حافِظ على ولائك لملكوت الله
«لَيْسُوا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ». — يو ١٧:١٦.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٣، ١٢٩
١، ٢ (أ) مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْوَلَاءِ لِلهِ عِنْدَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ، وَكَيْفَ يَرْتَبِطُ بِٱلْحِيَادِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) أَيَّةُ عَصَبِيَّاتٍ يَمْتَلِكُهَا أُنَاسٌ كَثِيرُونَ، وَمَاذَا يَنْتِجُ عَنْهَا؟
يُوَاجِهُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مَسْأَلَةَ ٱلْوَلَاءِ وَٱلْحِيَادِ فِي كُلِّ ٱلْأَوْقَاتِ، لَا فِي زَمَنِ ٱلْحَرْبِ فَقَطْ. فَجَمِيعُ ٱلْمُنْتَذِرِينَ لِيَهْوَهَ وَعَدُوهُ بِأَنْ يُحِبُّوهُ وَيُطِيعُوهُ وَيَكُونُوا أَوْلِيَاءَ لَهُ. (١ يو ٥:٣) وَنَحْنُ نَلْتَزِمُ بِمَقَايِيسِ ٱللهِ أَيْنَمَا عِشْنَا، وَلَا تَعْنِينَا ٱلْحَوَاجِزُ ٱلْقَوْمِيَّةُ وَٱلْعِرْقِيَّةُ وَٱلثَّقَافِيَّةُ ٱلَّتِي تُقَسِّمُ ٱلنَّاسَ. فَوَلَاؤُنَا لِيَهْوَهَ وَلِمَلَكُوتِهِ يَفُوقُ أَيَّ وَلَاءٍ أَوِ ٱنْتِمَاءٍ آخَرَ. (مت ٦:٣٣) وَهٰذَا ٱلْوَلَاءُ يُحَتِّمُ عَلَيْنَا أَنْ نَبْقَى حِيَادِيِّينَ إِزَاءَ كُلِّ ٱلنِّزَاعَاتِ وَٱلِٱنْقِسَامَاتِ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ. — اش ٢:٤؛ اقرأ يوحنا ١٧:
٢ غَيْرَ أَنَّ كَثِيرِينَ حَوْلَنَا ٱلْيَوْمَ يَدِينُونَ بِٱلْوَلَاءِ لِبَلَدِهِمْ، عَشِيرَتِهِمْ، أَوِ ٱلْحَضَارَةِ ٱلَّتِي يَنْتَمُونَ إِلَيْهَا. حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ يَتَعَصَّبُونَ لِمُنْتَخَبِ بِلَادِهِمِ ٱلرِّيَاضِيِّ. وَكَثِيرًا مَا تُوَلِّدُ هٰذِهِ ٱلْعَصَبِيَّاتُ رُوحَ ٱلْمُنَافَسَةِ وَٱلْبُغْضَ، وَتُؤَدِّي أَحْيَانًا إِلَى سَفْكِ ٱلدِّمَاءِ وَٱلْمَجَازِرِ. وَرَغْمَ أَنَّنَا لَا نُشَارِكُ فِي هٰذِهِ ٱلنِّزَاعَاتِ، يُمْكِنُ أَنْ تُؤَثِّرَ فِينَا وَفِي عَائِلَتِنَا، وَقَدْ نُعَانِي أَحْيَانًا مِنَ ٱلظُّلْمِ وَٱلْإِجْحَافِ. تك ١:٢٧؛ تث ٣٢:٤) فَكَيْفَ تَكُونُ رَدَّةُ فِعْلِكَ فِي ظُرُوفٍ كَهٰذِهِ؟ هَلْ تَقِفُ عَلَى ٱلْحِيَادِ أَمْ تُؤَيِّدُ أَحَدَ ٱلْأَطْرَافِ؟
وَبِمَا أَنَّ ٱللهَ أَوْجَدَ فِينَا ٱلْقُدْرَةَ عَلَى تَمْيِيزِ ٱلْعَدْلِ مِنَ ٱلظُّلْمِ، فَقَدْ نَنْتَفِضُ فِي دَاخِلِنَا حِينَ تَتَّخِذُ ٱلْحُكُومَاتُ قَرَارَاتٍ غَيْرَ عَادِلَةٍ. (٣، ٤ (أ) لِمَ يَقِفُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ عَلَى ٱلْحِيَادِ فِي نِزَاعَاتِ هٰذَا ٱلْعَالَمِ؟ (ب) مَاذَا سَتُنَاقِشُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةُ؟
٣ يَتَحَيَّزُ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلنَّاسِ إِلَى أَطْرَافِ ٱلنِّزَاعِ، لِأَنَّ حُكُومَاتِهِمْ تُقْنِعُهُمْ بِأَنَّ هٰذَا مَا يَفْعَلُهُ ٱلْمُوَاطِنُ ٱلصَّالِحُ. لٰكِنَّنَا كَمَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ لَا نَتَدَخَّلُ فِي خِلَافَاتِ ٱلْعَالَمِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ وَلَا نَحْمِلُ ٱلسِّلَاحَ وَنُحَارِبُ. (مت ٢٦:٥٢) كَمَا أَنَّنَا لَا نَتَأَثَّرُ بِأَيَّةِ جُهُودٍ هَدَفُهَا جَرُّنَا إِلَى تَرْفِيعِ فَرِيقٍ عَلَى آخَرَ فِي عَالَمِ ٱلشَّيْطَانِ. (٢ كو ٢:١١) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، نَحْنُ نَتَرَفَّعُ عَنِ ٱلنِّزَاعَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةِ لِأَنَّنَا لَسْنَا جُزْءًا مِنَ ٱلْعَالَمِ. — اقرأ يوحنا ١٥:
٤ إِلَّا أَنَّ ٱلْبَعْضَ مِنَّا، بِسَبَبِ ٱلنَّقْصِ ٱلْبَشَرِيِّ، لَا يَزَالُونَ يُجَاهِدُونَ لِيَتَخَلَّصُوا مِنْ مَشَاعِرِهِمِ ٱلسَّلْبِيَّةِ تِجَاهَ ٱلنَّاسِ ٱلْمُخْتَلِفِينَ عَنْهُمْ. (ار ١٧:٩؛ اف ٤:
لِمَ ٱلْوُقُوفُ عَلَى ٱلْحِيَادِ؟
٥، ٦ كَيْفَ نَظَرَ يَسُوعُ إِلَى ٱلتَّنَوُّعِ فِي ٱلْأُمَّةِ ٱلَّتِي عَاشَ فِيهَا، وَلِمَاذَا؟
٥ عِنْدَمَا تَسْتَصْعِبُ ٱلْبَقَاءَ حِيَادِيًّا وَعَدَمَ ٱلِٱنْحِيَازِ إِلَى أَيِّ طَرَفٍ، سَلْ نَفْسَكَ: ‹مَاذَا يَفْعَلُ يَسُوعُ لَوْ كَانَ مَكَانِي؟›. لَقَدْ تَكَوَّنَتِ ٱلْأُمَّةُ ٱلَّتِي عَاشَ فِيهَا يَسُوعُ مِنْ يَهُودٍ وَجَلِيلِيِّينَ وَسَامِرِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ. وَتَكْشِفُ رِوَايَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنْ وُجُودِ خِلَافَاتٍ بَيْنَ هٰذِهِ ٱلشُّعُوبِ. (يو ٤:٩) كَمَا كَانَتِ ٱلْحَزَازِيَّاتُ قَائِمَةً بَيْنَ ٱلْفَرِّيسِيِّينَ وَٱلصَّدُّوقِيِّينَ (اع ٢٣:
٦ وَلِمَاذَا شَجَبَ يَسُوعُ ٱلتَّحَامُلَ ٱلسَّائِدَ فِي أَيَّامِهِ؟ لِأَنَّهُ وَأَبَاهُ لَا يَتَحَيَّزَانِ إِلَى أَيِّ طَرَفٍ فِي هٰذَا ٱلْعَالَمِ. فَحِينَ خَلَقَ يَهْوَهُ بِوَاسِطَتِهِ آدَمَ وَحَوَّاءَ، أَعْطَاهُمَا ٱلْقُدْرَةَ أَنْ يَمْلَأَا ٱلْأَرْضَ بِعُرُوقٍ مُخْتَلِفَةٍ. (تك ١:
٧، ٨ (أ) أَيَّةُ قَضِيَّةٍ لَا يَجِبُ أَنْ نَقِفَ فِيهَا عَلَى ٱلْحِيَادِ؟ (ب) مَاذَا يَجِبُ أَنْ يُدْرِكَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِحَلِّ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلِٱجْتِمَاعِيَّةِ وَٱلسِّيَاسِيَّةِ؟
٧ عَلَى أَنَّ هُنَاكَ قَضِيَّةً وَاحِدَةً لَا يَجِبُ أَنْ نَقِفَ فِيهَا عَلَى ٱلْحِيَادِ، أَلَا وَهِيَ قَضِيَّةُ سُلْطَانِ يَهْوَهَ ٱلْكَوْنِيِّ. لَقَدْ أُثِيرَتْ هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ حِينَ شَكَّكَ ٱلشَّيْطَانُ فِي حُكْمِ يَهْوَهَ. وَعَلَى كُلٍّ مِنَّا أَنْ يُقَرِّرَ تك ٣:
٨ إِنَّ جَوَابَكَ عَلَى هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ يُحَدِّدُ مَوْقِفَكَ حِينَ تُسْأَلُ عَنْ رَأْيِكَ فِي مَسَائِلَ خِلَافِيَّةٍ. فَلَطَالَمَا سَعَى رِجَالُ ٱلسِّيَاسَةِ وَٱلنَّاشِطُونَ وَٱلْمُصْلِحُونَ إِلَى إِيجَادِ حُلُولٍ لِلْمَشَاكِلِ ٱلَّتِي تُسَبِّبُ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ. وَلٰكِنْ حَتَّى لَوْ كَانَتْ جُهُودُهُمْ مُخْلِصَةً وَنَوَايَاهُمْ صَادِقَةً، يُدْرِكُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللهِ وَحْدَهُ قَادِرٌ عَلَى حَلِّ مَشَاكِلِ ٱلْبَشَرِ وَإِزَالَةِ ٱلظُّلْمِ. لِذَا، مَا عَلَيْنَا إِلَّا تَرْكُ ٱلْأُمُورِ بَيْنَ يَدَيْ يَهْوَهَ. فَإِذَا رَاحَ كُلُّ مَسِيحِيٍّ يُؤَيِّدُ ٱلْحَلَّ ٱلْأَصَحَّ فِي ٱعْتِقَادِهِ، أَفَلَا يُؤَدِّي ذٰلِكَ إِلَى حُدُوثِ ٱنْقِسَامَاتٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ؟
٩ أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ نَشَأَتْ فِي جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ، وَبِمَ نَصَحَهُمْ بُولُسُ؟
٩ لَاحِظْ كَيْفَ ٱنْقَسَمَ بَعْضُ مَسِيحِيِّي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ فِي جَمَاعَةِ كُورِنْثُوسَ حَوْلَ إِحْدَى ٱلْمَسَائِلِ. فَكَانَ ٱلْإِخْوَةُ يَقُولُونَ: «‹أَنَا لِبُولُسَ›، ‹وَأَنَا لِأَبُلُّوسَ›، ‹وَأَنَا لِصَفَا›، ‹وَأَنَا لِلْمَسِيحِ›». وَإِذْ عَرَفَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ مَدَى خَطَرِ هٰذِهِ ٱلْمُشْكِلَةِ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ، قَالَ لَهُمْ: «قَدِ ٱنْقَسَمَ ٱلْمَسِيحُ». ثُمَّ نَصَحَهُمْ: «إِنِّي أَحُثُّكُمْ، أَيُّهَا ٱلْإِخْوَةُ، بِٱسْمِ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ أَنْ تَتَكَلَّمُوا جَمِيعًا بِٱتِّفَاقٍ، وَأَلَّا يَكُونَ بَيْنَكُمُ ٱنْقِسَامَاتٌ، بَلْ أَنْ تَكُونُوا مُتَّحِدِينَ فِي ٱلْفِكْرِ نَفْسِهِ وَٱلرَّأْيِ عَيْنِهِ». وَٱلْيَوْمَ أَيْضًا، لَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلِٱنْقِسَامَاتِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ. — ١ كو ١:
١٠ عَلَامَ حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ، وَمَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ ذٰلِكَ؟
١٠ حَثَّ بُولُسُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ فِي فِيلِبِّي أَنْ يُرَكِّزُوا عَلَى مُوَاطِنِيَّتِهِمْ فِي ٱلسَّمَاءِ، لَا عَلَى ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ. (في ٣:
دَرِّبْ نَفْسَكَ لِتَكُونَ وَلِيًّا لِيَهْوَهَ
١١، ١٢ (أ) أَيَّةُ بِيئَةٍ قَدْ تُصَعِّبُ عَلَى ٱلْمَسِيحِيِّ أَنْ يُحَافِظَ عَلَى وَلَائِهِ لِمَلَكُوتِ ٱللهِ؟ (ب) أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَتْهَا إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ، وَكَيْفَ عَالَجَتْهَا؟
١١ فِي مُعْظَمِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ، تَعْتَزُّ ٱلْمُجْتَمَعَاتُ بِٱلْعَوَامِلِ ٱلْمُشْتَرَكَةِ ٱلَّتِي تَرْبِطُ بَيْنَ أَفْرَادِهَا، كَٱلتَّارِيخِ وَٱلْحَضَارَةِ وَٱللُّغَةِ. وَفِي بِيئَةٍ كَهٰذِهِ، يَلْزَمُ أَنْ يُدَرِّبَ ٱلْمَسِيحِيُّ عَقْلَهُ وَضَمِيرَهُ كَيْ يُحَافِظَ عَلَى ٱلْحِيَادِ فِي كُلِّ ٱلظُّرُوفِ. كَيْفَ؟
١٢ خُذْ مَثَلًا سَانْدْرَا * ٱلَّتِي وُلِدَتْ وَنَشَأَتْ فِي بَلَدٍ كَانَ جُزْءًا مِنْ يُوغُوسْلَافْيَا ٱلسَّابِقَةِ. فَكَانَ أَهْلُ مِنْطَقَتِهَا يَكْرَهُونَ ٱلصِّرْبَ. وَلٰكِنْ، عِنْدَمَا تَعَلَّمَتْ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ مُحَابٍ وَأَنَّ ٱلشَّيْطَانَ هُوَ ٱلْمَسْؤُولُ عَنِ ٱلْمَشَاكِلِ ٱلْإِثْنِيَّةِ، جَاهَدَتْ لِتَتَخَلَّصَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقَوْمِيَّةِ. ثُمَّ ٱنْدَلَعَتْ أَعْمَالُ ٱلْعُنْفِ ٱلْإِثْنِيِّ فِي مِنْطَقَتِهَا، فَٱشْتَعَلَتْ فِيهَا مِنْ جَدِيدٍ مَشَاعِرُ ٱلْبُغْضِ وَبَاتَتْ تَسْتَصْعِبُ ٱلْكِرَازَةَ لِلصِّرْبِ. لٰكِنَّهَا أَدْرَكَتْ أَنَّهَا لَا تَسْتَطِيعُ ٱلْبَقَاءَ مَكْتُوفَةَ ٱلْيَدَيْنِ آمِلَةً أَنْ تَتَلَاشَى مَشَاعِرُهَا. فَتَوَسَّلَتْ إِلَى يَهْوَهَ أَنْ يَمُدَّ لَهَا يَدَ ٱلْعَوْنِ لِتَتَغَلَّبَ عَلَى مُشْكِلَتِهَا. كَمَا سَأَلَتْهُ أَنْ يُسَاعِدَهَا أَنْ تَزِيدَ خِدْمَتَهَا وَتَتَأَهَّلَ لِتَصِيرَ فَاتِحَةً. تَقُولُ: «كَانَ خَيْرَ مُسَاعِدٍ لِي أَنْ أُرَكِّزَ عَلَى ٱلْخِدْمَةِ مُحَاوِلَةً ٱلتَّمَثُّلَ بِشَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ ٱلْمُحِبِّ. وَهٰذَا بَدَّدَ مَشَاعِرِي ٱلسَّلْبِيَّةَ شَيْئًا فَشَيْئًا».
١٣ (أ) لِمَ تَضَايَقَتْ إِحْدَى ٱلْأَخَوَاتِ، وَكَيْفَ تَصَرَّفَتْ؟ (ب) مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنِ ٱخْتِبَارِ مَارِيَّا؟
١٣ تَأَمَّلْ أَيْضًا فِي مِثَالِ مَارِيَّا، أُخْتٍ مِنَ ٱلْمَكْسِيك تَحْضُرُ ٱلْآنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ فِي أُورُوبَّا. فَهِيَ تَقُولُ إِنَّ فِي جَمَاعَتِهَا إِخْوَةً مِنْ بَلَدٍ آخَرَ فِي أَمِيرْكَا ٱللَّاتِينِيَّةِ يَهْزَأُونَ بِوَطَنِهَا وَتَقَالِيدِهِ وَمُوسِيقَاهُ. وَلَا شَكَّ أَنَّهَا تَضَايَقَتْ بِسَبَبِ تَعْلِيقَاتِ هٰؤُلَاءِ ٱلْإِخْوَةِ. غَيْرَ أَنَّهَا طَلَبَتْ مُسَاعَدَةَ يَهْوَهَ لِتُزِيلَ أَيَّةَ مَشَاعِرَ سَلْبِيَّةٍ أَحَسَّتْ بِهَا. وَلَا بُدَّ أَنْ نَعْتَرِفَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ بَيْنَنَا لَا يَزَالُونَ يُصَارِعُونَ مَشَاعِرَ كَهٰذِهِ مِثْلَ مَارِيَّا. فَلْنَحْرِصْ أَلَّا نَقُولَ أَوْ نَفْعَلَ أَيَّ شَيْءٍ يُهِينُ بَلَدَ أَوْ حَضَارَةَ غَيْرِنَا وَأَلَّا نَسْتَاءَ إِنْ هُمْ فَعَلُوا ذٰلِكَ. — رو ١٤:١٩؛ ٢ كو ٦:٣.
١٤ كَيْفَ يَتَبَنَّى ٱلْمَسِيحِيُّ نَظْرَةَ يَهْوَهَ إِلَى مُخْتَلِفِ ٱلنَّاسِ؟
١٤ لَرُبَّمَا تَرَعْرَعْتَ فِي عَائِلَةٍ أَوْ بِيئَةٍ يَسُودُهَا ٱلتَّعَصُّبُ ٱلْوَطَنِيُّ أَوِ ٱلْمَنَاطِقِيُّ. فَهَلْ تَرَكَتْ هٰذِهِ ٱلْأَجْوَاءُ أَيَّةَ رَوَاسِبَ فِي قَلْبِكَ؟ إِنَّ ٱلْعَصَبِيَّةَ ٱلْقَوْمِيَّةَ تُشَوِّهُ نَظْرَتَنَا إِلَى ٱلْآخَرِينَ، وَلَا مَكَانَ لَهَا بَيْنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. وَلٰكِنْ، مَاذَا لَوْ لَاحَظْتَ أَنَّ لَدَيْكَ مَشَاعِرَ سَلْبِيَّةً نَحْوَ أُنَاسٍ مِنْ بُلْدَانٍ أَوْ حَضَارَاتٍ أَوْ عُرُوقٍ أُخْرَى أَوْ تِجَاهَ أَشْخَاصٍ يَتَكَلَّمُونَ لُغَةً غَيْرَ لُغَتِكَ؟ مِنَ ٱلْمُفِيدِ جِدًّا أَنْ تَتَأَمَّلَ فِي نَظْرَةِ يَهْوَهَ إِلَى ٱلْقَوْمِيَّةِ وَٱلتَّحَامُلِ. أَجْرِ بَحْثًا حَوْلَ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ خِلَالَ دَرْسِكَ ٱلشَّخْصِيِّ أَوْ عِبَادَتِكَ ٱلْعَائِلِيَّةِ. ثُمَّ ٱسْأَلْ يَهْوَهَ أَنْ يُسَاعِدَكَ عَلَى تَبَنِّي وُجْهَةِ نَظَرِهِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَسْأَلَةِ. — اقرأ روما ١٢:٢.
١٥، ١٦ (أ) كَيْفَ نَتَوَقَّعُ أَنْ تَكُونَ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلْآخَرِينَ بِشَأْنِ حِيَادِنَا ٱلْمَسِيحِيِّ؟ (ب) كَيْفَ يُسَاعِدُ ٱلْوَالِدُونَ أَوْلَادَهُمْ أَنْ يَبْقَوْا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ؟
١٥ عَاجِلًا أَمْ آجِلًا، سَيَمُرُّ كُلُّ خُدَّامِ يَهْوَهَ بِمَوَاقِفَ تَمْتَحِنُ وَلَاءَهُمْ. وَسَيُمْلِي عَلَيْهِمْ ضَمِيرُهُمْ أَنْ يَتَمَيَّزُوا عَنْ زُمَلَائِهِمْ، رُفَقَائِهِمْ فِي ٱلصَّفِّ، جِيرَانِهِمْ، أَقْرِبَائِهِمْ، وَغَيْرِهِمْ. (١ بط ٢:١٩) وَلَا يَنْبَغِي أَنْ نَتَفَاجَأَ إِذَا أَبْغَضَنَا ٱلْعَالَمُ بِسَبَبِ مَوْقِفِنَا، إِذْ إِنَّ يَسُوعَ سَبَقَ وَحَذَّرَنَا مِنْ هٰذَا ٱلْأَمْرِ. فَٱلْحِيَادُ ٱلْمَسِيحِيُّ يَنْطَوِي عَلَى مَسَائِلَ لَا يُعِيرُهَا أَهَمِّيَّةً مُعْظَمُ مُقَاوِمِينَا. أَمَّا نَحْنُ فَنَعْتَبِرُ هٰذِهِ ٱلْمَسَائِلَ عَلَى دَرَجَةٍ كَبِيرَةٍ مِنَ ٱلْأَهَمِّيَّةِ.
١٦ وَيَتَطَلَّبُ ٱلْوَلَاءُ لِيَهْوَهَ أَنْ نَكُونَ ثَابِتِينَ فِي وَجْهِ ٱلتَّهْدِيدَاتِ. (دا ٣:
قَدِّرْ كُلَّ مَا خَلَقَهُ يَهْوَهُ
١٧ أَيُّ مَوْقِفٍ يَجِبُ أَنْ نَتَجَنَّبَهُ، وَلِمَاذَا؟
١٧ مِنَ ٱلطَّبِيعِيِّ أَنْ تَرْبِطَنَا عَاطِفَةٌ بِوَطَنِنَا وَحَضَارَتِنَا وَلُغَتِنَا وَمَأْكُولَاتِ بَلَدِنَا. وَلٰكِنْ، هَلْ نَشْعُرُ أَنَّ كُلَّ مَا يَخُصُّنَا هُوَ دَائِمًا ٱلْأَفْضَلُ؟ لَقَدْ أَوْجَدَ يَهْوَهُ لِمُتْعَتِنَا تَنَوُّعًا وَاسِعًا فِي خَلِيقَتِهِ. (مز ١٠٤:٢٤؛ رؤ ٤:١١) فَلِمَ نُصِرُّ عَلَى ٱعْتِبَارِ مَا يَخُصُّنَا هُوَ ٱلْأَفْضَلَ؟!
١٨ أَيَّةُ بَرَكَاتٍ تَنْجُمُ عَنْ تَبَنِّي نَظْرَةِ يَهْوَهَ؟
١٨ يُرِيدُ ٱللهُ أَنْ يَبْلُغَ شَتَّى ٱلنَّاسِ إِلَى مَعْرِفَةِ ٱلْحَقِّ مَعْرِفَةً دَقِيقَةً وَأَنْ يَنَالُوا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ. (يو ٣:١٦؛ ١ تي ٢:
^ الفقرة 10 كَانَتْ فِيلِبِّي مُسْتَعْمَرَةً رُومَانِيَّةً. وَرُبَّمَا ٱمْتَلَكَ بَعْضُ ٱلْإِخْوَةِ فِي جَمَاعَةِ فِيلِبِّي ٱلْجِنْسِيَّةَ ٱلرُّومَانِيَّةَ، مَا أَعْطَاهُمْ حُقُوقًا كَمُوَاطِنِينَ رُومَانِيِّينَ أَكْثَرَ مِنْ بَاقِي ٱلْإِخْوَةِ.
^ الفقرة 12 اَلِٱسْمَانِ ٱلْوَارِدَانِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَانِ.