الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يهوه يقيم سبعة رعاة وثمانية زعماء

يهوه يقيم سبعة رعاة وثمانية زعماء

‏«نُقِيمُ عَلَيْهِ سَبْعَةَ رُعَاةٍ،‏ بَلْ ثَمَانِيَةَ زُعَمَاءَ مِنَ ٱلنَّاسِ».‏ ‏—‏ مي ٥:‏٥‏.‏

١ لِمَ كَانَتِ ٱلْمَكِيدَةُ ٱلَّتِي حَاكَهَا ٱلتَّحَالُفُ ٱلْأَرَامِيُّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ سَيَؤُولُ مَصِيرُهَا إِلَى ٱلْفَشَلِ؟‏

فِي وَقْتٍ مَا بَيْنَ سَنَةِ ٧٦٢ ق‌م وَ ٧٥٩ ق‌م،‏ أَعْلَنَ مَلِكَا إِسْرَائِيلَ وَأَرَامَ ٱلْحَرْبَ عَلَى مَمْلَكَةِ يَهُوذَا.‏ وَكَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ ذٰلِكَ ٱجْتِيَاحَ أُورُشَلِيمَ،‏ خَلْعَ ٱلْمَلِكِ آحَازَ عَنِ ٱلْعَرْشِ،‏ وَتَنْصِيبَ مَلِكٍ آخَرَ مَكَانَهُ لَا يَتَحَدَّرُ رُبَّمَا مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ.‏ (‏اش ٧:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ كَانَ عَلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْرِفَ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْمَكِيدَةَ سَيَؤُولُ مَصِيرُهَا إِلَى ٱلْفَشَلِ.‏ فَيَهْوَهُ كَانَ قَدْ قَضَى بِأَنَّ أَحَدَ ٱلْمُتَحَدِّرِينَ مِنْ دَاوُدَ سَيَعْتَلِي ٱلْعَرْشَ إِلَى ٱلْأَبَدِ.‏ وَكَلِمَةُ ٱللهِ تَتِمُّ لَا مَحَالَةَ.‏ —‏ يش ٢٣:‏١٤؛‏ ٢ صم ٧:‏١٦‏.‏

٢-‏٤ كَيْفَ تَمَّتْ إِشَعْيَا ٧:‏١٤،‏ ١٦ (‏أ)‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلثَّامِنِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ؟‏ (‏ب)‏ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ؟‏

٢  فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ بَدَا أَنَّ ٱلتَّحَالُفَ ٱلْأَرَامِيَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّ مُمْسِكٌ بِزِمَامِ ٱلْأُمُورِ.‏ فَفِي مَعْرَكَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ،‏ خَسِرَ آحَازُ ١٢٠٬٠٠٠ مُقَاتِلٍ بَاسِلٍ.‏ حَتَّى إِنَّ مَعْسِيَا،‏ «ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ»،‏ قُتِلَ فِي تِلْكَ ٱلْمَعْرَكَةِ.‏ (‏٢ اخ ٢٨:‏٦،‏ ٧‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَهْوَهَ كَانَ يُرَاقِبُ مَا يَحْدُثُ.‏ وَتَذَكَّرَ وَعْدَهُ لِدَاوُدَ،‏ فَأَرْسَلَ ٱلنَّبِيَّ إِشَعْيَا وَوَضَعَ فِي فَمِهِ رِسَالَةً مُشَجِّعَةً جِدًّا.‏

٣  قَالَ إِشَعْيَا:‏ «هَا إِنَّ ٱلصَّبِيَّةَ تَحْمِلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا،‏ وَتَدْعُو ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ.‏ .‏ .‏ .‏ قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ ٱلصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ ٱلشَّرَّ وَيَخْتَارَ ٱلْخَيْرَ،‏ تُهْجَرُ ٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي يُرْعِبُكَ مَلِكَاهَا [أَرَامَ وَإِسْرَائِيلَ]».‏ (‏اش ٧:‏١٤،‏ ١٦‏)‏ غَالِبًا مَا يُطَبَّقُ ٱلْجُزْءُ ٱلْأَوَّلُ مِنْ تِلْكَ ٱلنُّبُوَّةِ عَلَى وِلَادَةِ ٱلْمَسِيَّا،‏ وَهٰذَا صَحِيحٌ.‏ (‏مت ١:‏٢٣‏)‏ وَلٰكِنْ،‏ بِمَا أَنَّ ‹ٱلْمَلِكَيْنِ›،‏ أَيْ مَلِكَ أَرَامَ وَمَلِكَ إِسْرَائِيلَ،‏ لَمْ يَعُودَا يُشَكِّلَانِ تَهْدِيدًا عَلَى يَهُوذَا فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلْمِيلَادِيِّ،‏ فَلَا بُدَّ أَنَّهُ كَانَ لِلنُّبُوَّةِ عَنْ عِمَّانُوئِيلَ إِتْمَامٌّ أَوَّلِيٌّ فِي أَيَّامِ إِشَعْيَا.‏

٤  فَبَعْدَمَا صَنَعَ إِشَعْيَا هٰذَا ٱلْإِعْلَانَ ٱلْهَامَّ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ حَبِلَتْ زَوْجَتُهُ وَأَنْجَبَتْ طِفْلًا دُعِيَ ٱسْمُهُ مَهِيرَ شَلَالَ حَاشَ بَزَ.‏ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هٰذَا ٱلطِّفْلُ هُوَ «عِمَّانُوئِيلَ» ٱلَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ إِشَعْيَا.‏ * فَلَرُبَّمَا دُعِيَ ٱبْنُ إِشَعْيَا هٰذَا بِٱسْمٍ آخَرَ جَرْيًا عَلَى ٱلْعَادَةِ ٱلْمُتَّبَعَةِ آنَذَاكَ أَنْ يُعْطَى ٱلطِّفْلُ ٱسْمًا عِنْدَ ٱلْوِلَادَةِ،‏ رُبَّمَا لِإِحْيَاءِ ذِكْرَى حَادِثَةٍ مُمَيَّزَةٍ،‏ فِي حِينِ أَنَّهُ كَانَ يُعْرَفُ عِنْدَ وَالِدَيْهِ وَأَقْرِبَائِهِ بِٱسْمٍ آخَرَ.‏ (‏٢ صم ١٢:‏٢٤،‏ ٢٥‏)‏ لٰكِنْ،‏ بِمَا أَنَّهُ فِي ٱلِٱنْطِبَاقِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِهٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ مَا مِنْ دَلِيلٍ أَنَّ أَحَدًا دَعَا يَسُوعَ بِٱلِٱسْمِ عِمَّانُوئِيلَ،‏ فَمِنَ ٱلْمُحْتَمَلِ أَنْ يَصِحَّ ذٰلِكَ أَيْضًا فِي ٱلْإِتْمَامِ ٱلْأَوَّلِيِّ.‏ —‏ اقرأ اشعيا ٧:‏١٤؛‏ ٨:‏٣،‏ ٤‏.‏

٥ أَيُّ قَرَارٍ غَيْرِ حَكِيمٍ ٱتَّخَذَهُ ٱلْمَلِكُ آحَازُ؟‏

٥  بَيْنَمَا كَانَتْ إِسْرَائِيلُ وَأَرَامُ تُرَكِّزَانِ جُهُودَهُمَا عَلَى يَهُوذَا،‏ كَانَتْ أُمَّةٌ أُخْرَى مُتَعَطِّشَةٌ إِلَى سَفْكِ ٱلدِّمَاءِ تَطْمَحُ إِلَى ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى ٱلْمِنْطَقَةِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ كَانَتْ أَشُّورَ،‏ ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلصَّاعِدَةَ.‏ فَوَفْقًا لِإِشَعْيَا ٨:‏٣،‏ ٤‏،‏ كَانَتْ أَشُّورُ سَتَحْمِلُ «ثَرْوَةَ دِمَشْقَ» وَ «غَنِيمَةَ ٱلسَّامِرَةِ» قَبْلَ أَنْ تَنْقَضَّ عَلَى مَمْلَكَةِ يَهُوذَا ٱلْجَنُوبِيَّةِ.‏ إِلَّا أَنَّ آحَازَ تَحَالَفَ مَعَ ٱلْأَشُّورِيِّينَ عِوَضَ ٱلثِّقَةِ بِكَلِمَةِ ٱللهِ ٱلَّتِي نَقَلَهَا إِشَعْيَا،‏ مَا أَدَّى فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ إِلَى أَنْ تُسَيْطِرَ أَشُّورُ عَلَى يَهُوذَا.‏ (‏٢ مل ١٦:‏٧-‏١٠‏)‏ فَكَمْ كَانَ آحَازُ رَاعِيًا مُخَيِّبًا لِلْأَمَلِ لِيَهُوذَا!‏ لِذَا يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا:‏ ‹حِينَ يَتَوَجَّبُ عَلَيَّ ٱتِّخَاذُ قَرَارَاتٍ مُهِمَّةٍ،‏ هَلْ أَضَعُ ثِقَتِي فِي يَهْوَهَ أَمِ ٱلْإِنْسَانِ؟‏›.‏ —‏ ام ٣:‏٥،‏ ٦‏.‏

رَاعٍ جَدِيدٌ يَتْبَعُ مَسْلَكًا مُخْتَلِفًا

٦ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ حُكْمُ حَزَقِيَّا عَنْ حُكْمِ آحَازَ؟‏

٦  بَعْدَمَا مَاتَ آحَازُ سَنَةَ ٧٤٦ ق‌م،‏ ٱرْتَقَى حَزَقِيَّا ٱبْنُهُ عَرْشَ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا ٱلْمُعْدِمَةِ مَادِّيًّا وَرُوحِيًّا.‏ وَمَاذَا كَانَتْ أَوْلَوِيَّاتُ هٰذَا ٱلْمَلِكِ ٱلشَّابِّ؟‏ أَنْ يُنْعِشَ ٱقْتِصَادَ يَهُوذَا ٱلْمُتَدَهْوِرَ؟‏ كَلَّا.‏ فَقَدْ كَانَ حَزَقِيَّا رَجُلًا رُوحِيًّا،‏ رَاعِيًا فَاضِلًا لِأُمَّتِهِ.‏ فَأَوَّلُ مَا قَامَ بِهِ هُوَ أَنَّهُ أَعَادَ رَدَّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ وَتَعْزِيزَ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُتَوَتِّرَةِ بَيْنَ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ وَيَهْوَهَ.‏ فَحِينَ فَهِمَ مَا أَرَادَ ٱللهُ مِنْهُ،‏ ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً حَاسِمًا.‏ فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ جَيِّدٍ لَنَا ٱلْيَوْمَ!‏ —‏ ٢ اخ ٢٩:‏١-‏١٩‏.‏

٧ لِمَ كَانَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ لِلَّاوِيِّينَ أَنْ يَتَأَكَّدُوا مِنْ دَعْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلْجَدِيدِ لَهُمْ؟‏

٧  كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ سَيَلْعَبُونَ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي رَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ لِذٰلِكَ،‏ ٱجْتَمَعَ حَزَقِيَّا مَعَهُمْ لِيُؤَكِّدَ دَعْمَهُ لَهُمْ.‏ تَخَيَّلْ مَشْهَدَ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ كَانُوا حَاضِرِينَ فِي ذَاكَ ٱلِٱجْتِمَاعِ،‏ وَدُمُوعُ ٱلْفَرَحِ تَتَرَقْرَقُ فِي أَعْيُنِهِمْ وَهُمْ يَسْمَعُونَ مَلِكَهُمْ يُعْلِنُ قَائِلًا:‏ «يَهْوَهُ قَدِ ٱخْتَارَكُمْ لِتَقِفُوا أَمَامَهُ وَتَخْدُمُوهُ وَتَكُونُوا خَادِمِينَ وَمُوقِدِينَ لَهُ».‏ (‏٢ اخ ٢٩:‏١١‏)‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ فُوِّضَ إِلَى ٱللَّاوِيِّينَ بِوُضُوحٍ أَنْ يُرَوِّجُوا لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏

٨ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ أُخْرَى ٱتَّخَذَهَا حَزَقِيَّا كَيْ يُسَاعِدَ ٱلشَّعْبَ عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ،‏ وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟‏

٨  عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ،‏ دَعَا حَزَقِيَّا كُلَّ شَعْبِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ لِٱحْتِفَالٍ كَبِيرٍ بِٱلْفِصْحِ،‏ يَلِيهِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ مِنَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْفَطِيرِ.‏ فَفَرِحَ ٱلشَّعْبُ بِٱلِٱحْتِفَالِ كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ مُدِّدَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى.‏ يُخْبِرُنَا سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ:‏ «كَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ لِأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذٰلِكَ فِي أُورُشَلِيمَ».‏ (‏٢ اخ ٣٠:‏٢٥،‏ ٢٦‏)‏ وَكَمْ أَثَّرَتْ هٰذِهِ ٱلْوَلِيمَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ فِي نُفُوسِ ٱلشَّعْبِ آنَذَاكَ!‏ فَٱلْآيَةُ فِي ٢ أَخْبَارِ ٱلْأَيَّام ٣١:‏١ تَقُولُ:‏ «لَمَّا أَنْهَوْا هٰذَا كُلَّهُ،‏ .‏ .‏ .‏ كَسَّرُوا ٱلْأَنْصَابَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَطَعُوا ٱلسَّوَارِيَ ٱلْمُقَدَّسَةَ وَقَوَّضُوا ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَٱلْمَذَابِحَ».‏ وَهٰكَذَا،‏ بَدَأَتْ أُمَّةُ يَهُوذَا تَرْجِعُ إِلَى يَهْوَهَ.‏ وَكَانَ هٰذَا ٱلتَّطْهِيرُ ٱلرُّوحِيُّ ذَا أَهَمِّيَّةٍ قُصْوَى نَظَرًا إِلَى مَا كَانَ سَيَحْدُثُ بَعْدَ ذٰلِكَ.‏

اَلْمَلِكُ يَضَعُ ثِقَتَهُ فِي يَهْوَهَ

٩ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ أُحْبِطَتْ خُطَطُ إِسْرَائِيلَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ نَصْرٍ أَوَّلِيٍّ حَقَّقَهُ سَنْحَارِيبُ فِي يَهُوذَا؟‏

٩  كَمَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا،‏ غَزَا ٱلْأَشُّورِيُّونَ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةَ وَأَخَذُوا شَعْبَهَا إِلَى ٱلْأَسْرِ.‏ وَهٰكَذَا،‏ أَحْبَطُوا مَا خَطَّطَتْ لَهُ إِسْرَائِيلُ أَنْ تُنَصِّبَ مَلِكًا عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ.‏ وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ مُخَطَّطَاتِ أَشُّورَ؟‏ لَقَدْ تَحَوَّلَتْ أَنْظَارُ ٱلْأَشُّورِيِّينَ ٱلْآنَ إِلَى يَهُوذَا.‏ يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةَ عَشْرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا،‏ صَعِدَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْمُحَصَّنَةِ وَٱسْتَوْلَى عَلَيْهَا».‏ وَكَمَا يَرْوِي ٱلتَّارِيخُ،‏ غَزَا سَنْحَارِيبُ ٤٦ مَدِينَةً فِي يَهُوذَا.‏ تَخَيَّلْ كَيْفَ كُنْتَ سَتَشْعُرُ لَوْ كُنْتَ مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ وَأَنْتَ تَرَى أَنَّ مُدُنَ يَهُوذَا تَنْهَارُ ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى أَمَامَ زَحْفِ ٱلْجُيُوشِ ٱلْأَشُّورِيَّةِ.‏ —‏ ٢ مل ١٨:‏١٣‏.‏

١٠ لِمَاذَا شَجَّعَتِ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْمَوْجُودَةُ فِي مِيخَا ٥:‏٥،‏ ٦ حَزَقِيَّا عَلَى ٱلْأَرْجَحِ؟‏

١٠  مَا مِنْ شَكٍّ أَنَّ حَزَقِيَّا كَانَ عَلَى عِلْمٍ بِٱلْخَطَرِ ٱلْمُحْدِقِ بِهِ.‏ لٰكِنَّهُ وَضَعَ ثِقَتَهُ فِي يَهْوَهَ عِوَضَ أَنْ يُصَابَ بِٱلْهَلَعِ وَيَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ أُمَّةٍ وَثَنِيَّةٍ،‏ كَمَا فَعَلَ أَبُوهُ ٱلْمُرْتَدُّ آحَازُ.‏ (‏٢ اخ ٢٨:‏٢٠،‏ ٢١‏)‏ فَلَرُبَّمَا كَانَ يَعْرِفُ كَلِمَاتِ مِيخَا،‏ نَبِيٍّ مُعَاصِرٍ أَنْبَأَ بِشَأْنِ أَشُّورَ:‏ «نُقِيمُ عَلَيْهِ [ٱلْأَشُّورِيِّ] سَبْعَةَ رُعَاةٍ،‏ بَلْ ثَمَانِيَةَ زُعَمَاءَ مِنَ ٱلنَّاسِ.‏ فَيَرْعَوْنَ أَرْضَ ٱلْأَشُّورِيِّ بِٱلسَّيْفِ».‏ (‏مي ٥:‏٥،‏ ٦‏)‏ وَلَا بُدَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ ٱلْمُلْهَمَةَ شَجَّعَتْ حَزَقِيَّا،‏ إِذْ كَشَفَتْ أَنَّ جَيْشًا غَيْرَ ٱعْتِيَادِيٍّ سَيَقِفُ فِي وَجْهِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ وَيُنْزِلُ بِهِمِ ٱلْهَزِيمَةَ.‏

١١ مَتَى سَتَشْهَدُ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلَّتِي تَتَعَلَّقُ بِسَبْعَةِ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةِ زُعَمَاءَ إِتْمَامَهَا ٱلْأَهَمَّ؟‏

١١  كَانَتِ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلَّتِي تَتَعَلَّقُ بِسَبْعَةِ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةِ زُعَمَاءَ سَتَشْهَدُ إِتْمَامَهَا ٱلْأَهَمَّ بَعْدَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنْ وِلَادَةِ يَسُوعَ ‹حَاكِمِ إِسْرَائِيلَ،‏ ٱلَّذِي أَصْلُهُ مُنْذُ ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلْبَاكِرَةِ›.‏ ‏(‏اقرأ ميخا ٥:‏١،‏ ٢‏.‏‏)‏ وَهٰذَا ٱلْوَقْتُ سَيَحِينُ عِنْدَمَا يَتَعَرَّضُ خُدَّامُ يَهْوَهَ لِهُجُومٍ مِنَ ٱلْأَشُّورِيِّينَ ٱلْعَصْرِيِّينَ.‏ وَأَيُّ قُوَّاتٍ سَيُقِيمُهَا يَهْوَهُ بِقِيَادَةِ ٱبْنِهِ يَسُوعَ لِتُوَاجِهَ هٰذَا ٱلْعَدُوَّ ٱلْمُثِيرَ لِلرَّهْبَةِ؟‏ سَنُجِيبُ عَنْ هٰذَا ٱلسُّؤَالِ لَاحِقًا فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ.‏ وَلٰكِنْ،‏ لِنَرَ أَوَّلًا مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنَ ٱلْخُطُوَاتِ ٱلَّتِي ٱتَّخَذَهَا حَزَقِيَّا فِي وَجْهِ ٱلتَّهْدِيدِ ٱلْأَشُّورِيِّ.‏

حَزَقِيَّا يَتَّخِذُ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً

١٢ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ ٱتَّخَذَهَا حَزَقِيَّا وَمَنْ مَعَهُ كَيْ يَحْمُوا شَعْبَ ٱللهِ؟‏

١٢  صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ دَائِمًا لِيُسَاعِدَنَا عِنْدَمَا نَشْعُرُ أَنَّنَا عَاجِزُونَ عَنْ حَلِّ مُشْكِلَةٍ مَا،‏ لٰكِنَّهُ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَفْعَلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُسَوِّيَ ٱلْمَسْأَلَةَ.‏ وَقَدْ فَعَلَ حَزَقِيَّا مَا فِي وِسْعِهِ لِيَحُلَّ مُشْكِلَتَهُ.‏ فَهُوَ ٱسْتَشَارَ «رُؤَسَاءَهُ وَجَبَابِرَتَهُ» وَقَرَّرُوا مَعًا «طَمَّ مِيَاهِ ٱلْعُيُونِ ٱلَّتِي هِيَ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ .‏ .‏ .‏ ثُمَّ تَشَجَّعَ وَبَنَى كُلَّ ٱلسُّورِ ٱلْمُنْهَدِمِ وَرَفَعَ عَلَيْهِ أَبْرَاجًا،‏ وَسُورًا آخَرَ فِي ٱلْخَارِجِ .‏ .‏ .‏ وَصَنَعَ حِرَابًا بِكَثْرَةٍ وَتُرُوسًا».‏ (‏٢ اخ ٣٢:‏٣-‏٥‏)‏ فَلِكَيْ يَحْمِيَ يَهْوَهُ شَعْبَهُ وَيَرْعَاهُمْ فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَنِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ عَدَدًا مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْبَوَاسِلِ:‏ حَزَقِيَّا،‏ رُؤَسَاءَهُ،‏ وَٱلْأَنْبِيَاءَ ٱلْأَقْوِيَاءَ رُوحِيًّا.‏

١٣ مَا هِيَ أَهَمُّ خُطْوَةٍ قَامَ بِهَا حَزَقِيَّا كَيْ يُهَيِّئَ ٱلشَّعْبَ لِهُجُومِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ،‏ وَكَيْفَ سَاعَدَتْهُمْ كَلِمَاتُهُ؟‏

١٣  أَمَّا مَا فَعَلَهُ حَزَقِيَّا بَعْدَ ذٰلِكَ فَهُوَ ذُو قِيمَةٍ أَعْظَمَ مِنْ طَمِّ ٱلْمِيَاهِ أَوْ دَعْمِ أَسْوَارِ ٱلْمَدِينَةِ.‏ فَإِذْ كَانَ رَاعِيًا جَيِّدًا،‏ جَمَعَ ٱلشَّعْبَ وَشَجَّعَهُمْ رُوحِيًّا بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «لَا تَخَافُوا وَلَا تَرْتَاعُوا مِنْ مَلِكِ أَشُّورَ .‏ .‏ .‏ لِأَنَّ مَعَنَا أَكْثَرَ مِمَّا مَعَهُ.‏ مَعَهُ ذِرَاعُ بَشَرٍ،‏ وَمَعَنَا يَهْوَهُ إِلٰهُنَا لِيُسَاعِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا».‏ وَهٰكَذَا،‏ ذَكَّرَ حَزَقِيَّا ٱلشَّعْبَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَاتِلُ عَنْهُمْ.‏ وَعِنْدَ سَمَاعِ ٱلشَّعْبِ بِذٰلِكَ،‏ ‹ٱسْتَنَدُوا عَلَى كَلَامِ حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا›.‏ لَاحِظْ أَنَّ «كَلَامَ حَزَقِيَّا» هُوَ مَا شَجَّعَهُمْ.‏ فَقَدْ أَثْبَتَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ مَعَ ‹رُؤَسَائِهِ وَجَبَابِرَتِهِ› —‏ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلنَّبِيَّيْنِ مِيخَا وَإِشَعْيَا —‏ أَنَّهُمْ رُعَاةٌ فَعَّالُونَ،‏ تَمَامًا كَمَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِفَمِ نَبِيِّهِ.‏ —‏ ٢ اخ ٣٢:‏٧،‏ ٨‏؛‏ اقرأ ميخا ٥:‏٥،‏ ٦‏.‏

تَشَجَّعَ ٱلشَّعْبُ حِينَ سَمِعُوا كَلَامَ حَزَقِيَّا (‏اُنْظُرِ ٱلفِقْرَتَيْنِ ١٢،‏ ١٣.‏)‏

١٤ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ رَبْشَاقَى،‏ وَكَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلشَّعْبُ؟‏

١٤  عَسْكَرَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي لَخِيشَ،‏ جَنُوبَ غَرْبِ أُورُشَلِيمَ.‏ وَمِنْ هُنَاكَ،‏ بَعَثَ ثَلَاثَةَ رُسُلٍ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ كَيْ يَحْمِلُوا شَعْبَهَا عَلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ.‏ وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ ٱلنَّاطِقُ بِلِسَانِهِ،‏ ٱلَّذِي حَمَلَ ٱللَّقَبَ ٱلرَّسْمِيَّ رَبْشَاقَى،‏ عَدَدًا مِنَ ٱلْخُطَطِ.‏ فَهُوَ حَضَّ ٱلشَّعْبَ،‏ مُتَحَدِّثًا مَعَهُمْ بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ،‏ أَنْ يَخُونُوا ٱلْمَلِكَ وَيَخْضَعُوا لِلْأَشُّورِيِّينَ،‏ قَاطِعًا لَهُمْ وُعُودًا كَاذِبَةً أَنْ يُسْكِنَهُمْ فِي أَرْضٍ يَنْعَمُونَ فِيهَا بِحَيَاةٍ مُرِيحَةٍ.‏ ‏(‏اقرأ ٢ ملوك ١٨:‏٣١،‏ ٣٢‏.‏‏)‏ ثُمَّ أَكَّدَ لَهُمْ أَنَّهُ كَمَا عَجِزَتْ آلِهَةُ ٱلْأُمَمِ أَنْ تَحْمِيَ عُبَّادَهَا،‏ سَيَعْجَزُ يَهْوَهُ أَنْ يُنْقِذَ ٱلْيَهُودَ مِنْ قَبْضَةِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ.‏ وَلٰكِنَّ ٱلشَّعْبَ تَصَرَّفُوا بِحِكْمَةٍ وَلَمْ يَرُدُّوا عَلَى ٱلدِّعَايَةِ ٱلْكَاذِبَةِ بِجَوَابٍ،‏ وَهُوَ مَسْلَكٌ غَالِبًا مَا يَتْبَعُهُ خُدَّامُ يَهْوَهَ فِي أَيَّامِنَا هٰذِهِ.‏ —‏ اقرأ ٢ ملوك ١٨:‏٣٥،‏ ٣٦‏.‏

١٥ مَاذَا كَانَ مَطْلُوبًا مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ،‏ وَكَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَهُ ٱلْمَدِينَةَ؟‏

١٥  لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْقَلَقَ سَاوَرَ حَزَقِيَّا.‏ وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يَسْأَلَ ٱلْعَوْنَ مِنْ أُمَّةٍ أُخْرَى،‏ أَرْسَلَ فِي طَلَبِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا.‏ فَأَخْبَرَهُ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ:‏ «لَنْ يَدْخُلَ [سَنْحَارِيبُ] هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ وَلَنْ يَرْمِيَ سَهْمًا هُنَاكَ».‏ (‏٢ مل ١٩:‏٣٢‏)‏ فَكُلُّ مَا كَانَ مَطْلُوبًا مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ هُوَ أَنْ يَكُونُوا شُجْعَانًا وَلَا يَسْتَسْلِمُوا لِأَنَّ يَهْوَهَ يُحَارِبُ عَنْهُمْ.‏ وَهٰذَا مَا قَامَ بِهِ يَهْوَهُ فِعْلًا.‏ فَٱلسِّجِلُّ يُخْبِرُ:‏ «كَانَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ أَنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ خَرَجَ وَضَرَبَ مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا فِي مُعَسْكَرِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ».‏ (‏٢ مل ١٩:‏٣٥‏)‏ وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ،‏ نَجَتْ يَهُوذَا مِنَ ٱلدَّمَارِ،‏ لَيْسَ بِفَضْلِ مَا فَعَلَهُ حَزَقِيَّا مِنْ طَمِّ مِيَاهِ ٱلْعُيُونِ وَدَعْمِ أَسْوَارِ ٱلْمَدِينَةِ،‏ بَلْ بِفَضْلِ ٱلتَّدَخُّلِ ٱلْإِلٰهِيِّ.‏

دُرُوسٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ

١٦ مَنْ هُمُ ٱلْيَوْمَ ٱلْمُمَثَّلُونَ بِـ‍ (‏أ)‏ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ؟‏ (‏ب)‏ «ٱلْأَشُّورِيِّينَ»؟‏ (‏ج)‏ ٱلرُّعَاةِ ٱلسَّبْعَةِ وَٱلزُّعَمَاءِ ٱلثَّمَانِيَةِ؟‏

١٦  إِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ عَنِ ٱلرُّعَاةِ ٱلسَّبْعَةِ وَٱلزُّعَمَاءِ ٱلثَّمَانِيَةِ تَشْهَدُ ٱلْيَوْمَ إِتْمَامَهَا ٱلْأَعْظَمَ.‏ فَكَمَا تَعَرَّضَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ ٱلْقَدِيمَةِ لِهُجُومِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ،‏ سَيَتَعَرَّضُ شَعْبُ يَهْوَهَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ لِهُجُومِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ ٱلْعَصْرِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَنْوُونَ أَنْ يَمْحُوهُمْ مِنَ ٱلْوُجُودِ.‏ وَتُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى هٰذَا ٱلْهُجُومِ،‏ وَكَذٰلِكَ إِلَى هُجُومِ ‹جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ›،‏ هُجُومِ «مَلِكِ ٱلشَّمَالِ»،‏ وَهُجُومِ «مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ».‏ (‏حز ٣٨:‏٢،‏ ١٠-‏١٣؛‏ دا ١١:‏٤٠،‏ ٤٤،‏ ٤٥؛‏ رؤ ١٧:‏١٤؛‏ ١٩:‏١٩‏)‏ وَهَلْ تَخْتَلِفُ هٰذِهِ ٱلْهَجَمَاتُ بَعْضُهَا عَنْ بَعْضٍ؟‏ لَيْسَ بِٱلضَّرُورَةِ.‏ فَقَدْ يَدْعُو ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ ٱلْهُجُومَ نَفْسَهُ بِأَسْمَاءٍ مُخْتَلِفَةٍ.‏ وَأَيُّ «سِلَاحٍ سِرِّيٍّ» أَنْبَأَ مِيخَا أَنَّ يَهْوَهَ سَيَشْهَرُهُ ضِدَّ هٰذَا ٱلْعَدُوِّ «ٱلْأَشُّورِيِّ» ٱلْوَحْشِيِّ؟‏ سِلَاحٌ لَا يَتَوَقَّعُهُ أَحَدٌ:‏ «سَبْعَةُ رُعَاةٍ،‏ بَلْ ثَمَانِيَةُ زُعَمَاءَ».‏ (‏مي ٥:‏٥‏)‏ وَٱلرُّعَاةُ وَٱلزُّعَمَاءُ فِي هٰذَا ٱلْجَيْشِ هُمْ شُيُوخُ ٱلْجَمَاعَةِ.‏ (‏١ بط ٥:‏٢‏)‏ فَيَهْوَهُ يُعْطِي ٱلْيَوْمَ عَدَدًا وَافِرًا مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلرُّوحِيِّينَ كَيْ يَرْعَوْا شَعْبَهُ وَيُقَوُّوهُمْ لِيَثْبُتُوا أَمَامَ ٱلْهُجُومِ ٱلْمُسْتَقْبَلِيِّ ٱلَّذِي سَيَشُنُّهُ ٱلْأَشُّورِيُّونَ ٱلْعَصْرِيُّونَ.‏ * فَنُبُوَّةُ مِيخَا تَقُولُ إِنَّهُمْ «يَرْعَوْنَ أَرْضَ ٱلْأَشُّورِيِّ بِٱلسَّيْفِ».‏ (‏مي ٥:‏٦‏)‏ فَمِنْ بَيْنِ ‹أَسْلِحَةِ مُحَارَبَتِهِمْ›،‏ سَيَسْتَخْدِمُونَ «سَيْفَ ٱلرُّوحِ»،‏ أَيْ كَلِمَةَ ٱللهِ.‏ —‏ ٢ كو ١٠:‏٤؛‏ اف ٦:‏١٧‏.‏

١٧ أَيُّ ٱسْتِنْتَاجَاتٍ أَرْبَعَةٍ يُمْكِنُ أَنْ يَخْلُصَ إِلَيْهَا ٱلشُّيُوخُ مِنَ ٱلرِّوَايَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا؟‏

١٧  إِنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ يَقْرَأُونَ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةَ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَخْلُصُوا إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ نَافِعَةٍ مِنَ ٱلرِّوَايَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا لِلتَّوِّ:‏ (‏١)‏ إِنَّ أَكْثَرَ خُطْوَةٍ عَمَلِيَّةٍ بِمَقْدُورِهِمِ ٱتِّخَاذُهَا كَيْ يَتَهَيَّأُوا لِهُجُومِ «ٱلْأَشُّورِيِّينَ» ٱلْآتِي هِيَ تَقْوِيَةُ إِيمَانِهِمْ بِٱللهِ وَمُسَاعَدَةُ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَحْذُوا حَذْوَهُمْ.‏ (‏٢)‏ حِينَ يُهَاجِمُنَا «ٱلْأَشُّورِيُّونَ»،‏ يَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا مُقْتَنِعِينَ تَمَامًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنْقِذُنَا.‏ (‏٣)‏ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ،‏ قَدْ يَبْدُو ٱلْإِرْشَادُ ٱلْمُنْقِذُ لِلْحَيَاةِ ٱلَّذِي يَتَلَقَّوْنَهُ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ غَيْرَ عَمَلِيٍّ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ.‏ وَلٰكِنْ،‏ يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِإِطَاعَةِ أَيِّ إِرْشَادٍ يَنَالُونَهُ،‏ سَوَاءٌ بَدَا مَنْطِقِيًّا أَمْ لَا.‏ وَ (‏٤)‏ ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِكُلِّ مَنْ يَضَعُ ثِقَتَهُ فِي ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ،‏ أَوِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ،‏ أَوِ ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ كَيْ يُعَدِّلَ تَفْكِيرَهُ.‏ لِذَا،‏ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلشُّيُوخُ مُسْتَعِدِّينَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ لَا يَضَعُونَ ثِقَتَهُمْ فِي يَهْوَهَ حَالِيًّا.‏

١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلتَّأَمُّلِ فِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ أَنْ يُفِيدَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟‏

١٨  عَمَّا قَرِيبٍ،‏ سَيَحِينُ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي يَبْدُو فِيهِ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْعَصْرِيُّونَ بِلَا حِمَايَةٍ مِثْلَمَا بَدَا شَعْبُ أُورُشَلِيمَ فِي زَمَنِ حَزَقِيَّا.‏ وَفِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ كَلِمَاتِ حَزَقِيَّا.‏ فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ أَعْدَاءَنَا لَدَيْهِمْ «ذِرَاعُ بَشَرٍ».‏ أَمَّا نَحْنُ فَمَعَنَا «يَهْوَهُ إِلٰهُنَا لِيُسَاعِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا».‏ —‏ ٢ اخ ٣٢:‏٨‏.‏

^ ‎الفقرة 4‏ اَلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلْمَنْقُولَةُ إِلَى «صَبِيَّةٍ» فِي إِشَعْيَا ٧:‏١٤ يُمْكِنُ أَنْ تَعْنِيَ إِمَّا ٱمْرَأَةً مُتَزَوِّجَةً أَوْ عَذْرَاءَ.‏ لِذَا،‏ يُمْكِنُ أَنْ تُطَبَّقَ ٱلْكَلِمَةُ عَيْنُهَا عَلَى زَوْجَةِ إِشَعْيَا وَعَلَى ٱلْعَذْرَاءِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مَرْيَمَ.‏

^ ‎الفقرة 16‏ غَالِبًا مَا يُسْتَخْدَمُ ٱلرَّقْمُ سَبْعَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى ٱلتَّمَامِ.‏ أَمَّا ٱلرَّقْمُ ثَمَانِيَةٌ (‏أَيْ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةٍ بِرَقْمٍ وَاحِدٍ)‏ فَيُمَثِّلُ أَحْيَانًا وُجُودَ وَفْرَةٍ مِنْ شَيْءٍ مَا.‏