حكم الشيطان سيفشل لا محالة
حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ سَيَفْشَلُ لَا مَحَالَةَ
«أَمَّا ٱلشِّرِّيرُ فَلَنْ يَكُونَ لَهُ خَيْرٌ أَبَدًا». — جا ٨:١٣.
١ لِمَاذَا ٱلدَّيْنُونَةُ ٱلْقَادِمَةُ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ خَبَرٌ مُعَزٍّ؟
عَاجِلًا أَوْ آجِلًا، سَيَنَالُ ٱلْأَشْرَارُ ٱلْعِقَابَ ٱلَّذِي يَسْتَحِقُّونَهُ. فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَدْفَعُوا ثَمَنَ أَفْعَالِهِمْ. (ام ٥:٢٢؛ جا ٨:١٢، ١٣) وَهذَا خَبَرٌ مُعَزٍّ، خُصُوصًا لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱلْبِرَّ وَيُعَانُونَ ٱلْمَظَالِمَ وَسُوءَ ٱلْمُعَامَلَةِ. وَٱلشَّيْطَانُ إِبْلِيسُ، رَأْسُ ٱلشَّرِّ، هُوَ فِي أَعْلَى قَائِمَةِ ٱلْأَشْرَارِ ٱلَّذِينَ سَيُدَانُونَ. — يو ٨:٤٤.
٢ لِمَاذَا لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِبَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ ٱلَّتِي أُثِيرَتْ فِي عَدْنٍ؟
٢ فَقَدِيمًا فِي جَنَّةِ عَدْنٍ، طَغَى ٱلْغُرُورُ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَدَفَعَهُ إِلَى تَحْرِيضِ ٱلْبَشَرِ عَلَى رَفْضِ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ. نَتِيجَةَ ذلِكَ، ٱنْضَمَّ أَبَوَانَا ٱلْأَوَّلَانِ إِلَى ٱلشَّيْطَانِ فِي تَحَدِّي سُلْطَةِ يَهْوَه ٱلشَّرْعِيَّةِ، وَهكَذَا أَخْطَآ إِلَيْهِ. (رو ٥:١٢-١٤) طَبْعًا، عَلِمَ يَهْوَه مَا سَيَحِلُّ بِهِمَا نَتِيجَةَ ٱزْدِرَائِهِمَا وَتَمَرُّدِهِمَا عَلَيْهِ. لكِنَّهُ رَأَى أَنَّهُ مِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَنْ تَعْرِفَ كُلُّ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْعَاقِلَةِ هذِهِ ٱلْعَاقِبَةَ ٱلَّتِي لَا مَفَرَّ مِنْهَا. لِذلِكَ لَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ مُرُورِ ٱلْوَقْتِ لِبَتِّ ٱلْمَسْأَلَةِ وَإِعْطَاءِ دَلِيلٍ دَامِغٍ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْمُتَمَرِّدِينَ كَانُوا مُخْطِئِينَ تَمَامًا.
٣ مَا هُوَ مَوْقِفُنَا مِنَ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ؟
٣ بِمَا أَنَّ ٱلْبَشَرَ رَفَضُوا تَوْجِيهَ يَهْوَه، وَجَبَ عَلَيْهِمْ تَشْكِيلُ حُكُومَاتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ. وَفِي ٱلرِّسَالَةِ ٱلَّتِي كَتَبَهَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ إِلَى ٱلْعُبَّادِ ٱلْمُؤْمِنِينَ فِي رُومَا، أَشَارَ إِلَى ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ بِوَصْفِهَا ‹سُلُطَاتٍ فَائِقَةً›. وَآنَذَاكَ، كَانَتِ ٱلدَّوْلَةُ ٱلرُّومَانِيَّةُ تَحْتَ حُكْمِ ٱلْإِمْبَرَاطُورِ نيرون (٥٤-٦٨ بم) هِيَ مَا يُشَكِّلُ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ بِصُورَةٍ رَئِيسِيَّةٍ. وَقَدْ قَالَ بُولُسُ إِنَّ ٱلسُّلُطَاتِ ٱلْفَائِقَةَ «مَوْضُوعَةٌ فِي مَرَاكِزِهَا ٱلنِّسْبِيَّةِ مِنْ قِبَلِ ٱللهِ». (اِقْرَأْ روما ١٣:١، ٢.) وَلكِنْ هَلْ يَعْنِي ذلِكَ أَنَّهُ ٱعْتَبَرَ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ أَسْمَى مِنْ حُكْمِ ٱللهِ؟ كَلَّا عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ. فَمَا كَانَ يَرْمِي إِلَيْهِ هُوَ أَنَّهُ مَا دَامَ يَهْوَه يَسْمَحُ بِوُجُودِ ٱلْحُكُومَاتِ، فَعَلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱحْتِرَامُ ‹تَرْتِيبِهِ› بِٱلْخُضُوعِ لِلْحُكَّامِ ٱلْبَشَرِ.
دَرْبٌ مَشْؤُومٌ
٤ لِمَاذَا ٱلْحُكْمُ ٱلْبَشَرِيُّ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِٱلْفَشَلِ؟
٤ رَغْمَ ذلِكَ، فَإِنَّ ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ بِرِئَاسَةِ ٱلشَّيْطَانِ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ بِٱلْفَشَلِ. لِمَاذَا؟ أَحَدُ ٱلْأَسْبَابِ هُوَ أَنَّهُ لَيْسَ مَبْنِيًّا عَلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلهِيَّةِ. فَيَهْوَه وَحْدَهُ يَمْتَلِكُ حِكْمَةً مُطْلَقَةً. وَلِذلِكَ فَهُوَ ٱلْمُرْشِدُ ٱلْوَحِيدُ ٱلَّذِي يُمْكِنُ ٱلِٱعْتِمَادُ عَلَيْهِ لِتَحْدِيدِ أَرْكَانِ ٱلْحُكْمِ ٱلنَّاجِحِ. (ار ٨:٩؛ رو ١٦:٢٧) فَبِخِلَافِ ٱلْبَشَرِ، ٱلَّذِينَ غَالِبًا مَا يَتَعَلَّمُونَ عَنْ طَرِيقِ ٱلتَّجْرِبَةِ وَٱلْخَطَإِ، يَعْرِفُ يَهْوَه فِي جَمِيعِ ٱلْحَالَاتِ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلْفُضْلَى لِلتَّصَرُّفِ. وَأَيُّ حُكْمٍ لَا يَتْبَعُ إِرْشَادَهُ مَآلُهُ ٱلْفَشَلُ لَا مَحَالَةَ. وَهذَا ٱلسَّبَبُ، فَضْلًا عَنْ دَوَافِعِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْأَنَانِيَّةِ، قَضَى بِأَنْ تَكُونَ سِيَادَةُ إِبْلِيسَ بِوَاسِطَةِ حُكَّامٍ بَشَرٍ فَاشِلَةً مِنْ بِدَايَتِهَا.
٥، ٦ حَسْبَمَا يَبْدُو، مَا ٱلَّذِي حَدَا بِٱلشَّيْطَانِ إِلَى مُقَاوَمَةِ يَهْوَه؟
٥ إِنَّ ٱلشَّخْصَ ٱلْمَنْطِقِيَّ لَا يَشْرَعُ فِي عَمَلٍ يَعْرِفُ امثال ٢١:٣٠.) إِلَّا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ إِبْلِيسَ أَدَارَ ظَهْرَهُ لِيَهْوَه إِذْ أَعْمَاهُ ٱلْغُرُورُ وَٱلْكِبْرِيَاءُ. وَهكَذَا، سَلَكَ بِٱخْتِيَارِهِ دَرْبًا مَشْؤُومًا.
مُسْبَقًا أَنَّهُ لَنْ يَنْجَحَ. وَفِي حَالِ أَصَرَّ عَلَى ٱلْقِيَامِ بِهِ، فَسَيُضْطَرُّ إِلَى تَحَمُّلِ عَوَاقِبِ غَلْطَتِهِ لَاحِقًا. وَقَدْ أَظْهَرَ ٱلتَّارِيخُ مِرَارًا كَمْ هِيَ غَيْرُ مُجْدِيَةٍ مُقَاوَمَةُ ٱلْخَالِقِ ٱلْكُلِّيِّ ٱلْقُدْرَةِ. (اِقْرَأْ٦ وَلَاحِقًا، عَكَسَ حَاكِمٌ بَابِلِيٌّ مُتَغَطْرِسٌ مَوْقِفَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنِ ٱجْتِرَاءٍ بِقَوْلِهِ: «أَصْعَدُ إِلَى ٱلسَّمٰوَاتِ. أَرْفَعُ عَرْشِي فَوْقَ نُجُومِ ٱللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ ٱلِٱجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي ٱلشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ ٱلسُّحُبِ، أَكُونُ شَبِيهًا بِٱلْعَلِيِّ». (اش ١٤:١٣-١٥) غَيْرَ أَنَّ مَسَاعِيَ هذَا ٱلْحَاكِمِ ٱلْغَبِيَّةَ بَاءَتْ بِٱلْخَيْبَةِ، وَلَقِيَتِ ٱلسُّلَالَةُ ٱلْبَابِلِيَّةُ نِهَايَةً مُخْزِيَةً. وَبِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ، سَيُهْزَمُ ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ عَمَّا قَرِيبٍ هَزِيمَةً سَاحِقَةً.
لِمَاذَا سَمَحَ ٱللهُ بِٱلِٱسْتِقْلَالِ عَنْهُ؟
٧، ٨ مَا ٱلْفَائِدَةُ مِنْ سَمَاحِ يَهْوَه بِٱلشَّرِّ فَتْرَةً مِنَ ٱلْوَقْتِ؟
٧ قَدْ يَتَسَاءَلُ ٱلْبَعْضُ لِمَاذَا لَمْ يَمْنَعْ يَهْوَه ٱلْبَشَرَ مِنِ ٱتِّخَاذِ مَوْقِفٍ إِلَى جَانِبِ ٱلشَّيْطَانِ وَتَبَنِّي طَرِيقَةِ حُكْمٍ بَدِيلَةٍ سَتَخِيبُ حَتْمًا. طَبْعًا، كَانَ بِإِمْكَانِ ٱلْإِلٰهِ ٱلْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ ٱلْقِيَامُ بِذلِكَ. (خر ٦:٣) لكِنَّهُ رَأَى بِحِكْمَتِهِ أَنَّ ٱلْإِحْجَامَ وَقْتِيًّا عَنْ وَضْعِ حَدٍّ لِتَمَرُّدِ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْأَمْثَلُ عَلَى ٱلْمَدَى ٱلْبَعِيدِ. فَفِي ٱلنِّهَايَةِ، سَيُبَرَّأُ يَهْوَه كَحَاكِمٍ بَارٍّ وَمُحِبٍّ، وَسَيَحْصُدُ ٱلْأُمَناَءُ ٱلْفَوَائِدَ ٱلنَّاجِمَةَ عَنْ قَرَارِهِ هذَا.
٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ كَانَ سَيُوَفِّرُ عَلَى نَفْسِهِ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلشَّقَاءِ لَوْ رَفَضَ مِنَ ٱلْبِدَايَةِ عُرُوضَ ٱلشَّيْطَانِ وَلَمْ يُقْدِمْ عَلَى ٱلِٱسْتِقْلَالِ عَنْ حُكْمِ ٱللهِ، غَيْرَ أَنَّ سَمَاحَ يَهْوَه لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ وَقْتِيًّا أَسْفَرَ عَنْ فَوَائِدَ عَدِيدَةٍ. فَٱلْقَرَارُ ٱلَّذِي ٱتَّخَذَهُ ٱللهُ غَرَسَ فِي عَقْلِ ٱلْأَبْرَارِ مَدَى حِكْمَةِ ٱلْإِصْغَاءِ إِلَيْهِ وَٱلْوُثُوقِ بِهِ. فَعَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ، جَرَّبَ ٱلْإِنْسَانُ شَتَّى أَنْوَاعِ ٱلْحُكُومَاتِ، وَلكِنْ لَمْ تَكُنْ أَيَّةُ وَاحِدَةٍ مِنْهَا حُكُومَةً مِثَالِيَّةً. وَهذَا رَسَّخَ قَنَاعَةَ عُبَّادِ ٱللهِ بِأَنَّ طَرِيقَتَهُ فِي ٱلْحُكْمِ هِيَ ٱلْمُثْلَى. وَمَعَ أَنَّ سَمَاحَ يَهْوَه ٱلْوَقْتِيَّ بِحُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرِ أَدَّى إِلَى حُلُولِ ٱلْمَصَائِبِ بِٱلْبَشَرِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ يَخْدُمُونَهُ بِأَمَانَةٍ، فَقَدْ أَفَادَهُمْ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى.
تَمَرُّدٌ سَاهَمَ فِي تَمْجِيدِ يَهْوَه
٩، ١٠ كَيْفَ سَاهَمَ حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ فِي تَمْجِيدِ يَهْوَه؟
٩ إِنَّ ٱلسَّمَاحَ لِلْبَشَرِ بِأَنْ يَقَعُوا تَحْتَ تَأْثِيرِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَنْ يَحْكُمُوا أَنْفُسَهُمْ لَا يَعْنِي أَلْبَتَّةَ أَنَّ حُكْمَ يَهْوَه فِيهِ خَلَلٌ. فَٱلْعَكْسُ صَحِيحٌ! فَقَدْ بَرْهَنَ ٱلتَّارِيخُ صِحَّةَ مَا تَفَوَّهَ بِهِ إِرْمِيَا بِٱلْوَحْيِ عَنْ عَدَمِ مَقْدِرَةِ ٱلْإِنْسَانِ عَلَى حُكْمِ نَفْسِهِ. (اِقْرَأْ ارميا ١٠:٢٣.) فَضْلًا عَنْ ذلِكَ، أَفْسَحَ تَمَرُّدُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْمَجَالَ لِيَهْوَه أَنْ يُظْهِرَ صِفَاتِهِ ٱلْحَسَنَةَ بِشَكْلٍ أَوْضَحَ. وَكَيْفَ ذلِكَ؟
١٠ لَمْ تَكُنْ صِفَاتُ يَهْوَه ٱلْكَامِلَةُ لِتَتَجَلَّى إِلَى هذَا ٱلْحَدِّ لَوْ لَمْ يَرَ ٱلْإِنْسَانُ بِأُمِّ عَيْنِهِ عَوَاقِبَ حُكْمِ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْوَخِيمَةَ، مَا يُعَظِّمُ يَهْوَه فِي عَيْنَيْ مُحِبِّيهِ. لِلْوَهْلَةِ ٱلْأُولَى، قَدْ تَبْدُو هذِهِ ٱلْفِكْرَةُ مُتَنَاقِضَةً. إِلَّا أَنَّ طَرِيقَةَ ٱلشَّيْطَانِ فِي ٱلْحُكْمِ تُسَاهِمُ فِعْلًا فِي تَمْجِيدِ ٱللهِ. فَهِيَ تُسَلِّطُ ٱلضَّوْءَ عَلَى طَرِيقَةِ يَهْوَه ٱلسَّامِيَةِ فِي مُعَالَجَةِ قَضِيَّةِ تَحَدِّي سُلْطَانِهِ. وَلِإِيضَاحِ هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ، سَنَتَأَمَّلُ بِإِيجَازٍ فِي بَعْضِ صِفَاتِ يَهْوَه وَنَرَى كَيْفَ دَفَعَهُ حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ ٱلشِّرِّيرُ إِلَى ٱلْإِعْرَابِ عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَاتِ بِطَرَائِقَ إِضَافِيَّةٍ.
١١ كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ مَحَبَّتِهِ؟
١١ اَلْمَحَبَّةُ. تُخْبِرُنَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ أَنَّ «ٱللهَ مَحَبَّةٌ». (١ يو ٤:٨) فَخَلْقُ ٱلْبَشَرِ هُوَ بِحَدِّ ذَاتِهِ تَعْبِيرٌ عَنْ مَحَبَّتِهِ. عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ، صَنَعَنَا ٱللهُ بِطَرِيقَةٍ تُثِيرُ ٱلرَّهْبَةَ وَٱلْعَجَبَ، مِمَّا يَشْهَدُ عَلَى مَحَبَّتِهِ. كَمَا أَنَّ ٱلْمَحَبَّةَ هِيَ ٱلَّتِي دَفَعَتْهُ أَنْ يُؤَمِّنَ لِلْبَشَرِ مَسْكِنًا جَمِيلًا تَتَوَفَّرُ فِيهِ كُلُّ مُقَوِّمَاتِ ٱلسَّعَادَةِ. (تك ١:٢٩-٣١؛ ٢:٨، ٩؛ مز ١٣٩:١٤-١٦) وَلكِنْ عِنْدَمَا أَخْطَأَ ٱلْإِنْسَانُ، أَعْرَبَ يَهْوَه عَنْ مَحَبَّتِهِ بِطَرَائِقَ جَدِيدَةٍ. فَمَا هِيَ؟ يَقْتَبِسُ ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا قَوْلَ يَسُوعَ: «إِنَّ ٱللهَ أَحَبَّ ٱلْعَالَمَ كَثِيرًا حَتَّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱلِٱبْنَ، مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ، لِكَيْلَا يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ». (يو ٣:١٦) فَمَا مِنْ طَرِيقَةٍ لِيُبْدِيَ ٱللهُ مَحَبَّتَهُ لِلْبَشَرِ أَرْوَعُ مِنْ إِرْسَالِ مَوْلُودِهِ ٱلْوَحِيدِ إِلَى ٱلْأَرْضِ بُغْيَةَ ٱفْتِدَاءِ ٱلْخُطَاةِ. (يو ١٥:١٣) كَمَا أَنَّ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ ٱلْعَظِيمَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ وَضَعَ نَمُوذَجًا لِلْبَشَرِ، مُعْطِيًا إِيَّاهُمُ ٱلْفُرْصَةَ لِيَعْكِسُوا كُلَّ يَوْمٍ مَحَبَّةَ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ ٱلَّتِي أَظْهَرَهَا ٱللهُ، تَمَامًا مِثْلَمَا عَكَسَهَا يَسُوعُ. — يو ١٧:٢٥، ٢٦.
١٢ أَيُّ أَمْرٍ يُظْهِرُ مَدَى قُدْرَةِ يَهْوَه؟
١٢ اَلْقُدْرَةُ. وَحْدَهُ «ٱللهُ، ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ»، يَسْتَطِيعُ إِعْطَاءَ ٱلْحَيَاةِ. (رؤ ١١:١٧؛ مز ٣٦:٩) وَعِنْدَ ٱلْوِلَادَةِ، يَكُونُ ٱلْإِنْسَانُ أَشْبَهَ بِوَرَقَةٍ بَيْضَاءَ. أَمَّا عِنْدَ ٱلْمَمَاتِ فَتَكُونُ هذِهِ ٱلْوَرَقَةُ قَدِ ٱمْتَلَأَتْ بِكُلِّ ٱلْقَرَارَاتِ وَٱلتَّصَرُّفَاتِ وَٱلِٱخْتِبَارَاتِ ٱلَّتِي مَرَّ بِهَا خِلَالَ حَيَاتِهِ، مِمَّا صَاغَ كَامِلَ شَخْصِيَّتِهِ. وَفِي وُسْعِ يَهْوَه خَزْنُ كُلِّ هذِهِ ٱلْمَعْلُومَاتِ فِي ذَاكِرَتِهِ. وَفِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُعَيَّنِ، بِإِمْكَانِهِ إِقَامَةُ ٱلْمَيِّتِ، مُعِيدًا إِلَيْهِ كَامِلَ ٱلتَّفَاصِيلِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِشَخْصِيَّتِهِ ٱلْمُتَمَيِّزَةِ. (يو ٥:٢٨، ٢٩) إِذًا، صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْمَوْتَ لَمْ يَكُنْ جُزْءًا مِنْ قَصْدِ ٱللهِ ٱلْأَصْلِيِّ، لكِنَّ ذلِكَ أَتَاحَ لَهُ ٱلْفُرْصَةَ لِيُظْهِرَ أَنَّ قُدْرَتَهُ أَعْظَمُ مِنَ ٱلْمَوْتِ. فِعْلًا، إِنَّ يَهْوَه هُوَ ٱلْإِلهُ «ٱلْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ».
١٣ كَيْفَ كَانَتْ ذَبِيحَةُ يَسُوعَ دَلِيلًا عَلَى عَدْلِ يَهْوَه ٱلْكَامِلِ؟
١٣ اَلْعَدْلُ. يَهْوَه لَا يَكْذِبُ وَلَا يَظْلِمُ أَحَدًا. (تث ٣٢:٤؛ تي ١:٢) فَهُوَ يَلْتَصِقُ دَائِمًا بِأَسْمَى مَقَايِيسِ ٱلْحَقِّ وَٱلْعَدْلِ حَتَّى لَوْ بَدَا ذلِكَ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ أَنَّهُ لَيْسَ لِصَالِحِهِ. (رو ٨:٣٢) فَلَا شَكَّ أَنَّ رُؤْيَةَ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ يَمُوتُ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ كَمَا لَوْ أَنَّهُ مُجَدِّفٌ خَائِنٌ سَبَّبَتْ لَهُ أَلَمًا عَظِيمًا. إِلَّا أَنَّ مَحَبَّتَهُ لِلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ جَعَلَتْهُ يَسْمَحُ بِهذَا ٱلْأَمْرِ ٱلْمُوجِعِ عَمَلًا بِمِقْيَاسِهِ ٱلْكَامِلِ لِلْعَدْلِ. (اِقْرَأْ روما ٥:١٨-٢١.) فَوُجُودُ ٱلظُّلْمِ فِي ٱلْعَالَمِ أَعْطَى يَهْوَه ٱلْمَجَالَ لِيُظْهِرَ أَنَّهُ أَرْفَعُ مِثَالٍ لِلْعَدْلِ.
١٤، ١٥ كَيْفَ يُظْهِرُ يَهْوَه حِكْمَتَهُ وَصَبْرَهُ ٱلْفَائِقَيْنِ؟
١٤ اَلْحِكْمَةُ. فَوْرَ وُقُوعِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي ٱلْخَطَإِ، كَشَفَ يَهْوَه ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي بِهَا سَيُبْطِلُ كُلَّ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنْ تَمَرُّدِهِمَا. (تك ٣:١٥) وَٱتِّخَاذُهُ هذَا ٱلْإِجْرَاءَ دُونَمَا تَأْخِيرٍ، فَضْلًا عَنْ إِعْلَامِ خُدَّامِهِ تَدْرِيجِيًّا بِتَفَاصِيلِ قَصْدِهِ، بَيَّنَ عَظَمَةَ حِكْمَتِهِ. (رو ١١:٣٣) فَمَا مِنْ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يَحُدَّ مِنْ مَقْدِرَةِ ٱللهِ عَلَى تَدَبُّرِ ٱلْأُمُورِ. فَتَفَشِّي ٱلْفَسَادِ، ٱلْحُرُوبِ، عَدَمِ ٱلتَّعَقُّلِ، ٱلْعِصْيَانِ، ٱلْقَسَاوَةِ، ٱلْمُحَابَاةِ، وَٱلرِّيَاءِ، مَنَحَ يَهْوَه فُرْصَةً وَافِيَةً لِيُظْهِرَ لِمَخْلُوقَاتِهِ مَاهِيَّةَ ٱلْحِكْمَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ. قَالَ ٱلتِّلْمِيذُ يَعْقُوبُ: «اَلْحِكْمَةُ ٱلَّتِي مِنْ فَوْقُ . . . هِيَ أَوَّلًا عَفِيفَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَعَقِّلَةٌ، مُسْتَعِدَّةٌ لِلطَّاعَةِ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَثِمَارًا صَالِحَةً، لَا تُمَيِّزُ بِمُحَابَاةٍ وَلَا تُرَائِي». — يع ٣:١٧.
١٥ اَلصَّبْرُ وَطُولُ ٱلْأَنَاةِ. كَانَ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ جِدًّا أَنْ يَنْكَشِفَ صَبْرُ يَهْوَه وَطُولُ أَنَاتِهِ إِلَى هذِهِ ٱلدَّرَجَةِ لَوْ لَمْ يُضْطَرَّ إِلَى ٱلتَّعَامُلِ مَعَ أَشْخَاصٍ نَاقِصِينَ وَضُعَفَاءَ. فَٱسْتِعْدَادُهُ لِلتَّعَاطِي مَعَ بَشَرٍ خُطَاةٍ طَوَالَ آلَافِ ٱلسِّنِينَ لَدَلِيلٌ عَلَى ٱمْتِلَاكِهِ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ ٱلرَّائِعَتَيْنِ بِأَسْمَى ٱلدَّرَجَاتِ، مَا يَسْتَوْجِبُ شُكْرَنَا ٱلْعَمِيقَ. وَقَدْ كَانَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ مُحِقًّا حِينَ قَالَ إِنَّ عَلَيْنَا أَنْ ‹نَعْتَبِرَ صَبْرَ رَبِّنَا خَلَاصًا›. — ٢ بط ٣:٩، ١٥.
١٦ لِمَاذَا ٱسْتِعْدَادُ يَهْوَه لِلْغُفْرَانِ مَصْدَرُ فَرَحٍ كَبِيرٍ؟
١٦ اَلِٱسْتِعْدَادُ لِلْغُفْرَانِ. نَحْنُ كُلُّنَا خُطَاةٌ وَنَعْثُرُ مِرَارًا كَثِيرَةً. (يع ٣:٢؛ ١ يو ١:٨، ٩) فَكَمْ يَلْزَمُ أَنْ نَكُونَ شَاكِرِينَ لِأَنَّ يَهْوَه مُسْتَعِدٌّ أَنْ «يُكْثِرَ ٱلْغُفْرَانَ»! (اش ٥٥:٧) تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي هذِهِ ٱلْفِكْرَةِ: لَوْ لَمْ نَكُنْ خُطَاةً لَمَا شَعَرْنَا بِٱلْفَرَحِ ٱلشَّدِيدِ ٱلَّذِي يَتَأَتَّى عَنْ غُفْرَانِ ٱللهِ لِخَطَايَانَا. (مز ٥١:٥، ٩، ١٧) وَلَمْسُ هذِهِ ٱلصِّفَةِ ٱلرَّائِعَةِ لَدَى يَهْوَه يُقَوِّي مَحَبَّتَنَا لَهُ وَيُشَجِّعُنَا عَلَى ٱلتَّمَثُّلِ بِهِ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ ٱلْغَيْرِ. — اِقْرَأْ كولوسي ٣:١٣.
لِمَاذَا ٱلْعَالَمُ مَرِيضٌ
١٧، ١٨ لِمَاذَا حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ فَاشِلٌ؟
١٧ إِنَّ نِظَامَ ٱلشَّيْطَانِ ٱلْعَالَمِيَّ بِأَسْرِهِ، وَٱلَّذِي كَانَ وَلِيدَ طَرِيقَتِهِ فِي ٱلْحُكْمِ، أَخْفَقَ مِرَارًا وَتَكْرَارًا عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ. ذَكَرَتْ صَحِيفَةُ ذي يوروپيان (بالانكليزية) سَنَةَ ١٩٩١: «هَلِ ٱلْعَالَمُ مَرِيضٌ؟ نَعَمْ بِٱلتَّأْكِيدِ، إِنَّمَا سَبَبُ عِلَّتِهِ ٱلنَّاسُ وَلَيْسَ ٱللهَ». وَمَا أَصَحَّ هذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ! فَإِذِ ٱنْصَاعَ وَالِدَانَا ٱلْأَوَّلَانِ لِلشَّيْطَانِ، فَضَّلَا ٱلْحُكْمَ ٱلْبَشَرِيَّ عَلَى حُكْمِ يَهْوَه. وَهكَذَا بَدَأَتْ طَرِيقَةُ حُكْمٍ لَا يَنْتَظِرُهَا سِوَى ٱلْفَشَلِ. حَقًّا، ٱلْعَذَابُ وَٱلشَّقَاءُ فِي كُلِّ ٱلْعَالَمِ دَلَالَةٌ عَلَى ٱبْتِلَاءِ ٱلْحُكْمِ ٱلْبَشَرِيِّ بِمَرَضٍ مُرِيعٍ.
١٨ إِنَّ حُكْمَ ٱلشَّيْطَانِ يَقُومُ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ. بَيْدَ أَنَّ ٱلْأَنَانِيَّةَ لَا يُمْكِنُهَا أَبَدًا أَنْ تَغْلِبَ ٱلْمَحَبَّةَ ٱلَّتِي هِيَ أَسَاسُ طَرِيقَةِ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ. كَمَا أَنَّ حُكْمَ ٱلشَّيْطَانِ لَمْ يَمْنَحْ رَعَايَاهُ ٱلِٱسْتِقْرَارَ وَٱلسَّعَادَةَ وَٱلْأَمْنَ. أَمَّا طَرِيقَةُ يَهْوَه فِي ٱلْحُكْمِ فَلَا غُبَارَ عَلَيْهَا! وَهَلْ مِنْ دَلِيلٍ عَصْرِيٍّ عَلَى ذلِكَ؟ أَجَلْ، وَهذَا مَا سَنَرَاهُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ.
مَاذَا تَعَلَّمْنَا عَنِ ٱلْحُكْمِ مِنْ قِرَاءَةِ . . .
• روما ١٣:١، ٢؟
• امثال ٢١:٣٠؟
• ارميا ١٠:٢٣؟
• كولوسي ٣:١٣؟
[اسئلة الدرس]
[الصور في الصفحة ٢٥]
حُكْمُ ٱلشَّيْطَانِ لَمْ يَدُرَّ أَيَّةَ فَوَائِدَ عَلَى ٱلْبَشَرِ
[مصدر الصور]
otohp ymrA .S.U
ysamlA .P yb otohp OHW
[الصورة في الصفحة ٢٦]
قُدْرَةُ يَهْوَه أَعْظَمُ مِنَ ٱلْمَوْتِ
[الصورة في الصفحة ٢٧]
ظَهَرَتْ مَحَبَّةُ يَهْوَه وَعَدْلُهُ فِي ذَبِيحَةِ ٱبْنِهِ ٱلْفِدَائِيَّةِ