يهوه يقيم سبعة رعاة وثمانية زعماء
«نُقِيمُ عَلَيْهِ سَبْعَةَ رُعَاةٍ، بَلْ ثَمَانِيَةَ زُعَمَاءَ مِنَ ٱلنَّاسِ». — مي ٥:٥.
١ لِمَ كَانَتِ ٱلْمَكِيدَةُ ٱلَّتِي حَاكَهَا ٱلتَّحَالُفُ ٱلْأَرَامِيُّ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّ سَيَؤُولُ مَصِيرُهَا إِلَى ٱلْفَشَلِ؟
فِي وَقْتٍ مَا بَيْنَ سَنَةِ ٧٦٢ قم وَ ٧٥٩ قم، أَعْلَنَ مَلِكَا إِسْرَائِيلَ وَأَرَامَ ٱلْحَرْبَ عَلَى مَمْلَكَةِ يَهُوذَا. وَكَانَ ٱلْهَدَفُ مِنْ ذٰلِكَ ٱجْتِيَاحَ أُورُشَلِيمَ، خَلْعَ ٱلْمَلِكِ آحَازَ عَنِ ٱلْعَرْشِ، وَتَنْصِيبَ مَلِكٍ آخَرَ مَكَانَهُ لَا يَتَحَدَّرُ رُبَّمَا مِنَ ٱلْمَلِكِ دَاوُدَ. (اش ٧:
٢-٤ كَيْفَ تَمَّتْ إِشَعْيَا ٧:
٢ فِي ٱلْبِدَايَةِ، بَدَا أَنَّ ٱلتَّحَالُفَ ٱلْأَرَامِيَّ ٱلْإِسْرَائِيلِيَّ مُمْسِكٌ بِزِمَامِ ٱلْأُمُورِ. فَفِي مَعْرَكَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَطْ، خَسِرَ آحَازُ ١٢٠٬٠٠٠ مُقَاتِلٍ بَاسِلٍ. حَتَّى إِنَّ مَعْسِيَا، «ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ»، قُتِلَ فِي تِلْكَ ٱلْمَعْرَكَةِ. (٢ اخ ٢٨:
٣ قَالَ إِشَعْيَا: «هَا إِنَّ ٱلصَّبِيَّةَ تَحْمِلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا، وَتَدْعُو ٱسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ. . . . قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ ٱلصَّبِيُّ أَنْ يَرْفُضَ ٱلشَّرَّ وَيَخْتَارَ ٱلْخَيْرَ، تُهْجَرُ ٱلْأَرْضُ ٱلَّتِي يُرْعِبُكَ مَلِكَاهَا [أَرَامَ وَإِسْرَائِيلَ]». (اش ٧:
* فَلَرُبَّمَا دُعِيَ ٱبْنُ إِشَعْيَا هٰذَا بِٱسْمٍ آخَرَ جَرْيًا عَلَى ٱلْعَادَةِ ٱلْمُتَّبَعَةِ آنَذَاكَ أَنْ يُعْطَى ٱلطِّفْلُ ٱسْمًا عِنْدَ ٱلْوِلَادَةِ، رُبَّمَا لِإِحْيَاءِ ذِكْرَى حَادِثَةٍ مُمَيَّزَةٍ، فِي حِينِ أَنَّهُ كَانَ يُعْرَفُ عِنْدَ وَالِدَيْهِ وَأَقْرِبَائِهِ بِٱسْمٍ آخَرَ. (٢ صم ١٢:
٥ أَيُّ قَرَارٍ غَيْرِ حَكِيمٍ ٱتَّخَذَهُ ٱلْمَلِكُ آحَازُ؟
٥ بَيْنَمَا كَانَتْ إِسْرَائِيلُ وَأَرَامُ تُرَكِّزَانِ جُهُودَهُمَا عَلَى يَهُوذَا، كَانَتْ أُمَّةٌ أُخْرَى مُتَعَطِّشَةٌ إِلَى سَفْكِ ٱلدِّمَاءِ تَطْمَحُ إِلَى ٱلِٱسْتِيلَاءِ عَلَى ٱلْمِنْطَقَةِ. وَهٰذِهِ ٱلْأُمَّةُ كَانَتْ أَشُّورَ، ٱلدَّوْلَةَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلصَّاعِدَةَ. فَوَفْقًا لِإِشَعْيَا ٨:
رَاعٍ جَدِيدٌ يَتْبَعُ مَسْلَكًا مُخْتَلِفًا
٦ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ حُكْمُ حَزَقِيَّا عَنْ حُكْمِ آحَازَ؟
٦ بَعْدَمَا مَاتَ آحَازُ سَنَةَ ٧٤٦ قم، ٱرْتَقَى حَزَقِيَّا ٱبْنُهُ عَرْشَ مَمْلَكَةِ يَهُوذَا ٱلْمُعْدِمَةِ مَادِّيًّا وَرُوحِيًّا. وَمَاذَا كَانَتْ أَوْلَوِيَّاتُ هٰذَا ٱلْمَلِكِ ٱلشَّابِّ؟ أَنْ يُنْعِشَ ٱقْتِصَادَ يَهُوذَا ٱلْمُتَدَهْوِرَ؟ كَلَّا. فَقَدْ كَانَ حَزَقِيَّا رَجُلًا رُوحِيًّا، رَاعِيًا فَاضِلًا لِأُمَّتِهِ. فَأَوَّلُ مَا قَامَ بِهِ هُوَ أَنَّهُ أَعَادَ رَدَّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلنَّقِيَّةِ وَتَعْزِيزَ ٱلْعَلَاقَةِ ٱلْمُتَوَتِّرَةِ بَيْنَ ٱلْأُمَّةِ ٱلْمُتَمَرِّدَةِ وَيَهْوَهَ. فَحِينَ فَهِمَ مَا أَرَادَ ٱللهُ مِنْهُ، ٱتَّخَذَ إِجْرَاءً حَاسِمًا. فَيَا لَهُ مِنْ مِثَالٍ جَيِّدٍ لَنَا ٱلْيَوْمَ! — ٢ اخ ٢٩:
٧ لِمَ كَانَ مِنَ ٱلْمُهِمِّ لِلَّاوِيِّينَ أَنْ يَتَأَكَّدُوا مِنْ دَعْمِ ٱلْمَلِكِ ٱلْجَدِيدِ لَهُمْ؟
٧ كَانَ ٱللَّاوِيُّونَ سَيَلْعَبُونَ دَوْرًا حَيَوِيًّا فِي رَدِّ ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ. لِذٰلِكَ، ٱجْتَمَعَ حَزَقِيَّا مَعَهُمْ لِيُؤَكِّدَ دَعْمَهُ لَهُمْ. تَخَيَّلْ مَشْهَدَ ٱللَّاوِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ ٱلَّذِينَ كَانُوا حَاضِرِينَ فِي ذَاكَ ٱلِٱجْتِمَاعِ، وَدُمُوعُ ٱلْفَرَحِ تَتَرَقْرَقُ فِي أَعْيُنِهِمْ وَهُمْ يَسْمَعُونَ مَلِكَهُمْ يُعْلِنُ قَائِلًا: «يَهْوَهُ قَدِ ٱخْتَارَكُمْ لِتَقِفُوا أَمَامَهُ وَتَخْدُمُوهُ وَتَكُونُوا خَادِمِينَ وَمُوقِدِينَ لَهُ». (٢ اخ ٢٩:١١) نَعَمْ، لَقَدْ فُوِّضَ إِلَى ٱللَّاوِيِّينَ بِوُضُوحٍ أَنْ يُرَوِّجُوا لِلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.
٨ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ أُخْرَى ٱتَّخَذَهَا حَزَقِيَّا كَيْ يُسَاعِدَ ٱلشَّعْبَ عَلَى ٱلرُّجُوعِ إِلَى عِبَادَةِ يَهْوَهَ، وَبِأَيَّةِ نَتِيجَةٍ؟
٨ عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، دَعَا حَزَقِيَّا كُلَّ شَعْبِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ لِٱحْتِفَالٍ كَبِيرٍ بِٱلْفِصْحِ، يَلِيهِ سَبْعَةُ أَيَّامٍ مِنَ ٱلِٱحْتِفَالِ بِعِيدِ ٱلْفَطِيرِ. فَفَرِحَ ٱلشَّعْبُ بِٱلِٱحْتِفَالِ كَثِيرًا لِدَرَجَةِ أَنَّهُ مُدِّدَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى. يُخْبِرُنَا سِجِلُّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ: «كَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي أُورُشَلِيمَ، لِأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذٰلِكَ فِي أُورُشَلِيمَ». (٢ اخ ٣٠:
اَلْمَلِكُ يَضَعُ ثِقَتَهُ فِي يَهْوَهَ
٩ (أ) كَيْفَ أُحْبِطَتْ خُطَطُ إِسْرَائِيلَ؟ (ب) أَيُّ نَصْرٍ أَوَّلِيٍّ حَقَّقَهُ سَنْحَارِيبُ فِي يَهُوذَا؟
٩ كَمَا أَنْبَأَ إِشَعْيَا، غَزَا ٱلْأَشُّورِيُّونَ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ ٱلشَّمَالِيَّةَ وَأَخَذُوا شَعْبَهَا إِلَى ٱلْأَسْرِ. وَهٰكَذَا، أَحْبَطُوا مَا خَطَّطَتْ لَهُ إِسْرَائِيلُ أَنْ تُنَصِّبَ مَلِكًا عَلَى عَرْشِ دَاوُدَ. وَلٰكِنْ مَاذَا عَنْ مُخَطَّطَاتِ أَشُّورَ؟ لَقَدْ تَحَوَّلَتْ أَنْظَارُ ٱلْأَشُّورِيِّينَ ٱلْآنَ إِلَى يَهُوذَا. يَقُولُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةَ عَشْرَةَ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، صَعِدَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْمُحَصَّنَةِ وَٱسْتَوْلَى عَلَيْهَا». وَكَمَا يَرْوِي ٱلتَّارِيخُ، غَزَا سَنْحَارِيبُ ٤٦ مَدِينَةً فِي يَهُوذَا. تَخَيَّلْ كَيْفَ كُنْتَ سَتَشْعُرُ لَوْ كُنْتَ مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ، وَأَنْتَ تَرَى أَنَّ مُدُنَ يَهُوذَا تَنْهَارُ ٱلْوَاحِدَةُ تِلْوَ ٱلْأُخْرَى أَمَامَ زَحْفِ ٱلْجُيُوشِ ٱلْأَشُّورِيَّةِ. — ٢ مل ١٨:١٣.
١٠ لِمَاذَا شَجَّعَتِ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلْمَوْجُودَةُ فِي مِيخَا ٥:
١٠ مَا مِنْ شَكٍّ أَنَّ حَزَقِيَّا كَانَ عَلَى عِلْمٍ بِٱلْخَطَرِ ٱلْمُحْدِقِ بِهِ. لٰكِنَّهُ وَضَعَ ثِقَتَهُ فِي يَهْوَهَ عِوَضَ أَنْ يُصَابَ بِٱلْهَلَعِ وَيَطْلُبَ مُسَاعَدَةَ أُمَّةٍ وَثَنِيَّةٍ، كَمَا فَعَلَ أَبُوهُ ٱلْمُرْتَدُّ آحَازُ. (٢ اخ ٢٨:
١١ مَتَى سَتَشْهَدُ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلَّتِي تَتَعَلَّقُ بِسَبْعَةِ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةِ زُعَمَاءَ إِتْمَامَهَا ٱلْأَهَمَّ؟
١١ كَانَتِ ٱلنُّبُوَّةُ ٱلَّتِي تَتَعَلَّقُ بِسَبْعَةِ رُعَاةٍ وَثَمَانِيَةِ زُعَمَاءَ سَتَشْهَدُ إِتْمَامَهَا ٱلْأَهَمَّ بَعْدَ وَقْتٍ طَوِيلٍ مِنْ وِلَادَةِ يَسُوعَ ‹حَاكِمِ إِسْرَائِيلَ، ٱلَّذِي أَصْلُهُ مُنْذُ ٱلْأَزْمِنَةِ ميخا ٥:
حَزَقِيَّا يَتَّخِذُ خُطُوَاتٍ عَمَلِيَّةً
١٢ أَيَّةُ خُطُوَاتٍ ٱتَّخَذَهَا حَزَقِيَّا وَمَنْ مَعَهُ كَيْ يَحْمُوا شَعْبَ ٱللهِ؟
١٢ صَحِيحٌ أَنَّ يَهْوَهَ مُسْتَعِدٌّ دَائِمًا لِيُسَاعِدَنَا عِنْدَمَا نَشْعُرُ أَنَّنَا عَاجِزُونَ عَنْ حَلِّ مُشْكِلَةٍ مَا، لٰكِنَّهُ يَتَوَقَّعُ مِنَّا أَنْ نَفْعَلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِنُسَوِّيَ ٱلْمَسْأَلَةَ. وَقَدْ فَعَلَ حَزَقِيَّا مَا فِي وِسْعِهِ لِيَحُلَّ مُشْكِلَتَهُ. فَهُوَ ٱسْتَشَارَ «رُؤَسَاءَهُ وَجَبَابِرَتَهُ» وَقَرَّرُوا مَعًا «طَمَّ مِيَاهِ ٱلْعُيُونِ ٱلَّتِي هِيَ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ . . . ثُمَّ تَشَجَّعَ وَبَنَى كُلَّ ٱلسُّورِ ٱلْمُنْهَدِمِ وَرَفَعَ عَلَيْهِ أَبْرَاجًا، وَسُورًا آخَرَ فِي ٱلْخَارِجِ . . . وَصَنَعَ حِرَابًا بِكَثْرَةٍ وَتُرُوسًا». (٢ اخ ٣٢:
١٣ مَا هِيَ أَهَمُّ خُطْوَةٍ قَامَ بِهَا حَزَقِيَّا كَيْ يُهَيِّئَ ٱلشَّعْبَ لِهُجُومِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ، وَكَيْفَ سَاعَدَتْهُمْ كَلِمَاتُهُ؟
١٣ أَمَّا مَا فَعَلَهُ حَزَقِيَّا بَعْدَ ذٰلِكَ فَهُوَ ذُو قِيمَةٍ أَعْظَمَ مِنْ طَمِّ ٱلْمِيَاهِ أَوْ دَعْمِ أَسْوَارِ ٱلْمَدِينَةِ. فَإِذْ كَانَ رَاعِيًا جَيِّدًا، جَمَعَ ٱلشَّعْبَ وَشَجَّعَهُمْ رُوحِيًّا بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ: «لَا تَخَافُوا وَلَا تَرْتَاعُوا مِنْ مَلِكِ أَشُّورَ . . . لِأَنَّ مَعَنَا أَكْثَرَ مِمَّا مَعَهُ. مَعَهُ ذِرَاعُ بَشَرٍ، وَمَعَنَا يَهْوَهُ إِلٰهُنَا لِيُسَاعِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا». وَهٰكَذَا، ذَكَّرَ حَزَقِيَّا ٱلشَّعْبَ أَنَّ يَهْوَهَ سَيُقَاتِلُ عَنْهُمْ. وَعِنْدَ سَمَاعِ ٱلشَّعْبِ بِذٰلِكَ، ‹ٱسْتَنَدُوا عَلَى كَلَامِ حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا›. لَاحِظْ أَنَّ «كَلَامَ حَزَقِيَّا» هُوَ مَا شَجَّعَهُمْ. فَقَدْ أَثْبَتَ هٰذَا ٱلْمَلِكُ مَعَ ‹رُؤَسَائِهِ وَجَبَابِرَتِهِ› — بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ٱلنَّبِيَّيْنِ مِيخَا وَإِشَعْيَا — أَنَّهُمْ رُعَاةٌ فَعَّالُونَ، تَمَامًا كَمَا أَنْبَأَ يَهْوَهُ بِفَمِ نَبِيِّهِ. — ٢ اخ ٣٢:
١٤ أَيُّ دَوْرٍ لَعِبَهُ رَبْشَاقَى، وَكَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلشَّعْبُ؟
١٤ عَسْكَرَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي لَخِيشَ، جَنُوبَ غَرْبِ أُورُشَلِيمَ. وَمِنْ هُنَاكَ، بَعَثَ ثَلَاثَةَ رُسُلٍ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ كَيْ يَحْمِلُوا شَعْبَهَا عَلَى ٱلِٱسْتِسْلَامِ. وَقَدِ ٱسْتَخْدَمَ ٱلنَّاطِقُ بِلِسَانِهِ، ٱلَّذِي حَمَلَ ٱللَّقَبَ ٱلرَّسْمِيَّ رَبْشَاقَى، عَدَدًا مِنَ ٱلْخُطَطِ. فَهُوَ حَضَّ ٱلشَّعْبَ، مُتَحَدِّثًا مَعَهُمْ بِٱللُّغَةِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ، أَنْ يَخُونُوا ٱلْمَلِكَ وَيَخْضَعُوا لِلْأَشُّورِيِّينَ، قَاطِعًا لَهُمْ وُعُودًا كَاذِبَةً أَنْ يُسْكِنَهُمْ فِي أَرْضٍ يَنْعَمُونَ فِيهَا بِحَيَاةٍ مُرِيحَةٍ. (اقرأ ٢ ملوك ١٨:
١٥ مَاذَا كَانَ مَطْلُوبًا مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، وَكَيْفَ أَنْقَذَ يَهْوَهُ ٱلْمَدِينَةَ؟
١٥ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْقَلَقَ سَاوَرَ حَزَقِيَّا. وَلٰكِنْ بَدَلَ أَنْ يَسْأَلَ ٱلْعَوْنَ مِنْ أُمَّةٍ أُخْرَى، أَرْسَلَ فِي طَلَبِ ٱلنَّبِيِّ إِشَعْيَا. فَأَخْبَرَهُ هٰذَا ٱلنَّبِيُّ: «لَنْ يَدْخُلَ [سَنْحَارِيبُ] هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ وَلَنْ يَرْمِيَ سَهْمًا هُنَاكَ». (٢ مل ١٩:٣٢) فَكُلُّ مَا كَانَ مَطْلُوبًا مِنْ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ هُوَ أَنْ يَكُونُوا شُجْعَانًا وَلَا يَسْتَسْلِمُوا لِأَنَّ يَهْوَهَ يُحَارِبُ عَنْهُمْ. وَهٰذَا مَا قَامَ بِهِ يَهْوَهُ فِعْلًا. فَٱلسِّجِلُّ يُخْبِرُ: «كَانَ فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ أَنَّ مَلَاكَ يَهْوَهَ خَرَجَ وَضَرَبَ مِئَةً وَخَمْسَةً وَثَمَانِينَ أَلْفًا فِي مُعَسْكَرِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ». (٢ مل ١٩:٣٥) وَبِهٰذِهِ ٱلطَّرِيقَةِ، نَجَتْ يَهُوذَا مِنَ ٱلدَّمَارِ، لَيْسَ بِفَضْلِ مَا فَعَلَهُ حَزَقِيَّا مِنْ طَمِّ مِيَاهِ ٱلْعُيُونِ وَدَعْمِ أَسْوَارِ ٱلْمَدِينَةِ، بَلْ بِفَضْلِ ٱلتَّدَخُّلِ ٱلْإِلٰهِيِّ.
دُرُوسٌ لَنَا ٱلْيَوْمَ
١٦ مَنْ هُمُ ٱلْيَوْمَ ٱلْمُمَثَّلُونَ بِـ (أ) سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ؟ (ب) «ٱلْأَشُّورِيِّينَ»؟ (ج) ٱلرُّعَاةِ ٱلسَّبْعَةِ وَٱلزُّعَمَاءِ ٱلثَّمَانِيَةِ؟
١٦ إِنَّ ٱلنُّبُوَّةَ عَنِ ٱلرُّعَاةِ ٱلسَّبْعَةِ وَٱلزُّعَمَاءِ ٱلثَّمَانِيَةِ تَشْهَدُ ٱلْيَوْمَ إِتْمَامَهَا ٱلْأَعْظَمَ. فَكَمَا تَعَرَّضَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ ٱلْقَدِيمَةِ لِهُجُومِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ، سَيَتَعَرَّضُ شَعْبُ يَهْوَهَ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ لِهُجُومِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ ٱلْعَصْرِيِّينَ ٱلَّذِينَ يَنْوُونَ أَنْ يَمْحُوهُمْ مِنَ ٱلْوُجُودِ. وَتُشِيرُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِلَى هٰذَا ٱلْهُجُومِ، وَكَذٰلِكَ إِلَى هُجُومِ ‹جُوجٍ ٱلْمَاجُوجِيِّ›، هُجُومِ «مَلِكِ ٱلشَّمَالِ»، وَهُجُومِ «مُلُوكِ ٱلْأَرْضِ». (حز ٣٨:
١٧ أَيُّ ٱسْتِنْتَاجَاتٍ أَرْبَعَةٍ يُمْكِنُ أَنْ يَخْلُصَ إِلَيْهَا ٱلشُّيُوخُ مِنَ ٱلرِّوَايَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا؟
١٧ إِنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ يَقْرَأُونَ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةَ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يَخْلُصُوا إِلَى ٱسْتِنْتَاجَاتٍ نَافِعَةٍ مِنَ ٱلرِّوَايَةِ ٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا لِلتَّوِّ: (١) إِنَّ أَكْثَرَ خُطْوَةٍ عَمَلِيَّةٍ بِمَقْدُورِهِمِ ٱتِّخَاذُهَا كَيْ يَتَهَيَّأُوا لِهُجُومِ «ٱلْأَشُّورِيِّينَ» ٱلْآتِي هِيَ تَقْوِيَةُ إِيمَانِهِمْ بِٱللهِ وَمُسَاعَدَةُ ٱلْإِخْوَةِ أَنْ يَحْذُوا حَذْوَهُمْ. (٢) حِينَ يُهَاجِمُنَا «ٱلْأَشُّورِيُّونَ»، يَنْبَغِي أَنْ يَكُونُوا مُقْتَنِعِينَ تَمَامًا أَنَّ يَهْوَهَ سَيُنْقِذُنَا. (٣) فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، قَدْ يَبْدُو ٱلْإِرْشَادُ ٱلْمُنْقِذُ لِلْحَيَاةِ ٱلَّذِي يَتَلَقَّوْنَهُ مِنْ هَيْئَةِ يَهْوَهَ غَيْرَ عَمَلِيٍّ مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ. وَلٰكِنْ، يَلْزَمُ أَنْ يَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِإِطَاعَةِ أَيِّ إِرْشَادٍ يَنَالُونَهُ، سَوَاءٌ بَدَا مَنْطِقِيًّا أَمْ لَا. وَ (٤) ٱلْآنَ هُوَ ٱلْوَقْتُ لِكُلِّ مَنْ يَضَعُ ثِقَتَهُ فِي ٱلتَّعْلِيمِ ٱلدُّنْيَوِيِّ، أَوِ ٱلْأُمُورِ ٱلْمَادِّيَّةِ، أَوِ ٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةِ كَيْ يُعَدِّلَ تَفْكِيرَهُ. لِذَا، يَجِبُ أَنْ يَكُونَ ٱلشُّيُوخُ مُسْتَعِدِّينَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ لَا يَضَعُونَ ثِقَتَهُمْ فِي يَهْوَهَ حَالِيًّا.
١٨ كَيْفَ يُمْكِنُ لِلتَّأَمُّلِ فِي هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ أَنْ يُفِيدَنَا فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ؟
١٨ عَمَّا قَرِيبٍ، سَيَحِينُ ٱلْوَقْتُ ٱلَّذِي يَبْدُو فِيهِ خُدَّامُ ٱللهِ ٱلْعَصْرِيُّونَ بِلَا حِمَايَةٍ مِثْلَمَا بَدَا شَعْبُ أُورُشَلِيمَ فِي زَمَنِ حَزَقِيَّا. وَفِي تِلْكَ ٱلْأَثْنَاءِ، يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَمِدَّ ٱلْقُوَّةَ مِنْ كَلِمَاتِ حَزَقِيَّا. فَلْنَتَذَكَّرْ أَنَّ أَعْدَاءَنَا لَدَيْهِمْ «ذِرَاعُ بَشَرٍ». أَمَّا نَحْنُ فَمَعَنَا «يَهْوَهُ إِلٰهُنَا لِيُسَاعِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا». — ٢ اخ ٣٢:٨.
^ الفقرة 4 اَلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلْمَنْقُولَةُ إِلَى «صَبِيَّةٍ» فِي إِشَعْيَا ٧:١٤ يُمْكِنُ أَنْ تَعْنِيَ إِمَّا ٱمْرَأَةً مُتَزَوِّجَةً أَوْ عَذْرَاءَ. لِذَا، يُمْكِنُ أَنْ تُطَبَّقَ ٱلْكَلِمَةُ عَيْنُهَا عَلَى زَوْجَةِ إِشَعْيَا وَعَلَى ٱلْعَذْرَاءِ ٱلْيَهُودِيَّةِ مَرْيَمَ.
^ الفقرة 16 غَالِبًا مَا يُسْتَخْدَمُ ٱلرَّقْمُ سَبْعَةٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِلدَّلَالَةِ عَلَى ٱلتَّمَامِ. أَمَّا ٱلرَّقْمُ ثَمَانِيَةٌ (أَيْ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةٍ بِرَقْمٍ وَاحِدٍ) فَيُمَثِّلُ أَحْيَانًا وُجُودَ وَفْرَةٍ مِنْ شَيْءٍ مَا.