«اثبتوا في الايمان»
«اُثْبُتُوا فِي ٱلْإِيمَانِ، . . . تَشَدَّدُوا». — ١ كو ١٦:١٣.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٠، ٦٤
١ (أ) مَاذَا حَصَلَ لِبُطْرُسَ خِلَالَ عَاصِفَةِ رِيحٍ فِي بَحْرِ ٱلْجَلِيلِ؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.) (ب) لِمَ بَدَأَ بُطْرُسُ بِٱلْغَرَقِ؟
فِي خِضَمِّ عَاصِفَةِ رِيحٍ هَبَّتْ أَثْنَاءَ ٱللَّيْلِ، يُجَذِّفُ ٱلرَّسُولُ بُطْرُسُ وَبَعْضُ ٱلتَّلَامِيذِ بِكُلِّ مَا أُوتُوا مِنْ قُوَّةٍ لِيَعْبُرُوا بِمَرْكَبِهِمْ بَحْرَ ٱلْجَلِيلِ. وَفَجْأَةً، يَرَوْنَ يَسُوعَ يَمْشِي عَلَى ٱلْمَاءِ. فَيُنَادِيهِ بُطْرُسُ قَائِلًا: «مُرْنِي أَنْ آتِيَ إِلَيْكَ عَلَى ٱلْمِيَاهِ». وَعِنْدَمَا يَقُولُ لَهُ يَسُوعُ: «تَعَالَ!»، يَنْزِلُ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ وَيَسِيرُ نَحْوَهُ عَلَى وَجْهِ ٱلْمِيَاهِ ٱلْمُتَمَوِّجِ. وَلٰكِنْ، مَا هِيَ إِلَّا لَحَظَاتٌ حَتَّى يَبْدَأَ بُطْرُسُ بِٱلْغَرَقِ. وَٱلسَّبَبُ؟ لِأَنَّهُ رَأَى عَاصِفَةَ ٱلرِّيحِ وَخَافَ. وَإِذْ يَصْرُخُ مُسْتَنْجِدًا، يُسَارِعُ يَسُوعُ إِلَى ٱلْإِمْسَاكِ بِهِ قَائِلًا: «يَا قَلِيلَ ٱلْإِيمَانِ، لِمَاذَا ٱسْتَسْلَمْتَ لِلشَّكِّ؟». — مت ١٤:
٢ فِيمَ سَنَتَأَمَّلُ ٱلْآنَ؟
٢ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي ثَلَاثَةِ تَفَاصِيلَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَادِثَةِ تُبَيِّنُ لَنَا كَيْفَ ‹نَثْبُتُ فِي ٱلْإِيمَانِ›: (١) كَيْفَ أَعْرَبَ بُطْرُسُ فِي ٱلْبِدَايَةِ عَنِ ٱلْإِيمَانِ بِدَعْمِ ٱللهِ؟ (٢) لِمَ بَدَأَ إِيمَانُهُ يَضْعُفُ؟ وَ (٣) مَاذَا سَاعَدَهُ عَلَى ٱسْتِعَادَةِ إِيمَانِهِ؟ — ١ كو ١٦:١٣.
اَلْإِيمَانُ بِدَعْمِ ٱللهِ
٣ لِمَ نَزَلَ بُطْرُسُ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ، وَكَيْفَ فَعَلْنَا نَحْنُ أَمْرًا مُمَاثِلًا؟
٣ كَانَ ٱلْإِيمَانُ هُوَ مَا دَفَعَ بُطْرُسَ أَنْ يَنْزِلَ مِنَ ٱلْمَرْكَبِ وَيَمْشِيَ عَلَى ٱلْمِيَاهِ. فَعِنْدَمَا دَعَاهُ يَسُوعُ، وَثِقَ بِأَنَّ قُدْرَةَ ٱللهِ سَتَدْعَمُهُ كَمَا دَعَمَتْ يَسُوعَ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، كَانَ ٱلْإِيمَانُ هُوَ مَا دَفَعَنَا لِنَنْذُرَ أَنْفُسَنَا لِيَهْوَهَ وَنَعْتَمِدَ. فَقَدْ دَعَانَا يَسُوعُ لِنَتَّبِعَ خُطُوَاتِهِ، أَيْ نَصِيرَ أَتْبَاعًا لَهُ. فَمَارَسْنَا ٱلْإِيمَانَ بِهِ وَبِٱللهِ، وَاثِقِينَ أَنَّهُمَا سَيَدْعَمَانِنَا. — يو ١٤:١؛ اقرأ ١ بطرس ٢:٢١.
٤، ٥ لِمَ ٱلْإِيمَانُ كَنْزٌ ثَمِينٌ؟
٤ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ هُوَ حَقًّا كَنْزٌ ثَمِينٌ. فَكَمَا مَكَّنَ بُطْرُسَ أَنْ يَمْشِيَ عَلَى ٱلْمِيَاهِ، يُمَكِّنُنَا أَنْ نَفْعَلَ أَشْيَاءَ تَبْدُو مُسْتَحِيلَةً مِنْ وُجْهَةِ نَظَرٍ بَشَرِيَّةٍ. (مت ٢١:
٥ وَإِيمَانُنَا يَسْتَمِرُّ فِي إِمْدَادِنَا بِٱلْقُوَّةِ. فَبِٱلْإِيمَانِ، نَقْدِرُ أَنْ نُقَاوِمَ هَجَمَاتِ عَدُوِّنَا ٱلْفَائِقِ ٱلْقُوَّةِ، إِبْلِيسَ. (اف ٦:١٦) بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ، يُخَفِّفُ ٱتِّكَالُنَا عَلَى ٱللهِ قَلَقَنَا خِلَالَ أَوْقَاتِ ٱلشِّدَّةِ. فَيَهْوَهُ يَعِدُنَا أَنْ يُزَوِّدَنَا بِحَاجَاتِنَا ٱلْمَادِّيَّةِ إِذَا آمَنَّا بِهِ وَوَضَعْنَا مَصَالِحَ ٱلْمَلَكُوتِ أَوَّلًا. (مت ٦:
خَسَارَةُ ٱلتَّرْكِيزِ تُؤَدِّي إِلَى خَسَارَةِ ٱلْإِيمَانِ
٦، ٧ (أ) بِمَ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلرِّيحِ وَٱلْأَمْوَاجِ ٱلَّتِي أَحَاطَتْ بِبُطْرُسَ؟ (ب) لِمَ يَجِبُ أَلَّا نَسْتَهِينَ بِٱلِٱحْتِمَالِ أَنْ يَضْعُفَ إِيمَانُنَا؟
٦ يُمْكِنُ تَشْبِيهُ ٱلرِّيحِ وَٱلْأَمْوَاجِ ٱلَّتِي أَحَاطَتْ بِبُطْرُسَ فِيمَا كَانَ يَمْشِي عَلَى ٱلْمِيَاهِ بِٱلْمِحَنِ وَٱلتَّجَارِبِ ٱلَّتِي نُوَاجِهُهَا فِي حَيَاتِنَا كَمَسِيحِيِّينَ. وَمَهْمَا كَانَتْ مِحَنُنَا وَتَجَارِبُنَا قَاسِيَةً، يُمْكِنُنَا أَنْ نَبْقَى ثَابِتِينَ بِدَعْمِ يَهْوَهَ. فَبُطْرُسُ لَمْ يَغْرَقْ بِسَبَبِ هَبَّةِ رِيحٍ أَوْ مَوْجَةٍ عَالِيَةٍ. فَٱلرِّوَايَةُ تَقُولُ: «لَمَّا رَأَى عَاصِفَةَ ٱلرِّيحِ خَافَ». (مت ١٤:٣٠) فَمَا إِنْ خَسِرَ تَرْكِيزَهُ عَلَى يَسُوعَ حَتَّى تَزَعْزَعَ إِيمَانُهُ. عَلَى نَحْوٍ مُشَابِهٍ، قَدْ نَبْدَأُ بِٱلْغَرَقِ إِذَا رُحْنَا نَنْظُرُ إِلَى «عَاصِفَةِ ٱلرِّيحِ»، أَيْ إِذَا رَكَّزْنَا عَلَى مَشَاكِلِنَا وَشَكَكْنَا فِي أَنَّ يَهْوَهَ سَيَدْعَمُنَا.
٧ وَلَا نَعْتَقِدْ أَنَّ ٱلِٱحْتِمَالَ أَنْ يَضْعُفَ إِيمَانُنَا غَيْرُ وَارِدٍ، ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يَقُولُ إِنَّ ضُعْفَ ٱلْإِيمَانِ أَوْ خَسَارَتَهُ هُوَ «ٱلْخَطِيَّةُ ٱلَّتِي تُوقِعُنَا فِي حِبَالَتِهَا بِسُهُولَةٍ». (عب ١٢:١) وَكَمَا يَظْهَرُ مِنِ ٱخْتِبَارِ بُطْرُسَ، يُمْكِنُ أَنْ يَضْعُفَ إِيمَانُنَا بِسُرْعَةٍ إِذَا تَشَتَّتَ تَرْكِيزُنَا. فَكَيْفَ نَعْرِفُ مَا إِذَا كَانَ إِيمَانُنَا فِي خَطَرٍ؟ إِلَيْكَ بَعْضَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلَّتِي يُمْكِنُ طَرْحُهَا لِفَحْصِ ٱلذَّاتِ.
٨ كَيْفَ يُمْكِنُ أَنْ تَخِفَّ ثِقَتُنَا بِوُعُودِ ٱللهِ؟
٨ هَلْ خَفَّتْ ثِقَتِي بِوُعُودِ ٱللهِ؟ مَثَلًا، وَعَدَ ٱللهُ أَنْ يُدَمِّرَ نِظَامَ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا. وَلٰكِنْ، هَلْ يُشَتِّتُ ٱنْتِبَاهَنَا ٱلْكَمُّ ٱلْهَائِلُ مِنْ وَسَائِلِ ٱلتَّسْلِيَةِ فِي ٱلْعَالَمِ حَوْلَنَا بِحَيْثُ يَضْعُفُ إِيمَانُنَا بِوَعْدِ ٱللهِ فَنَشُكُّ فِي دُنُوِّ ٱلنِّهَايَةِ؟ (حب ٢:٣) كَمَا وَعَدَ ٱللهُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا عَلَى أَسَاسِ ٱلْفِدْيَةِ. وَلٰكِنْ، إِذَا رُحْنَا نَصُبُّ تَرْكِيزَنَا عَلَى مَاضِينَا ٱلْأَثِيمِ، فَقَدْ نَبْدَأُ بِٱلشَّكِّ فِي أَنَّ يَهْوَهَ «مَحَى» كُلَّ خَطَايَانَا. (اع ٣:١٩) وَهٰذَا يُؤَدِّي إِلَى خَسَارَةِ فَرَحِنَا فِي خِدْمَةِ ٱللهِ وَٱلْوُقُوعِ ضَحِيَّةَ ٱلْخُمُولِ ٱلرُّوحِيِّ.
٩ مَاذَا يُمْكِنُ أَنْ يَحْدُثَ إِذَا رَكَّزْنَا جُهُودَنَا عَلَى ٱلْمَسَاعِي ٱلشَّخْصِيَّةِ؟
٩ أَمَا زِلْتُ مُجْتَهِدًا فِي خِدْمَةِ ٱللهِ كَمَا كُنْتُ فِي ٱلْمَاضِي؟ أَظْهَرَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ أَنَّ ٱلِٱجْتِهَادَ فِي خِدْمَةِ يَهْوَهَ يُؤَدِّي إِلَى حِيَازَةِ «تَمَامِ يَقِينِ ٱلرَّجَاءِ إِلَى ٱلنِّهَايَةِ». وَلٰكِنْ، مَاذَا يَحْدُثُ إِذَا بَدَأْنَا نُرَكِّزُ جُهُودَنَا عَلَى ٱلْمَسَاعِي ٱلشَّخْصِيَّةِ، فَقَبِلْنَا مَثَلًا وَظِيفَةً رَاتِبُهَا مُرْتَفِعٌ وَلٰكِنَّهَا تَتَعَارَضُ مَعَ عِبَادَتِنَا؟ يُمْكِنُ أَنْ يَضْعُفَ إِيمَانُنَا وَنَصِيرَ «كَسَالَى»، فَلَا نُقَدِّمُ لِيَهْوَهَ أَفْضَلَ مَا لَدَيْنَا. — عب ٦:
١٠ كَيْفَ تَكُونُ مُسَامَحَةُ ٱلْآخَرِينَ دَلِيلًا عَلَى إِيمَانِنَا بِيَهْوَهَ؟
١٠ هَلْ يَصْعُبُ عَلَيَّ ٱلْغُفْرَانُ؟ عِنْدَمَا يُسِيءُ إِلَيْنَا ٱلْآخَرُونَ، يُمْكِنُ أَنْ نُرَكِّزَ عَلَى مَشَاعِرِنَا، فَنَحْتَدُّ عَلَيْهِمْ أَوْ نَقْطَعُ عَلَاقَتَنَا بِهِمْ. أَمَّا إِذَا غَفَرْنَا لَهُمْ، فَهٰذَا دَلِيلٌ عَلَى إِيمَانِنَا بِيَهْوَهَ. كَيْفَ؟ تَذَكَّرْ أَنَّ ٱلَّذِينَ يُخْطِئُونَ بِحَقِّنَا يَصِيرُونَ مَدْيُونِينَ لَنَا، تَمَامًا كَمَا أَنَّ خَطَايَانَا تَجْعَلُنَا مَدْيُونِينَ لِلهِ. (لو ١١:٤) لِذَا، عِنْدَمَا نَغْفِرُ لَهُمْ، نُبَرْهِنُ عَنْ ثِقَتِنَا بِأَنَّ يَهْوَهَ سَيُبَارِكُ مَوْقِفَنَا، وَبَرَكَتُهُ هِيَ أَعْظَمُ قِيمَةً بِكَثِيرٍ مِنْ تَحْصِيلِ دُيُونِنَا. وَقَدْ أَدْرَكَ تَلَامِيذُ يَسُوعَ أَنَّ مُسَامَحَةَ مَنْ أَخْطَأَ إِلَيْهِمْ تَتَطَلَّبُ ٱلْإِيمَانَ. فَحِينَ أَوْصَاهُمْ أَنْ يُسَامِحُوا حَتَّى ٱلَّذِينَ يُخْطِئُونَ بِحَقِّهِمْ بِٱسْتِمْرَارٍ، ٱلْتَمَسُوا مِنْهُ قَائِلِينَ: «زِدْنَا إِيمَانًا». — لو ١٧:
١١ أَيُّ أَمْرٍ قَدْ يَحْرِمُنَا ٱلْفَائِدَةَ مِنَ ٱلْمَشُورَةِ؟
١١ هَلْ أَغْتَاظُ عِنْدَمَا تُقَدَّمُ إِلَيَّ مَشُورَةٌ مُؤَسَّسَةٌ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ؟ عِوَضَ ٱلْبَحْثِ عَنْ طَرِيقَةٍ ام ١٩:٢٠) وَهٰكَذَا، نُفَوِّتُ عَلَيْنَا ٱلْفُرْصَةَ أَنْ نُقَرِّبَ تَفْكِيرَنَا مِنْ تَفْكِيرِ ٱللهِ.
نَسْتَفِيدُ بِهَا مِنَ ٱلْمَشُورَةِ، رُبَّمَا نُرَكِّزُ عَلَى عَيْبٍ فِيهَا أَوْ فِي مَنْ يُعْطِيهَا. (١٢ عَلَامَ يَدُلُّ ٱلتَّذَمُّرُ ٱلْمُسْتَمِرُّ عَلَى ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ شَعْبِ ٱللهِ؟
١٢ هَلْ أَتَذَمَّرُ عَلَى ٱلْإِخْوَةِ ٱلْمُعَيَّنِينَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ عِنْدَمَا رَكَّزَ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ عَلَى ٱلتَّقْرِيرِ ٱلسَّلْبِيِّ ٱلَّذِي أَدْلَى بِهِ ٱلْجَوَاسِيسُ ٱلْعَشَرَةُ عَدِيمُو ٱلْإِيمَانِ، بَدَأُوا يَتَذَمَّرُونَ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ. فَسَأَلَ يَهْوَهُ مُوسَى: «إِلَى مَتَى لَا يُؤْمِنُونَ بِي؟». (عد ١٤:
١٣ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَثَبَّطَ إِذَا تَبَيَّنَ أَنَّ لَدَيْنَا ضُعْفًا فِي ٱلْإِيمَانِ؟
١٣ بَعْدَ ٱلتَّأَمُّلِ فِي هٰذِهِ ٱلْأَسْئِلَةِ، لَا تَتَثَبَّطْ إِذَا تَبَيَّنَ أَنَّ لَدَيْكَ ضُعْفًا فِي ٱلْإِيمَانِ. فَبُطْرُسُ نَفْسُهُ، ٱلَّذِي كَانَ مِنْ رُسُلِ ٱلْمَسِيحِ، سَمَحَ لِلْخَوْفِ وَٱلشَّكِّ بِٱلتَّسَلُّلِ إِلَى قَلْبِهِ. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، وَبَّخَ يَسُوعُ فِي بَعْضِ ٱلْأَحْيَانِ كُلَّ ٱلرُّسُلِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا «قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ». (مت ١٦:٨) إِلَّا أَنَّ مَا حَصَلَ مَعَ بُطْرُسَ بَعْدَمَا تَزَعْزَعَ إِيمَانُهُ وَأَخَذَ يَغْرَقُ فِي ٱلْبَحْرِ يُعَلِّمُنَا دَرْسًا قَيِّمًا عَنْ كَيْفِيَّةِ ٱلثَّبَاتِ فِي ٱلْإِيمَانِ.
قَوِّ إِيمَانَكَ بِٱلتَّرْكِيزِ عَلَى يَسُوعَ
١٤، ١٥ (أ) مَاذَا فَعَلَ بُطْرُسُ عِنْدَمَا بَدَأَ بِٱلْغَرَقِ؟ (ب) كَيْفَ ‹نَنْظُرُ بِإِمْعَانٍ› إِلَى يَسُوعَ مَعَ أَنَّنَا لَا نَرَاهُ بِأَعْيُنِنَا ٱلْحَرْفِيَّةِ؟
١٤ عِنْدَمَا رَأَى بُطْرُسُ ٱلْعَاصِفَةَ وَبَدَأَ بِٱلْغَرَقِ، كَانَ بِإِمْكَانِهِ أَنْ يُحَاوِلَ ٱلرُّجُوعَ إِلَى ٱلْمَرْكَبِ سِبَاحَةً. وَلَرُبَّمَا كَانَ ذٰلِكَ رَدَّ فِعْلٍ طَبِيعِيًّا لِأَنَّهُ سَبَّاحٌ مَاهِرٌ. (يو ٢١:٧) إِلَّا أَنَّهُ عِوَضَ ٱلِٱتِّكَالِ عَلَى نَفْسِهِ، رَكَّزَ مِنْ جَدِيدٍ عَلَى يَسُوعَ وَقَبِلَ مُسَاعَدَتَهُ. نَحْنُ أَيْضًا عَلَيْنَا أَنْ نَقْتَدِيَ بِمِثَالِ بُطْرُسَ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ إِيمَانَنَا يَضْعُفُ. كَيْفَ؟
١٥ مِثْلَمَا رَكَّزَ بُطْرُسُ عَلَى يَسُوعَ مِنْ جَدِيدٍ، عَلَيْنَا نَحْنُ بِدَوْرِنَا أَنْ ‹نَنْظُرَ بِإِمْعَانٍ إِلَى ٱلْوَكِيلِ ٱلرَّئِيسِيِّ لِإِيمَانِنَا وَمُكَمِّلِهِ، يَسُوعَ›. (اقرإ العبرانيين ١٢:
١٦ كَيْفَ يُسَاعِدُنَا ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِنَا؟
١٦ قَوِّ ثِقَتَكَ بِٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. كَانَ يَسُوعُ مُقْتَنِعًا بِأَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ هُوَ كَلِمَةُ ٱللهِ وَبِأَنَّهُ أَفْضَلُ مُرْشِدٍ فِي ٱلْحَيَاةِ. (يو ١٧:١٧) فَٱقْتَدِ بِهِ بِقِرَاءَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا وَدَرْسِهِ وَٱلتَّأَمُّلِ فِي مَا تَتَعَلَّمُهُ. غُصْ أَيْضًا فِي ٱلْمَوَاضِيعِ ٱلَّتِي لَدَيْكَ تَسَاؤُلَاتٌ حَوْلَهَا. مَثَلًا، يُمْكِنُكَ أَنْ تَزِيدَ ٱقْتِنَاعَكَ بِأَنَّ نِهَايَةَ هٰذَا ٱلنِّظَامِ قَرِيبَةٌ بِٱلتَّعَمُّقِ فِي دَرْسِ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلَّتِي تُؤَكِّدُ أَنَّنَا نَعِيشُ فِي ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ. وَبِمَقْدُورِكَ أَيْضًا أَنْ تُقَوِّيَ ثِقَتَكَ بِنُبُوَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَنِ ٱلْمُسْتَقْبَلِ بِتَفَحُّصِ ٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْكَثِيرَةِ ٱلَّتِي تَحَقَّقَتْ. كَمَا يُمْكِنُكَ أَنْ تُقَوِّيَ ثِقَتَكَ بِقِيمَةِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْعَمَلِيَّةِ بِٱلتَّأَمُّلِ فِي أَمْثِلَةٍ تُظْهِرُ كَيْفَ تُحَسِّنُ كَلِمَةُ ٱللهِ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ. * — ١ تس ٢:١٣.
١٧ لِمَ تَمَكَّنَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى أَمَانَتِهِ تَحْتَ أَشَدِّ ٱلْمِحَنِ، وَكَيْفَ تَقْتَدِي بِهِ؟
١٧ رَكِّزْ عَلَى ٱلْبَرَكَاتِ ٱلَّتِي يَعِدُ بِهَا يَهْوَهُ. تَمَكَّنَ يَسُوعُ مِنَ ٱلْمُحَافَظَةِ عَلَى أَمَانَتِهِ تَحْتَ أَشَدِّ ٱلْمِحَنِ، لِأَنَّهُ رَكَّزَ نَظَرَهُ عَلَى «ٱلْفَرَحِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَهُ». (عب ١٢:٢) فَهُوَ لَمْ يَلْتَهِ بِمُغْرِيَاتِ ٱلْعَالَمِ. (مت ٤:
١٨ كَيْفَ تُسَاعِدُكَ ٱلصَّلَاةُ أَنْ تُقَوِّيَ إِيمَانَكَ؟
١٨ صَلِّ وَٱطْلُبْ مِنْ يَهْوَهَ أَنْ يَزِيدَكَ إِيمَانًا. عَلَّمَ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ يَسْأَلُوا يَهْوَهَ إِعْطَاءَهُمْ رُوحًا قُدُسًا. (لو ١١:
١٩ كَيْفَ نَخْتَارُ أَصْدِقَاءَ حَقِيقِيِّينَ؟
١٩ عَاشِرْ ذَوِي ٱلْإِيمَانِ. اِخْتَارَ يَسُوعُ أَصْدِقَاءَهُ ٱلْأَحِمَّاءَ بِعِنَايَةٍ. فَقَدْ كَانَ عُشَرَاؤُهُ ٱللَّصِيقُونَ، أَيِ ٱلرُّسُلُ، أُمَنَاءَ لَهُ وَأَوْلِيَاءَ وَطَائِعِينَ. (اقرأ يوحنا ١٥:
٢٠ أَيَّةُ فَائِدَةٍ نَنَالُهَا عِنْدَمَا نُسَاعِدُ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يَزِيدُوا إِيمَانَهُمْ؟
٢٠ سَاعِدِ ٱلْآخَرِينَ أَنْ يُقَوُّوا إِيمَانَهُمْ. قَوَّى يَسُوعُ إِيمَانَ تَلَامِيذِهِ بِٱلْقَوْلِ وَٱلْعَمَلِ. (مر ١١:
٢١ بِمَ يَعِدُنَا يَهْوَهُ جَمِيعًا؟
٢١ لَقَدْ تَغَلَّبَ بُطْرُسُ عَلَى مَخَاوِفِهِ وَشُكُوكِهِ بِمُسَاعَدَةِ ٱللهِ وَيَسُوعَ. فَصَارَ أَحَدَ أَعْمِدَةِ ٱلْإِيمَانِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلْبَاكِرَةِ. بِشَكْلٍ مُمَاثِلٍ، يُسَاعِدُنَا يَهْوَهُ جَمِيعًا عَلَى ٱلثَّبَاتِ فِي ٱلْإِيمَانِ. (اقرأ ١ بطرس ٥:
^ الفقرة 16 رَاجِعْ مَثَلًا سِلْسِلَةَ مَقَالَاتِ «اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُغَيِّرُ حَيَاةَ ٱلنَّاسِ» فِي بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ، طَبْعَةِ ٱلْعُمُومِ.