لنقدّم التضحيات من اجل الملكوت
«اَللهُ يُحِبُّ ٱلْمُعْطِيَ ٱلْمَسْرُورَ». — ٢ كو ٩:٧.
١ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلتَّضْحِيَاتِ يَقُومُ بِهِ كَثِيرُونَ، وَلِمَاذَا؟
يَبْذُلُ ٱلنَّاسُ ٱلتَّضْحِيَاتِ طَوْعًا فِي سَبِيلِ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي يَعْتَبِرُونَهَا مُهِمَّةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ. فَٱلْوَالِدُونَ مَثَلًا يُضَحُّونَ بِوَقْتِهِمْ، وَمَالِهِمْ، وَطَاقَتِهِمْ مِنْ أَجْلِ مَنْفَعَةِ أَوْلَادِهِمْ. أَمَّا ٱلشُّبَّانُ ٱلرِّيَاضِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَطْمَحُونَ إِلَى تَمْثِيلِ بَلَدِهِمْ فِي ٱلْأَلْعَابِ ٱلْأُولَمْبِيَّةِ فَيُفْرِغُونَ كُلَّ جُهْدِهِمْ فِي ٱلتَّدَرُّبِ عِدَّةَ سَاعَاتٍ يَوْمِيًّا، فِي حِينِ أَنَّ نُظَرَاءَهُمْ يَصْرِفُونَ وَقْتَهُمْ فِي ٱللَّعِبِ وَٱلتَّسْلِيَةِ. وَيَسُوعُ أَيْضًا بَذَلَ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ أُمُورٍ كَانَتْ مُهِمَّةً بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِ. فَهُوَ لَمْ يُحَاوِلْ أَنْ يَعِيشَ حَيَاةً مُتْرَفَةً وَلَمْ يُنْجِبْ أَوْلَادًا، بَلِ ٱخْتَارَ أَنْ يُرَكِّزَ عَلَى تَقَدُّمِ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ٤:١٧؛ لو ٩:٥٨) وَأَتْبَاعُهُ بِدَوْرِهِمْ تَخَلَّوْا عَنِ ٱلْكَثِيرِ لِيَدْعَمُوا مَلَكُوتَ ٱللهِ. فَكَانُوا يَعْتَبِرُونَ أَنَّ تَقَدُّمَ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ هُوَ عَلَى جَانِبٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ، مَا حَمَلَهُمْ عَلَى بَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ كَيْ يُشَارِكُوا إِلَى أَقْصَى حَدٍّ مُمْكِنٍ فِي دَعْمِ ٱلْمَلَكُوتِ. (مت ٤:
٢ (أ) أَيَّةُ تَضْحِيَاتٍ هِيَ أَسَاسِيَّةٌ لِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ؟ (ب) أَيَّةُ تَضْحِيَاتٍ إِضَافِيَّةٍ يَتَمَكَّنُ ٱلْبَعْضُ مِنْ تَقْدِيمِهَا؟
٢ إِنَّ بَعْضَ ٱلتَّضْحِيَاتِ أَسَاسِيَّةٌ لِكُلِّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ وَضَرُورِيَّةٌ كَيْ نَبْنِيَ عَلَاقَةً جَيِّدَةً مَعَ يَهْوَهَ وَنُحَافِظَ عَلَيْهَا. وَتَشْمُلُ هٰذِهِ ٱلتَّضْحِيَاتُ تَكْرِيسَ ٱلْوَقْتِ وَٱلطَّاقَةِ لِلصَّلَاةِ، قِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ، ٱلْعِبَادَةِ ٱلْعَائِلِيَّةِ، حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ، وَخِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ. * (يش ١:٨؛ مت ٢٨:
٣ (أ) كَيْفَ نَسْتَفِيدُ عِنْدَمَا نُقَدِّمُ ٱلتَّضْحِيَاتِ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ يَنْبَغِي أَنْ نَتَأَمَّلَ فِيهَا؟
٣ إِنَّ ٱلْحَاجَةَ إِلَى تَأْيِيدِ ٱلْمَلَكُوتِ هِيَ ٱلْيَوْمَ أَكْثَرُ إِلْحَاحًا مِنْ أَيِّ وَقْتٍ مَضَى. وَمِنَ ٱلْمُفْرِحِ رُؤْيَةُ عَدَدٍ كَبِيرٍ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ يُقَدِّمُونَ ٱلتَّضْحِيَاتِ لِيَهْوَهَ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ. (اقرإ المزمور ٥٤:٦.) وَهٰذِهِ ٱلرُّوحُ ٱلسَّخِيَّةُ تَجْلُبُ لَنَا فَرَحًا كَبِيرًا فِيمَا نَنْتَظِرُ إِتْيَانَ مَلَكُوتِ ٱللهِ. (تث ١٦:١٥؛ اع ٢٠:٣٥) وَلٰكِنْ، عَلَيْنَا جَمِيعًا أَنْ نَفْحَصَ أَنْفُسَنَا بِصِدْقٍ. فَهَلْ هُنَالِكَ طَرَائِقُ يُمْكِنُنَا مِنْ خِلَالِهَا أَنْ نَبْذُلَ تَضْحِيَاتٍ إِضَافِيَّةً لِأَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ كَيْفَ نَسْتَخْدِمُ وَقْتَنَا، مَالَنَا، طَاقَتَنَا، وَقُدُرَاتِنَا؟ وَأَيَّةُ تَحْذِيرَاتٍ عَلَيْنَا أَنْ نُصْغِيَ إِلَيْهَا؟ لِنُرَاجِعْ مَعًا بَعْضَ ٱلْمَعْلُومَاتِ حَوْلَ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ ٱلطَّوْعِيَّةِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، مَا يَحُثُّنَا أَنْ نُقَدِّمَ نَحْنُ أَيْضًا ٱلتَّضْحِيَاتِ عَنْ طِيبِ خَاطِرٍ.
اَلذَّبَائِحُ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ
٤ كَيْفَ ٱسْتَفَادَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ مِنْ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ؟
٤ كَانَ تَقْدِيمُ ٱلذَّبَائِحِ فِي إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ ٱلْأَسَاسَ لِنَيْلِ غُفْرَانِ ٱلْخَطَايَا. فَقَدْ كَانَتِ ٱلذَّبَائِحُ ضَرُورِيَّةً لِنَيْلِ رِضَى يَهْوَهَ. وَكَانَ بَعْضُهَا إِلْزَامِيًّا، فِي حِينِ أَنَّ ٱلْبَعْضَ ٱلْآخَرَ كَانَ طَوْعِيًّا. (لا ٢٣:
٥ أَيُّ تَدْبِيرٍ صَنَعَهُ يَهْوَهُ لِلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ إِمْكَانِيَّاتٍ مَحْدُودَةً؟
٥ عَرَفَ يَهْوَهُ أَنْ لَيْسَ بِٱسْتِطَاعَةِ ٱلْجَمِيعِ أَنْ يَتَحَمَّلُوا تَكَالِيفَ تَقْدِيمِ ٱلذَّبَائِحِ نَفْسِهَا. فَطَلَبَ مِنْ كُلِّ وَاحِدٍ تَقْدِمَاتٍ بِحَسَبِ طَاقَتِهِ. فَمَعَ أَنَّ شَرِيعَتَهُ قَضَتْ أَنْ يُرَشَّ دَمُ ٱلْحَيَوَانِ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، ٱلْأَمْرُ ٱلَّذِي كَانَ «ظِلَّ ٱلْخَيْرَاتِ ٱلْآتِيَةِ» عَبْرَ ٱبْنِهِ يَسُوعَ، غَيْرَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ صَارِمًا فِي تَطْبِيقِ هٰذِهِ ٱلشَّرِيعَةِ. (عب ١٠:
٦ أَيُّ أَمْرَيْنِ طَلَبَهُمَا يَهْوَهُ مِمَّنْ يُقَدِّمُ ٱلذَّبَائِحَ، وَلِمَ كَانَ ٱتِّبَاعُ هٰذَيْنِ ٱلْمَطْلَبَيْنِ مُهِمًّا؟
٦ أَوَّلًا، كَانَ عَلَى ٱلْمَرْءِ أَنْ يُعْطِيَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْهِ. فَقَدْ أَخْبَرَ يَهْوَهُ ٱلْأُمَّةَ أَنَّ ٱلتَّقْدِمَةَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ سَلِيمَةً لِكَيْ تَحْظَى ‹بِرِضَاهُ›. (لا ٢٢:
بَذْلُ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي أَيَّامِنَا
٧، ٨ (أ) أَيُّ فَرَحٍ يَحْصُدُهُ كَثِيرُونَ مِنْ بَذْلِ ٱلتَّضْحِيَاتِ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَلَكُوتِ؟ (ب) أَيَّةُ مَوَارِدَ نَسْتَطِيعُ ٱسْتِغْلَالَهَا فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ؟
٧ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَرْغَبُ كَثِيرُونَ فِي أَنْ يَبْذُلُوا ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ، وَإِلٰهُنَا يُسَرُّ عِنْدَمَا يَرَى ذٰلِكَ. وَٱلْعَمَلُ مِنْ أَجْلِ إِخْوَتِنَا يَجْلُبُ ٱلِٱكْتِفَاءَ. يُعَلِّقُ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يُشَارِكُونَ فِي بِنَاءِ قَاعَاتِ ٱلْمَلَكُوتِ وَمُسَاعَدَةِ ٱلَّذِينَ تَضَرَّرُوا جَرَّاءَ ٱلْكَوَارِثِ ٱلطَّبِيعِيَّةِ أَنَّهُ مِنَ ٱلصَّعْبِ وَصْفُ ٱلِٱكْتِفَاءِ ٱلَّذِي يَشْعُرُ بِهِ فِي هٰذَيْنِ ٱلنَّوْعَيْنِ مِنَ ٱلْخِدْمَةِ. يُعَبِّرُ قَائِلًا: «عِنْدَمَا أَرَى فَرَحَ ٱلْإِخْوَةِ وَٱلْأَخَوَاتِ ٱلْمَحَلِّيِّينَ وَتَقْدِيرَهُمْ بَعْدَ أَنْ يَقِفُوا فِي قَاعَتِهِمِ ٱلْجَدِيدَةِ أَوْ حِينَ يَنَالُونَ ٱلْمُسَاعَدَةَ بَعْدَ كَارِثَةٍ طَبِيعِيَّةٍ، أَشْعُرُ أَنَّ ٱلْعَمَلَ ٱلَّذِي قُمْتُ بِهِ وَٱلْجُهْدَ ٱلَّذِي بَذَلْتُهُ يَسْتَحِقَّانِ ٱلْعَنَاءَ».
٨ لَطَالَمَا بَحَثَتْ هَيْئَةُ يَهْوَهَ ٱلْعَصْرِيَّةُ عَنْ فُرَصٍ لِدَعْمِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَفِي عَامِ ١٩٠٤، كَتَبَ ٱلْأَخُ ت. ت. رَصِل: «كُلُّ وَاحِدٍ يَجِبُ أَنْ يَعْتَبِرَ نَفْسَهُ ٢ صم ٢٤:
٩ أَيُّ مَبْدَإٍ قَالَهُ يَسُوعُ يُمْكِنُنَا أَنْ نُطَبِّقَهُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱسْتِخْدَامِ وَقْتِنَا؟
٩ وَقْتُنَا. يُصْرَفُ ٱلْكَثِيرُ مِنَ ٱلْوَقْتِ وَتُبْذَلُ جُهُودٌ كَبِيرَةٌ لِتَرْجَمَةِ مَطْبُوعَاتِنَا وَطَبْعِهَا، بِنَاءِ أَمَاكِنَ لِلْعِبَادَةِ، تَنْظِيمِ ٱلْمَحَافِلِ، ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي أَعْمَالِ ٱلْإِغَاثَةِ بَعْدَ ٱلْكَوَارِثِ، وَغَيْرِهَا. وَلَيْسَ لَدَيْنَا لِإِنْجَازِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْأُمُورِ سِوَى سَاعَاتٍ مَحْدُودَةٍ فِي ٱلْيَوْمِ. إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ أَعْطَانَا مَبْدَأً يُسَاعِدُنَا عَلَى إِتْمَامِ مَا يُوكَلُ إِلَيْنَا. فَعِنْدَمَا أَرْسَلَ تَلَامِيذَهُ إِلَى ٱلْحَقْلِ، أَوْصَاهُمْ ‹أَلَّا يُسَلِّمُوا عَلَى أَحَدٍ وَيُعَانِقُوهُ فِي ٱلطَّرِيقِ›. (لو ١٠:
١٠، ١١ (أ) مَا هِيَ بَعْضُ ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي تُسْتَخْدَمُ بِهَا تَبَرُّعَاتُنَا لِدَعْمِ ٱلْعَمَلِ ٱلْعَالَمِيِّ؟ (ب) أَيُّ مَبْدَإٍ مَذْكُورٍ فِي ١ كُورِنْثُوس ١٦:
١٠ مَالُنَا. إِنَّ دَعْمَ مَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ بِحَاجَةٍ إِلَى مَبَالِغَ ضَخْمَةٍ مِنَ ٱلْأَمْوَالِ. فَٱلِٱهْتِمَامُ بِمَصَارِيفِ ٱلنُّظَّارِ ٱلْجَائِلِينَ، ٱلْفَاتِحِينَ ٱلْخُصُوصِيِّينَ، وَٱلْمُرْسَلِينَ يَتَطَلَّبُ عَشَرَاتِ مَلَايِينِ ٱلدُّولَارَاتِ سَنَوِيًّا. وَمَعَ أَنَّ مَا يَزِيدُ عَنْ ٢٤٬٥٠٠ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ قَدْ بُنِيَ مُنْذُ عَامِ ١٩٩٩ فِي مَنَاطِقَ ذَاتِ مَوَارِدَ مَحْدُودَةٍ، مَا زَالَ هُنَاكَ حَاجَةٌ إِلَى مَا يُقَارِبُ ٦٬٤٠٠ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ إِضَافِيَّةٍ. عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، إِنَّ ٱلْأَمْوَالَ لَازِمَةٌ لِطَبْعِ نَحْوِ ١٠٠ مِلْيُونِ نُسْخَةٍ مِنْ مَجَلَّتَيْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ! شَهْرِيًّا. وَهٰذَا كُلُّهُ مُمْكِنٌ بِفَضْلِ تَبَرُّعَاتِنَا ٱلطَّوْعِيَّةِ.
١١ وَقَدْ أَعْطَى ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَبْدَأً لِٱتِّبَاعِهِ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلتَّبَرُّعَاتِ. (اقرأ ١ كورنثوس ١٦:
١٢، ١٣ أَيَّةُ تَحَفُّظَاتٍ قَدْ تَجْعَلُ ٱلْبَعْضَ يَمْتَنِعُونَ عَنِ ٱسْتِخْدَامِ طَاقَتِهِمْ وَمَقْدِرَاتِهِمْ فِي تَأْيِيدِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَكَيْفَ سَيُسَاعِدُهُمْ يَهْوَهُ؟
١٢ طَاقَتُنَا وَمَقْدِرَاتُنَا. يَدْعَمُنَا يَهْوَهُ فِي جُهُودِنَا ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا لِٱسْتِخْدَامِ طَاقَتِنَا وَمَقْدِرَاتِنَا فِي تَأْيِيدِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَهُوَ يَعِدُنَا أَنَّهُ سَيُسَاعِدُنَا حِينَ نُعْيِي مِنَ ٱلتَّعَبِ. (اش ٤٠:
١٣ يُشَجِّعُنَا يَهْوَهُ أَنْ نُقَدِّمَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا وَلَا نَمْتَنِعَ عَنْ ذٰلِكَ. (ام ٣:٢٧) أَثْنَاءَ إِعَادَةِ بِنَاءِ ٱلْهَيْكَلِ، طَلَبَ يَهْوَهُ مِنَ ٱلْيَهُودِ فِي أُورُشَلِيمَ أَنْ يَتَأَمَّلُوا فِي مَا كَانُوا يُنْجِزُونَهُ فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ. (حج ١:
تَضْحِيَاتٌ عَلَى حَسَبِ مَا لَدَيْنَا
١٤، ١٥ (أ) كَيْفَ نَتَشَجَّعُ بِمِثَالِ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ يَمْلِكُونَ مَوَارِدَ مَحْدُودَةً؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ تَكُونَ رَغْبَتُنَا؟
١٤ يَعِيشُ كَثِيرُونَ فِي مَنَاطِقَ يَسُودُهَا ٱلْفَقْرُ وَٱلشَّدَائِدُ. لِذٰلِكَ، تَعْمَلُ هَيْئَتُنَا عَلَى «سَدِّ» إِعْوَازِ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي تِلْكَ ٱلْمَنَاطِقِ. (٢ كو ٨:١٤) مَعَ ذٰلِكَ، حَتَّى ٱلْإِخْوَةُ ٱلَّذِينَ يَمْتَلِكُونَ مَوَارِدَ مَحْدُودَةً يُقَدِّرُونَ ٱمْتِيَازَ ٱلْعَطَاءِ. وَيَهْوَهُ يَفْرَحُ حِينَ يَنْدَفِعُ ٱلْفَقِيرُ مَادِّيًّا إِلَى ٱلْعَطَاءِ بِسُرُورٍ. — ٢ كو ٩:٧.
١٥ فِي أَحَدِ ٱلْبُلْدَانِ ٱلشَّدِيدَةِ ٱلْفَقْرِ فِي إِفْرِيقْيَا، يُخَصِّصُ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ قِطْعَةً صَغِيرَةً مِنْ حَدِيقَتِهِمْ، وَيَسْتَخْدِمُونَ ٱلْأَمْوَالَ ٱلَّتِي يَجْنُونَهَا مِنْ مَبِيعِ مَحَاصِيلِهَا لِيَدْعَمُوا عَمَلَ ٱلْمَلَكُوتِ. وَفِي ذٰلِكَ ٱلْبَلَدِ عَيْنِهِ، أُقِيمَ مَشْرُوعٌ لِبِنَاءِ قَاعَةِ مَلَكُوتٍ. فَأَرَادَ ٱلْإِخْوَةُ وَٱلْأَخَوَاتُ ٱلْمَحَلِّيُّونَ أَنْ يُسَاعِدُوا فِي عَمَلِ ٱلْبِنَاءِ. غَيْرَ أَنَّ ٱلْمَشْرُوعَ كَانَ سَيُنَفَّذُ فِي مُنْتَصَفِ مَوْسِمِ ٱلزَّرْعِ. عَلَى ٱلرَّغْمِ مِنْ ذٰلِكَ، عَمِلَ ٱلْإِخْوَةُ فِي مَشْرُوعِ ٱلْبِنَاءِ خِلَالَ ٱلنَّهَارِ وَذَهَبُوا لِزَرْعِ حُقُولِهِمْ فِي ٱلْمَسَاءِ. فَيَا لَهُ مِنْ إِعْرَابٍ عَنْ رُوحِ ٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلذَّاتِ! وَهٰذَا يُذَكِّرُنَا بِٱلْإِخْوَةِ فِي مَقْدُونِيَةَ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ ٱلَّذِينَ ٱلْتَمَسُوا، رَغْمَ «فَقْرِهِمِ ٱلشَّدِيدِ»، أَنْ يَكُونَ لَهُمُ ٱمْتِيَازُ ٱلْمُسَاهَمَةِ فِي ٱلتَّبَرُّعِ. (٢ كو ٨:
١٦ كَيْفَ نَتَأَكَّدُ أَنَّ تَضْحِيَاتِنَا هِيَ مَقْبُولَةٌ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ؟
١٦ وَلٰكِنْ هُنَاكَ كَلِمَةُ تَحْذِيرٍ: كَمَا كَانَتِ ٱلْحَالَةُ فِي زَمَنِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَدِيمَةِ، عَلَيْنَا ٱلِٱنْتِبَاهُ أَنْ تَكُونَ تَقْدِمَاتُنَا ٱلطَّوْعِيَّةُ مَقْبُولَةً فِي نَظَرِ ٱللهِ. لِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ، يَلْزَمُ أَنْ نُوَازِنَ بَيْنَ ٱلِٱهْتِمَامِ بِمَسْؤُولِيَّتِنَا ٱلْعَائِلِيَّةِ وَبَيْنَ عِبَادَةِ يَهْوَهَ. فَٱسْتِخْدَامُ وَقْتِنَا وَمَوَارِدِنَا لِمُسَاعَدَةِ ٱلْآخَرِينَ لَا يَجِبُ أَنْ يَتَسَبَّبَ فِي إِهْمَالِ خَيْرِ عَائِلَتِنَا ٱلرُّوحِيِّ أَوِ ٱلْجَسَدِيِّ. فَهٰذَا فِي ٱلْوَاقِعِ هُوَ إِعْطَاءٌ مِمَّا لَيْسَ لَنَا. (اقرأ ٢ كورنثوس ٨:١٢.) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، يَنْبَغِي أَنْ نُحَافِظَ عَلَى رُوحِيَّاتِنَا. (١ كو ٩:
تَضْحِيَاتُنَا لَهَا قِيمَةٌ كَبِيرَةٌ
١٧، ١٨ كَيْفَ نَشْعُرُ حِيَالَ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَبْذُلُونَ ٱلتَّضْحِيَاتِ فِي سَبِيلِ ٱلْمَلَكُوتِ، وَفِيمَ يَجِبُ أَنْ نَتَأَمَّلَ جَمِيعًا؟
١٧ كَثِيرُونَ مِنْ إِخْوَتِنَا وَأَخَوَاتِنَا ‹يَسْكُبُونَ أَنْفُسَهُمْ كَسَكَائِبَ› بِٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي يَقُومُونَ بِهِ لِدَعْمِ ٱلْمَلَكُوتِ. (في ٢:١٧) وَنَحْنُ نُقَدِّرُ تَقْدِيرًا صَادِقًا ٱلَّذِينَ يُعْرِبُونَ عَنْ رُوحٍ سَخِيَّةٍ كَهٰذِهِ. كَمَا أَنَّ زَوْجَاتِ وَأَوْلَادَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ فِي عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ هُمْ أَيْضًا جَدِيرُونَ بِٱلْمَدْحِ عَلَى رُوحِ ٱلسَّخَاءِ وَٱلتَّضْحِيَةِ بِٱلنَّفْسِ ٱلَّتِي يَتَحَلَّوْنَ بِهَا.
١٨ يَلْزَمُ ٱلْقِيَامُ بِعَمَلٍ كَثِيرٍ تَأْيِيدًا لِمَصَالِحِ ٱلْمَلَكُوتِ. فَلْنَتَأَمَّلْ جَمِيعًا بِرُوحِ ٱلصَّلَاةِ كَيْفَ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْعَى لِلْمُسَاهَمَةِ فِيهِ قَدْرَ ٱلْمُسْتَطَاعِ. وَبِمَقْدُورِنَا أَنْ نَكُونَ عَلَى ثِقَةٍ أَنَّ ٱلْمُكَافَآتِ عَظِيمَةٌ ٱلْآنَ، وَسَتَكُونُ أَعْظَمَ «فِي نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْآتِي». — مر ١٠:
^ الفقرة 2 اُنْظُرِ ٱلْمَقَالَةَ بِعُنْوَانِ «لِنُقَرِّبْ لِيَهْوَهَ ذَبَائِحَ مِنْ كُلِّ ٱلنَّفْسِ» فِي عَدَدِ ١٥ كَانُونَ ٱلثَّانِي (يَنَايِر) ٢٠١٢، مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ، ٱلصَّفَحَاتِ ٢١-٢٥.