الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تشجع لأن يهوه معك

تشجع لأن يهوه معك

‏«تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ.‏ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ».‏ —‏ يش ١:‏٩‏.‏

١،‏ ٢ (‏أ)‏ أَيَّةُ صِفَتَيْنِ تُسَاعِدَانِنَا أَنْ نَتَجَاوَزَ ٱلْمِحَنَ بِنَجَاحٍ؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

تَجْلُبُ خِدْمَةُ يَهْوَهَ ٱلْفَرَحَ لَنَا.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ نَحْنُ نُوَاجِهُ ٱلصُّعُوبَاتِ كَسَائِرِ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ،‏ فَضْلًا عَنْ أَنَّنَا ‹نَتَأَلَّمُ مِنْ أَجْلِ ٱلْبِرِّ›.‏ (‏١ بط ٣:‏١٤؛‏ ٥:‏​٨،‏ ٩؛‏ ١ كو ١٠:‏١٣‏)‏ وَلِكَيْ نَتَجَاوَزَ هٰذِهِ ٱلْمِحَنَ بِنَجَاحٍ،‏ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏

٢ وَمَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ؟‏ كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ:‏ «اَلْإِيمَانُ هُوَ ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ،‏ وَٱلْبُرْهَانُ ٱلْجَلِيُّ عَلَى حَقَائِقَ لَا تُرَى».‏ (‏عب ١١:‏١‏)‏ حِينَ كُتِبَ سِفْرُ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ،‏ كَانَ ٱلتَّعْبِيرُ ٱلْيُونَانِيُّ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ» شَائِعَ ٱلِٱسْتِعْمَالِ.‏ فَغَالِبًا مَا وَرَدَ فِي ٱلْوَثَائِقِ ٱلتِّجَارِيَّةِ مُشِيرًا إِلَى ٱلضَّمَانَةِ ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ لِلْمَرْءِ أَنَّهُ سَيَمْتَلِكُ شَيْئًا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ.‏ لِذَا،‏ يَقْتَرِحُ أَحَدُ ٱلْمَرَاجِعِ أَنْ تُنْقَلَ عِبْرَانِيِّين ١١:‏١ عَلَى هٰذَا ٱلنَّحْوِ:‏ «اَلْإِيمَانُ هُوَ سَنَدُ مِلْكِيَّةٍ لِأُمُورٍ مَرْجُوَّةٍ».‏ فَكَمَا لَوْ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ أَنَّ ٱللّٰهَ يُتَمِّمُ وُعُودَهُ دَائِمًا يَمْتَلِكُونَ سَنَدَ مِلْكِيَّةٍ،‏ أَوْ ضَمَانَةً بِأَنَّهُمْ سَيَنَالُونَ مَا يَرْجُونَ.‏ فَإِيمَانُنَا يَجْعَلُنَا مُتَأَكِّدِينَ أَنَّنَا سَنَشْهَدُ تَحْقِيقَ وُعُودِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَوَاثِقِينَ بِصِدْقِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ أَنَّنَا لَا نَسْتَطِيعُ رُؤْيَتَهَا.‏

٣،‏ ٤ (‏أ)‏ مَا هِيَ ٱلشَّجَاعَةُ؟‏ (‏ب)‏ مَا هُوَ أَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تُسَاعِدُنَا عَلَى تَعْزِيزِ إِيمَانِنَا وَشَجَاعَتِنَا؟‏

٣ أَمَّا ٱلشَّجَاعَةُ فَيُعَرِّفُهَا أَحَدُ قَوَامِيسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِأَنَّهَا «مَقْدِرَةٌ يَمْتَلِكُهَا ٱلْمَرْءُ عَلَى ٱلصَّعِيدِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ ٱلْعَاطِفِيِّ،‏ وَٱلْأَخْلَاقِيِّ تُمَكِّنُهُ مِنَ ٱلتَّكَلُّمِ وَٱلتَّصَرُّفِ دُونَ خَوْفٍ فِي وَجْهِ ٱلْعَقَبَاتِ وَٱلْمَخَاطِرِ».‏ فَٱلشَّجَاعَةُ إِذًا هِيَ ٱلتَّحَلِّي بِٱلْقُوَّةِ،‏ ٱلْجُرْأَةِ،‏ وَٱلْبَسَالَةِ.‏ —‏ مر ٦:‏​٤٩،‏ ٥٠؛‏ ٢ تي ١:‏٧‏.‏

٤ اَلْإِيمَانُ وَٱلشَّجَاعَةُ صِفَتَانِ جَمِيلَتَانِ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا لَوْ شَعَرْنَا أَنَّنَا بِحَاجَةٍ إِلَى تَعْزِيزِ هَاتَيْنِ ٱلصِّفَتَيْنِ؟‏ أَحَدُ ٱلْأُمُورِ ٱلْمُسَاعِدَةِ فِي هٰذِهِ ٱلْحَالَةِ هُوَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي ٱلْبَعْضِ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي يَحْتَوِيهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ لِأَشْخَاصٍ أَعْرَبُوا عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏

كَانَ يَهْوَهُ مَعَ يَشُوعَ

٥ إِلَامَ ٱحْتَاجَ يَشُوعُ كَيْ يَنْجَحَ فِي تَعْيِينِهِ؟‏

٥ لِنَرْجِعْ بِٱلزَّمَنِ إِلَى ٱلْوَرَاءِ ٥٠٠‏,٣ سَنَةٍ تَقْرِيبًا.‏ كَانَتْ قَدْ مَضَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً عَلَى إِنْقَاذِ يَهْوَهَ مَلَايِينَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ بِقِيَادَةِ ٱلنَّبِيِّ مُوسَى.‏ آنَذَاكَ،‏ صَعِدَ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ إِلَى جَبَلِ نَبُو حَيْثُ رَأَى أَرْضَ ٱلْمَوْعِدِ مِنْ بَعِيدٍ وَمَاتَ هُنَاكَ عَنْ عُمْرِ ١٢٠ سَنَةً.‏ فَخَلَفَهُ يَشُوعُ،‏ رَجُلٌ ‹مُمْتَلِئٌ رُوحَ حِكْمَةٍ›.‏ (‏تث ٣٤:‏​١-‏٩‏)‏ وَهَا قَدْ حَانَ ٱلْوَقْتُ لِيَمْتَلِكَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ أَرْضَ كَنْعَانَ.‏ وَكَيْ يَنْجَحَ يَشُوعُ فِي تَعْيِينِهِ،‏ ٱحْتَاجَ إِلَى ٱلْحِكْمَةِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى صِفَتَيِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏ —‏ تث ٣١:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏

٦ (‏أ)‏ لِمَاذَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ حَسْبَمَا تَقُولُ يَشُوع ٢٣:‏٦‏؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي أَعْمَال ٤:‏​١٨-‏٢٠ وَ أَعْمَال ٥:‏٢٩‏؟‏

٦ لَا بُدَّ أَنَّ ٱلْحِكْمَةَ،‏ ٱلشَّجَاعَةَ،‏ وَٱلْإِيمَانَ ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا يَشُوعُ خِلَالَ ٱلْفَتْرَةِ ٱلطَّوِيلَةِ لِغَزْوِ كَنْعَانَ قَوَّتِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ.‏ وَلٰكِنَّهُمْ،‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْبَسَالَةِ فِي ٱلْحَرْبِ،‏ كَانُوا بِحَاجَةٍ أَيْضًا إِلَى ٱلتَّحَلِّي بِٱلشَّجَاعَةِ كَيْ يُطِيعُوا ٱللّٰهَ.‏ فَقَبْلَ أَنْ يَمُوتَ يَشُوعُ،‏ قَالَ لَهُمْ:‏ «تَشَجَّعُوا جِدًّا لِتَحْفَظُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ ٱلْمَكْتُوبِ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى بِعَدَمِ ٱلتَّحَوُّلِ عَنْهَا يَمِينًا أَوْ يَسَارًا».‏ (‏يش ٢٣:‏٦‏)‏ نَحْنُ أَيْضًا بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلشَّجَاعَةِ لِنُطِيعَ يَهْوَهَ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ،‏ لَا سِيَّمَا حِينَ يَطْلُبُ مِنَّا ٱلنَّاسُ فِعْلَ شَيْءٍ يُخَالِفُ مَشِيئَتَهُ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اعمال ٤:‏​١٨-‏٢٠؛‏ ٥:‏٢٩‏.‏‏)‏ وَإِذَا صَلَّيْنَا إِلَى ٱللّٰهِ طَلَبًا لِلْإِرْشَادِ وَوَثِقْنَا بِهِ،‏ فَسَيُسَاعِدُنَا أَنْ نَكُونَ شُجْعَانًا.‏

كَيْفَ نُنْجِحُ طَرِيقَنَا؟‏

٧ مَاذَا لَزِمَ أَنْ يَفْعَلَ يَشُوعُ كَيْ يَكُونَ شُجَاعًا وَنَاجِحًا؟‏

٧ لِكَيْ نَمْتَلِكَ ٱلشَّجَاعَةَ ٱللَّازِمَةَ لِفِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ،‏ يَجِبُ أَنْ نَدْرُسَ كَلِمَتَهُ وَنَعْمَلَ بِمُوجَبِهَا.‏ فَهٰذَا مَا أُوصِيَ بِهِ يَشُوعُ حِينَ خَلَفَ مُوسَى.‏ فَقَدْ قَالَ لَهُ يَهْوَهُ:‏ «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ جِدًّا لِتَحْرَصَ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِحَسَبِ كُلِّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَمَرَكَ بِهَا مُوسَى خَادِمِي.‏ .‏ .‏ .‏ لَا يَبْرَحْ سِفْرُ ٱلشَّرِيعَةِ هٰذَا مِنْ فَمِكَ،‏ وَٱقْرَأْ فِيهِ هَمْسًا نَهَارًا وَلَيْلًا،‏ لِتَحْرَصَ عَلَى ٱلْعَمَلِ بِحَسَبِ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِيهِ؛‏ لِأَنَّكَ حِينَئِذٍ تُنْجِحُ طَرِيقَكَ وَحِينَئِذٍ تَعْمَلُ بِحِكْمَةٍ».‏ (‏يش ١:‏​٧،‏ ٨‏)‏ وَقَدِ ٱتَّبَعَ يَشُوعُ هٰذِهِ ٱلنَّصِيحَةَ وَٱسْتَطَاعَ أَنْ ‹يُنْجِحَ طَرِيقَهُ›.‏ وَإِذَا ٱقْتَدَيْنَا بِمِثَالِهِ،‏ فَسَنَمْتَلِكُ شَجَاعَةً أَكْبَرَ وَنُحْرِزُ نَجَاحًا أَعْظَمَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ.‏

اَلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٣:‏ تَشَجَّعُوا وَتَقَوَّوْا لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكُمْ مَعَكَمْ.‏ —‏ يشوع ١:‏٩‏.‏

٨ مِنْ أَيْنَ أُخِذَتِ ٱلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٣،‏ وَكَيْفَ تُسَاعِدُكُمْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ؟‏

٨ لَا بُدَّ أَنَّ يَشُوعَ تَقَوَّى كَثِيرًا حِينَ سَمِعَ كَلِمَاتِ يَهْوَهَ ٱلْإِضَافِيَّةَ:‏ «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ.‏ لَا تَرْتَعِدْ وَلَا تَرْتَعْ،‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ حَيْثُمَا ذَهَبْتَ».‏ (‏يش ١:‏٩‏)‏ وَيَهْوَهُ هُوَ مَعَنَا نَحْنُ أَيْضًا.‏ ‹فَلَا نَرْتَعِدْ وَلَا نَرْتَعْ› مَهْمَا كَانَتِ ٱلْمِحَنُ ٱلَّتِي نَتَعَرَّضُ لَهَا،‏ وَخُصُوصًا عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي هٰذَا ٱلْحَضِّ:‏ «تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ.‏ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكَ مَعَكَ».‏ وَٱلْآيَةُ ٱلسَّنَوِيَّةُ لِعَامِ ٢٠١٣ مُؤَسَّسَةٌ عَلَى هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمَأْخُوذَةِ مِنْ يَشُوع ١:‏٩‏.‏ فَهِيَ،‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلَّتِي سَنُنَاقِشُهَا فِي مَا يَلِي،‏ سَتُقَوِّينَا فِي ٱلْأَشْهُرِ ٱلْقَادِمَةِ.‏

أَخَذَتَا مَوْقِفَهُمَا بِشَجَاعَةٍ

٩ كَيْفَ أَعْرَبَتْ رَاحَابُ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ؟‏

٩ عِنْدَمَا أَرْسَلَ يَشُوعُ جَاسُوسَيْنِ إِلَى كَنْعَانَ،‏ خَبَّأَتْهُمَا رَاحَابُ ٱلْبَغِيُّ وَأَرْشَدَتْ أَعْدَاءَهُمَا إِلَى ٱلطَّرِيقِ ٱلْخَاطِئِ.‏ وَنَتِيجَةَ عَمَلِهَا هٰذَا ٱلَّذِي يَنِمُّ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ،‏ نَجَتْ وَعَائِلَتُهَا حِينَ دَمَّرَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مَدِينَةَ أَرِيحَا.‏ (‏عب ١١:‏​٣٠،‏ ٣١؛‏ يع ٢:‏٢٥‏)‏ طَبْعًا،‏ وَجَبَ عَلَى رَاحَابَ أَنْ تَتَخَلَّى عَنْ مَسْلَكِ حَيَاتِهَا ٱلْفَاسِدِ كَيْ تُرْضِيَ يَهْوَهَ.‏ وَبِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ،‏ أَعْرَبَ بَعْضُ ٱلَّذِينَ أَصْبَحُوا مَسِيحِيِّينَ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ عِنْدَمَا غَيَّرُوا مَسْلَكَ حَيَاتِهِمْ كَيْ يَتَمَكَّنُوا مِنْ إِرْضَاءِ ٱللّٰهِ.‏

١٠ فِي أَيَّةِ ظُرُوفٍ ٱتَّخَذَتْ رَاعُوثُ مَوْقِفًا إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ،‏ وَكَيْفَ بَارَكَهَا يَهْوَهُ؟‏

١٠ بَعْدَ مَوْتِ يَشُوعَ،‏ ٱتَّخَذَتْ رَاعُوثُ ٱلْمُوآبِيَّةُ مَوْقِفًا إِلَى جَانِبِ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ فَبِصِفَتِهَا أَرْمَلَةَ رَجُلٍ إِسْرَائِيلِيٍّ،‏ كَانَتْ عَلَى ٱلْأَرْجَحِ تَعْرِفُ بَعْضَ ٱلْحَقَائِقِ عَنْ يَهْوَهَ.‏ وَعِنْدَمَا قَرَّرَتْ حَمَاتُهَا ٱلْأَرْمَلَةُ نُعْمِي أَنْ تَرْجِعَ مِنْ مُوآبَ إِلَى بَيْتَ لَحْمَ فِي إِسْرَائِيلَ،‏ أَرَادَتْ أَنْ تَذْهَبَ مَعَهَا.‏ وَفِي ٱلطَّرِيقِ،‏ أَلَحَّتْ نُعْمِي عَلَى رَاعُوثَ أَنْ تَرْجِعَ إِلَى شَعْبِهَا.‏ فَأَجَابَتْهَا قَائِلَةً:‏ «لَا تَتَوَسَّلِي إِلَيَّ كَيْ أَتْرُكَكِ وَأَرْجِعَ عَنْ مُرَافَقَتِكِ،‏ .‏ .‏ .‏ شَعْبُكِ هُوَ شَعْبِي،‏ وَإِلٰهُكِ هُوَ إِلٰهِي».‏ (‏را ١:‏١٦‏)‏ وَقَدْ عَنَتْ رَاعُوثُ مَا قَالَتْهُ.‏ وَبِمُرُورِ ٱلْوَقْتِ،‏ تَزَوَّجَتْ بِبُوعَزَ،‏ نَسِيبِ نُعْمِي،‏ فَأَنْجَبَتِ ٱبْنًا تَحَدَّرَ مِنْهُ دَاوُدُ وَيَسُوعُ.‏ نَعَمْ،‏ يُبَارِكُ يَهْوَهُ ٱلْأَعْمَالَ ٱلَّتِي تَدُلُّ عَلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏ —‏ را ٢:‏١٢؛‏ ٤:‏​١٧-‏٢٢؛‏ مت ١:‏​١-‏٦‏.‏

كَثِيرُونَ خَاطَرُوا بِحَيَاتِهِمْ

١١ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهُويَادَاعُ وَيَهُوشَبَعُ ٱلشَّجَاعَةَ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

١١ كَمْ يَتَقَوَّى إِيمَانُنَا وَشَجَاعَتُنَا عِنْدَمَا نَرَى أَنَّ ٱللّٰهَ يَدْعَمُ ٱلَّذِينَ يَفْعَلُونَ مَشِيئَتَهُ وَيَحْمُونَ إِخْوَتَهُمْ!‏ خُذْ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ رَئِيسِ ٱلْكَهَنَةِ يَهُويَادَاعَ وَٱمْرَأَتِهِ يَهُوشَبَعَ.‏ فَبَعْدَ مَوْتِ ٱلْمَلِكِ أَخَزْيَا،‏ قَضَتْ أُمُّهُ عَثَلْيَا عَلَى بَاقِي ٱلنَّسْلِ ٱلْمَلَكِيِّ وَٱسْتَوْلَتْ عَلَى ٱلْعَرْشِ.‏ لٰكِنَّ يَهُوآشَ بْنَ أَخَزْيَا نَجَا لِأَنَّ يَهُويَادَاعَ وَيَهُوشَبَعَ خَاطَرَا بِحَيَاتِهِمَا وَخَبَّآه لِمُدَّةِ سِتِّ سَنَوَاتٍ.‏ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ،‏ أَعْلَنَ يَهُويَادَاعُ يَهُوآشَ مَلِكًا وَأَمَرَ بِقَتْلِ عَثَلْيَا.‏ (‏٢ مل ١١:‏​١-‏١٦‏)‏ وَلَاحِقًا،‏ دَعَمَهُ فِي مَسْأَلَةِ تَرْمِيمِ ٱلْهَيْكَلِ.‏ وَعِنْدَمَا مَاتَ عَنْ عُمْرِ ١٣٠ سَنَةً،‏ دَفَنُوهُ مَعَ ٱلْمُلُوكِ «لِأَنَّهُ عَمِلَ خَيْرًا فِي إِسْرَائِيلَ وَمَعَ ٱللّٰهِ وَبَيْتِهِ».‏ (‏٢ اخ ٢٤:‏​١٥،‏ ١٦‏)‏ أَضِفْ إِلَى ذٰلِكَ أَنَّهُ نَتِيجَةَ ٱلْعَمَلِ ٱلشُّجَاعِ ٱلَّذِي قَامَ بِهِ وَزَوْجَتُهُ،‏ حُفِظَتِ ٱلسُّلَالَةُ ٱلْمَلَكِيَّةُ مِنْ دَاوُدَ إِلَى ٱلْمَسِيَّا.‏

١٢ أَيُّ عَمَلٍ شُجَاعٍ قَامَ بِهِ عَبْدَ مَلِكُ؟‏

١٢ أَيْضًا،‏ خَاطَرَ عَبْدَ مَلِكُ،‏ خَصِيٌّ فِي بَيْتِ ٱلْمَلِكِ صِدْقِيَّا،‏ بِحَيَاتِهِ مِنْ أَجْلِ إِرْمِيَا.‏ فَقَدْ سَلَّمَ ٱلْمَلِكُ هٰذَا ٱلنَّبِيَّ إِلَى رُؤَسَاءِ يَهُوذَا ٱلَّذِينَ ٱتَّهَمُوهُ بَاطِلًا بِٱلتَّحْرِيضِ عَلَى ٱلْعِصْيَانِ،‏ ثُمَّ أَلْقَوْهُ فِي جُبِّ ٱلْوَحْلِ لِيَمُوتَ.‏ (‏ار ٣٨:‏​٤-‏٦‏)‏ لٰكِنَّ عَبْدَ مَلِكَ تَضَرَّعَ إِلَى صِدْقِيَّا مِنْ أَجْلِ إِرْمِيَا عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنَ ٱلْمَخَاطِرِ ٱلْمُحْدِقَةِ بِهِ بِسَبَبِ كُرْهِ ٱلْكَثِيرِ مِنَ ٱلنَّاسِ لِلنَّبِيِّ.‏ فَٱسْتَجَابَ ٱلْمَلِكُ لِطَلَبِ عَبْدَ مَلِكَ وَأَمَرَ ٣٠ رَجُلًا أَنْ يُرَافِقُوهُ لِإِنْقَاذِ إِرْمِيَا.‏ فَأَكَّدَ لَهُ ٱللّٰهُ عَلَى لِسَانِ ٱلنَّبِيِّ أَنَّهُ لَنْ يَهْلِكَ خِلَالَ ٱلْحِصَارِ ٱلْبَابِلِيِّ لِأُورُشَلِيمَ.‏ (‏ار ٣٩:‏​١٥-‏١٨‏)‏ فِعْلًا،‏ يُكَافِئُ ٱللّٰهُ ٱلشَّخْصَ ٱلشُّجَاعَ.‏

١٣ أَيُّ مَوْقِفٍ شُجَاعٍ ٱتَّخَذَهُ ٱلْعِبْرَانِيُّونَ ٱلثَّلَاثَةُ،‏ وَكَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنِ ٱخْتِبَارِهِمْ؟‏

١٣ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلسَّابِعِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ،‏ كَافَأَ ٱللّٰهُ ثَلَاثَةً مِنْ خُدَّامِهِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ عَلَى إِيمَانِهِمْ وَشَجَاعَتِهِمْ.‏ فَقَدْ جَمَعَ ٱلْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ ذَوِي ٱلْمَقَامَاتِ ٱلرَّفِيعَةِ فِي مَمْلَكَةِ بَابِلَ وَأَمَرَهُمْ أَنْ يَسْجُدُوا لِلتِّمْثَالِ ٱلذَّهَبِيِّ ٱلضَّخْمِ ٱلَّذِي صَنَعَهُ.‏ وَمَنْ لَا يَفْعَلُ هٰذَا ٱلْأَمْرَ،‏ يَكُونُ مَصِيرُهُ ٱلْمَوْتَ فِي أَتُونِ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَّقِدَةِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلثَّلَاثَةَ رَفَضُوا ٱلسُّجُودَ وَقَالُوا لِلْمَلِكِ بِٱحْتِرَامٍ:‏ «إِلٰهُنَا ٱلَّذِي نَخْدُمُهُ قَادِرٌ أَنْ يُنَجِّيَنَا.‏ فَهُوَ يُنَجِّينَا مِنْ أَتُونِ ٱلنَّارِ ٱلْمُتَّقِدَةِ وَمِنْ يَدِكَ،‏ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ.‏ وَإِلَّا فَلْيَكُنْ مَعْلُومًا لَكَ،‏ أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ،‏ أَنَّنَا لَا نَخْدُمُ آلِهَتَكَ،‏ وَلَا نَعْبُدُ تِمْثَالَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي أَقَمْتَ».‏ (‏دا ٣:‏​١٦-‏١٨‏)‏ وَٱلرِّوَايَةُ فِي دَانِيَال ٣:‏​١٩-‏٣٠ تَقُصُّ بِشَكْلٍ شَيِّقٍ كَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلْعِبْرَانِيِّينَ.‏ صَحِيحٌ أَنَّهُ قَدْ لَا يُهَدِّدُنَا أَحَدٌ بِإِلْقَائِنَا فِي أَتُونِ نَارٍ مُتَّقِدَةٍ،‏ وَلٰكِنَّنَا دُونَ شَكٍّ نُوَاجِهُ ٱمْتِحَانَاتٍ لِٱسْتِقَامَتِنَا.‏ وَبِمَقْدُورِنَا ٱلثِّقَةُ أَنَّ ٱللّٰهَ سَيُبَارِكُنَا عَلَى إِيمَانِنَا وَشَجَاعَتِنَا.‏

١٤ حَسَبَ ٱلرِّوَايَةِ فِي دَانِيَالَ ٱلْإِصْحَاحِ ٦‏،‏ كَيْفَ تَصَرَّفَ دَانِيَالُ بِشَجَاعَةٍ،‏ وَمَاذَا كَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ؟‏

١٤ أَعْرَبَ دَانِيَالُ بِدَوْرِهِ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏ فَقَدْ أَقْنَعَ أَعْدَاؤهُ ٱلْمَلِكَ دَارِيُوسَ أَنْ يُصْدِرَ مَرْسُومًا يَقْضِي «بِأَنَّ كُلَّ مَنْ يَطْلُبُ طِلْبَةً مِنْ إِلٰهٍ أَوْ إِنْسَانٍ،‏ طِيلَةَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا،‏ إِلَّا مِنَ .‏ .‏ .‏ ٱلْمَلِكِ،‏ يُلْقَى فِي جُبِّ ٱلْأُسُودِ».‏ وَحَالَمَا عَلِمَ دَانِيَالُ أَنَّ ٱلْمَرْسُومَ قَدْ وُقِّعَ،‏ «دَخَلَ إِلَى بَيْتِهِ،‏ وَكَانَتِ ٱلنَّوَافِذُ فِي عُلِّيَّتِهِ مَفْتُوحَةً نَحْوَ أُورُشَلِيمَ،‏ فَكَانَ يَجْثُو عَلَى رُكْبَتَيْهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلْيَوْمِ،‏ وَيُصَلِّي وَيُسَبِّحُ قُدَّامَ إِلٰهِهِ،‏ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ بِٱنْتِظَامٍ مِنْ قَبْلُ».‏ (‏دا ٦:‏​٦-‏١٠‏)‏ نَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ أُلْقِيَ فِي جُبِّ ٱلْأُسُودِ،‏ لٰكِنَّ يَهْوَهَ خَلَّصَهُ.‏ —‏ دا ٦:‏​١٦-‏٢٣‏.‏

١٥ (‏أ)‏ أَيُّ مِثَالٍ فِي ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ رَسَمَهُ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا؟‏ (‏ب)‏ مَا ٱلْمَقْصُودُ بِكَلِمَاتِ يَسُوعَ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي يُوحَنَّا ١٣:‏٣٤‏؟‏ وَكَيْفَ يُظْهِرُ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ هٰذِهِ ٱلْمَحَبَّةَ؟‏

١٥ فِي ظُرُوفٍ لَمْ يُفْصِحْ عَنْهَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ،‏ ‹جَازَفَ أَكِيلَا وَبِرِيسْكِلَّا بِعُنُقَيْهِمَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِ› بُولُسَ.‏ (‏اع ١٨:‏٢؛‏ رو ١٦:‏​٣،‏ ٤‏)‏ فَقَدْ عَمِلَا بِشَجَاعَةٍ ٱنْسِجَامًا مَعَ كَلِمَاتِ يَسُوعَ:‏ «إِنِّي أُعْطِيكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً:‏ أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا.‏ كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا،‏ تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا».‏ (‏يو ١٣:‏٣٤‏)‏ لَقَدْ طَلَبَتِ ٱلشَّرِيعَةُ ٱلْمُوسَوِيَّةُ أَنْ يُحِبَّ ٱلشَّخْصُ قَرِيبَهُ كَنَفْسِهِ.‏ (‏لا ١٩:‏١٨‏)‏ لٰكِنَّ وَصِيَّةَ يَسُوعَ كَانَتْ «جَدِيدَةً» إِذْ تَطَلَّبَتِ ٱلْإِعْرَابَ عَنِ ٱلْمَحَبَّةِ لِدَرَجَةِ بَذْلِ ٱلنَّفْسِ عَنِ ٱلْآخَرِينَ،‏ كَمَا فَعَلَ يَسُوعُ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ يُظْهِرُ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ هٰذَا ٱلنَّوْعَ مِنَ ٱلْمَحَبَّةِ ‹مُجَازِفِينَ بِأَعْنَاقِهِمْ› بِشَجَاعَةٍ كَيْ يَحْمُوا إِخْوَتَهُمْ مِنَ ٱلْأَذَى أَوِ ٱلْقَتْلِ عَلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِمْ.‏ —‏ اِقْرَأْ ١ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏

لَمْ يُسَايِرِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ عَلَى حِسَابِ مَبَادِئِهِمْ

١٦،‏ ١٧ أَيُّ ٱمْتِحَانَاتٍ وَاجَهَهَا بَعْضُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْبَاكِرَةِ وَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ؟‏

١٦ عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ،‏ لَمْ يُؤَدِّ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْأَوَائِلُ ٱلْعِبَادَةَ إِلَّا لِيَهْوَهَ فَقَطْ.‏ (‏مت ٤:‏​٨-‏١٠‏)‏ فَهُمْ رَفَضُوا أَنْ يُحْرِقُوا ٱلْبَخُورَ إِكْرَامًا لِلْإِمْبَرَاطُورِ ٱلرُّومَانِيِّ.‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ.‏)‏ كَتَبَ دَانِيَال پ.‏ مَانِيكْس فِي كِتَابِهِ أُولٰئِكَ ٱلَّذِينَ عَلَى وَشْكِ ٱلْمَوْتِ (‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ أَنَّهُ كَانَ هُنَالِكَ مَذْبَحٌ وَعَلَيْهِ نَارٌ مُشْتَعِلَةٌ فِي مِيدَانِ ٱلْمُصَارَعَةِ.‏ وَأَضَافَ أَنَّ كُلَّ مَا كَانَ عَلَى ٱلسَّجِينِ أَنْ يَفْعَلَهُ هُوَ رَشُّ حَفْنَةٍ مِنَ ٱلْبَخُورِ عَلَى ٱللَّهَبِ،‏ فَيُعْطَى شَهَادَةَ تَقْدِيمِ ذَبِيحَةٍ وَيُطْلَقُ سَرَاحُهُ.‏ كَمَا كَانَ يُشْرَحُ لَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ يَعْبُدُ ٱلْإِمْبَرَاطُورَ،‏ بَلْ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ يَعْتَرِفُ أَنَّ ٱلْإِمْبَرَاطُورَ هُوَ إِلٰهٌ.‏ وَمَعَ ذٰلِكَ،‏ قَلِيلُونَ جِدًّا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱغْتَنَمُوا هٰذِهِ ٱلْفُرْصَةَ لِلنَّجَاةِ.‏

١٧ وَفِي ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْعَصْرِيَّةِ،‏ وُضِعَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي مُعَسْكَرَاتِ ٱعْتِقَالٍ نَازِيَّةٍ.‏ وَهُنَاكَ،‏ أُعْطُوا مِرَارًا ٱلْفُرْصَةَ لِيُوَقِّعُوا وَثِيقَةً يُنْكِرُونَ فِيهَا إِيمَانَهُمْ كَيْ يُطْلَقَ سَرَاحُهُمْ وَيَنْجُوا مِنَ ٱلْمَوْتِ.‏ لٰكِنَّ قِلَّةً مِنَ ٱلشُّهُودِ وَقَّعُوا هٰذِهِ ٱلْوَثِيقَةَ.‏ وَفِي رُوَانْدَا،‏ خَاطَرَ ٱلشُّهُودُ مِنَ ٱلْهُوتُو وٱلتُّوتْسِي بِحَيَاتِهِمْ كَيْ يَحْمُوا بَعْضُهْمُ بَعْضًا مِنَ ٱلْمَجَازِرِ ٱلَّتِي ٱرْتُكِبَتْ.‏ وَطَبْعًا،‏ تَتَطَلَّبُ مُوَاجَهَةُ ٱمْتِحَانَاتٍ كَهٰذِهِ ٱمْتِلَاكَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏

اَبْقِ فِي بَالِكَ أَنَّ يَهْوَهَ مَعَنَا

١٨،‏ ١٩ أَيَّةُ أَمْثِلَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُتَمِّمَ عَمَلَنَا ٱلْكِرَازِيَّ؟‏

١٨ لَدَيْنَا ٱمْتِيَازٌ رَفِيعٌ ٱلْيَوْمَ أَنْ نُشَارِكَ فِي أَعْظَمِ عَمَلٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ أَوْكَلَهُ ٱللّٰهُ إِلَى خُدَّامِهِ ٱلْبَشَرِ:‏ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ بِرِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَٱلتَّلْمَذَةِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤؛‏ ٢٨:‏​١٩،‏ ٢٠‏)‏ وَكَمْ نَحْنُ مُمْتَنُّونَ عَلَى مِثَالِ يَسُوعَ ٱلْكَامِلِ!‏ فَقَدْ «أَخَذَ يُسَافِرُ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ وَمِنْ قَرْيَةٍ إِلَى قَرْيَةٍ،‏ يَكْرِزُ وَيُبَشِّرُ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ».‏ (‏لو ٨:‏١‏)‏ أُسْوَةً بِهِ،‏ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ بُغْيَةَ إِيصَالِ رِسَالَةِ ٱلْمَلَكُوتِ إِلَى ٱلنَّاسِ.‏ وَٱلْمِثَالُ ٱلْآخَرُ ٱلَّذِي يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِهِ هُوَ ٱلْرَّجُلُ ٱلْشُّجَاعُ نُوحٌ ٱلَّذِي كَانَ ‹كَارِزًا بِٱلْبِرِّ لِعَالَمٍ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ› عَلَى وَشْكِ ٱلْهَلَاكِ فِي طُوفَانٍ عَالَمِيٍّ.‏ —‏ ٢ بط ٢:‏​٤،‏ ٥‏.‏

١٩ وَٱلصَّلَاةُ تُسَاعِدُنَا أَنْ نُتَمِّمَ هٰذَا ٱلْعَمَلَ.‏ مَثَلًا،‏ عِنْدَمَا ٱضْطُهِدَ بَعْضُ تَلَامِيذِ ٱلْمَسِيحِ،‏ صَلَّوْا إِلَى ٱللّٰهِ أَنْ يُسَاعِدَهُمْ عَلَى ‹ٱلتَّكَلُّمِ بِكَلِمَتِه بِجُرْأَةٍ›.‏ فَٱسْتَجَابَ ٱللّٰهُ لِٱلْتِمَاسَاتِهِمْ.‏ ‏(‏اِقْرَأْ اعمال ٤:‏​٢٩-‏٣١‏.‏‏)‏ لِذٰلِكَ،‏ إِذَا كُنْتَ تَشْعُرُ بِٱلْخَجَلِ عِنْدَ ٱلْكِرَازَةِ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ،‏ فَصَلِّ إِلَى يَهْوَهَ وَهُوَ سَيَسْمَعُ صَلَوَاتِكَ وَيَمُدُّكَ بِٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلشَّجَاعَةِ.‏ —‏ اِقْرَأْ مزمور ٦٦:‏​١٩،‏ ٢٠‏.‏ *

٢٠ مَا ٱلَّذِي يَدْعَمُنَا كَخُدَّامٍ لِيَهْوَهَ؟‏

٢٠ إِنَّهُ لَتَحَدٍّ كَبِيرٌ لَنَا أَنْ نُدَاوِمَ عَلَى فِعْلِ مَشِيئَةِ ٱللّٰهِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ وَلٰكِنَّنَا لَسْنَا بِمُفْرَدِنَا.‏ فَٱللّٰهُ مَعَنَا وَكَذٰلِكَ ٱبْنُهُ،‏ رَأْسُ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَهُنَاكَ أَيْضًا إِلَى جَانِبِنَا أَكْثَرُ مِنْ ٠٠٠‏,٠٠٠‏,٧ أَخٍ وَأُخْتٍ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ فَلْنُوَاصِلِ ٱلسَّيْرَ بِإِيمَانٍ مَعَهُمْ،‏ مُنَادِينَ بِبَشَائِرِ ٱلْمَلَكُوتِ فِيمَا نُبْقِي فِي بَالِنَا ٱلْآيَةَ ٱلسَّنَوِيَّةَ لِعَامِ ٢٠١٣:‏ ‹تَشَجَّعُوا وَتَقَوَّوْا لِأَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهَكُمْ مَعَكَمْ›.‏ —‏ يش ١:‏٩‏.‏

^ ‎الفقرة 19‏ لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ عَنِ ٱلشَّجَاعَةِ،‏ ٱنْظُرْ مَقَالَةَ ‏«تَشَجَّعْ وَتَقَوَّ جِدًّا»‏ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ،‏ عَدَدِ ١٥ شُبَاطَ (‏فَبْرَايِر)‏ ٢٠١٢.‏