٤ كَتَبَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ، مُشَجِّعًا ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ أَنْ يَكُونُوا رُحَمَاءَ وَاحِدُهُمْ مَعَ ٱلْآخَرِ: «اَلدَّيْنُونَةُ تَكُونُ بِلَا رَحْمَةٍ عَلَى مَنْ لَا يُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ». (٥، ٦ كَيْفَ نَكُونُ أَسْخِيَاءَ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ لِأَفْرَادِ جَمَاعَتِنَا ٱلْمَحَلِّيَّةِ؟
٥ إِنَّ ٱلِٱهْتِمَامَ بِٱلْآخَرِينَ وَمُسَاعَدَةَ ٱلْمُحْتَاجِينَ هُوَ إِحْدَى مُمَيِّزَاتِ ٱلدِّينِ ٱلْحَقِيقِيِّ. فَٱلدِّينُ ٱلْحَقِيقِيُّ لَا يَسْمَحُ لَنَا أَنْ نَقْصِرَ ٱهْتِمَامَنَا بِٱلْآخَرِينَ عَلَى تَمَنِّي ٱلْخَيْرِ لَهُمْ بِٱلْكَلَامِ. بَلْ يَنْبَغِي أَنْ تَدْفَعَنَا مَشَاعِرُ ٱلْحَنَانِ إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُحْتَاجِينَ. (١ يوحنا ٣:١٧، ١٨) وَتَشْمُلُ أَعْمَالُ ٱلرَّحْمَةِ ٱلَّتِي يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ أَسْخِيَاءَ فِيهَا: إِعْدَادَ ٱلطَّعَامِ لِشَخْصٍ مَرِيضٍ، مُسَاعَدَةَ شَخْصٍ مُسِنٍّ فِي ٱلْأَعْمَالِ ٱلْمَنْزِلِيَّةِ، تَأْمِينَ ٱلْمُوَاصَلَاتِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ عِنْدَ ٱلضَّرُورَةِ، وَعَدَمَ ‹قَبْضِ ٱلْيَدِ› عَنِ ٱلْمُسْتَحِقِّينَ. — تثنية ١٥:٧-١٠.
٦ لكِنَّ ٱلْأَهَمَّ مِنَ ٱلْعَطَاءِ ٱلْمَادِّيِّ هُوَ ٱلْعَطَاءُ ٱلرُّوحِيُّ بُغْيَةَ مُسَاعَدَةِ أَفْرَادِ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْمُتَّسِعَةِ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُثُّنَا: «عَزُّوا ٱلنُّفُوسَ ٱلْمُكْتَئِبَةَ، ٱدْعَمُوا ٱلضُّعَفَاءَ». (١ تسالونيكي ٥:١٤) وَيُشَجِّعُ أَيْضًا «ٱلْمُسِنَّاتِ» أَنْ يَكُنَّ «مُعَلِّمَاتٍ لِمَا هُوَ صَالِحٌ». (تيطس ٢:٣) كَمَا أَنَّهُ يَقُولُ عَنِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ: «يَكُونُ كُلٌّ مِنْهُمْ كَمَخْبَإٍ مِنَ ٱلرِّيحِ وَسِتْرٍ مِنَ ٱلْعَاصِفَةِ». — اشعيا ٣٢:٢.
٧ مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ مِنَ ٱلتَّلَامِيذِ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ؟
٧ إِضَافَةً إِلَى ٱلِٱهْتِمَامِ بِٱلْأَرَامِلِ وَٱلْيَتَامَى وَٱلَّذِينَ يَحْتَاجُونَ إِلَى ٱلْمُسَاعَدَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَحَلِّيَّةِ، نَظَّمَتْ جَمَاعَاتُ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ تَرْتِيبَاتٍ لِإِرْسَالِ مُؤَنِ إِغَاثَةٍ إِلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي أَمَاكِنَ أُخْرَى. مَثَلًا، عِنْدَمَا أَنْبَأَ ٱلنَّبِيُّ أَغَابُوسُ «أَنَّ مَجَاعَةً عَظِيمَةً تُوشِكُ أَنْ تَأْتِيَ عَلَى ٱلْمَسْكُونَةِ كُلِّهَا»، صَمَّمَ ٱلتَّلَامِيذُ فِي أَنْطَاكِيَةِ سُورِيَّةَ، «كُلٌّ بِحَسَبِ طَاقَتِهِ، أَنْ يُؤَدُّوا خِدْمَةً بِإِرْسَالِ إِعَانَةٍ إِلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي ٱلْيَهُودِيَّةِ». وَقَدْ أُرْسِلَتْ مُؤَنُ ٱلْإِغَاثَةِ إِلَى ٱلشُّيُوخِ هُنَاكَ «بِيَدِ بَرْنَابَا وَشَاوُلَ». (اعمال ١١:٢٨-٣٠) اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يُنَظِّمُ «ٱلْعَبْدُ ٱلْأَمِينُ ٱلْفَطِينُ» لِجَانَ إِغَاثَةٍ لِلِٱعْتِنَاءِ بِإِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ تَحِلُّ بِهِمْ كَوَارِثُ طَبِيعِيَّةٌ مِثْلُ ٱلْأَعَاصِيرِ، ٱلزَّلَازِلِ، أَوِ ٱلتّسُونَامِي. (متى ٢٤:٤٥) وَٱلتَّضْحِيَةُ بِوَقْتِنَا وَطَاقَاتِنَا وَمَوَارِدِنَا لِدَعْمِ هذَا ٱلتَّرْتِيبِ هِيَ طَرِيقَةٌ جَيِّدَةٌ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ.
«إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ»
٨ كَيْفَ تَتَنَافَى ٱلْمُحَابَاةُ مَعَ ٱلرَّحْمَةِ؟
٨ حَذَّرَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ مِنْ صِفَةٍ تَتَنَافَى مَعَ ٱلرَّحْمَةِ وَ «ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمَلَكِيَّةِ»، شَرِيعَةِ ٱلْمَحَبَّةِ، حِينَ كَتَبَ: «إِنْ كُنْتُمْ تُحَابُونَ فَإِنَّكُمْ تَعْمَلُونَ خَطِيَّةً، وَٱلشَّرِيعَةُ تُوَبِّخُكُمْ كَمُتَعَدِّينَ». (يعقوب ٢:٨، ٩) فَمُحَابَاةُ ٱلْأَغْنِيَاءِ أَوِ ٱلْبَارِزِينَ يُمْكِنُ أَنْ تَجْعَلَنَا نَتَصَامَمُ عَنْ «صُرَاخِ تَشَكِّي ٱلْمِسْكِين». (امثال ٢١:١٣) لِذلِكَ فَهِيَ تُعِيقُنَا عَنْ إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ. بِٱلْمُقَابِلِ، نَحْنُ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ عِنْدَمَا نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ دُونَ تَحَيُّزٍ.
٩ لِمَاذَا لَيْسَ مِنَ ٱلْخَطَإِ إِظْهَارُ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ لِمَنْ يَسْتَحِقُّونَهُ؟
٩ وَهَلْ كَوْنُنَا غَيْرَ مُتَحَيِّزِينَ يَعْنِي عَدَمَ إِظْهَارِ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ لِشَخْصٍ مَا؟ كَلَّا. كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي فِيلِبِّي فِي مَا يَخُصُّ رَفِيقَهُ ٱلْعَامِلَ مَعَهُ أَبَفْرُودِتُسَ: «قَدِّرُوا أَمْثَالَهُ». وَلِمَاذَا؟ «لِأَنَّهُ قَارَبَ ٱلْمَوْتَ مِنْ أَجْلِ عَمَلِ ٱلرَّبِّ، مُخَاطِرًا بِنَفْسِهِ، لِكَيْ يُعَوِّضَ كَامِلًا عَنْ عَدَمِ وُجُودِكُمْ هُنَا لِتَخْدِمُونِي». (فيلبي ٢:٢٥، ٢٩، ٣٠) فَقَدِ ٱسْتَحَقَّ أَبَفْرُودِتُسُ نَيْلَ ٱعْتِبَارٍ خُصُوصِيٍّ بِسَبَبِ ٱلْخِدْمَةِ ٱلْأَمِينَةِ ٱلَّتِي قَامَ بِهَا. كَمَا نَقْرَأُ فِي ١ تِيمُوثَاوُسَ ٥:١٧: «لِيُحْسَبِ ٱلشُّيُوخُ ٱلَّذِينَ يُشْرِفُونَ حَسَنًا مُسْتَحِقِّينَ كَرَامَةً مُضَاعَفَةً، وَخُصُوصًا ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ بِكَدٍّ فِي ٱلْكَلِمَةِ وَٱلتَّعْلِيمِ». فَٱلَّذِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِصِفَاتٍ رُوحِيَّةٍ جَيِّدَةٍ هُمْ أَيْضًا يَسْتَحِقُّونَ ٱعْتِبَارًا خُصُوصِيًّا. وَإِظْهَارُ هذَا ٱلِٱعْتِبَارِ لَيْسَ مُحَابَاةً عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.
«اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ . . . مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً»
١٠ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَضْبُطَ لِسَانَنَا؟
١٠ كَتَبَ يَعْقُوبُ عَنِ ٱللِّسَانِ: «إِنَّهُ أَذًى لَا يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ يَهْوَهَ، ٱلْآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ ٱلنَّاسَ ٱلَّذِينَ وُجِدُوا ‹عَلَى شَبَهِ ٱللهِ›. مِنَ ٱلْفَمِ ٱلْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ». وَأَضَافَ قَائِلًا: «إِذَا كَانَ فِي قُلُوبِكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَنَزْعَةٌ إِلَى ٱلْخِصَامِ، فَلَا تَتَبَجَّحُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى ٱلْحَقِّ. لَيْسَتْ هٰذِهِ ٱلْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ حَيَوَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ. فَحَيْثُ تَكُونُ ٱلْغَيْرَةُ وَٱلنَّزْعَةُ إِلَى ٱلْخِصَامِ، هُنَاكَ ٱلتَّشْوِيشُ وَكُلُّ رَذِيلَةٍ. أَمَّا ٱلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَعَقِّلَةٌ، مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً، لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي». — يعقوب ٣:٨-١٠أ، ١٤-١٧.
١١ كَيْفَ نَكُونُ رُحَمَاءَ فِي ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا؟
١١ وَهكَذَا نَرَى أَنَّ طَرِيقَةَ ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا تَدُلُّ هَلْ لَدَيْنَا ٱلْحِكْمَةُ ‹ٱلْمَمْلُوَّةُ رَحْمَةً› أَمْ لَا. فَمَاذَا نَكْشِفُ عَنْ أَنْفُسِنَا إِذَا كُنَّا بِسَبَبِ ٱلْغَيْرَةِ أَوِ ٱلنَّزْعَةِ إِلَى ٱلْخِصَامِ نَسْتَخْدِمُ لِسَانَنَا لِلِٱفْتِخَارِ، ٱلْكَذِبِ، أَوِ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ؟ يَذْكُرُ ٱلْمَزْمُورُ ٩٤:٤: «يَتَبَجَّحُ جَمِيعُ مُمَارِسِي ٱلْأَذِيَّةِ». فَمَا أَسْرَعَ ٱلْكَلَامَ ٱلْمُؤْذِيَ فِي تَشْوِيهِ سُمْعَةِ ٱلشَّخْصِ ٱلْحَسَنَةِ! (مزمور ٦٤:٢-٤) فَكِّرْ أَيْضًا فِي ٱلضَّرَرِ ٱلَّذِي يُسَبِّبُهُ «شَاهِدُ ٱلزُّورِ [ٱلَّذِي] لَا يَبُثُّ إِلَّا ٱلْأَكَاذِيبَ». (امثال ١٤:٥؛ ١ ملوك ٢١:٧-١٣) بَعْدَ ٱلْحَدِيثِ عَنْ إِسَاءَةِ ٱسْتِخْدَامِ ٱللِّسَانِ، يَقُولُ يَعْقُوبُ: «لَا يَلِيقُ، يَا إِخْوَتِي، أَنْ تَسْتَمِرَّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورُ هٰكَذَا». (يعقوب ٣:١٠ب) فَٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ تَتَطَلَّبُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ لِسَانَنَا بِطَرِيقَةٍ عَفِيفَةٍ، مُسَالِمَةٍ، وَمُتَعَقِّلَةٍ. وَقَدْ قَالَ يَسُوعُ: «أَقُولُ لَكُمْ إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَاطِلَةٍ يَقُولُهَا ٱلنَّاسُ، سَوْفَ يُؤَدُّونَ عَنْهَا حِسَابًا فِي يَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ». (متى ١٢:٣٦) فَكَمْ هُوَ مُهِمٌّ أَنْ نَكُونَ رُحَمَاءَ فِي ٱسْتِخْدَامِ لِسَانِنَا!
«إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ»
١٢، ١٣ (أ) مَاذَا نَتَعَلَّمُ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ مِنْ مَثَلِ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي يَدِينُ لِسَيِّدِهِ بِمَبْلَغٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْمَالِ؟ (ب) مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَغْفِرَ لِأَخِينَا «إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً»؟
١٢ يُظْهِرُ لَنَا مَثَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْعَبْدِ ٱلَّذِي يَدِينُ لِسَيِّدِهِ بِـ ٦٠٬٠٠٠٬٠٠٠ دِينَارٍ طَرِيقَةً أُخْرَى لِنَكُونَ رُحَمَاءَ. فَقَدِ ٱلْتَمَسَ هذَا ٱلْعَبْدُ ٱلرَّحْمَةَ إِذْ لَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ مَوْرِدٌ لِيُوفِيَ دَيْنَهُ. «فَأَشْفَقَ» سَيِّدُهُ عَلَيْهِ وَسَامَحَهُ بِٱلدَّيْنِ. لكِنَّ ٱلْعَبْدَ خَرَجَ وَوَجَدَ وَاحِدًا مِنَ ٱلْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ لَهُ عَلَيْهِ مِئَةُ دِينَارٍ، فَأَلْقَاهُ فِي ٱلسِّجْنِ دُونَ رَحْمَةٍ. وَعِنْدَمَا عَلِمَ ٱلسَّيِّدُ بِمَا حَصَلَ، ٱسْتَدْعَى ٱلْعَبْدَ ٱلَّذِي سَامَحَهُ بِٱلدَّيْنِ وَقَالَ لَهُ: «أَيُّهَا ٱلْعَبْدُ ٱلشِّرِّيرُ، كُلُّ ذٰلِكَ ٱلدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ، حِينَ تَوَسَّلْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَيْكَ أَنْتَ أَيْضًا أَنْ تَرْحَمَ ٱلْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟». عِنْدَئِذٍ، سَلَّمَهُ ٱلسَّيِّدُ إِلَى ٱلسَّجَّانِينَ. ثُمَّ ٱخْتَتَمَ يَسُوعُ ٱلْمَثَلَ بِٱلْقَوْلِ: «هٰكَذَا يُعَامِلُكُمْ أَيْضًا أَبِي ٱلسَّمَاوِيُّ إِنْ لَمْ تَغْفِرُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لِأَخِيهِ». — متى ١٨:٢٣-٣٥.
١٣ يُظْهِرُ هذَا ٱلْمَثَلُ بِشَكْلٍ قَاطِعٍ أَنَّ ٱلرَّحْمَةَ تَشْمُلُ ٱلْغُفْرَانَ. فَبِمَا أَنَّ يَهْوَه سَامَحَنَا بِدَيْنِ ٱلْخَطِيَّةِ ٱلْهَائِلِ، أَفَلَا يَنْبَغِي لَنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ ‹نَغْفِرَ لِلنَّاسِ زَلَّاتِهِمْ›؟! (متى ٦:١٤، ١٥) وَقَبْلَ أَنْ يُعْطِيَ يَسُوعَ مَثَلَ ٱلْعَبْدِ غَيْرِ ٱلرَّحِيمِ، سَأَلَهُ بُطْرُسُ: «يَا رَبُّ، كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ أَإِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟». فَأَجَابَهُ يَسُوعُ: «لَا أَقُولُ لَكَ: إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ، بَلْ: إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً». (متى ١٨:٢١، ٢٢) نَعَمْ، إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلرَّحِيمَ يَكُونُ مُسْتَعِدًّا لِيَغْفِرَ «إِلَى سَبْعٍ وَسَبْعِينَ مَرَّةً»، أَيْ دُونَ حُدُودٍ.
١٤ اِسْتِنَادًا إِلَى مَتَّى ٧:١-٤، كَيْفَ يُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ يَوْمِيًّا؟
١٤ أَظْهَرَ يَسُوعُ طَرِيقَةً أُخْرَى أَيْضًا لِلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ حِينَ قَالَ فِي مَوْعِظَتِهِ عَلَى ٱلْجَبَلِ: «لَا تَدِينُوا لِكَيْلَا تُدَانُوا. فَإِنَّكُمْ بِٱلدَّيْنُونَةِ ٱلَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ . . . فَلِمَاذَا تَنْظُرُ ٱلْقَشَّةَ فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ فَلَا تَأْبَهُ لَهَا؟ أَوْ كَيْفَ تَقْدِرُ أَنْ تَقُولَ لِأَخِيكَ: ‹دَعْنِي أُخْرِجِ ٱلْقَشَّةَ مِنْ عَيْنِكَ›، وَهَا ٱلْعَارِضَةُ فِي عَيْنِكَ أَنْتَ؟». (متى ٧:١-٤) فَيُمْكِنُنَا مُمَارَسَةُ ٱلرَّحْمَةِ يَوْمِيًّا بِٱحْتِمَالِ ضَعَفَاتِ ٱلْآخَرِينَ دُونَ إِدَانَتِهِمْ أَوِ ٱنْتِقَادِهِمْ.
«لِنَصْنَعِ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ»
١٥ لِمَاذَا أَعْمَالُ ٱلرَّحْمَةِ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً فَقَطْ عَلَى ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
١٥ فِي حِينِ أَنَّ سِفْرَ يَعْقُوبَ يُشَدِّدُ عَلَى إِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ، فَهذَا لَا يَعْنِي أَنَّ أَعْمَالَ ٱلرَّحْمَةِ مَقْصُورَةٌ فَقَطْ عَلَى ٱلَّذِينَ هُمْ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. فَكَمَا يَقُولُ ٱلْمَزْمُورُ ١٤٥:٩، «يَهْوَهُ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ». وَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يَحُضُّنَا أَنْ ‹نَكُونَ مُقْتَدِينَ بِٱللهِ› وَأَنْ «نَصْنَعَ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلْجَمِيعِ». (افسس ٥:١؛ غلاطية ٦:١٠) لِذلِكَ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نُحِبُّ «ٱلْعَالَمَ وَلَا مَا فِي ٱلْعَالَمِ»، إِلَّا أَنَّنَا لَسْنَا غَيْرَ مُبَالِينَ بِحَاجَاتِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْعَالَمِ. — ١ يوحنا ٢:١٥.
١٦ أَيُّ عَامِلَيْنِ يُؤَثِّرَانِ فِي إِظْهَارِنَا ٱلرَّحْمَةَ لِلْآخَرِينَ؟
١٦ فَنَحْنُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ مُسْتَعِدُّونَ دَائِمًا لِنُقَدِّمَ أَيَّةَ مُسَاعَدَةٍ مُمْكِنَةٍ لِضَحَايَا «ٱلْحَوَادِثِ غَيْرِ ٱلْمُتَوَقَّعَةِ» أَوْ جامعة ٩:١١) وَلَا شَكَّ أَنَّنَا نُسَاعِدُهُمْ قَدْرَ مَا تَسْمَحُ لَنَا ظُرُوفُنَا. (امثال ٣:٢٧) كَمَا أَنَّ عَلَيْنَا ٱلْحِرْصَ عِنْدَ تَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ ٱلْمَادِّيَّةِ لِئَلَّا يَكُونَ مَا نَظُنُّ أَنَّهُ عَمَلٌ خَيِّرٌ تَشْجِيعًا عَلَى ٱلْكَسَلِ. (امثال ٢٠:١، ٤؛ ٢ تسالونيكي ٣:١٠-١٢) إِذًا، ٱلرَّحْمَةُ ٱلْحَقِيقِيَّةُ هِيَ رَدُّ فِعْلٍ يَجْمَعُ بَيْنَ مَشَاعِرِ ٱلْحَنَانِ أَوِ ٱلتَّعَاطُفِ وَبَيْنَ ٱلتَّفْكِيرِ ٱلسَّلِيمِ.
لِلَّذِينَ يَمُرُّونَ بِظُرُوفٍ عَصِيبَةٍ. (١٧ مَا هِيَ أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
١٧ إِنَّ أَفْضَلَ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. لِمَاذَا؟ لِأَنَّ غَالِبِيَّةَ ٱلنَّاسِ ٱلْيَوْمَ يَتَلَمَّسُونَ طَرِيقَهُمْ فِي ٱلظُّلْمَةِ ٱلرُّوحِيَّةِ. فَهُمْ ‹مُنْزَعِجُونَ وَمُنْطَرِحُونَ كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا› لِأَنَّهُمْ عَاجِزُونَ عَنْ حَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُوَاجِهُهُمْ وَلَا أَمَلَ لَدَيْهِمْ بِٱلْمُسْتَقْبَلِ. (متى ٩:٣٦) وَرِسَالَةُ كَلِمَةِ ٱللهِ يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ‹سِرَاجًا لِرِجْلِهِمْ›، إِذْ تُسَاعِدُهُمْ عَلَى حَلِّ مَشَاكِلِ ٱلْحَيَاةِ. كَمَا أَنَّهَا يُمْكِنُ أَنْ تَكُونَ ‹نُورًا لِسَبِيلِهِمْ›، إِذْ إِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُخْبِرُ بِقَصْدِ ٱللهِ لِلْمُسْتَقْبَلِ، مِمَّا يَمْنَحُهُمْ رَجَاءً سَاطِعًا. (مزمور ١١٩:١٠٥) فَمَا أَعْظَمَ ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ نَنْقُلَ رِسَالَةَ ٱلْحَقِّ ٱلرَّائِعَةَ إِلَى ٱلَّذِينَ هُمْ فِي أَمَسِّ ٱلْحَاجَةِ إِلَيْهَا! وَنَظَرًا إِلَى دُنُوِّ مَجِيءِ ‹ٱلضِّيقِ ٱلعَظِيمِ›، ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِلِٱشْتِرَاكِ بِغَيْرَةٍ فِي عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ. (متى ٢٤:٣-٨، ٢١، ٢٢، ٣٦-٤١؛ ٢٨:١٩، ٢٠) فَمَا مِنْ عَمَلِ رَحْمَةٍ يُضَاهِي هذَا ٱلْعَمَلَ فِي ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
«أَعْطُوا مَا فِي ٱلدَّاخِلِ»
١٨، ١٩ لِمَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى إِلَى ٱلتَّحَلِّي أَكْثَرَ بِٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا؟
١٨ قَالَ يَسُوعُ: «أَعْطُوا مَا فِي ٱلدَّاخِلِ صَدَقَةً». (لوقا ١١:٤١) فَلِكَيْ تَكُونَ ٱلْأَعْمَالُ ٱلصَّالِحَةُ وَٱلصَّدَقَاتُ إِعْرَابًا عَنِ ٱلرَّحْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ، يَجِبُ أَنْ تَنْبُعَ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، أَيْ مِنْ قَلْبٍ مُحِبٍّ وَسَمُوحٍ. (٢ كورنثوس ٩:٧) وَكَمْ تَكُونُ هذِهِ ٱلرَّحْمَةُ مُنْعِشَةً فِي عَالَمٍ تَسُودُهُ ٱلْقَسْوَةُ، ٱلْأَنَانِيَّةُ، وَقِلَّةُ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمُعَانَاةِ ٱلْآخَرِينَ وَمَشَاكِلِهِمْ!
١٩ لِذلِكَ لِنَسْعَ إِلَى ٱلتَّحَلِّي أَكْثَرَ بِٱلرَّحْمَةِ فِي حَيَاتِنَا. فَكُلَّمَا كُنَّا رُحَمَاءَ، تَشَبَّهْنَا بِٱللهِ أَكْثَرَ. وَهذَا مَا يُسَاعِدُنَا عَلَى ٱلْعَيْشِ حَيَاةً ذَاتَ مَعْنًى تَجْلُبُ لَنَا ٱكْتِفَاءً حَقِيقِيًّا. — متى ٥:٧.
مَاذَا تَعَلَّمْتُمْ؟
• لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ خُصُوصًا أَنْ نَكُونَ رُحَمَاءَ مَعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ؟
• كَيْفَ نُمَارِسُ ٱلرَّحْمَةَ ضِمْنَ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
• كَيْفَ نَصْنَعُ ٱلصَّلَاحَ إِلَى ٱلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ؟
[اسئلة الدرس]
[الصورة في الصفحة ٢٦]
أَعْرَبَ ٱلسَّامِرِيُّ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ
[الصورتان في الصفحة ٢٧]
اَلْمَسِيحِيُّونَ هُمْ أَسْخِيَاءُ فِي ٱلْإِعْرَابِ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ
[الصورة في الصفحة ٣٠]
أَفْضَلُ طَرِيقَةٍ لِإِظْهَارِ ٱلرَّحْمَةِ لِلَّذِينَ هُمْ خَارِجَ ٱلْجَمَاعَةِ هِيَ إِخْبَارُهُمْ بِحَقِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ