استفد كاملا من قراءة الكتاب المقدس
«إِنِّي أُسَرُّ بِشَرِيعَةِ ٱللهِ». — رو ٧:٢٢.
١-٣ أَيُّ فَوَائِدَ نَجْنِيهَا مِنْ قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَطْبِيقِ تَعَالِيمِهِ؟
«أَشْكُرُ يَهْوَهَ كُلَّ صَبَاحٍ لِأَنَّهُ يُسَاعِدُنِي عَلَى فَهْمِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ». هٰذَا مَا ذَكَرَتْهُ أُخْتٌ مُسِنَّةٌ قَرَأَتْ كَلِمَةَ ٱللهِ أَكْثَرَ مِنْ ٤٠ مَرَّةً، وَلَا تَزَالُ تُدَاوِمُ عَلَى ذٰلِكَ. وَقَالَتْ أُخْتٌ أَصْغَرُ مِنْهَا سِنًّا إِنَّ قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ جَعَلَتْ يَهْوَهَ حَقِيقِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهَا. نَتِيجَةَ ذٰلِكَ، تَوَطَّدَتْ عَلَاقَتُهَا بِأَبِيهَا ٱلسَّمَاوِيِّ. فَعَبَّرَتْ قَائِلَةً: «لَمْ أَشْعُرْ قَطُّ بِهٰذَا ٱلْقَدْرِ مِنَ ٱلسَّعَادَةِ».
٢ لَقَدْ شَجَّعَ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ ٱلْجَمِيعَ أَنْ ‹يُنَمُّوا شَوْقًا إِلَى حَلِيبِ ٱلْكَلِمَةِ غَيْرِ ٱلْمَغْشُوشِ›. (١ بط ٢:٢) وَحِينَ نُشْبِعُ رَغْبَتَنَا هٰذِهِ مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَتَطْبِيقِ تَعَالِيمِهِ، نَحْظَى بِضَمِيرٍ طَاهِرٍ وَقَصْدٍ فِي ٱلْحَيَاةِ. كَمَا أَنَّنَا نَبْنِي صَدَاقَاتٍ مَتِينَةً مَعَ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ ٱلْإِلٰهَ ٱلْحَقِيقِيَّ وَيَخْدُمُونَهُ. وَهٰذِهِ أَسْبَابٌ وَجِيهَةٌ كَيْ ‹نُسَرَّ بِشَرِيعَةِ ٱللهِ›. (رو ٧:٢٢) وَلٰكِنْ ثَمَّةَ فَوَائِدُ أُخْرَى نَجْنِيهَا مِنْ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فَمَا هِيَ؟
٣ كُلَّمَا تَعَلَّمْتَ عَنْ يَهْوَهَ وَٱبْنِهِ، عَمُقَتْ مَحَبَّتُكَ لَهُمَا وَلِلنَّاسِ. هٰذَا وَإِنَّ تَفَحُّصَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِعِنَايَةٍ يَجْعَلُكَ تَرَى كَيْفَ سَيُخَلِّصُ ٱللهُ مَنْ يُطِيعُونَهُ وَيُهْلِكُ ٱلْأَشْرَارَ عَمَّا قَرِيبٍ. وَهٰذِهِ بِشَارَةٌ رَائِعَةٌ لِتَنْقُلَهَا إِلَى ٱلنَّاسِ أَثْنَاءَ خِدْمَتِكَ. وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ جُهُودَكَ فِيمَا تُعَلِّمُ ٱلْآخَرِينَ مَا تَعَلَّمْتَهُ أَنْتَ مِنْ قِرَاءَةِ كَلِمَتِهِ.
تَأَمَّلْ فِي مَا تَقْرَأُهُ
٤ مَاذَا يَعْنِي أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ «هَمْسًا»؟
٤ لَا يُحِبُّ يَهْوَهُ أَنْ نَتَصَفَّحَ كَلِمَتَهُ عَلَى عَجَلٍ. فَقَدْ أَوْصَى يَشُوعَ قَدِيمًا: «لَا يَبْرَحْ سِفْرُ ٱلشَّرِيعَةِ هٰذَا مِنْ فَمِكَ، وَٱقْرَأْ فِيهِ هَمْسًا نَهَارًا وَلَيْلًا». (يش ١:٨؛ مز ١:٢) فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ عَلَيْكَ حَرْفِيًّا أَنْ تَلْفِظَ كُلَّ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تَقْرَأُهَا مِنْ سِفْرِ ٱلتَّكْوِينِ حَتَّى ٱلرُّؤْيَا بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ؟ كَلَّا. بَلْ يَعْنِي أَنَّهُ يَجِبُ أَنْ تَقْرَأَ بِسُرْعَةٍ تُتِيحُ لَكَ ٱلتَّأَمُّلَ. فَهٰذَا يَفْسَحُ لَكَ ٱلْمَجَالَ كَيْ تُرَكِّزَ عَلَى ٱلْأَجْزَاءِ ٱلَّتِي قَدْ تُفِيدُكَ وَتَمُدُّكَ بِٱلتَّشْجِيعِ. فَعِنْدَمَا تَجِدُ آيَاتٍ أَوْ قِصَصًا نَافِعَةً لَكَ، ٱقْرَأْهَا بِبُطْءٍ، رُبَّمَا مُتَفَوِّهًا بِهَا بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ. عِنْدَئِذٍ، تَمَسُّ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي تَقْرَأُهَا قَلْبَكَ، فَتَفْهَمُ مَشُورَةَ ٱللهِ جَيِّدًا وَتَنْدَفِعُ إِلَى ٱلْعَمَلِ بِهَا.
٥-٧ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَنَا قِرَاءَةُ كَلِمَةِ ٱللهِ ‹هَمْسًا› أَنْ (أ) نَبْقَى طَاهِرِينَ أَدَبِيًّا، (ب) نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِصَبْرٍ وَلُطْفٍ، (ج) نَتَّكِلَ عَلَى يَهْوَهَ حَتَّى فِي أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ؟
٥ مِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ ‹تَقْرَأَ هَمْسًا›، أَيْ بِسُرْعَةٍ تُتِيحُ لَكَ ٱلتَّأَمُّلَ، حِينَ تُطَالِعُ أَسْفَارًا تَعْتَبِرُهَا صَعْبَةَ ٱلْفَهْمِ. لِلْإِيضَاحِ، إِلَيْكَ ثَلَاثَةَ أَمْثِلَةٍ. أَوَّلًا، تَخَيَّلْ شَابًّا مَسِيحِيًّا وَصَلَ فِي بَرْنَامَجِ قِرَاءَتِهِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ إِلَى نُبُوَّةِ هُوشَعَ، ٱلْإِصْحَاحِ ٤. فَيَتَوَقَّفُ بَعْدَمَا ‹يَقْرَأُ هَمْسًا› ٱلْأَعْدَادَ ١١ إِلَى ١٣. (اِقْرَأْ هوشع ٤:
٦ ثَانِيًا، فَكِّرْ فِي أُخْتٍ مَسِيحِيَّةٍ تَقْرَأُ بِتَمَعُّنٍ سِفْرَ يُوئِيلَ وَتَصِلُ إِلَى ٱلْعَدَدِ ١٣ مِنَ ٱلْإِصْحَاحِ ٢. (اِقْرَأْ يوئيل ٢:١٣.) وَفِيمَا ‹تَقْرَأُ هَمْسًا› هٰذِهِ ٱلْآيَةَ، تَتَأَمَّلُ كَيْفَ يُمْكِنُهَا أَنْ تَقْتَدِيَ بِيَهْوَهَ ٱلَّذِي هُوَ «حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَوَافِرُ ٱللُّطْفِ ٱلْحُبِّيِّ». فَتُقَرِّرُ أَنْ تُلْغِيَ مِنْ حَدِيثِهَا تَعَابِيرَ ٱلتَّهَكُّمِ وَٱلْغَضَبِ ٱلَّتِي تُوَجِّهُهَا أَحْيَانًا إِلَى زَوْجِهَا وَآخَرِينَ أَيْضًا.
٧ ثَالِثًا، تَخَيَّلْ أَبًا مَسِيحِيًّا يَخْسَرُ وَظِيفَتَهُ فَيُسَاوِرُهُ ٱلْقَلَقُ بِشَأْنِ خَيْرِ زَوْجَتِهِ وَأَوْلَادِهِ. وَخِلَالَ دَرْسِهِ لِكَلِمَةِ ٱللهِ، ‹يَقْرَأُ هَمْسًا› نَاحُوم ١:٧ ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ أَنَّ يَهْوَهَ «يَعْرِفُ ٱلْمُحْتَمِينَ بِهِ» وَيُؤَمِّنُ لَهُمُ ٱلْحِمَايَةَ مِثْلَ «مَعْقِلٍ فِي يَوْمِ ٱلشِّدَّةِ». وَإِذْ يَلْمُسُ مِنْ خِلَالِ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عِنَايَةَ يَهْوَهَ ٱلْحُبِّيَّةَ، يَسْتَمِدُّ مِنْهَا ٱلتَّشْجِيعَ وَلَا يَعُودُ يَقْلَقُ بِإِفْرَاطٍ. ثُمَّ ‹يَقْرَأُ هَمْسًا› ٱلْعَدَدَ ١٥. (اِقْرَأْ ناحوم ١:١٥.) فَيَسْتَنْتِجُ أَنَّهُ إِذَا كَرَزَ فِي وَقْتِ ٱلشِّدَّةِ يُثْبِتُ أَنَّ يَهْوَهَ هُوَ فِعْلًا مَعْقِلٌ لَهُ. فَيَنْدَفِعُ إِلَى ٱلِٱشْتِرَاكِ فِي ٱلْخِدْمَةِ وَسَطَ ٱلْأُسْبُوعِ فِيمَا يُوَاصِلُ ٱلْبَحْثَ عَنْ وَظِيفَةٍ.
٨ اُذْكُرْ بِإِيجَازٍ أَمْرًا تَعَلَّمْتَهُ مِنْ دَرْسِكَ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٨ إِنَّ ٱلْفَوَائِدَ ٱلْمَذْكُورَةَ آنِفًا هِيَ مِنْ أَسْفَارٍ قَدْ تَعْتَبِرُهَا عَسِرَةَ ٱلْفَهْمِ. لٰكِنَّكَ قَدْ تَرْغَبُ فِي مُتَابَعَةِ قِرَاءَتِهَا مَتَى وَجَدْتَ فِيهَا آيَاتٍ مُشَجِّعَةً. فَهِيَ تَمْنَحُكَ ٱلتَّعْزِيَةَ وَٱلْحِكْمَةَ. وَمَاذَا عَنْ بَاقِي أَسْفَارِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟ لَا شَكَّ أَنَّهَا تُضَاهِيهَا قِيمَةً. فَكَلِمَةُ ٱللهِ هِيَ أَشْبَهُ بِمَنْجَمٍ غَنِيٍّ بِٱلْأَلْمَاسِ. لِذَا ٱسْتَمِرَّ وَأَنْتَ تَقْرَأُهَا فِي ٱلْبَحْثِ عَنْ هٰذَا «ٱلْأَلْمَاسِ»، أَيْ عَنْ عِبَارَاتِ ٱلتَّشْجِيعِ وَٱلْإِرْشَادَاتِ ٱلَّتِي تَحْوِيهَا.
اِفْهَمْ مَا تَقْرَأُهُ
٩ كَيْفَ نُعَمِّقُ فَهْمَنَا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟
٩ لَا يَكْفِي أَنْ تَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَوْمِيًّا، بَلْ يَحْسُنُ بِكَ أَنْ تَسْعَى لِتَفْهَمَ مَا تَقْرَأُهُ وَتَنَالَ ٱلْبَصِيرَةَ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، ٱسْتَخْدِمِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلَّتِي تُصْدِرُهَا هَيْئَةُ شُهُودِ يَهْوَهَ لِتُجْرِيَ بَحْثًا حَوْلَ ٱلشَّخْصِيَّاتِ، ٱلْأَمَاكِنِ ٱلْجُغْرَافِيَّةِ، وَٱلْأَحْدَاثِ ٱلَّتِي
تَقْرَأُ عَنْهَا. أَيْضًا، فِي حَالِ لَمْ تَعْرِفْ كَيْفَ تُطَبِّقُ مَشُورَةً مَا مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلْتَمِسْ مُسَاعَدَةَ شَيْخٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَوْ أَيِّ مَسِيحِيٍّ نَاضِجٍ آخَرَ. وَلِتَوْضِيحِ مَدَى أَهَمِّيَّةِ تَعْمِيقِ فَهْمِنَا، لِنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالِ مَسِيحِيٍّ مِنَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱسْمُهُ أَبُلُّوسُ سَعَى لِفَهْمِ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ عَلَى نَحْوٍ أَفْضَلَ.١٠، ١١ (أ) كَيْفَ جَرَتْ مُسَاعَدَةُ أَبُلُّوسَ عَلَى إِحْرَازِ ٱلتَّقَدُّمِ فِي ٱلْبِشَارَةِ؟ (ب) مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ نَتَعَلَّمَ مِنِ ٱخْتِبَارِ أَبُلُّوسَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «هَلْ يَتَمَاشَى تَعْلِيمُكَ مَعَ أَحْدَثِ ٱلْمَعْلُومَاتِ؟».)
١٠ كَانَ أَبُلُّوسُ مَسِيحِيًّا مِنْ أَصْلٍ يَهُودِيٍّ ‹مُتَضَلِّعًا مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ وَمُتَّقِدًا بِٱلرُّوحِ›. وَيُخْبِرُ سِفْرُ ٱلْأَعْمَالِ أَنَّهُ رَاحَ «يَتَكَلَّمُ وَيُعَلِّمُ عَلَى وَجْهٍ صَحِيحٍ مَا يَخْتَصُّ بِيَسُوعَ، عَارِفًا مَعْمُودِيَّةَ يُوحَنَّا فَقَطْ». فَهُوَ لَمْ يُدْرِكْ أَنَّ تَعْلِيمَهُ لَمْ يَكُنْ مُتَمَاشِيًا مَعَ مَفْهُومِ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ ٱلْجَدِيدِ ٱلَّذِي عَلَّمَهُ يَسُوعُ. وَقَدْ سَمِعَهُ ٱلزَّوْجَانِ بِرِيسْكِلَّا وَأَكِيلَا يُعَلِّمُ فِي أَفَسُسَ، فَأَخَذَاهُ إِلَيْهِمَا وَأَوْضَحَا لَهُ «طَرِيقَ ٱللهِ عَلَى وَجْهٍ أَصَحَّ». (اع ١٨:
١١ بَعْدَمَا بَشَّرَ أَبُلُّوسُ فِي أَفَسُسَ، ذَهَبَ إِلَى أَخَائِيَةَ. وَلَمَّا «وَصَلَ إِلَى هُنَاكَ سَاعَدَ كَثِيرًا بِنِعْمَةِ ٱللهِ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَدْ آمَنُوا. فَقَدْ كَانَ بِٱشْتِدَادٍ يُفْحِمُ ٱلْيَهُودَ عَلَانِيَةً، وَهُوَ يُبَيِّنُ مِنَ ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ أَنَّ يَسُوعَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ». (اع ١٨:
أَخْبِرِ ٱلْآخَرِينَ بِمَا تَتَعَلَّمُهُ
١٢، ١٣ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ نَسْتَخْدِمَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ بِلَبَاقَةٍ لِمُسَاعَدَةِ تِلْمِيذٍ عَلَى ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا؟
١٢ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَكُونَ عَوْنًا لِلْآخَرِينَ مِثْلَ بِرِيسْكِلَّا وَأَكِيلَا وَأَبُلُّوسَ. وَلَا شَكَّ أَنَّ ٱسْتِخْدَامَ كَلِمَةِ ٱللهِ بُغْيَةَ تَحْسِينِ حَيَاةِ ٱلْآخَرِينَ هُوَ مَصْدَرُ ٱكْتِفَاءٍ وَسَعَادَةٍ لَنَا. أَفَلَا تَشْعُرُ بِٱلْفَرَحِ إِذَا سَاعَدْتَ شَخْصًا مُهْتَمًّا عَلَى مُعَالَجَةِ مُشْكِلَةٍ تُعِيقُهُ عَنِ ٱلتَّقَدُّمِ رُوحِيًّا؟ وَإِذَا كُنْتَ شَيْخًا، أَفَلَا تُحِسُّ بِٱلِٱكْتِفَاءِ حِينَ يَشْكُرُكَ أَخٌ عَلَى مَشُورَةٍ أَسْدَيْتَهَا إِلَيْهِ دَعَمَتْهُ لِيَتَخَطَّى مِحْنَةً مَا؟ * وَفِي مَا يَلِي بَعْضُ ٱلِٱقْتِرَاحَاتِ حَوْلَ كَيْفِيَّةِ دَعْمِ ٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱسْتِخْدَامِ كَلِمَةِ ٱللهِ.
١٣ فِي زَمَنِ إِيلِيَّا، كَانَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ يَعْرُجُونَ بَيْنَ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ وَٱلْبَاطِلَةِ. وَٱلْمَشُورَةُ ٱلَّتِي أَسْدَاهَا إِلَيْهِمْ إِيلِيَّا تُسَاعِدُ تِلْمِيذًا لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا يَتَقَدَّمُ رُوحِيًّا بِسَبَبِ مَوْقِفِهِ ٱلْمُتَرَدِّدِ. (اِقْرَأْ ١ ملوك ١٨:٢١.) تَأَمَّلْ فِي مَسْأَلَةٍ أُخْرَى: إِذَا كَانَ هُنَالِكَ شَخْصٌ مُهْتَمٌّ يَخْشَى رَدَّ فِعْلِ أَصْدِقَائِهِ أَوْ عَائِلَتِهِ، فَبِمَقْدُورِكَ أَنْ تُعَزِّزَ تَصْمِيمَهُ عَلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ مِنْ خِلَالِ مُنَاقَشَةِ كَلِمَاتِ إِشَعْيَا ٥١:
١٤ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَذَكَّرَ آيَاتٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ حِينَ نَحْتَاجُ إِلَيْهَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟
١٤ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَزْخَرُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلَّتِي تُشَجِّعُ، تُقَوِّمُ، وَتُقَوِّي مَنْ يَقْرَأُونَهَا. وَلٰكِنْ قَدْ تَسْأَلُ: ‹كَيْفَ أَعْرِفُ أَيَّةَ آيَاتٍ أَسْتَعْمِلُ عِنْدَ مُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ؟›. يَكْمُنُ ٱلْحَلُّ فِي قِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا يَوْمِيًّا. فَبِذٰلِكَ يُصْبِحُ لَدَيْكَ مَخْزُونٌ مِنَ ٱلْآيَاتِ يُذَكِّرُكَ بِهَا رُوحُ يَهْوَهَ عِنْدَ ٱلْحَاجَةِ. — مر ١٣:١١؛ اِقْرَأْ يوحنا ١٤:٢٦. *
١٥ مَاذَا يُسَاعِدُنَا عَلَى فَهْمِ كَلِمَةِ ٱللهِ عَلَى نَحْوٍ أَكْمَلَ؟
١٥ اِقْتَدِ بِٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ وَصَلِّ مُلْتَمِسًا ٱلْحِكْمَةَ لِإِتْمَامِ مَسْؤُولِيَّاتِكَ ٱلثِّيُوقْرَاطِيَّةِ. (٢ اخ ١:
قِرَاءَةُ كَلِمَةِ ٱللهِ تَضْمَنُ لَكَ ٱلْحِمَايَةَ
١٦ (أ) أَيَّةُ فَائِدَةٍ جَنَاهَا ٱلْيَهُودُ فِي بِيرِيَةَ نَتِيجَةَ ‹فَحْصِهِمْ بِٱعْتِنَاءٍ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ يَوْمِيًّا›؟ (ب) لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ نَقْرَأَ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ ٱلْيَوْمَ؟
١٦ اِعْتَادَ ٱلْيَهُودُ ٱلْقَاطِنُونَ فِي مَدِينَةِ بِيرِيَةَ بِمَقْدُونِيَةَ أَنْ ‹يَفْحَصُوا بِٱعْتِنَاءٍ ٱلْأَسْفَارَ ٱلْمُقَدَّسَةَ يَوْمِيًّا›. وَحِينَ نَقَلَ إِلَيْهِمْ بُولُسُ ٱلْبِشَارَةَ، قَارَنُوا كَلِمَاتِهِ بِمَعْرِفَتِهِمْ لِلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. وَٱلنَّتِيجَةُ؟ اِقْتَنَعَ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ بِأَنَّهُ يُعَلِّمُ ٱلْحَقَّ ‹وَصَارُوا مُؤْمِنِينَ›. (اع ١٧:
١٧، ١٨ (أ) كَيْفَ يَحْمِي ٱلْمَسِيحِيُّ قَلْبَهُ ٱلْمَجَازِيَّ بِقُوَّةِ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ؟ (ب) كَيْفَ يَحْمِينَا ٱلرَّجَاءُ مِنَ ٱلْخَطَرِ؟
١٧ كَتَبَ بُولُسُ: «أَمَّا نَحْنُ ٱلَّذِينَ مِنْ نَهَارٍ، فَلْنَبْقَ وَاعِينَ وَنَلْبَسْ دِرْعَ ٱلْإِيمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ، خُوذَةً». (١ تس ٥:٨) فَمِثْلَمَا يَحْمِي ٱلدِّرْعُ ٱلْحَرْفِيُّ قَلْبَ ٱلْجُنْدِيِّ مِنْ سِهَامِ ٱلْعَدُوِّ، يَحْتَاجُ ٱلْمَسِيحِيُّ أَنْ يَحْمِيَ قَلْبَهُ ٱلْمَجَازِيَّ مِنْ قُوَّةِ ٱلْخَطِيَّةِ. وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، عَلَيْهِ أَنْ يُرَسِّخَ إِيمَانَهُ بِٱلْوُعُودِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ وَيُعَمِّقَ مَحَبَّتَهُ لِلهِ وَلِلْبَشَرِ. فَيَصِيرُ مِنَ ٱلْمُسْتَبْعَدِ أَنْ يَرْتَكِبَ مَعْصِيَةً تُخَسِّرُهُ رِضَى ٱللهِ.
١٨ يُشِيرُ بُولُسُ أَيْضًا إِلَى ضَرُورَةِ لُبْسِ خُوذَةٍ مَجَازِيَّةٍ، أَيْ «رَجَاءِ ٱلْخَلَاصِ». فَفِي زَمَنِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، كَانَ مِنَ ٱلسَّهْلِ أَنْ يَخْسَرَ ٱلْجُنْدِيُّ حَيَاتَهُ فِي ٱلْمَعْرَكَةِ مَا لَمْ يَلْبَسْ خُوذَةً تَحْمِي رَأْسَهُ مِنَ ٱلْإِصَابَاتِ ٱلْخَطِيرَةِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، نَحْنُ نُقَوِّي رَجَاءَنَا بِقُدْرَةِ يَهْوَهَ عَلَى إِنْقَاذِنَا مِنْ خِلَالِ دَرْسِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. وَٱلرَّجَاءُ ٱلْقَوِيُّ يُمَكِّنُنَا مِنْ مُقَاوَمَةِ ٱلْمُرْتَدِّينَ ‹وَكَلَامِهِمِ ٱلْفَارِغِ› ٱلَّذِي قَدْ يَنْتَشِرُ فِي ٱلْجَمَاعَةِ كَٱلْغَنْغَرِينَا. (٢ تي ٢:
قِرَاءَةُ كَلِمَةِ ٱللهِ ضَرُورِيَّةٌ لِخَلَاصِنَا
١٩، ٢٠ لِمَاذَا نُقَدِّرُ تَقْدِيرًا عَمِيقًا كَلِمَةَ ٱللهِ، وَكَيْفَ نُظْهِرُ تَقْدِيرَنَا هٰذَا؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ «يَهْوَهُ يُزَوِّدُنِي بِمَا أَحْتَاجُ إِلَيْهِ تَمَامًا».)
١٩ كُلَّمَا تَوَغَّلْنَا فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ، ٱزْدَادَتْ حَاجَتُنَا إِلَى ٱلِٱعْتِمَادِ عَلَى كَلِمَةِ يَهْوَهَ. فَإِذَا أَصْغَيْنَا إِلَى مَشُورَتِهَا، نُقَوِّمُ عَادَاتِنَا ٱلرَّدِيئَةَ وَنَضْبُطُ مُيُولَنَا ٱلْخَاطِئَةَ. وَمِنْ كَلِمَاتِ ٱلتَّعْزِيَةِ وَٱلتَّشْجِيعِ ٱلَّتِي تَتَخَلَّلُ صَفَحَاتِهَا، نَسْتَمِدُّ ٱلْقُوَّةَ وَنَنْجَحُ فِي مُوَاجَهَةِ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ ٱلَّتِي يَجْلُبُهَا عَلَيْنَا ٱلشَّيْطَانُ وَعَالَمُهُ. فَٱلتَّوْجِيهُ ٱلَّذِي يُزَوِّدُنَا بِهِ يَهْوَهُ فِي كَلِمَتِهِ يُبْقِينَا عَلَى دَرْبِ ٱلْحَيَاةِ.
٢٠ تَذَكَّرْ أَنَّ مَشِيئَةَ ٱللهِ هِيَ «أَنْ يَخْلُصَ شَتَّى ٱلنَّاسِ». وَ «شَتَّى ٱلنَّاسِ» يَشْمُلُونَ خُدَّامَ يَهْوَهَ، إِضَافَةً إِلَى ٱلَّذِينَ نُسَاعِدُهُمْ بِوَاسِطَةِ ٱلْبِشَارَةِ وَٱلْعَمَلِ ٱلتَّعْلِيمِيِّ. لٰكِنْ لِنَيْلِ ٱلْخَلَاصِ عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ ‹نَعْرِفَ ٱلْحَقَّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً›. (١ تي ٢:٤) فَخَلَاصُنَا إِذًا يَرْتَبِطُ ٱرْتِبَاطًا وَثِيقًا بِقِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ وَتَطْبِيقِ إِرْشَادَاتِهَا ٱلْمُوحَى بِهَا. وَلَا شَكَّ أَنَّ قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا تُظْهِرُ مَدَى تَقْدِيرِنَا لِكَلِمَةِ ٱلْحَقِّ ٱلثَّمِينَةِ. — يو ١٧:١٧.
^ الفقرة 12 طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَسْتَخْدِمُ مَشُورَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَيْ نُمَارِسَ ضَغْطًا عَلَى ٱلْآخَرِينَ أَوْ نَحْكُمَ عَلَيْهِمْ. فَعَلَيْنَا أَنْ نَصْبِرَ عَلَى تِلْمِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَنُعْرِبَ لَهُ عَنِ ٱللُّطْفِ مِثْلَمَا يَصْبِرُ يَهْوَهُ عَلَيْنَا وَيُظْهِرُ لَنَا ٱللُّطْفَ. — مز ١٠٣:٨.
^ الفقرة 14 أَحْيَانًا، تَتَذَكَّرُ بَعْضَ ٱلْكَلِمَاتِ مِنْ آيَةٍ مَا، لَا مَوْقِعَ هٰذِهِ ٱلْآيَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ. عِنْدَئِذٍ، ٱبْحَثْ عَنْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ فِي ٱلْفِهْرِسِ ٱلْمَوْجُودِ فِي آخِرِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَوْ فِي مَكْتَبَةُ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ. فَهٰذَا ٱلْبَحْثُ يُسَاعِدُكَ أَنْ تَجِدَ هٰذِهِ ٱلْآيَةَ.